الغافلون و المتنافسون
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين
محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
اللهم صلي على محمد وآل محمد
ربي اشرح لي صدري
وضع عني وزري
الذي انقض ظهري
وارفع لي ذكري
واجعلي لي من بعد العسر يسرا
واجعل لي من بعد العسر يسرا
السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ
كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ
لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا
وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا
أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ
بَلْ هُمْ أَضَلُّ
أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ” صدق الله العلي العظيم
الغافلون أضل من الأنعام وعددهم كبير جدا من حولك!!!!
هذه القاعدة القرآنية إذا فهمتها جيدا وصدقتها كامل التصديق فستفكر حينها ألف مرة
قبل أن تجالس أيّ إنسان
وألفين مرة قبل أن تأخذ أيّ فكرة أو أيّ مقولة من أي إنسان
وثلاثة آلآف مرة قبل أن تحاول أن تقنع أيّ إنسان بأيّ فكرة
كل ذلك بشرط أن تكون أنت لست من الغافلين
أمّا إن كنت منهم فإنك بالنتيجة ستجالس ربما أي إنسان بدون تردد
فأنت لو كنت من الغافلين فأنت حينها في أحسن أحولك سوءا ستكون من الأنعام
وفي أوسطها ستكون أضل من الأنعام
أمّا في أسوأها فأنت ستكون من الاموت غير الأحياء الذين لا يعلمون بأنهم أموات غير أحياء
هذه القاعدة القرآنية صعبة التطبيق على أرض الواقع حتى لو علمت بها
لأنك بمجرد أن تبدء بتطبيقها ستبدء تدريجيا وكلما طبقتها أكثر بالشعور بالغربة معها أكثر وأكثر
كما أنك بالتأكيد لن تبدء بتطبيقها الا إن بدأت الحياة تدبّ بك شخصيا
ولن تدبّ بك الحياة الا ان اكتشفت إنك غافل من الغافلين وأنك غافل مع الغافلين وأنك غافل بسبب الغافلين
ولن تكتشف انك غافل مع الغافلين الا ان اكتشفت من هم الغافلون
ولن تكتشف من هم الغافلون إلا إن صاحبت أحد المنتبهين المستيقظين
ولن تنتبه إلى أنه من المنتبهين المستيقظين ما لم تنقدح بك أنت أيضا شرارة الحياة والاستيقاظ وبدأت تستيقظ
فحينها فقط
ستقرر لوحدك إن كنت تريد أن تعود للنوم والغفلة أم انك تريد أن تكمل عملية استيقاظك
مثال هذه الحالة ربما تتكرر يوميا على كل واحد منّا وبصور مختلفة ونبقى دائما نريد ان نبقى من الغافلين
مثلا في الليل أنت تصحو من نومك فجأة فتفتح عينيك وانت شبعان نوم ، لكنك تنظر للساعة فتجد انك لم تنم اكثر من ساعتين وباقي على الفجر خمس او ستة ساعات فتقرر بعد لحظات قليلة من صحوتك ان تنام مرة أخرى ، وبالفعل تنام بدون تردد
أما في الحياة فإنك ربما تسمع او تقرء كلام من احد المنتبهين المستيقظين فتعجبك كلماته وتكون مثل شرارة اوثظتك من الغفلة او من النوم
لكنك بعد قليل تعود للكلام والنقاش والانخراط في الخوض مع الخائضين الغافلين فتعود بسبب خوضك معهم للغفلة من جديد
هذه الشرارة التي توقظ الغافل وتحي الميت ليست موجودة ولا يمكن أن تنقدح عند الغالبية العظمى من الناس
فأمر الإستيقاظ أو الانتباه من الغفلة من عدمه لهؤلاء الغالبية العظمى من الناس ليس بيدهم على الاطلاق
لأنهم مخلوقون بالأساس لكي يبقوا غافلين حتى النهاية
فالله هو الفاعل بهم ذلك ،، فهو من خلقهم لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا وهو من ذرأهم لجهنم يفعل بهم ما يشاء
انتبه إلى أنني قد قلت ((يفعل بهم ما يشاء))
فالآية تقول وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ ،، وليس وَلَقَدْ ذَرَأْنَا في جَهَنَّمَ
مفردة جَهَنَّمَ تكررت في القرآن الكريم 72 مرة
ومرتان بصيغة بـــجهنم
وثلاث مرات بصيغة لـــــــجهنم يمكن الاستفادة منها ان لجهنم المقصود بها لـــــكيان واعي
واذا تتذكرون معي فإن هذا الرقم 72 يطابق عدد منازل الصراط المستقيم
يعني يطابق عدد منازل درجات الإيمان العشرة مع الحافرة والعقبة
فعدد منازل درجات الإيمان هي سبعين منزلة
حيث أن كل درجة ايمان حسب الرواية التي اوردناها في حديث سابق هي سبعة منازل
ودرجات الايمان هي عشرة درجات حسب الرواية فيكون المجموع سبعون منزلة
ونضيف لها منزلة الحافرة ومنزلة العقبة فيكون المجموع 72 منزلة
فـ72 منزلة هذه كلها منازل جهنم
ولن تفكّ رقبة الإنسان من جهنم الا ان عبر بوعيه وذكائه وتسليمه من منزلة العقبة
وهي المنزلة الثانية والسبعون كما اوضحنا ذلك في بعض كلامنا السابق الذي استوحيناه من كلام وروايات أهل البيت عليهم السلام
فالحافرة منزلة يتبعها 70 منزلة من منازل درجات الايمان العشرة ثم تاتي منزلة العقبة ليكون المجموع اثنين وسبعين منزلة
نعود مرة أخرى لحديثنا ونقول
أن الآية تقول وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ ،، وليس وَلَقَدْ ذَرَأْنَا في جَهَنَّمَ
فــ مفردة ((لِجَهَنَّمَ)) في هذا الموضع هي إشارة لـ كيان واعي فاعل وليس لمكان حاوي جامد
وأعتقد أنّ هذا الكيان هو نفسه وزير الجهل
والجهل هو ذلك الكيان الالهي الذي هو أحد أول مخلوقين روحانيين خلقهما رب العالمين قبل خلق الخلائق كما تقول رواية جنود العقل والجهل
أمّا وزيره الذي يقوم مقامه في قصة آدمنا الحالية والتي جميعنا نبرء أحداثها سوية فهو إبليس لعنة الله عليه
على هذا الفرض او حسب هذا الفهم فقد يكون معنى الآية السابقة بهذا الشكل:
ولقد ذرانا لإبليس
كثيرا من الجن والانس
لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها
اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون
وهذا المعنى ليس هو ببعيد ولا هو بغريب عن المعنى الوارد في الكثير من الآيات والروايات
فمثلا الرواية التي يقول بها امير المؤمنين ان الناس ثلاثة عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع ينعقون مع كل ناعق
تدل أيضا على هذا المعنى من أنه يوجد غافلون وهم كالانعام يسوقهم الرعيان بنعيقهم
يعني بنعقة يودوهم وبنعقة يجيبوهم
والرواية التي يقولون لنا بها صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين:
نحن الناس
وشيعتنا اشباه الناس
وباقي الناس نسناس
تدل أيضا على هذا المعنى
وأيضا الرواية عن أمير المؤمنين التي يقول بها:
إِنَّمَا الدُّنْيَا جِيفَةٌ
وَ الْمُتَوَاخُونَ عَلَيْهَا أَشْبَاهُ الْكِلَابِ
فَلَا يَمْنَعُهُمْ أُخُوَّتُهُمْ لَهَا مِنَ التَّهَارُشِ عَلَيْهَا.
تدل أيضا على هذا المعنى
خصوصا مع ظهور وانطباق هذا المعنى جليا في أحوال الناس في هذه الدنيا
فهؤلاء الغافلون هم الادوات التي سيستفز بهم ابليس من يستطيع من عباد الله من جميع الفرق الاثنين والسبعون
و بهم سيجلب عليهم
فهم خيله ((أو هم الأنعام)) الذين سيركب عليهم رجله الذين سينعقون لعباده بنعيق مدروس فيوجهونهم كيف يشاؤون
وبهم سيشارك عباده الاموال والأولاد
أعود وأقول هنا مرة أخرى
أن هؤلاء الغافلين لا ذنب لهم لأنهم غافلون
ولا ألومهم لأن إبليس ورجله يمتطونهم طوال الوقت من أجل تحقيق أهدافهم وتنفيذ خططهم عن طريقهم،،
فالأمر بمقاومتهم ليس بيدهم ان لا يستطيعون غير الاستسلام لهم وطاعتهم
فالمجموعة الذارئة التي ذرأتهم بأمر الله لجهنم هي التي ذرأتهم لجهنم بهذه الصورة
وبالتالي فإنهم لا يستطيعون ان يكونوا الا على هذه الصورة المستيلمة المنقادة مهما حاولوا،
وبالاصل فإنهم لن يحاولوا ان لا يكونوا غير كذلك
فهم مبرمجون لكي يكونوا تحت تصرف إبليس ورجله ومبرمجون ليشعروا بالسعادة معها ومعه
إنهم مجرد أداة سيطرة واحدة من ضمن أدوات السيطرة الكثيرة المسخرة لسادة الماتركس لكي يسيطروا بها على وعي المحبوسين فيه، أي في الماتركس
في هذا العالم الذي نعيش اليوميوجد به حوالي خمسة ملايين وربع مليون انسان فقط يستطيعون الاستيقاظ والانتباه
وهؤلاء محاطون بحوالي ثمانية مليارات غافل
يعني كل واحد من هذه الفرق الاثنين والسبعين محاط بحوالي 1500 غافل
ولو كان يوجد اثنين من افراد الفرق المتنافسة يعيشون في بيت واحد فيوجد حولهم 3000 غافل يستطيع إبليس أن يستعملهم ويسخّرهم جميعهم للسيطرة على هؤلاء الاثنين وتنويمهم او تثويلهم مغناطيسيا وفكريا وعقائديا
تخيل انك وشخص أخر فقط من المتنافسين تعيشون في قرية واحدة عددها 3002 إنسان
فحينها فإن كل أفراد هذه القرية يسيطر عليهم ابليس
وسيسخرهم جميعهم من اجل اشغالك انت والمتنافس الآخر
عن أن تكونا من الشاكرين
ولن ينفعك حينها لتتخلص من تأثير إبليس عليك أن تهجر هذه القرية
وتذهب لقرية أخرى أو لمدينة أخرى
فأينما ذهبت ستجد أن الحال كما يقولون هو من بعضه
فأينما ذهبت سيكون الغالفلين من حولك ربما بنسبة اقل او حتى بنسبة أكبر
ولن تستطيع الخلاص منهم سوى باعتزالهم وبالاغتراب بينهم
وبالتدقيق الكبير والدقيق جدا جدا جدا في من تصاحبه وتناطقه وتشاوره منهم
دعونا نقرء هذه الرواية المباركة ونحاول ان نفهم معناها:
كَتَبَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام إِلى سَعِيدٍ الْخَيْرِ:
«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ:
أَمَّا بَعْدُ،
فَقَدْ جَاءَنِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ فِيهِ مَعْرِفَةَ مَا لَايَنْبَغِي تَرْكُهُ،
وَ طَاعَةَ مَنْ رِضَا اللَّهِ رِضَاهُ،
فَقَبِلْتَ مِنْ ذلِكَ لِنَفْسِكَ مَا كَانَتْ نَفْسُكَ مُرْتَهَنَةً،
لَوْ تَرَكْتَهُ تَعْجَبُ
أَنَّ رِضَا اللَّهِ وَ طَاعَتَهُ وَ نَصِيحَتَهُ
لَا تُقْبَلُ ((إنتبه هنا))
لَا تُقْبَلُ
وَ لَا تُوجَدُ
وَ لَا تُعْرَفُ
إِلَّا فِي عِبَادٍ غُرَبَاءَ أَخْلَاءً مِنَ النَّاسِ
قَدِ اتَّخَذَهُمُ النَّاسُ سِخْرِيّاً لِمَا يَرْمُونَهُمْ بِهِ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ،
وَ كَانَ يُقَالُ: لَايَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتّى يَكُونَ أَبْغَضَ إِلَى النَّاسِ مِنْ جِيفَةِ الْحِمَارِ.
وَ لَوْ لَا أَنْ يُصِيبَكَ مِنَ الْبَلَاءِ مِثْلُ الَّذِي أَصَابَنَا، فَتَجْعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ-
وَ أُعِيذُكَ بِاللَّهِ وَ إِيَّانَا مِنْ ذلِكَ-
لَقَرُبْتَ عَلى بُعْدِ مَنْزِلَتِكَ.
وَ اعْلَمْ رَحِمَكَ اللَّهُ أَنَّهُ
لَا تُنَالُ مَحَبَّةُ اللَّهِ
إِلَّا بِبُغْضِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ،
وَ لَا وَلَايَتُهُ
إِلَّا بِمُعَادَاتِهِمْ،
وَ فَوْتُ ذلِكَ قَلِيلٌ يَسِيرٌ لِدَرْكِ ذلِكَ مِنَ اللَّهِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.
يَا أَخِي ،
إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ وَ جَلَّ- جَعَلَ فِي كُلٍّ مِنَ الرُّسُلِ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ
يَدْعُونَ مَنْ ضَلَّ إِلَى الْهُدى،
وَ يَصْبِرُونَ مَعَهُمْ عَلَى الْأَذى،
يُجِيبُونَ دَاعِيَ اللَّهِ،
وَ يَدْعُونَ إِلَى اللَّهِ ،
فَأَبْصِرْهُمْ رَحِمَكَ اللَّهُ،
فَإِنَّهُمْ فِي مَنْزِلَةٍ رَفِيعَةٍ،
وَ إِنْ أَصَابَتْهُمْ فِي الدُّنْيَا وَضِيعَةٌ (( وأَصَابَتْهُمْ معناها هنا هجرانهم او معاداتهم او الكفر بهم، مثل من يقول قد صبأ ورب الكعبة ويقصد به قد هجر دينه
والوضيعة معناها هنا الخسارة
فيكون المعنى هنا أن هجرانهم او معاداتهم كما جاء في صدر الحديث هو خسارة
حيث قال في البداية
أَنَّ رِضَا اللَّهِ وَ طَاعَتَهُ وَ نَصِيحَتَهُ
لَا تُقْبَلُ وَ لَا تُوجَدُ وَ لَا تُعْرَفُ
إِلَّا فِي عِبَادٍ غُرَبَاءَ أَخْلَاءً مِنَ النَّاسِ
قَدِ اتَّخَذَهُمُ النَّاسُ سِخْرِيّاً لِمَا يَرْمُونَهُمْ بِهِ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ))
نعود مرة أخرى للحديث لنكمله :
وَ اعْلَمْ رَحِمَكَ اللَّهُ أَنَّهُ
لَا تُنَالُ مَحَبَّةُ اللَّهِ
إِلَّا بِبُغْضِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ،
وَ لَا وَلَايَتُهُ
إِلَّا بِمُعَادَاتِهِمْ،
وَ فَوْتُ ذلِكَ قَلِيلٌ يَسِيرٌ لِدَرْكِ ذلِكَ مِنَ اللَّهِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.
يَا أَخِي ،
إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ وَ جَلَّ- جَعَلَ فِي كُلٍّ مِنَ الرُّسُلِ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ
يَدْعُونَ مَنْ ضَلَّ إِلَى الْهُدى،
وَ يَصْبِرُونَ مَعَهُمْ عَلَى الْأَذى،
يُجِيبُونَ دَاعِيَ اللَّهِ،
وَ يَدْعُونَ إِلَى اللَّهِ ،
فَأَبْصِرْهُمْ رَحِمَكَ اللَّهُ،
فَإِنَّهُمْ فِي مَنْزِلَةٍ رَفِيعَةٍ،
وَ إِنْ أَصَابَتْهُمْ فِي الدُّنْيَا وَضِيعَةٌ
إِنَّهُمْ يُحْيُونَ بِكِتَابِ اللَّهِ الْمَوْتى،
وَ يُبَصِّرُونَ بِنُورِ اللَّهِ مِنَ الْعَمى،
كَمْ مِنْ قَتِيلٍ لِإِبْلِيسَ قَدْ أَحْيَوْهُ،
وَ كَمْ مِنْ تَائِهٍ ضَالٍّ قَدْ هَدَوْهُ،
يَبْذُلُونَ دِمَاءَهُمْ دُونَ هَلَكَةِ الْعِبَادِ ،
مَا أَحْسَنَ أَثَرَهُمْ عَلَى الْعِبَادِ،
وَ أَقْبَحَ آثَارَ الْعِبَادِ عَلَيْهِمْ»………إنتهى
قبل أن نستمر بالحديث نقوله أنه
من الأرقام التي وصلنا لها حتى الأن
عن عدد أفراد الفرق الاثنين والسبعين المتنافسين
وهو حوالي خمسة ملايين وربع المليون متنافس
ومن عدد سكان العالم الذي يقترب اليوم من ثمانية مليارات نسمة
يمكننا أن نقول أنه في بلد مثل العراق
عدد سكانه 35 مليون نسمة فإن عدد الذين
قد يتمكنون منهم من الاستيقاظ او الانتباه
ربما لن يتجاوز عدة آلاف
أمّا الذين سيستيقظون منهم فعلا فعددهم قد يكون اقل من ذلك بكثير
أو ربما سيستيقظون جميعهم
ما لو انهم كما قال الإمام الباقر عليه السلام
اهتدوا لعِبَادٍ غُرَبَاءَ أَخْلَاءً مِنَ النَّاسِ
من الذين رِضَا اللَّهِ وَ طَاعَتَهُ وَ نَصِيحَتَهُ لَا تُقْبَلُ وَ لَا تُوجَدُ وَ لَا تُعْرَفُ إلا بهم ومنهم
وهذا الامر بالتأكيد لا يتم ولا يكون إلا كما قال الامام الباقر عليه السلام :
بِبُغْضِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ وَمُعَادَاتِهِمْ
والروايات التي تمدح الغرباء أشهر من أن نشير لها بغير القول:
طوبى للغرباء
فالغرباء هم العباد
وطوبى هو الكونداليني
أو هو نور السماوات والأرض
أو هو روح منه
أو هو ألم الكتاب هدى المتقين
أمّا في هذه الرواية فهو:
كِتَابِ اللَّهِ الذي يُحْيُونَ به الْمَوْتى
وَ هو نُور اللَّهِ الذي يُبَصِّرُونَ به قتلى إبليس مِنَ الْعَمى
فهذه الدنيا هي دار المنافسة للصعود منها ومرافقة الاولياء والصالحين واهل البيت عليهم السلام فإذا أردت أن تكون لك فرصة عادلة وجيدة بالمنافسة على هذه الجائزة الكبيرة فعليك احتراز الدقة الكبيرة والحذر الشديد في اختيار من تجالسهم وتناقشهم وتحادثهم وربما تأخذ منهم بعض اقوالهم
يعني يجب أن تكون عندك فراسة جيدة وكافية تستطيع أن تحدد بها
إن كان المقابل من الغافلين الذين لا أمل بصحوتهم
وأن الحديث معه مضيعة للوقت وتشتيت للمجهود
أم أنه من قتلى إبليس
ومن المحتمل انه يكون مثلك من المتنافسين
وانه مثلك يريد الاستيقاظ من غفلته أكثر وأكثر
وانت غير مضطر على الإطلاق لان تقنع اي إنسان او أن تهدي أي إنسان لا ترى به القابلية لأن يهتدي خلال كلامك ونقاشك معهم
فأهل البيت أمرونا بروايات كثيرة أن لا ندعوا احدا لهذا الأمر كما في هذه الرواية :
عَنْ ثَابِتِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع
يَا ثَابِتُ مَا لَكُمْ وَ لِلنَّاسِ؟
كُفُّوا عَنِ النَّاسِ
وَ لَا تَدْعُوا أَحَداً إِلَى أَمْرِكُمْ
فَوَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلَ الْأَرَضِينَ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَهْدُوا عَبْداً يُرِيدُ اللَّهُ ضَلَالَتَهُ مَا اسْتَطَاعُوا عَلَى أَنْ يَهْدُوهُ
وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلَ الْأَرَضِينَ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يُضِلُّوا عَبْداً يُرِيدُ اللَّهُ هِدَايَتَهُ
مَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يُضِلُّوهُ
كُفُّوا عَنِ النَّاسِ
وَ لَا يَقُولُ أَحَدٌ عَمِّي
وَ أَخِي
وَ ابْنُ عَمِّي
وَ جَارِي
فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً طَيَّبَ رُوحَهُ
فَلَا يَسْمَعُ مَعْرُوفاً إِلَّا عَرَفَهُ
وَ لَا مُنْكَراً إِلَّا أَنْكَرَهُ-
ثُمَّ يَقْذِفُ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ كَلِمَةً يَجْمَعُ بِهَا أَمْرَهُ……………..إنتهى
ومثل تلك الروايات التي تقول ان اسماء شيعتهم يعرفها اهل السماء اسما اسما
وأنهم لا يزيدون واحد ولا ينقصون واحد
والكلام هنا عن افراد الفرق الإثنين والسبعين كلهم ،، يعني عن المتنافسين كلهم
يعني أهل السماء يعرفون جميع المتنافسين من الفرق كلها ،، فهم بالنسبة لهم فرقة واحدة
وهي فرقة عباد رب العالمين الذي قال لأبليس عنهم
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ
وهؤلاء العباد هم نفسهم الذين تعهد إبليس لرب العالمين أنه سيبذل غاية جهده في اضلالهم حتى لا يجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ وذلك حين قال:
ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ
وَمِنْ خَلْفِهِمْ
وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ
وَعَن شَمَائِلِهِمْ
وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ
فهذه الفرق الاثنين والسبعين بالنسبة للملائكة والناطقين بالقرآن الكريم كلها بمثابة فرقة واحدة
هي فرقة عباد رب العالمين
ولذلك فإنهم يعاملون جميع عباد الله المتنافسين على اختلاف ذنوبهم
وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِــــبَـــــادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا
فإنهم يعاملونهم جميعهم بنفس المستوى من العطاء وبنفس القانون الواحد الساري عليهم جميعهم
وهذا القانون الواحد هو:
مَّن كَانَ يُرِيدُ ((من عِــــبَـــــادِهِ )) الْعَاجِلَةَ
عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ
ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا
وَمَنْ أَرَادَ ((من عِــــبَـــــادِهِ )) الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا
كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء ((هَؤُلاء وَهَؤُلاء كلاهما عِــــبَـــــادِهِ)) مِنْ عَطَاء رَبِّكَ
وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا
انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ((بعضهم جَعَلْوا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا وبعضهم الآخر كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا))
وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً
لاَّ تَجْعَل مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً ((وهذا هو أساس المسابقة وجوهرها ، لكن يجب أن تعرفه قبل كل شيء بالنورانية حتى يكون باطنك في ولايته أكثر من ظاهرك فيها))
فنحن نعيش حاليا تحت قبة آدم في عالم منافسة ظروفه وفتنه قاسية جدا جدا وهو اشبه ما يكون بعالم المنافسة تحت قبة المنافسات في فلم The Hunger Games
لكن الفرق بينهما هو
ان أعداء المتنافسين في قبة The Hunger Games هم الأنعام والحيوانات المفترسة والظروف الجوية الصعبة المصطنعة
وقبل كل شيء لعداوتهم لبعضهم البعض المفروضة عليهم
أما تحت قبتنا هذه فأعداؤنا فيها هم من هم أضلّ من الأنعام
يعني الغافلون هم أعداؤنا وليس الأنعام
فالانعام هنا نركبها ونحلبها ونأكلها أيضا
والوحوش نروضها ونضحك ونتفرج عليها في السيرك
أمّا الغافلون في هذا العالم فهم اعداؤنا
هم من يقتلوننا
وهم من يلهوننا
وهم من يغروننا
وهم من يسرقوننا
يعني حوالي ثمانية مليارات إنسان يحيطون بنا اليوم من كل جانب هم أعداؤنا
وما دمنا باقين متأثرين بهم
وننعق معهم خلف ناعق منهم و لهم
ونتهارش مثلهم كالكلاب على حطام الدنيا وجيفتها
فيمكننا حينها إضافة عدد الغافلين منا لعدد من هم أضل من الانعام ونحسبهم جميعهم مع بعض ضد القلة القليلة المنتبهة المستيقظة
وحينها سيكون الغافلين منّا اقسى على بعضهم البعض من قسوة الغالفلين منهم علينا
والغافلين الذين لا ذنب لهم لأنهم غافلون لأنهم مذروين ذروا حولنا على هذه الشاكلة قد فرغ ابليس من أمر إضلالهم وانتهى ولا يحتاج لأن يبذل مجهود كبير في توجيههم ،، فهم يقودهم ويوجههم بأوامره من فوق القبب
أمّا تحت القبب فرجله المفضل حبتر هو من يسيطر عليهم ويوجههم كالأنعام كيفما يشاء ويريد
وحبتر هو نفسه الشيطان الذي سيتبرء منّا نحن المتنافسين حين ينقضي أمر المنافسة وتنكشف تفاصيل المؤامرة الربانية لجميع المتنافسين
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
في عالم المنافسات حين تنتهي المنافسة فالعادة المتبعة حينها
أنه يتم جمع جميع المتنافسين في مكان واحد
ويتم تهيئة المكان والأجواء للإحتفال بالفائزين وتوزيع الجوائز عليهم وتكريمهم ورفعهم على جميع المتنافسين الذين لم يفوزوا بعد
وإن كانت قواعد المنافسة تنصّ على معاقبة أشد الخاسرين بطريقة معيّنة
فسيتم عقابهم كذلك علنا وعلى رؤوس الاشهاد وبنفس الطريقة
التي سيتم بها تكريم الفائزين وعلى رؤوس الاشهاد أيضا
والمفارقة بين تكريم الفائزين وعقاب الخاسرين في المسابقة التي نحن فيها الآن
هي أن الفائزين والخاسرين كلهم سيطيرون
لكن الفائزين سيطيرون وفدا وهم معززين مكرمين على نجائبهم فرحين مسرورين بجانب اليمين قائدهم قائد الغر المحجلين فيفدون على رب السماوات والأرض فيخلع عليهم أكبر النعم فيورثهم الكتاب ويُنطِق الاسم المكنون من على السنتهم
فُرَاتٌ قَالَ حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع [قَالَ]
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ [ع] قَالَ
إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِذَا بَعَثَ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ قُبُورِهِمْ
بَيَاضُ وُجُوهِهِمْ كَبَيَاضِ الثَّلْجِ
عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ بَيَاضُهَا كَبَيَاضِ اللَّبَنِ
وَ عَلَيْهِمْ نِعَالٌ مِنْ ذَهَبٍ شِرَاكُهَا وَ اللَّهِ مِنْ نُورٍ يَتَلَأْلَأُ
فَيُؤْتَوْنَ بِنُوقٍ مِنْ نُورٍ عَلَيْهَا رِحَالٌ [مِنَ] الذَّهَبِ
قَدْ وُشِّحَتْ بِالزَّبَرْجَدِ وَ الْيَاقُوتِ
أَزِمَّةُ نُوقِهِمْ سَلَاسِلُ الذَّهَبِ
فَيَرْكَبُونَهَا حَتَّى يَنْتَهُونَ إِلَى الْجِنَانِ
وَ النَّاسُ يُحَاسَبُونَ وَ يَغْتَمُّونَ وَ يَهْتَمُّونَ
وَ هُمْ يَأْكُلُونَ وَ يَشْرَبُونَ
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع
مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ هُمْ شِيعَتُكَ وَ أَنْتَ إِمَامُهُمْ
وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى
يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً
قَالَ: عَلَى النَّجَائِب………..إنتهى
أما الخاسرين فهؤلاء أيضا سيطيرون
لكن كيف؟
هؤلاء سيطيرون وهم محشورون بتوابيت الحديد
ومقيدون داخلها كالمجرمين بسلاسل الحديد
وتلفح وجوههم علامات وآثار الغضب الشديد بسبب الخسارة وبسبب ما سيلاقونه في جهنمهم الجديدة او في عالمهم الجديد
الذي سيحشرون إليه زمرا وبمعزل عن قائدهم الشمال الذي سيرسلهم أمامه زمرا بتوابيت الحديد لمصيرهم المحتوم في جهنمهم الجديدة
فلا يرافقهم كما يرافق اليمين أصحابه بل يكتفي بأن يرسل معهم بعض أشد وأقسى زبانيته وهم متخفّين بينهم
فلا شرف برفقتهم ليرافقهم
أمّا الذين لم يبدء حسابهم بعد ولا يزالون ينتظرون الحساب
فسينظرون للفائزين أصحاب النجائب وهم يصعدون للجنة
وسيودعونهم وينادونهم مسلّمين عليهم ومحيين لهم وَهُمْ يَطْمَعُونَ ان يدخلوا أو يكونوا معهم
وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ
لكن هيهات هيهات
وبعد أن تقفل السماء أبوابها بخروج أخر واحد من موكب اليمين والفائزين الذين برفقته منها
فسيلتفت المنتظرون حسابهم بأبصارهم نحو الظالمين الذين تم عزلهم لوحدهم ويقولون داعين ربهم:
وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
يعني لا تحسبنا من أَعْوَان الظَّلَمَةِ
وَ لا من أَشْبَاهُ الظَّلَمَة
ولا حَتَّى من مَنْ بَرَى لَهُمْ قَلَماً
وَلا من من لَاقَ لَهُمْ دَوَاةً
فهؤلاء هم سيحشرون في توابيت الحديد الى جهنم جديدة بعد انتهاء الحساب والشفاعة
عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قَالَ:
إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ الظَّلَمَةُ وَ أَعْوَانُ الظَّلَمَةِ وَ أَشْبَاهُ الظَّلَمَةِ حَتَّى مَنْ بَرَى لَهُمْ قَلَماً وَ لَاقَ لَهُمْ دَوَاةً
قَالَ:
فَيَجْتَمِعُونَ فِي تَابُوتٍ مِنْ حَدِيدٍ ثُمَّ يُرْمَى بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ………إنتهى
في هذه الرواية ربما لم يتم تحديد من هم الظلمة وأشباههم وأعوانهم وأعوان أعوانهم بشكل واضح وصريح لكن في الرواية التالية تم تحديدهم ووصفهم بكل وضوح
رُوِيَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى الصَّادِقِ ع رَجُلٌ
فَمَتَّ لَهُ بِالْأَيْمَانِ أَنَّهُ مِنْ أَوْلِيَائِهِ
فَوَلَّى عَنْهُ بِوَجْهِهِ
فَدَارَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ وَ عَاوَدَ الْيَمِينَ
فَوَلَّى عَنْهُ
فَأَعَادَ الْيَمِينَ ثَالِثَةً
فَقَالَ لَهُ ع:
يَا هَذَا
مِنْ أَيْنَ مَعَاشُكَ؟
فَقَالَ: إِنِّي أَخْدُمُ السُّلْطَانَ
وَ إِنِّي وَ اللَّهِ لَكَ مُحِبٌّ
فَقَالَ ع:
رَوَى أَبِي
عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص
أَنَّهُ قَالَ:
إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ
نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ:
أَيْنَ الظَّلَمَةُ؟
أَيْنَ أَعْوَانُ أَعْوَانِ الظَّلَمَةِ؟
أَيْنَ مَنْ بَرَى لَهُمْ قَلَماً؟
أَيْنَ مَنْ لَاقَ لَهُمْ دَوَاةً؟
أَيْنَ مَنْ جَلَسَ مَعَهُمْ سَاعَةً؟
فَيُؤْتَى بِهِمْ جَمِيعاً
فَيُؤْمَرُ بِهِمْ أَنْ يُضْرَبَ عَلَيْهِمْ بِسُورٍ مِنْ نَارٍ
فَهُمْ فِيهِ حَتَّى يَفْرُغَ النَّاسُ مِنَ الْحِسَابِ
ثُمَّ يُرْمَى بِهِمْ إِلَى النَّارِ…………إنتهى
فالظلمة هم السلاطين من المتنافسين
واعوان الظلمة هم الوزراء وقواد الجيوش من المتنافسين
وأعوان أعوان الظلمة هم جميع المتنافسين الذين يجعلون من أنفسهم مطية للظلمة فيوطدون للظلمة أركان ظلمهم
سواء خدموهم باي صورة
او أحبوهم بقلوبهم
او علقوا لهم صورة على حائط
او حتى انتخبوهم يعني بايعوهم
إذا فهمت هذا الكلام
سيمكنك أن تميز الغافلين بكل سهولة فتتجنبهم
أو على الأقل تعاملهم معاملة الغافلين
أو معاملة الاعداء المحتملين
لكن يجب أن تعاملهم بالحسنى والتقية
لكي لا تجعل من نفسك عدو هذه الأمة الغافلة
فأفراد الامة كلهم من الغافلين الا من رحم ربك
لكن أشد أعداء المؤمنين عليهم وأقربهم منهم هم الأولاد والأزواج
وهؤلاء لكي تنجو منهم يجب عليك أن تتعامل معهم مهما فعلوا معك ومهما كان منهجهم في الحياة بأشد حالات العفو والصفح والمغفرة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ
وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
فإبليس ليس له سلطان عليكم إن كنتم من عباد الله الممتحنين الا ان كنت من الغاويين ،، يعني الا ان انت اعطيته سلطانا عليك
لكن سلطانه على أولادكم وأزوجكم إن كانوا من مجموعة الغافلين سيكون سلطان كبير جدا
لأنهم بالاساس مذروين له يفعل بهم ما يشاء ويسلطهم على من يشاء
وسيسلطهم عليكم ليعيدوكم للنوم من جديد
فهم بالاساس تم ذرأهم له يفعل بهم ما يشاء
فغالبا ما أن إبليس كما قلنا في البداية هو نفسه هو جهنم ذلك الكيان الواعي الذي ذَرَأْوا له
كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا
كلامي عن الغافين وكيف يمكنكم أن تميزوهم قد يثير غضب واستنكار الكثيرين منكم
لأنه ربما سيشمل جميع من في الأرض
لكن دعوني استعير مقولة أمير المؤمنين لأوضح لكم الأمر على حقيقته وبكل بساطة
يقول أمير المؤمنين : الناس نيام اذا ما ماتوا انتبهوا
أعتبر نفسك أحد النائمين وأنك قد صحوت من نومك في نومك
يعني مت قبل أن تموت
فكيف سيمكنك حينها أن تميّز بين الذي لا يزال نائما
وبين الذي صحى من نومه
وبين من تعتقد انه ربما سيصحوا من نومه قريبا؟
أقول
ساعتها سيكفيك أن تنظر لمن حولك نظرة واحدة لتكتشفهم
فإذا رأيت أحدهم يركب سيارة فخمة ويمشي بها بين الناس مزهوا بنفسه
فستعلم انه لا يزال نائما وأن الحلم مسيطر عليه
واذا رأيت من يصحوا كل يوم ويذهب لعمله بكل دقة واجتهاد على أمل الترقي في السلم الوظيفي وينافس من اجل هذا الهدف هذا وذاك وينافق هذا وذاك
فستعلم كذلك انه لا يزال نائما وان الحلم لا يزا مسيطرا عليه
وإذا رأيت من يسرق وينهب بدون وازع يمنعه
ورأيت من يبيع ويشتري بدون توقف
ورأيت من هو منشغل بالشهوات الجنسية والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة
فستعلم انه لا يزال نائما وأن الحلم لا يزال مسيطرا عليه
وإذا رأيت من يخاصم الناس على دينه ومذهبه
ويغضب من المخالفين ويحاربهم ويجاهدهم بسببه
ستعلم انه لا يزال نائما
وان رأيت من يعتقد انه في مهمة سرية أو علنية وأنه سينقذ بها العالم أو الدين أو المذهب
فتأكد ان هذا لا يزال في اعمق مستويات نومه واحلامه
وان رأيته من أهل العلم ومشغول بطبع المؤلفات للربح منها ويشير لما في كتبه لتشويق الناس لشرائها من دون ان يشاركهم بمضمونها لوجه الله فهذا ايضا لا يزال في حلمه
والكثير من هذه الامثلة يمكنك الاستفادة منها لتعرف من هو الذي صحى في نومه من نومه
ومن هو الذي لا يزال نائما
ومن الذي تحتمل انه جاهز لأن يستيقظ من نومه فتقترب منه وتحدثه برفق
أمّا القاعدة الشاملة لمعرفة النائمين هي :
ان من ترى له في سيرته اي علاقة بجمع المال من قريب او بعيد
فهو بالتأكيد لا يزال نائم ويحلم
واقترابك منه لن يزيدك الا خسارة ونوما
وفي كل الأحول لن تجد من المنتبهين في هذا العالم الا القليل فقط،
و ايضا لن تجد فيهم من يحاول الانتباه والصحوة الا القليل
فالاغلبية قانعة بأحوالها وراضية بأفكارها
فالغرابيل كثيرة وشديدة ودقيقة
وكلها مملوئة بحبوب الفاليوم
وكبسولات دورميفال
لكي تُبقي جميع من سيدخلون بها في نوم عميق ومريح رغم شدة الغربلة التي سيتغربلون بها
فلذلك عليك أن تختار وبدقة شديدة جميع من تجالسهم وتحادثهم وتبذل معهم وبينهم أي مقدار كان من المجهود
حتى ولو كان قليلا
فالآزفة قد أزفت
والوقت بدء ينفذ من جميع المتنافسين
وما تبقى منه يجب استغلاله بالكامل لتحسين الدرجات
رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
إِنَّ فِي الْجَنَّةِ عِشْرِينَ وَ مِائَةَ صَفٍّ
أُمَّتِي مِنْهَا ثَمَانُونَ صَفّاً…….بقية الخبر
فالأماكن محدودة
فأمة محمد ثمانون صفا فقط
وكل صف به الف ومئتان فائز فقط
وموعد تحديد الأسماء الفائزة ومراتبها قد اقترب
فهل ستكون معهم؟
أم ستكون من الذين سينظرون لهم وهم يطيرون من فوقهم؟
ام ستكون من الذين سيطوقونهم بسور من النار قبل أن يجمعوهم بتوابيت الحديد؟
الاختيار لك اخي المتنافس واختي المتنافسة
كالعادة طال بنا الحديث ، لكن ما العمل وهو حديث جديد عن حديث قديم تجاهله المفسرون والرواة والخطباء والعلماء لأسباب مختلفة
وهو حديث يصف صورة كونية واحدة وكاملة
ومترابطة اول صورها بآخرها
ولذلك ولا ينفع الاختصار في بيانها
فارجو المعذرة والسماح ، ونسألكم الدعاء
هذا وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
.
..
…
….
…..