ولذلك فإن من يبحثون ويدرسون الهندسة المقدسة لزهرة الحياة فإنهم يبحثون ويدرسون أيضا مبادئ المعرفة النورانية سواء
انتبهوا لذلك ام لم ينتبهوا
قصدوا ذلك ام لم يقصدوه
فزهرة الحياة كما يعرّفونها هي لوح التجلي الخفي الذي ظهرت الموجودات به وعليه وانطوى هو بها
أو كما يعبرون عنه أنه نسيج الزمكان ((the Fabric of Spacetime))
فالـتعبير العلمي المتداول عالميا اليوم ((نسيج الزمكان))((the Fabric of Spacetime)) هو نفسه التعبير الاسلامي الروائي ((لوح التجلّي))
أمّا قرأنيا فمجموع قوى او اركان زهرة الحياة
او 1- النور الظلي و 2- الاظلة و 3- الاسم المكنون
فتم التعبير عنها بعدة اسماء مختلفة سنذكر بعضها فقط هنا لعدم التطويل:
فزهرة الحياة كاملة هي:
1- أم الكتاب // النفس الواحدة
وهي أم أبيها في عالم الظهور
وهي النور الظلّي في عالم البطون
أمّا اوراق زهرة الحياة فهي:
2- كِتَابٍ مَّكْنُونٍ // وكتاب مبين
وهو نفسه أب أمّه في عالم الظهور
و في عالم البطون هو نفسه مجموع النجوم
أو مجموع الأظلة
أو مجموع أوراق زهرة الحياة
أمّا الإسم المكنون او النقطة أو المشيّة فهو:
3- اسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ // و قُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ // وإمام مبين
أما الإسم الجامع لكل هذه المنظومة الروحانية النورانية الإلهية فهو:
4- نور السماوات والأرض
ويمكننا أن نطلقه على النور الظلّي أو المشكاة
وعلى الأظلة كلهم أو الزجاجة
وعلى المشيّة أو المصباح
وهؤلاء اذا ذكرتهم فانك تكون قد ذكرت الشجرة المباركة الطيبة
واذا ذكرتهم فانك تكون قد ذكرت زيتها
فهم كلهم جوهرة حيّة بالذات
وحيّة بالذات تعني أن كل قدرتها وعلمها وحياتها لا يأتيها من سبب خارجي موجود خارجها
بل كل ذلك ينبع منها لها
لأنهم كلهم جوهرة حيّة بالذات
والعقل والذي هو نفسه القرآن الكريم وسطها
فالعقل او القرآن لا يفارقهم أبدا ولا هم يفارقونه
عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ص قَالَ:
إِنَّ اللَّهَ طَهَّرَنَا وَ عَصَمَنَا
وَ جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى خَلْقِهِ وَ حُجَّتَهُ فِي أَرْضِهِ
وَ جَعَلَنَا مَعَ الْقُرْآنِ وَ جَعَلَ الْقُرْآنَ مَعَنَا
لَا نُفَارِقُهُ وَ لَا يُفَارِقُنَا………إنتهى
أرجو الإنتباه هنا أنهم لا يقصدون هنا القرأن المكتوب فقط
بل انه القرآن الذين هم من جعلوه عربيا والذي فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْهم لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ
ومرتبة الكتاب المبين العلي الحكيم الذي لديهم في أم الكتاب غير مرتبة القرآن العظيم الذي أتوه رسول الله مع السبع المثاني
فأم الكتاب أو النور الظلي ،، واحد
والأظلة عددها إثني عشر ،، وكلهم واحد
والذي انزلوه وسطهم فظهر بهم ولهم ،، أيضا واحد
فيكون المجموع حينها
1+12+1= أربعة عشر
ففي عالم الظهور الذي يظهرون به لبعضهم البعض مع الإسم الظاهر وله هم أربعة عشر
لكن من يريدون أن يورثوه الكتاب كله فيعلم بما كان ويكون
ويكون الكون كله طوع أمره يقول للشيء فيه كن فيكون
فإنهم يؤتونه سبعا من المثاني والقرآن العظيم
وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ
يعني يملّكون أو يسخرون له الإسم الظاهر والإسم الباطن أيضا
يعني ينطقون الإسم المكنون من على لسانه والأربعة عشر الإسم الظاهر ينفذون للإسم المكنون ما أراده ويظهرونه في عالم الظهور للذي نطق من على لسانه
نعود الأن لعنوان حديثنا لهذا اليوم والذي هو
شجرة الحياة وبداية الخلق
في الحضارات السابقة وحتى القرن السابع او الثامن الميلادي كان الرمز الذي يصفون به عملية الخلق هو زهرة الحياة
والذي هو دائرة كبيرة تحوي داخلها تسعة عشر دائرة متوزعة على ثلاث مستويات
دائرة في الوسط
تحيطها ستة دوائر
ويحيط بهم اثني عشر دائرة
الدائرة الكبيرة هي النور الظلي
والدوائر التسعة عشر هم الأظلة
والنقطة الموجودة في دائرة الوسط هي الاسم المكنون او المشيئة المكنونة بكل الدوائر
في وقت ما بين القرن السابع والثامن الميلادي او الثالث الهجري ظهر رمز شجرة الحياة بصورة أخرى وهي
الدوائر العشرة
والدائرة المظللة الحادية عشرة الموجودة فوق تشاكرا الحنجرة
والتي قلنا في مقال سابق ان الدوائر العشرة هي الليالي العشرة
والدائرة الحادية عشر هي الفجر
والشفع هما روح القدس وروح منه
أو النفس الواحدة التي خلق منها زوجها
وهما روح هذا النظام التكويني كله
وبالتالي هما نفسهما ابوا هذه الامة
أو أب وأم هذه الامة
لأنهما روحهم التي تسري في وجودهم
والوتر هو الاسم المكنون الإبداع الأول
او العقل الكلي الذي انقسم لنصفين فظهر الشفع
ويرمز للشفع والوتر بثلاث دوائر كبيرة تحيط بالليالي العشرة والفجر
المعنى من الرمزين القديم والجديد هو نفسه نفس المعنى
لكن تم تفصيل الرمز القديم وتفكيكه بصورة الرمز الجديد
لكي يتم شرحه بطريقة جديدة تكون اسهل من القديمة
البداية كانت من النقطة وهذه هي الدائرة الأولى العلوية
عندما انقسمت النقطة لنقطتين ظهر بهما المستقيم
والنقطتان هما الدائرتان رقم ثلاثة واثنين المتموضعتان تحت الدائرة الاولى على يمينها وشمالها
وهما دائرتا العلم والحكمة بنفس الترتيب
وهما دائرتا نصفي العقل اليمين والشمال
حتى الان لم يظهر العالم المادي الثلاثي الأبعاد
بل فقط النقطة والمستقيم
تحتهما ظهر المسطح للوجود بظهور الدوائر الثلاثة رقم أربعة وخمسة وستة
وحتى الأن لم يظهر الوجود الثلاثي الأبعاد
بل فقط النقطة والخط والمسطح الثنائي الأبعاد
فالوجود الثلاثي الأبعاد يحتاج لأربعة نقاط لكي يتحقق ويكون
وهذا الوجود الثلاثي الأبعاد يتحقق بظهور الدوائر الأربعة الأخيرة
وهم الداوائر رقم سبعة وثمانية وعشرة وتعلوهم وسطهم الدائرة رقم تسعة
مكونة معهم البعد الثالث
المستوى الأخير ذو الدوائر الأربعة يمثّل النفس الحسية الحيوانية
ولو دققتوا في شكله فسيظهر لكم شكل رأس الشيطان بافوميت المسؤول عن التشاكرات الثلاثة السفلية
والتي خلاصتها انها المسؤولة عن أفعال الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية
وهكذا فإن الشيطان هو المسؤول عن إثارة جميع أفعال الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية في هذه النفس الحسية الحيوانية
في العالم المادي الثلاثي الأبعاد تحت القبب
أما الدوائر الثلاثة العلوية فتمثّل النفس الناطقة القدسية
والتي هي قوة لاهوتية بدو ايجادها عند الولادة الدنيوية،
مقرها العلوم الحقيقية الدينية،
وموادها التأييدات العقلية،
وفعلها المعارف الربانية
والدائرتان اللتان تعلوهم
وأقصد دائرتي المعرفة والحكمة
تمثّلان النفس الكلية الإلهية
والتي هي قوة لاهوتية جوهرة بسيطة حية بالذات أصلها العقل منه بدت وعنه دعت وإليه دلت وأشارت
وعودتها إليه إذا كملت وشابهته،
ومنها بدأت الموجودات وإليها تعود بالكمال
فهو ذات الله العليا وشجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى،
من عرفها لم يشق، ومن جهلها ضل سعيه وغوى
أما الدائرة الأولى العلوية فهي كما قلنا عنها في البداية أنها دائرة المشيئة او النقطة او العقل الكلي الذي وسط الكل
أو المكنون في الكل
العلم نقطة كثرها الجاهلون
فالجاهلون لكي يفهموا قاموا بتفكيك هذه النقطة الواحدة التي لا ثاني لها
فجعلوها كرمز زهرة الحياة وكرمز شجرة الحياة
لكن الجاهل منهم بعد أن يفهم يجب أن يعود ويدمج كل هذه الدوائر بدائرة واحدة
ثم يلغي حدود هذه الدائرة فلا يبقى الا النقطة
ثم يلغي النقطة أخيرا من عالم الظهور
لأن النقطة أو المشيئة لا وجود لها ولا ظهور لها في عالم الظهور الّا بمن يشاؤها وهو المعنى
فلا يبقى حينها في عقله وفهمه الا المعنى
والمعنى والمشيئة كما قلنا انهما واحد
الّا أن المعنى كلما احب أن يتكلم بحرف خلق قبله مشيئة يخلق بها هذا الحرف او الكلمة
تماما كما اننا كلما احببنا ان نفكر او نتكلم او نفعل
فإننا نشاء أن نفكر او نتكلم او نفعل قبل أن نفكر او نتكلم او نفعل
فنحن يجب علينا دائما أن نبتدع المشيئة قبل أن نفكر او نتكلم او نفعل
فأنت ومشيئتك واحد لا فرق بينكما
إلّا أنك تبتدعها دائما لتفعل بها
فأنت في خلقك لافعالك المختلفة وإظهارها تشبه المعنى في خلقه واظهاره لأفعاله
الفرق بينك وبين المعنى هو أن المعنى لا تأخذه سِنة ولا نوم
فهو مُشيئ على الدوام دائما وأبدا
أمّ أنت
فإنك تنام وتَسنى في عالم المادة والظهور تحت القبب
وحين تنام وتَسنى فيها كنفس حسية حيوانية فإنك لن تشاء أبدا
فما دمت نائما وسانِيا فلن تبتدع أيّ مشيئة على الإطلاق
والنوم والسِنة
والموت والفناء
فقط من صفات النفس الحسية الحيوانية
أما النفس الناطقة القدسية فإنها لا تموت أبدا
وحتى حينما تنام الحسية الحيوانية فإنها لا تنام ولا تموت
بل يتولاها الله حين تنام الحسية الحيوانية
فتكون حاضرة وواعية وفاهمة وهي بين يديه حين يتولاها
أما حين تموت الحسية الحيوانية
فإنها لا تموت بل تعود الى ربها راضية مرضية
فتجاوره وتدخل معه جنة الرحمن
نحن الأن في جهنم
وأنت عندما تموت
فحتى لو كانت كرتك كرة خاسرة فانك لن تريد العودة لجهنم مرة أخرى
وستتمنى لو انك ستبقى عند ربك معه في الجنة
وستتحسّر اشد الحسرة على وجوب رجعتك للحافرة التي اتيت منها للتو
وعلى خسارتك لهذه الكرة
وعلى وجوب مفارقتك وابتعادك عن الجنة التي انت فيها
ولو كان الاختيار لك حينها لبقيت ولم ترجع للحافرة أبدا
لكن هي شروط المنافسة
وحينها فإنما هي زجرة واحدة
ارجع من حيث أتيت
فإذا أنت في الساهرة
فتخرج من بطن امك الجديدة لا تعلم شيئا صائحا باكيا على ما فرطت في جنب الله