أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّي اللهم على محمد وآل محمد
رب اشرح لي صدري
وضع عنّي وزري الذي أنقض ظهري
وأرفع لي ذكري
واجعل لي من بعد العسر يسرا
واجعل لي من بعد العسر يسرا
السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاته
عنوان مقالنا لهذا اليوم سيكون
لا تحاول الفوز لوحدك
في مقال سابق كتبناه تحت عنوان ( ن والقلم وما يسطرون )
قلنا فيه أن القلم الذي كتب ويكتب وسيكتب كل القصص بكل تفاصيلها هو المهندس الأعظم
وأن نون الذي سيحوّل ما كتبه القلم الى مشاهد مصورة مسموعة ومرئية ومحسوسة هو المخرج الأعظم
وقلنا أنه تبعا للضمائر في هذه الأية فإن القلم ونون ليسما اثنان بل اكثر من اثنين بدليل أن الأية قالت
وَمَا يَسْطُرُونَ للجمع
وليس وَمَا يَسْطُرُان للمثنى
وقلنا في مقال لاحق عنوانه ( المعنى ومعانيه )
ما مفاده أن معاني المعنى هم المرايا التي تعكس للمعنى صور مشيئته ،
مشيئة بعد مشيئة كصورة بعد صورة
أو هم هياكل التوحيد الذين تلوح عليهم أثار النور الذي يشرق من صبح الأزل
فهياكل التوحيد هم الخلق الوحيد ولا يوجد معهم خلق ثاني
فإن سألتني أين نحن من الخلق؟
ألسنا نحن الخلق؟
وجوابي هو أننا لسنا الخلق على الإطلاق
بل نحن آثار النور التي تلوح على هياكل التوحيد
وهياكل التوحيد هم فقط الخلق
الإمام الرضا عليه السلام في حديث طويل يقول لعمران الصابئي نفس هذه المعنى حين سأله عمران عن المعنى فقال:
قَالَ عِمْرَانُ
يَا سَيِّدِي أَ لَا تُخْبِرُنِي عَنِ الْإِبْدَاعِ
خَلْقٌ هُوَ أَمْ غَيْرُ خَلْقٍ؟
قَالَ الرِّضَا ع بَلْ خَلْقٌ سَــــاكِــــنٌ
لَا يُدْرَكُ بِالسُّكُونِ
وَ إِنَّمَا صَارَ خَلْقاً لِأَنَّــــهُ شَيْءٌ مُحْدَثٌ
وَ اللَّهُ الَّذِي أَحْدَثَهُ
فَصَارَ خَلْقاً لَهُ
وَ إِنَّـــمَـــا هُــــوَ
اللَّهُ عَـــزَّ وَ جَـــلَّ وَ خَــــلْــــقُــــهُ
لَا ثَــــالِــــثَ بَــــيْــــنَــــهُــــمَــــا
وَ لَا ثَــــالِــــثَ غَــــيْــــرُهُــــمَــــا ………إنتهى
فالله هو صبح الأزل منور النور
وهياكل التوحيد هم نوره
وهم نفسهم خلقه الأوحد
ونحن وكل من يعتقد مثلنا انه موجود ويشعر بأناه
فاننا كلنا مجرد أثار لنوره التي لاحت على هياكل التوحيد
فالله خلق هياكل التوحيد وبهم خلق كل ما خلق
وكل من خلق
فبهذه الصورة
فإن هياكل التوحيد هم
صَنَائِعُ رَبِّهم وَ الْخَلْقُ بَعْدُ صَنَائِعُهم
فأنت وأنا وكل من يقول أنا
هو عبارة عن
مثال للإسم المكنون
أو مثال للعقل الكلي
أو مثال للمشيئة الأولى
أو مثال للمعنى
ونفس هياكل التوحيد أو نفس المعاني تحيط بك وبي وبالكل
تماما كما أنها تحيط بالمعنى المخلوق
ونفس المعاني متصلة عقليا بي وبك وبالكل أيضا
متصلة بنا ومحيطة بنا بنفس الطريقة التي هي متصلة بها عقليا بالمعنى المخلوق ومحيطة به
فالمعاني او هياكل التوحيد تستقبل مشيئتك كمشيئة جزئية
وتحولها لك كصور وأحاسيس ومشاعر متتابعة ومتصلة تُشعرك معها بالوجود والحياة
الخلاصة هنا هي أن الأنوات المختلفة هي أمثال مختلفة للمعنى المخلوق
أو أمثال مختلفة للمشيئة الأولى التي خلقها الله بنفسها وخلقها الخلق بها
فالمربي للخلق حسب هذه الرواية
هو نفسه المعنى المخلوق أو المشيئة الأولى
وأيضا هو نفسه أو هي نفسها معاني المعنى
حتى هنا كلامنا منحصر في مفاهيم عالم الصمدية
عن الوجود الواحد الذي لم يلد ولم يولد
بمعنى
انه هذا الوجود الواحد لم ينفصل أو ينولد من شيء فباينه
وأيضا لم ينفصل عنه شيء أو ينولد منه شيء فباينه
أنه وجود واحد لا يحتمل التعدد
فالمعاني هي الجوهرة الحية بالذات وهي الصمد الذي لم ينفصل عن شيء ولم ينفصل هو عن شيء
والمعنى المخلوق هو العقل الذي هو وسط الكل
أو المصباح الذي وسط المشكاة ووسط الزجاجة او الجوهرة الحية بالذات
فحتى هنا كلامنا منحصر في مفاهيم عالم الصمدية والتوحيد
قد يبدوا هناأن هذه المقدمة ليست ضرورية اذا اردنا ان نتحدث عن القلم او الكاتب لقصة هذا الوجود وعن نون وهو المخرج والمصور لهذه القصة
لكن كان لا بد لنا من هذه المقدمة هنا لنعرف أن الكاتب والمخرج هما نفسهما أبوا هذه الأمة
بل هما أبوا هذا الوجود كله وكليله
وبنفس الوقت هما الكاتب لقصته والمصور لصوره
الكافي (ط – الإسلامية)، ج1، ص: 283
(((( ثُم دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ص– فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ
وَ أَعْلَمَهُمْ مِثْلَ مَا أَعْلَمَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
فَقَالُوا مِثْلَ قَوْلِهِ
فَخُتِمَتِ الْوَصِيَّةُ بِخَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ
وَ دُفِعَتْ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع
فَقُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ ع
بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي أَ لَا تَذْكُرُ مَا كَانَ فِي الْوَصِيَّةِ
فَقَالَ سُنَنُ اللَّهِ وَ سُنَنُ رَسُولِهِ–
فَقُلْتُ أَ كَانَ فِي الْوَصِيَّةِ تَوَثُّبُهُمْ وَ خِلَافُهُمْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع
فَقَالَ نَعَمْ وَ اللَّهِ شَيْئاً شَيْئاً وَ حَرْفاً حَرْفاً
أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ– إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ؟
وَ اللَّهِ لَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص– لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ فَاطِمَةَ ع:
أَ لَـــيْـــسَ قَـــدْ فَـــهِـــمْـــتُـــمَـــا مَـــا تَـــقَـــدَّمْـــتُ بِـــهِ إِلَـــيْـــكُـــمَـــا وَ قَـــبِـــلْـــتُـــمَـــاهُ؟
فَـــقَـــالا:
بَـــلَـــى ،، وَ صَـــبَـــرْنَـــا عَـــلَـــى مَـــا سَـــاءَنَـــا وَ غَـــاظَـــنَـــا)))..إنتهى النقل
إنتبهوا لهذه الفقرة الأخيرة:
أَ لَـــيْـــسَ قَـــدْ فَـــهِـــمْـــتُـــمَـــا مَـــا تَـــقَـــدَّمْـــتُ بِـــهِ إِلَـــيْـــكُـــمَـــا وَ قَـــبِـــلْـــتُـــمَـــاهُ؟
فَـــقَـــالا:
بَـــلَـــى ،، وَ صَـــبَـــرْنَـــا عَـــلَـــى مَـــا سَـــاءَنَـــا وَ غَـــاظَـــنَـــا
فكلهم كانوا يعرفون بما سيجري منهم وعليهم
وكيف سيجري منهم وعليهم
ومتى سيجري منهم وعليهم
انتبه لهذه الرواية التالية وهي تعتبر تكملة للرواية السابقة لكن في الكافي الشريف مذكورة بعدها كرواية مستقلة لكنه اشار في السند انها تكملة للرواية السابقة:
(((((- وَ فِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ زِيَادَةٌ
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصَمِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازِ عَنْ حَرِيزٍ قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع:
جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَقَلَّ بَقَاءَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ أَقْرَبَ آجَالَكُمْ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ مَعَ حَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْكُمْ؟
فَقَالَ:
إِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا صَحِيفَةً فِيهَا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ فِي مُدَّتِهِ
فَإِذَا انْقَضَى مَا فِيهَا مِمَّا أُمِرَ بِهِ عَرَفَ أَنَّ أَجَلَهُ قَدْ حَضَرَ
فَأَتَاهُ النَّبِيُّ ص يَنْعَى إِلَيْهِ نَفْسَهُ
وَ أَخْبَرَهُ بِمَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ
وَ أَنَّ الْحُسَيْنَ ع قَرَأَ صَحِيفَتَهُ الَّتِي أُعْطِيَهَا وَ فُسِّرَ لَهُ مَا يَأْتِي بِنَعْيٍ
وَ بَقِيَ فِيهَا أَشْيَاءُ لَمْ تُقْضَ فَخَرَجَ لِلْقِتَالِ
وَ كَانَتْ تِلْكَ الْأُمُورُ الَّتِي بَقِيَتْ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ سَأَلَتِ اللَّهَ فِي نُصْرَتِهِ فَأَذِنَ لَهَا
وَ مَكَثَتْ تَسْتَعِدُّ لِلْقِتَالِ وَ تَتَأَهَّبُ لِذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ فَنَزَلَتْ وَ قَدِ انْقَطَعَتْ مُدَّتُهُ وَ قُتِلَ ع
فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا رَبِّ أَذِنْتَ لَنَا فِي الِانْحِدَارِ وَ أَذِنْتَ لَنَا فِي نُصْرَتِهِ فَانْحَدَرْنَا وَقَدْ قَبَضْتَهُ
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمْ أَنِ الْزَمُوا قَبْرَهُ حَتَّى تَرَوْهُ وَ قَدْ خَرَجَ
فَانْصُرُوهُ وَ ابْكُوا عَلَيْهِ وَ عَلَى مَا فَاتَكُمْ مِنْ نُصْرَتِهِ
فَإِنَّكُمْ قَدْ خُصِّصْتُمْ بِنُصْرَتِهِ وَ بِالْبُكَاءِ عَلَيْهِ
فَبَكَتِ الْمَلَائِكَةُ تَعَزِّياً وَ حُزْناً عَلَى مَا فَاتَهُمْ مِنْ نُصْرَتِهِ فَإِذَا خَرَجَ يَكُونُونَ أَنْصَارَه……إنتهى
الكافي (ط – الإسلامية)، ج1، ص: ٢٨٤
نعيد هذا المقطع من هذه الرواية الشريفة لأهميته ووضوح معناه:
إِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا صَحِيفَةً
فِيهَا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ فِي مُدَّتِهِ
فَإِذَا انْقَضَى مَا فِيهَا مِمَّا أُمِرَ بِهِ
عَرَفَ أَنَّ أَجَلَهُ قَدْ حَضَرَ
فَأَتَاهُ النَّبِيُّ ص يَنْعَى إِلَيْهِ نَفْسَهُ
وَ أَخْبَرَهُ بِمَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ
معنى هذه الفقرة أن كل واحد منهم عنده سيناريوا معد ومكتوب سلفا لدوره في تلك الفترة الزمنية وهو يقوم بتأديته كما هو مكتوب
والرواية التالية ربما يعرفها الكثيرون من محبي أهل البيت عليهم السلام ، وربما اذا ما وضعها أيّ محب باطار الصورة التي نتكلم عنها هنا فإنه سيبدء يفهمها بصورة أخرى أكثر وضوحا وجلاءا
عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:
إِنَّا صُبُرٌ
وَ شِيعَتُنَا أَصْبَرُ مِنَّا
قُلْتُ:
جُعِلْتُ فِدَاكَ كَيْفَ صَارَ شِيعَتُكُمْ أَصْبَرَ مِنْكُمْ؟
قَالَ:
لِأَنَّا نَصْبِرُ عَلَى مَا نَعْلَمُ
وَ شِيعَتُنَا يَصْبِرُونَ عَلَى مَا لَا يَعْلَمُونَ…….إنتهى
فهم يعلمون لأن
كُلِّ وَاحِدٍ مِنهم عنده صَحِيفَةً
فِيهَا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ فِي مُدَّتِهِ
فَإِذَا انْقَضَى مَا فِيهَا مِمَّا أُمِرَ بِهِ
عَرَفَ أَنَّ أَجَلَهُ قَدْ حَضَرَ
فَأَتَاهُ النَّبِيُّ ص يَنْعَى إِلَيْهِ نَفْسَهُ
وَ أَخْبَرَهُ بِمَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ
ونجد الكثير جدا من مثل هذه الأحداث والمواقف في حياة الرسول صلى الله عليه وآله
والتي لن نفهمها ولن نستطيع ان نفسرها بصورة مقنعة لنفسنا على الأقل وليس لغيرنا
ما لم نفهم حقيقة القصة
وكيف تجري الأمور
وكيف ان كل واحد منهم عنده صَحِيفَةً فِيهَا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ فِي مُدَّتِهِ
وعندما يقول الإمام صحيفة فلا يتوقف فكرنا على ورقة او قطعة جلد مكتوب عليها بعض الكتابات
فأبسط ما يمكن تصوره للصحيفة التي ستكون بحوزة تجسدات الملأ الأعلى في عالم الخلق أنه عندما يريد أن يطلع على بعض الموجود في صحيفته ما عليه سوى أن يغلق جفنيه فتظهر أمامه شاشة مضيئة مثل شاشة الأيباد يجد عليها كل ما يريد معرفته
وعندما يريد الاتصال بأحدهم بنفس الطريقة يغلق جفنيه فيرى ويتكلم مع صاحبه أينما كان
والذي بدوره لن يحتاج سوى لأن يغلق جفنيه او حتى بدون اغلاقها
هذه القدرة موجودة ومفعّلة اليوم عند بعض الناس العاديين
وهؤلاء يستطيعون أن يتصلوا من خلالها بأي إنسان
فكيف سيكون الحال إذن مع الملأ الأعلى
الأن قد يسأل سائل هنا:
لماذا يجب أن يكون الكاتب والمخرج وسط الناس؟
جوابه قد يكون معقد شوي لكن سنحاول تبسيطه ان شاء الله قدر الامكان
وستكون الاجابة على وجهين
أمّا الوجه الأول فلقد قلنا ان كل إنسان هو مثال للمشيئة الأولى
يعني أن المتكلم من خلال جميع الناس هو نفسه الامام أو العقل الكل او المشيئة الأولى أو الإسم المكنون
ولذلك فعندما ينظر نفس المشيئة الأولى
أو العقل الكل المتجسد
أو الامام الصورة الأنزعية
عندما ينظر لك أو لي أو لأي انسان
فإنه لن يرى حينها سوى نفسه
أو مثاله الذي ألقاه في خلقه وهو يتكلم بألسنتنا ويفعل من خلالنا
فالعقل ملك له رؤوس بعدد الخلائق ما كان وما يكون منها
وكل عقل منها هو عين من عيونه يرى به نفسه على صورة مختلفة
ويرى من خلاله صور بقية العيون
يعني ينظر لصورتك من خلالي
وينظر لصورتي من خلالك
وينطق ويفعل من خلالنا نحن الإثنين
فالإمام العقل الكل أراد أن يرى نفسه على كل صورة فخلقك وخلقني وخلق كل الخلق فقط من أجل هذا الهدف
وطريقته لكي يرى نفسه على كل صورة هي إنه يكتب قصة طويلة بكل تفاصيلها
قصة مدتها في حالتنا خمسين الف سنة من ما نعد
وينزل هو بوسطها ليشرف بنفسه على عملية برأها من قصة مكتوبة لقصة محسوسة ومرأية ومسموعة
وكذلك ليشرف بنفسه على ان تخرج كافة التفاصيل
أو أن تُبرء كافة التفاصيل تماما حسب ما كتبها
سأترك لكم هنا تصور بقية التفاصيل الأخرى التي تستوجب نزول القلم الكاتب وسط الذين سيعملون على برء ما كتبه ولتتفكروا بها
وسأنتقل لبيان الوجه الثاني
قد يكون بين الإنسان وبين أن يكون من المقصرين شعرة رفيعة
فإن لم يستطيع أن يراها ويقطعها ويزيحها من أمامه فسيبقى من المقصرين
وانني عندما اقول أنني أعتقد أن الولاية هي الأعظم على الإطلاق وأن الولي هو الأعظم على الإطلاق فجميع عقائدي يجب أن أقيسها أو أن أعرضها على هذا الميزان
فإن تماشت معه أخذت بها إلى حين يثبت لي انها لم تعد تتماشى معه
وإن تعارضت معه بأي وقت ضربت بها عرض الحائط غير آسف عليها أبدا
وذلك لأنني أولا لا أريد أن أخدع نفسي أو أن أخدع أي إنسان يقرء ما أكتب
فلا ينفع أن أقول عن الإمام أنه المعنى وانه رب العالمين وأنه نور السماوات والأرض وأنه خليفة الله في أرضه وأنه كل الأوصاف الكاملة الأخرى
ثم في السطر او المقال الذي بعده انعاه واقول انه مات وانقتل وانظلم وانسبت نسائه وانسلبت الخلافة منه من قِـبل اثنين أقول عنهم بل وأعتقد أنهم شياطين من من خلقهم
يعني شيء ما يشبه شيء
فكلامي حينها سيكون متناقض
فمرة أرفعه بكلامي إلى أبعد من الثريا
ومرة أخرى ادفنه تحت الثرى حين اجعله مهزوما محزونا ومات مظلوما ودُفن تحت التراب
فأنت إمّا أن تنزله أحسن منازل القرآن كما أمرونا هم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
وإلا فإنك ستدخل من فورك في فئة المقصرين في أحسن أحوالك إن لم تفعل ذلك وخالفته
وحين تكون من المقصرين فستكون لا محالة من مجموعات الواصفة او من المرتدين او البترية او الزيدية أو النصّاب او الواقفة حمير الشيعة
الْبَرَاثِيُّ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَا الْحَنَّاطِ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا ع أَنَّهُ قَالَ
الْوَاقِفَةُ هُمْ حَمِيرُ الشِّيعَةِ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا …….إنتهى
الْبَرَاثِيُّ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ
سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الرِّضَا ع عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ
قَالَ نَزَلَتْ فِي النُّصَّابِ وَ الزَّيْدِيَّةِ وَ الْوَاقِفَةِ مِنَ النُّصَّابِ……..إنتهى
وكما ترون فإن أسماء وصفات فرق المتنافسين الهالكة كثيرة جدا
وهؤلاء طبعا أغلبهم من مجموعة الغافلون الذين لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها
غفلتهم لن تضرهم بالنهاية لكنهم سيجذبون نحوهم الكثير من المتنافسين ويدخلونهم في الغفلة معهم
الغافلون ييجذبون نحوهم 72 فرقة من أصل 73 فرقة ويدخلونهم معه في الغفلة
يعني إذا أردت أن تكون من الفرقة الناجية فيجب عليك أن تخالف الفرق الـ72 كلها في الكثير من ما يعتقدونه بأهل البيت عليهم السلام
كما وتخالفهم أيضا في الكثير من ما يعتقدون به من صفات الله
وبنفس الوقت يجب أن تكون عقيدتك بنبيك وامامك وأهل البيت عقيدة راسخة لا يشوبها شائب
يعني كيفما نظرت لعقيدتك فيهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين يجب أن ترى أنك قد أنزلتهم في أحسن منازل القرآن
أعيد للعبرة والفكرة هذه الكلمات مرة أخرى
أحسن منازل القرآن
مع هذه الكلمات (( أحسن منازل القرآن)) لا يمكنني أن أتصور أنهم مغلوبين بأي صورة كانت
فهم الغالبين دائما حتى عندما يعتقد المقصرون ان فلان وفلان قد غلبهم
فهم الكائدون دائما وأبدا
ولا يمكن أبدا أن يكونوا هم المكيدون
لأن الَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ
وهم دائما وأبدا هم الذين يستدرجون الذين كفروا من حيث لا يعلمون
وهم الماكرون والله خير الماكرين
وهم الخالقون والله خير الخالقين
وهم الرازقون والله خير الرازقين
وهم الفاتنون والذين كفروا هم المفتونين
يمكننا ان نستمر بوصفهم بهذه الطريقة وننزلهم بأحسن منازل القرآن الى ما شاء الله
لكن بدون الصورة الكونية المناسبة لن يمكننا ان نفعل ذلك أبدا ونحن مقتنعون بما نقول ونفهمه
وبدون فهم معاني ومفاهيم سيدة ديننا سورة القدر المباركة
لن يمكننا أن نقترب فهم هذه الصورة الكونية التي سيمكننا من خلالها أن ننزلهم في أحسن منازل القرآن وبدون أن نخرج من إطار هذه الصورة الكونية
هذه الصورة يجب أن تكون صورة صمدية
يعني صورة كونية أحدية صمدية
فلا شيء يخرج منها أو ينولد منها
ولا يوجد صورة أكبر منها بجانبها فتكون هو مولودة منها
فهي الصورة الكونية الشاملة التي لا تشذّ عنها أيّ صورة مهما كانت كبيرة او صغيرة
الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنْتُمُ الصَّلَاةُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْتُمُ الزَّكَاةُ وَ أَنْتُمُ الصِّيَامُ وَ أَنْتُمُ الْحَجُّ؟
قَالَ يَا دَاوُدُ نَحْنُ الصَّلَاةُ فِي
تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: ٢٢
كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ
وَ نَحْنُ الزَّكَاةُ وَ نَحْنُ الصِّيَامُ
وَ نَحْنُ الْحَجُّ وَ نَحْنُ الشَّهْرُ الْحَرَامُ وَ نَحْنُ الْبَلَدُ الْحَرَامُ وَ نَحْنُ كَعْبَةُ اللَّهِ وَ نَحْنُ قِبْلَةُ اللَّهِ
وَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ
وَ نَحْنُ الْآيَاتُ وَ نَحْنُ الْبَيِّنَاتُ
وَ عَدُوُّنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ
الْفَحْشاءُ وَ الْمُنْكَرُ وَ الْبَغْيُ وَ الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الْأَنْصابُ وَ الْأَزْلامُ
وَ الْأَصْنامُ وَ الْأَوْثانُ وَ الْجِبْتُ وَ الطَّاغُوتُ * وَ الْمَيْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ*
يَا دَاوُدُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا فَأَكْرَمَ خَلْقَنَا وَ فَضَّلَنَا وَ جَعَلَنَا أُمَنَاءَهُ وَ حَفَظَتَهُ وَ خُزَّانَهُ عَلَى مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الْأَرْضِ
وَ جَعَلَ لَنَا أَضْدَاداً وَ أَعْدَاءً
فَسَمَّانَا فِي كِتَابِهِ وَ كَنَّى عَنْ أَسْمَائِنَا بِأَحْسَنِ الْأَسْمَاءِ وَ أَحَبِّهَا إِلَيْهِ تَكْنِيَةً عَنِ الْعَدُوِّ
وَ سَمَّى أَضْدَادَنَا وَ أَعْدَاءَنَا فِي كِتَابِهِ وَ كَنَّى عَنْ أَسْمَائِهِمْ
وَ ضَرَبَ لَهُمُ الْأَمْثَالَ فِي كِتَابِهِ فِي أَبْغَضِ الْأَسْمَاءِ إِلَيْهِ وَ إِلَى عِبَادِهِ الْمُتَّقِين…………إنتهى
فهذه المجموعات المعادية لأهل البيت عليهم السلام وللانبياء والرسل والاوصياء كذلك
وبجميع أصنافها لم تنوجد مع وحول الأنبياء عبر الزمان والمكان سواء معهم أو بعدهم أو قبلهم صدفة أو إنها كانت وليدة الظروف
فرب العالمين هو بنفسه من قسمهم ونظمهم
وأوكل لكل مجموعة منهم مهمتها الخاصة بها
وأخذ العهد من كل مجموعة منها جمعا وفرادى أن تقوم بأداء مهمتها على أكمل وجه
فبالنهاية هو يريد من خلال أمثاله الذين ألقاهم في خلقه أن يرى نفسه وبكل واقعية وبدون أي خوف أو مجاملات من خلقه كيف سيكون وكيف سيشاء
ولضمان تحقق مشيئته كما شائها
فإنه قد توعّد الجهل وجنوده أن كل من لا يقوم بمهمته منهم على أكمل وأتم وجه
بإنه سيخرجه من رحمته
كيف يخرجه من رحمته؟
تخيل أن الذي خلقه كافرا يؤدي دور احد المجرمين او دور أحد الكافرين قد رؤوف بك في موقف ما لأنه يرى انك مثال ربه فأراد أن يكرمك فتعاطف معك وتعامل معك بلطف في ذلك الموقف، فكيف ستتوقع أن يفعل رب الملائكة والروح بهذا المخلوق الذي خلقه وأخذ منه العهد أن لا يتلاطف ولا يتعاطف ولا يتشبه بالعقل أو جنوده أبدا؟
فهل تتوقع انه سيكافئه؟
بالطبع لن يكافئه
بل وسيخرجه من رحمته
فيعزله من منصبه
ويكسر جناحه
ثم سيلعنه بنفس حسية حيوانية تتسلط عليه
وأخيرا سينزله مذموما مخذولا في أرضه أو في جهنمه
مع الكافرين أمثالنا
ويسلط عليه فيها شياطينه وخلقه الذين خلقهم واخذ العهد منهم ان لا يتشبهوا بالعقل أبدا
فيصبح بذلك عبرة لمن كان هو منهم ومن جنسهم
فكل المجموعات تعرف تكليفها كأفراد وكمجموعات
وكل واحد من أفراد تلك المجموعات عنده صحيفته الخاصة به
ويرى بها تفاصيل دوره أو تفاصيل السيناريوا الخاص به الذي يجب ان ينفذه بكل دقة
فيقرء منها دوره
وينفذ تمام ما يقرئه منها
فهي بالنسبة له أوامر
وهو يفعل ما يؤمر به بدون اي نقاش
هكذا هي سيطرة وإدارة إمامي وربي لهذا الوجود كله
خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن
بكل ما فيهن وما بينهن
ويتنزل الامر بينهن
فلا توجد صغيرة او كبيرة الا احصاها
ولا توجد صغيرة او كبيرة الا وهو يراها
فهو يرى من داخل الأشياء تماما كما يرى من خارجها
وعنده علم الكتاب لأنه هو من خلق الكتاب
وهو من علّم الكتاب علمه أو هو من أحصى بالكتاب علمه
والكتاب من بعد ذلك سيعلم أمثاله جميع ما تعلمه منه ابتداءا
فالكتاب بهذه الطريقة يعلّم القلم نفس علمه الذي تعلّمه منه
قال أمير المؤمنين عليه السلام في الخطبة التطنجية:
علم أوعز إلي فعلمت،
و لقد ستر علمه عن جميع النبيين
إلّا صاحب شريعتكم هذه صلوات اللّه عليه و آله،
فعلّمني علمه، و علمته علمي
ألا و إنّا نحن النذر الأولى،
و نحن نذر الآخرة و الأولى،
و نذر كل زمان و أوان،
و بنا هلك من هلك،
و بنا نجا من نجا ……….إنتهى النقل
فيجب على المتنافس إن أراد أن يخرج نفسه من حد المقصرين
وموارد التقصير كثيرة جدا وأغلبها خفيّة وأخفى من النملة السوداء على الصخرة السوداء في الليلة الظلماء
أن يعيد ويعيد ويعيد النظر دائما وأبدا في جميع زوايا وحنايا منظومته العقائدية
بحثا عن موارد التقصير الخفيّة
وهذا هو واجب كل من يريد أن يكون من الذين يوفون بعهدهم ويتقدم بالدرجات
من حديث طويل في تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: ٥٩٤ أنقل هذا المقطع الخاص بتفسير الآية الكريمة
وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا
وسيفهم المتنافس من هذا الحديث انه كلما وفّى المتنافس عهده اكثر كلما خرج من حد التقصير والمقصرين وصفتهم
يعني سيفهم أن العلاقة بين الايفاء بالعهد وبين التقصير هي علاقة عكسية
يعني كلما كان اكثر تقصيرا كلما كان أقل إيفاءا للعهد
وكلما كان اقل تقصيرا كلما كان اكثر ايفاءا بالعهد
بداية الاقتباس
(((( ثُمَّ قَالَ: وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا؟
قَالَ: وَ مِنْ أَعْظَمِ عُهُودِهِمْ أَنْ لَا يَسْتُرُوا مَا يَعْلَمُونَ– مِنْ شَرَفِ مَنْ شَرَّفَهُ اللَّهُ،
وَ فَضْلِ مَنْ فَضَّلَهُ اللَّهُ، (((يعني يعلّمون نظرائهم جميع ما تعلّموه)))
وَ أَنْ لَا يَضَعُوا الْأَسْمَاءَ الشَّرِيفَةَ عَلَى مَنْ لَا يَسْتَحِقُّهَا-(((وفي مقدمتها ألقاب وصفات أهل البيت عليهم السلام ،، مثل لقب أمير المؤمنين وأية الله العظمى وحجة الاسلام وبقية ألقاب أهل البيت عليهم السلام)))
مِنَ الْمُقَصِّرِينَ وَ الْمُسْرِفِينَ الضَّالِّينَ–
(((يعني أن الذين تطلقون عليهم هذه الالقاب بغير وجه حق هؤلاء كما سيتضح بعد قليل حالهم حالكم فأنت وهم مقصرين ومسرفين وضالين )))
الَّذِينَ ضَلُّوا عَمَّنْ دَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بِدَلَالَتِهِ– وَ اخْتَصَّهُ بِكَرَامَاتِهِ،
الْوَاصِفِينَ لَهُ بِخِلَافِ صِفَاتِهِ،
وَ الْمُنْكِرِينَ لِمَا عَرَفُوا مِنْ دَلَالاتِهِ وَ عَلَامَاتِهِ،
((((وهذه هي صفات الْمُقَصِّرِينَ وَ الْمُسْرِفِينَ الضَّالِّينَ))))
الَّذِينَ سَـــمَّـــوْا بِأَسْمَائِهِمْ مَنْ لَيْسُوا بِأَكْفَائِهِمْ– مِنَ الْمُقَصِّرِينَ الْمُتَمَرِّدِينَ)))))……نهاية النقل
((يعني المُسَمِّي والمُسَمَّى كلاهما من الْمُقَصِّرِينَ // يعني عصفور كفل زرزور واثنينهم طيّارة))
المنافسة التي انتم بها الآن ايها المتنافسون والمتنافسات
هي منافسة على السبق بالمعرفة
وبتمام المعرفة تكون قد وفيت عهدك وخرجت من حد التقصير
وبمجرد ان توفي بعهدك سيعلنونك من الفائزين في هذه المنافسة
وسينقلونك لقسم الفائزين
وهو نفسه قسم الذين قضوا نحبهم
فنحن الان في قسم الذين ينتظرون
ويوجد قسم أخر للذين فازوا وقضوا نحبهم وقضاء النحب يعني ايفاء العهد
وعندما تفوز وتقضي نحبك ستنتقل لقسم الفائزين
وهو جنة موازية لعالمنا موقعها في ظهر الكوفة
ستلتقي فيها بالذين سبقوك للفوز وايفاء العهد
وستجدهم امامك حلقا حلقا يتحدثون ويتذاكرون بأفضال ومنازل وكرامات محمد وآل محمد في العالمين
ويأتيهم رزقهم فيها يوميا من الجنة
بإنتظار اليوم الذي سيذهب فيه الكدر ويبقى الصفو
وبعدها يفعل الله ما يشاء
فالهدف من الكرات ليس للعقاب والثواب وإن كان ذلك جزء منها
لكن الهدف من دخولك بهذه العملية وأقصد المنافسة هو
لأن تتوفق في كرة منها لأن تكون فيها من المؤمنين أو من المحسنين
ويبدو أن المؤمنين والمحسنين هم صفتان
للمقربون ثلة السابقون السابقون
ولأفراد ثلة أصحاب اليمين
لكنني لست متأكد حتى الآن من منهما من؟
يعني هل المحسنين هم المقربون ام هم أصحاب اليمين
أم العكس
فهدفك من المشاركة في هذه المنافسة وتمنيك الدائم ان تكون لك كرة تكون فيها من المحسنين او من المؤمنين هو لأن تكون فيها من الفائزين
وبمجرد ان تفوز فإنهم سيخرجونك من بين بقية المتنافسين
لأنك سبقتهم ووصلت بالفعل لخط النهاية وفزت
فلا داعي بعد ذلك لأن تستمر بالركض والتعب والجهد معهم
لأنك أنهيت السباق ووصلت لنهايته وفزت بالفعل
أما البقية الذين لم يقضوا نحبهم بعد (((أو لم يوفوا بعهدهم بعد))) ولا يزالون ينتظرون فأغلبهم لا يزالون جالسين على قارعة الطريق يلعبون حية ودرج وعلي بابا والاربعين حرامي وشرطة وحرامية وظالم ومظلوم
وأنت بمجرد ان تفوز فستنتهي عملية الكرات بالنسبة لك
وستنتقل من يومها لقسم الانتظار
وستبقى تنتظر تلك اللحظة التي سيعطون بها كل واحد من الفائزين سيفه بيده
ويزيدون له من قوته بقدر قوة اربعين رجلا
ويقولون له اذهب مع امامك وانتقم من عدوك
فلذلك إذا أردت أن تعجّل الفرج
فلا تكون أناني وتحاول أن تفوز لوحدك
بل امسك بيد كل من تستطيع ان تمسك بيده من الجالسين على الطريق مع الغافلين واسحبه معك
وعلمه ان يسحب معه كل من يستطيع ان يسحبهم
وكل من سيسحبونهم معهم يجب عليهم أيضا أن يسحبوا معهم من يستطيعون
فعندما تصل لخط النهاية لا يجب أن تصل لوحدك
فلن تعجل الفرج بوصولك لوحدك
يجب أن تصل معك مجموعة كبيرة
وربما يجب أن يصل معك وبنفس الوقت 312 متنافس أخر لكي تنتقل المنافسة حينها للمستوى الجديد المخطط لها
فلا أحد يعلم حقيقة شروط الفوز بالمنافسة
لأننا نعيش منافسة معرفية معلوماتية في كتاب مرقوم أو في عالم مرقوم
يعني قوانين الفوز تكون بجعل الجاعل او ببرمجة المبرمج او حسب رغبة الصانع
وعندما نرى ان الذين بنوا هذه القبة جميعهم يركزون أن الظهور لا يكون الا ببلوغ عدد العارفين في زمن واحد لعدد معين وهو ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ
سنعرف أن ذلك من ضمن شروط الفوز والظهور
وأن الفوز والظهور لن يأتي بالمجهود الفردي وبإخفائنا المعارف عن بعضنا البعض وبخداعنا بعضنا البعض
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ قَالَ: إِذَا اجْتَمَعَ لِلْإِسْلَامُ عِدَّةَ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَجَبَ عَلَيْهِ الْقِيَامُ وَ التَّغْيِيرُ.
فإذا كان عندك معرفة فانشرها بدون تردد او خوف
ومن هو أهل لها سيستفاد منها
ومن هو ليس اهل لها فلن ينتبه لها من الاساس
او ربما وفي احسن احواله سيأتي ليجادلك ويماحكك
وحينها ما عليك الا ان تتجاهله وسيختفي هو وتأثيره من حياتك
فلا تحاول الفوز لوحدك
فالمعلومات قليلة وموزعة بين الفرق كلها
وكل فرقة عندها أجزاء معدودة من الحقيقة ومخلوطة بأجزاء أخرى من الوهم
يغني ضغث من هذا وضغث من ذاك
وما لم يفهم بعض المتنافسين ذلك في البداية
فيبدؤون بالبحث والتوفيق والغربلة فيما عند بعضهم البعض من القول
ويتبعون فقط أحسن القول فيما عندهم كلهم
فلن تكتمل العدة المطلوبة ابدا .
هذا وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته