*232* لا فرق بين أن تكون من أهل الجنة أو من أهل النار

  • Creator
    Topic
  • #2890
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين
    محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
    رب اشرح لي صدري
    وضع عني وزري الذي انقض ظهري
    وارفع لي ذكري
    واجعل لي من بعد العسر يسرا
    واجعل لي من البعد العسر يسرا
    بسم الله الرحمن الرحيم
    عنوان مقالنا لهذا اليوم سيكون إن شاء الله
    لا فرق بين أن تكون من أهل الجنة أو أن تكون من أهل النار
    لماذا اخترت هذا العنوان لهذا المقال؟
    وجواب هذا السؤال هو لأنني أريد أن أساعدكم على إخلاص النية لكي تستطيعوا أن تعبدوه العبادة الصحيحة المطلوبة
    فعندما تعرف او عندما تعتقد أنه
    لا فرق بين أن تكون من أهل الجنة أو أن تكون من أهل النار
    أو أنه لا فرق بينك وبين الملائكة في تحصيل المتعة والعذاب
    فإنك حينها لن تعبد الله خوفا من ناره او طمعا بجنته
    لأنك تعرف وتعتقد أنه لا فرق بينك الأن كواحد من اهل النار وبين الملائكة الذين هم الان في الجنة ومن أهل الجنة
    والان سنسأل السؤال الذي سيكون مضمون هذه المقالة مخصص
    او يدور حول إجابته
    والسؤال هو:
    كيف أنه لا فرق بين أهل الجنة وأهل النار؟
    وبحول الله وقوته شنبدء محاولة الاجابة عليه ونسأل من الله التوفيق للبيان
    قلنا سابقا أن مسألة الشعور بالوقت هي مسألة نسبية أو مسألة إعتبارية
    وهذا المعنى يؤيده ما ورد في الكثير من أيات الكتاب ورويات العترة الطاهرة من معاني
    فمثلا يقول الكتاب الكريم:
    فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ
    وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ
    كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ
    بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ
    فالتوجيه هنا هو لرسول الله صلى الله عليه وآله أن يصبر على الأمة الواحدة التي بُعث لهم والتي ستفترق لثلاث وسبعون فرقة في نهاية المنافسة
    أما اليوم الذي سيرون فيه ما يوعدون فهو يوم الحساب أو يوم الجمع:
    يَـــوْمَ يَـــخْـــرُجُـــونَ مِـــنَ الأَجْـــدَاثِ سِـــرَاعًـــا
    كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ
    خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ
    ذَلِـــكَ الْـــيَـــوْمُ الَّـــذِي كَـــانُـــوا يُـــوعَـــدُونَ
    فهذا اليوم هو نفسه اليوم الذي سيجمعهم الملائكة فيه في أرض مستوية ويوقفونهم في 120 الف صف ويوقفون كل واحد من افراد هذه الامة الواحدة في صفه المناسب وفي ترتيبه المناسب في ذلك الصف
    يعني سيوقفوه في مقدمته او في وسطه او في آخره
    فأفراد هذه الامة الواحدة دخلوا جميعهم في منافسة لمحاولة الفوز فيها
    وهذا اليوم ((يعني يوم الجمع)) هو يوم إعلان نتائج نهاية الفصل الأول من هذه المنافسة ومن هم الفائزون فيها ومن هم الخاسرون
    يعني هو يوم تكريم الفائزين
    ويوم تحديد درجات الخاسرين
    ومن منهم سيقف في المقدمة ومن منهم في الوسط ومن منهم سيقف في مؤخرة المتنافسين
    الآية الكريمة تقول لنا أنهم يومها سيُقسمون أنهم لم يلبثوا غير ساعة من نهار
    يعني أنهم سيقسمون أنهم لم يلبثوا منذ أن دخلوا في هذه المنافسة حتى تم جمعهم مرة أخرى في هذا الموقف الموعودون به
    سوى ساعة واحدة فقط
    وقلنا سابقا أن مدة المنافسة هي 50 الف سنة
    نصفها دولة الظلم ونصفها الثاني دولة العدل
    وقلنا أن نصفها الاول هو الأولى
    ونصفها الثاني هو الآخرة
    والروايات تقول ما معناه أن الحاكم الفعلي للأرض وللمنافسة فيها من بدايتها لنهايتها هو رسول الله صلى الله عليه وآله أو الشمال
    فمدة حكمه هي خمسين الف سنة يعني القصة من بدايتها حتى نهايتها
    لكن رب العالمين قال له إصبر فأن الآخرة أفضل لك من الأولى
    مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى
    وَلَـــلآخِـــرَةُ خَـــيْـــرٌ لَّـــكَ مِـــنَ الأُولَـــى
    وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّـــكَ فَـــتَـــرْضَـــى
    إصبر يا رسولي فأن الآخرة خير لك من الأولى
    فصحيح انك أنك خليفتي في الارض من البداية لكن حكمتي قضت ان تكون دولتك في الاولى خفية وفي الاخرة علنية
    فاصبر لحكمي وحكمتي فأن الآخرة خير لك من الأولى
    فرب العالمين هو من عيّن الشيطان في يوم اجتماع الملأ الأعلى لكي يكون الضد له ويعطل مشروعه
    وذلك حين قال لأبليس موجها وآمرا له وواصفا له البرنامج الذي يجب أن يسير عليه:
    وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ
    وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ
    وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ
    وَعِدْهُمْ
    وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا
    لا نريد أن نعيد الحدث مرة أخرى عن المعاني الواردة في هذه الاية الكريمة فلقد تكلمنا عنها كثيرا فيما سبق
    لكن اليوم نريد الاستفادة منها أن يوم الجمع واعلان النتائج لفترة الأولى يقع في مكان ما في منتصف أيام الله والتي بمجموعها هي فترة المنافسة كاملة
    فرسول الله صلى الله عليه وآله متمثلا بالائمة الاثني عشر هم الحكام الفعليين للبلاد والساسة الفعليين للعباد ((أفراد الامة الواحدة)) لكن ليس بشكل ظاهر وعلني بل في الخفاء ومن وراء الكواليس
    المهم ،، نعود لحديثنا
    الخاسرين أو أفراد الفرق الإثنين والسبعين سيُقسمون يوم الجمع واعلان النتائج في نهاية فترة الأولى أنهم لم يلبثوا من بداية المنافسة حتى هذه الساعة التي جمعوهم بها سوى ساعة من نهار
    يعني 25 الف سنة وهي نصف مدة المنافسة سيقسمون انهم لم يشعروا بها بأنها اكثر من ساعة واحدة ، بل انها ساعة واحدة من نهار واحد
    في الــ 25 الف سنة الأولى سيكر كل واحد من المتنافسين فيها حوالي ما بين 500 و440 كرّة فالعدد يعتمد على طريقة الحساب
    وهذا يعني أن المتنافسين من مستوى وعيهم في تلك اللحظة سيقسمون في يوم الجمع بأن الفترة التي كرّوا بها في هذه المنافسة 500 او 440 كرة بأنهم
    لَمْ يَلْبَثُوا منذ أن دخلوا في هذه المنافسة إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ
    وهنا يأتي السؤال:
    أين لبثوا؟
    وكيف لبثوا؟
    أما أين لبثوا فيجيبنا أمير المؤمنين في حديثه مع كميل فيقول:
    أُولَئِكَ هُمُ الْأَقَلُّونَ عَدَداً الْأَعْظَمُونَ قَدْراً
    بِهِمْ يَحْفَظُ اللَّهُ حُجَجَهُ حَتَّى يُودِعَهُ نُظَرَاءَهُمْ وَ يَزْرَعَهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ
    هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقَائِقِ الْإِيمَانِ
    فَبَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ
    وَ اسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَ مِنْهُ الْمُتْرَفُونَ وَ اسْتَأْنَسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ
    صَـــحِـــبُـــوا الـــدُّنْـــيَـــا بِـــأَبْـــدَانٍ
    أَرْوَاحُـــهَـــا مُـــعَـــلَّـــقَـــةٌ بِـــالْـــمَـــحَـــلِّ الْأَعْـــلَـــى
    يَا كُمَيْلُ أُولَئِكَ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ
    وَ خُلَفَاؤُهُ فِي أَرْضِهِ
    وَ سُرُجُهُ فِي بِلَادِهِ
    وَ الدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ
    وَا شَوْقَاهْ إِلَى رُؤْيَتِهِمْ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَ لَكَ…….إنتهى
    فسؤال : أين لبثوا،، إجابته هي بِـــالْـــمَـــحَـــلِّ الْأَعْـــلَـــى
    أمّا سؤال كيف لبثوا فأجابنا عليه الإمام الحسين عليه السلام في حديثه مع أصحابه وأهل بيته الذي قرروا البقاء معه والاستشهاد بين يديه وذلك حين قال لهم:
    فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ وَطَّنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ- عَلَى مَا وَطَّنْتُ نَفْسِي عَلَيْهِ،
    فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ إِنَّمَا يَهَبُ الْمَنَازِلَ الشَّرِيفَةَ لِعِبَادِهِ [لِصَبْرِهِمْ‏] بِاحْتِمَالِ الْمَكَارِهِ.
    وَ إِنَّ اللَّهَ وَ إِنْ كَانَ خَصَّنِي- مَعَ مَنْ مَضَى مِنْ أَهْلِيَ الَّذِينَ أَنَا آخِرُهُمْ بَقَاءً فِي الدُّنْيَا مِنَ الْكَرَامَاتِ بِمَا يَسْهُلُ مَعَهَا عَلَى احْتِمَالِ الْكَرِيهَاتِ
    فَإِنَّ لَكُمْ شَطْرَ ذَلِكَ مِنْ كَرَامَاتِ اللَّهِ تَعَالَى.
    تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 219
    وَ اعْـــلَـــمُـــوا أَنَّ الـــدُّنْـــيَـــا
    حُـــلْـــوَهَـــا وَ مُـــرَّهَـــا حُـــلُـــمٌ،
    وَ الِانْـــتِـــبَـــاهَ فِـــي الْآخِـــرَةِ
    وَ الْفَائِزَ مَنْ فَازَ فِيهَا
    وَ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِيهَا
    أَ وَ لَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَوَّلِ أَمْرِنَا وَ أَمْرِكُمْ مَعَاشِرَ أَوْلِيَائِنَا وَ مُحِبِّينَا، وَ الْمُعْتَصِمِينَ بِنَا
    لِيُسَهِّلَ عَلَيْكُمْ احْتِمَالَ مَا أَنْتُمْ لَهُ مُعْرَضُونَ؟
    قَالُوا: بَلَى يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ…….بقية الرواية
    فمتى إذن سيقسم الخاسرون أنهم لَمْ يَلْبَثُوا منذ أن دخلوا في هذه المنافسة إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ؟
    وهذا السؤال جوابه هو : حين ينتبهون من نومتهم ويستيقضون من الحلم وذلك حين قال الامام لأهله وأصحابه:
    وَ اعْـــلَـــمُـــوا أَنَّ الـــدُّنْـــيَـــا حُـــلْـــوَهَـــا وَ مُـــرَّهَـــا حُـــلُـــمٌ وَ الِانْـــتِـــبَـــاهَ فِـــي الْآخِـــرَةِ
    فأنت كمتنافس كنت ومنذ 25 الف سنة من ما نعد من مستوى وعينا الحالي كنت ولا تزال نائم وتحلم
    لكن من مستوى درجة وعيك حين تستيقظ ستقسم انك لم تلبث من بداية المنافسة حتى ساعة قسمك الا ساعة من نهار فقط
    440 كرة عشت بها ما شعرت ان مقداره هو 25 الف سنة ستقسم انه كان ساعة من نهار فقط
    وفوق ذلك أنك حين تنتهي كرتك في جهنم سترجع لربك وتدخل جنته لحوالي 16 شهر من ما نعد من مستوى وعينا الحالي
    فتشعر بها من مستوى وعيك حينها وكأنها كم ألف سنة
    يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
    يعني 440 كرة ضاعفها بمقدار كم الف سنة من ما سنشعره من الوقت حين ندخل جنة ربنا
    فتكون النتيجة 440 الف كم مليون سنة في الجنة
    وهذه تجمعها مع
    فقط 25 الف سنة من ما سنشعر به من الوقت في جهنم
    والنتيجة بعد كل هذا هي:
    أننا سنُقسم أن كل هذه الفترة الطويلة التي قضيناها في الجنة
    إضافة للفترة القصيرة التي شعرنا أننا قضيناها في جهنم ((قصيرة مقارنة بـ 440 الف كم مليون سنة شعرنا اننا قضيناها في الجنة))
    لم تكن أكثر من ساعة من نهار
    هذا بالنسبة لأهل جهنم هكذا سيشعرون بنسبيىة الوقت
    في المقابل فإن الشعور بالزمن هو أيضا امر نسبي لأهل الجنة الذين لا يموتون أبدا
    وفوق ذلك فإنهم حين يدخلون في الصور فإنهم يمطّون الوقت وكأنهم لا يكفيهم الخلود ابدا ويريدون المزيد منه
    فهم من حين يدخلون في الصورة حتى يخرجون منها لن يمضي عليهم من الوقت الذي يشعرونه من مستوى وعيهم حينها أكثر من لحظة واحدة
    ماذا يعني هذا؟
    يعني أنه لو اشترى الصورة ودخل بها وهو يمشي وكان لحظتها يريد أن ينقل رجله اليمين أمام اليسار
    فإنه سيدخل في الصورة فينولد ويعيش كل ما بها من مشاعر واحداث
    ثم أخيرا سيموت وينتبه من نومته
    قبل أن تصل أو أن تستقر قدمه اليمين امام قدمه اليسار
    يعني لحظة واحدة من لحظاته في الجنة مطّها بدخوله في الصورة وطولها وجعلها خمسين او مائة سنة
    الآن وبعد أن فهمنا أمر نسبية الوقت لمن هم في الجنة ولمن هم في النار
    سنفترض أن أهل الجنة قرروا كل كم الف سنة من ما يعدون أن يدخلوا معنا في جهنم من خلال دخولهم في صورة من صور اهل جهنم
    فحينها ستكون النتيجة او المحصلة النهائية لأهل الجنة وأهل النار هي نتيجة او محصلة واحدة
    وذلك عندما يشتري ويدخل اهل الجنة في 440 صورة من صور اهل جهنم
    فلا فرق من ناحية التمتع بملذات الجنة بين اهل الجنة وأهل النار حينها
    فبعد 440 صورة سيشتريها اهل الجنة ويدخلون بها سيكونون قد
    عانوا معنا في جهنم 25 الف سنة من ما نعد
    وتمتعوا في جنتهم 440 الف كم مليون سنة من ما يعدون
    وبنفس الوقت فإن أهل جهنم سيكونو كذلك قد
    عانوا 25 الف سنة من ما سيعدونه في جهنم
    وتمتعوا كذلك 440 الف كم مليون سنة من ما سيعدونه في جنة ربهم
    فمن ناحية المتعة والتلذذ والتعب والارهاق والخوف
    لا يوجد هناك فرق بين ان تكون من أهل الجنة أو تكون من أهل النار
    بل ربما لو كنت من أهل الجنة قد تقرر ان لا تنتظر كل هذه المدة الطويلة بين دخولك في صورة واخرى
    فعالم الصور سيكون هو عالم أحلامك الذي يخالف عالم صحوتك في الجنة في كل شي فكل شيء فيه لا عين رأته في الجنة ولا اذن سمعت به
    تماما كما أن عالم الجنة بالنسبة لك وأنت في جهنم الأرض هو عالم احلامك الذي كل ما فيه لا عين رأته في جهنم ولا أذن سمعته
    فلا يوجد فرق في ناحية التمتع والتعب بين ان تكون من اهل الجنة أو من اهل النار
    فلا تشغل نفسك كثيرا بالجنة ولا تجعل نيتك من جميع اعمالك او حتى واحد منها أنك تريد به ان تحصل على الجنة او ان تهرب من الجحيم
    فدخول الجنة والتمتع بها هو تحصيل حاصل حسب هذا النظام الالهي للخلق
    والخروج من جهنم هو ايضا تحصيل حاصل في هذا النظام الالهي للخلق
    وهنا سينطرح السؤال التالي:
    اذا ما هي النية الصحيحة التي يجب أن ننويها لأعمالنا حين نعملها وقبل أن نعملها؟
    وسينطرح سؤال أخر وهو:
    ما دام لا يوجد هناك فرق فما الذي سيفرق ان عبدنا خوفا او طمعا او عبدنا العبادة الصحيحة؟
    وجواب السؤال الأول هو : النية الصحيحى هي نية الوجدان ، او نية طلب المعرفة ليس من اجل دخول الجنة ولا هربا من جهنم ،، فالأمرين كما قلنا هما تحصيل حاصل
    فالعبادة الصحيحة هي عبادة التفكر طلبا للمعرفة
    أمّا صور العبادات الظاهرية مثل الصلاة والصيام
    فالغرض منها هو
    استنزال
    او
    إستجلاب المعرفة الصحيحة من ينابيعها الصافية لحقيقة صور تلك العبادات
    وهذا الإستجلاب أو الإستنزال للمعرفة الصحيحة لا يتحقق الا بتوفر النيّة الصحيحة
    والتي قلنا أنها طلب المعرفة
    يعني لو كانت نيتك من اعمالك أن طلب بها الجنة
    فأنت ستحصل عليها في كل الأحوال
    ولو كانت نيتك من اعمالك أنك تريد الخروج بها من جهنم
    فإنك قبل أن تعود لها من جديد ستشعر انك خرجت منها لمدة طويل جدا جدا
    حتى أنك ستنساها وتنسى الغل الذي كان في صدرك منها ولن تمانع من الرجوع لها من جديد
    إنسى طلب الجنة ولا تجعلها هدفك،، فنحن الأن في جهنم
    وعند الموت لا يوجد غير الجنة لتعود لها
    وانسى جهنم ،، فأكثر أهل الجنة من الفقراء
    يعني أكثر الصور التي يشتريها أهل الجنة وينزلون بها في جهنم هي صور الفقراء
    فإن كان في ذلك عزاء لك سأقول لك
    أن أهل الجنة يعانون من أجلك في جهنمك أكثر منك
    فالحمل الأكبر من عذاب جهنم يحملونه من أجلك فوق ظهورهم
    فعندما تطلب المعرفة من أجل المعرفة فقط
    حينها فقط سيفتحون لك ابوابها
    ويسقونك مِـــنْها عَـــذْبٍ فُـــرَاتٍ
    ويسُـــهِّـــلَـــون لَـــك مَـــوَارِدها
    ولن تفوز بنجيبتك ومقعدك بجانب اليمين ما لم تصفّي نيتك وتطلب المعرفة من اجل المعرفة فقط
    والمعرفة المطلوبة والتي بها تثقل الموازين هي معرفة باطن ولاية الولي الأوحد الذي قال:
    من كان ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفّت موازينه‏
    الولاية هي المعنى
    والامامة هي معاني المعنى
    الامامة هي ظاهر الولاية
    والولاية باطنة في الإمامة
    فلا فرق بين الولاية والامامة الا أن
    الإمامة هي ظاهر الولاية
    والولاية هي باطن الإمامة
    ولذلك قال أمير المؤمنين لسلمان لا تفرقوا فينا فتهلكوا
    يا سلمان أنا و الهداة من أهل بيتي سرّ اللّه المكنون، و أولياؤه المقرّبون، كلّنا واحد، و سرّنا واحد، فلا تفرّقوا فينا فتهلكوا، فإنّا نظهر في كل زمان بما شاء الرحمن، فالويل كل الويل لمن‏ أنكر ما قلت، و لا ينكره إلّا أهل الغباوة، و من ختم على قلبه و سمعه و جعل على بصره غشاوة…..إنتهى النقل
    فالقران قرانهم
    وهم قالوا لنا فيه:
    مشكاة ومصباح وزجاجة
    والإيقاد ذاتي
    فهم جميعهم هم نفسهم الشجرة المباركة
    لكنهم اغصانها وفروعها
    ففاطمة هي النور الظلي
    يعني هي الشجرة المباركة شجرة الحياة
    والأئمة هم الأظلة
    يعني انهم هم فروع وأغصان شجرة الحياة
    وشيعتهم ورقها
    يعني الشجرة المباركة هي روحهم التي بين جنبيهم جميعهم
    هل تتخيلون ان احد فروعها واغصانها سيكون حيا او حتى موجودا لو عزلنا روحهم التي بين جنبيهم عنهم؟
    بالتاكيد كلا
    فهذه الشجرة حيّة بذاتها
    يعني ما ينفع ان تقطع احد اغصانها
    لانك لو قطعته وعزلته عنها فستموت كل الشجرة
    انا من علي وعلي مني
    انا من حسين وحسين مني
    انا من فاطمة وفاطمة مني
    انا من محمد ومحمد مني
    نحن روح الله
    وكلكم تعرفون بقية كلماتهم الشريفة التي تشبه معانيها نفس معاني هذه الكلمات
    فهم ذرية بعضهم مــــــن بعض
    فهم شجرة مباركة واحدة بكل اغصانها وفروعها واوراقها وروحها
    فهذه الشجرة المباركة بعضها من بعض
    ونحن ليس مهمتنا ان نفرق بينهم ونقول ان جذع هذه الشجرة افضل من روحها وهذا الغصن افضل من هذا الغصن وووو فحينها سنهلك لأننا سنبتعد عن الفهم الصحيح
    انهم شجرة واحدة حية بالذات بعضها من بعض
    يكفي ان نعرف تلك المعاني
    يكفي ان نعرف انهم نور واحد، لكنه نور على نور
    حين تعرف أنهم المعاني
    ستعرف معها انهم معاني المعنى
    فالمعنى مكنون بهم ولا يفارقهم ابدا
    فالمعنى مَعَهم كمعانيه وَ لَا فَاقَةَ بِهم إِلَى غَيْرِهِ
    وَ الْحَقُّ أو المعنى مَعَهم فَلَنْ يُوحِشَهم مَنْ قَعَدَ عَنهم وَ هم صَنَائِعُ رَبِّنَا المعنى وَ الْخَلْقُ بَعْدُ صَنَائِعُهم
    فمعنى أنهم نور واحد
    وأنهم نور على نور
    هو ان المعنى منهم وفيهم
    المعنى منهم ويهم وهم من المعنى
    لا يمكننا ان نفرق بين المعنى ومعانيه
    فالمعنى لا يمكن معرفته ابدا بدون معانيه
    وجوهرة او شجرة حية بالذات لا يمكن ابدا ان لا تكون حية بالذات لأن المعنى مكنون بها
    فلا المعنى يفارق هذه الشجرة لأنه روحها ولا الشجرة تفارق المعنى فهي روحه
    انهم نور واحد والمعنى نوره
    نور ظلي واحد والمعنى نوره
    اظلة او معانى او انوار والمعنى نورهم ومعناهم
    يكفي ان نعرف المعاني ومعناهم لكن ليس مهمتنا ان نفرق بينهم
    فعندما ننظر للمكعب او العرش المكعب فلا يمكننا ان نقول ان
    هذا يمينه وهذا شماله
    وهذا فوقه وهذا تحته
    فمبجرد ان تنظر له من زاوية اخرى سيصبح اليمين شمال والشمال يمين والفوق تحت والتحت فوق
    فيكفي ان تعرف ان للمكعب يمين وشمال وفوق وتحت
    بدون أن تحتّم بان هذه الجهة هي يمينه وهذه شماله
    فلو فعلت ذلك فإنك ستتوه
    وبمجرد ان تنظر له من زاوية مختلفة ستكتشف انك قد اخطأت الحكم والفهم السابق
    إنهم نور واحد
    لكنهم نور على نور
    لا نفرق بينهم ونحن لهم مسلّمون
    نور الشمس الشفاف هو نورها حين يكون بكل اطيافه وانواره
    لكن لو عزلت عنه نور واحد من انواره
    فسيفقد شفافيته
    وستفقد انواره كلها شفافيتها
    ولن ترى النور وبالنور بعد ذلك كما كنت تراه وترى به من قبل
    وستصاب بعمى الالوان ان عزلت نورا واحدا من انوار نور الشمس
    وستفقد السماء شفافيتها بمجرد ان تعزل نورا واحدا من انوار نور الشمس عنه
    انهم نور واحد
    يكفي ان تعرف المعاني
    وان المعنى هو معناهم المكنون بهم
    وانهم هم معانيه الذين ظهر بهم
    فبمجرد ان تبدء بالتفريق بينهم او تريد التفريق بينهم فانك ستشعر بالتيه
    فما لأولهم هو لآخرهم
    وما لآخرهم هو لأولهم
    اذا عرفت المعاني والمعنى المكنون بهم ستكون قد عرفت وفهمت معنى لا اله الا الله
    فالإسم الظاهر الله هو المعاني
    والاسم المكنون به هو معناه أو معانيه
    اذا استطعت ان تفهم ذلك فستفهم معنى لا اله الا الله
    ولتفهمها عليك أن تضع هذه الجملة أو الشهادة امامك
    ثم تحذف او تخفي كلمة إله منها
    ثم تستبدلها باي اسم فعل من اسمائه تعالى
    يعني كان تفعل هكذا
    لا رازق الا الله
    لا مميت الا الله
    لا هادي الا الله
    لا مضلّ الا الله
    لا مانع الا الله
    لا فاتح الا الله
    كل اسم من هذه الاسماء له تعيّن وظهور خارجي
    لكن المعاني
    أو الاسم الله الظاهر مكنون به وهو الفاعل من خلاله
    والاسم المكنون أو المعنى مكنون ايضا في الاسم الله أو في المعاني
    فالاسم المكنون او المعنى ظهر بمعانيه أو بالاسم الله
    والاسم الله وهو المعاني كما قلنا مكنون في جميع الاسماء الفاعلة
    والاسم المكنون أو المعنى هو نفسه المشار بالقرآن الكريم بــ ((قرآن كريم))
    والاسم الله أو معاني المعنى هو المشار له بالقرآن الكريم ((كتاب مكنون))
    فالاسم المكنون هو قران كريم مكنون في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون
    إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ () فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ () لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ
    والكتاب المكنون هو الجوهرة الحية بالذات
    والاسم المكنون مكنون وسط هذه الجوهرة الحية بالذات
    الجوهرة الحية بالذات هي شجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى التي من عرفها لم يشقى ابدا
    والاسم المكنون او الـ قرآن كريم هو العقل الذي وسط الكل
    واوراق شجرة طوبى وسدرة المنتهى او شيعتهم هي النفوس الناطقة القدسية
    يعني اوراقها هم شيعتهم
    فالإله هنا هي شجرة طوبى وفروعها وغصونها هم الاسماء الحسنى
    واوراقها او النفوس الناطقة القدسية
    هم محل ظهور فعل الاغصان والفروع
    او محل ظهور افعال الاسماء الحسنى والفاعلة
    النور الظلّي هو الله
    والاظلة هم الاله
    والاسم المكنون مكنون بهم جميعهم
    النور الظلي والاظلة هم المعاني والاسم المكنون هو معناهم
    فالمعنى معهم ومنهم وفيهم ولا يفارقهم كمعانيه كنور ظلي او كأظلة
    وهم كلهم واحد اولهم واوسطهم واخرهم وكلهم
    لا اختلاف بينهم ولا نفرق بينهم
    لانهم نور واحد
    لكنه نور على نور
    يهدي المعنى الاسم المكنون لنوره من يشاء
    ونوره يهدي له
    نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء
    يعني يجب ان يهديك المعنى للمعاني اولا
    ثم بعد ذلك ستقوم المعاني بهدايتك لمعناها الذي هو باطنها وهي ظاهره
    فالطريق للمعنى لا يكون الا عبر معانيه
    فالوسيلة الوحيدة للمعنى هم معانيه فقط
    وهم حجابه الأعظم كذلك
    ومعانيه هم نوره
    فاذا اراد المعنى ان تتعرف عليه وتصل له سيهديك لمعانيه أو حُجُبه
    ومعانيه ستفتح لك ابوابها وتدخلك بنفسها للمعنى
    أو سترفع عنك حُجُبها لتدلك على معناها
    ننهي حديثنا في هذه المقالة بالتذكير بعنوانها والهدف منه ونقول
    لا فرق بين أن تكون من أهل الجنة أو أن تكون من أهل النار فصحح نيتك واطلب المعرفة من اجل المعرفة وحبا بالمعرفة وشوقا للمعرفة فاليمين عنده من العلم الف الف باب ينفتح من كل باب الف الف باب وهو يريد من ينقلها له ويعلمه إيّاه نظريا وعمليا
    فان كنت تبحث عن المتعة فانت ستحصل على الكثير منها أن آجلا بعد الموت ام عاجلا في هذه الحياة
    وان كنت تخاف التعب والشقاء فجزء بسيط جدا جدا جدا منه مكتوب على أهل السماء وعلى أهل الأرض أن يختبروه ويعايشوه فلا داعي للخوف منه ابدا
    ويمكنك دائما ان تطفئ بنفسك نيران جهنم التي تحيط بك باطنا وظاهرا
    ولا تحتاج لذلك لأكثر من أن تخرج حب الدنيا من نفسك
    فابحث عن المعرف للمعرفة وحينها ستقودك المعرفة لأن تتذكر عهدك الذي عاهدت أنك لن تغفل عنه فتثقل موازينك فتصبح حينها من المقربين من اليمين وأله الميامين
    او على الأقل ستصبح من اصحاب اليمين وستسعى من يومها لأن ترفع درجتك درجة او درجات فتكون من المقربين
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.