كيف أصبح المعنى الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه هو اليمين
ويمين من هو؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
رب اشرح لي صدري
وضع عنّي وزري الذي أنقض ظهري
وأرفع لي ذكري
واجعل لي من بعد العسر يسرا
واجعل لي من بعد العسر يسرا
السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاته
عنوان مقالنا لهذا اليوم سيكون ان شاء الله
كيف أصبح المعنى الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه هو اليمين
فكما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال:
أنا المعنى الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه
كما أن الرويات الكثيرة تؤكد أن اليمين هو أمير المؤمنين عليه السلام
فكيف انتهى المطاف أن يظهر المعنى الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه باسم وصورة اليمين أمير المؤمنين؟
لنفهم الكيف لا بد أن نعود للبداية الأولى لعملية الخلق وهي قديمة جدا جدا جدا
من كلام ووصف أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الحقيقة فإن البداية كانت من صبح الأزل
فعندما قال عليه السلام نور أشرق من صبح الأزل
فإن صبح الأزل هنا يسبق في وجوده هذا النور الذي أشرق منه
فما هو صبح الأزل هذا ؟
وهل له أسماء أخرى في الروايات؟
البداية لا بد أن تكون واحدة مهما كان اسمها او صفتها
والثابت عندنا نقلا أن البداية بدأت بخلق المشيئة
والثابت عندنا عقلا أيضا أنها يجب ان تبدء بالمشيئة
طبعا توجد في الروايات اسماء كثيرة لهذه البداية الواحدة مثل النقطة والعقل الكل والمشيئة والاسم المكنون والمصباح وصبح الأزل أحدها
والكثير غيرها من الاسماء
والتي تشير جميعها لهذه البداية الواحدة
لكننا سنحاول هنا ان شاء الله
ان نركز في حديثنا
على اسم واحد منها
وهو الاسم المكنون
لأننا تكلمنا عنه كثيرا في هذه الصفحة
فالبداية كانت بالاسم المكنون
كان بودي ان اقول الآن تخيلوا ان الاسم المكنون موجود في العدم
لكنني لو قلت ذلك سيختل المعنى حينها ولا استطيع اصلاحه بعد ذلك
فالاسم المكنون سبق العدم وجوده أو صبح الأزل سبق العدم وجوده
يعني الإسم المكنون أو صبح الأزل سابق في وجوده لوجود العدم
الآن بعد أن تحددت البداية نسأل السؤال الثاتي وهو:
ما هو العدم ومن ماذا انخلق هذا العدم؟
سيأتينا تفصيل ذلك بعد قليل ان شاء الله
قبل ذلك دعونا نذكر هذا الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ
«الكِبْرِيَاءُ رِدائِي و العَظَمةُ إِزارِي، فمنْ نَازَعنِي في شَيْءٍ منهما قَصَمْتُه و لا أُباليِ».
الكلام هنا منقول عن الإسم المكنون
ولكي نفهم ما هما رداء وإزار الإسم المكنون سنعود للهندسة المقدسة
قلنا سابقا وانطلاقا من الهندسة المقدسة
أن الإسم المكنون هو نقطة دائرة الوجود
او قطب دائرة الوجود كما يقولون
في البداية لم يكن هناك دائرة الوجود بل فقط الاسم المكنون او النقطة
الاسم المكنون كما رددنا دائما هو النور العلوي
الآن الاسم المكنون أراد الظهور
فخلق نورا
وهذا النور هو الصادر الأول منه
والذي لم يصدر منه غيره
وهذا النور هو النور المحمدي الإثني عشري
والذي الاسم المكنون مكنون بكل انواره الإثني عشر كما تشير لذلك رواية الاسم المخلوق والاسم المكنون عن الامام الصادق عليه السلام
النور المحمدي بدوره أراد أن يُظهر الإسم المكنون ،
فهو بالاساس مخلوق من قِبل الاسم المكنون من أجل هذا الهدف
وهو أن يظهر به الإسم المكنون او المعنى نفسه
والنور المحمدي الاثني عشري
لكي يُظهر الاسم المكنون خلق الدائرة الوجود او المشكاة
والدائرة أو المشكاة هي كما قلنا مرارا انها ترمز للنور الفاطمي
فالنقطة ((أو المصباح)) صدّر اول ما صدّر منه النور المحمدي الإثنى عشري واستكنّ به
وبــ هذا النور الأوّل شكّل الدائرة ((أو المشكاة)) ثانيا
وعند اكتمال الدائرة جعل الأنوار الإثني عشر داخلها محددة ومقسّمة
وهذا المعنى نستقيه من الرواية عن الامام الصادق عليه السلام التي قال بها انه تبارك وتعالى خلق النور الظلي ثم جعله أظلة
والتي بيّنا منها سابقة ان فاطمة او النور الفاطمي هي النور الظلي لأنها الحجة على الأئمة
فالأظلة هم الأئمة الإثني عشر وهي النور الجامع الذي يحويهم فلذلك هي حجة عليهم
طبعا نحن نقسم هذه المراحل لكي نفهم من خلالها مضمون الروايات
وكذلك لكي نفهم معاني الأسماء الثلاثة اينما ذُكرت أو اقترنت ببعضها البعض
لكنهم في الحقيقة نور واحد لا فرق بين اولهم واوسطهم وآخرهم
وكما قلنا سابقا أن البداية يجب ان تكون واحدة مهما تعددت الروايات والألفاظ التي تصفها
عن جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص:
أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ نُورِي ((نور العظمة))ـ يعني نور العظمة هو النور المحمدي
ابْتَدَعَهُ مِنْ نُورِهِ ((المشيئة))
وَ اشْتَقَّهُ مِنْ جَلَالِ عَظَمَتِهِ ((من جلال عظمة المشيئة)) فالنور الفاطمي هو ((جلال عظمة المشيئة))
فَأَقْبَلَ ((نور العظمة)) يَطُوفُ بِالْقُدْرَةِ ((بالمشيئة)) حَتَّى وَصَلَ إِلَى جَلَالِ الْعَظَمَةِ فِي ثَمَانِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ((إكتملت العين النور الظّلّي وهي جلال عظمة المشيئة))ـ
ثُمَّ سَجَدَ لِلَّهِ تَعْظِيماً ((نور العظمة أو النور المحمد سجد لله تعظيما))
فَفَتَقَ مِنْهُ نُورَ عَلِيٍّ ع ((يعني من نور العظمة النور المحمدي فتق نور علي))
فَكَانَ نُورِي مُحِيطاً بِالْعَظَمَةِ ((نور الدائرة الظّلّي محيطا بنور العظمة الظلال))ـ
وَ نُورُ عَلِيٍّ مُحِيطاً بِالْقُدْرَةِ ((محيطا بالمشيئة))
ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ وَ اللَّوْحَ وَ الشَّمْسَ وَ ضَوْءَ النَّهَارِ وَ نُورَ الْأَبْصَارِ وَ الْعَقْلَ وَ الْمَعْرِفَةَ وَ أَبْصَارَ الْعِبَادِ وَ أَسْمَاعَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ مِنْ نُورِي ،، وَ نُورِي مُشْتَقٌّ مِنْ نُورِه……بقية الرواية
انتبهوا للتسلسل
الإسم المكنون او المشيئة
خلق نور العظمة ((يعني النور المحمدي)) من جلال عظمته
نور العظمة الإثني عشري ((النور المحمدي))
أَقْبَلَ يَطُوفُ بِالْقُدْرَةِ حَتَّى وَصَلَ إِلَى جَلَالِ الْعَظَمَةِ وهو النور الفاطمي
فاكتملت الأسماء الثلاثة
1- الإسم الممثل للنور الفاطمي // وهو النور الظلّي الجامع للنورين والحجة على الأئمة للنور المحمدي // وهو نور العظمة وهو نفسه نور الحُجب الأثني عشر الأظلة
2- والإسم الممثل للنور المحمدي // وهو نور العظمة وهو نفسه نور الحُجب الأثني عشر الأظلة
3- والإسم الممثل للنور العلوي // وهو نور القدرة وهو النور الذي أنزلته الأظلة وسطهم
فالنور الفاطمي النور الظلّي هو رداء النور العلوي وهو أول قميص خلقه الاسم المكنون بنوره وهو من لبسه ،، يعني الإسم المكنون خلق بنوره الدائرة واحاط بها نفسه
ثم عاد وقسم النور المحمدي لأثني عشر نور أظلة وجعلهم إزاره
يعني الأظلة أو الحُجُب هم إزار الإسم المكنون
وقال
الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَ الْعَظَمَةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي فِي شَيْءٍ مِنْهُمَا قَصَمْتُهُ.
وبلفظ أخر ورد نفس هذا الحديث القدسي بــ ” الْعَظَمَةُ إِزَارِي وَ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي”
فأحدهما هو الحجاب الأعظم وهو النور الظلي أو الحجة على الأئمة
والثاني هم حُجُبه وهم الأظلة او الأئمة
في البداية سألنا
ما هو العدم الذي سبق الاسم المكنون في وجوده لوجود هذا العدم ؟
ومن ماذا انخلق هذا العدم؟
وقلنا سيأتي بيانه بعد قليل وجاء الأن أوان بيانه
فالنور الظلّي هو نفسه العدم وهو نفسه ردائه الذي خلقه من نوره الأول
والذي قسمه بعد ذلك لأظلة
وجعلهم إزاره
النور الظلي وحسب التعبير القرآني هو المشكاة ،
وكونه المشكاة يعني أنه المكان أو الأين المؤين ، فالإسم المكنون هو الذي أيّن الأين
والأظلة المجعولة من هذا النور الظلّي أو الأين المؤيّن هم الزمان
بتعبير آخر ورد في الروايات أنه
أول ما خلق يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ خلق السنة ثم جعلها إثني عشر شهرا
وهذا هو نفسه الدين القيم الذي أمرنا الناطق بالقرآن الكريم أن لا نظلم فيهنّ نفسنا
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ
فالزمان والمكان متحدان لا يفترقان ، كما أن السنة متحدة بشهورها
فأينما كان أحدهما لا بد أن ينوجد معه الآخر
فالسنة هي النور الظلي
والشهور هم الأظلة
فالسنة والشهور
أو النور الظلّي والأظلة
أو المكان والزمان
لا يفترقان ولا ينفصلان
والإسم المكنون مكنون فيهم جميعهم
فالعلاقة بينهم هي حاوي ومحوي ومكنون بهم
وهذا هو نفس معنى أن المشكاة فيها مصباح والمصباح في زجاجة
او المشكاة تحوي زجاجة والإسم المكنون مكنو وسط الزجاجة ووسط المشكاة
يعني النور الفاطمي يحوي النور المحمدي والنور العلوي هو مكنون بهما
والنور المحمدي اوله محمد واوسطه محمد وأخره محمد وكله محمد
فهذا النور المحمدي هو العرش كما ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام مع المفضّل بن جابر الجعفي وذلك حين قال له فيها
مُحَمَّدٌ الْعَرْشُ عَرْشُ اللَّهِ عَلَى الْخَلَائِقِ وَ نَحْنُ الْكُرْسِيُّ وَ أُصُولُ الْعِلْمِ
وقبلها كان قد قال له نفس هذه الرواية في تفسير
لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ
وَ مَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَ لا يَسْتَحْسِرُونَ
يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ …… بقية الايات إِلَى قَوْلِهِ
وَ مَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ
فقال له في تفسيرها:
وَيْحَكَ يَا مُفَضَّلُ،
أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنْ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ هُمُ الْمَلَائِكَةُ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ هُمُ الْجَانُّ وَ الْبَشَرُ وَ كُلُّ ذِي حَرَكَةٍ
فَمِنَ الَّذِينَ فِيهِمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ الَّذِينَ قَدْ خَرَجُوا مِنْ جُمْلَةِ الْمَلَائِكَةِ.
قَالَ الْمُفَضَّلُ: مَنْ تَقُولُ يَا مَوْلَايَ؟
قَالَ: يَا مُفَضَّلُ وَ مَنْ؟
نَحْنُ الَّذِينَ كُنَّا عِنْدَهُ
وَ لَا كَوْنٌ قَبْلَنَا
وَ لَا حُدُوثُ سَمَاءٍ وَ لَا أَرْضٌ وَ لَا مَلَكٌ وَ لَا نَبِيٌّ وَ لَا رَسُول…..إنتهى النقل حتى هنا من الرواية
نعود لحديثنا مرة أخرى ونقول:
أن العرش مكعب كما تقول الروايات
والمكعب له اثني عشر ساق
وعلى كل ساق منها مكتوب اسم من أسماء الأئمة
ومن زار أحد من الأئمة وهو عارف لهذه المعاني الخاصة بهم وحدهم سيكون قد زار الله في عرشه
قبل أن نصل إلى هنا لم يكن يمكننا أن نقول أن هناك يمين وشمال
لكن مع وصولنا للعرش المكعب أصبح من الممكن لنا ان نقول انه يوجد للعرش المكعب جهتان
يمين وشمال والحجة مستوي على العرش ، يعني الحجة مستوي على الحجج
فالحجة هو الحجة على الحجج
فالحجة هو المستوي على العرش
ستة منهم على يمينه والستة الأخرين على شماله،، وكلتا يديه يمين
محمد الرسول صلى الله عليه وآله من الستة الذين على يمينه
وعليّ الولي أمير المؤمنين سلام الله عليه أيضا من الستة الذين على يمينه
وهذا المعنى نأخذه من الرواية التالية ، كما نجده كذلك مطوي في معاني الهندسة المقدسة لزهرة الحياة
وسائل الشيعة، ج5، ص: 33
5820- 16- الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ الطَّبْرِسِيُّ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي حَدِيثٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ:
أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ أَنِّي عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَ أَنَّ اللَّهَ كَسَانِي ثَوْبَيْنِ أَحَدُهُمَا أَخْضَرُ وَ الْآخَرُ وَرْدِيٌ
وَ أَنَّكَ يَا عَلِيُّ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ
وَ أَنَّ اللَّهَ كَسَاكَ ثَوْبَيْنِ أَحَدُهُمَا أَخْضَرُ وَ الْآخَرُ وَرْدِيٌ
وَ أَنَّكِ يَا فَاطِمَةُ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ
وَ أَنَّ اللَّهَ كَسَاكِ ثَوْبَيْنِ أَحَدُهُمَا أَخْضَرُ وَ الْآخَرُ وَرْدِيٌ
قَالَ قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ النَّاسَ يَكْرَهُونَ الْوَرْدِيَّ
فَقَالَ: يَا أَبَانُ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا رَفَعَ الْمَسِيحَ إِلَى السَّمَاءِ ، رَفَعَهُ إِلَى جَنَّةٍ فِيهَا سَبْعُونَ غُرْفَةً
وَ إِنَّ اللَّهَ كَسَاهُ ثَوْبَيْنِ ، أَحَدُهُمَا أَخْضَرُ وَ الْآخَرُ وَرْدِيٌ
قَالَ قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِي بِنَظِيرِهِ مِنَ الْقُرْآنِ
قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ…….إنتهى
من هذه الرواية قد يسأل أحدنا بما أن رسول الله صلى الله عليه وآله هو أيضا يقف على يمين العرش فلماذا لا يكون أصحاب اليمين هم أصحاب محمد أيضا؟ فهو مثله مثل علي يقف على يمين المستوي على العرش
وجوابه ان من يطيعه سيكون أيضا من أصحابه
وهو صلى الله عليه وآله دعى بولايته أصحابه لولاية علي
فمن يريد ان يكون من أصحاب محمد اليمين يجب ان يوالي علي اليمين
وموالاة علي تلك المولاة التي تثقل موازينك بها هي بان يكون باطنك في ولايته أكبر من ظاهرك فيها
موالاة الشعائر مهما كثرت وتنوعت صورها
وموالاة لقلقة اللسان بالشعر والخطب والنثر والمناظرات
التي تعبر بها جميعها عن حبك له
هذه أيضا لا تكفي لإثقال الموازين مهما كبرت وكثرت
فهذه كلها تدخل في اطار ظاهر الولاية
اما باطن الولاية الذي يُثقل الموازين
فهو معرفة باطنه حق المعرفة
ومعرفة مراتب ولايته حق المعرفة
ومعرفة المنزلة التي انزل الحجة بها
دونا عن بقية معانيه وقمصانه حق المعرفة
الأن لو أردنا ان نسأل اليمين هو يمين من؟
وجوابه كما هو واضح انه
يمين المستوي على العرش في عالم البطون وهو الإسم المكنون
وهو يمين الحجة على الحجج في عالم الظهور وهي فاطمة
فالحجج هم الحُجج على صنائعهم في عالم الظهور
أما فاطمة فهي حجة الاسم المكنون على الأظلة كلهم في عالم البطون
قبل أن تكون هي الحجة على الحجج في عالم الظهور
لأنها اول قميص لبسه الإسم المكنون في عالم الأظلة
بينما الحجج الإثني عشر هم قمصانه الأظلة الذين فصلهم من ردائه وقميصه الأول النور الفاطمي
فبنوره المحمدي خلق قميص فاطمة النور الظلي فلبسه أول ما لبس
فردائه النور الفاطمي محيوك بخيوط نوره المحمدي
ثم عاد فقسم هذا القميص الفاطمي الكلّي الذي حاكه بخيوط نوره المحمدي
لأثني عشر قميص ظلّي غير مفصولين ولا منفصلين عن ردائه او قميصه الأول
واحتجب أو إستكنّ هو وسطهم كلهم يكلمهم بالوحي وينطق ويرى من خلالهم
فَنَظَرَت قمصانه أو معانيه بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فَرَأَتْ نَفْسَهَا
فَعَرَفَوا أَنَّهُمْ كُوِّنُوا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُونُوا
وَألهمهم مِنَ الْمَعْرِفَةِ هَذَا الْمِقْدَارَ فقط
وَ لَمْ يُلْهَمُهم مَعْرِفَةَ شَيْءٍ سِوَاهُ مِنَ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ
ثُمَّ أَدَّبَهُمْ بالوحي فسَبَّحَ نَفْسَهُ : لا إله إلّا أنا العلي العظيم
فَسَبَّحُوهُ: سبحان ربنا العظيم وأنت العظيم يا علي
وَ حَمَّدَ نَفْسَهُ بالوحي: إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا
فَحَمَّدُوهُ: لا الاه الا انت العلي العظيم
وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ
وَ لَا يَدْرِي كَيْفَ يُثْنِي عَلَيْهِ وَ يَشْكُرُهُ
فَلَمْ تَزَلِ الْأَظِلَّةُ أو معانيه أو قمصانه أو الأئمة تَحْمَدُهُ وَ تُهَلِّلُهُ كما حمد وسبح نفسه
فَمَكَثُوا عَلَى ذَلِكَ سَبْعَةَ آلَافِ سَنَةٍ
فَشكر ذَلِكَ لَهُمْ
كل ذلك جرى في عالم النور الظلي والأظلة
ثُمَّ بدء بخلق الكون الجوهري فخَلَقَ الْأَظِلَّةَ أَشْبَاحاً وَ جَعَلَهَا لِبَاساً لِلْأَظِلَّةِ
وَ خَلَقَ مِنْ تَسْبِيحِ نَفْسِهِ الْحِجَابَ الْأَعْلَى
ثم خلق الكون الهوائي فخلقهم فيه
وألهم سكانه أسمائهم فبدء بإسم محمد صلى الله عليه وآله
هَذَا مُحَمَّدٌ
وَ أَنَا الْمَحْمُودُ الْحَمِيدُ فِي أَفْعَالِي،
شَقَقْتُ لَهُ اسْماً مِنِ اسْمِي.
وَ هَذَا عَلَيٌّ، وَ أَنَا الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ،
شَقَقْتُ لَهُ اسْماً مِنِ اسْمِي.
وَ هَذِهِ فَاطِمَةُ وَ أَنَا فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ،
فَاطِمُ أَعْدَائِي عَنْ رَحْمَتِي يَوْمَ فَصْلِ قَضَائِي،
وَ فَاطِمُ أَوْلِيَائِي عَمَّا يَعُرُّهُمْ وَ يُسِيئُهُمْ
فَشَقَقْتُ لَهَا اسْماً مِنِ اسْمِي.
وَ هَذَانِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ أَنَا الْمُحْسِنُ [وَ] الْمُجْمِلُ
شَقَقْتُ اسْمَيْهِمَا مِنِ اسْمِي
هم خِيَارُ خَلِيقَتِي وَ كِرَامُ بَرِيَّتِي، بِهِم آخُذُ، وَ بِهِم أُعْطِي، وَ بِهِم أُعَاقِبُ، وَ بِهِم أُثِيب
.
.
نكتفي اليوم بما قلناه حتى الأن
وكعادتنا سنكمل البقية إن شاء الله في الأسئلة والأجوبة والتعليقات تحت المقال في صفحة الفيسبوك
وهي مهمة جدا ربما اكثر اهمية من نفس المقال
لأنني عادة لا أضع في المقالات كل الروايات التي منها استوحي معاني المقال وكلماته
وذلك أولا طلبا للاختصار لكن رغم ذلك يأتي المقال طويلا لصعوبة الفكرة وخفائها وعدم طرقها مسبقا بشكل موسّع
وايضا لكي لا تختفي الصورة التي احاول ان اصفها وسط الروايات الكثيرة
فأركز على وصف الصورة اولا في المقال
ثم بعد ذلك اذا ما اوردنا الروايات في التعليقات تحته فستركب كل رواية في مكانها المناسب من الصورة
أرحب بكل سؤال يتعلق بالصورة التي احاول ان اصفها لكم وساحاول ان شاء الله أن أبذل جهد امكاني وقدر استطاعتي ووضوح الصورة عندي أن أجيب على ما اعرفه منها
وإلى أن نلتقي بكم إن شاء الله في لقاء آخرى نتداول به مرة أخرى ذكر اليمين
ومراتب اليمين ومحاسن اليمين وما أخفي عنّا عن اليمين وحقّه
ندعوا الله العلي العظيم لكم ولنا إخوتي وأخواتي المتنافسين الكرام
بان يجعلكم ويجعلنا معكم من الفائزين بمعرفته ورضاه
وإلى لقاء آخر نستودعكم الله العلي العظيم
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
هذا
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
اللهم صلي على محمد وآل محمد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
..
…
….
…..