اليمين هو الذي ظهر بنفسه من نفسه ليكون هو المتكلم بإسم المشيئة الأولى أو المتكلم بلسان النقطة أو المتكلم بلسان الأحد
فبأي أيات ربكم تكذبون
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل شيء موجود في العدم
ونوع وجوده في العدم لا هو موجود فيه ولا هو معدوم فيه
مثل الحروف التي ترتبها وتكون منها كلمات وجمل كثيرة
فهي موجودة في عقلك لكن نوع وجودها فيه لا يزيد ولا ينقص مهما تكلمت
العدم هو العقل الكلي
وهو مقام الصمدية الذي يحوي صور جميع الاشياء كوجود كلي لا تفصيل به
فهو لا يزيد ولا ينقص مهما زاد عدد الخلق وانواعه
ومهما تعددت الاكوان والعوالم وما بها وما بينها
كل هذا الوجود الظاهر لكل المخلوقات تخرج تفاصيل كل صوره وشؤونه من العدم
أو من الصمد
أو من العقل الكلي،
لكن الصمد لا يزيد ولا ينقص حين تخرج منه تلك الصور واحتمالاتها
ولا تزال النسخة الاصلية من تلك الصور موجودة في الصمد على حالها لم تتغير زيادة او نقصا
تماما كما أن الوجود الإجمالي الأصيل للحروف في عقلك لا يزيد ولا ينقص وهو ثابت دائما وأبدا
والعدم هنا هو الدائرة ، أو هو رحم الوجود (وهذه هي المرتبة الفاطمية))
الخروج للعدم لا يكون إلا من نقطة واحدة ،، دائما وأبدا لا يكون الا من هذه النقطة الواحدة وهذا الذي يطلقون عليه بالفيزياء نقطة الـ singularity
أي نقطة الاحدية
(((وهذه هي المرتبة العلوية)))
في الفيزياء الحديثة اكتشفوا أن الكون كله وبكل صوره يخرج من حقل كوني كبير عجزوا عن وصفه او فهم أي شيء عنه
وأطلقوا على هذا الحقل الكوني الكبير المجهول صفاته بالنسبة لهم
أطلقوا عليه اسم الفراغ الكوني او الثقب الأسود
فهذا الفراغ الكوني بالنسبة لهم غيب مطلق لا يمكن فهمه ابدا
فهو بالحروف غير متصوت، وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجسد والتشبيه غير موصوف وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور
فكل ما نشاهده من حولنا من مظاهر الوجود والحياة ينبع من هذا الثقب الاسود الكبير ويعود له في حركة تبادلية دائمة ومتصلة كسيلان الماء في النهر الجاري
بمعنى أن الكون الظاهر لنا كله وبكل صوره
له نوع من الوجود ينبع من هذا الثقب الاسود
ثم يعود له
ثم ينبع منه مرة أخرى لكن بصورة أخرى قريبة جدا جدا جدا من صورته السابقة مع اختلاف بسيط
ثم يعود له بصورة جديدة مرة أخر وأخرى وأخرى بلايين المرات وفي كل ثانية من الثواني
النقطة التي تخرج منها تلك الصور من هذا الثقب الأسود ثم تعود له منها مرة أخرى هي نقطة الـ singularity
نقطة الـ singularity هي الكلمة التامة حسب روايات أهل البيت عليهم السلام
لأنها تكوينيا لا تنوجد وحدها كنقطة واحدة
فهي نقطة مركزية يتصل بها أو يشع منها 12 عمود من نور
((فالصورة لأي مخلوق من المخلوقات لكي يصح أن تخرج من العدم وتصبح لها صورة ظاهرة
يجب عليها أن تخرج من نقطة الـ singularity هذه ،،
فهذه النقطة هي حلقة الوصل ما بين الحقل المعلوماتي الكوني الكبير وبين صورة ذلك المخلوق
تستطيع أن تقول انها ثقب أسود صغير على سطح الثقب الاسود الكبير يسمح بالتواصل معلوماتيا معه أخذا وعطاءا
لو تخيلنا هذا الثقب الاسود الكبير او الحقل المعلوماتي الكوني الكبير كبالون كبير
فأن كل نقطة من هذا البالون هي بمثابة ثقب اسود صغير يوصلنا بالبالون المعلوماتي الكوني
او بالثقب الاسود الكبير فنتبادل من خلاله معه جميع المعلومات أخذا وعطاءا
عقل كلي وعقول جزئية ،،
كيف تتصل العقول الجزئية بهذا العقل الكلي؟
عن طريق نقطة الـ singularity
فالاحد أو الـ singularity يملاء الصمد بشكل تام
فلا كفؤ للصمد الا الأحد
قلنا أن هذه النقطة لا تنوجد لوحدها أبدا
ولا بد من ارتباطها بـ12 شعاع نور يتم من خلالهم تبادل المعلومات مع الحقل المعلوماتي الكوني أخذا وعطاءا
وهذه يطلقون عليها ناقلات الطاقة vector equilibrium ،،
هندسيا يرسمون نقطة الاحدية مع ناقلات الطاقة
كما يطلقون عليها علميا وسائط الفيض
كما يطلقون عليه دينيا قرأن كريم كما بالشكل الذي سأرفقه مع هذه المداخلة
بحيث يضعون نقطة الـ singularity في المركز
ويحيطونها بـ 12 شعاع تخرج او تنبع منه
هذه الشعاعات الـ 12 عندما تخرج تكوّن من حوله شكل له أربعة عشر وجه ويكون هو في مركزها
الاشعاعات الاثني عشر أو العرش هي المنزلة المحمدية
وفي الهندسة المقدسة يتوسط هذا الشكل كل الاشكال الهندسية الاخرى الموجودة داخل الدائرة الكبيرة
أو داخل دائرة الوجود
والنقطة تتوسط الـ12 شعاع وسائط الفيض
وتتوسط كذلك الأربعة عشر وجه وأعتقد انهم المقصودون بــ حيطة افلاك مراقي الشهود
هندسيا وفيزيائيا من السهل فهم هذا الامر
فعلماء الفيزياء والهندسة يبذلون أقصى جهدهم لكي يُفهِموك
لكن من الصعب جدا ان تفهمها دينيا
لأن رجال الدين لو كانوا فعلا يفهمونها
فإنهم سيحيطونها بألف حجاب لغوي وفلسفي
لكي يمنعوك من فهمها
فلا يمكن للإسم المكنون أو الرقم 9 أو نقطة دايرة الوجود أن يكون
إلا بكينونة الـ12 وسائط الفيض معه
وبكينونة الـ14 وجه معه أيضا
أرجو أن أكون قد وفّقت لبيان معنى
نقطة دائرة الوجود وحيطة افلاك مراقي الشهود
فالدائر الفاطمية
والنقطة العلوية
والعرش المحمدي
كلهم كيان واحد لا يمكن لأحدهم ان يظهر من دون أن يظهر البقية معه
كلهم محمد
كلهم علي
وكلهم فاطمة
لا تفرقوا بيننا فتهلكوا
ونقطة الـ singularity أو الأحدية هي البداية التي لا بداية لها
وهي النهاية التي لا نهاية لها
فلا تبحث لها عن بداية ولا عن نهاية
فهي نفسها المشيئة التي خلقها بنفسها وخلق الأشياء بها
ولذلك
لا يوجد قبل المشيئة من قبل
وما ليس قبله قبل من الطبيعي ان تلتزم به ومعه فقط
فالمشيئة تسبق كل الافعال وهي مخلوقة
يعني انت عندما تكون نائم فلا مشيئة لك
لكن بمجرد ان تصحو من النوم تبدء بخلق المشيئة وبها تفعل كل شيء
الان تصور انك لا تاخذك سنة ولا نوم على الاطلاق
فانت حينها دائما تخلق المشيئة وبشكل متصل
فما من فعل تفعله الا وتخلق قبله مشيئة تتابع بها فعل ذلك الامر
المشيئة هي نفسها الاسم المكنون او المعنى
وفي الرواية خلق المشيئة بنفسها وخلق الاشياء بالمشيئة
سيصبح معناها هنا اذا قلنا أن المعنى هو نفسه المشيئة
أن المعنى اوجد نفسه بنفسه
فتوقف دائما عند المشيئة وقل انها مخلوقة
وستجد انك لن تتوقف ابدا مهما قلت
مهما حاولت ان تسبق المشيئة فستجدها امامك
س — ماذا قبل المشيئة ؟
ج — المشيئة
فــ شاء بمشيئة
ولم يشأ ايضا بمشيئة سبقت عدم مشيئته
فتصبح : شاء ان لا يشاء
واذا ذهبت أبعد ساصبح : شاء ان يشاء ان لا يشاء
وهكذا دواليك
المشيئة مخلوقة لكن رغم ذلك لا توقف لها ابدا ولا حدود لها ابدا
المشيئة مخلوقة
توقف عندها
وستجد انك لو سرت اضعاف اضعاف سرعة الضوء بحثا عن ما قبلها فانك لن تجد اي شيء الا سواها
هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ
هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا
الوليّ هنا هو المشيئة الاولى الله الحقّ
واهل بيته هم الائمة
وبيته هي المشكاة فاطمة
وهم جميعه ظهورات المشيئة الاولى ، أو معاني المشيئة الأول أو معاني المعنى الأول
يعني اجعل لهم ربا يؤوبون اليه وهو المشيئة
وقل فيهم ما تشاء
ونفس المشيئة قل انه مخلوق
وقل بعدها فيه ما شئت
ولن تبلغ مهما قلت فيه ووصفت
حتى ولو على مقدار جزء من جزء من جزء من جزء من جزء من عُشر عُشر عُشر جزء من حقه
توقف عندها ولن تتوقف أبدا
قل انها مخلوقة ولن تبلغ في صفة هذا المخلوق
قل ان لها اولا ولن تبلغ هذه الاولية ، فهي او هو الأول الذي لا أوّل له
وقل ان لها نهاية ولن تبلغ هذه النهاية فهي أو هو الأخير الذي لا آخر لها
هو المشيئة
هو النقطة
هو العقل الكل
هو عقل نفسه بنفسه
هو من خلق نفسه بنفسه
هو من اوجد نفسه بنفسه
فتوقف عند المشيئة المخلوقة ولن تتوقف معها ابدا مهما تكلمت عنها ووصفتها وتخيلتها وبالغت بها
بل وستجد أيضا
أنك كلما وصفتها وبالغت بها أكثر
أنك لا تزال من المقصرين الجاهلين بها وبمقاماتها التي لم تصل لها بعد
فاليمين هو الذي ظهر بنفسه من نفسه
خلق نفسه من نفسه
وجعل نفسه بنفسه هو المتكلم الوحيد بلسان نفسه
يعني جعل نفسه بنفسه المتكلم الوحيد بإسم المشيئة الأولى
أو المتكلم الوحيد بإسم بلسان النقطة
أو المتكلم الوحيد بإسم بلسان الأحد
فالأحد ظهر بنفسه من نفسه لنفسه
فلا يراه الا هو
ولا يسمعه الا هو
ولا ينطق من الخلائق كلها الا هو
فهو خلق بنفسه من نفسه خلائق مختلفة
ووضع مثاله في كل واحد منها
ليتكلم منها كلها مع نفسه
ولينظر منها كلها لنفسه
وليفعل منها كلها بنفسه
فلا أحد مع الأحد ليرى ويسمع معه
هو كان أحد قبل أن يخلق
ولا يزال أحد بعد أن خلق
تماما كما كان أحد قبل أن يخلق من نفسه لنفسه وبنفسه
منه نوره
ونوره منه
لا فرق بينه وبين نوره
الا ان نوره من خلقه
خلقه من تسبيح نفسه لنفسه
ولا يزال نوره نوره
لانه لا يزال يسبّح نفسه بتسبيح نوره له
كان الأحد قبل الكان والمكان ((كان المعنى ولا معاني))
الأحد المعنى ظهر بالصمد ((النور الظلّي))
وبالصمد ظهر بمن لم يلد ولم يولد ((الأظلة))
وبمن لم يلد ولم يولد ((بالأظلة)) ظهر بينهم بمن ليس له كفوا أحد ((بالصورة الأنزعية ))
ومن ليس له كفوا احد قرر أن يكون أحد من من لم يلد ولم يولد ((الأظلة)) هو صورته ولسانه الذي سينطق منه وسماه اليمين
وقرر ان يكون احد من من لم يلد ولم يولد ((الأظلة)) هو الداعي ليمينه وسمّاه الشمال
خلق الخلائق ونثرهم بين يديه اليمين والشمال
فقام الشمال فدعاهم لولاية اليمين ربهم
سمعته الخلائق وأجابته فقالت:
رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ
من سبق من هذه الخلائق بالتلبية هما اثنين لبيا سوية بلا فرق
فجعلهما اليمين والشمال بين الخلائق
فكان اليمين بهذه المرتبة هو آدم الأول
والشمال هو القائم بالأمر
الشمال واليمين أخوين تؤمين
الشمال يحامي عن اليمين
واليمين ينتقم للشمال من أعداء توأمه الشمال شر انتقام
اليمين يحكم عالم الأمر
والشمال يحكم عالم الخلق
الشمال يدعوا لليمين في عالم الخلق
واليمين جنّد لخدمة توأمه جميع ملائكته من عالم الأمر
يخدمونه ويتنزلون بإذنه من كل أمر
اليمين في السماء إله
وتوأمه في الآرض إله
فأين تذهبون وأي ضلالة تضلون
اليمين خائف يترقب يا أيها الكافرون؟
اليمين مقتول يا أيها الجاهلون؟
اليمين مدفون تحت التراب يا أيها الملاعين في أرض الملاعين؟
ام توأمه الشمال مختف في سرداب يا أيها الكافرون؟
سينزل لكم اليمين بجبروته
وجنوده
ووحوشه
وعذابه
جزاءا لكم بما تكفرون
لم يبقى من الوقت وقت لتتوبوا من كفركم وتقصيركم وجهلكم هذا الا القليل
والا من بين يديه سيأتيكم العذاب الإليم
ففروا الى الله ((إليَّ)) اني لكم منه نذير مبين
فمن سيزغ منكم عن امره سيذيقه من عذاب السعير
يوم تاتي السماء بدخان مبين
يومها اصبروا او لا تصبروا سواء عليكم انما تجزون ما كنتم تعملون
إنّا من المجرمين الذين كانوا يؤذون أوليائي ويضلون عبادي منتقمون
لنجمعنهم يومها ومن برى لهم قلم او لاق لهم دوات
مقيدين مقرّنين بالاصفاد مذلولين في توابيت الحديد
ثم نلقيهم منها في جهنم أعدت لهم إعدادا
لابثين فيها احقابا
لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا
تضربهم ملائكتنا على وجوههم وأدبارهم ذوقوا ما كنتم به تكذبون
تضلونهم بالسياسة يا أولاد الخنازير؟
تريدون ان تطفؤوا نوري بأفواهكم يا كافرين؟
تنتحلون اسمي
ولقبي
واسم اخي
ولقبه
وتكذبون على الناس وتضلونهم وتؤذون أوليائي؟
لأحشرنكم والله مع الشياطين
واسحقكم باقدام العالمين
يوم لا مال ينفع ولا بنين
وامنع عنكم شفاعة الشافعين
اضرب عليك بسور من نار
تتنادون من داخله وتصيحون فلا يسمع منكم إلا عواء الكلاب
إني أنا اليمين لا إله إلا انا الحق المبين
وإن عبادي لهم المنتصرون
والعاقبة للمتقين
رُفِعت الأقلام وجفت الصحف