*24* كشف المؤامرة الربانية -1-

  • Creator
    Topic
  • #1315
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كشف المؤامرة الربانية -1-

    يدعي البعض أنه يملك الحقيقة ويريد ان يكشفها ،،، وأنا منهم

    لكن الحقيقة هي أن رب العالمين لا يريد أن يكشفها ويريد الأمور أن تيقى على ما هي عليه

    فالوضع الحالي هو الوضع المثالي مقارنة بأحوال الناس واخلاقهم وأفعالهم

    الكل يقول أننا نعيش بعصر الفتن ،، وأن الدجال يحرك كل الفتن من خلف الكواليس

    لكن لو نظرنا للناس فسنجد أن أغلبهم يساهم بهذه الفتنة بصورة أو بأخرى وانه جزء لا يتجزء منها

    فجميعنا نعرف أن حكام دولنا والنسبة الساحقة من رجال الدين والسياسة بأنهم خونة من الطراز الأولى باعوا ولا زالوا يبيعون ضمائرهم واخلاقهم وشرفهم وكلمتهم وقلمهم ودولهم لكل من يشتري واحيانا بأبخس الأثمان ،، لكننا رغم ذلك نستمر أحيانا كثيرة بالدفاع عنهم، لنزعة عرقية او قومية او طائفبة فينا، وأغلبنا يقف بجانب أحدهم رغم انه يعلم بانه سيء بحجة أنه أفضل الموجود

    بعضنا ينشر مقال للدفاع عنهم ،، بعضنا يحبهم من قلبه ،، بعضنا يهاجمهم فقط بين ابناء قومه وطائفته لكن بين الغرباء يدافع عنهم انتصارا لقوميته وطائفته وحزبه، بعضنا يعمل معهم ويستفاد منهم ماديا،، بعضنا يكره التيارات الاخرى ويرى بصاحبه الرجل الامثل لمحاربة من يكرههم

    رجال دين خونة نحبهم ونضحي بدمائنا إثر كلمة تخرج من أفواههم ،، رجال سياسة يثيرون بنا الحماسة فنذهب للجبهات ونسفك دمائنا من أجلهم

    تجّار واثرياء يتلاعبون بمخيلاتنا فنجري ورائهم عسى ان نحصل على بعض فتات موائدهم

    فتن اقتصادية تعصف بالعالم
    وفتن سياسية تعصف بالعالم
    وفتن دينية تعصف بالعالم
    وفتن اجتماعية تعصف بالعالم
    وفتن اخلاقية تعصف بالعالم
    وفتن عائلية تعصف بالعالم
    وفتن قبائلية تعصف بالعالم
    وفتن داخلية تعصف بالعالم
    وفتن خارجية تعصف بالعالم

    وفتن وفتن وفتن وفتن لا تنتهي أشكالها وصورها على طول وعرض هذه الكرة الأرضية التي نعيش عليها

    ولو دقق كل واحد منّا في حاله وأحواله سيجد انه على الأقل طرف في فتنة واحدة من تلك الفتن،، هذا على اضعف الاحوال ،، وربما هو يساهم بكل تلك الفتن وهو يعاني منها كلها أشد المعاناة

    إننا نعيش في جهنم لأننا نساهم عمليا بهذه الفتن ،، وعلى قدر مساهمتنا بها سنرى العذاب أيضا

    الفتن لها علاقة مباشرة بالعذاب ،،

    وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

    فبداية الآية لها علاقة بنهايتها ،، فالفتن وصورها لها علاقة بالعذاب وصوره والا لما كان ربط بينهما في الآية

    فما سيصيبنا من مصائب وعذابات روحية ومعنوية وجسدية من تلك الفتن هو بسبب مساهمتنا السابقة بهذه الفتن المختلفة بصورة أو بأخرى ولعدم اتقائنا الدخول بها بارادتنا

    الملائكة والروح وربهم يفصّلون تلك الفتن لنا حسب ما يقرؤنه من اخلاقنا ونياتنا وأفعالنا في كل زمان

    وحسب الآيات والروايات يوجد هناك سيناريوا كامل لمجريات وأحداث قصة صراع آدم والشيطان ورجله على الأرض ،، وكل الفتن الرئيسية الكبيرة والصغيرة كلها مكتوبة في هذا السيناريو ويجب على الملائكة والروح أن يعيشوا بامتداداتهم الأرضية (بني آدم) تلك الأحداث ،، فنحن كأبدان من بعض تنزلات الملائكة والروح ،، فهي كما قلنا من قبل أنها هي أنفسنا العليا ونحن كأنفس مطمئنة رسلها في الأرض ، أو اننا شخصياتها المؤدية على الأرض،،

    والملائكة والروح وربهم هم من يديرون حركة الصراع على الأرض بكل تفاصيلها الموجودة في السيناريوا الرئيسي والذي تتغير سنويا به بعض تفاصيله الصغيرة التي تخص كل إنسان حسب أفعاله خلال السنة السابقة ، لكن الاحداث الرئيسية بهذا السيناريو غالبا ما تبقى ثابتة ولا تتغير،،

    نفس الشخصيات المكتوبة في السيناريوا غير محددة من سينزل بها من النفوس المطمئنة ،،، وذلك يتم أحيانا بالاختيار الحر وأحيانا بالفرض ،، ويعتبر كجزاء لما صدر من تلك النفس المطمئنة من أعمال بالحياة السابقة

    نعود للفتن الربانية ولكون ان الملائكة والروح وربهم هم من يديرون تلك الفتن بصورة جماعية ،، ومن يؤدي الأدوار الطيبة بها ومن يؤدي الأدوار الشريرة كلاهما من الملائكة والروح

    فهم لأنهم ملائكة فإنهم يفعلون ما يُؤمرون ،، ولا يوجد سيئ وشرير بينهم ،،

    فكل واحد منهم يؤدي دوره في هذه العملية بدون أي حكم سلبي عليه من ربهم ،،

    والحكم السلبي الذي نحكمه نحن على الأطراف التي نقول عنها انها شريرة وشيطانية هو من حكمنا نحن وهو ناتج عن المؤامرة نفسها التي يقوم بها الملائكة والروح وامتداداتهم الأرضية

    نأخذ السامري على سبيل المثال،،، هذه الشخصية التي يقول البعض عنها انه هو الدجال وانه هو أحد المنظرين ،، لنعود لنحلل سوية الأحداث التي جرت في قصته مع موسى وقومه

    قبل ذلك سأقول جملة كمثال لما اريد أن اوصله من المعنى

    لو جاء مدرب فريق البرازيل وقال لنا لقد سجلنا هدف في مباراتنا مع الارجنتين والذي سجله هو بيليه، حينها سنفترض بل سنفهم أن المدرب وبيليه الذي سجل الهدف هم بفريق واحد وليس من فريقين مختلفين، فكلاهما من فريق البرازيل

    هنا جاء رب موسى الذي قال له في اول لقاء معه

    إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى

    وقال له في لقائه الثاني معه

    فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ

    فهو نسب الفتنة لنفسه وللمجموعة التي يتكلم باسمها وحدد الذي قام بتلك الفتنة من تلك المجموعة التي هو كبيرها ورئيسها

    تماما كما قال المدرب في مثالنا السابق من اننا سجلنا هدف في مرمى الارجنتين وان الذي سجله هو بيليه

    موسى فهم هذا المعنى،، من أنه لاعب في فريق ربه، ولذلك عندما عاد لقومه ورغم ظهور آثار غضبه الشديد عليهم وعلى اخيه بسبب وقوعهم بالفتنة الا انه ترقق بالحديث مع السامري عندما جاء دوره،، تماما كما ترقق وتخضّع بالحديث مع ربه

    فالمجموعة الفاعلة والمسؤلة عن توزيع الأدوار على الملائكة والروح في عمليات ادارة الصراع صرّحت في أكثر من موضع أنها هي المسؤلة عن التعيينات لكل الأدوار

    فمثلا الأئمة الذين يهدون هم مجعولين مباشرة من طرف هذه المجموعة

    وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ

    وبنفس الطريق فإن الأئمة الذين يهدون الى النار فهم أيضا مجعولين من نفس هذه المجموعة

    وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ

    فكلا المجموعتين يعملون بأمر ربهم ويفعلون ما يُؤمرون

    ومن ضمن تفاصيل المؤامرة الربانية (الفتنة) أنهم يجعلون مع كل نبي اثنين من هذه المجموعة التي تدعوا الى النار

    وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا

    فهما موجودان مع كل الأنبياء بلا استثناء مثل ما حدث مع وجود السامري مع موسى عليه السلام ،،

    موسى والسامري أعداء على هذه الأرض ،، لكن السامري من نفس فريق رب موسى ورب الانبياء

    وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ

    فضرورة وجودهما مع كل نبي من الأنبياء هي من ضروريات نجاح المؤامرة الربانية (الفتنة)

    المؤامرة لا تقف عند هذا الحد بل انها تصل لضرورة وجود أربعة أشخاص سيئين جدا حول كل مؤمن ليؤذونه بكل الطرق إمعانا في اختباره وتصفيته وتنقيته

    نحن نعيش في جهنم ،، وما يصيبنا من تلك الفتن هو نوع من العذاب الرباني في جهنم
    المسؤلين عن نيران جهنم هم ملائكة وعددهم تسعة عشر

    وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً
    وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا
    لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
    وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا
    وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ
    وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ
    مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا
    كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء
    وَيَهْدِي مَن يَشَاء

    وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ

    وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ

    الملائكة التسعة عشر هم جنود ربك ،،
    وجهنم التي يصورونها لنا لا يوجد بها الذين آمنوا
    ولا يوجد بها إضلال
    ولا يوجد بها هداية
    ولا يوجد بها فتنة للذين كفروا

    كل أؤلائك وكل ذلك موجود فقط على هذه الأرض
    وليس في جهنم أو في الجنة التي يصورونهما لنا

    فكل تلك الأطراف تجتمع فقط هنا على هذه الارض
    وليس في الجنة ولا في النار التي يصورونها لنا

    لكن الدنيا جنة المؤمن وسجن الكافر ((سجن))
    والدنيا أيضا جنة الكافر وجحيم المؤمن ((جحيم))

    وصلّى الله على خير خلقه أجمعين محمّد وآله الطّيبين الطّاهرين

  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.