بسم الله الرحمن الرحيم
أللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال نشرته قبل ثلاث سنين واكثر اعيد نشره بصورة جديدة
طلب كريم طلبه مني احد الإخوة الكرام أحببت أن أشارك جميع المحبين والموالين طلبه وجوابي له
———
أخي الكريم ارجو منك تفسير ما جاء في عدة روايات مروية عن أهل البيت عليهم السلام ومنها حديث الكساء
((يا محمد لولاك ما خلقت الافلاك ولولا علي ما خلقتك ولولا فاطمة ما خلقت عليا)))
وكيف يستقيم الامر بين هذه الرواية وطرحكم الجميل بخصوص الاسم المكنون
اليوم.
.
.
أخي الكريم :
يوجد الاسم المخلوق الذي هو بالحروف غير منعوت وووو
ويوجد الإسم المكنون،،
ويوجد الكلمة التامة ،،
ويوجد الأسماء الأركان الاثني عشر،،
ويوجد أسماء الافعال الثلاثمائة والستون
ويوجد الوجود الظاهر كله بكل موجوداته
هذه الأسماء كلها هي من عالم الغيب المطلق رغم أنها تملاء الوجود كله بكل موجوداته
فهذه الاسماء هي المقصودة في دعاء كميل
اَللّـهُمَّ اِنّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء، (((//رَحْمَتكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء// هو الاسم المخلوق الذي بالحروف غير منعوت و و و و)))
وَبِقُوَّتِكَ الَّتي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْء، وَخَضَعَ لَها كُلُّ شَيء، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيء،
وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيء،
وَبِعِزَّتِكَ الَّتي لا يَقُومُ لَها شَيءٌ،
وَبِعَظَمَتِكَ الَّتي مَلاََتْ كُلَّ شَيء،
وَبِسُلْطانِكَ الَّذي عَلا كُلَّ شَيء،
وَبِوَجْهِكَ الْباقي بَعْدَ فَناءِ كُلِّ شَيء،
وَبِأَسْمائِكَ الَّتي مَلأتْ اَرْكانَ كُلِّ شَيء،
وَبِعِلْمِكَ الَّذي اَحاطَ بِكُلِّ شَيء،
وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذي اَضاءَ لَهُ كُلُّ شيء،
———–
كلّ شيء ، وكلّ شيء ، وكلّ شيء على الإطلاق
لو عدت بالرواية وبدأت تسأل من الأخير عن سبب خلق الأسماء ستصعد حينها للأعلى لتجد الجواب
يعني
إذا سألت :
لماذا خلق اسماء الافعال الثلاثمائة والستون؟
الجواب سيكون حينها ليُظهر قدرة وفضل الاركان الاثني عشر
وإذا سألت:
لماذا خلق الأركان الإثني عشر؟
الجواب سيكون حينها ليُظهر فضل وقدرة وقوة وعزة وجبروت وسعة و و و الأسماء الظاهرة الثلاثة
وإذا سألت :
من الذي خلق وأظهر الأسماء الثلاثة؟
سيكون الجواب حينها : أن الذي خلق وأظهر الأسماء الثلاثة هو الإسم المكنون
وإذا سألت :
لماذا خلق الإسم المكنون تلك الأسماء الثلاثة وأظهرها؟
الجواب سيكون حينها : ليظهر رحمة الإسم الذي وسع كل شيء وهو الاسم المخلوق الذي هو بالحروف غير منعوت وووووو
وإذا سألت : كيف يستطيع الاسم المكنون أن يظهر كامل رحمة صفة الاسم المخلوق
الجواب حينها سيكون أن الاسم المكنون هو الكفؤ الوحيد للاسم المخلوق
فلولا أن الله خلق الاسم المكنون لما كان هناك من كفؤ للاسم المخلوق
ولانه كفؤ لها فإنه يستطيع أن يظهر صفاتها العظيمة كلها
وإذا سألت : كيف سيظهر صفاتها العظيمة كلها؟
الجواب سيكون أنّه سيخلق ثوب لكل احتمال من الاحتمالات من أعظمها لأقلها عظمة
وسيقسّم نفسه على قدر تلك الاحتمالات كلّها ،، ويلبس هو اثوابها كلّها أو قمصانها كلها
وإذا سألت : ومن سيراه حين سيلبس كل تلك الأثواب او القمصان؟
سيكون الجواب: الإسم المخلوق هي من ستراه وهو من سيظهر لها بكل صورة
فالوجود كله بكل موجوداته هو مرءآتها الخاصة بها هي وحدها فقط
والاسم المكنون هو صورتها هي وحدها فقط
فلا فرق بين الاسم المكنون وبين الاسم المخلوق سوى أن الاسم المكنون صورة طبق الأصل من الإسم المخلوق
وأن الاسم المكنون مخلوق لكي يُظهر الاسم المخلوق
لا يوجد سوى الاسم المخلوق ومرءاتها وصورها المنعكسة لها من على سطحها
أين هي الصور؟
إنها مكنونة بالمرءآة
وأين هي المرءآة؟
أنها مكنونة بالصور
أنها مكنونة بنفس الأثواب او القمصان المختلفة
فالاسم المكنون هو مرءآة الإسم المخلوق
لكنه مرءآة صافية لا شائبة بها أبدا بحيث انه نفسه لا يظهر للإسم المخلوق أبدا
فكلما نظرت الاسم المخلوق لنفسها بالمرءآة فإنها لن ترى سوى نفسها
وكلما دققت في المرءآة أكثر وأكثر وأكثر فإنّها لن ترى نفس المرءاة ولن ترى فيها سوى صورتها
أنها مثل المرءآة السحرية ،، فكلما قالت لها الإسم المخلوق أريني أكثر عكست لها المرءاة من صورها أكثر وأكثر وأكثر
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ () بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لّا يَبْغِيَانِ
.
.
يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ
فالاسم المخلوق (فاطمة) والاسم المكنون (علي) بحران متكافئان
فكلما نظر أولهما لنفسه بالثاني لم يرى به الا لؤلؤ ومرجان نفسه
لكن كلاهما يعرفان أنهما مخلوقان مربوبان
وكلاهما يؤمنان بحتميّة وجود الآخر لكنهما كلاهما لا يستطيعان ان يفرقان
من منهما مقامها ذاك ومن منهما مقامه هذا
ومن منهما هو هو
ومن منهما هي هي
فلولا هي لم يُخلق هو
ولولا هو لم تُخلق هي
فــ هــــــو خُلق من أجلها
وهــــــي خُلقت من أجله
وهو خلق لها بنفسه من نفسه الوجود بكل صوره لكي ترى هي به نفسها فقط وفقط وفقط
والله المعنى المعبود الذي خلقهما خلقهما لكي يرى بهما نفسه كما يحب أن يرى نفسه،، خلقهما وأتمنهما على هذه المهمة
وهما لا يزالان منذ أن خلقهما ربهما قائمان بهذا الأمر او قائمان بهذه الوظيفة وأمينان على تنفيذها
فهما قد سبّحاه ولم تكن سماء مبنيّة ولا أرض مدحيّة
ولكي يسبحوه بكل صورة ممكنة وبكل لسان ممكن تجلّوا بالأسماء العظمى والحسنى والفعلية وبالسماوات والارض وكل ما بهما وانـــــطويا بها مسبحين ربهما من بــــــــــاطنها كلها اكمالا لهذه المهمة الالهية الخالدة،،
تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا
————-
وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ () وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ
اللهم أني أسألك بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله
وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأطهار
.
..
…
….
…..