بسم الله الرحمن الرحيم
وصلي الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
رب اشرح لي صدري
وضع عني وزري الذي انقض ظهري
وارفع لي ذكري
واجعل لي من بعد العسر يسرا
واجعل لي من بعد العسر يسرا
السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاته
سيكون عنوان حديثنا لهذا اليوم ان شاء الله هو
ماذا ستفعل إن لم تكن من الثلتين وتركك اليمين؟
وبهذا السؤال سنبتدء أيضا حديثنا لهذا اليوم وننطلق منه لنكمل
فـ
ماذا ستفعل إن لم تكن من الثلتين وتركك اليمين؟
هل جهزت نفسك لهذا الاحتمال؟
فحديث الفئة الناجية لأمير المؤمنين عليه السلام يقول لنا أن احتمال عدم فوزك كمتنافس في كل مرحلة من المراحل يعادل 1 الى 72
يعني كل فائز يقابله اثنان وسبعون خاسر
بينما سيكون معدل الفائزين للخاسرين في نهاية المنافسة هو تقريبا
يعني كل فائز يقابله واحد وعشرون خاسر
فاحتمال خسارتك في هذه المرحلة أي بالاولى ليس كبير جدا لكنه يبقى احتمال وارد ومحتمل جدا لأن نسبة تفوق بـ 72 ضعف على نسبة فوزك
فهل جهزت نفسك إذن لما بعد الخسارة في هذه المرحلة؟
وهل عرفت ماذا سيحصل للخاسرين؟
وهل عرفت لماذا سيخسرون؟
وهل عرفت من الذي من حقّه أن يقرر أن هذا خسران وهذا رابح؟
في المقال السابق وصلنا الى أن الغرض الذي من اجله يدخل المتنافسون في هذه المنافسة
هو لكي يكون اسمه مع الذين سيتعلمون في هذه الدورة علم محمد وآل محمد بأسرع وقت ،،
وبتعبير آخر سيزقونه هذا العلم زقا
يعني سيشربونه ابواب العلم الألف التي ينفتح من كل باب منها الف او الف لف باب علم جديد
يمكننا القول أن مدرسة الأمة الواحدة بها خمسة ملايين و256 الف تلميذ وطالب
بينما جامعة هذه الآمة الواحدة بها فقط 252 الف مقعد دراسي لدراسة وتعليم تلك العلوم
ولذلك فانهم أفراد الأمة الواحدة يدخلون في منافسة لتحديد من منهم سيجلس على تلك المقاعد في هذه الدورة الكونية
فمن سيفوزون سيأخذهم اليمين كما قلنا سابقا ويحسّنهم ويقوّيهم ويكّمل عقولهم ويعلّمهم مختلف العلوم
بحيث يصبح كل واحد او كل مجموعة منهم مختصين بأحد أو بمجموعة من تلك العلوم
وبحيث انهم في الأخير يكملون بعضهم البعض كجسد واحد وكشخص واحد
وحينها عندما سيرجعون في البطشة الكبرى سيكونون هم سفير اليمين
يمثلونه في قوته وعلمه
ويكونون هم وجهه الذي انزله بين الناس
طبعا كل واحد منا يتمنى ان يكون منهم ومن الصاعدين معهم
لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
خاصة في هذه الحالة
فأنت قد تبذل أقصى ما باستطاعتك للفوز
لكن رغم ذلك قد يتقدم عليك غيرك بكم نقطة
فيفوز هو وتخسر أنت
وربما هذه الكم نقطة التي تقدم بك عليها
هي لأنه كان متجهز لاحتمال الخسارة بشكل جيد
ويعرف تماما ماذا يجب أن تكون ردة فعله حينها
وعلى الأغلب أنه كان يعيش طوال وقته في شك من أمره
وعلى أساس انه من الخاسرين
لكنه رغم شكّه لم يكن يائس من الفوز
ويعمل طوال الوقت على ان يكون من الفائزين
لكنه وبسبب شكه يرى ان عمله قليل مهما زاد فيه
ولأنه كان يرى أن تسليمه مهما سلّم وقبل عنهم ومنهم لم يبلغ الكمال بعد
وهو يعتقد كمال الاعتقاد ان اليمين وحده هو من يقرر ان هذا المتنافس فائز وادخله الجنة
وهذا خسران ابقيه في النار
فاليمين هو قسيم الجنة والنار
نقرء هذا المعنى في سورة سورة الواقعة المباركة وفي الآية 95 منها في قوله تعالى:
إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ
فكما ورد في الروايات أن اليقين هو رجل
وأنه هو هو الإيمان
وانه هو أصل الدين
وهو امام امته واهل زمانه :
ثُمَّ إِنِّي أُخْبِرُكَ أَنَّ الدِّينِ وَ أَصْلَ الدِّينِ هُوَ رَجُلٌ
وَ ذَلِكَ الرَّجُلُ هُوَ الْيَقِينُ
وَ هُوَ الْإِيمَانُ
وَ هُوَ إِمَامُ أُمَّتِهِ وَ أَهْلِ زَمَانِهِ
فَمَنْ عَرَفَهُ عَرَفَ اللَّهَ
وَ مَنْ أَنْكَرَهُ أَنْكَرَ اللَّهَ وَ دِينَهُ
وَ مَنْ جَهِلَهُ جَهِلَ اللَّهَ وَ دِينَهُ وَ حُدُودَهُ وَ شَرَائِعَهُ بِغَيْرِ ذَلِكَ الْإِمَام……….إنتهى النقل
انتبهوا هنا مرة أخرى
وَ ذَلِكَ الرَّجُلُ هُوَ الْيَقِينُ ،، وَ هُوَ الْإِيمَانُ
والآية المباركة من سورة الوقعة تقول:
إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ
فما هو حق اليقين او حق الامام الوارد في سورة الواقعة؟
بداية نقول أن اليقين كما قلنا سابقا أنه هو نفسه اليمين أمير المؤمنين
وحقه أي حَقُّ الْيَقِينِ حسب سورة الواقعة هو أن يقسّم الناس ثلاثة اقسام فيحدد بذلك قربهم وبعدهم عنه
وفي هذه الأية يتبين لنا انه سيقسمهم لثلاثة اقسام:
القسم الأول هم اصحابه المقربون منه وهؤلاء هم:
السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ // الْمُقَرَّبُونَ// ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ
والقسم الثاني هم اصحاب اليمين
وأصحاب اليمين هم
ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ
وهم مجموعة تُنسب له ومحسوبة عليه
لكنها اقل قربا من مجموعة السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ // الْمُقَرَّبُونَ
وأمّا المجموعة الثالثة فهم مجموعة أصحاب الشمال
وهم الذين سيبقون مع النار أو مع القائم في سموم وحميم وظل من يحموم
يعني بالنهاية فإن اليمين هو من سيقول للقائم أو هو من سيقول للنار سآخذا هذا وابقي لك هذا
فاليمين أو اليقين بهذه الطريقة هو من بيده مفاتيح الجنة والنار
وهو وحده من يقرر من من المتنافسين سيدخله في جنته
ومن منهم سيبقيه مع النار في سموم وحميم جهنم
.
طبعا البعض ومن باب التفاؤل قد لا يصدق ان اليمين قد يفعل كل ما ذكر أنه سيفعله في يوم القيامة من الأعاجيب المهولة والمرعبة
وربما سيقول انه على الأغلب سيبدوا له في أخر لحظة بسبب رحمته الغالبة
انّه سيلغي جميع تحذيراته ووعوده ولن يفعل منها شيء
ونقول لهم أن كل ما وعدنا بحصوله فإنه سيحصل لا محالة
لأنه من الوعد
والله لا يخلف الميعاد
كما انه قد أكد على هذه الوعود مرارا ومرارا
فقال:
إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ
وقال ايضا
إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ
وقال أيضا
إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ
ف72 فرقة من أصل 73 فرقة من فرق الأمة الواحدة المتنافسة
سيكونون لا محالة في وسط الأحداث في يوم العذاب المبين
اليوم الذي ستأتي السماء بدخان مبين
وسيبقون وسطها في الفترة ما بين النزول الأول والرجعة
وهو اليوم الذي سيرجعون به مع الامام
ليبطشوا البطشة الكبرى بالظلمة واتباع الظلمة
ويهدموا قواعد الكفر والنفاق كلها
يعني من بداية النزلة الأولى حتى بداية الرجعة وبداية أحداث البطشة الكبرى
فإنّ فرق الأمة المتنافسة ستكون في تلك الفترة موجودة وسط تلك الأحداث
الحياة مدرسة
وهذه الفترة تعتبر فصل مهم جدا من فصول هذه المدرسة
والطريقة التي سيتصرف بها الطلاب حصرا ستحدد مصيرهم للفترة المقبلة
فهم المقصودون منها بالاساس وليس احد غيرهم
فهذه الفرق المتبقية كلها مالت عن اليمين وعدلت للشمال
والشمال في هذه الفترة لن ينقذهم بل ربما سيزيد العذاب عليهم ضعفين
فهو لم يطلب منهم ان يميلوا له و يعدلوا عن اليمين
بل انّه قد حذرهم من أن يفعلوا ذلك وأشهد الله عليه وعليهم
وانذرهم ان يميلوا عن اليمين ويعدلوا له
وان كان لم يصرح في الحديث المنقول بانه هو الشمال ، لكن الشاطر يفهم
فالقائم او الشمال سيزيد الضغط عليهم في تلك الآيام لكي يرجعوا لليمين
وبنفس الوقت فإن اليمين سيؤيدهم بالمعاجز وينجيهم من كل مصيبة قد يقعون بها في تلك الأيام
يعني سيؤدون معهم حركة الشرطي العنيف والشرطي الرحيم
لكي يدفعوهم بها دفعا لأن يرجعوا لليمين مرة أخرى
وبالموازاة لذلك
فإنه رغم كل الصعاب والمخاطر والبلاوي التي ستعصف بالدنيا في تلك الفترة فلن يصاب أي أحد من الاثنين والسبعين فرقة بضرر مميت
فقبل بداية الاحداث سيسم صاحب العصى والميسم جميع المتنافسين
بعلامة المؤمنين
وأعدائهم الذين سيخلصهم منهم ((وأغلبهم من الغافلين أهل الصور)) سيسمهم على شفاههم ((خراطيمهم)) بسمة أو بعلامة الكافرين
والظاهر من هذه الرواية وحسب الطريقة التي رويت بها
أن الوسم بهذه الطريقة هو لغرض تأمين المؤمنين أفراد الأمة الواحدة من تبعات كل المصائب والأحداث التي ستجري عليهم مباشرة بعد أن يخطف أصحابه الـ144000 أو الثلتان
أما الثلتان فلن يحتاج لوسمهم لا بالمؤمن ولا بالكافر ، فهؤلاء سيأتي رب العالمين بنفسه أو سيبعث حسينا عليه السلام راكبا على سحب النار ليقوم مقامه في هذا الموقف
بينما البقية من أمته سيسمهم بوسم المؤمن
وأعدائهم سيسمه بوسم الكافر
فمع وجود علامة المؤمن على بقية أفراد امته المتنافسين
فلا الوحوش ستضرهم ولا الزلازل ولا البراكين ولا غزاة الفضاء
ولا جنود الدجال سيؤذون اي واحد منهم أذيّة كبيرة ،
فهم بالاساس غير مسلطون عليهم
فعلامة المؤمن ستوضع عليهم لحمايتهم
أمّا من ستوضع عليهم علامة الكافر
فهؤلاء هم من سيتعرضون للترويع والخطف والقتل مع بداية مرحلة البطشة الكبرى بلا حساب ولا محاكمات ولا سؤال وجواب ،
فالعلامة الموضوعة على خرطومه هي نفسها الحكم الصادر عليه من رب العالمين عليه
وكخاسر في هذه المنافسة يمكن القول أن نفس الاختبار الذي وضعوا فيه جميع المتنافسين السابقين في جميع المنافسات السابقة وبدون استثناء
يبدو انهم سيضعوننا به أيضا
ويجب علينا ان ننجح به لو أرنا لأبواب السماء أن تفتّح لنا
فكما ورد في الروايات أن أول ما خلق الله الأرواح
خلق نارا وقال لهم ادخلوها
من سلّموا امرهم لله منهم ودخلوها طائعين مطمئنين جعلها عليهم بردا وسلاما
فكانوا هؤلاء هم أصحاب اليمين الذين لن يبدو له ان يدخلهم النار
ولذلك رفعهم من البداية وقبل بدء عذاب يوم القيامة
أمّا من شكّوا بربهم وخافوا من دخول تلك النار وأعطاهم فرصة أخرى لدخولها ورغم ذلك جبنوا مرة أخرى
فهؤلاء جعلهم أصحاب الشمال وبهم البداء
فكل من سيبقون في الأرض من المتنافسين هؤلاء سيكون لرب العالمين فيهم البداء يعني يخرجهم من جهنم ويدخلهم الجنة
وكما يبدوا أن نفس هذا الاختبار الذي كانوا يضعونا فيه عند نهاية كل قصة آدم سابقة ساهمنا في برأها
يبدوا أنهم عن قريب سيدخلوننا فيه مرة أخرى
ومن يريد منّا ان يثبت صدق ايمانه ويبدو لرب العالمين فيه
فليستعد من الأن لدخول نيران يوم القيامة طائعا وراضيا ومسلمّأ
وحينها سيجعلها الله عليه بردا وسلاما كما جعلها على كل من دخلوها قبلهم وهم مسلّمين وراضين
فعلى كل من يريدون قرب اليمين ومشتاقين للقائه
أن يوطّنوا أنفسهم من الآن على دخول السموم والحميم طواعية
بل عليهم أن يشتاقوا لها ويتمنوها اليوم قبل غدا
بل وعليهم أن يفرحوا بهذه الفتنة أكبر فرح
فالمحب العاشق الولهان والمشتاق العطشان
لن يقف الخوف من الموت حاجزا بينه وبين حبيبه ومعشوقه وروحه ومائه وكل كيانه
ولن يخاف ان يخوض خطوط النيران خطا بعد خط شوقا لقربه من محبوبه ولقائه به
كل هذا مع تأكد العاشق الولهان ان احتمال موته بتلك النيران قبل اللقاء هو احتمال كبير جدا
فكيف بمن يعتقد بأن محبوبه ومعشوقه ومطلوبه ومائه وهوائه قادر على أن يجعلها كلها عليه بردا وسلاما؟
فكل فلم الرعب القصير هذا هو فقط لكي يعود اكبر عدد ممكن منهم بأي طريقة لأحضان اليمين مرة أخرة
سواء بالعصى أو بالجزرة
ففلم الرعب هذا هو لإرجاعهم وتنجيتهم
وليس لافنائهم او قتلهم
فهم كانوا ابطال هذه القصة من بدايتها حتى هذه اللحظة
وسيبقون هم ابطالها حتى آخر لحظاتها
والنار حاليا يتم احماء لهيبها لتنقيتهم
والوحوش يتم تجهيزها بأنواعها لأخافتهم فيهربوا لليمين
والزلازل تم الاعداد لها بانواعها ليصيحوا باسمه حين تثور فينجيهم منها
والبراكين يتم الآن إيقادها استعدادا لتفجيرها فيتضرعون له فينجيهم منها
أما غلاء الأسعار فالكل يشعرون به منذ الآن و عن قريب سيشعرون به مضاعفا
فالأن يتم الترتيب لإشعال كل نيران يوم القيامة بكل أنواعها
كلها سوف تسعّر تسعيرا
لكنها سوف تكون بردا وسلاما على أبناء اليمين
وعلى المشتاقين لليمين
وعلى الوالهين لليمين
وعلى أصحاب اليمين
فإن كنت أنت من أصحاب اليمين حقا حقا
أو إن كنت تريد وتطمح وتتمنى أن تكون من أصحاب اليمين
فتجهز من اليوم لأن تدخل النار وقلبك مطمئن بحب اليمين
غير آبه ان وقعت أنت على النار او ان النار وقعت عليك
ففي كلتا الحالتين سيقول اليمين لها كوني بردا وسلاما على كل من يريدني ويعتقد بي ويسلّم لي
اعدلوا من الآن لليمن وميلوا عن الشمال
فهو الذي سيوقد كل هذه النيران التي ستصطفي وتختبر وتغربل لليمين أصحابه
إنه الشمال من سيأمر بكل ذلك
إنه القائم بالأمر
القائم بالأمر
إنه الغربال الأخفى
الغربال الأشد
الغربال الأجمل
الغربال الأكبر
فالكل يتمنى هذا الغربال ويحلم به
رغم ان نفس الغربال مهمته أن يدعوا لليمين لا ان يدعوا لنفسه
لكن ورغم ان الكل يتمنى هذا الغربال فإنهم لم يرعوه ولن يرعوه حق رعايته حتى ساعة الخروج
فصفة اغلب الناس عند خروج القائم عليه السلام لن تكون حميدة أبدا
ولن يكونوا بانتظاره كما هو هو حقيقة
بل سيكونون ينتظرون الأوهام التي سوّقها خطوات الشيطان بينهم وزينوها لهم
فــ
عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ:
نَظَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِلَى ابْنِهِ الْحُسَيْنِ فَقَالَ:
إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ كَمَا سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ سَيِّداً
وَ سَيُخْرِجُ اللَّهُ مِنْ صُلْبِهِ رَجُلًا بِاسْمِ نَبِيِّكُمْ فَيُشْبِهُهُ فِي الْخَلْقِ وَ الْخُلُقِ
يَخْرُجُ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنَ النَّاسِ وَ إِمَاتَةٍ مِنَ الْحَقِّ وَ إِظْهَارٍ مِنَ الْجَوْرِ
وَ اللَّهِ لَوْ لَمْ يَخْرُجْ لَضُرِبَ عُنُقُهُ
يَفْرَحُ لِخُرُوجِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ سُكَّانُهَا
يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً ……تَمَامَ الْخَبَرِ…..إنتهى
وكما ورد عنه ع أيضا أنّه قَالَ:
اعْلَمُوا عِلْماً يَقِيناً أَنَّ الَّذِي يَسْتَقْبِلُ قَائِمَنَا مِنْ أَمْرِ جَاهِلِيَّتِكُمْ
ليْسَ بِدُونِ ما اسْتَقْبَلَ الرَّسُولُ مِنْ أَمْرِ جَاهِلِيَّتِكُمْ
وَ ذَلِكَ أَنَّ الْأُمَّةَ كُلَّهَا يَوْمَئِذٍ جَاهِلِيَّةٌ
إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّه
ومن مراقبة حال أفراد الأمة من حولنا نجد أنّ أغلبهم يطلبون الحق ويريدونه فعلا
لكن هذه الروايات وأمثالها الكثيرة
كلها تؤكد لنا ان الجميع الا ما رحم الله سوف يخطؤونه
وأنّه كما حارب الناس الرسول صلى الله عليه وآله فإنّ الناس سيحاربون ويؤذون امامهم حين يخرج بينهم
لماذا سيحاربونه ويؤذونه؟
الجواب هو:
لأن الْأُمَّةَ كُلَّهَا يَوْمَئِذٍ جَاهِلِيَّةٌ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّه
ومن رحم الله هنا تُشير لمن حضوا بالكرة الرابحة من قبل هذا اليوم
فهؤلاء قبل يوم الخروج او في بداية زمن الرجعة سيكونون كلهم نازلين في كرتهم الأخيرة وهي كرة الرجعة
وينتظرون بها فقط تلك اللحظة التي سيخطفهم اليمين بها خطفا من بين اهلهم واصدقائهم ومن وسط فرشهم
وهؤلاء لا يحتاجون لأن يفعلوا أي شيء إضافي لكي يخطفهم خطفا إليه
فهؤلاء أمر صعودهم هو أمر مقرر
ومنتهى منه من قبل أن ينزلوا في كرة الرجعة
ومهما كانت صورتهم ووضعهم بين الناس لحظتها
فإن اليمين سوف يخطفهم إليه خطفا يسيرا سريعا جميلا لا يضمؤون بعده أبدا
وهؤلاء هم من ادخلهم الشمال او النار في ناره خلال كرتهم الرابحة
وبارادتهم قبلوا ورضوا وسلّموا بكل ما اجراه الشمال عليهم من الفتن والابتلاءات الكثيرة
وكان اليمين كلما رضوا وسلموا بالفتن وقبلوا بالذي قسمه لهم الشمال من نيران جهنم
كان اليمين يجعلها عليهم بردا وسلاما وجعل كرتهم تلك هي كرتهم الرابحة بسبب وصولهم لمقام الرضى بكل حال
ولمقام التّسليم الذي وصلوا له عقائديا
وعاشوا به عمليا تلك الكرة
أمّا كرة الرجعة فبالنسبة لهم هي ليست كرة اختبار ، فالاختبار انتهى امره بالنسبة لهم
لكنها ستكون كرة تكريمهم أولا ، وأيضا لإستئناف أحداث قصتهم من جديد باجمل وأبهى صورة
فقصتهم توقفت عند نهاية الكرة الرابح
وناموا بعد الحساب نومة العروس تحلم اجمل الاحلام
وستبدء قصتهم من جديد في كرة الرجعة
وكيف يخطفهم اليمين إليه ثم يعود بهم مرة أخرى
أمّا المتبقين الذين لم يصعدوا ولم يخطفهم اليمين من بيننا
وهم على الأغلب من هم على شاكلتنا
فهم كل من لم يصلوا لمقام الرضى بكل حال ، ولم يصلوا لمقام التّسليم
فكان حالهم طوال الوقت هو التذمر من الذي قسمه لهم وفرضه عليهم
ودائما ما كانوا يطلبون التبديل والمزيد والمزيد والمزيد
وستكون نيران يوم القيامة هي فرصتهم الثانية لأن يرجعوا ويثقوا بربهم وحكمته وقدرته ويسلموا له أمرهم
فيبدوا له حينها أن يخرجهم من جهنم ويجعلهم من أصحابه
أما الذين سيبقون يصيحون ويولولون ويتذمرون فستشملهم الشفاعة
وأما من سيستكبر منهم ويتكبر ويتجبر وهم الملوك والسلاطين والرؤساء ووزرائهم والمنافقين ومن من كان يساندهم من اصحاب الاموال والعلماء وقوّاد الجيوش
فهؤلاء نصيبهم مقامع من حديد وتابوت من حديد يحشرون فيهما الى جهنم جديدة مفتحة لهم الابواب وينتظرهم خزنتها عند مكتب الاستعلامات
لاستقبالهم وتسجيل اسمائهم كنزلاء جدد
وذلك قبل ان يلقوهم او يوزعوهم في زنازينهم أو اماكنهم الجديدة في جهنمهم الجديدة
لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا لّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا
بسم الله الرحمن الرحيم
وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا
حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا
أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا
قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ
قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا
فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ
.
الخلاصة هي أن أي واحد منّا قد يكون من الثلتين او من الـ 144 الف
وبالتالي ستكون كرته هذه هي كرة الرجعة بالنسبة له
وليست كرة اختبار ومنافسة
لكن في المقابل قد يكون أي واحد منا هو مجرد واحد من الملايين الخمسة والمائة والواحد والعشرون ألف المتبقين
ولذلك فلكي يكون الانسان مستعد للأسوء فيجب ان يوطّن نفسه من الآن على التسلّيم المطلق لكل ما يعيشه في حياته الآن او في المستقبل
ويحاول قدر استطاعته ان يستقر في مقام الرضى للايام المتبقية امامه قبل ان يحين الموعد ويخطف اليمين اصحابه
فلا تتوقع أن اليمين سيخطف اصحابه على الهواء مباشرة
فهو قد يفعل ذلك في اي لحظة والناس كلها في غفلة ولهو
قد يفعل ذلك ولن يعرف أحد حتى تفتح السماء ابوابها وتأتي بالدخان المبين بانه قد رفعهم فعلا
فقط مع بداية الدخان والعذاب المبين وبداية اهوال يوم القيامة بالتتابع ،، فقط حينها سيفهم الجميع ان عليهم التوقف عن الانتظار
والاستعداد للفرصة الاخيرة لتكون من اصحاب اليمين
فحاول من الآن وللايام القليلة المقبلة ان تعيش حالة الرضى علّها تكون سببا في رفعك وفوزك على من لم يصل لهذا المقام
فالمستقرين بمقام التسليم والرضى التامين هم اندر من الكبريت الأحمر
لأنهم لا يعرفون نتيجته والى اين سيؤدي
ويحتاج لمعرفة حقيقية وصحيحة بقدر الامكان للاقبال عليه بكل شوق وحب
فالكرة الرابحة في أي زمان ومكان مرتبطة ارتباط وثيق بالعيش عمليا حسب شروط هذا المقام
فان لم تكن من ثلة السابقون السابقون المقربون
فلتكن اذن من ثلة اصحاب اليمين
وان لم تكن قائدا في جيش اليمين
فلا اجمل من ان تكون جنديا في هذا الجيش
فإن اليمين سيجعل هذه الأرض وبهذا الجيش حصيدا كأن لم تغنى بالأمس
فجنوده لن يحتاجوا لسترات مدرعة
ولا لرشاشات
ولا لمدافع
ولا لطائرات
سيركضون بسرعة البرق
ويقفزون مائة ومائتين متر للأعلى في كل قفزة
واحدهم سيقلع باب البنك المركزي الفولاذي وهو مقفل من مكانه ويلقيه بعيدا وكانه يلقي حصوة صغيرة تتقافز على سطح الماء
اليمين امير المؤمنين لم يُظهر للناس في خيبر الا جزء بسيط جدا من تلك القدرات
أمّا اصحابه فسينالون الفرصة لأيام وأيام وشهور لكي يستعرضوا اضعاف هذه القدرات امام كل العالم
فمن لم يصدق تلك القدرات لليمين والواردة في قصصه وتراثه وحروبه فسيراها كل يوم رأي العين من اصحابه خلال تلك الفترة
144000 واحد
كل واحد منهم اقوى من سوبرمان
ومنزهون عن أيّ نقطة ضعف
لا يدخلون مدينة الا جعلوا اكابر أهلها اذلة مأسورين ومقتلين ومقيدين بالحديد
وكل من هو موسوم بوسم الكافرين سيقتلونه بلا تردد ولا رحمة ولن يطرف لهم جفن
كلهم جيش الغضب
ومن كل الأديان والأمم
وكلهم قد زقّوهم العلم زقا قبل أن ينزلوهم للشمال ينتقم بهم من الظلمة واتباعهم
فالظلمة كانوا سيفا بيده في هذه الحياة ينتقم بهم
وبعباد اليمين ذوي البأس الشديد سينتقم منهم شر انتقام
وصلى الله على خير خلقه اجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته