*242* مَنْ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَنَا

  • Creator
    Topic
  • #2901
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين 
    محمد وآله بيته الطيبين الطاهرين
    رب اشرح لي صدري
    وضع عني وزري الذي انقض ظهري
    وارفع لي ذكري
    واجعل لي من بعد العسر يسرا
    واجعل لي من بعد العسر يسرا
    السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاته
    سيدور حديثنا لهذا اليوم ان شاء الله
    عن قولهم سلام الله عليهم أجمعين
    مَنْ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَنَا مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ يَتَنَكَّبِ الْفِتَنَ.
    بداية نقول بالتأكيد أن كل من لا يتنكب الفتن ستكون عَاقِبَةُ أَمْرِهِ خُسْرًا
    فتنكب الفتن تعني تجنبها والابتعاد عنها نهائيا بكل طريقة
    فإن تَتَنَكَّبِ الفتن مثلها مثل أن تَتَجَنَب ليلا ونهارا المشي على الأقدام وسط الطريق السريع
    فإنك إن فعلت ذلك فلا يجب ان تلوم حينها سائقي السيارات في الطريق السريع ان هم صدموك وتركوا جثتك بعد ذلك نهبا لإطارات السيارات والشاحنات تسحقها وتسويها بالاسفلت
    وهكذا أمر الفتن أيضا
    فهذه يجب عليك ان تتنكبها دائما وأبدا
    فإن لم تتنكبها وتبتعد عنها
    فكيفما كانت نتيجة انخراطك ومساهمتك بها فانك لا محالة ستكون خسران بالنهاية
    وهنا يقول اهل البيت لنا انك اذا عرفت أمرنا من القرأن فستبتعد منك لنفسك عن الفتن
    وستفر منها فرار الغزال من الأسد
    وبما ان الحياة كلها فتنة من اولها لآخرها فليس المقصود من كلامهم سلام الله عليهم
    انك اذا عرفت امرهم من القران فانك ستهجر الحياة والناس وستسكن وحدك في قمم الجبال
    بالتأكيد ليس هذا هو المقصود
    لكن المقصود من كلامهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين
    ان معرفتك لأمرهم من القرأن سيكوّن حولك مثل درع حامي
    او حجاب واقي يقيك شر الفتن حتى ولو اضطرتك الظروف لان تمرّ من وسطها
    انتبه أنني اقول ((حين تمر من وسطها))
    وليس ((حين تلقي نفسك بها ووسطها وتساهم بها))
    فنفس معرفتك لأمرهم من القران ستمنعك كما قلنا من الوقوع بالفتن والمساهمة فيها اراديا
    لكن في الكثير من الاحيان نفس الفتن التي يختار غيرك ان يخوض بها تحيط بك وتجد نفسك وسطها غصبا عنك
    وهنا ستكون معرفتك لامرهم من القران هي الحجاب الذي سيقيك من شر هذه الفتن
    والمعرفة الصحيحة والعلم الصحيح يجعل قدمك ثابتة في اي مكان ستنزل عليه
    يعني المعرفة الصحيحة تحميك من الإنزلاق والوقوع والتضرر
    ولذلك ورد عن الصادق عليه السلام أن :
    – مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَقَالَ الْعَالِمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ:
    مَنْ دَخَلَ فِي الْإِيمَانِ بِعِلْمٍ، ثَبَتَ فِيهِ وَ نَفَعَهُ إِيمَانُهُ
    وَ مَنْ دَخَلَ فِيهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، خَرَجَ مِنْهُ كَمَا دَخَلَ فِيهِ.
    نسأل هنا عندما يقول الإمام ((مَنْ دَخَلَ فِي الْإِيمَانِ)) فماذا يقصد بالإيمان هنا؟
    وجواب هذا السؤال هو الإيمان بآياتهم
    وآياتهم كما ورد في الروايات هو اليمين أمير المؤمنين
    فالكفر والإيمان يدور إذن مدار (((آيَاتِنَا)))
    فمن يؤمن (((بِآيَاتِنَا))) سيكون مؤمن ومن اصحاب الميمنة
    وبالتوفيق للتسليم سيكون ان شاء الله من اصحاب اليمين
    ومن يكفر (((بِآيَاتِنَا))) سيكون كافر باليمين ومن اصحاب المشئمة
    وسيبقى مع الشمال يعذبه عذابا شديدا
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا (((آمنوا بماذا؟ آمنوا بآياتنا)))
    وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ
    أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ
    وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا (((كَفَرُوا بماذا؟ كَفَرُوا بآياتنا))) هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ
    طبعا من الواضح أن الكثير من الناس يؤمنون (((بِآيَاتِنَا))) اشدّ الإيمان
    لكنهم بنفس الوقت منخرطون وغائصون بالفتن الى قمة رؤوسهم
    لماذا؟
    والجواب هو لأنهم دخلوا للإيمان (((بِآيَاتِنَا))) من غير علم
    مرة اخرى نعيد قرائة هذه الرواية الشريفة
    مَنْ دَخَلَ فِي الْإِيمَانِ بِعِلْمٍ، ثَبَتَ فِيهِ وَ نَفَعَهُ إِيمَانُهُ
    وَ مَنْ دَخَلَ فِيهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، خَرَجَ مِنْهُ كَمَا دَخَلَ فِيهِ.
    لكن أي علم او ما هو هذا العلم الذي من علمه ثم دَخَلَ فِي الْإِيمَانِ وهو يعلم به، ثَبَتَ فِيهِ وَ نَفَعَهُ إِيمَانُهُ ومن لم يعلم به خرج من الإيمان (((بِآيَاتِنَا))) كما دخل فيه؟
    والجواب هو أن العلم النافع والعلم الواقي والعلم المثبّت للإيمان (((بِآيَاتِنَا))) هو:
    العلم بامرهم ((من القرآن))
    انتبهواالعلم بامرهم ((من القرآن))
    وليس من الخطباء ، ولا من المراجع ، ولا من الفلاسفة
    ولا من المتكلمين
    ولا من الرواة
    ولا من الذين يكتبون على الفيسبوك وتويتر والواتساب
    ولا من كلام ونصيحة صديق
    فقط من القرآن
    يعني يجب ان تعرف أمرهم من القران مباشرة
    الآن كلمة أمرهم” قد تعني معرفة من هو سيدهم وكبيرهم خليفة الله في الأرض وما هي وظيفته
    وقد تعني معرفة وضعهم في الأرض وحقيقة وظيفتهم فيها
    وسواء كان هذا هو معنى أمرهم” او كان معناه ذاك
    فإن معرفته ستعصم الإنسان من الوقوع بالفتن
    وان وقع فيها غصبا عنه فإنّ تلك المعرفة ستنجيه من تبعاتها
    وستمكنه من الخروج منها صافي مصفى وكانه لم يدخل فيها من الاساس
    فلذلك ان كنت ترى من نفسك انك محاط بالفتن السياسية والمالية
    والتعليمية والعشائرية والدينية والعسكرية والدولية وغيرها الكثير من الفتن
    وترى ان هذه الفتن تؤثر فيك نفسيا أو ماديا أو معنويا أو دينيا أو بأي شكل سلبي ممكن
    فحينها يجب ان تراجع نفسك وما تعرفه من القران عن أمرهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
    وعليك أن تتأكد أنك واقع في هذه الفتن وتعيش آثارها السلبية فقط لأنك لم تعرف عن أمرهم من القرآن
    وأن كل ما تعرفه عنهم هو فقط من قيل وقال خطباء المنابر والاصدقاء والمعارف والشعراء والرجال الذين لا احد منهم عرف امرهم من القرآن
    إن كان ما تعرفه عنهم اخذته من الرجال فقط فعليك السلام
    فالإمام الصادق عَلَيْهِ السَّلَامُ قال لنا:
    مَنْ أَخَذ دِينَهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ زَالَتِ الْجِبَالُ قَبْلَ أَنْ يَزُولَ
    وَ مَنْ أَخَذَ دِينَهُ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ، رَدَّتْهُ الرِّجَالُ
    في نفس هذا الحديث بين لنا الامام الصادق عليه السلام الطريق الذي ان دخلت منه للإيمان (((بِآيَاتِنَا))) فسيحبسك فيه
    وكذلك بين لنا الطريق الذي ان دخلت منه للإيمان (((بِآيَاتِنَا))) فانه نفسه سيخرجك منه
    يعني طريق الإيمان (((بِآيَاتِنَا))) عن طريق الرجال هو كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا
    ولو بقيت طوال حياتك تنتقل في رحلة مايمان (((بِآيَاتِنَا))) من رجل لرجل ومن عارف لعارف فسيجد بالاخير أن ظلمات معارف الرجال التي قضى عمره بالابحار بها كَظُلُمَاتٍ فِي
    بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ
    مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ
    ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ
    إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا
    وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ
    فبعيدا عن منهج الكتاب والعترة ستضيع بين افكار وظلمات أفكار الرجال وبدون ان تصل للحقيقة حتى تنتهي كرتك لتجد نفسك سريعا عند الله فيوفيك حسابك بمثقال الذرة فتتبين خسارتك حينها وتقول أ إنني لمردود في الحافرة؟ تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ
    قلنا سابقا أن الرجال من المراجع والخطباء والعرفاء والفلاسفة وغيرهم مهمتهم ان يسرقوا منك الوقت المخصص لك في كرتك هذه لكي تجد كنزك وتفوز بالكرة الرابحة
    كنزك مكنون بك ،، لكنه ينتظر منك ان تتحرك بالاتجاه الصحيح لكي يتحرك معك هو ايضا
    لكي يدفعك من خلفك
    ولكي يسحبك من امامك أيضا
    ولكي يمهد الطريق من امامك فلا تتعثر
    نورك مكنون بك ، لكن لا ينفع انك تريد ان تتوجه للخلف بينما الطريق الصحيح للامام
    ولا ان تتوجه لليمين والطريق الصحيح هو للأمام
    مهمة الرجال ان يشتتوا ذهنك في كل الاتجاهات الا جهة الأمام
    انت في منافسة ،، واعتبر ان كل هؤلاء المراجع والخطباء والرجال هم اساسا من الملائكة الذين ينزلون في الصور ويسيطر عليهم إبليس والشيطان لكي يضلوك بهم
    فأمرهم في احسن احوالهم ليس بيدهم فكلما رفع الشيطان منهم واحد بين الناس واستمعوا له ، أمره أن يكذب على الناس ليضلهم ويسرق وقتهم ويبعدهم عن كنزهم فيخسروا في كرتهم تلك
    اهل البيت رسموا لنا الطريق الصحيح للتوجه الاتجاه الصحيح ، الإتجاه الذي لن يخرجك من طريق الإيمان (((بِآيَاتِنَا))) بل سيحبسك فيه
    وهذا الطريق تمثل وتجسد في قوله عَلَيْهِ السَّلَامُ:
    مَنْ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَنَا مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ يَتَنَكَّبِ الْفِتَنَ.
    اذا سلكت هذا الطريق فإن نورك سيتحرك معك ، لأنه هو نفسه طريق النور ولأنه ايضا هو الطريق الصحيح
    حينها كلما سرت خطوة على نفس طريق النور
    فإن نورك سيدفعك من خلفك خمسة خطوات للأمام
    ثم سيتقدمك ويسحبك خمسة خطوات أخرى للأمام
    فطريقك الصحيح للدخول في الإيمان (((بِآيَاتِنَا))) وعدم الخروج منه هو
    أن تبحث بنفسك في القرآن الكريم عن أمرهم
    وأن تفهم منه أمرهم بنفسك
    وأن تعرف بنفسك المحكم والمتشابه من أيات القرآن والروايات
    فهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين قالوا لنا أن كلامهم مثل القرآن به محكم ومتشابه
    يعني افهم كلامهم جيدا ، فلو انك تمسكت بتصديق جميع الروايات المحكمة والمتشابهة فإنك ستضل ضلالا كبيرا ، فالمتشابه سيلغي المحكم والمحكم سيلغي المتشابه
    وأنت لن تستطيع ان تعرف المحكم من المتشابه من كلامهم صلوات الله وسلامه عليهم قبل أن تعرف أمرهم من القرآن
    يعني الطريق هكذا يكون:
    تعرف امرهم من القران أولا
    فإذا عرفته ستستطيع حينها ان تعرف المحكم من المتشابه من كلامهم
    فتتبع المحكم وتترك المتشابه لمن في قلوبهم مرض
    لكنك بنفس الوقت لن تستطيع ان تعرف أمرهم من القرآن ما لم تسلم لهم قبل ذلك فلا ترد من حديثهم اي معنى يصلك منها ،، يعني بالبداية تبقي عقلك مفتوح لكل الاحتمالات حتى تستطيع ان تصل لمفاتيح القرآن الكريم
    لأنه توجد مفاتيح مهمة جدا جدا لفهم القرآن الكريم ، وبدونها ستتوه ولن تفهم شيئا منه
    ولن تجد هذه المفاتيح الا في كلمات أهل البيت عليهم السلام
    وأهم تلك المفاتيح هي معرفة عائدية الضمائر في القرآن الكريم لـ
    المفرد والجمع ،
    والحاضر والغائب ،
    والمخَاطِب والمخَاطَب ،
    والواعد والموعود ،
    ووووو
    أمّا مفتاح المفاتيح وأهمها على الإطلاق فحسب كلام وتوجيهات اهل البيت عليهم السلام
    هو ارجاع فهم كل آيات وسور وحروف ومعاني القرأن الكريم لسيدة ديننا سورة القدر المباركة
    صحيح أنها تتكون من 34 كلمة مع البسملة لكن هي سيدة ديننا وتفسره كله وهي الحاكمة عليه
    وكل ما خالفها من فهمنا وتعارض مع مضامينها ومعانيها نضرب به مطمئنين عرض الحائط
    المهم مفتاح عائدية الضمائر ومفتاح مفاهيم وتفسير سورة القدر المباركة لو اننا تمسكنا بهما مع غيرهما من مفاتيح الفهم الأخرى فإننا سنعرف أمرهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين من القرآن
    وبالتالي فإننا بالنتيجة سنتنكّـب الفتن يعني سنبتعد عنها ولن نميل لها ولن نعدل لها ولن نقترب منها
    طبعا قد يقول احد لي لماذا لا تقول لنا أنت أمرهم الذي عرفته من القرآن
    وساقول له لا ينفع ان اقوله لك ،، فهو من شدة جماله لا يمكن وصفه لمن لم يرى الجمال بعينيه وقلبه
    تخيل أنك تعيش طوال عمرك في الظلام الدامس وانك وجميع من معتادون عليه 100% ثم وفي يوم ما ظهرت لكم من بعيد نقطة ضوء فهل تعتقد انك ستراها جميلة وتركض نحوها؟
    بالتأكيد أنك ستخاف منها أنت وجميع من شاهدها معك ستشعرون بالرعب من هذه البقعة المنيرة وستختلف تفسيراتكم نحوها
    انها النار
    انها حفرة عميقة
    انها مصيدة المغفلين
    انها شيطان من الشياطين
    انها كفر وضلال
    ولو انك قررت ان تقترب من هذه البقعة المنيرة فإن من حولك سيحاولون بكل جهدهم ان يثنوك عن التقدم منها ولو اضطرهم الأمر ان يحبسوك لحمايتك من الشر العظيم الكامن في هذه البقعة المنيرة فإنهم سيفعلون ذلك بكل رحابة صدر
    ولو انك غافلتهم وبدأت تقترب من هذه البقعة المنيرة على حذر وخطوة بعد خطوة فإنك حين تصلها ستكتشف جمالها وروعتها ومعنى انك كنت طوال حياتك تعيش في الظلمات
    لكنك اذا رجعت لقومك وحاولت ان تخبرهم بجمال النور وما يفعله النور وما يكشفه النور فإن قومك سيخافون منك اكثر من بقعة النور نفسها
    سيخافونك اكثر من خوفهم من نفس النور
    فالنور بعيد عنهم وكافيهم خيره شره
    لكن انت وسطهم وتخالفهم وتقول كلام حسب موازينهم لا يستطيع أن يقبله عقل أيّ عاقل منهم
    ولذلك سيقولون عنك أنك كاذب وساحر ومجنون وممسوس أو إنك تريد ان تترأسهم وتصبح كبيرهم
    او انك قاريلك كم كلمة وتريد أن تتفلسف عليهم
    ولذلك قال الإمام عليه السلام :
    مَنْ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَنَا مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ يَتَنَكَّبِ الْفِتَنَ.
    يعني ان لم تفعل ذلك بنفسك وتصل له بنفسك وترى الجمال به بنفسك
    فلن ينفعك ان يخبرك به احد من الناس ، بل ربما سيضرك أيضا بكلامه وستبقى تنجذب للفتن المختلفة
    ولعل قول الامام الصادق في الرواية التالية من كسر مؤمنا فعليه جبره لا ينطبق على حالة بشكل كامل وتام كما ينطبق على هذه الحالة فــ:
    عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَرَاطِيسِيِّ قَالَ:
    دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَذَكَرْتُ لَهُ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ الشِّيعَةِ وَ مِنْ أَقَاوِيلِهِمْ
    فَقَالَ:
    يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ
    الْإِيمَانُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ
    بِمَنْزِلَةِ السُّلَّمِ لَهُ عَشْرُ مَرَاقِيَ
    وَ تُرْتَقَى مِنْهُ مِرْقَاةً بَعْدَ مِرْقَاةٍ
    فَلَا يَقُولَنَّ صَاحِبُ الْوَاحِدَةِ لِصَاحِبِ الثَّانِيَةِ لَسْتَ عَلَى شَيْ‏ءٍ
    وَ لَا يَقُولَنَّ صَاحِبُ الثَّانِيَةِ لِصَاحِبِ الثَّالِثَةِ لَسْتَ عَلَى شَيْ‏ءٍ
    حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْعَاشِرَةِ
    قَالَ:
    وَ كَانَ سَلْمَانُ فِي الْعَاشِرَةِ وَ أَبُو ذَرٍّ فِي التَّاسِعَةِ وَ الْمِقْدَادُ فِي الثَّامِنَةِ
    يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ
    لَا تُسْقِطْ مَنْ هُوَ دُونَكَ فَيُسْقِطَكَ مَنْ هُوَ فَوْقَكَ
    إِذَا رَأَيْتَ الَّذِي هُوَ دُونَكَ فَقَدَرْتَ أَنْ تَرْفَعَهُ إِلَى دَرَجَتِكَ رَفْعاً رَفِيقاً فَافْعَلْ
    وَ لَا تَحْمِلَنَّ عَلَيْهِ مَا لَا يُطِيقُهُ فَتَكْسِرَهُ
    فَإِنَّهُ مَنْ كَسَرَ مُؤْمِناً فَعَلَيْهِ جَبْرُهُ
    لِأَنَّكَ إِذَا ذَهَبْتَ تَحْمِلُ الْفَصِيلَ حَمْلَ الْبَازِلِ فَسَخْتَهُ ……..إنتهى
    ومعرفة أمرهم صلوات الله وسلامه عليهم من القرآن
    والذي إن وصلت لمعرفته فإنك ستتنكب حينها جميع الفتن صغيرها وكبيرها
    لا بد أن يكون على رأس ما معرفته أو السماع به سيكسر أي إنسان لم يصل لمعرفته بنفسه وقبله بالتدريج حتى وصل إلى انه الحق وأنه لا يمكن ان يكون الأمر إلّا بهذه الطريقة وحين تصل لهذه المعرفة ستبتسم وتضحك طوال الوقت
    ولو دخلت على الإمام وهو يعرف انك تعرف لتبسّم كذلك بوجهك وضحك لك
    فـــ:
    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ قَالَ:
    كُنْتُ عِنْدَ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع إِذْ دَخَلَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ
    فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ ضَحِكَ إِلَيْهِ
    ثُمَّ قَالَ:
    إِلَيَّ يَا مُفَضَّلُ
    فَوَ رَبِّي إِنِّي لَأُحِبُّكَ
    وَ أُحِبُّ مَنْ يُحِبُّكَ
    يَا مُفَضَّلُ لَوْ عَرَفَ جَمِيعُ أَصْحَابِي مَا تَعْرِفُ مَا اخْتَلَفَ اثْنَانِ
    فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ:
    يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ حَسِبْتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ أُنْزِلْتُ فَوْقَ مَنْزِلَتِي
    فَقَالَ ع:
    بَلْ أُنْزِلْتَ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَكَ اللَّهُ بِهَا …….بقية الرواية
    فالمفضل كان يعرف شيء لا يعرفه بقية أصحاب الإمام وعندما دخل على الامام يبدو أنه كان يفكر به ويقلبه في فكره
    والامام كان في تلك اللحظة معه في تفكيره يسمع ويرى
    فأهل البيت مع الجميع في كل زمان ومكان لأنهم كما بينا ذلك في الكثير من المقالات السابقة أنهم هم الروح
    فالامام كان في تلك اللحظة معه في تفكيره يسمع ويرى ولذلك تبسّم وضحك له عندما دخل إلى مجلسه عليه السلام وبين له بعد ذلك انه لم يصل لهذا الامر ولم يقبله اعتباطا او بالصدفة ، لكن الله نفسه قبل له ان يصل لهذه المعرفة وان يقبلها عقله وقلبه وروحه بقبول حسن
    فكل شيء مصدره مصدر واحد
    وهذا المصدر هو مصدر كل جميل
    بل إن هذا المصدر لا يصدر منه الا كل جميل
    ومن لا يرى في هذا الوجود الا الجميل والجميل والجميل فقط
    فحقيق على مصدر الجمال ان يدخله في جماله وكل جماله جميل
    فكل العالم يدور مدار هذا الوجود العلوي المحمدي الزهرائي
    وعلى معرفته دارت كل القرون الأولى
    يعني كل الأمم السابقة
    فنفس هذه الطاقة التي تشعر بها بين يديك وتحيط بك
    إنها هي نفسها موجودة في كل مكان
    ولا تحتج الى ان تنتقل من مكان الى مكان
    يعني عندما ترسل فكرة أو طاقة الى غيرك لهدف معين
    فإن تلك الفكرة او الطاقة الحيّة لا تتحرك من مكان الى مكان
    أو من عندك لعنده لتبلغه رسالتك او توصل له هدفك وتؤثر به
    فطاقة الروح موجودة في كل مكان وبشكل متوازي بحيث لا يخلو منها مكان ولا زمان
    لتفهم معنى كلامي هذا تخيل أن كل هذا الوجود هو عبارة عن بالون كبير جدا جدا تم نفخه بالروح
    فاينما وليت وجهك داخل هذا البالون الكبير فإنك ستجد الروح فيه
    والروح هو وجه الله
    فإينما وليت وجهك داخل هذا البالون الكبير فثمة وجه الله
    فالروح واحدة والصور شتى كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام
    يعني كل شيء تراه من حولك هو صور مختلفة للروح
    يعني الروح مع كل شيء
    وقبل كل شيء
    وبعد كل شيء
    وفوق كل شيء
    وتحت كل شيء
    لأنها كل شيء
    الروح هو بسم الله الرحمن الرحيم
    ومن نعرفهم كمسلمين بإسم محمد وأل محمد
    هم البالون وهم الروح وهم كل الصور
    فالروح هو نفسه نور السماوات والأرض
    طبعا الإسم المكنون هو مروح الروح
    وهو منور النور
    يعني هو روح وجهه
    هو روح نوره
    وهو ذات ذاته
    وكل الخلق دايخين بهذه الروح
    فالروح على مر الزمان والمكان تجسدت بينهم بصور واسماء مختلفة لكي تعلمهم معناها
    يعني لكي تعلمهم معنى الروح
    ومعنى روح الروح
    فمحمد وآل محمد لكل الخلق وليس للمسلمين فقط
    ولانهم جميعهم يحبون محمد وآل محمد حب عظيم لكن بأسماء مختلفة
    فكل واحد منهم يريد أن يحتكرهم لنفسه فقط
    وبالاسماء التي يعرفونها لهم فقط
    وبالصورة التي ظهروا فيها بينهم فقط
    نور الله الجميع يحبه
    وكل واحد يغار عليه ويريد ان يحتكره لنفسه فقط
    تماما كما يغار كل محب على حبيبه ويريده لنفسه فقط
    إقرؤوا هذا المقطع من هذه الرواية بتدبر وتمعّن
    وستفهمون هذا المعنى منها:
    وَ لَمْ يَزَلْ رَبُّنَا مُقْتَدِراً عَلَى مَا يَشَاءُ مُحِيطاً بِكُلِّ الْأَشْيَاءِ
    ثُمَّ كَوَّنَ مَا أَرَادَ بِلَا فِكْرَةٍ حَادِثَةٍ أَصَابَ
    وَ لَا شُبْهَةٍ دَخَلَتْ عَلَيْهِ فِيمَا أَرَادَ
    (((كيف فعل ذلك؟)))
    وَ إِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ:
    خَلَقَ نُوراً ابْتَدَعَهُ مِنْ غَيْرِ شَيْ‏ءٍ
    (((يعني الإسم المكنون العلوي ابتدع النور المحمدي)))
    ثُمَّ خَلَقَ مِنْهُ ظُلْمَةً (((النور الظلّي الفاطمي)))
    وَ كَانَ قَدِيراً أَنْ يَخْلُقَ الظُّلْمَةَ لَا مِنْ شَيْ‏ءٍ
    كَمَا خَلَقَ النُّورَ مِنْ غَيْرِ شَيْ‏ءٍ
    ثُمَّ خَلَقَ مِنَ الظُّلْمَةِ نُوراً ((((الأظلة الإثني عشر أو الأنوار الإثني عشر))))
    وَ خَلَقَ مِنَ النُّورِ ((((يعني من الأظلة))))
    يَاقُوتَةً غِلَظُهَا كَغِلَظِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ أَرَضِينَ
    ثُمَّ زَجَرَ الْيَاقُوتَةَ فَمَاعَتْ لِهَيْبَتِهِ
    فَصَارَتْ مَاءً مُرْتَعِداً وَ لَا يَزَالُ مُرْتَعِداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ((الماء هو الروح))
    ثُمَّ خَلَقَ عَرْشَهُ مِنْ نُورِهِ وَ جَعَلَهُ عَلَى الْمَاءِ
    وَ لِلْعَرْشِ عَشْرَةُ آلَافِ لِسَانٍ يُسَبِّحُ اللَّهَ
    كُلُّ لِسَانٍ مِنْهَا بِعَشَرَةِ آلَافِ لُغَةٍ لَيْسَ فِيهَا لُغَةٌ تُشْبِهُ الْأُخْرَى وَ كَانَ الْعَرْشُ عَلَى الْمَاء…..بقية الرواية
    فحسب هذه الرواية توقّع أن أقواما يتكلمون بعدد عَشْرَةُ آلَافِ لِسَانٍ
    ويُسَبِّحُ اللَّهَ كُلُّ لِسَانٍ مِنْهَا بِعَشَرَةِ آلَافِ لُغَةٍ
    يعني 10000 * 10000 = 100000000 قرن او قوم
    كلهم دارت معرفتهم وقصصهم وحياتهم على معرفة هذه الروح التي تجسدت بينهم بصورهم ولغاتهم جميعهم
    والجميع يتكلم عنهم بلغته ولسانه
    ويتصل بهم بطريقته
    ويتعامل معهم حسب الشرائع والمناهج التي هم من علموهم ايّاها
    فمن نعرفهم بإسماء محمد وآل محمد هم الخلق وهم جميع الخلق
    وهم كذلك لجميع الخلق
    اذا فهمت حقيقة محمد وآل محمد من الكتاب والعترة
    فستراهم في كلمات واوصاف واشعار ورسومات وفنون كل الخلق
    فالروح واحدة والصور شتى كما قال أمير المؤمنين
    والروح هي الخلق الساكن الذي قال الإمام عنه إِنَّمَا هُوَ اللَّهُ وَ خَلْقُهُ ((الساكن)) لَا ثَالِثَ غَيْرُهُمَا
    فهو كان كذلك منذ الأزل وهو لا يزال على ما كان عليه وسيبقى كذلك للأبد
    فحاله لا يتغير من حال إلى حال
    فالروح هو النور الذي أشرق من صبح الازل
    وهو نفسه الآثار
    وهو نفسه هياكل التوحيد
    مصباح في زجاجة
    والزجاجة في مشكاة
    والكل يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية هي من ضمن الروح وليس من خارجها
    يعني جوهرة حية بالذات لا تكتسب الحياة من شيء خارجها فلا يوجد خارجها خارج
    جوهرة حية بالذات احدية صمدية لم تلد ولم تولد ولم يكن لها كفوا أحد
    لأنه لا يوجد غيرها فهي اصل كل شيء
    فهي البالون أو الوجود
    وهي الروح
    وهي جميع الصور
    طبعا هذه المعرفة ليست هي المعرفة التي ستجعلك تتنكب الفتن
    فهذه ستجعلك عاجز عن الكلام كلما تذكرتها
    أما تلك المعرفة التي اذا عرفتها وقبلتها وقلبك مطمئن بالإيمان فستجعلك ترى إمامك دائما أمامك يبتسم ويضحك لك
    وبدورك ستبتسم له وتضحك معه لضحكه
    وستسمع صوت ضحكته في كل جنبات الكون طوال الوقت
    فهو من يضحك وهو فقط من يسمع نفسه وهو وحده من سيكتشف نفسه
    فهو وحده وحده وحده
    وحده من يضحك
    ووحده من يسمع نفسه وهو يضحك
    ووحده الذي يضحك ويبكي
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.