- This topic has 2 replies, 1 voice, and was last updated 5 months ago by .
-
Topic
-
بسم الله الرحمن الرحيموالصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وآله بيته الطيبين الطاهريناللهم صلي على محمد وآل محمدرب اشرح لي صدريوضع عني وزري الذي انقض ظهريوارفع لي ذكريواجعل لي من بعد العسر يسراواجعل لي من بعد العسر يسراالسلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاتهسيدور حديثنا لهذا اليوم ان شاء الله عن الذي جعل الناس يضلون عن اليمينوسيكون عنوان حديثنا لهذا اليوم هو:إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُوسأبدء الكلام أولا بتوضيح هذا العنوان إن شاء اللهبداية نقول أن الولي ظاهره إمامة وباطنه غيب لا يدركوالولي الذي نعرفه كمسلمين بإسم علي بن أبي طالب هو البشر الوحيد المخلوق من الماء كما يصرح القرآن الكريم بذلكوَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًاومن المعروف أن هذه الآية قد نزلت في أمير المؤمنين عليه السلامفباطن أمير المؤمنين عليه السلام يجب ان يكون هنا هو ((الماء))وليس ((هُوَ)) الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًافالمقصود بـ ((هو)) في هذه الأية الكريمة هو رب الملائكة والروح في عالم الأمرفـ ((هُوَ)) أو رب الملائكة والروح في عالم الأمر بما أن له صورة ظاهرة للملائكة والروحفيجب كذلك أيضا أن يكون له باطنوأن يكون باطنه هو الماء نفسهفعالم الأمر لو دخلته الأن ربما ستجد ان موجوداته مثلنا يلبسون ملابس مختلفة الألوان والموديلاتويصفّفون شعورهم بطرق مختلفةوصورهم ستجدها كذلك مختلفةالفرق بينهم وبيننا انهم كلهم جميلين جداومرتبين جداومرتاحين جداومنعّمين جدايعنيكلهم تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِيعني كل ما شفت ملاك على صورة أنثى فساعتها وكأنك شايف الملكة دياناوإذا ما شفت ملاك بصورة الذكر فكأنك شايف الإمام أو رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعينوالذي جعل من الماء بشراهو سيد هذا العالم كلهوسيد عالم الأمريعني هو رب الملائكة والروحورب الملائكة والروح هو نفسه الصورة الأنزعية لروح الروح او لروح الماءوهو نفسه الصورة الأنزعية لمذوّت الذواتوهو نفسه الصورة الأنزعية في عالم الأمر للإسم المكنونفـ((هُوَ)) الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًاهو نفسه الذي خلق الروح التي يقول لنا القرأن الكريم عنهاوَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاًفالماء الذي جعلوا منه كل شيء حيّ هو نفسه نفس الروح وليس شيء آخرأَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَفــ ((هو)) خلق هذه الروح أول ما خلقومن هذه الروح التي خلقها أول ما خلقخلق لنفسه صورة ظهر بها لخلقه في نشأة عالم الأمرثم وبنفس هذه الصورة خلق لنفسه في كل نشأة من النشآتصورة تناسب تلك النشأةوجعل للروح في كل نشأة من النشئات فعل يناسب تلك النشأةيعني إذا اردنا أن نرتب خطوات عملية الخلقفسنجد أن أول فعل للإسم المكنون أو للمعنى أو المشيئة هوأنه خلق الروحأو بتعبير آخرإنه قد روّح الروحفكانت الروح التي هي من أمره كما تقول الآية الكريمة هي أول ظهور لهوالروح التي هي من أمره هي نفسها شجرة طوبى وسدرة المنتهىوهي نفسها النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُفـ((هو)) إنّما خلق هذه الروح لكي يفعل من خلالهافأول فعل فعله الإسم المكنون هو أنه خلق الروحفالروح هي من أمره لأنه خلقها من تسبيح ذاتهوأوّل فعل فعله بهذه الروح ومن هذه الروح التي ابتدعها لا من شيءهو أنه خلق لنفسه بها ومنها ووسطها صورة يتكلم منها معهافالروح هي الصادر الأول من الإسم المكنونصدرت منه قبل أن يكوّن بها ومنها ووسطها صورته الأنزعيةوأصبحت الروح بأمره كصورة أنزعية بعد أن صدّر نفسه منهاومن نعرفهم كمسلمين بإسم أهل البيت عليهم السلامهم الروح التي هي من أمر ربهم الإسم المكنونوهم الروح التي بأمر ربهم الصورة الأنزعيةوكما خلق الاسم المكنون لنفسه صورة من هذه الروح وبهذه الروحفإنه أيضا خلق لنفس الروح صور مختلفةتظهر بها بين الخلائق في مختلف النشآتسواء في عالم الخلقأو في عالم الأمرأو ما هو من النشآت من قبل عالم الأمر والخلقوكونهم هم الروح فهم لهم في عالم الأمر نوع أو صور من الأفعالتختلفعن صور أفعالهم حين يكونون رسل وأئمة في عالم الخلقوكونهم هم سادة عالم السماء او سادة عالم الأمرفإن لهم فيه نوع ظهور وفعليختلف عن نوع ظهورهم وفعلهمعندما يكونون أئمة بين الناس وللناس في عالم الخلقيعني كرسل وأئمة قد يظهرون في عالم الخلق كنجارين ورعاة غنم وتجارلكن كسادة وملوك عالم الأمر فتخسأ ملوك الدنيا وبذخها عند أعتاب أقدامهم وأعتاب مُلكهم في عالم الأمروكونهم هم ساسة العباد واركان البلاد في عالم الخلقفلهم حينها أيضا نوع ظهور وفعليختلف عن نوع ظهورهم وفعلهمحين يظهرون بين الخلائق في مختلف النشآتلكن مهما اختلفت صورهم ومظاهرهم يبقى باطنهم هو باطن واحد وحقيقتهم هي حقيقة واحدة وما لأولهم وأوسطهم وآخرهم في عالم الخلق هو نفسه ما لأولهم وأوسطهم وآخرهم في عالم الأمر بلا تقديم او تأخيرلان نفس الإمام أو النبي في مرتبة الروحهو من يعطى لنفسه وهو في مرتبة انما انا بشر مثلكم كل قدراته في كل النشآتيعني تخيل انك تبرمج عالم رقمي كل مخلوق من مخلوقاته له قدرة معينة ومحدودةثم تخلق لنفسك صورة تختارها لنفسك داخل هذا البرنامج الرقميوتجعل لصورتك هذه داخل هذا العالم الرقمي جميع القدرات التي تملكها أنت كمبرمج برمج هذا العالم الرقمي بكله وكليلهوبنفس الطريقة فإن الإسم المكنون هو من جعل لنفسه مواصفات تلك الصورة التي يريدها أن تعبّر عن حقيقته قبل أن يخلقها لنفسه من تلك الروحيعني جعل في تلك الصورة جميع صفاته وجميع قدراته كإسم مكنونوجعل تلك الصورة الأنزعية هو أمره في عالم الظهورفعندما تقرء الآية الكريمة التالية انتبه لهذا المعنى:إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُفالصورة الأنزعية للإسم المكنون هو أمره كإسم مكنونوحيث ان الإسم المكنون اودع كل علمه في أمره أو في الصورة الأنزعيةفأمره الصورة الأنزعية أذا اراد شيئا يعلمه ان يكون يقول للروح كن هذا الشيء فيكونيعني الروح التي هي من أمره ستتجسد فورا بصورة ذلك الشيءفالمعنى أو الإسم المكنون هو من روّح الروح لا من شيءاو لنقل كما عبّروا هم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين عن نفسهمأن الروح هم صنائع الاسم المكنونوالخلق من بعد هم صنائعهم يعني صنائع الروحلكنهمأي الروحيخلقون أو يصنعون حسب مشيئة أمرهيعني يخلقون تبعا لمشيئة الصورة الأنزعية للإسم المكنونطبعا تصور هذا الأمر هو أمر صعب جدا جدابل وربما يكون تصوره هو من أصعب التصورات العقلية على الإطلاقفالتصور الذي اتكلم عنه هنا هو كما أنك تريد أن تتصور بناء أو عمل شيئ ماقبل حتى ان تجهز مادته الأوليةفأنت مثلا إن كنت نجارا وتريد أن تصنع غرفة نومفإنك قبل ان تبدء بصناعتها عمليا ستتخيل العملية من بدايتها حتى نهايتها ستبدء اولا بتخيل قطعة الخشب الكبيرة ثم ستقطعها بخيالك لقطع مختلفة الاحجام والمواصفات ثم ستبدء تركبها بجانب بعضها البعض حتى ترى بخيالك الغرفة اخيرا على الصورة التي تريدهاحاليا يتخيلون ذلك بمساعدة الحاسبات ، لكن سابقا كل تلك الحسابات والتخيلات يجريها النجار فقط داخل مخيلتهفي هذه الحالة انت هنا تريد ان تتصور شيء يوجد مثله او قريب منه في مخيلتكوالمادة الاولية التي ستصنع منها هذه الغرفة موجودة أيضا من حولكوهذا سيجعل تصورك لمراحل صناعة غرفة النوم أمر يسيرلكن حين تريد ان تتخيل بداية الخلق وما قبل البداية أيضاوأنت لا يوجد عندك بعقلك اي تصور لكيف كانت البدايةأو حتى للمادة الاولية التي ستبدء البداية بهافهنا سيكون الامر صعب مستصعبلكن مع فهمك لمعنى الإسم المكنون والاسم المخلوق والكلمة التامة واركانهاأو مع فهمك للمعنى ومعانيهاو مع فهمك للمعنى والنور الظلي والأظلةاو مع فهمك للمصباح والزجاجة والمشكاة والشجرة المباركةفإنك حينها ستمتلك في عقلك تلك المادة الأوليةاو الصور العقلية الأوليةالتي بها فقط سيمكنك ان تبدء بتصور مراحل تلك العمليةالعملية بدأت بإظهار المعنى لنفسه بنفسهكيف أظهر المعنى نفسه؟جواب هذا السؤال أنه سبّح نفسهومن تسبيحه لنفسه خلق له معانيفكان هؤلاء المعاني هم الروحوالمعنى الذي خلقهم من تسبيح نفسه هو روحهمفهو هنا وبهذه الطريقة بدء عملية الخلقوذلك بإن خلق المادة الأولية التي سيخلق بها جميع ما يعلمه ويريد ان يخلقهوهذه هي وظيفة الروحوالروح كما قلنا قبل قليل تعمل بأمر ربهافهي من أمر ربها انخلقتوبأمر ربها ستخلقالأن سنسأل هذا السؤال وسنجيب عنهأين هو أمرها الذي هي منه صدرت وبه ستخلق؟الجواب هو : إنه مكنون بها ، فهو الناطق منهاوهو الخالق منها وبها وهو الناظر منهافالمعنى خلق الروح لكي تتشكّل بامره باي صورة يأمرها بهاوأول ما خلق بها خلق صورته الأنزعية كما قلنا قبل قليلوبتعبير أمير المؤمنين في حديث الحقيقة :فإن أول وآخر ما خلقه المعنى هو هياكل التوحيد فقطأما باقي الخلق فهم فقط أثار نوره تلوح على هياكل التوحيدوهذه الآثار لا وجود حقيقي لهالا مع المعاني او مع هياكل التوحيدولا مع مَعْنَى الْمَعَانِ اللَّه الْأَزَل الْقَدِيم الْعَلِيّ الْعَظِيمفكل مظاهر الحياة والمخلوقات ممكنة الوجودهي مجرد آثار نور النور على هياكل التوحيدفالمعنى الأزل خلق المشيئة بنفسهايعني خلق العقل بذاتهوجعله عينه النظرة في خلقهولسانه الناطق في خلقهوعندما نقول أن العقل هو عين المعنى الناظرة ولسانهفذلك يعني أن المعنى مكنون في هذه العينيسمع ويرى من خلالهافالمعنى خلق العقل ومَكَنَ بهوحينها فإن العقل أو المشيئة أدرك أنه مخلوق لهدف كبير وسامي وإلهيوهو إظهار العلم الالهي المكنون بهلقد أدرك أن المعنى مكنون بهوأنه خلقه كعين له ليرى بها قدرته وحياته وعلمه الاجمالي كعلم حضوري تفصيليتفصيلي؟ربما ستسأل : ماذا تقصد بتفصيلي؟وجوابه هو: أن تفصيلي هنا نعني بها كل صورة محتملة وبجميع الاحتمالاتفالمعنى حينما قرر ان يخلق أو أن يُبدع النظام او السيستم الذي سيرى به نفسه على كل صورة ممكنة إبتدع أوّل ما ابتدع العقل أو الإسم المكنون وأودع به كل علمه وقدرتهبتعبير أخر لا فرق بين العقل أو المشيئة وبين المعنىلأن الفاعل والناطق من العقل هو المعنى وليس أحد غيرهفالمعنى خلق المشيئة بنفسها وخلق الاشياء بالمشيئةأوخلق العقل بنفسه وخلق الأشياء بالعقليعني العقل او المشيئة يعرف من نفسه انه مخلوقويعرف انه عين ولسان المعنىيعرف انه مخلوق لكنه يعرف انه لا فرق بينه وبين المعنىوأنّه لا حاجز يحجزه عن المعنى ولا حجاب يحجبه عنه..قلنا قبل قليل أن العقل أو المشيئة أدرك أنه مخلوق لهدف كبير وسامي وإلهيوهو إظهار العلم الالهي المكنون بهفابتدء بخلق النظام الذي سيحقق به هذا الأمروهذا النظام سيخترعه العقل اختراعا من أوله لآخره من نفسهلأنه لا يوجد معه غيره ، حتى أنه لا يوجد معه لا مكان ولا زمانلذلك كان يجب ان يخترع من نفسه هذا النظام العقلي الذي سيظهر به جميع صور الاحتمالات كلهاتماما كما انك تخلق كل الصور العقلية من عقلك وبعقلكوبنفس الوقت انت وحدك من تشاهدها وتسمعها كلها أيضافحين تخلق بعقلك الصور فوعيك مكنون بكل الصور التي تخلقها بخيالك وتتحدث من خلالها مع بعضها البعضفحين تتخيل بعقلك صور ومشاهد ومواقف مختلفةفأنت دائما أنت المتحدثوأنت دائما أنت المستمعوكذلك العقل الكلي او المشيئةفهو عين المعنىومن وسط عينه خلق نوراوهذا النور خلق من نفسه مرآة كروية حول العين أو أمام العينوجعل المرآة زجاجةوكلما أراد العين أن يرى نفسه على صورة معينة صدر هذا النور من وسطها وانطلق نحو سطح الزجاجة كعلم اجماليوعندما يسقط هذا النور الاجمالي على الزجاجة ستعكسه له مرة أخرىلكن قبل أن تعكسه له مرة أخرى ستقوم الزجاجة بتفكيك العلم الاجمالي المكنون بهذا النور الاجماليوتجعله علم ونور تفصيليثم بعد ذلك فقط ستعود لتعكسه للنقطة مرة أخرى كعلم ونور تفصيلييعني في عالم الوجود والامكان لا يوجد غير النور الأول الواحد فقطوهذا النور قسم نفسه نصفين من أجل أن يُظهر للمعنى أو لكي يُرى للمعنى صور جميع الاحتمالاتفالنقطة أو العقل أو المشيئة هي الإبداع الأولوالنور الذي صدر من النقطة هو النور الأولوالمرآة التي هي النور الظلي الذي جعله أظلة أو زجاجةهي نفسها هياكل التوحيدالتي سيلوح عليها آثار النور الأول حين يشرق عليهاليراها الإبداع الأول حين تنعكس له من على سطح الزجاجةتماما كما حين تتخيل شيئا ما تشاء أن تتخيلهفهذه العملية تبدء أولا بأن نور العقل يترجم مشيئتك لصور عقلية مفصّلةثم يعكسها لك لتراها أنت كنقطة الوعي بالتفصيلفالمعنى يريد أن يرى نفسه بكل صورة ممكنةولذلك خلق نظاما يستطيع به ان يغطي بنفسه على نفسهوبنفس الوقت يستطيع ان يراقب به نفسه التي غطى عليها وعيها بنفسهفالمشيئة او العقل الكلي خلق من نفسه عقول جزئيةوخلق منها وبها ذلك النظام الذي سيستطيع به أن يغطي به على نفسه كنقطة وعي جزئية مقدار عظمته وقدرته وتوحده وتفردهوانه لا هو الا هووأنّه لا انا الا أناهوكيف أنه وحده لا شريك له في كل شيءيعني حتى في الوجود لا شريك لهوهذا هو معنى لا إله إلّا الله وحده لا شريك لهواذا لم تصل أن لا إله إلّا الله وحده لا شريكتعني أنّه لا شريك له في كلّ شيء حتى في الوجود والظهورفستبقى شهادتك شهادة ناقصةولا معنى لها غير انك لم تصل لمعنى التوحيدوعندما تصل لهذا المعنى وينطبع في عقلك وروحك فستتبدل معها صور كل المفاهيموستذهب عنك معها كل المخاوففقبل أن تصل لهذا المعنى كنت تنظر للعالم بعينين ثنتينيعني عبر منظار الخير والشرفكنت ترتاح للخير وتخاف من الشرلكن عندما ستصل للوحدة في كل شيء حتى في الوجودفإنّك حينها ستنظر للعالم بعين الوحدة فقطيعني أنك سترى الشر بنفس العين التي ترى بها الخيروستراهما فوق بعضهما البعضيعني مثل العملة المعدنية الواحدة التي لها وجهين خير وشرتنظر لها من هذه الجهة ترى الخيرلكن عندما تقلبها سترى الشرلكنك ستبقى تريد العملة طلبا للخير الموجود بها رغم الشر الموجود معهافلا هذه ممكنة الظهور بدون تلك ولا تلك من الممكن لها الظهور بدون هذهمثل الليل والنهار ، فنحن نعرف الليل بالنهار ونعرف الليل بالنهارعندما ستنظر بعين الوحدة سيتساوى عندك الليل والنهاروسترى أن النهار والليل يكونان يوم واحدولولاهما لما كان لهذا اليوم ان يكونلا يمكنك ان تطلب الليل دائما ولا ان تطلب النهار دائما ، فالعملية ستكون مرهقة ومملة كذلكوعندما تنظر بعين الوحدة فسترى الله الكامن في ابليس في سجودهتماما كما رأيته كامن في نورهعندما تنظر بعين الوحدة حينها ستشعر بالراحة من كل ما يجري حولكولن تشعر بوجوب أن يتغير اي شيء من حولكوسترى ان الدنيا ماشية بانتظام ودقة مثل انتظام ودقة الساعة النوويةولن تلوم نفسك حينها لأنك ضللت ولم تهتدي لألف ألف كرة سابقةفالذي اضلك أقوى من أن يستطيع أحد من الناس أن يهديك رغما عنهيعني لو كنت ساكن في بيت رسل الله وأوليائه جميعهم في جميع كراتك كلهاورغم ذلك لم يرد الله لك أن تهتديفإنك لن تهتديولو ذهبت انفس جميع الانبياء والرسل عليك حسرات أن تهتديفرب العالمين عنده خطة وماشي عليهاويعلم من سيهدي بها ومن سيضل بهاومن سيرزق بها ومن سيقدر عليه رزقه بهاربما ستقول الأن :إن كان الأمر مقرر ومكتوب منذ البدايةوأن الله يعرف من البداية من سيهديهمتماما كما أنّه يعرف من سيضلهموأنني لا علاقة لي بأمر هدايتي وضلاليفما هو دوري إذن في عملية الإهتداء؟وجوابه نعم إن الله يعلم بكل شيء ويعلم من سيهديه ويعلم من سيضلهلكن الخالقون ليس بالضرورة أن يعلموا بذلكفكما قلنا سابقا وانطلاق من قول النبي صلى الله عليه وآله:أنا وعلي من شجرة واحدة وباقي الناس من أشجار شتىأن هناك أشجار شتىوقلنا أن الأشجار معناها ملائكة وروح ترقوا وترقوا حتى وصلوا لمرتبة انهم كونوا شجرة خلق منفصلةيعني كل شجرة خلق تتكون من مجموعة محددة ومعلومة من الملائكة والروحوبالتالي كل شجرة خلق من الأشجار الشتى هي شجرة خالقة منفصلة عن غيرها ومتصلة بالشجرة الأمالأمر يشبه ان تتخيل شجرة كبيرة جدا جدا جداوهذه الشجرة لها أغصان وأفرع واوراق كثيرة جداثم فوق هذه الشجرة او منها تتخيل نمو اشجار كثيرةوكل شجرة منها لها كذلك أغصان وأفرع واوراق كثيرةفحينها ومن هذا المثل فإن كل الاشجار الصغيرة قائمة معلوماتيا وتفاعليا بالشجرة الكبيرةوتتغذى كذلك معلوماتيا من الشجرة الكبيرةوهي تُغذي بدورها الشجرة الكبيرة بالمعلوماتفالشجرة الكبيرة الأصلية تعرف كل شيء كعلم مكنون حصوليلكن أشجار الخلق الصغيرة القائمة بشجرة الخلق الكلية لا تعرف كل شيءولا تعرف الا بحسب ما تستقيه من الشجرة الأم وما يجري منها ولها وعليهافصحيح أنهم كأشجار خلق يخلقونلكنهم يقولون ان شجرة الخلق الكلية هي أعظم الأشجار وأعظم الخالقينفالأشجار الشتى يتنزلون بإذن ربهم الشجرة الأم من كل أمرفالشجرة الأم تعرف كل شيءوالاشجار الشتى جميعها تتغذى معلوماتيا منها وعليهاربما ستسأل الأن : ان كان جميع الذي يتنزلون من كل أمر إنما يتنزلون به بأمر ربهم الشجرة الأم ،، فما هو دور الأشجار الشتى في كل هذه العملية؟وجوابه هو: أنّ الأشجار الشتى هي أيضا ملائكةوهم جميعهم يساهمون في اخراج هذا العلم المكنون في الشجرة الأممن حالة مكونه في الشجرة لحالة ظهوره بهم ولهم كعلم حضورييعني هم بخلقهم وفعلهم يشهدون تحوّل العلم المكنون الحصولي لعلم حضوريفهذا العلم المكنون في الشجرة الأمفانه بشهادتهم وخلقهم له يصبح بالنسبة لهم علما حضوريايعني جميع الأشجار الشتى تحاول ان تتعرف عمليا على هذا العلم المكنون في الشجرة الأمطبعا عندما نقول هنا الشجرة الأمفإننا قلنا قبل قليل نقصد بهاالنَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُوَالتي هِيَ نفسها ذَاتُ الله الْعليا،وَشَجَرَةُ طُوبَي وَسِدْرَةُ الْمُنْتَهَي وَجَنَّةُ الْمَأْوَيوالأشجار الشتّى عندما تريد أن تطلع على العلم المكنون في الشجرة الأم فإنها يجب أن تتماشى مع نظام وطبيعة الشجرة الأم الشجرة المباركةوبنفس الوقت يجب أن تتماشى مع طبيعة الشجرة الخبيثةفهما شجرتين خلقهما الله تبارك وتعالىشجرة مباركة اصلها ثابت وفرعها في السماءوشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قراريعني هماشجرة الشر وشجرة الخيرشجرة الجهل وشجرة العقلشجرة الموت وشجرة الحياةشجرة النور وشجرة الظلامفالشجرة المباركة هي الشجرة التي خلقها المعنى لنفسه واستودع بها كل علمهوجعلها بيتهوكان هو الساكن الوحيد بهافالشجرة هي البيت وهي الذات وهو وحده من بنى بيته وسكن بهيعني هو وحده من ذوت الذات وسكن بهافعندما نقول كلمة الذات فإننا نفهم منها معنى الظرفيةوهكذا عندما نقول كلمة الشجرة فإننا كذلك نفهم منها أيضا معنى الظرفيةوهكذا فعل أمير المؤمنين عليه السلام عندما وصفالنَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُبأنّهاشجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوىوإنها ذات الله العلياوالظرف المكاني في المنظومة الالهية هي المشكاةهي دائرة الوجودهي ليلة القدرهي ليلة اللههي بيت اللههي أمة اللهوكلنا أبناؤها وعبيدها ومن نورهابالعودة لما أردنا الحديث عنه اليوم بهذا المقال وهو:من الذي جعل الناس يضلون عن اليمين ، والجواب الطبيعي بعد كل ما قدمناه من معنى لا اله الا الله وحده لا شريك له هو:المعنى نفسه هو من اضل عن نفسهامره هو من أمر بان يُضل نفسه عن نفسهأمره هو من أسس هذا النظام التكويني من أوله لأخرهفبهذا النظام التضليلي وحده سيستطيع أن يكشف عن نفسه وأن يعرّف نفسهفهو يجب أن يخفي نفسه أولا ثم بعد ذلك يكشف عن نفسهفإن لم يكن مختفي فلمن سيكشف نفسه حينها؟فيجب ان يختفي أولا لكي يظهر بعدهاولذلك اوجد نظام المغطين والكاشفيناو نظام المجموعتين المتضادتينمجموعة الكافرين ومجموعة المخلصينوأمره هو من يحرك المجموعتين ، وكلاهما من الملائكة والروحوكلهم يتنزلون بأمر أمره رب الملائكة والروح من كل أمرإذا فهمت هذا الأمر وحقيقته فلا داعي للخوف أبدا من أي شيء سيجري او قد يجري علينافرب الملائكة والروح عنده خطة كاملة وشاملة لما يريد ان يحقق ويظهره على أرض الواقع من الأحداثفلا داعي للخوف او القلق من المستقبل ابداوفي مقالنا القادم ان شاء الله سنتناول العلاقة بين اهوال يوم القيامة وبين النتيجة النهائية التي سيفتتحون بها الفصل الثاني والأخير من قصتناوهذه النتيجة هي((يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ))فهذه النتيجة لم يصل لها أحد من الأنبياء والرسل رغم المعجزات الكثيرة التي اظهروها بين الناس في مختلف الازمان والعصوربل ربما كانت تلك المعجزات تزيدهم نفورا اكثر من ما كانت تزيدهم تسليما وطاعة للانبياء والرسلفما الذي سيحصل بحيث ان الناس ستتبدل طبائعهم فيعبدون القائم لا يشركون به شيئا في فترة الآخرةما الذي سيدفعهم لان يفعلوا ما لم يفعلوه مع جميع الانبياء والرسل من قبله ؟يوجد سر في هذه العملية سنتكلم عنه في مقالنا القادم ان شاء اللهكل هذه المقالات هي فقط لاخراج عامل الخوف من وسط العلاقة التي تربطنا كخاسرين مع إمامنا الشمال عليه السلاموهو القائم بالأمر في الأرضولنفهم أيضا لماذا سيجري كل الذي سيجري علينا ومن حولنا من جميع انواع واشكال الاحداث المهولة في يوم القيامةوما علاقة كل ذلك بفترة الآخرةوما علاقة كل ذلك باليمين والشمال .وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهريناللهم صلي على محمد وآل محمدوالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Viewing 2 replies - 1 through 2 (of 2 total)
Viewing 2 replies - 1 through 2 (of 2 total)
- The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.