بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وآله بيته الطيبين الطاهرين
اللهم صلي على محمد وآل محمد
رب اشرح لي صدري
وضع عني وزري الذي انقض ظهري
وارفع لي ذكري
واجعل لي من بعد العسر يسرا
واجعل لي من بعد العسر يسرا
السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاته
سيدور حديثنا لهذا اليوم ان شاء الله عن السبب الذي سيجعل الناس في الآخرة يعبدون الشمال أو القائم عليه السلام ولا يشركون به شيئا
وسيكون عنوان حديثنا لهذا اليوم هو:
يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
تكلمنا في السابق عدة مرات عن الآية الكريمة الخامسة والخمسون من سورة النور المباركة وعن ما تشير له عائدية الضمائر بها ، واليوم سنتكلم عنها مرة أخرى لكن ان شاء الله بصورة مختلفة
بسم الله الرحمن الرحيم
وَعَدَ اللَّهُ (((انتبهوا من هنا من هو الذي وعد ومن هم الموعودون)))
الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (((توجد هنا مجموعة مخاطبة ومحددة وتم الاشارة لها بـ ((مِنكُمْ))
من هي هذه المجموعة؟
الجواب هو انهم الذين خاطبهم قبل ذلك في الآية رقم 21 من نفس سورة النور قائلا لهم
(((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ)))
فالمخاطبون هنا أغلبهم سيتبعون خطوات الشيطان
وبطريقة او بأخرى فإنهم سيتبعون الفحشاء والمنكر
والفحشاء والمنكر في روايات أهل البيت عليهم السلام هما رجلين وهما نفسهما الخمر والميسر المقابلين لذكر الله والصلاة وهما ايضا رجلين
(((إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ)))
فـمجموعة ((منكم)) الواردة في قوله تعالى (((الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ))) هم الذين سيتبعون خطوات الشيطان وسيغفلون عن ذكر الله وعن الصلاة وسيقع بينهم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ، والنتيجة الأولى لكل ما سبق هي انهم لن يصعدوا لجنة السماء والنتيجة الثانية أنهم بالشفاعة سيستخلفهم في الأرض ، أي سيبقيهم فيها ولن يكونوا من من سيبعثهم وفدا للرحمن مع اليمين ولا من من سيبعثهم زمرا لجهنم جديدة في توابيت الحديد
بل سيستخلفهم في الأرض
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم (((وهؤلاء المستخلفون في الأرض كما قلنا هم الذين لم يصعدوا للسماء ولم يبعثوا لجهنم جديدة)))
فِي الأَرْضِ كَمَا
اسْتَخْلَفَ
الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ (((مِن قَبْلِهِمْ هنا تقول لنا أن هذه لن تكون أول مرة يستخلف بها مجموعة في الأرض،، فقبلهم استخلف فيها مجموعة او مجموعات غيرهم)))
وَلَيُمَكِّنَنَّ (((اليمين سيمكن لهم)))
لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ (((قلنا سابقا أن اليمين رجل والشمال رجل وهؤلاء الذين سيستخلفهم في الأرض كان الشمال الرجل هو دينهم وغايتهم ومنتهى أمانيهم فارتضاه لهم)))
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم (((اليمين سيبدلهم)))
مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا
يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا (((يعني يطيعون الشمال في الأرض لا يشركون به شيئا)))
وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ (((يعني حتى هؤلاء المستخلفون في الأرض بعد الغربلة والابتلاءات والاختبارات فمجموعة منهم سيكفرون بالشمال الذي كانوا ينتظرونه ويريدون وسيتوقفون عن عبادته او طاعته بعد كل ما أراهم وسيريهم من معجزاته وفضله في فترة الآخرة)))
فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (((الفاسقون يعني الشّاكون)))
قد يعترض أحد الإخوة هنا ويقول: كيف يصفهم بإنهم الَّذِينَ آمَنُوا ((مِنكُمْ)) وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وانه استخلفهم في الأرض ثم يقول بعد ذلك (((وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ)))
وهنا نقول ان صفة أو مجموعة الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ هي مجموعة كبيرة جدا تشمل فرق الأمة الواحدة الثلاثة والسبعين كلها
وهذا نفهمه من الاية الحادية عشر في سورة المجادلة المباركة:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ
وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
حيث تجمع مجموعة المخاطبين كلهم بصفة واحدة وهي
(((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)))
ثما عاد وفصّل هذه المجموعة لمجموعتين
وهما مجموعة (((الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ)))
ومجموعة (((الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)))
ولقد عرفنا من هم الذين سيؤتون العلم ،، وهما أفراد الثلتان ،، أو الشاهدان على الناس
والشاهدان أو الثلتان هم نفسهم من سيورثونهم الكتاب
ويزقّوهم العلم زقا
ويعلمون كل واحد منهم الف باب من العلم
يُفتح له من كل باب منها الف باب جديد من العلم
واحتمال كفر بعضهم كما تقول الآية الكريمة:
وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
يدلنا على أن الشيطان لا يزال مع أفراد الأمة الواحدة في ساحة الملعب ولم يتم ابعاده عنهم ومن وسطهم بعد
لا أعرف عن إبليس هل تم ابعاده عنهم ام لا لكن على الأغلب لم يبعد عنهم
لكن من المؤكد هنا ان الشيطان لا يزال في الصورة
فالفرق الـ72 التي لم تفز حسب رواية الفرقة الناجية لأمير المؤمنين عليه السلام فانهم جميعهم لم يفوزوا بسبب اتّباعهم للشيطان وخطواته بالدرجة الاولى ، وبنفس الوقت وحسب نفس الرواية فإن من نال منهم الشفاعة فانما نالها أيضا بسبب اتباعه للشيطان وخطواته، وقد تكلمنا عن هذا الامر في مقال خاص
وقلنا فيه أن أن من ستشملهم الشفاعة ستشملهم لأنهم بحثوا عن الحق ولم يصيبوه
بينما اتباع إبليس من الظلمة واتباع الظلمة من السياسيين والقادة العسكريين والماليين فهؤلاء بحثوا عن الباطل وطلبوه ووجدوه وأصروا عليه حتى آخر لحظة في المنافسة
ولذلك لن تنالهم الشفاعة ابدا وسيحشرون بتوابيت الحديد لجهنم جديدة
فالذي طلب الحق وأخطأه ليس كمن طلب الباطل وادركه
فإبليس كان له دور البطولة في فترة الأولى ، فالدولة كانت فيه هي دولته وله ان يستقطب الاتباع ويغريهم ثم يلقي برأسهم كل التبعات والعقوبات
لكن الدولة في فترة الأخرة ستكون دولة العدل الالهي
والقيادة فيها ستكون علنية وبقيادة القائم عليه السلام
فالقائم سيكون فيها هو حاكم الارض كلها
ولذلك فإن أي تقصير لا يمكن التملص منه
وحينها فإن القائم اذا ما وضع حاكم على دولة ما واراد هذا الحاكم ان يلعب بذيله فان القائم أو اهل البيت عليهم السلام سيتكفلون بتأديبه
لكن عموما لن يضع القائم عليه السلام من قد يخون الثقة فأصحابه الذين سيحكم بهم البلاد والعباد اهل للثقة
ولذلك يمكن القول انه لا يوجد ظلمة واتباع ظلمة في الآخرة لا سياسين ولا عسكرين ولا ماليّن ولا من اي نوع سابق ،، فهذا كله سيكون تحت يد القائم عليه السلام وتحت رعايته
سنعود الآن لما عقدنا هذا المقال لتبيانه والحديث عنه وهو:
ما السبب الذي سيجعل الناس في الآخرة يعبدون الشمال أو القائم عليه السلام ولا يشركون به شيئا؟
كيف سيستطيع القائم عليه السلام أن يحقق ما لم يحققه كل الانبياء والرسل رغم كل المعجزات التي تم تأييدهم بها وأظهروها للناس عبر الزمان
بل وأحيانا كثيرة كانت المعجزات تأتي بتأثيرها عكسيا على الناس
يعني بدل ان يؤمنوا ويصدقوا بالرسول ورسالته كانوا يزدادون عنادا وكفرا وتكذيبا واتهاما للرسول بانه ساحر وكذاب ومجنون ويزداد استهزائهم به
فما الذي سيحدث وسيجعل من خمسة ملايين انسان تقريبا كلهم يسلمون للقائم ويطيعونه طاعة عمياء في بداية قيام دولته المباركة دولة العدل الإلهي
وذلك تماما كما قال في الاية الكريمة يعبدونني لا يشركون بي شيئا؟
كمقدمة مختصرة نوضح بها الهدف النهائي الذي نريد ان نصل له سنقول :
أن الهدف من الرجعة الأولى وهي رجعة العذاب المبين
ومن سيطرة الدجال في السنوات السبعة التي ستسبق الرجعة الثانية أو يوم القيامة يوم يبطشون البطشة الكبرى
والهدف من كل أحداث يوم القيامة المرعبة
والهدف من الدمار الكبير الذي سيحصل حينها ومن المجاعات والامراض والطوفانات كلها هو :
ان يصل رب العالمين بالذين قد تقرر لهم ان يرثوا الأرض لحالة التسليم المطلق للقائم عليه السلام
ولطاعتهم له طاعة غير مشوبة باي شك او اعتراض او مناقشة
كيف سيحصل ذلك؟
أو كيف سيتحقق له ذلك بهذه الفترة القصيرة والتي هي سبعة سنوات
بدأت بالرجعة الأولى وهي رجعة العذاب المبين يوم تاتي السماء بدخان مبين والتي عند نهايتها ستترك الارض وقد تضررت البنية التحتية للصناعات والخدمات في الأرض تضررا كبيرا
والتي بعد أن يتم اصلاحها إو اعادة تأهيلها ستبدء التحضيرات العالمية الحربية استعدادا للرجعة الثانية وهي رجعة البطشة الكبرى أو يوم القيامة يوم يبطشون البطشة الكبرى
يعني مع كل تلك الأحداث والظروف
لن يتوفر للإمام بها حسب الفهم القديم لا وقت للدعوة ولا للإقناع
ناهيك عن أنه بسبب الظروف النفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية بالإضافة للاحكام العرفية التي ستنفرض على جميع من في الأرض فان الفرصة ستكون غير مناسبة على الاطلاق لا للحديث الديني ولا للنقاش السياسي
فالحكومات الموجودة حينها وبسبب الأحكام العرفية وقوانين الطوارئ ستتوطد سلطتها على الناس بشكل أكبر من السابق
واي صوت سيعلو على صوت المعركة القادمة سيتم قمعه بدون رحمة
والناس ستكون حينها راضية وساكتة عن هذا القمع
فكما بيّـنا في مقالات سابقة أن جميع أحداث الرجعة الأول وهي رجعة العذاب الاليم والدخان المبين
ستتم تحت عنوان الغزو الفضائي
والذي يجري منذ فترة وحتى الآن وحتى ساعة الرجوع الأول تجهيز أذهان وعقول الناس لتقبله بكل صورة اعلامية ممكنة ولجميع الأعمار
نعم ستنوجد حينها مجموعات صغيرة منتشرة هنا وهناك تعتقد وتؤمن تبعا للنصوص الدينية التي تؤمن بصحتها وتسلّم بمضامينها أكثر من ما يقوله الاعلام الموجّه
من انه لا يمكن للغزو الفضائي ان يحصل ولعدة اسباب مختلفة
لكن صوت هذه المجموعات سيكون صوت خافت وغير مسموع
وإن كان في السابق يواجه بالاستهزاء والضحك
فمع كل اهوال الرجعة الاولى التي مرت على الأرض وتركت اثارها المدمرة الكبيرة
فإن لغة الاستهزاء والضحك السابقة ستتحول للغة تعنيف وسب وشتم واقصاء
يعني من يتكلم اليوم عن هذا الامر ويعيد الكلام ولا يبالي بالاستهزاء فإنه خوفا من ردّة فعل الناس العنيفة سيصمت حينها بعد أول أو ثاني محاولة للكلام
والنتيجة أنه بعد فترة قصيرة لن يعلو صوت على صوت المعركة
قلنا قبل قليل أن الهدف من كل هذه الأحداث المهولة هو :
ان يصل رب العالمين بالذين قد تقرر لهم ان يرثوا الأرض لحالة التسليم المطلق للقائم عليه السلام
ولطاعتهم له طاعة غير مشوبة باي شك او اعتراض او مناقشة
والامام الشمال او القائم بالأمر في الأرض هو من يشرف في الأرض حاليا على عملية تجهيز وايصال من سيرثون الأرض وبقون معه في الأرض لهذه المرحلة
والإمام اليمين في السماء يجهز بدوره ما ستحتاجه هذه العملية من وحوش وملائكة وتجهيزات كثيرة لتفجير البحار وتسيير الجبال وكشط السماء واظهار باقي الأهوال
والذي سيحدث انه بفترة السنوات السبع وبفترة البطشة الكبرى سيتم حماية مجموعة الذين سيرثون الأرض بملايين المعجزات
فهم خمسة ملايين شخص تقريبا وكل واحد منهم سيتعرض بهذه الفترة للكثير من الاخطار والحوادث والامراض وربما يصل الامر ايضا لدرجة الموت او القتل
لكن كل واحد منهم سيشاهد بام عينه كيف ان القائم واصحابه وملائكته سينجّونهم ويحمونهم من كل الأخطار
بل وحتى انهم سيحيونهم من الموت في الكثير من الحالات وبالمعجزات المتواليات
فأفراد الثلتان أصحاب اليمين حينما يعودون يوم البطشة الكبرى وهم 144000 فهؤلاء بالإضافة إلى أنهم سيحاربون الظلمة واتباع الظلمة فإنهم بنفس الوقت سيتولون حماية بقية الامة المتنافسة ورعايتهم
وستجري على أيديهم أمام الناس آلآف المعجزات وبلا توقف
يعني انت لو كنت من الذين سيرثون الأرض مع القائم فإنك ستشاهد من اصحاب اليمين العشرات من الافعال المعجزة التي لا يقوم بها الا من كان امره أمر إلهي فيقول للشيء كن فيكون
فهم اصحاب اليمين الذي يقول للشيء كن فيكون
واليمين سيجعلهم مثله يقولون للشيء كن فيكون
كما أنّه سيعطيهم من القدرات القتالية والعلمية والاعجازية كنفس قدراته
فـ 144000 ملاك وهم اصحاب اليمين سيظهرون بين الناس كل يوم من بداية نزولهم بينهم
آلآف بل عشرات الآلآف من المعجزات
بحيث عندما تستقر الأمور وتنتهي كل الأخطار
فان الملايين الخمسة لن يساورهم أي شك بقدرة القائم عليه السلام
ولن يساورهم كذلك أيّ شك بفضل القائم عليه السلام
خصوصا وان البيت المعمور او البيت المقدس الذي سينزله اليمين من السماء للقائم وشيعته أصحاب اليمين
سيكون مقر حكومته العالمية
وأصحاب اليمين سيكونون فيه معه
وسيكونون بإمرته وبعونه
ومن هذا البيت
وبأصحاب اليمين الذين اظهروا خلال فترة بسيطة ملايين المعجزات أمام الملايين الخمسة وأهلهم معهم فانه سيحكم العالم
والعالم بعد كل ذلك طوال وجوده معهم وبينهم سيطيعونه طاعة منقطعة النظير يمكن القول معها انهم سيعبدونه لا يشركون به شيئا كما قالت الآية الكريمة
لكن أيّام حكمه سلام الله عليه ستنتهي ربما بعد سبعين سنة او ربما بعد ثلاثمائة سنة
والتي تتوطد بها أركان دولة العدل الالهي حتى تشمل العالم كله
وبعدها سيُعلن موت القائم عليه السلام
فيرجع القائم لحكومة الظل
بينما سيستلم الحكم والقيادة من بعده أحد المهديين
ومن هنا ستبدء الغرابيل الجديدة
حيث سيبدء الناس مع الايام وتوالي المهديين على الحكم بالشك بالمهديين الجدد
ولذلك قال :
يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
ففي زمانه سلام الله عليه وحتى نهايته فالناس سيعبدونه لا يشركون به شيئا
لكن الشك والكفر منهم بالمهديين الجدد سيبدء في الظهور بينهم بعد عودته سلام الله عليه للحكم والادارة من عالم الظل
فكما كان هو المسؤول عن عملية غربلة الأولين لاستخلاص الثلتين الذين محضوا الإيمان محضا وحشرهم لرب العالمين
يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا
واستخلاص من محضوا الكفر محضا وسوقهم لجهنم وردا
وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا
فإنه سيبقى هو المسؤول أيضا عن عملية غربلة الآخرين في دولة العدل الالهي حتى يتم أخيرا إستخلاص
مجموعة القليل المقربين من الآخرين
وثلة اصحاب اليمين من الآخرين
والبقية سيحشرونهم لعالم جديد تحت قبة جديدة او سيلحقونهم بالظلمة واتباع الظلمة من الاولين
يعني سيحشرونهم جميعا ولن يغادروا منهم أحدا
وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا
وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا
وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا
انتبهو لسياق الآيات ولماذا وضعت آية السجود بعد آية حشر الكل وانتهاء القصة
فبعد انتهاء برء أحداث القصة السابقة
سيبدء رب العالمين بالاعداد لبرء أحداث القصة جديدة
بجمع كل الملائكة الذين سيقومون ببرء احداث القصة الجديدة
وبأمر سجود جديد للخليفة الذي سيجعله في الأرض
طبعا يوجد ملائكة جدد لا تعرف كيف تجري الامور وكيف تتم عملية البرء ولذلك سيسألون رب العالمين اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، فيقول لهم ، انتم لسه جداد عالشغله وموفاهمين كيف تجري الامور ، فالزموا حاليا الصمت وتعلموا
وفي الكواليس الخلفية خلقوا وصوروا الذين سيدخلون في المنافسة الجديدة وأخذ اليمين منهم العهد
وبعدها سيامر رب العالمين باجتماع الملائكة كلهم اجمعين
الملائكة الكافرين او المغطين منهم ،، وهم الذين يحلفون على الكذب وهم يعلمون
والملائكة المخلصين او الكاشفين منهم ، وهم المقصود بقوله تعالى سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ،، فعباد الله المخلصون قولهم وكلامهم ووصفهم حق كله
وكله كشف للحق
وكله يدل على الحق
ومعهم سيحضر ذلك الإجتماع جميع من أعطوا العهد لليمين
ويأمرهم جميعهم بالسجود للذي خلقه من طين فيسجدون
وواحد منهم لن يسجد وتبدء القصة من جديد
؟
؟
؟
مرة أخرى أقول أنني أتكلم عن هذه الامور بهذه الطريقة لكي تعرفوا اولا أمر محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين
وثانيا لكي تطمئنوا ان كل شيء يتم حسب المخطط له
ولا يوجد مجال للصدفة ابدا
فكل شيء جرى او يجري أو سيجري في هذه الأرض فهو من تنزلات الملائكة والروح فيها باذن ربهم
وهم لا يتنزلون بامر الا بعد ان يتفقوا على ادق تفاصيله قبل ان يتنزلوا به
وحين يتنزلون به فانهم سيتنزلون به تماما كما اتفقوا عليه
يعني لو انهم اتفقوا على ان انفجار سيحصل وبسببه سيطير حجر في السماء ويقع على راس واحد معين لنقل ان اسمه ص
فانهم حين سيتنزلون بالحدث في الأرض ويحصل الانفجار ويطير الحجر فإن ص لو كان يقف بين الف نفر فإن الحجر لن يسقط الا على راسه من دون جميع من حوله
ولو كان المفروض ان ينجو هو لوحده من بين الالف لسقطت الاحجار على رؤوسهم جميعهم وماتوا وهو يقف مكانه او وهو يجري بينهم هنا وهناك
وهكذا ستجري احداث يوم القيامة
فافراد الامة الواحدة المتنافسة لن يصيبهم من الاذى والخوف الا ما كتبه الله لهم ، وهو يريدهم جميعهم سالمين عند نهاية الأحداث
يعني لن يموت واحد منهم ولو كان في مدينة كونكريتية كبيرة وأصابها زلزال بقوة عشرين درجة على مقياس رختر
او لو كان وسط تسونامي ارتفاع موجته 300 متر
او لو كان عاري ومكشوف ولوحده وسط مليون وحش
ولن يموت من الجوع ابدا
ولا من البرد
ولا من الحر
ولا من المرض
قد يشعر بجزء من جميع ذلك لكنه لن يموت بسببها
وربما سيشاهد بأم عينه الف معجزة وكرامة تنقذه من جميع تلك المشاعر وكلها ستجري أمامه وله ولخاطر عيونه وحده
ومن سيدخل من المتنافسين حتى ولو كان من الخاسرين لاهوال يوم القيامة بهذه الروحية العالية فانه من بداية يوم القيامة حتى نهايته سيكون من الآمنين
وسيرى ان احداث يوم القيامة المهولة من بدايتها لنهايتها ستكون عليه بردا وسلاما
وستستمر هذه الاحداث على جميع من سيرثون الأرض
حتى يصلون جميعهم لهذه الدرجة من الاطمئنان والثقة والتوكل
وحينها فقط ستنتهي هذه الاحداث المهولة وبسرعة كبيرة
فلا داعي لها بعد ذلك
فالهدف منها قد تحقق وانتهى
فيا اخوتي المتنافسين والمتنافسات الكرام اجعلوا الفوز في هذه المنافسة نصب أعينكم
ومن لم يصل للفوز ورأى ان أحداث يوم القيامة قد بدأت بالفعل
فعليه ان لا ييأس من روح الله
وأن يشد من عزيمته
ويتحلى بالثقة العالية باليمين والشمال
ويتوكل عليهما ويثق بأنهما كافياه وأنهما ناصراه
وأن يذكّر نفسه طوال الوقت بهذا الدعاء:
اِلـهي عَظُمَ الْبَلاءُ، وَبَرِحَ الْخَفاءُ، وَانْكَشَفَ الْغِطاءُ،
وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ، وَضاقَتِ الاَرْضُ، وَمُنِعَتِ السَّماءُ،
واَنْتَ الْمُسْتَعانُ، وَاِلَيْكَ الْمُشْتَكى، وَعَلَيْكَ الْمُعَوَّلُ فِي الشِدَّةِ والرَّخاءِ،
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد،
اُولِي الاَمْرِ الَّذينَ فَرَضْتَ عَلَيْنا طاعَتَهُمْ، وَعَرَّفْتَنا بِذلِكَ مَنْزِلَتَهُمْ،
فَفَرِّجْ عَنا بِحَقِّهِمْ فَرَجاً عاجِلاً قَريباً كَلَمْحِ الْبَصَرِ اَوْ هُوَ اَقْرَبُ،
يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ
يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ
اِكْفِياني فَاِنَّكُما كافِيانِ،
وَانْصُراني فَاِنَّكُما ناصِرانِ،
يا مَوْلانا يا صاحِبَ الزَّمانِ، الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ، اَدْرِكْني اَدْرِكْني اَدْرِكْني، السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ، الْعَجَلَ الْعَجَلَ الْعَجَل، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرينَ.
ردد هذا الدعاء عند الحاجة وسيسمعونك أصحاب اليمين اينما كنت فينقذونك من اي وضع خطر قد تكون فيه
أو سيلبون لك حاجتك مهما كانت
حتى اذا ماتت زوجتك او ابنك او امك او ابيك او حتى ماتوا كلهم فسيحيونهم أمامك جميعهم
واذا مرضت او مرضوا سيشفونك ويشفونهم من كل الامراض والعاهات
واذا خفت أو خافوا سيكشفون عنك وعنهم كل المخاوف والاخطار
انه الامتحان الأخير
الامتحان الذي سيّضرم به نيران جهنم ويدخلنا فيها
ومن سيدخلها منا وقلبه مطمئن بالايمان ((الايمان رجل وهو الامام)) فسيجعل اليمين والشمال نيرانها عليه بردا وسلاما من بدايتها حتى نهايتها
سأبقى اعيد واردد وأردد دائما وفي كل المقالات أن من يريد ان الفوز فيجب عليه ان يخرج الخوف من قلبه
وأن يملأه بالثقة والرجاء والتوكل والعمل
فمع الخوف ستحترق نيتك وتتشوه
والنية هي روح العمل ان صلحت صلح العمل
وانت لا تريد لاعمالك ان تذهب جفاءا بسبب الخوف او بسبب الوهم
فانت كواحد من الامة المتنافس يوجد حولك الان احد الملائكة وموكل بحمايتك من الغافلين ، وكان يوجد دائما وفي كل كراتك من آلآف اتلسنين وحتى اليوم من وظيفته الوحيدة هي ان يحميك من شرور الغافلين وان لا يصيبك من المكاره الا المكتوب لك في الكتاب الذي كتبه القلم من قبل ان تبدء الملائكة والروح ببرء احداث هذه القصة
وسيبقون من حولك يحمونك من الغافلين حتى النهاية
هذا
وصلى الله على خير خلقه اجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين