*249* خلقتك لتعرفني

  • Creator
    Topic
  • #3006
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    خلقتك لتعرفني،فإذاعرفتني بدّلت سيئاتك حسنات
    فاسعى في الدنيا لمعرفتي،وتجهّز لنعيم الآخرة
    فالدنيا دار لهو ولعب،والآخرة خير وأبقى
    ……………………..
    تعليق / أبو محمد
    حينما سئل الإمام الحسين عليه السلام لما خلق الله الخلق؟
    فقال: خلقهم ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه، فسئل السائل سيدي وما الطريق إلى معرفة الله عز وجل؟
    فقال: معرفة الناس إمام زمانهم، الإمام الحسين كذلك ربط إن معرفة الناس بإمام زمانهم طريق لمعرفة الله تبارك وتعالى، وكذلك ورد في دعاء الندبة: أين باب الله الذي منه يؤتى، أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء، أين السبب المتصل بين الأرض والسماء، بلا شك ولا ريب ان الارتباط بالامام ومعرفة الامام هو طريق الى معرفة الله والتقرب الى الله بالامام هو في الحقيقة تقرب الى الله عز وجل، وقد ربط الامام الحسين من خلال خطبته في مكة لما اراد التوجه الى كربلاء قال: رضى الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين، فرضى الامام هو رضى الله عز وجل وسخط الامام هو سخط الله تبارك وتعالى، فالتقرب الى الله عز وجل عن طريق الارتباط بالامام ونيل رضاه واجتناب معصيته من اوثق السبل والطرق للعروج الى الله وللتقرب الى الله عز وجل، وجميع الفيوضات والكمالات الالهية انما تجري من الله للعباد هو عن طريق الخليفة وأمين الله والامام هو خليفة الله وهو أمين الله في أرضه، فكذلك من ناحية الارتباط ارتباط العبد بالله عز وجل طبيعي ان يكون من خلال الامام، كما ان الفيوضات تصل الى العبد من الله عز وجل عن طريق الامام، هكذا من ناحية التقرب والارتباط بالله تبارك وتعالى عن طريق الامام  المعصوم، ولذلك وردت الروايات لولانا ما عرف الله لولانا ما عرف الله بعبادتنا عبد الله، هذا في الحقيقة للارتباط الوثيق بين الامام وبين الله تبارك وتعالى، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
    ……………….
    نعم أخي الكريم يريدك أن تعرفه المعرفة النورانية وخلاصتها أن روحه بروحك ونفسه بنفسك وجسده بجسدك
    يعني ان امامك لم يفارقك لحظة من أول خلقك والى ما شاء الله
    لا يريدك ان تعرفه المعرفة النورانية فقط
    بل يريدك ان تعيشها
    ان تعيشها بأنفاسك
    وتراها بنظراتك
    وتتحسسها بكل أحاسيسك
    يريدك أن تكون يده التي يعطي بها
    ولسانه الذي ينطق به
    يريدك أن تعيش هذه المعرفة لا فقط ان تعرفها نظريا وعمليا تعيش كما يعيش من لا نور له
    يريدك أن تستعمله لكي تخرج من الظلمات التي بعضها فوق بعض
    ظلمات الحجب التي حاصرك الشيطان وحزبه وخطواته بها
    يريدك أن تستعمله فتعيش حقيقة لا اله الا الله وحده لا شريك له
    فلا تخاف ولا تحزن من أي شيء
    ولا تستعجل الرزق ولا تفرح به
    يريدك ان تعيش انه اقرب لك من حبل الوريد لا ان تقرئها في كتابه فقط
    يريدك ان تعيش انه يعلم سرك وما هو اخفى الذي عملته ونويته ونسيته
    يريدك ان تعيش انه هو الذي يغويك بشياطينه ليختبرك حين يذكّرك بنفسه فتعود له تائبا
    يريدك ان تعيش حبه تماما كما عندما تعشق اي فتاة تتذكرها وتتخيلها في صحوك ونومك وسيرك وغفلتك
    يريك ان تخاف مُقامه في قلبك في ليلك ونهارك
    يريدك ان تتفكر به كلما خلوت بنفسك
    يريدك ان تسامره في الخلوات والظلمات والشدائد والصعوبات
    يريدك ان تعرف انه قادر على ان يجعلك بمشيئة واحدة بقوة جبرائيل وميكائيل
    يريدك ان تتعلق به كما يتعلق الرضيع الجائع بثدي امّه
    المعرفة النظرية للمعرفة النورانية ربما سترفع درجتك بين اقرانك لكنها لن تجعلك من المقربين
    المعرفة العملية او التطبيق العملي للمعرفة النورانية سيقربك كل يوم من درجة المقربين
    هذه هو ما يريده منك
    يريد ان يقربك منه
    يريد ان يجعلك شاهد على خلقه
    يريد ان يتخذك شهيدا
    هذا ما يريده منك اخي الكريم
Viewing 1 replies (of 1 total)
  • Author
    Replies
  • #3007
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    خلقتك لتعرفني يعني غاية خلقه هو ليعرفه. فهل الخالق بحاجه الى معرفته من قبل مخلوقه وهي متعذرة اصلا …واذا لم يكن بحاجه لمعرفته من قبل مخلوقه فما الغاية من الخلق؟
    ………………………..
    ثابت العراقي عندما نتكلم عن الله الازل القديم فإن هدفه قد تحقق مع أبداعه لإبداعه الأول
    فإبداعه الاول هم صنائعه
    وباقي الخلق هم صنائع الإبداع الأول
    لماذا خلق الابداع الأول باقي الخلق؟
    هو لكي يبرء العلم المكنون به كعلم حصولي فيجعله حضوري
    …………………….
    يَا جَابِرُ مَوْلَاكَ أَمَرَكَ بِثَبَاتِ التَّوْحِيدِ
                           الهداية الكبرى، ص: 230
    مَعْرِفَةِ مَعْنَى الْمَعَانِ،
    قَالَ جَابِرٌ: فَقُلْتُ سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ وَفَّقَنِي عَلَى إِثْبَاتِ التَّوْحِيدِ
    يَا جَابِرُ إِثْبَاتُ التَّوْحِيدِ وَ مَعْرِفَةُ الْمَعَانِي
    أَمَّا إِثْبَاتُ التَّوْحِيدِ مَعْرِفَةُ اللَّهِ الْقَدِيمِ الْغَائِبِ الَّذِي لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ وَ هُوَ غَيْبٌ بَاطِنٌ سَتُدْرِكُهُ كَمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ
    فَهِيَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ الْأَزَلِ الْقَدِيمِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ الَّذِي لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ
    وَ هُوَ غَيْبُ بَاطِنٍ لَيْسَ يُتَدَارَكُ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ عَزَّ وَ جَلَّ
    وَ أَمَّا الْمَعَانِي فَنَحْنُ مَعَانِيهِ وَ ظَاهِرُهُ فِينَا اخْتَارَنَا مِنْ نُورِ ذَاتِهِ
    وَ فَوَّضَ إِلَيْنَا أَمْرَ عِبَادِهِ فَنَحْنُ نَفْعَلُ بِإِذْنِهِ مَا نَشَاءُ
    وَ نَحْنُ لَا نَشَاءُ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ
    وَ إِذَا أَرَدْنَا أَرَادَ اللَّهُ
    أَحَلَّنَا اللَّهُ هَذَا الْمَحَلَّ وَ اصْطَفَانَا مِنْ بَيْنِ عِبَادِهِ وَ خَصَّنَا بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ الرَّفِيعَةِ السَّنِيَّةِ
    وَ جَعَلَنَا عَيْنَهُ عَلَى عِبَادِهِ وَ حُجَّتَهُ فِي بِلَادِهِ وَ وَجْهَهُ وَ آيَاتِهِ
    فَمَنْ أَنْكَرَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً وَ رَدَّهُ فَقَدْ رَدَّ عَلَى اللَّهِ وَ أَنْبِيَائِهِ وَ آيَاتِهِ وَ رُسُلِهِ،
    يَا جَابِرُ مَنْ عَرَفَ اللَّهَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَقَدْ أَثْبَتَ التَّوْحِيدَ
    لِأَنَّ هَذِهِ الصِّفَةَ مُوَافِقَةٌ لِكِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ وَ هُوَ قَوْلُهُ:
    لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ
    وَ قَوْلُهُ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
    وَ قَوْلُهُ تَعَالَى: لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ
    يَا جَابِرُ فَإِذَا عَرَفْتَ اللَّهَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ، ثُمَّ عَرَفْتَ مَعَانِيَهُ وَ أَنَّهُمْ مِنْ نُورِ ذَاتِهِ اخْتَصَّهُمُ اللَّهُ بِالْفَضْلِ وَ أَعَزَّهُمْ بِالرُّوحِ الَّتِي هِيَ مِنْهُ لَمْ يُطْفَأْ بِتِلْكَ الرُّوحِ وَ النُّورِ الَّذِي هُوَ مِنْهُ عِزُّنَا وَ أَنْتَ عَارِفٌ خَبِيرٌ مُسْتَبْصِرٌ كَامِلٌ بَالِغٌ،….باقي الحديث
Viewing 1 replies (of 1 total)
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.