بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّي على محمد وآل محمد
ربّي اشرح لي صدري
وضع عنّي وزري الذي أنقض ظهري
وارفع لي ذكري
واجعل لي من بعد العسر يسرا
واجعل لي من بعد العسر يسرا
السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاته
سيكون عنوان حديثنا لهذا اليوم إن شاء الله هو:
نظام الخلق الجديد أو الكرّات
وسنحاول ان شاء الله أن نبينا فهمنا لنظام الخلق الالهي هذا ضمن معاني وأسار سورة القدر المباركة سيدة ديننا كما قال لنا الإمام الباقر عليه السلام فــ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ:
يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ
خَاصِمُوا بِسُورَةِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ تَفْلُجُوا
فَوَ اللَّهِ إِنَّهَا لَحُجَّةُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص
وَ إِنَّهَا لَسَيِّدَةُ دِينِكُمْ
وَ إِنَّهَا لَغَايَةُ عِلْمِنَا
يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ
خَاصِمُوا بِ حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ
فَإِنَّهَا لِوُلَاةِ الْأَمْرِ خَاصَّةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص…..بقية الرواية
طبعا نحن هنا لسنا للمخاصمة بل للبحث عن خفايا وأسرار ديننا التي تم إخفاؤها عنّا لأسباب ستتبين لنا خلال الحديث إن شاء الله
لكننا رغم ذلك سنلجأ لسيدة ديننا سورة القدر المباركة ولسورة حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ
ونجعلهما دليلا لنا وحكما علينا وعلى ما سنعتمده من رواياتهم وآياتهم
فما وافقاهما اعتبرناه من المحكم وأخذنا به وما عارضهما تركناه واعتبرناه من المتشابهات
فلا بدا لمن هي سيدة ديننا أن لا تشير ولا تدل الا على المحكم من الايات والروايات والمعاني
وسنحاول أن نفهمه كذلك ضمن إطار المنافسة بين أفراد الأمة الواحدة التي أعطت العهد قبل أن تبدأ بعمليات التنزل بإذن ربها من كل أمر مع الملائكة
بداية نقول ان نظام الكرات او نظام الخلق الجديد هو ليس نظام للعقوبة والتنكيل والانتقام من الأرواح التي ستدخل به في إطار المنافسة
فهذه الأرواح التي سيُطبق عليها نظام الكرات هي أرواحهم وأبنائهم وخلقهم وفاضل طينتهم
والذي سيطبق عليهم هذا النظام هما أبواهم وطينتهم الأصلية وليس احد غريب عنهم
وبالتالي لا يوجد أي معنى سلبي حقيقي يمكن لنا ان نتخيله ونصف به هذا النظام
بل ربما بالعكس تماما ، فكل الصفات الجميلة والأهداف النبيلة يجب ان تكمن في هذا النظام
وأمام وخلف ومع هذا النظام الإلهي في الخلق
فالله جميل يحب الجمال وحكيم لا يفعل الا الحكمة
ولذلك قال القرآن:
فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ
وقال الباقر عليه السلام في تفسير هذه الآية :
يُقَدَّرُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ فِي تِلْكَ السَّنَةِ إِلَى مِثْلِهَا مِنْ قَابِلٍ
خَيْرٍ وَ شَرٍّ
وَ طَاعَةٍ وَ مَعْصِيَةٍ
وَ مَوْلُودٍ
وَ أَجَلٍ أَوْ رِزْق….بقية الرواية
فكل ما ستتنزل به الملائكة والروح باذن ربهم من خير وشر وغيرها من الأمور
هو قطعا من الأمر الحكيم
لنفهم نظام الكرات ودواعيه يجب ان نعود للبداية
لكننا لن نتعمق كثيرا بحثا عن البداية
ويكفي ان نعود لبداية قصة آدمنا وذريته
ونهاية قصة آدم السابق لأدمنا وذريته
فقبل آدمنا الذي نحن من ذريته كان هناك الف الف آدم وألف ألف عالم
ولكل آدم وذريته قصة مختلفة عن باقي القصص
وجميع هذه القصص تنزلت أو برأت الملائكة والروح جميع تفاصيلها من بداياتها حتى نهاياتها
ومن كل قصة سيفوز ثلاث ثلل وقليل من الروح في الأرض
ومعهم سيفوز عدد من الملائكة
لكن في السماء
فكما توجد منافسة في الأرض بين الأرواح
توجد أيضا منافسة موازية لها في السماء لكن بين الملائكة
سنبدء من نهاية الفصل الثاني لقصة الآدم السابق لآدمنا
فكل قصة تنقسم لفصلين
الأولى والآخرة
أو الفصل الأول والفصل الأخير
عند نهاية الفصل الأول سيفوز من المتنافسين ثلتين
ثلة المقربين وثلة اصحاب اليمين
وعند نهاية الفصل الثاني سيفوز منهم قليل وثلة
قليل من المقربين وثلة من اصحاب اليمين
نحن الأن في اللحظات الأخيرة قبل ان يسدل الستار على اخر مشهد من قصة آدمنا السابق
جميع المتنافسين أفراد الأمة الواحدة الذين يرجعون لإثني عشر امام مجموعين على أرض منبسطة
ورب العالمين ((يعني رب الملائكة والروح)) يقف في السماء على منبر كبير من نور
وحوله يقف اهل بيته كذلك على منابر من نور
وحولهم يقف كذلك على منابر من نور جميع الفائزين من هذه القصة
وحولهم ايضا على منابر من نور يقف الملايين من الملائكة
الخاسرين جميعهم يقفون تحتهم
في صفوف ممتدة على طول الأرض
يلقي رب العالمين رب الملائكة والروح فيهم خطبته
ويليه اهل بيته في الخطبة
ثم تبدء بعدها عملية الشفاعة في الخاسرين فتشملهم جميعهم تقريبا ((هؤلاء هم الجهنميون))
فلا يبقى منهم بعد الشفاعة الا الظلمة واتباع الظلمة
الذين كان مضروبا حولهم سور من نار
وهؤلاء عددهم ربما لن يتجاوز ثلة او ثلتين او ربما ثلاث ثلل ونصف تماما كما هو عدد الفائزين
كل مجموعة من هذه المجموعات الثلاثة سيتم اخذها في نهاية هذا اليوم نحو مصيرها المرسوم لها
وتبقى الأرض بعد ذلك خالية من كل أحد
فتبدء الملائكة بتجهيزها واعادة ترتيبها استعدادا لبداية قصة آدمنا
التي سيقومون ببرأها تاليا حسب ما كتبها القلم ((المؤلف)) في الكتاب
مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ
إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا
إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
يعني سيعيدون ترتيب قطع الأرض بصورة جديدة
وسيخفون الآثار الواضحة من قصة الآدم السابق وذريته
لكن كالعادة سيبقون على بعضها موجودة للموعضة
ولاثارة خيال المتنافسين والمتنزلين الجدد
المتنافسين والمتنزلين الجدد؟
من هم المتنافسين والمتنزلين الجدد؟
والجواب بسؤال: وهل يوجد غيرهم؟
انهم بالتأكيد هم الملائكة والروح من جديد
فهم وحدهم من يتنزلون باذن ربهم من كل امر
فالروح هم المتنافسون وهم المتنزلون
والملائكة هم ايضا متنافسون ومتنزلون
لكنهم في هذه القصة الجديدة
غير الملائكة والروح الذين تنزلوا باذن ربهم من كل امر
في القصة السابقة التي انتهت للتو
ففي هذا العالم يوجد 12 الف الف قبة
وجميعها تتنزل بها الملائكة والروح باذن ربهم من كل امر
هنا ياتي السؤال : ما هو هدف الملائكة والروح
او ما هو الدافع الذي يدفعها للمساهمة في عملية التنزل هذه؟
وجوابه ان الملائكة كل مجموعة منهم تهدف من خلال المساهمة لإكمال شجرة خلق جديدة
أو لتكامل درجة شجرة خلقها التي وصلت لها حتى الان
أما الروح فإنهم يريدون أن يصبحوا ملائكة
ولا سبيل الى ذلك الا بالفوز في احدى المنافسات
فكما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله
أنا وعلي من شجرة واحدة ((شجرة الروح او شجرة طوبى))
وباقي الخلق من شجر شتّى
ولقد تكلمنا عن هذه المعاني في عدة مقالات سابقة
والملائكة في عالم الأمر كلهم هم اصحاب اليمين
فعندما يقول القران الكريم:
وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَــ سَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ
فمعناها فَــ سَلامٌ لك من الملائكة
فــ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ ((عند دخوله الجنة)) سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا
.
.
تم ترتيب الأرض وتجهيزها لبرء المكتوب في كتاب القصة الجديدة
خلال ذلك دخل البيت المعمور في السماء الخامسة 70 الف ملك جديد لم يدخلوه سابقا
ومعهم أرواح المتنافسين الجدد الذين سيدخلون بهم في المنافسة الجديدة تحت قبة آدم
اهل البيت المعمور سيستلمون منهم تلك الارواح ويخلطون طينتهم بطينتهم
يعني سيودعون بهم روح الايمان روح البصر روح الحياة
وذلك كما ورد في خطبة المكنون لأمير المؤمنين عليه السلام وهذا مقطع منها:
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ رُوحَ الْبَصَرِ رُوحُ الْحَيَاةِ الَّذِي لَا يَنْفَعُ إِيمَانٌ إِلَّا بِهِ، مَعَ كَلِمَةِ اللَّهِ وَ التَّصْدِيقِ بِهَا،
فَالْكَلِمَةُ مِنَ الرُّوحِ وَ الرُّوحُ مِنَ النُّورِ، وَ النُّورُ نُورُ السَّمَاوَاتِ،
فَبِأَيْدِيكُمْ سَبَبٌ وَصَلَ إِلَيْكُمْ مِنْهُ، إِيثَارٌ وَ اخْتِيَارٌ،
نِعْمَةُ اللَّهِ لَا تَبْلُغُوا شُكْرَهَا،
خَصَّصَكُمْ بِهَا، وَ اخْتَصَّكُمْ لَهَا، وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ
فَأَبْشِرُوا بِنَصْرٍ مِنَ اللَّهِ عَاجِلٍ،
وَ فَتْحٍ يَسِيرٍ يُقِرُّ اللَّهُ بِهِ أَعْيُنَكُمْ، وَ يَذْهَبُ بِحُزْنِكُمْ،
كُفُّوا مَا تَنَاهَى النَّاسُ عَنْكُمْ،
فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ،
إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ كُلِّ طَاعَةٍ عَوْناً مِنَ اللَّهِ، يَقُولُ عَلَى الْأَلْسُنِ، وَ يَثْبُتُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ،
وَ ذَلِكَ عَوْنُ اللَّهِ لِأَوْلِيَائِهِ يَظْهَرُ فِي خَفِيِّ نِعْمَتِهِ لَطِيفاً،
وَ قَدْ أَثْمَرَتْ لِأَهْلِ التَّقْوَى أَغْصَانُ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ،
وَ إِنَّه فُرْقَاناً مِنَ اللَّهِ بَيْنَ أَوْلِيَائِهِ وَ أَعْدَائِهِ،
فِيهِ شِفَاءٌ لِلصُّدُورِ، وَ ظُهُورٌ لِلنُّورِ،
يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ أَهْلَ طَاعَتِهِ، وَ يُذِلُّ بِهِ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ…..إنتهى
فهم الروح
وحين يودعون بهم رُوحَ الْبَصَرِ رُوحُ الْحَيَاةِ
فانهم يكونون بذلك قد خلطوا فاضل طينتهم وهي رُوحَ الْبَصَرِ رُوحُ الْحَيَاةِ
بطينة الأرواح المتنافسة
المهم سيستلمون الأرواح من الملائكة السبعين الف
وبعد ان يخلطوا طينتهم رُوحَ الْبَصَرِ رُوحُ الْحَيَاةِ بطينة ارواح المتنافسين
فإنهم سيضعون كل واحد منهم في اسطوانة يدخل فيها من ساعتها بحالة تشبه حالة النوم
.
.
نترك الارواح الآن ونعود لها لاحقا
الملائكة السبعين الفا الذين اودعوا ارواحنا في المحل الأعلى أو في البيت المعمور
لم يكونوا يعرفون أي شيء وعلى الاطلاق
عن طبيعة المنافسة تحت هذه القبة وكيف تجري الامور بها
اطّلعوا على القصة التي سيساهمون ببرأها وتفاصيلها
فتفاجؤا ان هذه المنافسة بها قتل وسفك دماء وصراعات دموية
والظاهر ان هذه الحالة الدموية من المنافسة
اول مرة تمر عليهم من بين جميع العوالم والمنافسات التي تنافسوا بها سابقا
تحت القبب الأخرى
فقالوا لرب الملائكة والروح رب البيت المعمور
أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ
فهم من خلال تجاربهم السابقة في المنافسات السابقة تحت القبب السابقة
لم تمر عليهم مثل هذه الحالة
فلذلك تسآئلوا هذا التساؤل
وهنا جاء الجواب:
قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
فهو لم ينفي لهم ما تسائلوا عنه ، لكنه قال لهم اني اعلم ما لا تعلمون
يعني انتوا بعدكم جداد على الشغلة هنا
ولا تعلمون كيف تدار الامور في هذه المنافسة
وفي الاجتماع الكبير الذي سأعين به من سيقودكم وينوب عني في هذا المنافسة
سيتبين لكم كل شيء
وكذلك ستتبين لكم به
وظيفة كل واحد منكم في هذه المنافسة
فانتظروا وسترون أن كل شيء معد ومرتب له ترتيب كامل
فقالوا له سبحانك
أمرك وطاعتنا
وسننتظر أمرك لنتعلم
فانت المعلم والمهندس الأكبر
ولا علم لنا الا ما علمتنا
:
:
وهذه ايضا نتركها الان لنعود لها ان شاء الله فيما بعد
اليوم عند الله هو خمسين الف سنة
في هذه الخمسين الف سنة ستبدء وتنتهي المنافسة
يعني في هذه الخمسين الف سنة ستعرج الملائكة والروح اليه
تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
وبنفس الوقت سيتنزلون ((الملائكة والروح)) باذن ربهم في هذه الخمسين الف سنة من كل امر
تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ
فالملائكة والروح خلال رحلة عروجهم الى ربهم التي ستستغرق 50 الف سنة
سيتنزلون باذن ربهم من كل امر
قلنا سابقا ومن الروايات
أن الملائكة الذين سيتنزلون باذن ربهم من كل امر
هم الملائكة الذين عندهم علم محمد وآل محمد
فليس كل الملائكة عندهم هذا العلم كاملا او يمكنهم الوصول له كاملا
فهم حصرا الملائكة المقربون من اليمين فقط ،، فهؤلاء هم فقط الذين يشهدون الكتب المرقومة للأبرار المتنافسون
أمّا أصحاب اليمين غير المقربين
فهم ايضا يتنزلون باذن ربهم من كل امر
لكن طريقتهم في التنزل طريقة اخرى
فهم بين فترة واخرى وحسب رغبتهم
يذهبون لسوق الصور في الجنة
ويبتاعون اي صورة تعجبهم من أي عالم من العوالم الـ 12 الف الف عالم
ويدخلون فيها
وساعتها هو ونصيبه
يعني الصورة حلوة لكن قصة الصورة انه يقتل شخص وينحبس بسببها مدى الحياة
ولان صورته حلوة سيصبح مومس السجن طوال حياته او طوال شبابه
وقس على ذلك جميع القصص وقصص جميع الصور
وداخل القصة أو داخل الصورة
ستمر عليه اللحظات والدقائق والساعات والايام والسنين بطيئة جدا
لكن حين ينتهي امد القصة ويخرج من الصورة
سيشعر انه كان يحلم ولم يمر عليه اكثر من عدة ثواني او دقيقة من ما يعد
وربما بعد انتهائه من التجربة سياخذها معه مسجلة على ميموري ستكّ
ليضيفها الى مجموعته من التجارب والصور التي دخل فيها سابقا
هؤلاء الملائكة الذين سيدخلون في الصور هم اصحاب اليمين وليس المقربين
.
.
.
خمسين الف سنة
قلنا ان المتنافسين سيتم ايداعهم في البيت المعمور داخل اسطوانات ويدخلون بها في حالة تشبه حالة النوم ، بل هي حالة نوم بالفعل كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله
الناس نيام اذا ما ماتوا انتبهوا
وهذا معناه ان الموت هو ليس فناء وانتهاء
بل هو انتقال من حالة غفلة لحالة انتباه
وهنا يمكن ان يموت الانسان وهو حي ويكون معنى موته هو :
انتقاله لدرجة حياة متقدمة على التي كان عليها
ولكي يفوز الانسان في كرة واحدة يجب عليه ان يموت سبعة مرات في كرة واحدة
والقصد ان ينتقل بحالة وعيه وادراكه سبعة مراحل في كرة واحدة
في كل انتقالة منها يخرج من حالة غفلة الى حالة انتباه
ثم يخرج من حالة الانتباه هذه لدرجة اعلى منها
ثم اعلى منها ثم اعلى منها
وهكذا حتى يصل للدرجة السابعة
يموت سبعة مرات في كرة واحدة
يعني ينتبه من غفلته سبعة مرات في كرة واحدة
والوصول لهذه الدرجة العالية من الوعي والانتباه
ليس سهلا على الإطلاق بدون ان يحصل الانسان على مساعدة حقيقية
وكذلك من دون ان يقرر الانسان انه لا يريد العلوا في الأرض
ومن دون ان يقرر بارادته انه لا يريد من هذه الحياة الا القتر
ويرضى به ويكون سعيدا
وخلال كل ذلك يكون جاهز للتخلي عن معتقدات الدرجة التي هو بها
والتحلي بمعتقدات الدرجة التالية لها
وكما بينا في مقال سابق أن اساس هذه المنافسة وكل المنافسات هو:
العدل في نظام التحكيم واحتساب الدرجات وتوزيع الجوائز أيضا
مع كل ذلك
العدل في تساوي الفترة الزمنية الممنوحة لكل من المتنافسين الساعين للفوز وبدون استثناء
طبعا لن نعمم القاعدة التي بينها الامام الصادق في كتاب الهفت الشريف
في كيفية توزيع الحصص الزمنية على المتنافسين للمنافسة تحت جميع القبب
لكنها هي القاعدة التي تجري على المتنافسين تحت قبتنا هذه
فخمسين الف سنة تعرج الملائكة والروح فيها لربهم
يتم تقسيم سنواتها على كل متنافس من المتنافسين بعدد متساوي من الكرات
بحيث عند انتهاء الخمسين الف سنة
سيكون كل واحد منهم قد كر نفس عدد الكرات
ونفس عدد السنين والساعات والدقائق والثواني أيضا
بحيث لا تكون لأحد الحجة على الله
أن فرصة فلان الزمنية للربح
كانت اكبر من فرصتي الزمنية حتى ولو بثانية واحدة
الأمام الصادق بين التقسيم في كتاب الهفت الشريف بكل دقة
21 كرة كبيرة ((انتبهوا لكلمة كبير)) كل كرة منها 1077 سنة
كل كرة كبيرة منها يكر فيها 21 كرة صغيرة وكل كرة منها 50 سنة
يعني 21 * 21 = 441 كرة صغيرة
441 كرة صغيرة سيكرها في 22617 سنة
فـ:
1077(مدة الكرة الكبيرة) * 21(عدد الكرات الكبيرة) = 22617 سنة
لا اعرف ان كان هذا التقسيم (الكبيرة والصغيرة) يشبه معنى الاكوار والأدوار
طبعا هذه الكرات في الفصل الأول من القصة وهو الحياة الدنيا
وفي الفصل الثاني منها
يعني في الآخرة
فللمتنافس مثلها من عدد الكرات او ربما أكثر منها بقليل
يعني مجموع الكرات لمن سيبقى في فصلي القصة الدنيا والأخرة
بدون ان يفوز قبل نهايتها سيكون بحدود
882 كرة على مدى 50 الف سنة هي مدة القصة كاملة
فالقلم حين كتب قصة ادمنا وابنائه
كتب قصة كاملة مدتها من بدايتها حتى نهايتها
50 الف سنة
وقدّر أن معدل اعمار قصص شخصياتها هو خمسين سنة
وكل قصة يمكن وصفها بانها نافذة من نوافذ هذا العالم من بدايته حتى نهايته
وكل قصة حدد القلم تاريخ بدايتها وتاريخ نهايتها
ولذلك عندما يقرر لك ان تلبس قميص هذه القصة
او عندما تشتري صورة هذه القصة
فعمرك ضمن هذه القصة لهذه الصورة او لهذا القميص محدد بالثواني
منذ لحظة دخولك بها
وكذلك تاريخ وفاتك والطريقة التي ستموت بها ومن سيقتلك بها او بأي أرض ستموت
قد حدده القلم
فكل ذلك كتبه القلم عندما كتب القصة
وقبل حتى ان تبدء الملائكة ببرأها
طبعا هو كتب القصة بكل تفاصيلها للقميص او للصورة التي ستعيش هذه القصة
لكنه لم يكتب من هو الذي سيلبس هذا القميص
او من هو الذي سيشتري هذه الصورة
طبعا حتى هذه التفاصيل يعلمها الله
لكنه لم يكتبها
بل ابقاها في علمه المخزون في الكتاب المكنون في ام الكتاب فاطمة
ومع كل ذلك فإن له البداء فيما كتبه
فيمحي الله منه ما يشاء ويثبت
وعنده ام الكتاب
فالملائكة الذين يتنزلون بقصتك
يعرفون كيف ستكون نهاية قصتك من لحظة دخول روحك في بطن امك وقبل ان تنولد
وهل ستكون في هذه الكرة سعيدا ام شقيا
فقصتك التي سيتنزلون بها ويبرأونها هي بين أيديهم
من اولها لاخرها ومن أول لحظة
وربما مجتمع الملائكة يعرف قصتك ايضا كيف ستكون
ولو كانت نهاية قصتك مشوقة فسيكون الان يراقبك
ويراقب كيف ستتطور الأحداث
وكيف ستتصل الاحداث ببعضها البعض لتصل بك الى ما ينتظرونه منها
وبما اننا في عصر الظهور المبارك
فأستطيع ان أ أكد لكم ان هذا هو الحال بالنسبة لجميع من سيرفعهم الامام
فهؤلاء كما تقول الروايات اسمائهم معروفة في السماء لاهل السماء
اكثر من ما هي معرفة في الارض لاهل الارض
فهم أصلا في الأرض هم الغرباء
الذين يعرفون الناس والناس لا تعرفهم
نرجع لحديث الكرات مرة اخرى من حيث انتهينا
فكل بداية قصة صورة او قميص جديد
عبارة عن نافذة جديدة سيدخل منها المتنافس او الملاك الذي سيشتري الصورة لهذا العالم
ويبدء ينظر له من خلالها
والفترة ما بين خروج المتنافس من نافذة
يعني الفترة ما بين انتهاء كرته ودخوله في نافذة جديد او بداية الكرة الجديدة
هي 16 شهر
يعني لو لو مات مثلا في 31 ديسمبر 1900
فسيكون يوم ولادته للكرة الجديدة قد تحدد من يوم مماته
وهو يوم 1 مايو 1901
ولو مات او انتهت كرته في يوم 13 اغسطس 1962
فسيولد او تبدء فترة كرته الجديدة في تاريخ 12 ديسمبر 1963
يعني كل نهاية ستتحدد معها موعد البداية الجديدة
وكل بداية سيتحدد معها موعد النهاية الجديدة
نترك هذه التفاصيل هنا ونعود لها مرة أخرى
بعد ان نستعرض تفاصيل ما سيجري في المحكمة
التي ستعقد للمتنافس بعد انتهاء كرته
هذه المحكمة القاضي فيها والادعاء العام والمنفذين للحكم هم ابوي هذه الأمة المتنافسة
محمد صلى الله عليه وآله يجلس على كرسي الحكم
وعلي صلوات الله وسلامه عليه وأله يقف في منصة الإدعاء العام
وباقي الأئمة لهم وظائف مختلفة
ابتداءا من سوق المتنافس واحضاره للمحكمة
انتهاءا بسوقه الى مصيره الجديد كما سيأتي
بعد موت المتنافس بفترة
سيحضره أبوه او إمامه الذي هو من ذريته الى المحكمة
وسيكون هو الشاهد عليه
وسيكون أبوه امير المؤمنين هو الادعاء العام
الذي يطالب بإيقاع عقوبة اللعن عليه من جديد في حالة علمه
انه لم يحقق الموازين المطلوبة للفوز
ورسول الله صلى الله عليه وآله
سينتظر نتائج ميزان الأعمال لهذا المتنافس الذي يقف امامهم
فاذا لم ترجح او لم تثقل موازينه وانتهت الأمور ببيان خسارته
فسيوقع حينها عليه الحكم باللعن في كرة جديدة :
لقد أمرنا بلعنك في كرة جديدة وخلق جديد وولادة جديدة
لتحاول الفوز بها مرة أخرى
او سيقول :
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ
وهنا سيتسائل جميع المتنافسون الخاسرون نفس الأسئلة
وسيقولون نفس القول ونفس الكلمة:
أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ؟
أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً؟
قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ
طبعا من هذه الكلمة للخاسرين
لا يمكننا أن نتصور ان الجو المحيط بالمتنافسين خلال المحكمة
كان جو رعب وخوف وقلق
فهو رغم انه يعلم انه خسران في هذه الكرة
لكنه لا يريد الرجوع ويفضل البقاء
خلّوني بجانبكم الله يخليكم ، لا ترجعوني
فالوضع هنا جميل جدا ومريح جدا
فلا ترسلوني للحافرة او للارض من جديد
فوالله ما كنت مشركا بالله
طبعا هو يحلف بالله
لأنه لا يعرف انه الأن امام الله العظيم الذي كان لا يؤمن به
انظر ماذا علل سبب الحكم باللعنة من جديد؟
قال: خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ
إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ
فهو الأن أمام الله العلي العظيم الذي كان لا يؤمن به
وهو لا يعرف انه امامه مباشرة
وفوق هذا يحلف به زورا امامه
يعني لجهله هو يكذب على الله العليّ العظيم وهو أمامه
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا
فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ
وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ
أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ
فالادعاء العام هو نفسه ميزان الأعمال
وما سيقوله هو قول الميزان نفسه
اما النطق باللعنة الجديدة
او بالكرة الجديدة مع نفس حسية حيوانية جديدة
فهي من مهمة القاضي وهو محمد صلى الله عليه وآله
والمنفذين لحكم اللعن بحق الخسران بالكرة هم مجموعة من الأئمة
وأبوه الإمام والشاهد عليه سيكون على الأغلب واحد منهم
وفي المحكمة ستقف النفس الحسية امام النفس القدسية
وستختصمان وستتبرء كل واحدة منهما من الثانية
لكن أنت ؟
من أنت؟
وأين هو انت منهما ووسط هذه المعمعة؟
انت نقطة الوعي
واقصد بنقطة الوعي هو انك مثاله الذي القاه في خلقه
او مثال الإسم المكنون الذي القاه في خلقه
وما هو مثال الاسم المكنون الذي القاه الإسم المكنون في خلقه؟
إنه الأنا
يعني مثال الهو هو الأنا
كيف يمكننا تصور هذا الأمر؟
تخيل انك تقف في مكان مظلم جدا
وان جسمك ذاتي الاشعاع
يعني نورك منك وفيك
يعني مثلك مثل الشمس
انت تقف الأن في الظلمة وتعرف نفسك وتفهم نفسك
لكنك لا ترى نفسك
ولأنك عندك قدرات عقلية خارقة
خلقت من نورك الصادر منك مرآة
ووضعتها أمامك مباشرة
مرآتك التي خلقتها من نورك
خلتقها بطريقة يمكنها ان تعكس لك كامل صفاتك
وبدون أيّ نقص
وهكذا فعلت
فعكست لك المرآة صورتك بكامل صفاتك
يعني انت حيّ ؟
فصورتك التي خلقتها المرآة فيها وعكستها لك
هي ايضا صورة حية بذاتها مثلك
أنت تتكلم؟
صورتك التي عكستها لك ايضا تتكلم من وحي ذاتها
وإن كنت تؤمن بوجودك كامل الايمان
فصورتك ايضا تؤمن بوجودها كامل الايمان
وهكذا كل صفة من صفاتك ستشعر صورتك أنها لها ايضا
وعندما عكست لك المرآة صورتك
فأنت عرفت مباشرة ان الصورة التي في المرآة هي صورتك أنت
فقلت هذا أنا
فعرفت صورتك بأناك
وصورتك ولانها مثلك حرة الارادة وعندها كل ما يشبه صفاتك
فإنها عندما نظرت لك من المرآة قالت
أنا هو
فصورتك عرفتك حينها بأناها
يعني عرفت هو بالأنا
لكن صورتك في المرآة
فهمت حينها
أنّها قد كوّنت بعد أن لم تكون
فأقرت لك بالسبق
يعني أقرت لِـ “هو” بالسبق
لكن بنفس الوقت أقرت لنفسها بالمثال لك
فكما أن صورتك في المرآة هي مثالك
فكذلك فإن مثاله الذي القاه في مرآته هو صورته
وكفوئه المحتاج له هي المرآة التي تستطيع أن تعكس له صورته
اما النور الذي يصدر منه
وبه خلق المرآة والصورة التي في المرآة
فهو منه
تماما كما ان النور من الزيت
فخلقه هم :
مرآته وأنواره
ومثاله أو الأنا هو الصورة المنعكسة له من المرآة
والمرآة هنا هما النفس القدسية والنفس الحسية الحيوانية المنعكسة صورتهما في المرآة
بعد ان تنفصل القدسية عن الحيوانية
فلن ترى كل نفس منهما سوى نفسها في المرآة
وحينها سيعود لها وعيها الالهي
والحسية سيعود لها كذلك وعيها الحيواني
وكل نفس تعتبر مرآة لنفسها وجنودها
أمّا أنت أو الأنا
فهي نقطة الوعي المتحركة بين المرآتين
عند الموت ستنفصل النفسين عن بعضهما كما قلنا
فإن كنت حينها كنقطة وعي
لا تزال موجود في حيز مرآة النفس الحسية
فستقف معها في المحكمة ضد النفس القدسية
وان كنت كنقطة وعي
قد صعدت ودخلت في حيّز وعي مرآة النفس القدسية
فسترى نفسك بعد الموت من خلالها
وستقف في المحكمة مع النفس الحسية
.
.
سنحاول ان نتكلم عن هذا الامر اكثر في المقالات والردود القادمة
لكن الأن نعود لحديثنا عن نظام الكرات
وبما ان المقال اصبح طويلا بالفعل ساحاول ان انهيه هنا سريعا وأقول
أن:
نظام الخلق الجديد خلقا من بعد خلق في بطون الامهات
يتوافق مع جميع الآيات والروايات ولا يعارضها
ما لو فهمناها بطريقة مترابطة
ويستطيع ان يجيب تقريبا على جميع الاعتراضات
التي قد يعترضها المعترضون على العدل الالهي
منطلقين من نظام الخلق مرة واحدة
ثم الى النار للابد ليتكامل بها
او الى الجنة للابد ويتكامل فيها
هذا النظام الفاشل الذي اثبت دائما عجزه
عن الاجابة بصورة مقنعة عن اعتراضات المعترضين
كما انه يتوافق مع مفاهيم ومعاني سورة ليلة القدر
ومعنى تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم
وكيف ان جميع ما تتنزل به هو من الامر الحكيم
وايضا يمكن فهمه داخل اطار المنافسة التي تكلم عنها الناطقون بالقرآن الكريم
وفي رواياتهم ايضا
كما انه كله رحمة برحمة
ولا يوجد به ما يقدح بصفات الله الحسنى
ومع الفهم الجيّد لمعنى المنافسة ولتنزل الملائكة والروح فيا بإذن ربهم من كل امر
لن يلوم احد أحدا بعد ذلك ابدا
ومعاني نظام الجزاء والعقاب حسب قانون انما تجزون ما كنتم تعملون
ستصبح مفهومة ومقبولة للجميع وبدون اعتراضات
كما أن الوصول لحالة الرضى والقناعة
والابتعاد عن التصارع على مغريات الدنيا
ومحاولة العلوا فيها باي طريقة
سيصبح امر اسهل بكثير جدا
على كل من يؤمن بهذا النظام في الخلق وبأمر المنافسة
كما انه يوصلك بسهولة لبعض الاجابات عن الأسئلة الثلاثة الأهم في رحلة المعرفة وهي:
من اين وفي اي والى أين
وسيجعلك تفهم الايات والروايات بشكل متناسق ومتصل
تجد بها الرحمة مكنونة حتى في اقسى الاوصاف والكلمات والمواقف
لن تلوم بعدها احد
وسترضى عن الله في أصعب الظروف وأحلكها ظلاما
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي و لكم وننهي هذا المقال هنا
بالصلاة على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين
اللهم صلي على محمد وآل محمد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته