*264* ومن أصدق من الله قيلا

  • Creator
    Topic
  • #3046
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ربي اشرح لي صدري وضع عني وزري الذي أنقض ظهري وارفع لي ذكري واجعل لي من بعد العسر يسرا واجعلي لي من بعد العسر يسرا
    الأمالي للصدوق بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص :
    مَعَاشِرَ النَّاسِ
    مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا
    وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً
    مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ رَبَّكُمْ جَلَّ جَلَالُهُ‏  أَمَرَنِي
    أَنْ أُقِيمَ  عَلِيّاً عَلَماً وَ إِمَاماً وَ خَلِيفَةً وَ وَصِيّاً
    وَ أَنْ أَتَّخِذَهُ وَزِيراً
    مَعَاشِرَ النَّاسِ
    إِنَّ عَلِيّاً بَابُ الْهُدَى بَعْدِي
    وَ الدَّاعِي إِلَى رَبِّي
    وَ هُوَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ …….إنتهى النقل
    مَعَاشِرَ النَّاسِ
    لم يقل صلى الله عليه وآله معشر الناس بل قال مَعَاشِرَ النَّاسِ
    والناس هنا هم الذين ابتدء رب العالمين خطابه لهم في محكم كتابه الكريم تسعة وثمانين مرة بــقوله:
    يا أيها الذين آمنوا
    فالذين آمنوا هم الناس الذين وجه لهم رسول الله صلى الله عليه وآله الخطاب في هذا الحديث
    وهم معاشر متعددة وليسوا معشرا واحدا
    والناس هنا هم نفسهم كل شيعتهم أو كل أبنائهم المتنافسين
    فهم الناس وشيعتهم أشباه الناس وباقي الناس نسناس
    وشيعتهم أشباههم لأنهم صلوات الله وسلامه عليهم قد خلطوا فاضل طينتهم بطينتهم فصاروا أشباههم
    ولم يخلطوها بطينة بقية الناس فبقوا نسناس
    والنسناس هم أهل الصور مجموعة الغافلين الذين ذرأوهم لجهنم
    ليحيط بهم المتنافسين من كل جهة فيخوضوا معهم في كل ما يخوضون
    فيغربلهم بهم غربلة شديدة ويصفيهم بهم تصفية شديدة ويعلمهم بهم تعليما شديدا
    فالنسناس هم مجرد آدوات تعليمية وتوضيحية في مدارس الحياة في العوالم الأرضية
    فلا تتخذوهم معلمين ومدرسين فتنساقون حينها خلفهم فيما هم خلفه منساقون
    قلنا سابقا أن كل متنافس يوجد اليوم حوله حوالي 1500 نسناس غافل
    وقلنا أن هؤلاء الغافلين جميعهم إنما هم ملائكة نزلوا معنا في الصور بشكل أساس لكي يتذكروا في هذه الحياة ضعفهم وحاجتهم وعبوديتهم لرب العالمين
    حتى إذا ما خرجوا من الصورة نفوا عن نفسهم خاطرة الالوهية في عالم لا يموتون فيه أبدا وأمرهم به كن فيكون
    فلا تخطر هذه الخاطرة على بالهم بعد ذلك أبدا
    كلامنا اليوم معقود من أجل التذكير بأن كل ما قاله وتحدث به رب العالمين في محكم كتابه الكريم عن أحداث يوم قيامة القائم بالأمر وما سيجري فيه
    وقبله لا بد أن تراه أعيننا فمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا
    فرب العالمين لم يحدثنا عنها ولم يخبرنا بها للتسلية أو للتخويف والترهيب الكاذب
    نعم لكلامه معاني مختلفة عن ما تم تعليمه لنا منها
    لكنها جميعها ستقع لا محالة وسنراها ونعيشها بكل تفاصيلها
    وكل المتنافسين سيعايشونها من بدايتها حتى نهايتها
    لكن من زوايا مختلفة وكلٍ حسب درجته في لآئحة درجات المتنافسين
    فالسابقون السابقون سيعايشونها من زاوية
    وأصحاب اليمين من زاوية أخرى
    وأصحاب الشمال من زاوية ثالثة
    والمجرمين من زاوية رابعة
    والغافلين من زاوية خامسة
    أما مجموعة ((الغافلون)) غير المتنافسين فلن يعايشوها جميعها
    فهؤلاء ربما سيعايش بعضهم بعض حالاتها وساعاتها فقط
    وبعضهم سيعايش ربما  بعض لحظاتها فقط
    يعني في أحداث يوم القيامة عندما يضرب زلزال قوته 13 درجة مدينة مزدحمة بالغافلين فهؤلاء أغلبهم سيعايشون الرعب لكم ثانية او لكم دقيقة وسيخرجون بعدها من المشهد نهائيا
    او عندما وعلى حين غفلة تضرب موجة تسونامي علوها 100 او 200 متر مدينة أخرى مليئة بالغافلين فهؤلاء أيضا سيخرج أغلبهم من المشهد المرعب بعد دقائق معدودة من بدايته ولن يعايشوا بقية المشاهد
    أو عندما يحصد فيروس قاتل لا علاج له أرواح عشرات الملايين الغافلين خلال شهر من الزمان فهؤلاء كلهم ايضا سيخرجون من المشهد مع نهاية هذا الشهر
    وهكذا ستجري الأمور على كل الغافلين
    فهؤلاء كما قلنا كلهم ملائكة نزلوا بيننا ليتذكروا حقيقتهم وليتعلموا التواضع والانكسار أمام ربهم وليكونوا لنا ادوات توضيحية وتعليمية فيعينوننا على التعلم
    فهؤلاء أغلبهم سيخرجون من مشهد يوم القيامة واحداثه سريعا
    وفقط المتنافسين هم من سيعايشون جميع تلك الأحداث المرعبة من أوّل أوّلها حتى آخر آخرها ومن جميع الزوايا
    فالمتنافسين لن يموت أيّهم لا بالوحوش ولا بالزلازل ولا بامواج التسونامي ولا بالأمراض المعدية القاتلة
    وسيبقون أحياء حتى النهاية
    لأنهم سيتم حمايتهم بشكل أو بآخر خلال كل لحظات وساعات وأيام تلك الاحداث
    السابقون السابقون وأصحاب اليمن هم أيضا لن يشاهدوا تلك الاحداث من زاوية واحدة
    فهم أيامها درجات
    فبعضهم قادة فيالق جيش الرحمن
    وبعضهم جنرالات في تلك الفيالق
    وبعضهم ضباط صف أول
    وبعضهم ضباط صف ثاني
    وبعضهم عرفاء
    وأغلبهم جنود
    لكنهم كلهم سيكونون بمثابة جسد واحد
    ورجل واحد
    وروح واحدة
    يتحركون كلهم بتناغم وتناسق كامل على أنغام سينفونية واحدة
    سنفونية حب اليمين
    فهم سيمثّلون ويظهرون في تلك الأيام قوة وحكمة وجبروت اليمين في الأرض
    وسيكونون سيفه ذو الشعبتين في الأرض
    شعبة المقربون منه
    وشعبة أصحابه  
    مَعَاشِرَ النَّاسِ
    والناس هم الأئمة الإثني عشر عليهم السلام
    ومعاشرهم هم أبنائهم أشباههم
    وكل معشر منهم سيكون له قائد واحد
    فهم إثني عشر قائد لجيش الرحمن
    وكل قائد يعمل تحت يده 9 جنرالات هو عاشرهم ، فهم 120 قائد وجنرال
    وكل جنرال له 9 ضباط صف أول وهو عاشرهم، فهم 1200 جنرال وضابط
    وكل ضابط صف أول يضبط 9 من ضباط الصف الثاني وهو عاشرهم ، فهم 12000 قائد وجنرال وضابط صف أول وصف ثاني
    وكل ضابط منهم يضبط ويدير خلية عسكرية من الجنود بحيث يكون المجموع الكلي للقادة والجنرالات والضباط والجنود هو 144 الف
    القادة ربما سيرفعهم إليه قبل الجنرالات وقبل جنوده كلهم
    ويرفعهم لا تعني انه سيرفعهم جسديا
    بل خلال نومهم يجمع ارواحهم ويعطيهم تدريباته وتعليماته وتوجيهاته
    ثم حين يستيقظون يشعرون انهم كانوا في خضمّ شيء مهم جدا
    لكنهم لا يتذكرون أيّ شيء من التفاصيل  ونسوها مع لحظة استيقاظهم
    لكن بقى ذلك الشعور برهبة الموقف والمكان والمتحدث يتملكهم
    وسيتذكرون كل ما تعلموه حين يرفعهم إليه ويلبسهم أجسادهم النورانية
    اهم ما نريد قوله هنا هو أن كل ما قاله لنا رب العالمين عن ما سيحصل يوم القيامة وحدثنا بكل تفاصيله
    أنّ كل ذلك سيحدث لا محالة
    لكن أغلب المتنافسين سيكونون يومها منكرون وغير مصدقين لإمكانية ذلك
    لأنه كما قلنا يوجد حول كل متنافس 1500 نسناس مهمتهم أن يشككوه بهذا الامر
    أو ينفونه
    أو يقللون من قيمته ومصداقيته بترديد ان الله ارحم الراحمين ومن غير المعقول انه سيسمح بحدوث كل تلك الامور المرعبة
    ويرددون أمامه أنّه أمر بعيد ويحاولون اقناعه بذلك
    لكن
    فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى
    سورة القدر المباركة لو فهمتها جيدا وفهمت معانيها وآمنت بها فانك ستضحك من كلامهم ولن يؤثر فيك أبدا
    تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربك من كل أمر
    فأنت واحد من اثنين
    اما أن تكون ملاك من الملائكة
    أو إنك روح قد خلقك ربك اشبه ما يمكن أن تكون بخلق الملائكة
    فلو كنت روحا فربك خلقك من البداية
    فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ
    فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ لكي يركبك في الكرات في أي صورة يشائها
    انتبه هنا ((أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ))
    يعني أنت مخلوق بطريقة يمكنك معها أن تتقلب في الصور كيف تشاء
    لكن كل ما في الأمر انك حاليا لست بالوضع الذي يمكنك أن تفعل ذلك بإرادتك ولوحدك
    فحتى تلك اللحظة التي ستفوز بها سيبقى أمر تقلبك في الصور بيد ربك الكريم
    وربك الكريم هنا هو رئيس الشجرة التي أنت منها
    فالناس خُلِقوا من أشجار شتى وأنت من أحد تلك الأشجار
    وكل شجرة خلق منها عليها ملاك عظيم هو بمثابة النفس العليا لكل فروعها وغصونها وأوراقها وثمارها
    فحتى اليوم الذي ستفوز به
    سيبقى امر تقلبك في الصور بيد نفسك العليا
    فهو الذي سيخرجك من صورة ويدخلك في أخرى حسب استحقاقك وموازين اعمالك
    فميزان الأعمال هو من سيقرر الصورة
    والنفس العليا لشجرة الخلق التي أنت منها وورقة من أوراقها
    هي من ستتنزل بك كروح في تلك الصورة التي قررها ميزان الأعمال
    ومن سينزلون مع رب العالمين في الغمام في يوم نزوله هم نفسه أشجار الخلق الذين أنت وأنا وكل الناس منها
    لو كنت من الملائكة الذين سينزلون في الصور فأنت من اخترت الطريقة التي سترتعب وتموت فيها في هذه الايام
    ودخلت في الصورة لتعيش الأحداث صوت وصورة ومشاعر
    أمّا لو كنت من الروح المتنافسين فنفس فروع وأغصان شجرتك التي أنت منها سيحوطونك ويحمونك ويحرصون على أن لا تصاب بأي أذى ليس مكتوبا عليك أن تعايشه
    والــ 12000 الفائزين من شجرتك سيؤدون دور البطولة الظاهرة في هذه العملية
    نأتي للفائزين وكيف سيتم جمعهم وتوزيعهم واكسائهم بأنوارهم ومنحهم قوة أنوارهم
    من فاز بمجهوده الخاص ولم يعين أحدا من المتنافسين على الفوز فهذا له نوره وقدرته الخاصة به وعلى قدره فقط
    أمّ من فاز وكان سببا لفوز غيره من المتنافسين
    فنوره الذي سيتم اكسائه به سيكون بقدر جميع من أخذ بيدهم للفوز وأوصلهم له
    والأمر لن يقف عند هذا الحد لا بالنسبة له ولا بالنسبة لمن أخذ بيدهم
    فيومها سيتم تخييرهم بالاقتران بعضهم ببعض
    يعني تزويجهم بمن يريدون
    وعملية الإقتران هذه سيعرضها عليهم معلمهم وأقواهم نورا
    ومن يقبل من تلامذته أن يقرن نوره بنور معلمه
    فنوره هو سيتضاعف
    ونور معلمه سيزداد مثل نوره
    يعني تخيل أن نورك كمعلم لــ 100 متنافس
    هو 2500
    ونور كل تلميذ من تلاميذك هو 25
    فلو قبل أحد تلاميذك من ان يدمج أو يقرن نوره بنورك
    فسيصبح نوره بقوة 50
    ونورك سيصبح بقوة 2025
    ولو قبل بعد ذلك تلميذ آخر من تلاميذك قوة نوره 25 ان يدمج أو يقرن نوره بنورك
    فستصبح قوة نوره 50 وقوة نورك ستصبح 2050 وهكذا تستمر العملية
    يعني لو كنت سببا لفوز 100 متنافس وقبلوا جميعهم أن يقترنوا بنورك
    فنور كل واحد منهم سيتضاعف مرة واحدة او أكثر
    ونورك سيزداد بقدر نورهم جميعهم
    يعني لو بدأت حسب المثال بقوة 2500 وكل واحد منهم زاد بمعدل 25
    فسيكون تضاعف او زيادة قوة نورك بالشكل التالي
    50ـ75ـ100ـ125ـ150ـ175ـ200ـ225 …..وهلم جره
    وكلها تضاف على الألفين والخمسمائة التي بدأت بها
    وبالأخير سيصفو نورك او ستصفوا نجيبتك او مركبتك النورانية كبيرة جدا بحيث أنها ستجمعكم جميعا وتكونون فريقا واحدا
    التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 340
    216 قَالَ ع :
    وَ حَضَرَتِ امْرَأَةٌ عِنْدَ الصِّدِّيقَةِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ع فَقَالَتْ:
    إِنَّ لِي وَالِدَةً ضَعِيفَةً- وَ قَدْ لُبِسَ عَلَيْهَا فِي أَمْرِ صَلَاتِهَا شَيْ‏ءٌ، وَ قَدْ بَعَثَتْنِي إِلَيْكِ أَسْأَلُكِ.
    فَأَجَابَتْهَا فَاطِمَةُ ع عَنْ ذَلِكَ،
    ثُمَّ ثَنَّتْ، فَأَجَابَتْ،
    ثُمَّ ثَلَّثَتْ [فَأَجَابَتْ‏]
    إِلَى أَنْ عَشَّرَتْ فَأَجَابَتْ،
    ثُمَّ خَجِلَتْ مِنَ الْكَثْرَةِ، فَقَالَتْ: لَا أَشُقُّ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ.
    قَالَتْ فَاطِمَةُ ع: هَاتِي وَ سَلِي عَمَّا بَدَا لَكِ،
    أَ رَأَيْتِ مَنِ اكْتُرِىَ يَوْماً يَصْعَدُ إِلَى سَطْحٍ بَحَمْلٍ ثَقِيلٍ، وَ كِرَاؤُهُ مِائَةُ أَلْفِ دِينَارٍ،
    أَ يَثْقُلُ عَلَيْهِ؟
    فَقَالَتْ: لَا.
    فَقَالَتْ: اكْتُرِيتُ أَنَا لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ- بِأَكْثَرَ مِنْ مِلْ‏ءِ مَا بَيْنَ الثَّرَى إِلَى الْعَرْشِ لُؤْلُؤاً
    فَأَحْرَى أَنْ لَا يَثْقُلَ عَلَيَّ،
    سَمِعْتُ أَبِي [رَسُولَ اللَّهِ‏] ص يَقُولُ:
    إِنَّ عُلَمَاءَ شِيعَتِنَا يُحْشَرُونَ،
    فَيُخْلَعُ عَلَيْهِمْ مِنْ خِلَعِ الْكَرَامَاتِ- عَلَى قَدْرِ كَثْرَةِ عُلُومِهِمْ،
    وَ جِدِّهِمْ فِي إِرْشَادِ عِبَادِ اللَّهِ،
    حَتَّى يُخْلَعَ عَلَى الْوَاحِدِ مِنْهُمْ- أَلْفُ أَلْفِ خِلْعَةٍ مِنْ نُورٍ.
    ثُمَّ يُنَادِي مُنَادِي رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ:
    أَيُّهَا الْكَافِلُونَ لِأَيْتَامِ آلِ مُحَمَّدٍ،
    النَّاعِشُونَ لَهُمْ عِنْدَ انْقِطَاعِهِمْ عَنْ آبَائِهِمُ- الَّذِينَ هُمْ أَئِمَّتُهُمْ،
    هَؤُلَاءِ تَلَامِذَتُكُمْ- وَ الْأَيْتَامُ الَّذِينَ كَفَلْتُمُوهُمْ وَ نَعَشْتُمُوهُمْ-
    فَاخْلَعُوا عَلَيْهِمْ [كَمَا خَلَعْتُمُوهُمْ‏] خِلَعَ الْعُلُومِ فِي الدُّنْيَا.
    فَيَخْلَعُونَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ أُولَئِكَ الْأَيْتَامِ- عَلَى قَدْرِ مَا أَخَذُوا عَنْهُمْ مِنَ الْعُلُومِ
    حَتَّى إِنَّ فِيهِمْ- يَعْنِي فِي الْأَيْتَامِ-
    لَمَنْ يُخْلَعُ عَلَيْهِ مِائَةُ أَلْفِ خِلْعَةٍ
    وَ كَذَلِكَ يَخْلَعُ هَؤُلَاءِ الْأَيْتَامِ عَلَى مَنْ تَعَلَّمَ مِنْهُمْ.
    ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ:
    أَعِيدُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ- الْكَافِلِينَ لِلْأَيْتَامِ
    حَتَّى تُتِمُّوا لَهُمْ خِلَعَهُمْ، وَ تُضَعِّفُوهَا.
    فَيُتِمُّ لَهُمْ مَا كَانَ لَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَخْلَعُوا عَلَيْهِمْ،
    وَ يُضَاعَفُ لَهُمْ،
    وَ كَذَلِكَ مَنْ بِمَرْتَبَتِهِمْ مِمَّنْ يُخْلَعُ عَلَيْهِ عَلَى مَرْتَبَتِهِمْ.
    وَ قَالَتْ فَاطِمَةُ ع: يَا أَمَةَ اللَّهِ-
    إِنَّ سِلْكاً مِنْ تِلْكِ الْخِلَعِ- لَأَفْضَلُ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ أَلْفَ أَلْفِ مَرَّةٍ،
    وَ مَا فَضَلَ فَإِنَّهُ مَشُوبٌ بِالتَّنْغِيصِ وَ الْكَدَرِ……….إنتهى
    وبذلك من كان سببا لفوز 1000 متنافس سيكون نوره ونور أصحابه أقوى من نور من كان سببا لفوز 500 متنافس فقط
    وستكون نجيبتهم أكبر
    يعني نورهم الذي يجمعهم سيكون أكبر
    وبالتالي المهام التي ستوكل لهم أكبر وأجسم
    وحينها حتى من فاز لوحده سيبحث عن مجموعة تقبل أن يقرن نوره بنورها فيزداد نوره ويزيد نورهم
    وعلى الأغلب سيجتمع جميع المتنافسين الفائزين أخيرا في مجموعات معدودة
    فليس من مصلحة أيّ فائز أن يبقى بمفرده ولذلك لن تتوقف عمليات الدمج والعروض والمفاوضات بين الفرق والأفراد والفرق والفرق حتى يصلون للعدد المقرر
    يعني فرقة عددها عشرة قد يقرر كبيرها أن يندمج مع فرقة عددها الف وكبير فرقة عددها الف قد يقرر أن يندمج مع فرقة عددها خمسة آلآف
    وهكذا ستستمر عملية الإندماج أو التزويج
    بين الافراد والفرق
    والفرق والفرق الأخرى
    حتى يصلون أخيرا للعدد المطلوب والمقرر من الفرق
    وكل فرقة منها سيزداد نورها بحيث سيصبح نورها نور نجمة في السماء
    إذا ما دخلت في نورها
    أو إذا ما دخلت فيها
    فستجدها من داخلها وكأنها مدينة كبيرة عامرة بكل قصورها وسكانها وخيراتها
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
    .
    ..
    ….
    …..
Viewing 1 replies (of 1 total)
  • Author
    Replies
  • #3047
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    من أين وفي أين وإلى أين/3
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل مجمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    رب اشرح لي صدري وضع عني وزري الذي أنقض ظهري وارفع لي ذكري واجعل لي من بعد العسر يسرا واجعل لي من بعد العسر يسرا
    من أين وفي أين وإلى أين
    من بداية كتابتنا في هذه الصفحة في سنة 2013 وإلى هذا اليوم كنا ولا نزال ندور في  حلقة هذه الأسئلة الثلاثة وما بين فترة وأخرى كنا نكتب مقال به خلاصة ما توصلنا له وتكلمنا عنه في المقالات السابقة
    وكل ذلك كان من وحي معاني وأسرار سورة القدر المباركة
    واليوم سيكون حديثنا أيضا عن خلاصة ما وصلنا له من الإجابات عن هذه الأسئلة في السنة الماضية التي تكلمنا بها عن المنافسة والمتنافسين والجوائز وما سيحصل للمتنافسين الفائزين وغير الفائزين بعد انتهاء المنافسة
    وسنستهل هذا المقال بهذه الرواية العظيمة المروية عن أهل بيت العصمة سلام الله عليهم أجمعين:
    عن المفضل أبن عمرُقال:
    كنت بحضرة مولانا جعفر الصادق علينا من ذكره السلام وجماعة من أهل المراتب
    فسألناه :ما يكون من المؤمن إذا بلغ نهاية صفائه ؟
    فقال منه السلام : يعود الى صمدانية الباري وخدمته ومحبته .
    فقلنا : يا مولانا الى الصمدانية ؟
    فقال : ويكون له صمدانية يفتق منها فتقاً ويخلق خلقاً ، ويرزق رزقاً ،ويبدي دنيا مثل هذه ،ويبسط من نوره عالماً ليتمتم إرادته ،ويكون بدؤهم منه ومعادهم إليه ،ويكون له بدا ومشيئة
    فقلنا : يا مولانا له دنيا مثل هذه الدنيا وملك مثل هذا الملك ؟
    فقال : أجل
    وأومأ بيده فكشف عن سبعين دنيا
    منها مثل هذه الدنيا سبعين مرة
    فخررنا لوجوهنا ساجدين
    فتلا : أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون .
    فرفعنا رؤوسنا .
    فقال : يا مفضل أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه…….إنتهى
    أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه
    يركز الأئمة عليهم السلام دائما على أن خلاصة المنافسة والهدف منها هو :
    معرفة المتنافس لنفسه ومعرفة ربه من خلال معرفة نفسه
    وباطن نفس هذه المعرفة المنشودة يدلنا على أن ظاهر الإنسان يستبطن القدرة على أن يفعل عمليا كل ما يفعله ربه
    فيكون له صمدانية مثل ربه فيفتق منها فتقاً ويخلق خلقاً ، ويرزق رزقاً ،ويبدي دنيا مثل دنيانا هذه ،ويبسط من نوره عالماً ليتمتم فيها أرادته التي هي نفسها إرادة ربه،ويكون بدء خلائقه منه ومعادهم إليه ،ويكون له فيها بدء ومشيئة
    يعني ينتقل بعد الفوز من المعرفة النظرية للتطبيق العملي لهذه المعرفة النظرية  
    ونفس هذا المعنى مستبطن في الكثير من الروايات الشريفة مثل ما ورد من قول رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام في روايات متعددة:
    ((الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة))
    فنفس هذه الرواية تقول لنا أنه يوجد أشجار خلق كثيرة وأن الناس الموجودين في هذه الدنيا إنما هم أوراق لتلك الأشجار الشتّى
    ومن هذه الرواية وغيرها أيضا نفهم أن شجرة محمد وآل محمد هي غير تلك الأشجار لكنها مهيمنة عليها كلها وعلى جميع جذورها وفروعها وأغصانها وأوراقها
    فشجرتهم جسدها وبدنها ونفسها وروحها واسمها في أجساد وأبدان وأنفس وأرواح وأسماء كل الاشجار
    ووصلنا سابقا إلى أن شجرة محمد وآل محمد هي شجرة الحياة أو شجرة الروح
    وقلنا من الروايات أنهم صلوات الله وسلامهم عليهم أجمعين هم الروح التي ما اوتينا من العلم بها الا قليلا
    فهم الروح الواحدة التي صورها متعددة ، أو الشجرة الواحدة التي كل الأشجار إنما هي صور متعددة منها ولها
    ولكي نفهم بشكل سريع ومختصر علاقة شجرة الروح بالاشجار الشتى سنضرب هذا المثل البسيط المقرّب لمعنى شجرة الروح بشكل كبير
    تصور أنك رسمت على ورقة سوداء ألف ألف ألف شجرة جميعها متصلة بعضها ببعض وبعضها متفرع من بعض
    هذه الأشجار المتصلة ببعضها ومتفرعة من بعضها البعض هي الأشجار الشتّى
    والورقة السوداء التي رسمت عليها كل تلك الأشجار هي شجرة محمد وآل محمد
    هي شجرة الروح وهي ليلة القدر أو هي القدر كما ورد في الروايات مثل هذه الرواية العظيمة:
    التوحيد (للصدوق)، ص: 383
    عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ:
    قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي الْقَدَرِ
    أَلَا إِنَّ الْقَدَرَ سِرٌّ مِنْ سِرِّ اللَّهِ
    وَ سِتْرٌ مِنْ سِتْرِ اللَّهِ
    وَ حِرْزٌ مِنْ حِرْزِ اللَّهِ
    مَرْفُوعٌ فِي حِجَابِ اللَّهِ
    مَطْوِيٌّ عَنْ خَلْقِ اللَّهِ
    مَخْتُومٌ بِخَاتَمِ اللَّهِ
    سَابِقٌ فِي عِلْمِ اللَّهِ
    وَضَعَ اللَّهُ الْعِبَادَ عَنْ عِلْمِهِ
    وَ رَفَعَهُ فَوْقَ شَهَادَاتِهِمْ وَ مَبْلَغَ عُقُولِهِمْ
    لِأَنَّهُمْ لَا يَنَالُونَهُ بِحَقِيقَةِ الرَّبَّانِيَّةِ
    وَ لَا بِقُدْرَةِ الصَّمَدَانِيَّةِ
    وَ لَا بِعَظَمَةِ النُّورَانِيَّةِ
    وَ لَا بِعِزَّةِ الْوَحْدَانِيَّةِ
    لِأَنَّهُ بَحْرٌ زَاخِرٌ خَالِصٌ لِلَّهِ تَعَالَى
    عُمْقُهُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
    عَرْضُهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ
    أَسْوَدُ كَاللَّيْلِ الدَّامِسِ
    كَثِيرُ الْحَيَّاتِ وَ الْحِيتَانِ
    يَعْلُو مَرَّةً وَ يَسْفُلُ أُخْرَى
    فِي قَعْرِهِ شَمْسٌ تُضِيئُ
    لَا يَنْبَغِي أَنْ يَطَّلِعَ إِلَيْهَا إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْفَرْدُ
    فَمَنْ تَطَلَّعَ إِلَيْهَا فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي حُكْمِهِ
    وَ نَازَعَهُ فِي سُلْطَانِهِ
    وَ كَشَفَ عَنْ سِتْرِهِ وَ سِرِّهِ
    وَ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ
    وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِير……..إنتهى
    فالقدر في هذه الرواية رمزنا له في المثل الذي ضربناه قبل قليل
    بالورقة السوداء التي رسمنا عليها كل أشجار الخلق وذلك تقريبا لمعنى لما قاله أمير المؤمنين عليه السلام في وصف القدر حين قال :
    عُمْقُهُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
    عَرْضُهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ
    أَسْوَدُ كَاللَّيْلِ الدَّامِسِ
    فالقدر هو الإسم المكنون
    وحجابه هو لوح التجلي
    أو النور الظلي
    أو ليلة القدر
    أو المشكاة
    أو النور الفاطمي
    أو أم الكتاب
    أو المظهر الأول الأتم الأكمل الأعظم للمعنى المكنون بها
    أو العقل الكلي الذي له رؤوس بعدد الخلائق
    أو الأنثى الإلهية رحم الوجود
    أو بيضة الوجود
    أو الخطّة والخطة معناها دائرة
    فحجاب الإسم المكنون أو المعنى هي دائرة الوجود وهو قطبها
    كلامنا التالي سيتركز على محاولة فهم الحجاب او لوح التجلي او ليلة القدر السوداء الدامسة او النور الظلي الذي جعله أظلة
    لكي نفهم كيف يمكن للأشجار الشتى أن تتماهى مع هذا النور الظلي أو ليلة القدر أو الروح
    لتستطيع من خلال تماهيها معه ان تقدر وتخلق وتصور دنيا مثل أو أكبر من دنيانا هذه فتشاء وتريد وتقدر وتقضي وتمضي بها ما تشاء من المقادير
    ولذلك سنضيف بعقولنا القاصرة واعتمادا على بعض ما جاء في الروايات بعض الألوان على تفاصيل او ظلال ليلة القدر السوداء الدامسة لكي نستطيع ان نتصورها ونتخيلها ونفهمها
    من مجموع الروايات نفهم أن ليلة القدر السوداء هي النور الظلي الذي جعله أظلة وأن حركة وآمال وتطلعات ومنافسات كل الأمم او القرون السابقة دارت حول معرفتهم لهذه الليلة المظلمة او النور الظلي المجعول أظلة معرفة أفضل
    بتعبير أخر فإن هذه الليلة السوداء المظلمة الدامسة أو الورقة السوداء حسب المثل الذي ضربناه في البداية
    فإن الإسم المكنون أو المعنى بعد أن إنتهى نت خلق هذه الليلة السوداء الدامسة فإنه رسم أول ما رسم عليها بقلم أسود سواده من نفس سواد الليلة ، رسم خطوط هندسية متناسقة قسّم بها كامل هذه الليلة بشكل متناسق
    وأعطى لك قسم منها وعي خاص به
    بحيث ان وعي كل قسم منها يساوي ويعادل وعي بقية الأقسام
    فلا فرق بين وعي كل قسم منها ووعي بقية الأقسام
    وكانت هذه الليلة بمثابة أمهم والحجة عليهم ومجموعهم
    فوعيها يجمع وعيهم كلهم
    الآن أصبح عندنا لوحة سوداء مرسوم عليها خطوط هندسية بقلم أسود سواده من نفس سواد اللوحة
    وكما قلنا نريد أن نضيف بعض الألوان على هذه الليلة او اللوحة السوداء التي سنرسم عليها كل شيء لكي نستطيع أن نرى تفاصيل هذه الليلة
    ولهذا الهدف فإننا نستطيع بداية أن نفعل ذلك بإضافة لون واحد فقط
    وهذا اللون إمّا أن نلون به نفس ليلة القدر السوداء فقط وبدون أن نلون به الخطوط الهندسية
    يعني لو كان اللون أبيض فسيصبح لون الليلة هو الأبيض ويبقى لون الخطوط هو الأسود
    أو نفعل العكس يعني نظيف اللون الأبيض على الخطوط الهندسية فقط فتصبح بيضاء ويبقى لون ليلة القدر نفسها هو الأسود الدامس
    إذا فعلنا ذلك فسيظهر عندنا شكل هندسي كامل ملون باللون الأسود وهو الدائرة
    وهذه الدائرة مقسمة من داخلها تقسيمات متساوية ومتناسقة بخطوط بيضاء هندسية منحنية ومتصلة بعضها ببعض
    صورة هذه الليلة المظلمة وتقسيماتها أو وأظلتها ستكون حينها هي نفسها صورة زهرة الحياة ذات التسعة عشر دائرة ومحاطة بدائرة واحدة كبيرة
    فالليلة الظلّية المظلمة الدامسة هي الدائرة الكبيرة المحيطة بجميع الدوائر أو بجميع الأظلة داخلها
    أما الشمس التي تضيء في قعر هذه الليلة ولا ينبغي لأحد الإطلاع عليها فهي الدائرة الوسطية المحاطة بثماني عشر دائرة
    ستة منها يحيطون بها كخط أول
    واثني عشر دائرة أخرى يحيطون بها كخط ثاني
    أمّا زيت هذه الشمس المضيئة فهو النقطة التي وسط الشمس
    والدائرة الظلية الكلية تحيط بهم جميعهم
    داخل هذه الدائرة الظلية أو زهرة الحياة الواحدة المحدودة يمكننا أن نرى أيضا شجرة حياة واحدة فقط كما في الصورة وبوسطها يمكننا أن نرى شمس مضيئة واحدة
    لكن لو فتحنا أو لو وسّعنا حدود زهرة الحياة الى ما لا نهاية ومن كل الاتجاهات فسيتبدل الوضع
    فحينها سيمكننا أن نجعل كل دائرة منها وكانها مركز لدائرة كلية تتكون من 19 دائرة هي وحولها ثمانية عشر دائرة
    وبنفس الوقت كل دائرة صغيرة فيها ممكن ان تكون مركز أو راس أو قعر شجرة حياة جديدة
    يعني عندما توسع او تفتح حدود زهرة الحياة أكثر وأكثر وبشكل لا نهائي
    فإنها ستتحول كلها لشجرة حياة
    فكيفما نظرت حينها ومن أي زاوية فإنك ستجد شجرة الحياة أمامك داخل زهرة الحياة
    وسترى الشمس المضيئة في كل دائرة منها وسترى زيتها أو الإسم المكنون أو النقطة مكنون في كل دائرة او في شمس مضيئة في زهرة الحياة  
    وسترى أن زهرة الحياة او النور الظلي او ليلة القدر المظلمة هي كلها نور من نور وزيتها نور
    وما تفعله الملائكة والروح في هذه الليلة بإذن ربها
    وبعقدها هذه المنافسات في ما بينها في السماء والأرض  
    هي أنها تحاول أن تتعرف لخصائص وعلوم ومعارف ولتكتشف أكثر وأكثر علوم وامكانيات هذه الليلة الالهية التي هم منها وبها وفيها
    بمعنى أنهم يحاولون اكتشاف أسرار بيتهم الكبير
    يبقى أن نشير إلى أغمض وأعجب ما في هذه الرواية وهو قوله سلام الله عليه:
    لَا يَنْبَغِي أَنْ يَطَّلِعَ إِلَيْهَا إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْفَرْدُ
    فَمَنْ تَطَلَّعَ إِلَيْهَا فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي حُكْمِهِ
    وَ نَازَعَهُ فِي سُلْطَانِهِ
    وَ كَشَفَ عَنْ سِتْرِهِ وَ سِرِّهِ
    وَ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ
    وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِير……..إنتهى
    فهذه الكلمات القصار من أمير المؤمنين وسيد الموحدين تثبت إمكانية الإطلاع على ما لا ينبغي الاطلاع عليه
    لكن الملائكة والروح بإذن ربهم يحاولون قدر استطاعتهم وبكل مجهودهم وتنزلاتهم الإطلاع عليه وكشف سره
    والأعجب من ذلك هو قوله أن من يتوفق للإطلاع عليه فإنه
    باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِير
    فهذا القول إمّا أنه يتوافق مع قوله تعالى :
    هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ
    أو أنه يتعارض معه
    وقمة الاحسان كما ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام هو معرفة امير المؤمنين كما جاء في تأويل قوله تعالى:
    وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ
    فالحسنة هي مودتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بعد المعرفة
    وزيادة الحسنى هي زيادة معرفة المحسن
    والذي تَطَلَّعَ إِلَيْهَا وَ كَشَفَ عَنْ سِتْرِهِم وَ سِرِّهِم يكون قد وصل إلى قمة الاحسان يعني إلى قمة المعرفة بهم
    أو إلى قمة معارف التوحيد وخلاصتها
    ولذلك فإن قوله سلام الله عليه:
    باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِير
    لا بد أنه يشير به للجائزة الكبرى والأكبر التي يمكن أن تمنح لمن وصل لهذه المعرفة
    فقوله : باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِير
    ظاهره غضب الله وعذابه
    لكن باطنه هو رحمة الله وجائزته العظمى لأول الفائزين وأول من يكشف السر
    وبلا أدنى شك فإن كل المتنافسين في عالم المنافسات يسعون جميعهم لتحصيل هذه الجائزة العظمى
    ولتقريب الصورة لجائزة الفائز الأعظم في عالم الكتاب المرقوم أو الماتركس الرقمي سنضرب هذا المثل
    أعظم وأهم قطعة في الكمبيوتر هي البروسسور
    فهو من يدير جميع العمليات فيه
    وهو من يحرك ويوجه التعليمات لجميع أجزاء الكمبيوتر وجميع برامجه وجميع ما يجري منها ولها وعليها
    فهو بيت النار في الكمبيوتر لأن كل المعلومات فيه ترد له وتصدر منه
    ولذلك فإنهم يوجهون عليه مراوح قوية لتبريده دونا عن بقية قطع الكمبيوتر الأخرى
    فهو النار المركزية في عالم الماتركس او عالم الكتاب المرقوم
    وهو الذي يسيطر ويحرك ويعلم بكل ما يجري به
    فما من صغيرة ولا كبيرة في هذا الكتاب المرقوم الا وهو يعلمها
    فلا تغيب عنه فيه غائبة ولا تتحرك فيه معلومة الا له ومنه
    وما سيحصل عند انتهاء المنافسة
    هو ولادة شجرة خلق جديدة
    ويكون وعي الفائز بالجائزة العظمى بالنسبة لهذه الشجرة
    هو بمثابة وعي البروسيسر لشجرة الخلق الجديدة  
    فهو من يعلم بكل ما يجري فيها
    وهو من يحرك كل ما يجري فيها
    وهو من يوجه الأوامر لكل جنوده فيها
    فالفائزين كلهم سيندمجون أخيرا معه في نوره
    ويكونون معه نورا واحدا
    وروحا صمدانية واحدة
    وشجرة خلق واحدة
    ويكون له ولهم فيها أمر واحد لأنهم روح واحدة
    فيفتقون منها فتقاً ويخلقون خلقاً ، ويرزقون رزقاً ،ويبون دنيا مثل هذه ،ويبسطون من نوره عالماً ليتمتموا إرادتهم ،ويكون بدؤهم منهم ومعادهم إليهم ،ويكون لهم فيها بدأً ومشيئة
    والفائز بالجائزة العظمى سيكون هو روح هذه الروح الواحدة والشجرة الواحدة الجديدة سيكون وسط الكل
    طبعا هذا الفائز الأعظم في عالم المنافسات سيكون له منافس ينافسه على هذه الجائزة ويحسده في هذه الدنيا
    طبعا عالم الأمر سيحرص على ان يجمعهما بطريقة ما مع بعضهما البعض
    ومن يحسد الآخر او يعاديه بأي صورة في هذه المنافسة على هذه الجائزة
    فإنه يوم تتويج الفائز بجائزته سيُظهر له حسده وعداوته
    وسيكون الضد اللعين له ليفشل خططه ويثبت أنه أفضل منه
    والذي سيصبح الخليفة في الأرض سيأخذه على قد عقله
    ويوظفه عنده
    ويجعله شماله ليعادي يمينه
    وبهما يستخرج أفضل وأسوء ما بالمتنافسين الجدد في عالمه الجديد
    لتبقى كل الناس تلعنه وتسبه حتى أخر يوم من أيام المنافسة  
    وتنعاد الكرة من جديد مع الفائز الأول بالجائزة الكبرى
    هذا ما لو تمكن أحدهم من كشف السر والستر عن سر الأسرار الذي لا ينبغي لأحد أن يطلع عليه
    فإن لم يستطع احد ان يطلع عليه يبدؤون منافسة جديدة وجديدة وجديدة بقصص جديدة وجديدة وجديدة
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
    .
    ..
    ….
    …..
Viewing 1 replies (of 1 total)
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.