*267* منافسة الصراط المستقيم

  • Creator
    Topic
  • #3051
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل مجمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    رب اشرح لي صدري وضع عني وزري الذي أنقض ظهري وارفع لي ذكري واجعل لي من بعد العسر يسرا واجعل لي من بعد العسر يسرا
    منافسة الصراط المستقيم
    القلم كتب كل شيء
    كتب كل القصص
    قصص الخاسرين
    وقصص الفائزين
    ونحن كملائكة وروح نتنافس ضمن حدود اختياراتنا على الفوز بتأدية أدوار الفائزين
    فكون القصة مكتوبة من البداية للنهاية ومحوية بكل تفاصيلها من بدايتها حتى نهايتها في كتاب
    فإن ذلك يحتّم القول والإعتقاد بضرورة وجود نوع من الجبر فيها
    ومفروض على المؤدين لأدوار شخصيات القصة أن يعايشوا هذا الجزء الجبري منها
    وكوننا أرواح نتنافس على تأدية الأدوار الأفضل فيها يلزمنا بالقول والاعتقاد أننا كأرواح لنا نوع محدود من حرية الإختيار حين نعيش و نعايش الجزء الجبري المفروض علينا فيها
    طبعا يمكننا من مستوى وعينا الحالي أن نتعرف على الجزء الجبري من قصتنا بكل يسر ووضوح
    مثل جنسي ومستوى ذكائي والوضع المالي والثقافي لعائلتي ولمحل ولادتي وكل ما له علاقة بتفاصيل قصتي كاملة
    لكن من مستوى وعي ثاني أعلى سنكتشف ان حتى هذه الأشياء هي أيضا من اختيارنا
    لكن ليس من مستوى حياتنا في هذه الكرة بل من كراتنا التي سبقت كرتنا هذه
    فمن عمل مثقال ذرة خير في الكرة السابقة سيراه في الكرة الحالية
    ومن عمل مثقال ذرة شر في الكرة السابقة فانه سيراه في هذه الكرة
    يعني كل وضعك الحالي في كرتك الحالية هذه هو جزائك على ما فعلته في كرتك السابقة
    وهكذا عاد ما قلنا عنه سابقا انه جبر الى انه اختيار
    لكن لنقل أنه اختيار غير واعي
    يعني مثل أن اضعك في بداية المنافسة امام 72 باب وعلى كل باب توجد كلمة انت لا تعرف معناها
    لكنك يجب ان تختار باب منها وتدخل فيه لتتقدم في المنافسة
    وحين تختار الباب وتفتحه ستعرف عمليا معنى الكلمة المكتوبة على هذا الباب
    بعد أن تتعرف عمليا على معنى هذه الكلمة ستجد نفسك أيضا ومرة أخرى واقف أمام عدة أبواب
    ولكي تتقدم في المنافسة يجب عليك ان تختارالدخول في باب آخر منها
    لنفرض انك اخترت رقم عشرة ووجدت ما خلفه جميل جدا
    فان ذلك لن يجعلك تعيد اختياره مرة اخرى
    فانت تريد التقدم في المنافسة والفوز بها
    ولذلك ستختار اختيار مجهول آخر من الاختيارات التي لم تختارها بعد
    لنفرض انك اخترت الباب رقم 66 ودخلت منه
    وعايشت مشاعره ووجدت أنها ليست جميلة
    وهنا ستجد نفسك مجبر على أن تختار باب جديد
    أو ان تختار الباب رقم 10 من جديد فتشعر بالسعادة قليلا
    لكنك ستكون حذر جدا في المرة القادمة باختيار الباب رقم 66 مرة أخرى
    لأنك جربته ولم يعجبك
    ولذلك فإنك ربما ستعود للباب عشرة كمرحلة اولى ومنه ستختار الباب رقم 11 مثلا
    اذا وجدت ما خلف باب 11 جميل ومريح ويتناسق مع باب عشرة
    فستضعه في خطتك المستقبلية
    من 11 ستختار ربما باب رقم 33
    واذا ما وجدت ما خلفه جميل فستضعه في خطتك من باب الاحتياط
    وان كان غير جميل فانك ربما ستقرر الرجوع لباب عشرة او 11
    او ربما منه ستكمل رحلتك وتختار باب رقم 34 مثلا
    طبعا مصمم المنافسة يريدك أن تسلك في حركة مسيرك داخل هذه المتاهة من الغرف والأبواب سلسلة معينة ومتتالية منها
    لنقل ان اسم هذه السلسلة المتتالية من الابواب هو الصراط المستقيم
    ومصمم المنافسة يريدك أن تتعلم منها أشياء معينة خلال مسيرك وبحثك عن الصراط المستقيم
    يعني عن السلسلة الصحيحة من الابواب التي ستقودك للفوز بالجائزة الكبرى التي كنت تعرفها جيدا قبل أن تخطو أول خطواتك داخل هذه المتاهة
    فأي منافسة تدخل بها يوجد اتفاق مبدئي بينك وبين صاحب هذه المنافسة ومفاده
    أنك اذا ما استطعت الوصول للغاية منها فإنه سوف ينفذ جانبه من العقد المعقود بينك وبينه ويعطيك الجائزة التي وعدك بها ان أنت فزت
    وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
    فهذه الحياة التي نتنزل بها كأرواح مع الملائكة بإذن ربنا من كل أمر هي لهو ولعب ولعب ولهو
    وطريق الفوز بها هو سلوكنا الصراط المستقيم الذي حدده مصمم المنافسة
    وعدد المتنافسين بها هو عدد ثابت من بداية المنافسة حتى نهايتها
    وهم نفسهم الذين أعطوا العهد لصاحب المنافسة ببذل أقصى مجهودهم للفوز بها
    وهو بدوره أعطاهم العهد أيضا بمنح جائزته لكل من سيفوز بها منهم
    وعلى ذلك تم التوقيع على العقود والمواثيق بينهم من قبل أن تبدء المنافسة
    فقصتنا التي نقوم مع الملائكة ببرأها
    كتبها وصممها صاحب المنافسة بكل تفاصيلها واحداثها وشخصياتها فـ:
    مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
    فالضمير فينَّبْرَأَهَا هنا قد شمل الناطق بهذه الآية الكريمة
    وشمل أيضا المعنيين بقوله ((أَنفُسِكُمْ))
    يعني شملنا نحن أيضا
    فالناطق بها يبرء المكتوب بهذا الكتاب
    والمعايشون لها هم أيضا يبرؤون المكتوب بهذا الكتاب
    لكن كل واحد من الملائكة والروح سيساهم بعملية البرء هذه حسب مقامه
    فالمتنافسين لهم ادوار معلومة ومخصصة لهم
    والملائكة لهم كذلك أدوار معلومة ومخصصة لهم
    والكافرين لهم ايضا ادوار معينة وخاصة بهم
    وربهم له دور معلوم وثابت في عملية البرء هذه
    طبعا دور ربهم في عملية البرء لهذه القصة هو دور المخرج والمهندس الأعظم لكل ما سيجري في هذه الأرض
    فالقصة كاملة موجودة بين يديه
    وهو من عليه أن يوجه الأحداث على أرض الواقع
    لتجري تماما كما هي مكتوبة في ثنايا الكتاب الذي بين يديه ويؤدي كل واحد منهم دوره المكتوب له
    طبعا مهمة المخرجين للأفلام التي نراها في السينما لا تقارن أبدا بدور المخرج والمهندس الأعظم الذي يبرء المكتوب بكتاب قصتنا التي نعايشها
    فالممثلين في السينما كل واحد منهم يعرف دوره الموكل له تمام المعرفة
    وما دوره الا الاجتهاد في تنفيذ هذا الدور بأفضل صورة ممكنة
    أمّا في قصتنا
    فإن المؤدّين للأدوار والأحداث من الملائكة الذين ينزلون بالصور مع الأرواح المتنافسة
    لا يعرفون بتفاصيل ما هو مكتوب عليهم تأديته من الادوار المفروضة عليهم حسب قانون انما تجزون ما كنتم تعملون او مضمون تفاصيل قصة الصورة
    فانتقال المتنافس من تأدية الدور الفلاني للشخصية الفلانية في هذه الكرة
    للدور الفلاني للشخصية الفلانية في الكرة القادمة لا يتم بشكل عشوائي
    بل حسب ميزان الاعمال التي سيعملها نفس المتنافس في كل كرة
    فأعماله في أي كرة جديدة هي من ستقرر الدور التالي الذي سيؤديه ويعايشه في الكرة التالية
    نعود ونقول أن كل الأدوار والقصص الجزئية مكتوبة بكل تفاصيلها من البداية
    وحتى قصص وأدوار وأسماء الفائزين في نهاية القصة كانت مكتوبة منذ البداية
    لكن من سيؤديها من المتنافسين ومن سيلبس قميصها ويتسمّى بإسمها؟
    هذا الامر غير محدد ولن يتحدد الا قبل نهاية المنافسة
    وهم يتنافسون بالاساس للحصول على تلك الأدوار النهائية
    ويلبسون قمصانها ويعايشون أحداثها ويستمتعون بها
    سنفترض الأن أننا في كرة الرجعة
    وقلنا سابقا أن كرة الرجعة هي الكرة التي سينزل بها رب العالمين ويأخذ الفائزين وينفذ جانبه من العهد ويعطيهم جوائزهم التي وعدهم بها
    ويلبسهم أجسادهم النورانية
    ويكسبهم القدرات ويعلمهم العلوم الكثيرة
    ليكملوا بها برء بقية تفاصيل وأحداث قصتهم
    قلنا سنفترض أننا الآن في كرة الرجعة
    وهذا سيعني أن الفائزين قد تم تحديدهم بالفعل
    وكرة الرجعة هي الدور النهائي من هذه المنافسة في مرحلة الحياة الدنيا منها
    وبها ((أي بالدور النهائي أو كرة الرجعة)) سيتم تحديد الدرجات لكل واحد منهم
    فالفائزون تم تحديدهم بالفعل لكن ليس درجاتهم
    فدرجاتهم ستتحدد في كرة الرجعة هذه
    وهي الكرة التي ستكون اصعب كرة وأكثرها اغرائات وتضليلات
    ومن المؤكد أن أفضل الدرجات ستكون لأهل المعارف التوحيدية
    فحسب ما ورد عنهم صلوات الله وسلامه علهيم أجمعين
    أن معارف التوحيد هي أشرف المعارف
    وبالتالي ستكون لأهل المعارف الحقة أفضل الدرجات
    وأفضل درجات أهل المعارف الحقة هي التي تتمحور حول المعرفة النورانية لأهل البيت عليهم السلام
    فهم نور السماوات والأرض وعلى معرفتهم دارت القرون السابقة
    وكذلك نفهم ذلك انطلاقا من قول أمير المؤمنين عليه السلام
    التوحيد (للصدوق)، ص: 383
    عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ:
    قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي الْقَدَرِ
    أَلَا إِنَّ الْقَدَرَ سِرٌّ مِنْ سِرِّ اللَّهِ
    وَ سِتْرٌ مِنْ سِتْرِ اللَّهِ
    وَ حِرْزٌ مِنْ حِرْزِ اللَّهِ
    مَرْفُوعٌ فِي حِجَابِ اللَّهِ
    مَطْوِيٌّ عَنْ خَلْقِ اللَّهِ
    مَخْتُومٌ بِخَاتَمِ اللَّهِ
    سَابِقٌ فِي عِلْمِ اللَّهِ
    وَضَعَ اللَّهُ الْعِبَادَ عَنْ عِلْمِهِ
    وَ رَفَعَهُ فَوْقَ شَهَادَاتِهِمْ وَ مَبْلَغَ عُقُولِهِمْ
    لِأَنَّهُمْ لَا يَنَالُونَهُ بِحَقِيقَةِ الرَّبَّانِيَّةِ
    وَ لَا بِقُدْرَةِ الصَّمَدَانِيَّةِ
    وَ لَا بِعَظَمَةِ النُّورَانِيَّةِ
    وَ لَا بِعِزَّةِ الْوَحْدَانِيَّةِ
    لِأَنَّهُ بَحْرٌ زَاخِرٌ خَالِصٌ لِلَّهِ تَعَالَى
    عُمْقُهُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
    عَرْضُهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ
    أَسْوَدُ كَاللَّيْلِ الدَّامِسِ
    كَثِيرُ الْحَيَّاتِ وَ الْحِيتَانِ
    يَعْلُو مَرَّةً وَ يَسْفُلُ أُخْرَى
    فِي قَعْرِهِ شَمْسٌ تُضِيئُ
    لَا يَنْبَغِي أَنْ يَطَّلِعَ إِلَيْهَا إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْفَرْدُ
    فَمَنْ تَطَلَّعَ إِلَيْهَا فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي حُكْمِهِ
    وَ نَازَعَهُ فِي سُلْطَانِهِ
    وَ كَشَفَ عَنْ سِتْرِهِ وَ سِرِّهِ
    وَ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ
    وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِير……..إنتهى
    فالشمس المضيئة التي في قعر النور الظلي هي نور السماوات والأرض
    او المصباح الذي في المشكاة هو نور السماوات والأرض
    فأعظم الدرجات ستكون لمن يصل في كرة الرجعة من المتنافسين لمعرفة أهل البيت عليهم السلام المعرفة النورانية
    وهؤلاء نجد أنهم كما ينبأنا واقع الحال في هذا الزمان
    أن عددهم قليل جدا جدا
    فكما يقولونلو كان لبان
    فنحن في عصر تفجر المعلومات وانتشارها بين الناس كافة
    ومؤلفات وكتب من يدعون المعرفة متوفرة ومنتشرة وفي متناول الأيدي
    وهنا لا نحصر من وصلوا للمعرفة النورانية بين المسلمين فقط
    فيوجد بين الأمم من وصل لها وتكلم عنها
    لكن كل واحد تكلم عنها حسب ثقافته ودينه الذي انولد وسطه والأسماء التي يعرفها
    لكن اجمالا فإن عددهم قليل جدا
    وهؤلاء سيكونون اصحاب افضل الدرجات
    ويليهم في الدرجات أهل العبادات من من فارقوا الأضداد
    وهم اصحاب أكرم الأخلاق
    وهذا المعنى نفهمه كذلك من قول أمير المؤمنين
    سُئِلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنِ الْعَالَمِ الْعِلْوِيِّ فَقَالَ:
    صُوَرٌ عَارِيَةٌ عَنِ الْمَوَادِّ، خَالِيَةٌ عَنِ الْقُوَّةِ وَ الِاسْتِعْدَادِ،
    تَجَلَّى لَهَا فَأَشْرَقَتْ، وَ طَالَعَهَا بِنُورِهِ فَتَلَأْلَأَتْ،
    وَ أَلْقَى فِي هُوِيَّتِهَا مِثَالَهُ فَأَظْهَرَ عَنْهَا أَفْعَالَهُ،
    وَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ذَا نَفْسٍ نَاطِقَةٍ، إِنْ زَكَّاهَا بِالْعِلْمِ وَ الْعَمَلِ
    فَقَدْ شَابَهَتْ جَوَاهِرَ أَوَائِلِ عِلَلِهَا
    وَ إِذَا اعْتَدَلَ مِزَاجُهَا وَ فَارَقَتِ الْأَضْدَادَ
    فَقَدْ شَارَكَ بِهَا السَّبْعَ الشِّدَادَ……إنتهى
    فالإنسان الذي يزكي نفسه بالعلم والعمل
    سيشابه جواهر أوائل علله
    ومن المؤكد أنه لا توجد أيّ مرتبة أو أيّ درجة
    أعظم من هذه الدرجة او من هذه المرتبة
    ويليهم بالدرجات كل من
    يفارق الأضداد ((يعني يفارق جنود الجهل))
    ويعتدل مزاجه ((بجنود العقل))
    .
    نعود لحديث المنافسة مرة أخرى
    كل المتنافسين سينالون
    نفس الفرصة الزمنية للاهتداء للصراط المستقيم وسلوكه
    ونفس عدد الكرات لمحاولة ذلك
    وجميعهم سيخضعون لنفس القانون الجزائي والذي هو: انما تجزون ما كنتم تعملون
    وجميعهم ستوزن اعمالهم خلال كل كراتهم بنفس الميزان وبنفس الموازين
    وكلهم سينزلون في كرة الرجعة
    وهي الكرة التي سيضرم بها رب العالمين ناره مرة أخرى
    ويأمرهم بالدخول فيها
    وسيراقبهم من داخل قلوبهم
    من سيهابها منهم ويخاف منها فسيبقى من أصحاب الشمال
    ومن سيكون منتظرا لها وسعيدا بها ويخطوا نحوها وفيها بخطوات ثابتة بدون خوف أو وجل
    فهذا ربما سيسمع حسيسها فقط
    لكنّه سينجّيه منها في بدايتها ويجعله من أصحاب اليمين
    ثلة من الأولين وثلة من الآخرين
    أما أصحاب المعارف الحقة وأصحاب الدرجات الأعلى
    فهؤلاء قد سبقت لهم منهم الحسنى
    يعني سيتم رفعهم وتنجيتهم من أحداث ونار يوم القيامة قبل حتى أن يعلوا حسيسها
    إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ
    لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ
    لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
    فهذه المجموعة الأولى والأفضل من المتنافسين الفائزين وهم مجموعة السابقون السابقون من المتقين
    فهم حسب هذه الآيات الكريمات سيتم رفعهم من بين الناس قبل بداية يوم الفزع الأكبر
    ومن يومها سيكونون فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ
    إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ
    ندعوا ونتمنى ونترجى أن نكون جميعا من هذه المجموعة ويجب أن نسعى لذلك حتى آخر لحظة قبل بداية يوم الفزع الأكبر
    فأن رفعونا معهم فنعمة كبرى هي
    لكن شروط الانتماء لهذه المجموعة شروط صعبة جدا جدا
    ولذلك يجب أن نكون جاهزين لدخول النار التي سيضرمها رب العالمين بقلوب مطمئنة فمع القلب المطمئن سيجعلها بردا وسلاما من أول لحظة من لحظاتها
    مع القلب المطمئن لن تحرقك شرارة من شراراتها
    مع القلب الراضي والمسلّم ستتحول جميع مواقفها الصعبة لمشاهد سينمائية حركية مثيرة انت تقف وسطها وتستمتع بمشاهدتها وتتعجب منها بدون أن تكون جزء منها
    تشاهد كل شيء يجري من حولك لكن لن يشاهدك او يشعر بوجودك أحد
    مثل الملائكة في الوقت الحالي
    فهم معنا وحولنا طوال الوقت يصعدون وينزلون ويتحركون ويشهدون على كل شيء نفعله
    لكننا لا نشاهدهم ولا نشعر بهم ولا بوجودهم من حولنا
    مع دخولنا بالقلب المطمئن فحالنا سيصبح يومها مثل حال مجموعة السابقون السابقون
    الفرق أنهم ساعتها سيراقبون الاحداث التي تجري في الأرض من السماء بدون ان يسمعوا حسيسها
    ونحن سنراقب الاحداث ونشهدها من وسطها ، لكن مع سماعنا لحسيسها
    لكننا سنكون رغم ذلك مطمئنين غير خائفين
    كل الأدوار لذلك اليوم ولجميع الفائزين والخاسرين مكتوبة
    ومهمتك أنت كمتنافس أن تختار من الآن وترسم بخيالك ذلك الدور الذي ستؤديه يومها
    هل ستؤدي دور الخائف المتردد الجبان الذي لا يثق بقدرة وحكمة ربه الذي كتب هذا الدور؟
    ام ستؤدي دور الواثق بقدرة ربه وحكمته فتكون من الشاهدين غير المحزونين من فزع ذلك اليوم؟
    انها منافسة وكل متنافس يستطيع أن يقيّم نفسه ودرجة ثقته وتسليمه الحالية
    وكل متنافس يستطيع كذلك أن يقرر من الآن ماذا سيفعل في أي موقف سيجد ذلك اليوم نفسه وسطه
    عندما يكون عندك مقابلة لوظيفة معينة فإنك تجهز نفسك قبل شهر لهذه المقابلة
    تضع كل الاحتمالات والاسئلة ومقابلها سترسم لنفسك كيف ستتصرف قبال كل احتمال وسؤال
    من الأن جهز نفسك لهذا اليوم وضع كل الاحتمالات الممكنة وماذا ستفعل مقابل كل احتمال منها وابقى ذكّر نفسك بما ستفعله يومها
    أصعب المواقف هي أول المواقف التي ستواجهها ، فإن واجهتها بشجاعة وثقة وتسليم فستصبح بقية المواقف جميعها سهلة وبردا وسلاما عليك
    ابراهيم عليه السلام واجه أول موقف له حين القوه بالمنجنيق للنار بشجاعة وتسليم وثقة وتوكل على ربه فقالوا للنار كوني بردا وسلاما على ابراهيم
    بعدها لو القوه بالمنجنيق الف مرة أخرى في النار لما خاف وما شك
    بل ولما خطر ذلك على باله أبدا
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.