اللهم صلي على محمد وآل مجمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أين وفي أين وإلى أين/3
رب اشرح لي صدري وضع عني وزري الذي أنقض ظهري وارفع لي ذكري واجعل لي من بعد العسر يسرا واجعل لي من بعد العسر يسرا
من بداية كتابتنا في هذه الصفحة في سنة 2013 وإلى هذا اليوم كنا ولا نزال ندور في حلقة هذه الأسئلة الثلاثة وما بين فترة وأخرى كنا نكتب مقال به خلاصة ما توصلنا له وتكلمنا عنه في المقالات السابقة
وكل ذلك كان من وحي معاني وأسرار سورة القدر المباركة
واليوم سيكون حديثنا أيضا عن خلاصة ما وصلنا له من الإجابات عن هذه الأسئلة في السنة الماضية التي تكلمنا بها عن المنافسة والمتنافسين والجوائز وما سيحصل للمتنافسين الفائزين وغير الفائزين بعد انتهاء المنافسة
وسنستهل هذا المقال بهذه الرواية العظيمة المروية عن أهل بيت العصمة سلام الله عليهم أجمعين:
عن المفضل أبن عمرُقال:
كنت بحضرة مولانا جعفر الصادق علينا من ذكره السلام وجماعة من أهل المراتب فسألناه :ما يكون من المؤمن إذا بلغ نهاية صفائه ؟
فقال منه السلام : يعود الى صمدانية الباري وخدمته ومحبته .
فقلنا : يا مولانا الى الصمدانية ؟
فقال : ويكون له صمدانية يفتق منها فتقاً ويخلق خلقاً ، ويرزق رزقاً ،ويبدي دنيا مثل هذه ،ويبسط من نوره عالماً ليتمتم إرادته ،ويكون بدؤهم منه ومعادهم إليه ،ويكون له بدا ومشيئة
فقلنا : يا مولانا له دنيا مثل هذه الدنيا وملك مثل هذا الملك ؟
فقال : أجل
وأومأ بيده فكشف عن سبعين دنيا
منها مثل هذه الدنيا سبعين مرة
فخررنا لوجوهنا ساجدين
فتلا : أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون .
فرفعنا رؤوسنا .
فقال : يا مفضل أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه…….إنتهى
يركز الأئمة عليهم السلام دائما على أن خلاصة المنافسة والهدف منها هو :
معرفة المتنافس لنفسه ومعرفة ربه من خلال معرفة نفسه
وباطن نفس هذه المعرفة المنشودة يدلنا على أن ظاهر الإنسان يستبطن القدرة على أن يفعل عمليا كل ما يفعله ربه
فيكون له صمدانية مثل ربه فيفتق منها فتقاً ويخلق خلقاً ، ويرزق رزقاً ،ويبدي دنيا مثل دنيانا هذه ،ويبسط من نوره عالماً ليتمتم فيها أرادته التي هي نفسها إرادة ربه،ويكون بدء خلائقه منه ومعادهم إليه ،ويكون له فيها بدء ومشيئة
يعني ينتقل بعد الفوز من المعرفة النظرية للتطبيق العملي لهذه المعرفة النظرية
ونفس هذا المعنى مستبطن في الكثير من الروايات الشريفة مثل ما ورد من قول رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام في روايات متعددة:
((الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة))
فنفس هذه الرواية تقول لنا أنه يوجد أشجار خلق كثيرة وأن الناس الموجودين في هذه الدنيا إنما هم أوراق لتلك الأشجار الشتّى
ومن هذه الرواية وغيرها أيضا نفهم أن شجرة محمد وآل محمد هي غير تلك الأشجار لكنها مهيمنة عليها كلها وعلى جميع جذورها وفروعها وأغصانها وأوراقها
فشجرتهم جسدها وبدنها ونفسها وروحها واسمها في أجساد وأبدان وأنفس وأرواح وأسماء كل الاشجار
ووصلنا سابقا إلى أن شجرة محمد وآل محمد هي شجرة الحياة أو شجرة الروح
وقلنا من الروايات أنهم صلوات الله وسلامهم عليهم أجمعين هم الروح التي ما اوتينا من العلم بها الا قليلا
فهم الروح الواحدة التي صورها متعددة ، أو الشجرة الواحدة التي كل الأشجار إنما هي صور متعددة منها ولها
ولكي نفهم بشكل سريع ومختصر علاقة شجرة الروح بالاشجار الشتى سنضرب هذا المثل البسيط المقرّب لمعنى شجرة الروح بشكل كبير
تصور أنك رسمت على ورقة سوداء ألف ألف ألف شجرة جميعها متصلة بعضها ببعض وبعضها متفرع من بعض
هذه الأشجار المتصلة ببعضها ومتفرعة من بعضها البعض هي الأشجار الشتّى
والورقة السوداء التي رسمت عليها كل تلك الأشجار هي شجرة محمد وآل محمد
هي شجرة الروح وهي ليلة القدر أو هي القدر كما ورد في الروايات مثل هذه الرواية العظيمة:
التوحيد (للصدوق)، ص: 383
عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ:
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي الْقَدَرِ
أَلَا إِنَّ الْقَدَرَ سِرٌّ مِنْ سِرِّ اللَّهِ
وَ سِتْرٌ مِنْ سِتْرِ اللَّهِ
وَ حِرْزٌ مِنْ حِرْزِ اللَّهِ
مَرْفُوعٌ فِي حِجَابِ اللَّهِ
مَطْوِيٌّ عَنْ خَلْقِ اللَّهِ
مَخْتُومٌ بِخَاتَمِ اللَّهِ
سَابِقٌ فِي عِلْمِ اللَّهِ
وَضَعَ اللَّهُ الْعِبَادَ عَنْ عِلْمِهِ
وَ رَفَعَهُ فَوْقَ شَهَادَاتِهِمْ وَ مَبْلَغَ عُقُولِهِمْ
لِأَنَّهُمْ لَا يَنَالُونَهُ بِحَقِيقَةِ الرَّبَّانِيَّةِ
وَ لَا بِقُدْرَةِ الصَّمَدَانِيَّةِ
وَ لَا بِعَظَمَةِ النُّورَانِيَّةِ
وَ لَا بِعِزَّةِ الْوَحْدَانِيَّةِ
لِأَنَّهُ بَحْرٌ زَاخِرٌ خَالِصٌ لِلَّهِ تَعَالَى
عُمْقُهُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
عَرْضُهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ
أَسْوَدُ كَاللَّيْلِ الدَّامِسِ
كَثِيرُ الْحَيَّاتِ وَ الْحِيتَانِ
يَعْلُو مَرَّةً وَ يَسْفُلُ أُخْرَى
فِي قَعْرِهِ شَمْسٌ تُضِيئُ
لَا يَنْبَغِي أَنْ يَطَّلِعَ إِلَيْهَا إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْفَرْدُ
فَمَنْ تَطَلَّعَ إِلَيْهَا فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي حُكْمِهِ
وَ نَازَعَهُ فِي سُلْطَانِهِ
وَ كَشَفَ عَنْ سِتْرِهِ وَ سِرِّهِ
وَ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ
وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِير……..إنتهى
فالقدر في هذه الرواية رمزنا له في المثل الذي ضربناه قبل قليل
بالورقة السوداء التي رسمنا عليها كل أشجار الخلق وذلك تقريبا لمعنى لما قاله أمير المؤمنين عليه السلام في وصف القدر حين قال :
عُمْقُهُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
عَرْضُهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ
أَسْوَدُ كَاللَّيْلِ الدَّامِسِ
فالقدر هو الإسم المكنون
وحجابه هو لوح التجلي
أو النور الظلي
أو ليلة القدر
أو المشكاة
أو النور الفاطمي
أو أم الكتاب
أو المظهر الأول الأتم الأكمل الأعظم للمعنى المكنون بها
أو العقل الكلي الذي له رؤوس بعدد الخلائق
أو الأنثى الإلهية رحم الوجود
أو بيضة الوجود
أو الخطّة والخطة معناها دائرة
فحجاب الإسم المكنون أو المعنى هي دائرة الوجود وهو قطبها
كلامنا التالي سيتركز على محاولة فهم الحجاب او لوح التجلي او ليلة القدر السوداء الدامسة او النور الظلي الذي جعله أظلة لكي نفهم كيف يمكن للأشجار الشتى أن تتماهى مع هذا النور الظلي أو ليلة القدر أو الروح لتستطيع من خلال تماهيها معه ان تقدر وتخلق وتصور دنيا مثل أو أكبر من دنيانا هذه فتشاء وتريد وتقدر وتقضي وتمضي بها ما تشاء من المقادير
ولذلك سنضيف بعقولنا القاصرة واعتمادا على بعض ما جاء في الروايات بعض الألوان على تفاصيل او ظلال ليلة القدر السوداء الدامسة لكي نستطيع ان نتصورها ونتخيلها ونفهمها
من مجموع الروايات نفهم أن ليلة القدر السوداء هي النور الظلي الذي جعله أظلة وأن حركة وآمال وتطلعات ومنافسات كل الأمم او القرون السابقة دارت حول معرفتهم لهذه الليلة المظلمة او النور الظلي المجعول أظلة معرفة أفضل
بتعبير أخر فإن هذه الليلة السوداء المظلمة الدامسة أو الورقة السوداء حسب المثل الذي ضربناه في البداية
فإن الإسم المكنون أو المعنى بعد أن إنتهى نت خلق هذه الليلة السوداء الدامسة فإنه رسم أول ما رسم عليها بقلم أسود سواده من نفس سواد الليلة ، رسم خطوط هندسية متناسقة قسّم بها كامل هذه الليلة بشكل متناسق
وأعطى لك قسم منها وعي خاص به
بحيث ان وعي كل قسم منها يساوي ويعادل وعي بقية الأقسام
فلا فرق بين وعي كل قسم منها ووعي بقية الأقسام
وكانت هذه الليلة بمثابة أمهم والحجة عليهم ومجموعهم
فوعيها يجمع وعيهم كلهم
الآن أصبح عندنا لوحة سوداء مرسوم عليها خطوط هندسية بقلم أسود سواده من نفس سواد اللوحة
وكما قلنا نريد أن نضيف بعض الألوان على هذه الليلة او اللوحة السوداء التي سنرسم عليها كل شيء لكي نستطيع أن نرى تفاصيل هذه الليلة
ولهذا الهدف فإننا نستطيع بداية أن نفعل ذلك بإضافة لون واحد فقط
وهذا اللون إمّا أن نلون به نفس ليلة القدر السوداء فقط وبدون أن نلون به الخطوط الهندسية
يعني لو كان اللون أبيض فسيصبح لون الليلة هو الأبيض ويبقى لون الخطوط هو الأسود
أو نفعل العكس يعني نظيف اللون الأبيض على الخطوط الهندسية فقط فتصبح بيضاء ويبقى لون ليلة القدر نفسها هو الأسود الدامس
إذا فعلنا ذلك فسيظهر عندنا شكل هندسي كامل ملون باللون الأسود وهو الدائرة
وهذه الدائرة مقسمة من داخلها تقسيمات متساوية ومتناسقة بخطوط بيضاء هندسية منحنية ومتصلة بعضها ببعض
صورة هذه الليلة المظلمة وتقسيماتها أو وأظلتها ستكون حينها هي نفسها صورة زهرة الحياة ذات التسعة عشر دائرة ومحاطة بدائرة واحدة كبيرة
فالليلة الظلّية المظلمة الدامسة هي الدائرة الكبيرة المحيطة بجميع الدوائر أو بجميع الأظلة داخلها
أما الشمس التي تضيء في قعر هذه الليلة ولا ينبغي لأحد الإطلاع عليها فهي الدائرة الوسطية المحاطة بثماني عشر دائرة
ستة منها يحيطون بها كخط أول
واثني عشر دائرة أخرى يحيطون بها كخط ثاني
أمّا زيت هذه الشمس المضيئة فهو النقطة التي وسط الشمس
والدائرة الظلية الكلية تحيط بهم جميعهم
داخل هذه الدائرة الظلية أو زهرة الحياة الواحدة المحدودة يمكننا أن نرى أيضا شجرة حياة واحدة فقط كما في الصورة وبوسطها يمكننا أن نرى شمس مضيئة واحدة
لكن لو فتحنا أو لو وسّعنا حدود زهرة الحياة الى ما لا نهاية ومن كل الاتجاهات فسيتبدل الوضع
فحينها سيمكننا أن نجعل كل دائرة منها وكانها مركز لدائرة كلية تتكون من 19 دائرة هي وحولها ثمانية عشر دائرة
وبنفس الوقت كل دائرة صغيرة فيها ممكن ان تكون مركز أو راس أو قعر شجرة حياة جديدة
يعني عندما توسع او تفتح حدود زهرة الحياة أكثر وأكثر وبشكل لا نهائي
فإنها ستتحول كلها لشجرة حياة
فكيفما نظرت حينها ومن أي زاوية فإنك ستجد شجرة الحياة أمامك داخل زهرة الحياة
وسترى الشمس المضيئة في كل دائرة منها وسترى زيتها أو الإسم المكنون أو النقطة مكنون في كل دائرة او في شمس مضيئة في زهرة الحياة
وسترى أن زهرة الحياة او النور الظلي او ليلة القدر المظلمة هي كلها نور من نور وزيتها نور
وما تفعله الملائكة والروح في هذه الليلة بإذن ربها
وبعقدها هذه المنافسات في ما بينها في السماء والأرض
هي أنها تحاول أن تتعرف لخصائص وعلوم ومعارف ولتكتشف أكثر وأكثر علوم وامكانيات هذه الليلة الالهية التي هم منها وبها وفيها
بمعنى أنهم يحاولون اكتشاف أسرار بيتهم الكبير
يبقى أن نشير إلى أغمض وأعجب ما في هذه الرواية وهو قوله سلام الله عليه:
لَا يَنْبَغِي أَنْ يَطَّلِعَ إِلَيْهَا إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْفَرْدُ
فَمَنْ تَطَلَّعَ إِلَيْهَا فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي حُكْمِهِ
وَ نَازَعَهُ فِي سُلْطَانِهِ
وَ كَشَفَ عَنْ سِتْرِهِ وَ سِرِّهِ
وَ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ
وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِير……..إنتهى
فهذه الكلمات القصار من أمير المؤمنين وسيد الموحدين تثبت إمكانية الإطلاع على ما لا ينبغي الاطلاع عليه
لكن الملائكة والروح بإذن ربهم يحاولون قدر استطاعتهم وبكل مجهودهم وتنزلاتهم الإطلاع عليه وكشف سره
والأعجب من ذلك هو قوله أن من يتوفق للإطلاع عليه فإنه
باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِير
فهذا القول إمّا أنه يتوافق مع قوله تعالى :
هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ
أو أنه يتعارض معه
وقمة الاحسان كما ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام هو معرفة امير المؤمنين كما جاء في تأويل قوله تعالى:
وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ
فالحسنة هي مودتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بعد المعرفة
وزيادة الحسنى هي زيادة معرفة المحسن
والذي تَطَلَّعَ إِلَيْهَا وَ كَشَفَ عَنْ سِتْرِهِم وَ سِرِّهِم يكون قد وصل إلى قمة الاحسان يعني إلى قمة المعرفة بهم
أو إلى قمة معارف التوحيد وخلاصتها
ولذلك فإن قوله سلام الله عليه:
باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِير
لا بد أنه يشير به للجائزة الكبرى والأكبر التي يمكن أن تمنح لمن وصل لهذه المعرفة
فقوله : باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِير
ظاهره غضب الله وعذابه
لكن باطنه هو رحمة الله وجائزته العظمى لأول الفائزين وأول من يكشف السر
وبلا أدنى شك فإن كل المتنافسين في عالم المنافسات يسعون جميعهم لتحصيل هذه الجائزة العظمى
ولتقريب الصورة لجائزة الفائز الأعظم في عالم الكتاب المرقوم أو الماتركس الرقمي سنضرب هذا المثل
أعظم وأهم قطعة في الكمبيوتر هي البروسسور
فهو من يدير جميع العمليات فيه
وهو من يحرك ويوجه التعليمات لجميع أجزاء الكمبيوتر وجميع برامجه وجميع ما يجري منها ولها وعليها
فهو بيت النار في الكمبيوتر لأن كل المعلومات فيه ترد له وتصدر منه
ولذلك فإنهم يوجهون عليه مراوح قوية لتبريده دونا عن بقية قطع الكمبيوتر الأخرى
فهو النار المركزية في عالم الماتركس او عالم الكتاب المرقوم
وهو الذي يسيطر ويحرك ويعلم بكل ما يجري به
فما من صغيرة ولا كبيرة في هذا الكتاب المرقوم الا وهو يعلمها
فلا تغيب عنه فيه غائبة ولا تتحرك فيه معلومة الا له ومنه
وما سيحصل عند انتهاء المنافسة
هو ولادة شجرة خلق جديدة
ويكون وعي الفائز بالجائزة العظمى بالنسبة لهذه الشجرة
هو بمثابة وعي البروسيسر لشجرة الخلق الجديدة
فهو من يعلم بكل ما يجري فيها
وهو من يحرك كل ما يجري فيها
وهو من يوجه الأوامر لكل جنوده فيها
فالفائزين كلهم سيندمجون أخيرا معه في نوره
ويكونون معه نورا واحدا
وروحا صمدانية واحدة
وشجرة خلق واحدة
ويكون له ولهم فيها أمر واحد لأنهم روح واحدة
فيفتقون منها فتقاً ويخلقون خلقاً ، ويرزقون رزقاً ،ويبون دنيا مثل هذه ،ويبسطون من نوره عالماً ليتمتموا إرادتهم ،ويكون بدؤهم منهم ومعادهم إليهم ،ويكون لهم فيها بدأً ومشيئة
والفائز بالجائزة العظمى سيكون هو روح هذه الروح الواحدة والشجرة الواحدة الجديدة سيكون وسط الكل
طبعا هذا الفائز الأعظم في عالم المنافسات سيكون له منافس ينافسه على هذه الجائزة ويحسده في هذه الدنيا
طبعا عالم الأمر سيحرص على ان يجمعهما بطريقة ما مع بعضهما البعض
ومن يحسد الآخر او يعاديه بأي صورة في هذه المنافسة على هذه الجائزة
فإنه يوم تتويج الفائز بجائزته سيُظهر له حسده وعداوته
وسيكون الضد اللعين له ليفشل خططه ويثبت أنه أفضل منه
والذي سيصبح الخليفة في الأرض سيأخذه على قد عقله
ويوظفه عنده ويجعله شماله ليعادي يمينه
وبهما يستخرج أفضل وأسوء ما بالمتنافسين الجدد في عالمه الجديد
لتبقى كل الناس تلعنه وتسبه حتى أخر يوم من أيام المنافسة
وتنعاد الكرة من جديد مع الفائز الأول بالجائزة الكبرى
هذا ما لو تمكن أحدهم من كشف السر والستر عن سر الأسرار الذي لا ينبغي لأحد أن يطلع عليه
فإن لم يستطع احد ان يطلع عليه يبدؤون منافسة جديدة وجديدة وجديدة بقصص جديدة وجديدة وجديدة
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين