*270* من كان ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفّت موازينه‏

  • Creator
    Topic
  • #3054
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    قال أمير المؤمنين : من كان ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفّت موازينه‏
    وقال: أنّ الْعِلْمُ نُقْطَةٌ كَثَّرَهَا الْجَاهِلُون‏
    وقال: أَنَا النُّقْطَةُ أَنَا الْخَطُّ أَنَا الْخَطُّ أَنَا النُّقْطَةُ أَنَا النُّقْطَةُ وَ الْخَط
    وقال: «أنا النقطة التي تحت الباء المبسوطة»ـ
    وقال: َ  أَنَا الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ‏
    الخلاصة في قوله من هذه الكلمات هي : أنا النقطة ولا يوجد معي نقطة أخرى . ونقطة وانتهى السطر
    طيب الآن عندما نستعمل الهندسة المقدسة لوصف هذا الكلام فماذا نقصد من الدائرة والمكعب والمثلث وبقية الاشكال الافلاطونية ونضع النقطة في وسطها؟
    هل نقصد انها فعلا تحيط به؟
    فإن كان هذا قصدنا فإننا سنكون قد جعلنا مع النقطة نقاط أخرى تحيط به
    وقد يقول قائل انه هو نفسه النقطة تكثّر بذاته من ذاته
    لكننا حينها سنبقى من من جعلوا مع النقطة نقطة أو نقاط أخرى 
    فما هو الحل إذن؟ 
    الحل سهل ويمكننا ان ننطلق به من قوله : 
     أَنَا الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ‏
    وكيف سنفعل ذلك؟
    سنقول أن النقطة هنا هو الأول وهو الظاهر 
    والخطة أو الدائرة هي الباطن 
    باطن من ؟ 
    باطن النقطة أو باطن الظاهر 
    كيف يمكننا ان نتصور هذا الوصف ؟
    نتخيل ظهور المشيئة كنقطة نور من صبح الأزل 
    يعني ظهورها ذاتيا قبل أن يخلق بها العدم  
    بمعنى قبل أن يخلق بها النور الظلي 
    فالمشيئة هي نقطة نور اشرقت من صبح الآزل 
    وقولنا ذاتيا يعني أن المشيئة هي نفسها هي صبح الأزل 
    وكون النور اشرق من صبح الأزل يدلنا على أن:
     النور الذي أشرق هو الظاهر 
    وصبح الأزل الذي أشرق منه النور هو الباطن 
    الأن يأتي السؤال التالي : 
    النور عندما أشرق هل توجه نوره بعيدا عن الباطن؟
    فلو كان كذلك فإن النقطة ستصبح نقاطا لا حد لعددها ونكون قد ابتعدنا عن توحيد النقطة واصبحنا من الجاهلين 
    فما هو الحل؟
    الحل أن نقول أن النور أشرق من باطنه على باطنه 
    يعني الظاهر أشرق على الباطن ليظهره 
    فالمشيئة غاصت في نفسها أو أشرقت في نفسها 
    في هذه الحالة فإن النقطة ستبقى نقطة ولن تتكثّر مهما تشعبت في باطنها 
    أو المشيئة الاولى الكلية ستبقى نقطة مهما غاصت في نفسها او في باطنها أعمق وأعمق وأعمق 
    كل ما سيحصل هو أنها ستتكوسر أو ستنقسم لكسور أصغر وأصغر وأصغر 
    فمهما قسّمت رقم الواحد لملايين المرات فلن تخرج من الواحد 
    بمعنى مهما غصت في الواحد أكثر وأكثر وأكثر فانك ستبقى في الواحد 
    وهكذا هي المشيئة النقطة مهما غاص وأشرق بها نورها أكثر وأكثر فإنّه لن يخرج منها أو من نفسه أبدا 
    فالباطن أو صبح الأزل هو بحر أَسْوَدُ كَاللَّيْلِ الدَّامِسِ كَثِيرُ الْحَيَّاتِ وَ الْحِيتَانِ يَعْلُو مَرَّةً وَ يَسْفُلُ أُخْرَى 
    لأن صوره والعلم المكنون به لا حد لها ولا له 
    فالظاهر من المشيئة هو ما تظهره لنا الشمس المضيئة في قعرها بنورها 
    فالنور هو الظاهر والمّظهر لنفسه أو لباطنه 
    فالظاهر الباطن هو من اظهر نفسه بنفسه 
    لم يخرج من ذاته أبدا ، فلا يوجد مع ذاته ذات أخرى ليخرج من ذاته إليها 
    فهو أشرق بظاهره على باطنه 
    فهو من دل بذاته الظاهرة على ذاته الباطنة 
    هو من أظهر باطنه بظاهره 
    اذا اردت ان تتصور هذا المعنى ارسم نقطة بيضاء صغيرة جدا على لوح أسود 
    ثم ضعها تحت المجهر وركز العدسة على النقطة 
    ثم قص السواد حول النقطة البيضاء بحيث لا يبقى تحت المجهر الا النقطة البيضاء وانت تعلم ان باطنها السواد 
    ركز العدسة اكثر واكثر حتى تصل لمنتصف هذه النقطة وضع نقطة سوداء في منتصفها 
    ثم ركز العدسة اكثر واكثر على النقطة السوداء حتى لا يبقى غيرها وضع نقطة بيضاء وسطها 
    وهكذا يمكنك ان تعيد هذه العملية آلآف المرات ، بل ملايين المرات ، بل لعدد لا محدود من المرات 
    كل هذا وانت لم تخرج من النقطة الوهمية الاولى التي لن يمكنك ان تصل لقرارها أبدا 
    وهكذا يمكنك أن تغوص بالنقطة وترسم الدائرة أول ما ترسم كما فعلنا وداخلها ترسم الكلمة التامة كمثلث من ثلاث نقاط وترسم داخلها المكعب وترسم داخلها كل الاشكال الهندسية الاخرى ثم تتعمق بهم اكثر واكثر واكثر 
    وكل ذلك ولم تخرج من النقطة بعد 
    ولن تخرج منها أبدا 
    فكل الوجود موجود في الباطن ولولا النور او الظاهر لم يكن ليكن له حظ من الظهور 
    فالنقطة هو الظاهر
    ونفس النقطة هو الباطن وهو نفسه الدائرة
    الفرق هو أن الظاهر يمثّل الجانب الالهي العلوي الذكري 
    والدائرة تمثل الجانب الالهي الفاطمي الأنثوي 
    ومن كان ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفّت موازينه‏ 
    ستعني 
    من كانت علويته في ولايتي أكثر من فاطميته خفّت موازينه 
    لأنه لم يعرفني كما أريده أن يعرفني
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.