- This topic has 1 reply, 1 voice, and was last updated 4 months, 3 weeks ago by .
-
Topic
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول لنا الناطق في القرآن الكريم
إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
فالمتحدث هنا هو بالتأكيد ليس الله
ولو كان المتحدث هو الله لقال:
إن الأرض لي اورثُها لمن أشاء من عبادي
فالمتحدث يتحدث عن الله
وفي هذه الاية ثحدث عن مجموعتين
مجموعة من عباده وهي التي سترث الأرض
ومجموعة أخرى قال أن العاقبة لهم وهم مجموعة المتقين
والمتقين هم افضل من سيرثون الأرض مع نوالهم للعاقبة
لكي نفهم معنى هذه الآية جيدا يجب أن نعرف ما هو معنى العاقبة
وما هي صفات المتقين ، أو بمعنى آخر بماذا اتصفت هذه المجموعة فاستحقت صفة المتقين؟
فهل صفة المتقين هي صفة أخلاقية أم إنّها صفة معرفية؟
والعاقبة حسب روايات أهل البيت ما هو معناها؟
ولماذا كان الأنبياء يدفعون اصحابهم للصبر ويقولون لهم أن العاقبة للمتقين؟
من هذه الأسئلة ومن غيرها التي سنطرحها خلال البحث سنحاول ان نربط كل هذه المعاني مع بعضها البعض وبالتأكيد سنفعل ذلك من خلال روايات أهل البيت عليهم السلام ، وسنفعل كل ذلك من خلال ربطها بالمنافسة وما سيجري بها ومن هم الفائزين بها وما هي أعظم جائزة فيها
فنحن في منافسة تتكون من مرحلتين ((دنيا وآخرة)) ويبدو أننا قد اقتربنا من نقطة النهاية للمرحلة الأولى منها وهي مرجلة الدنيا
في هذه المرحلة كان الأنبياء يصبّرون قومهم ويقولون لهم أن العاقبة للمتقين
في مفهوم المنافسة فانهم يشدون من ازرهم ويشجعونهم على الصبر والمجاهدة حتى بلوغ خط النهاية لكي يكونوا من الفائزين
ومثل هذه الحالة التصورية يمكننا مشاهدتها اليوم في المنافسات الرياضية حين يكون المتنافسين في اقصى حالات الاجهاد البدني والنفسي والمدرب يجري معهم ويصيح بهم مشجعا لم يبقى الا القليل 1000 متر 700 متر 500 متر او يقول له الكأس ينتظرك ولم يبقى الا القليل
والكثير من مثل هذه التشجيعات لكي يبثوا بهم روح المنافسة
وهكذا كان الأنبياء يفعلون مع اصحابهم يذكرونهم بالجائزة الكبرى والتي اقل منها
قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَفالجائزة الكبرى هي العاقبة وهذه هي جائزة المتقين
أمّا وراثة الأرض فهي جائزة لكن درجتها أقل من درجة العاقبة
وراثة الأرض يبدوا انه واضحة شيئ ما لكن العاقبة تحتاج لتوضيح
فما هي العاقبة؟
من رواية طويلة مروية عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَر عليه السلام أنقل لكم منها موضع الشاهد حيث قَال:
قُلْتُ يَا بَا جَعْفَرٍ ع : وَ مَا الْمِيزَانُ؟
فَقَالَ: إِنَّكَ قَدِ ازْدَدْتَ قُوَّةً وَ نَظَراً
يَا سَعْدُ : رَسُولُ اللَّهِ ص الصَّخْرَةُ وَ نَحْنُ الْمِيزَانُ
وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ فِي الْإِمَامِ : لِيَقُومَ النَّاس بِالْقِسْطِ
قَالَ : وَ مَنْ كَبَّرَ بَيْنَ يَدَيِ الْإِمَامِ وَ قَالَ :
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ
كَتَبَ اللَّهُ لَهُ رِضْوَانَهُ الْأَكْبَرَ
وَ مَنْ كَتَبَ اللَّهُ رِضْوَانَهُ الْأَكْبَرَ يَجِبُ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ إِبْرَاهِيمَ وَ مُحَمَّدٍ ص وَالْمُرْسَلِين فِي دَارِ الْجَلَالِ
فَقُلْتُ لَهُ : وَ مَا دَارُ الْجَلَالِ؟
قَالَ: نَــــحْــــنُ الــــدَّارُ
وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ : تِلْكَ الــــــــدَّارُ الْآخِــــرَةُ نَــــجْــــعَــــلُــــهــــا
لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
فَــنَــحْــنُ الْــعَــاقِــبَــةُ يَــا سَــعْــدُ
وَ أَمَّا مَوَدَّتُنَا لِلْمُتَّقِينَ فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى :
تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ
فَنَحْنُ جَلَالُ اللَّهِ وَ كَرَامَتُهُ الَّتِي أَكْرَمَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى الْعِبَادَ بِطَاعَتِنَا…….إنــتــهــى
نعيد مرة أخرى ترتيب وربط المعاني السابقة مع الاختصار
فــــ نَــحْــنُ الــدَّارُ = الإمَــامَــةُ هــي الــدار
و
تِلكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَـلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
سيكون معناها = تِلكَ الإمَامَةُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَالإمامة لِلْمُتَّقِينَ
فالجائزة الكبرى للذين سيفوزون بأحسن المراتب ويكونون هم السابقون منهم هي الإمامة
طبعا يوجد جائزة افضل منها ايضا وهي :
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا
فالمتقين سيكونون أئمة يهدون
لكن يوجد مجموعة ستكون للمتقين أو للأئِمة إماما
يعني مجموعة صغيرة مختارة من المتقين هم من سيستلمون قيادة مجموعة الأئمّة الكبيرة
ومن هذه المجموعة لا بد أن يوجد واحد منهم فقط سيكون هو أسبق السابقين كلهم وهذا سيكون هو إمام الأئِمّة كلهم ، المجموعة الكبيرة كلها والمجموعة الصغيرة أيضا
وهذه هو مهدي هذه الأمة الواحدة المتنافسة والذي سيتم اختياره او اصطفائه من بينهم
انه هو المصطفى المختار من كل الأمة الواحدة المتنافسة في هذه القبة المحمدية
عرفنا الأن معنى العاقبةونريد أن نعرف معنى المتقين
هل هي صفة أخلاقية ام هي صفة معرفية؟
لأن معناها يحدد لنا معنى قوله تعالى :
الم (()) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ
فألف لام ميم سيهدي من؟
هل المتّقون هم ُ مَنْ صَلَّوا وَ صَامَوا وَ عَبَدَوا اللَّه بدون معرفة أن هم ُ من صَلَّوا وَصَامَوا وَ عَبَدَوا اللَّه عن معرفة ؟
الإمام الصادق عليه السلام يشترط المعرفة بالله، والمعرفة ليست أيّ معرفة بالله ، بل هي معرفتهم هم سلام الله عليهم
129 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ وَ هُوَ كَرَّامُ بْنُ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع :
إِنَّ آيَةً فِي الْقُرْآنِ تُشَكِّكُنِي
قَالَ:
وَ مَا هِيَ؟
قُلْتُ:
قَوْلُ اللَّهِ :
إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
قَالَ :
وَ أَيُّ شَيْءٍ شَكَكْتَ فِيهَا؟
قُلْتُ:
مَنْ صَلَّى وَ صَامَ وَ عَبَدَ اللَّهَ قُبِلَ مِنْهُ
قَالَ:
إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ الْعَارِفِينَ
ثُمَّ قَالَ :
أَنْتَ أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا أَمِ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ؟
قُلْتُ:
لَا ،، بَلِ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ
قَالَ:
فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ شَيْءٌ مِمَّا ذَكَرْتَ …….إنتهى
يعني الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ لا تُقبل منه صلاة ولا صيام ولا أي عبادة أخرى
لماذا لا تقبل منه؟
يقول الإمام لأنه ليس من العارفين
فهو عابد لكنه ليس عارف وعبادة بدون معرفة لا يعتدّ بها ولا تنقبل
وهذا المعنى في شرط قبول الأعمال وعدم قبولها وارد في الكثير من الآيات مثل هذه الرواية:
130 عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص :
لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ عَامٍ ،، ثُمَّ ذُبِحَ كَمَا يُذْبَحُ الْكَبْشُ ،، ثُمَّ أَتَى اللَّهَ بِبُغْضِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ،، لَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَمَلَهُ…….إنتهى
فليس كل من تسمّيه الناس عارفا او تطلق عليه لقب عارف هو في الحقيقة من العارفين
بل وأغلبهم عند أهل البيت هم من الحمر المستنفرة التي فرت من قسورة
وقسورة هو أسد الله الغالب علي بن ابي طالب أمير المؤمنين
فالعارف عند أهل البيت هو فقط الذي يعرفهم
ويعرف أمير المؤمنين عليه السلام
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله في اشارة لهذه المعرفة :
مَعَاشِرَ النَّاسِ
النُّورُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِيَّ
ثُمَّ مَسْلُوكٌ فِي عَلِيٍّ
ثُمَّ فِي النَّسْلِ مِنْهُ إِلَى الْقَائِمِ الْمَهْدِيِّ
الَّذِي يَأْخُذُ بِحَقِّ اللَّهِ وَ بِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ
لِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ قَدْ جَعَلَنَا حُجَّةً عَلَى
الْمُقَصِّرِينَوَ الْغَادِرِينَ
وَ الْمُخَالِفِينَ
وَ الْخَائِنِينَ
وَ الْآثِمِينَ
وَ الظَّالِمِينَ
عَنْ جَمِيعِ الْعَالَمِين…إنتهى النقل
فالنور مسلوك ومستودع فيهم
فهم بيوت النور وقمص الظهور
فهم سكن النور
وهذا هو نفسه معنى قول الباقر عليه السلام :
وَ نَحْنُ أَهْلُهُ وَ فِينَا مَسْكَنُهُ يَعْنِي الْإِيمَان…
وهو نفسه معنى قول الإمام الحسن بن علي عليه السلام:
نَـــحْـــنُ الْأَوَّلُــــــونَ وَ الْآخِــــــرُونَ،
وَ نَـــحْـــنُ الْآمِــــــرُونَ،
وَ نَـــحْـــنُ الـــنُّـــورُ،
نُـــنَـــوِّرُ الـــرُّوحَـــانِـــيِّـــيـــنَ،
نُـــنَـــوِّرُ بِـــنُـــورِ اللَّهِ،
وَ نُـــرَوِّحُ بِـــرُوحِـــهِ،
فِـــيـــنَـــا مَـــسْـــكَـــنُـــهُ،
وَ إِلَـــيْـــنَـــا مَـــعْـــدِنُـــهُ،
الْآخِـــرُ مِـــنَّـــا كَـــالْأَوَّلِ،
وَ الْأَوَّلُ مِـــنَّـــا كَـــالْآخِــــــرِ……إنتهى
فالمتقين عند أهل البيت هم بالدرجة الأولى هم العارفون الذين يعرفونهم المعرفة النورانية ويعرفون أن النور هو نفسه الإيمان
والإيمان رجل وهو نفسه اليقين واليقين رجل
وهو الدين والدين رجل كما قال الإمام الصادق عليه السلام:
وأَنَّ الدِّينِ وَ أَصْلَ الدِّينِ هُوَ رَجُلٌ
وَ ذَلِكَ الرَّجُلُ هُوَ الْيَقِينُ
وَ هُوَ الْإِيمَانُ
وَ هُوَ إِمَامُ أُمَّتِهِ وَ أَهْلِ زَمَانِه
أمّا أمّته فهي التي قال لها ألست بربكم وأجابوه بــ بلى
وأمّا زمانه فهو محمد فهو السنة كما تقول الروايات
وأمّا اهل زمانه فهم أهل بيته الإثني عشر
الذين اولهم محمد واوسطهم محمد وآخرهم محمد وكلهم محمد
فهو إمام زمانه ، يعني إمام الأئمة الإثني عشر كلهم
فالمتقين بالدرجة الأولى هم العارفين بهم وبدرجاتهم ومنازلهم ومراتبهم التي رتبهم الله بها وبسلطانهم المبسوط على كل شيء في الوجود وفي هذه القبة المحمدية
بعد أن عرفنا من هم المتقين نعود لمعنى قوله تعالى :
الم (()) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ
فألف لام ميم الكتاب هو من يهدي المتقين
يهديهم لماذا وقد وصلوا لدرجة من المعرفة بهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟
والجواب هو: يهديهم لنوره
يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء
يعني يهدي المهدي خليفة الله في الأرض لنوره من يشاء
وبالتأكيد لن يشاء أن يهدي الا المتقين
فلو ذهبنا للآية الكريمة التي قبل آية النور مباشرة فسنجد أنها عن المتقين :
وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (()) اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ………يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء …بقية الآية
فألف لام ميم الكتاب ، المهدي ،، يهدي لنوره عليّ من يشاء
فالنور أو الإيمان الذي هم مسكنه كما في الروايات السابقة هو نفسه أمرهم
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ((يعني روحا من نورنا الي نحن مسكنه))
مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ ((مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ //محمد// وَلا الإِيمَانُ //عليّ))
وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا
وَإِنَّكَ //يا محمد//
لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ // إلى النور عليّ
لكن هذا الروح لا يؤيدون به كل من بدء السير على طريق المعرفة
بل يجب أن يكون قد قطع مرحلة لا بأس بها من طريق البحث عنهم تحديدا
وفي محاولة معرفتهم تحديدا، وليس أي معرفة أخرى
واختصارا يجب أن يكون قد أصبح من المتقين لكي يبدء الف لام ميم بهدايته ، فهو هدىً للمتقين وليس للذين كانوا يتقون ، بل للمتقين فقط
إذا ذهبنا لرمز شجرة الحياة سنعرف أنه يجب أن يكون قد وصل للدرجة السابعة من درجات الإيمان العشرة واكمل كل منازلها
فكما اوضحنا سابقا من روايات أهل البيت عليهم السلام أن درجات الايمان عشرة وكل درجة سبعة منازل فهذه سبعين درجة
ودرجات الإيمان عشرة درجات لأنها هي نفسها الطينات العشرة
فهي الطينات العشرة التي قال أهل البيت عليهم السلام ان شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا
وهي خمسة طينات من نفح الجنة وخمسة طينات من الأرض
وهذه الطينات العشرة مجتمعة هي طينات الروح
خمسة للقدسية والتي هي من الجنة
وخمسة للنفس الحسية الحيوانية في الأرض
1- حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ الزَّيَّاتِ يَرْفَعُهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ :
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع :
إِنَّ لِلَّهِ نَهَراً دُونَ عَرْشِهِ
وَ دُونَ النَّهَرِ الَّذِي دُونَ عَرْشِهِ نُورٌ مِنْ نُورِهِ
وَ إِنَّ فِي حَافَتَيِ النَّهَرِ رُوحَيْنِ مَخْلُوقَيْنِ
رُوحُ الْقُدُسِ وَ رُوحٌ مِنْ أَمْرِهِ
وَ إِنَّ لِلَّهِ عَشْرَ طِينَاتٍ
خَمْسَةً مِنْ نَفَحَ الْجَنَّةِ
وَ خَمْسَةً مِنَ الْأَرْضِ
وَ فَسَّرَ الْجِنَانَ وَ فَسَّرَ الْأَرْضَ ثُمَّ قَالَ :
مَا مِنْ نَبِيٍّ وَ لَا مِنْ مَلَكٍ مِنْ بَعْدِ جَبْلِهِ إِلَّا نَفَخَ فِيهِ مِنَ الرُّوحَيْنِ
وَ جَعَلَ النَّبِيَّ ص مِنْ إِحْدَى الطِّينَتَيْنِ
فَقُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ ع :
مَا الْجَبْلُ؟
قَالَ :
الْخَلْقُ غَيْرَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ
فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا مِنَ الْعَشْرِ الطِّينَاتِ جَمِيعاً
وَ نَفَخَ فِينَا مِنَ الرُّوحَيْنِ جَمِيعاً
فَأَطْيَبُهُمَا طِيباً [طِينَتُنَا] …..إنتهى
فَأَطْيَبُهُمَا طِيباً [طِينَتُنَا] = يعني طينتهم هي الطينات الخمسة التي من نفح الجنة
فعندما فازوا وأصبحوا أسبق السابقين خلقوهم من الطينات الخمسة التي من هي نفح الجنة
لكن عندما أصبحت العاقبة في الأرض من نصيبهم ((يعني الامامة هي جائزتهم)) خلقوهم فيها من الطينات العشرة
لكن تبقى الطينات الخمسة من نفح الجنة هي طِينَتهم وهي أَطْيَبُهُمَا طِيباً
وهي نفسها طينات النفس القدسية
المهم
شجرة الحياة تتكون من الطينتين
الخمسة العلوية للنفس القدسية
والخمسة السفلية للنفس الحسية
وشجرة الحياة هي نفسها درجات الإيمان العشرة
والدائرة الموجودة فوق الحنجرة ،، هي دائرة روح منه التي سيؤيد بها المتقين
او هي دائرة الكتاب لا ريب فيه الف لام ميم هدىً للمتقين
أو هي دائرة داعي الله
وكل درجة من هذه الدرجات تتكون كما قلنا من سبعة منازل
يعني كل دائرة تتكون من سبعة دوائر
تحيط السابعة بها بالسادسة
والسادسة تحيط بالخامسة
وهكذا حتى تحيط الثانية بالاولى
فهذه هي المنازل
اذا ما ترقى السالك فرضا بالدائرة العاشرة وهي من طينات الحسية للمنزل الاول منها
فسينتقل بعدها للدائرة التاسعة للحسية او لدرجة الإيمان الثانية
ويضع قدمه في المنزل الأول من هذه الدرجة
ويستمر بالصعود في المنازل حتى يصل للمنزل السابع من هذه الدرجة
وبعدها سينتقل لطينة الحسية الثامنة أو لدرجة الإيمان الثالثة وفي المنزل الأول منها وهكذا يستمر بالمسير والصعود في المنازل
واذا ما وصل للدائرة الرابعة من النفس القدسية أو لدرجة الإيمان السابعة وقطع منازلها السبعة كاملة
فسيتم تأييده حينها بروح منه
وروح منه كما قلنا هو داعي الله
او الف لام ميم هدى للمتقين
فعند وصوله للمنزل السابع من الدرجة الرابعة سيكون السالك قد أصبح من المتقين
فيتم تأييده من هذه اللحظة بألف لام ميم ليساعده ويهديه كيف يفعل ويتصرف في بقية الطريقوألف لام ميم أيضا له سبع منازل
وطوي السالك لمنازل دائرة أل لام ميم سيكون أسهل من طويه لبقية المنازل في الدرجات السبعة السابقة
لأنه هذه المرة سيحصل على مساعدة من نفس ألف لام ميم صاحب الدائرة، فهو سيعينه على نفسه
ولذلك سيرتقي به منازله السبعة بكل سرعة وسهولة
المهم سيبقى يرافقه ويساعده ويهديه بكل اخلاص وقوة حتى يصل به أخيرا للدائرة الأولى العلوية
وهي درجة الإيمان العاشرة
ولقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم ،، في هذه الدائرة رقم واحد
ثم رددناه أسفل سافلين ،،، في الدائرة رقم عشرة السفلية
حين يصل للدائرة الاولى العلوية ويترقى منازلها السبعة
سيكون قد ارتقى سبع طبقات ،
أو سيكون قد فاز بالسبعة كاملة وكمّل الدين كله كما قال أمير المؤمنين عليه السلام
((فلو جمعنا الدوائر على الجنبين في الوسط فسيصبح عندنا سبع طبقات))
وسيكون قد نزل في 77 منزلوارتقى درجات الإيمان او الروح العشرة
وتم تأيده بروح منه
وكتب اسمه مع الفائزين
وسيكون مؤمن كامل الإيمان قد استكمل، وتنقي من جنود الجهل الـ77 أو الـ78 كلها إن شاء الله
وهي بعدد منازل درجات الإيمان كلها كما وردت في رواية جنود العقل والجهل المروية عن الإمام الصادق عليه السلام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمّد وآله بيته الطيبين الطاهرين
- The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.