*284* فسلام الله على الكونداليني أمير القلوب

  • Creator
    Topic
  • #3092
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    فسلام الله على الكونداليني أمير القلوب وأمير المؤمنين

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلي على محمد وآل محمد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    منهج التسليم!!!!!

    ما الذي سنصل له إذا ما اتبعنا منهج التسليم؟

    بالتأكيد لا يستطيع أحد أن يقول ان منهج التسليم موجود اليوم على أرض الواقع حتى ولو كان على شكل محاولة فاشلة قام بها أي انسان

    لأن العنوان الأعرض منه غير موجود على أرض الواقع

    وهو عنوان منهج الكتاب والعترة

    فمنهج الكتاب والعترة هو عنوان رئيسي من الممكن نظريا أن تنشئ حركات فكرية شيعية كثيرة وجميعها تدعي أنها تتبع منهج الكتاب والعترة فقط ، لكنها ستصبح ايضا تيارات متعددة ومختلفة فيما بينها

    يعني سنجد أن هذه التيارات فعلا لا تتبع آراء الرجال

    ولا تأخذ تفسير القرآن من غير الروايات الموجودة في كتب وروايات أهل البيت عليهم السلام

    لكن على أرض الواقع سنجد ان اتباع تلك التيارات الشيعية الجديدة يتفلون بوجوه بعضهم البعض

    بسبب تعلق كل تيار منهم بروايات معينة ورفضه للأخرى

    رغم اننا سنجد في الكثير من الأحيان

    أن الروايتان موجودتان في نفس الكتاب ونفس الفصل

    واحيانا سنجدهما في نفس الباب وربما سنجدهما مكتوبتان خلف بعضهما

    لكن هذا التيار يأخذ بهذه الرواية والتي فرضا رقمها هو 7 ويدّعي من خلالها أن الحق معه وأن فهمه هو الأصح

    ويكفّر بها التيار المقابل الذي يأخذ بالرواية التي تليها في نفس الصفحة ورقمها هو 8 ويدعي من خلالها أن الحق معه هو ، وفهمه هو هو الأصح

    فإذا كان الوضع حاليا بهذه الصورة أو أن الوضع فرضا سيصبح بهذه الصورة بين تيارات مختلفة كلها تدعي التسليم فما الفائدة حينها من منهج التسليم الذي حثت الكثير جدا من الروايات على سلوكه؟

    مثل هذه الرواية مثلا عن أمير المؤمنين عليه السلام:

    1972 اتَّبِعُوا النُّورَ الَّذِي لَا يُطْفَأُ وَ الْوَجْهَ الَّذِي لَا يَبْلَى وَ اسْتَسْلِمُوا وَ سَلِّمُوا لِأَمْرِهِ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا مَعَ التَّسْلِيمِ (257/ 2).

    طبعا من لا دراية له بهذه الرواية فانها لن تساعده اطلاقا بل وستزيد الطين الذي هو فيه بِلّة

    يعني اي واحد فينا لو قلت له ان النور هو علي بن ابي طالب ممكن ان يقول لك :

    وأين هو أمير المؤمنين لكي نسلّم له ونتبعه فلا نضل؟

    لكي نجيب عن هذا السؤال يجب علينا أن نعرف أولا من هم أولائك المؤمنين الذين النور علي بن أبي طالب هو أميرهم

    فالقرآن الكريم نفى صفة الإيمان عن الأعراب ما لم يدخل الإيمان في قلوبهم

    واثبت لهم صفة المسلمين فقط

    قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا

    قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا

    وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ

    وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

    وحسب الروايات أن ديننا وأصل ديننا هو رجل وهو الإيمان وهو اليقين

    فهذا الرجل الذي هو ديننا هو النور وهو نفسه الإيمان وهو نفسه اليقين

    يعني علي بن ابي طالب هو النور

    وعلي بن ابي طالب هو الإيمان الذي يجب ان يدخل القلب

    لكي تنطبق على صاحب هذا القلب صفة أنّه مؤمن

    فالإيمان إن لم يدخل القلب بقى صاحبه من المسلمين

    وفقط حين سيدخل الايمان في قلبه فإنه سيصبح من المؤمنين

    فصفة الإيمان لا تتحقق الا بدخول الإيمان في القلب

    والإيمان عالميا معروف بإسم ((الكونداليني))

    والكونداليني أو روح الإيمان هو نفسه روح البصر روح الحياة الذي ذكره امير المؤمنين في خطبة المخزون وقال عنه أن الروح من النور

    وذلك حين قال:

    أَمَّا بَعْدُ

    فَإِنَّ نُورَ الْبَصِيرَةِ (((الْبَصَر)))

    رُوحُ الْحَيَاةِ الَّذِي لَا يَنْفَعُ إِيمَانٌ إِلَّا بِهِ مَعَ اتِّبَاعِ كَلِمَةِ اللَّهِ وَ التَّصْدِيقِ بِهَا،

    فَالْكَلِمَةُ مِنَ الرُّوحِ، وَ الرُّوحُ مِنَ النُّورِ، وَ النُّورُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ

    فَبِأَيْدِيكُمْ سَبَبٌ وَصَلَ إِلَيْكُمْ مِنَّا

    نِعْمَةٌ مِنَ- اللَّهِ لَا تَعْقِلُونَ شُكْرَهَا-

    خَصَّكُمْ بِهَا وَ اسْتَخْلَصَكُمْ لَهَا

    وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُون‏……إنتهى النقل

    والكونداليني أو روح الإيمان أو النور هو نفسه هو روحا من أمرهم يهدون به من يشاؤون من عبادهم

    وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ((((أمرهم هو النور))))

    مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ

    وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا

    وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

    فلن يكون الإنسان مؤمنا ما لم يدخل الإيمان في قلبه

    أو ما لم يدخل الكونداليني في قلبه

    أو ما لم يدخل النور في قلبه

    وحتى تلك اللحظة التي سيدخل النور فيها في قلبه سيكون في أحسن احواله مسلما فقط

    لكن بمجرد ان يدخل الكونداليني أو الإيمان في قلبه فسيصبح مؤمنا

    قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا

    قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا

    وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ

    وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

    ————————

    الكونداليني هو شعاع نور من نور السماوات والأرض

    هو الروح التي ما أوتينا من العلم بها إلا قليلا

    والكونداليني أو الإيمان لا يأتي وحده بل يأتي مع مجموعة ارواح متوحدة في روح واحدة وتسكن في كل شي

    وهم نفسهم النجوم والنجوم التي عليها

    والذين قال الامام عنهم في نفس خطبة المكنون عندما تحدث عن القران :

    فَظَاهِرُهُ أَنِيقٌ، وَ بَاطِنُهُ عَمِيقٌ،

    لَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ وَ لَا تَفْنَى غَرَائِبُهُ،

    فِيهِ يَنَابِيعُ النِّعَمِ، وَ مَصَابِيحُ الظُّلَمِ،

    لَا تُفْتَحُ الْخَيْرَاتُ إِلَّا بِمَفَاتِيحِهِ،

    وَ لَا تَنْكَشِفُ الظُّلُمَاتُ إِلَّا بِمَصَابِيحِهِ،

    فِيهِ تَفْصِيلٌ وَ تَوْصِيلٌ، وَ بَيَانُ الِاسْمَيْنِ الْأَعْلَيْنِ اللَّذَيْنِ جُمِعَا فَاجْتَمَعَا،

    لَا يَصْلُحَانِ إِلَّا مَعاً،

    يُسَمَّيَانِ فَيُعْرَفَانِ، وَ يُوصَفَانِ فَيَجْتَمِعَانِ،

    قِيَامُهُمَا فِي تَمَامِ أَحَدِهِمَا فِي مَنَازِلِهِمَا،

    جَرَى بِهِمَا،

    وَ لَهُمَا نُجُومٌ، وَ عَلَى نُجُومِهِمَا نُجُومٌ سِوَاهُمَا،

    تُحْمَى حِمَاهُ، وَ تُرْعَى مَرَاعِيهِ،

    وَ فِي الْقُرْآنِ بَيَانُهُ وَ حُدُودُهُ وَ أَرْكَانُهُ،

    وَ مَوَاضِعُ تَقَادِيرِ مَا خُزِنَ بِخَزَائِنِهِ،

    وَ وُزِنَ بِمِيزَانِهِ، مِيزَانُ الْعَدْلِ وَ حُكْمُ الْفَصْلِ…….إنتهى

    فالإيمان او الكونداليني والنجوم والنجوم التي عليهما

    إنه وإنهم هم الأسرار الالهية المودعة في الهياكل البشرية

    وهم الذين نخاطبهم في الزيارة الجامعة الكبيرة لأهل البيت عليهم السلام:

    « اَسْماؤُكُمْ فِى الاَْسْماءِ ، وَاَجْسادُكُمْ فِى الاَْجْسادِ ، وَاَرْواحُكُمْ فِى اْلاََرْواحِ ،

    وَاَنْفُسُكُمْ فِى النُّفُوسِ ، وَآثارُكُمْ فِى الاْثارِ ، وَقُبُورُكُمْ فِى الْقُبُورِ ،

    فَما اَحْلى اَسْمائَكُمْ وَاَكْرَمَ اَنْفُسَكُمْ » .

    فكل من لم يدخل الإيمان ((الكونداليني)) في قلبه فبالتأكيد انه لا يزال من اصحاب الشمال ولم يصبح مؤمنا بعد

    وكل من دخل الإيمان في قلبه سيصبح من المؤمنين

    يعني سيصبح من الذين أمير المؤمنين هو أميرهم

    وسيصبح من اصحاب اليمين

    وبالتأكيد أن من دخل الايمان في قلبه ليس بالتأكيد انه سيختم له بذلك

    فربما بل وعلى الأغلب أنه سيُنكس على راسه قبل ان تنتهي كرته فيعود ليصبح مرة أخرى من اصحاب الشمال

    يعني اكثر من سيدخل الإيمان في قلوبهم سيسفلون ولا يرفعون

    وذلك كما قال صادق الأئمة عليهم السلام في حديث طويل

    سأورد منه هنا محلّ الشاهد فقط:

    فَإِذَا تَكَلَّمَ بِالْحِكْمَةِ صَارَ صَاحِبَ فِطْنَةٍ

    فَإِذَا نَزَلَ مَنْزِلَةَ الْفِطْنَةِ عَمِلَ فِي الْقُدْرَةِ

    فَإِذَا عَمِلَ بِهِ مَا فِي الْقُدْرَةِ عَرَفَ الْأَطْبَاقَ السَّبْعَةَ

    فَإِذَا بَلَغَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ جَعَلَ شَهْوَتَهُ وَ مَحَبَّتَهُ فِي خَالِقِهِ

    فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ نَزَلَ مَنْزِلَةَ الْكُبْرَى

    فَعَايَنَ رَبَّهُ فِي قَلْبِهِ وَ وَرِثَ الْحِكْمَةَ بِغَيْرِ مَا وَرِثَهُ الْحُكَمَاءُ

    وَ وَرِثَ الْعِلْمَ بِغَيْرِ مَا وَرِثَهُ الْعُلَمَاءُ،

    وَ وَرِثَ الصِّدْقَ بِغَيْرِ مَا وَرِثَهُ الصِّدِّيقُونَ،

    إِنَّ الْحُكَمَاءَ وَرِثُوا الْحِكْمَةَ بِالصَّمْتِ،

    وَ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرِثُوا الْعِلْمَ بِالطَّلَبِ،

    وَ إِنَّ الصِّدِّيقِينَ وَرِثُوا الصِّدْقَ بِالْخُشُوعِ وَ طُولِ الْعِبَادَةِ.

    فَـمَـنْ أَخَـذَ بِـهَـذِهِ الـصِّـفَـةِ إِمَّـا أَنْ يَـسْـفُـلَ أَوْ يُـرْفَـعَ،

    وَ أَكْـثَـرُهُـمْ يَـسْـفُـلُ وَ لَا يُـرْفَـعُ،

    إِذْ لَـمْ يَـرْعَ حَـقَّ اللَّهِ، وَ لَـمْ يَـعْـمَـلْ بِـمَـا أُمِـرَ بِـهِ،

    فَهَذِهِ مَنْزِلَةُ مَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ، وَ لَمْ يُحِبَّهُ حَقَّ مَحَبَّتِهِ،

    فَلَا تَغُرَّنَّكَ صَلَاتُهُمْ، وَ صِيَامُهُمْ، وَ رِوَايَاتُهُمْ، وَ كَلَامُهُمْ، وَ عُلُومُهُمْ، فَإِنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ»…….إنتهى

    إنتبهوا لهذا المقطع فبه إن شاء الله الخلاصة وزبدة الزبدة

    فَـمَـنْ أَخَـذَ بِـهَـذِهِ الـصِّـفَـةِ إِمَّـا أَنْ يَـسْـفُـلَ أَوْ يُـرْفَـعَ،

    وَ أَكْـثَـرُهُـمْ يَـسْـفُـلُ وَ لَا يُـرْفَـعُ،

    إِذْ لَـمْ يَـرْعَ حَـقَّ اللَّهِ، وَ لَـمْ يَـعْـمَـلْ بِـمَـا أُمِـرَ بِـهِ

    يعني كل الصفات والاعمال والجهاد النفسي والعقلي والروحي الذي سيسبق هذه النقطة

    كله معرض للخطر والزوال وذهابه هباءا منثورا ما لم

    يَـرْعَ حَـقَّ اللَّهِ،

    وَ لَـمْ يَـعْـمَـلْ بِـمَـا أُمِـرَ بِـهِ

    هنا بالذات وبالتحديد يتجلى لنا معنى وموعد التسليم الحقيقي الذي سيرفع صاحبه فلا يسفل

    فقبلها بقليل قال:

    فَعَايَنَ رَبَّهُ فِي قَلْبِهِ

    فالإيمان أو الكونداليني عندما يدخل القلب فإنه لا يدخله وحده

    بل ستدخله أنت معه

    فالكونداليني أو الإيمان لا يصعد لوحده فهو من ذاته لا يحتاج للصعود

    فهو الإسم الكامل التام من الِاسْمَيْنِ الْأَعْلَيْنِ الذين تكلم عنهما أمير المؤمنين في خطبة المخزون

    وَ بَيَانُ الِاسْمَيْنِ الْأَعْلَيْنِ اللَّذَيْنِ جُمِعَا فَاجْتَمَعَا،

    لَا يَصْلُحَانِ إِلَّا مَعاً،

    يُسَمَّيَانِ فَيُعْرَفَانِ، وَ يُوصَفَانِ فَيَجْتَمِعَانِ،

    قِيَامُهُمَا فِي تَمَامِ أَحَدِهِمَا فِي مَنَازِلِهِمَا….إنتهى

    أما الإسم الثاني فهو مثاله ،، يعني هو أنت وأنا

    فما لم تقرر أنت كأحد الِاسْمَيْنِ الْأَعْلَيْنِ الصعود فلا مصلحة له في الصعود لوحده

    لكن لو قررت أنت أن تصعد فهو سيعينك على الصعود

    ولكي يستطيع أن يعينك يجب عليك أن تسلّم له عنانك وقيادك

    يعني ما ينفع أن يوحي لك الإيمان من قلبك كما قال الأمير في خطبة المخزون :

    قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ مَطْوِيَّةٌ عَلَى الْإِيمَانِ، إِذَا أَرَادَ اللَّهُ إِظْهَارَ مَا فِيهَا فَتَحَهَا بِالْوَحْي‏

    فما ينفع ان يوحي لك الإيمان أو الكونداليني من قلبك :

    افعل كذا لكي تصعد معي هذه الدرجة وانت تعانده ولا تفعل

    او تقول له عمليا : يجب ان افهم أولا لكي اصعد بعد ذلك

    فلكي تفلح وتفوز يجب عليك ان تسلم كل أمرك و قيادك للإيمان

    أو لروح البصر روح الحياة أو للكونداليني

    عندما تعرف من هو الإيمان واين هو وما هي علاقته بك

    فأنك ستفهم هذه الروايات والأيات التالية وغيرها فهما مختلفا وحقيقيا :

    2933/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ:

    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى‏ عليه السلام، قَالَ:

    «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ مَطْوِيَّةً مُبْهَمَةً عَلَى الْإِيمَانِ؛

    فَإِذَا أَرَادَ اسْتِنَارَةَ مَا فِيهَا

    نَضَحَهَا بِالْحِكْمَةِ، وَ زَرَعَهَا بِالْعِلْمِ،

    وَ زَارِعُهَا وَ الْقَيِّمُ عَلَيْهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ». ……إنتهى

    الكافي (ط – دارالحديث)، ج‏4، ص: 208

    2934/ 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ:

    «إِنَّ الْقَلْبَ لَيَتَرَجَّحُ فِيمَا بَيْنَ الصَّدْرِ وَ الْحَنْجَرَةِ

    حَتّى‏ يُعْقَدَ عَلَى الْإِيمَانِ،

    فَإِذَا عُقِدَ عَلَى الْإِيمَانِ قَرَّ؛ وَ ذلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ:

    «وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ»…..إنتهى

    1- الخصال- عن الصّادق عليه السّلام:

    «إنّ حديثنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل،

    أو عبد امتحن اللّه قلبه للإيمان،

    أو مدينة حصينة

    سئل و أى شي‏ء المدينة الحصينة؟

    قال: القلب المجتمع»…….إنتهى

    انتبه للإيمان في الروايات السابقة وقارنه مع معنى انّه هو من إذا دخلت معه في قلبك اصبحت انت مؤمنا وعاينت ربك في قلبك

    فالمعنى من هذه الروايات والآيات سيصبح مختلفا عن ما زرعه خطباء المنابر الجهلة في عقولنا منذ آلآف السنين

    وهنا يبان الفرق بين من له دراية ومن لا دراية له بمعاني كلامهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

    ومن يعرف معاريض كلامهم ومن لا يعرفها

    عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْخِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ:

    حَدِيثٌ تَدْرِيهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ حَدِيثٍ تَرْوِيهِ

    وَ لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ فَقِيهاً حَتَّى يَعْرِفَ مَعَارِيضَ كَلَامِنَا

    وَ إِنَّ الْكَلِمَةَ مِنْ كَلَامِنَا لَتَنْصَرِفُ عَلَى سَبْعِينَ وَجْهاً

    لَنَا مِنْ جَمِيعِهَا الْمَخْرَجُ…….إنتهى

    وهذه الدراية لا يجب ان تحصل عليها او أن تصل لها بنفسك

    فمن علم الله من قلبه أنه لا يريد الا صيانة دينه وتعظيم وليه فإنه ســـ :

    يُقَيِّضُ لَهُ مُؤْمِناً يَقِفُ بِهِ عَلَى الصَّوَابِ،

    (((الدراية الصحيحة)))

    ثُمَّ يُوَفِّقُهُ اللَّهُ تَعَالَى لِلْقَبُولِ مِنْهُ،

    (((يعني دراية هذا المؤمن ستصبح درايته هو أيضا حين يوفقه الله للقبول منه)))

    فَيَجْمَعُ لَهُ بِذَلِكَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَة…إنتهى

    فلا يجب ان تصل للدراية الصحيحة بنفسك

    لكن المهم ان تقبلها أو تستنسخها منه لنفسك

    وتجعلها درايتك أنت ايضا

    وحينها فإنك ستبدء تصعد سريعا على سلم درجات الإيمان

    لأن درايتك اصبحت أفضل

    وكما قلنا ليس شرطا ان تصل للدراية الصحيحة او الحكمة بنفسك

    لكن المهم ان تقبلها

    فكما يقولون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين :

    الحكمة ضالة المؤمن

    186- سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:

    الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ

    فَحَيْثُمَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ضَالَّتَهُ فَلْيَأْخُذْهَا……..إنتهى

    والحكمة يمكن ان نقول عنها هنا أنها الدراية الصحيحة والحقيقية

    فأينما وجدت الدراية الصحيحة خذها كان من كان ينطق بها

    لأنك درجة ايمانك ستصعد لمجرد قبولك القلبي لها

    الأصول الستة عشر (ط – دار الحديث)، ص: 124

    زَيْدٌ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ:

    قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ:

    يَا بُنَيَّ، اعْرِفْ مَنَازِلَ شِيعَةِ عَلِيٍّ عَلَى قَدْرِ رِوَايَتِهِمْ وَ مَعْرِفَتِهِمْ؛

    فَإِنَّ الْمَعْرِفَةَ هِيَ‏ الدِّرَايَةُ لِلرِّوَايَةِ،

    وَ بِالدِّرَايَاتِ لِلرِّوَايَاتِ يَعْلُو الْمُؤْمِنُ إِلَى أَقْصَى دَرَجَةِ الْإِيمَانِ؛

    إِنِّي نَظَرْتُ فِي كِتَابٍ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَوَجَدْتُ فِيهِ:

    أَنَّ زِنَةَ كُلِّ امْرِئٍ وَ قَدْرَهُ مَعْرِفَتُهُ؛

    إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُحَاسِبُ الْعِبَادَ عَلَى

    قَدْرِ مَا آتَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ فِي دَارِ الدُّنْيَا…….إنتهى

    فإن كنت من السالكين المؤمنين الذين اتصلوا بالايمان في قلوبهم

    واستمعت لما يوحيه لك إمامك ونفذته بدون مناقشة

    فصعودك بالدرجات هو تحصيل حاصل إن شاء الله

    وإن كنت من الذين هداهم الله لهذا الذي اتصل بالايمان في قلبه

    واستمعت له وهداك الله لأن تقبل منه

    فأنت أيضا صعودك إن شاء الله بدرجات الإيمان هو أيضا تحصيل حاصل

    وهنا لا بد أن نطرح سؤال أخير ونجيب عنه

    لكي ترتبط المطالب مع بعضها البعض وتوضح بعضها البعض

    والسؤال هو:

    كيف سيعلم الله من قلبك أنك لا تريد إلا صيانة دينك وتعظيم وليّك؟

    يعني ما الذي يجب عليك أن تفعله وعلى اساسه سيعلم من قلبك

    انك لا تريد الا صيانة دينك وتعظيم وليك؟

    والجواب هو انّ شغلك وشاغلك خلال مسيرك وخطواتك في هذه الحياة نحوه هي :

    التفكّر بالكتاب والعترة

    ثمّ التفكّر بالكتاب والعترة

    ثمّ التفكّر بالكتاب والعترة

    مع التسليم للكتاب والعترة

    ثم التسليم للكتاب والعترة

    ثم التسليم للكتاب والعترة

    فالتفكر والتسليم هما قدماك ووسيلتك الصحيحة للحركة في رحلة سلوكك وصعودك درجات ومنازل الإيمان

    تفكر وتسليم

    تفكر وتسليم

    تفكر وتسليم

    وهكذا تستمر بالمسير

    وعليك طوال الوقت أن تسعى لأن تكوّن من التفكر بالأيات والروايات

    صورة كونية تجيب عن الأسئلة الثلاثة :

    من اين وفي اين وإلى أين

    ومعها يجب ان تسعى لأن تعرف ربك عبر معرفة نفسك

    فتفكر ساعة خير من عبادة ثمانين سنة لا تفكر بها

    يعني الف ساعة ستتفكّر بها في الله وقدرته

    ستكون خيرا لك من 80 الف سنة عبادة لا تفكر بها

    فاذا ما سلكت هذا الطريق

    فسيعرف الله من قلبك انك لا تريد الا صيانة دينك وتعظيم وليك

    وحينها أمّا سيفتح قلبك بالوحي ويفهمك

    وأما أن يُقَيِّضُ لَك مُؤْمِناً يَقِفُ بِك عَلَى الصَّوَابِ ثُمَّ يُوَفِّقُك اللَّهُ تَعَالَى لِلْقَبُولِ مِنْهُ

    وبهذا سيدخل الإيمان او الكونداليني في قلبك وتصبح مؤمنا

    ومن يومها يصبح أميرك وأمير كل مؤمن ومؤمنة

    قال أمير المؤمنين عليه السلام

    لا يستكمل المؤمن الإيمان حتّى يعرفني كنه معرفتي بالنورانيّة

    فسلام الله على الكونداليني أمير ونور القلوب وأمير المؤمنين

  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.