*287* لسان صدق عليا

  • Creator
    Topic
  • #3095
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلي على محمد وآل محمد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ربي اشرح لي صدري وضع عني وزري ويسر لي أمري واجعل لي من بعد العسر يسرا واجعل لي من بعد العسر يسرا

    ولاية علي بن ابي طالب

    لم يبقى عنوان شريف في القرآن الكريم إلا وفسره أهل البيت عليهم السلام بولاية علي بن ابي طالب عليه السلام

    سأورد هنا وبشكل مختصر بعضها :

    ملاحظة : جمعت باختصار شديد من الروايات المهمة حتى خرجت من حد المختصر والمطوّل ودخلت في حدود المطولات حتى حرت كيف أبدء هذا المقال

    فعدت لكتابة وصياغة هذا المقال من جديد وسنبدأه إن شاء الله بهذه الرواية :

    60 عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنِ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ:

    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- :

    وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً

    فَقَالَ :

    هِيَ طَاعَةُ اللَّهِ وَ مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ‏…….إنتهى

    فعن معرفة أيّ إمام يتحدث الإمام الصادق عليه السلام هنا؟

    هل هي معرفة الإمام السجاد او الباقر او اي واحد من بقية الأئمة عليهم السلام وصولا للحجة بن الحسن عج ؟

    أم هي معرفة الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام

    ما أقوله هنا هو أن معرفة الإمام التي يتحدث عنها الإمام الصادق عليه السلام هي معرفة الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين فقط وفقط وفقط

    يعني معرفة أي إمام من باقي الأئمة لا تعادل في قيمتها معرفة أمير المؤمنين

    طبعا هذا ليس من إدعائي واختراعي الشخصي

    بل هو مضمون صريح الروايات المتظافرة والكثيرة جدا جدا جدا

    فكما قلنا في البداية أنّه لم يبقى عنوان شريف في القرآن الكريم إلا وفسره أهل البيت عليهم السلام بأنّه ولاية علي بن ابي طالب عليه السلام

    ومن عندهم برنامج جامع الأحاديث يكفيهم أن يكتبوا في خانة البحث : ولاية علي بن ابي طالب او الصراط المستقيم او النور او الإيمان أو الماء أو البحران أو مقام ربه ، او ربك الاعلى او كل ما يخطر على بالهم من اشرف العناوين في القران

    وسوف يرون من النتائج ان اهل البيت فسروا كل العناوين الشريفة في القرآن الكريم بأنها ولاية علي بن أبي طالب

    وكما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله:

    و أشدهم معرفة لعلي أعظمهم درجة عند الله

    فالحكمة التي من أوتيها أوتي خيرا كثيرا هي معرفة الإمام علي بن أبي طالب حصرا

    وليست معرفة الحجة عج

    وليست معرفة رسول الله صلى الله عليه وآله

    وليست معرفة أي إمام من بقية الأئمة عليهم السلام

    بل هي حصرا معرفة علي بن أبي طالب

    وحصرا هي معرفته المعرفة النورانية

    كما هو صرّح بذلك في حديث المعرفة بالنورانية

    وكما صرّح بقية الأئمة عليهم السلام في الكثير من الروايات

    ولذلك يمكن القول وبكل صراحة أن من يقول :

    ان معرفة الإمام هي معرفة الحجة عج فهو مشتبه في هذا القول والإعتقاد أكبر اشتباه

    ومن يقول أن الحجة هو إمام الزمان فهو أيضا مشتبه أكبر اشتباه

    فالحجة هو نفسه محمد ومحمد بصريح الرواية هو السنة كما يقول الإمام الصادق عليه السلام:

    يَا جَابِرُ أَمَّا السَّنَةُ جَدِّي رَسُولُ اللَّهِ وَ شُهُورُهَا الِاثْنَا عَشَرَ مِنْ جَدِّي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْخَلَفِ الْمَهْدِيِّ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً

    يعني هو الزمان وليس إمام الزمان

    وعندما يكون هو الزمان فهو بالتأكيد ليس هو إمام الزمان

    فهذا يعني أن الزمان مأموم وله إمام

    ولذلك فأن من يقول أن الحجة هو إمام الزمان فكأنه يقول أن حجة الله في هذا الدعاء هو الله :

    «اللهم عرفنى‏ نفسك‏ فانك ان لم تعرفنى نفسك لم أعرفك،

    اللهم عرفنى نبيك فانك ان لم تعرفنى نبيك لم أعرفه قط

    اللهم عرفنى حجتك فانك ان لم تعرفنى حجتك ضللت عن دينى»

    وأمير المؤمنين قال في حديث المعرفة بالنورانية :

    معرفتي بالنورانيّة معرفة اللّه عزّ و جلّ، و معرفة اللّه عزّ و جلّ معرفتي بالنورانيّة، و هو الدين الخالص الذي قال اللّه تعالى:

    وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَ يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَ يُؤْتُوا الزَّكاةَ وَ ذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَة

    فمعرفة الحجة غير معرفة أمير المؤمنين وغير معرفة رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

    وكل من يقول غير ذلك فهو مشتبه أكبر اشتباه

    وروايات كثيرة تدلنا وتؤكد أن امير المؤمنين هو غير الحجة وأن الحجة غير امير المؤمنين

    مثل الرواية التي اوردناها سابقا عن بن عباس ويقول بها ان الحجة وعلي بن ابي طالب سيعودان سوية:

    قَوْلُهُ : حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ؟

    قَالَ : الْــقَــائِــمُ وَ أَمِــيــرُ الْــمُــؤْمِــنِــيــنَ ع فِــي الــرَّجْــعَــةِ

    فأمير المؤمنين هو المسيح الذي سيصلي خلف القائم عليه السلام ، تماما كما صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وآله رغم أن محمدا كان يدعوا لولاية عليّ

    فالولاية لعلي والإمامة لمحمد الإثني عشري صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما

    فمعرفة أمير المؤمنين المعرفة النورانية هي الحكمة والتي هي المعرفة المطلوبة والممدوحة

    وكل الروايات تدل على أن معرفة الإمام هي معرفة علي بن ابي طالب مثل هذه الروايات :

    عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ

    قَالَ الشُّكْرُ لِلَّهِ-

    فِي قَوْلِهِ رَبِّ الْعالَمِينَ؟

    قَالَ :

    خَلَقَ الْمَخْلُوقِينَ

    الرَّحْمنِ؟

    بِجَمِيعِ خَلْقِهِ

    الرَّحِيمِ ؟

    بِالْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً

    مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ؟

    قَالَ :

    يَوْمِ الْحِسَابِ وَ الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ :

    وَ قالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ

    يَعْنِي يَوْمَ الْحِسَابِ

    (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) ؟

    مُخَاطَبَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ

    (وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)؟

    مِثْلُهُ

    (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) ؟

    قَالَ : الطَّرِيقَ وَ مَعْرِفَةَ الْإِمَام……..إنتهى

    والروايات المتضافرة تؤكد لنا أن الصراط المستقيم هو علي بن ابي طالب وليس غيره من الأئمة عليهم السلام ، مثل هذه الرواية:

    عَنْ فُضَيْلِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ قَالَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍ‏ وَ اللَّهُ يَدْعُوا إِلى‏ دارِ السَّلامِ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ قَالَ وَلَايَةُ عَلِيِ‏ بْنِ‏ أَبِي‏ طَالِبٍ‏ ع‏

    أو هذه الرواية:

    99- في أصول الكافي الى ابى جعفر عليه السلام قال:

    اوحى الله الى نبيه صلى الله عليه و آله و سلم :

    «فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ»

    قال: انك على ولاية على

    و على عليه السلام هو الصراط المستقيم…….إنتهى

    أو هذه الرواية

    9- حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَلِيِ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:

    سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ

    قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ عَلِيٌّ الْمِيزَانُ وَ الصِّرَاطُ………إنتهى

    فقول الإمام الصادق في تفسير (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) أنه الطَّرِيقَ وَ مَعْرِفَةَ الْإِمَام فإنه يقصد به حصرا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وليس الحجة وليس أي واحد من بقية الأئمة عليهم السلام

    نعم معرفة الإمام المعاصر وطاعته هي معرفة وطاعة ضرورية

    لماذا؟

    لأنها تؤدّي لمعرفة الإمام علي

    فكل الأئمة دعوا إلى ولاية أمير المؤمنين عليهم السلام تماما كما دعى إليها رسول الله صلى الله عليه وآله

    لماذا وكيف؟

    الروايات متضافرة عن جميع الأئمة أن أمير المؤمنين هو النور

    فهم عندما يقولون عنه أنه هو النور فهم لا يتحدثون حينها عن شخص محدود بزمان ومكان وإسم

    بل عن نور السماوات والأرض

    عن نورهم المكنون بهم

    عن نورهم الذي ينطق منهم

    عن نورهم الذي يظهر افعاله من خلال أفعالهم

    عن معناهم الذي جعلهم معانيه ومظاهره وقمصانه

    فهو نورهم المكنون بهم

    وهم يهدون به من يشاؤون من عبادهم

    قَالَ الصَّادِقُ ع‏ فِي قَوْلِهِ «وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‏»

    قَالَ: هُوَ مَلَكٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ

    ثم كنى عن أمير المؤمنين ع فقال:

    وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ‏ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا

    و الدليل على أن النور أمير المؤمنين ع قوله عز و جل‏ :

    وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ‏ …. الآية

    و

    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ لِنَبِيِّهِ ص :

    «ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ- وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ‏ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا »

    يَعْنِي عَلِيّاً

    وَ عَلِيٌّ هُوَ النُّور…….إنتهى

    فالأئمة عندما يتحدثون عن عليّ وأنه هو النور فإنهم يستعملون الإسم للإشارة للمعنى

    والمعنى هو النور

    فالمعنى أو النور خلقهم كما قلنا ، وجعلهم معانيه أو جعلهم انواره

    تماما كما أن أنوار المصباح هي نور على نور

    خلقهم ولبسهم وجعلهم يدعون إلى ولايته

    ويبينون فضله عليهم وعلى كل الخلق

    وجعل فعله ظاهر من خلال فعلهم

    فهدايتهم من يشاؤون من عبادهم هي بالأصل هدايته هو

    لأنه هو من هداهم سابقا وجعلهم بعد أن فازوا بمعرفته قمصانا له يُظهر من خلالهم فعله لجميع خلقه

    فمعنى هذه الآية الكريمة :

    «ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ- وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ‏ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا »

    أن قضية الاهتداء ليست بمزاجنا وأننا نحن من نهدي أنفسنا أو نهدي بعضنا البعض

    بل معناها انه لكي يتحقق الإهتداء فأوّل وقبل كل شيء يجب أن يؤيدونا بهذا النور الذي يهدون به من يشاؤون

    وهذا النور هو من سيهدينا ويرفع من درجات إيماننا وعلمنا ومعرفتنا

    فمن دونه سنبقى نراوح مكاننا ويضل بعضنا البعض بدل أن يهدي بعضنا البعض

    والنور هو من يختار من يريد أن يهديه ، فهو ساكن القلوب وهو يعرف ما في الضمائر

    لَا جَرَمَ‏ أَنَّ مَنْ عَلِمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ- مِنْ هَؤُلَاءِ الْعَوَامِّ- أَنَّهُ لَا يُرِيدُ إِلَّا صِيَانَةَ دِينِهِ وَ تَعْظِيمَ وَلِيِّهِ، لَمْ يَتْرُكْهُ فِي يَدِ هَذَا الْمُلَبِّسِ الْكَافِرِ.

    فالقاعدة العامة في الدين هي أن النسبة الساحقة من الدعاة هم من الملبسين الكافرين

    طبعا ليس من الضرورة أن يكون الداعي ملبس وكافر عن علم وقصد ،

    لكن بما انهم لم يؤيدوه بهذا النور فهو لم يهتدي ولن يهتدي

    لأنه من الأساس لم يريد الله نفس النور هدايته

    لأنه يسكن قلبه ويعرف نيته وما في ضميره

    وأن صِيَانَةَ دِينِهِ وَ تَعْظِيمَ وَلِيِّهِ ليست هي محور حياته وعباداته وبحثه

    وبالنتيجة لم يظهر فعله من خلال مشيئة معانيه ومظاهر فعله الذين قالوا :

    وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ‏ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا

    ومن علامات الإمام كما ورد عن الإمام الرضا عليه السلام :

    إِذَا وَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ وَقَعَ عَلَى رَاحَتَيْهِ رَافِعاً صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَيْنِ وَ لَا يَحْتَلِمُ

    وَ تَنَامُ عَيْنُهُ وَ لَا يَنَامُ قَلْبُهُ

    وَ يَكُونُ مُحَدَّثاً ….إنتهى النقل

    فمن الذي يحدثهم؟

    الذي يحدثهم هو نفسه النور المكنون بهم وبكل شيء

    الذي يحدثهم هو نفسه النور الذي جَعَلْوهُ نُوراً يهْدون بِهِ مَنْ‏ يشاؤون مِنْ عِبادِهم

    وبهذا النور يهْدون بِهِ مَنْ‏ يشاؤون مِنْ عِبادِهم فيؤيدونهم به فيحدثهم

    عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْكَشِّيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْمَرْوَزِيِّ الْمَحْمُودِيِّ يَرْفَعُهُ قَالَ:

    قَالَ الصَّادِقُ ع :

    اعْرِفُوا مَنَازِلَ شِيعَتِنَا بِقَدْرِ مَا يُحْسِنُونَ مِنْ رِوَايَاتِهِمْ عَنَّا

    فَإِنَّا لَا نَعُدُّ الْفَقِيهَ مِنْهُمْ فَقِيهاً حَتَّى يَكُونَ مُحَدَّثاً

    فَقِيلَ لَهُ :

    أَ وَ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُحَدَّثاً؟

    قَالَ :

    يَكُونُ مُفْهَماً وَ الْمُفْهَمُ الْمُحَدَّثُ……..إنتهى

    فحديث الأئمة عن أمير المؤمنين وأنه هو النور يتجاوز الحديث عن الإسم والجسم والمكان والزمان

    انهم يتحدثون عن الماء الذي منه خلق بشرا وجعله نسبا وصهرا

    أنهم يتحدثون عن الماء الذي جعلوا منه كل شيء حي :

    أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا

    وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ

    وطبعا الحي هنا لا يقصدون به الأموات الذين يحسبون أنهم أحياء

    90- و في رواية أخرى عن بريد العجلي قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله :

    «أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ- وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ‏»

    قال: الميت الذي لا يعرف هذا الشأن،

    يعني هذا الأمر «وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً» إماما يأتم به يعني علي بن أبي طالب،

    قلت:

    فقوله: «كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها»

    فقال بيده : هكذا هذا الخلق الذي لا يعرفون شيئا…….إنتهى

    فالحكمة هي معرفة الإمام علي

    وأنه هو النور

    وأنه هو النور الذي يهدون به من يشاؤون

    وأنه هو الكونداليني

    وأنه هو ميزان الأعمال

    وهذا الميزان به كفتان ،، كفّة لمن ظاهرهم في الولاية أكثر من باطنهم وهذه الكفّة موازينها لا تحتسب مهما زادت

    وكفة لمن باطنهم في الولاية أكثر من ظاهرهم وموازينها تحتسب مهما قلت

    وهذا الميزان هو نفسه الشاكرات السبعة

    او ابواب جهنم السبعة

    ولنفهم كيف أن هذه الشاكرات هي الميزان وكيف ان ميزان الباطن هو الذي يُحتسب

    قمت كما ترون في الصورة بترتيب الشاكرات بها بوضع أفقي بدل الترتيب العامودي المعروف لها

    ووضعت الشاكرات الثلاثة السفلية على شمال الميزان

    والشاكرات الثلاث العلوية علي يمين الميزان

    وشاكرا القلب الرابعة وضعتها حيث مرتكز الميزان

    والمتنافس عندما ينزلونه في كرة جديدة للمنافسة سينزلونه أول شيء في الحافرة

    والحافرة هي شاكرا الجذر

    وهي نفسها عظمة عَجُزُ الذَّنَبِ الَّذِي قال الإمام العسكري عنه وكما ورد في تفسير الإمام العسكري عليه السلام أنه :

    مِنْهُ خُلِقَ ابْنُ آدَمَ، وَ عَلَيْهِ يَرْكَبُ إِذَا أُعِيدَ خَلْقاً جَدِيدا

    يعني في بداية كل كرة جديدة سينزلونك أوّل ما سينزلونك في الحافرة او في عظمة عجز الدنب

    يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ

    أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً

    قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ

    فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ

    فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ

    فالحافرة هي عظمة عجز الذنب الذي يركب عليه الانسان في الخلق الجديد

    والساهرة هي رحم الأم الجديدة أو بطن الأم الجديدة التي سينولد منها في كرته الجديدة

    يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ

    فالخلق الجديد يكون أو يتحقق في بطون الأمهات ،، يعني ما يحدث في القبر ليس خلقا جديدا ، والنفس المطمئنة التي تعود الى ربها راضية مرضية وتجاوره ايضا هذه ليست عملية خلق جديدة لأنها لا تتم في بطن أم جديدة

    فكل خلق جديد يجب ان يتم في بطن أم جديدة

    وفي كل خلق جديد او منافسة جديدة ينزلونك في الحافرة ، يعني في شاكرا الجذر حيث خط بداية المنافسة وعليك ان تبدء بالجري على الصراط او على الميزان لتصل لمرتكزه ثم منه تنطلق للجهة الأخرى منه وتبدء موازينك معها بالثقل

    يعني تخيّل نفسك في بداية خلق الجديد وقد وضعوك في كفة الحافرة أو شاكرا الجذر من الميزان فكيف ستكون وضعية موازينك حينها

    سترجح كفة شاكرا الجذر في الميزان لأنك انت من تقف فيها وتُثقلها وستنزل إلى اقصى نقطة ممكنة

    وستبقى جهة الشمال من الميزان هي الجهة الراجحة من الميزان ما دامك أنت لا تزال تقف في أي كفة أو شاكرا من الشاكرات الثلاثة على شمال الميزان

    لكن في اللحظة التي ستصل بها لشاكرا القلب فإن كفّتي ميزانك ستعتدلان وتتساويان ، فلا هي موصوفة بالخفيفة ولا هي بالثقيلة

    وشاكرا القلب لن تستطيع أن تصل لها إلا حين تفعّل الشاكرا الثالثة

    وهي شاكرا المشيئة

    يعني يجب ان تستعمل مشيئتك بشكل مستقل وذاتي

    وقلنا سابقا أن هذا الأمر لا يتحقق أبدا ما دامك تفكّر وتتفكر في أمور هذه الدنيا

    أو أنك لا تفكر خارج الصندوق ، وكل تفكيرك محصور بما في الصندوق او بما في هذه الدنيا

    فعندما يكون تفكيرك وفعلك منحصر بالحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية فانت تفكر داخل الصندوق فقط

    حتى ولو اخترعت الف الف اختراع واكتشفت الف الف اكتشاف

    فأنت حينها لم تستعمل مشيئتك أنت ، بل إن مشيئتك ستكون تابعة لمشيئة النار وأصحاب النار الذين يسيطرون على هذه الدنيا كلها بكل ما فيها

    وتحديدا ستكون مشيئتك تابعة حينها لمشيئة لإبليس الذي أمره رب العالمين ان يستفزك ويجلب عليك بخيله ورجله وأن يشاركك بالاموال والاولاد وأن يخدعك الشيطان فلا يعدك إلا غرورا

    يعني ما دامك تفكّر بأمور هذه الدنيا وبما داخل الصندوق فقط

    فأنت حينها بالتأكيد من الهمج الرعاع الذين ينعقون خلف كل ناعق ويميلون مع كل ريح

    والطريقة الوحيدة التي يمكنك أن تفعّل بها مشيئتك بشكل ذاتي ومستقل وبعيدا عن نعق الناعقين

    هي عندما تفكّر وتتفكر بالعلوم الحقيقية الدينية وبالمعارف الربانية

    فهذه هي علوم ومعارف خارج الصندوق

    وإبليس ورجله ومن يسيطرون على هذه الدنيا يعملون على إشغال أي إنسان يحاول ان يتوجه بفكره نحو هذه العلوم بالمشاكل والمشاغل الدنيوية

    ومن ينجح بالإقتراب منها يشنّعون عليه بشتّى الطرق فيمنعون الناس بكلامهم عنه من الاقتراب منه

    وهذا هو معنى يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم

    وعندما نقرء إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ، فهذا يعني انهم لا يزالون في مستوى شاكرا الجذر ولم يخرجوا منها

    ومن هم المنافقون؟

    إنهم السياسيون والسلاطين والفراعنة ومن يتبعهم

    ومعهم رجال الدين عبّاد السلاطين ومقلديهم

    ومعهم العرفاء الخونة الفسقة أشباه الحمير والحمر المستنفرة وكل من يتبعهم

    ومعهم كل رجال الأعمال الذين همهم جمع الاموال وكل من يتبعهم ويعتبرونهم مثلهم الأعلى ويخطون على خطواتهم

    يعني 90% من الموجودين في الأرض إن لم يكون الرقم أعلى من ذلك بكثير هم لا يزالون في الدرك الأسفل من النار

    لا يزال مستوى وعيهم في مستوى شاكرا الجذر وهو الدرك الأسفل من النار

    ونسبة قليلة منهم تبحث عن الحق على طريقة عبّاد السلاطين والعرفاء الفسقة الحمر المستنفرة

    وهذه الفئة يكون مستوى وعيهم قد وصل لشاكرا البطن وهي شاكرا النفس اللوامة

    وسبب عدم صعودهم هو تقليدهم للمراجع والعرفاء الخونة

    يعني مشيئتهم تابعة لمشيئة مراجعهم وعرفائهم الدينين

    فهم يقولون مثل قولهم ويعملون حسب توجيهاتهم

    يعني أنهم لا يزالون ينعقون خلف كل ناعق ويميلون مع كل ريح

    فمشيئتهم مرتهنة لمشيئة مراجعهم وعرفائهم

    وبالتالي لم يصلوا لشاكرا المشيئة وهي الشاكرا الثالثة أو شاكرا الضفيرة

    وأغلب من يحاولون الخلاص من تأثير المراجع وعلماء الدين والتجار في هذا الزمان تجدهم يقعون تحت مخالب حركات العصر الجديد

    ويتاثرون بافكار مفكرين وفلاسفة جدد اسمائهم لامعة

    يلمعها الاعلام ويلمعها اتباعهم في كل مكان

    وبالنتيجة يصنّمونهم فيرهنون مشيئتهم بمشيئتهم وبذلك يبقون مع الهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق ويميلون مع كل ريح

    الطريق الوحيد لكي تفعّل مشيئتك وتفعّل الشاكرا الثالثة او شاكرا الضفيرة

    هي أن تفكّر خارج الصندوق

    وذلك كما قلنا قبل قليل لا يكون إلّا

    عندما تفكّر وتتفكر بالعلوم الحقيقية الدينية وبالمعارف الربانية

    فهذه العلوم والمعارف هي علوم ومعارف خارج الصندوق

    وبمجرد أن تبدء تفكّر وتتفكر بالعلوم الحقيقية الدينية وبالمعارف الربانية فأنك ستكون قد فعلّت مشيئتك الذاتية بالفعل ،

    يعني فعّلت شاكرا الضفيرة بالفعل

    وبسرعة قياسية ستصل لشاكرا القلب ، وتكون قد وصلت لمرتكز الميزان فتعتدل كفّتاه

    طبعا العملية ليست سهلة كما نصفها هنا ، لكنها مع الاصرار ومع فهم ميكانيكيتها وسبب العوائق التي ستجابه الانسان وتعترضه في هذه المرحلة فإنها ستصبح سهلة

    فأنت حين تعرف انك ستمشي في طريق صخري غير مستوٍ فستجهز نفسك نفسيا وفكريا وبدنيا لهذه الرحلة القاسية

    أمّا إذا كنت تعتقد ان الطريق مستوٍ وسهل ويسير ثم تفاجئت به انه صخري ومتعرج وغير مستوٍ فربما ستفقد الأمل حينها وتتوقف بعد بضع خطوات تخطوها عليه

    ثم تعود القهقري من حيث أتيت لترهن مشيئتك مرة أخرى لمشيئة من يصفون طرقا سهلة يخدعون بها الناس

    شاكرا القلب هي شاكر القلب المطمئن بالإيمان

    وقلنا سابقا أن الإيمان هو الكونداليني ،، يعني الكونداليني كان معك يرافقك طوال الطريق حتى وصل بك لشاكرا القلب ودخل به معك

    بعد ذلك كل خطوة ستخطوها نحو شاكرا الحنجرة ستكون موازينك قد ثقلت معها شيئا بسيطا

    لكن خطر اليأس والتعب كما قلنا قبل قليل قد يدفعك لليأس والرجوع مرة أخرى من حيث أتيت

    لكن لو انك تحمّلت وأصررت على المسير رغم مصاعبه فأنك ستصل لشاكرا الحنجرة سريعا

    فلا تحتاج لذلك سوى أن تخلص نيتك لله اربعين صباحا

    وهنا سيهبون لك لسان صدق عليا ،، فشاكرا الحنجرة هي شاكر لسان صدق عليّا

    وبمجرد أن تصل لها ويهبون لك لسان الصدق العليّا فستجري ينابيع الحكمة من قلبك على لسانك كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: َ

    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا أَخْلَصَ عَبْدٌ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً إِلَّا جَرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسَانِهِ…..إنتهى

    في هذه المرحلة ، أي عندما تشعر بوجود من يؤيدك بينابيع الحكمة ويسيلها من قلبك على لسانك او من خلال قلمك ، فستدخل في حالة من النشوة والجذبة الروحية الالهية الشديدة بحيث لن تؤثر بك بعدها حتى القنابل النووية لو انفجرت بجوارك

    لن يصرفك عنه بعد ذلك أي شيء في هذه الدنيا

    وستصبح من يومها وبإرادتك الذاتية أسير لسان الصدق العليّا ولن تريد أن تفارقه أبدا

    ستترك مخالطة الناس بارادتك ، فمجالسة ومحادثة من هي اجمل من مجالسة ومحادثة العلي الأعلى ؟

    يعني لو بدأت تكتب وترى القلم يسيل بما لا يخطر ببالك من الأفكار فستعزف عن كل شيء في هذه الحياة لتنفرد بلسان الصدق العليّا وتستمع له وهو يتحدث معك في ضميرك ويملي عليك أجمل الأفكار

    وحينها سيبدء يتجول بك مرة في مدينة العلم ومرة أخرى في مدينة الحكمة

    ثم يعود بك في مدينة العلم ثم يعود بك في مدينة الحكمة

    وشاكرا العين الثالثة هي نفسها مدينة العلم وهي نفسها مدينة الحكمة

    ومن هو بابهما؟

    إنه لسان الصدق العليّا هو بابهما

    6894/ «7»- ابن شهر آشوب: عن أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام)، في خبر:

    «أن إبراهيم (عليه السلام) كان قد دعا الله أن يجعل له لسان صدق في الآخرين،

    فقال الله تعالى:

    وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ كُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا*

    وَ وَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا

    وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا

    يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام)»………إنتهى

    فعليا هو باب مدينة العلم ومدينة الحكمة

    وهو من سيتجول بك بهما

    فكما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال مرة :

    انا مدينة الحكمة و على بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها

    ومرة أخرى قال:

    انا مدينة العلم‏ و على الباب، و كذب من زعم انه يدخل المدينة لا من قبل الباب، و كذب من زعم انه يحبني و يبغض عليا عليه السلام.

    وفي شجرة الحياة والطينات العشرة تجد دائرة العلم بجوار دائرة الحكمة

    لكن اذا جمعت الدوائر او الطينات التي على الشمال مع الطينات التي على اليمين وجمعتهم في الوسط فستنطبق دائرة العلم على دائرة الحكمة وتصبحان دائرة واحدة

    ومن هو بابهما والمتجول بهما؟

    أنه لسان الصدق العليا

    ولن تمضي فترة طويلة مع لسان الصدق العليا الا وستكون قد وصلت للمستوى السادس وهو مستوى العين الثالثة او مستوى مدينة العلم ومدينة الحكمة او مستوى شاكرا الجبهة

    وسيبقى لسان الصدق العليا يتجوّل بك في مدينة العلم ومدينة الحكمة حتى يصل بك أخيرا الى أعلى عليين أو إلى شاكرا الكوثر او شاكرا التاج او الشاكرا السابعة

    وحينها ستكون قد فزت بالسبعة وكمّلت الدين كله

    وكُتب اسمك مع السعداء والشهداء والانبياء

    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.