*29* كشف المؤامرة الربانية -6

كشف المؤامرة الربانية -6

اليوم سنعود لاجتماع الملأ الأعلى ونسلط الضوء على ما جرى فيه من الأحداث المتتابعة والتي تفاصيلها جائت موزعة بين الآيات والسور الكريمة المختلفة لنكتشف منها حدث مهم جدا قد يقلب الصورة القديمة التي نعرفها رأسا على عقب

بداية سنلخّص ما تكلمنا عنه سابقا

كوكب الأرض لا زال كوكب بِكر في الكون لم يوجد عليه حتى الآن أي مخلوقات بشرية تعبد الله

وشاء رب العالمين أن يبدء عليه حضارة انسانية عاقلة لكي تعبُد الله بصورة جديدة لم تتم عبادته بها في أي حضارة سابقة وعلى أي كوكب آخر

بمعنى انه شاء أن يظهر صور جديدة من الاحتمالات اللانهائية من الخلق
وصور جديدة من نعم الله التي لا تعدّ ولا تُحصى
وصور جديدة من الأحداث
وصور جديدة من الصراعات
وقصص جديدة لم تجري أحداثها من قبل
في أي قصة لأي حضارة من الحضارات
في أي كوكب من كواكب الكون الفسيح،

أراد إظهار أحداث قصة او قصص جديدة بكامل كلماتها من الكتاب التكويني لله العزيز الحكيم  والذي لو انما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلماته

من أجل تلك الأهداف وغيرها جمع رب العالمين الملاء الأعلى والذين هم الملائكة والروح وقسّمهم لمجموعتين

وأوكل لكل منهما مهمة خاصة بها،،

مجموعة المخلصين ((الكاشفين))
وهذه مهمتها كشف الحقائق
وتعريف الناس بوجود إله عظيم هو الله المعنى المعبود
وبوجوب عبادتهم له ووصفه لهم بصفاته وأسمائه،،

ومجموعة الكافرين ((المغطّين))
وهؤلاء مهمتهم تغطية الحقائق
وعرقلة الاحتمالات وتشعيبها
وتحوبل وجوهها ومساراتها بكل الطرق والاسباب والاحتمالات الممكنة

فوجود جميع هذه الأطراف هو وجود مهم لعملية إظهارما يمكن اظهاره من الاحتمالات الممكنة الظهور من هذه الحضارة

وخلق منهم ولهم تلك الأنفس المطمئنة التي ستكون هي الأنفس المؤديّة
للأدوار والشخصيات المختلفة في الأحداث المختلفة والمتتابعة والتي ستجري متسلسلة على كوكب الأرض بلا توقف حتى نهايتها

ليبدء منها قصة جديدة ربما على نفس كوكب الأرض وربما على كوكب آخر لإظهار صور جديدة من الاحتمالات والاحداث التي لم تظهر صورها بعد في عالم التجلي والظهور

وجمع في ذلك الإجتماع في الأعلى جميع هذه الأطراف التي ستساهم في عمليات تنزّل مختلف الأحداث على كوكب الأرض

وأمر أحد الملائكة فجاء له من مادة كوكب الأرض فشكلها على صورة انسان ونفخ فيه من روحه فدبّت به الحياة ،،

ثم علمه كل الأسماء التي يعرفها هو فأصبح هذا الإنسان صورة مرآتية مخلوقة لرب العالمين ،،

فهو يعرف جميع ما يعرفه رب العالمين،

فهو بهذا التعليم أصبح قادر على جميع ما يقدر عليه رب العالمين ويعلم بجميع ما يعلمه رب العالمين

فلقد أصبح صورة مرأتية له ويعبّر عن حقيقته
تماما كما تعبّر الصورة في المرآة عن الذي يقف قبالها،

غير ان الصورة محتاجة له في وجودها وبقائها

المهم

لقد خلقه ونفخ فيه من روحه وعلمه الأسماء كلها

ثم أمر الجميع أن يسجدوا له إعلانا منه لهم أنّه هو هذا القائد العام لكم والمسيطر عليكم والمسيِّر لكم

وأنه هو خليفتي على هذه الأرض

فأمره هو أمري
ومشيئته هي مشيئتي
وإرادته هي إرادتي
وعلمه هو علمي

من بين الجموع المجتمعة برز أحدهم واسمه إبليس
وقال انني كنت أطمح أن أكون أنا هو الخليفة
ولا أشك أنك كنت تعرف هذا مني وتعرف للأسباب التالية أنني قادر على أداء هذه المهمة على أكمل وجه ،، وسرد تلك الاسباب أمام الجميع حسب وجهة نظره الشخصية

وجرى الحوار بينهما على الصورة التي تكلمنا عنها سابقا لينتهي الأمر أخيرا وبعد حصوله على التأييد بالعزة الإلهية بقبوله بدور مهم ورئيسي في مجريات هذه الحضارة بأن يكون هو الطرف الفاعل المقابل لدور الخليفة في هذه القصة

وحين أعلن قبوله بهذا الدور بين كيف أنه سيقوم به وماذا سيفعل ومدى اجتهاده بالقيام به

حتى هذه المرحلة تكلمنا عن بعض تفاصيلها في ما سبق من الحديث

واليوم سنتكلم عن ماذا كانت ردة فعل الخليفة المعيّن وماذا قال في ذلك الجمع وبحضرة رب العالمين

الخليفة في هذه اللحظة كان قد تعلم جميع الأسماء
وأصبح يملك جميع القدرات الممكنة من تلك الأسماء

فأصبح بإمكانه أن يطّلع على ما هو مكتوب بالكتاب التكويني،

وربما البعض لا يعرف معنى أو مرادي من كلمة الكتاب التكويني لكنه يعرف الكلمة المقابلة والدارجة لها وهي سجلات أكاشا،

فالكتاب التكويني أقصد بها سجلات أكاشا

المهم أن الخليفة أصبح قادر على الإطلاع على سجلات أكاشا الكونية التي بها أثبت الله جميع ما كان وما يكون وما قد يكون من الاحتمالات وصورها من الاحداث

وباطّلاعة سريعة عليها عرف مهمته وتفاصيلها ومجريات الأحداث وكيف ستكون

فتلبس لا إراديا بشخصيته ودوره التكويني الذي خُلِق من أجله فقال:

كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ

لقد رأى في الكتاب التكويني وبلمح البصر،، رأى دوره كاملا من بدايته حتى نهايته ومن هم الأفراد الذين سيكونون حزبه ومن هم رسله إلى أهل الأرض

ورأى كيف أنه سينتصر هو ورسله أخيرا

فقال في ذلك الموقف : كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ

.