*291* وهكذا سيترقّى بقية الأنوار في مراتبهم

  • Creator
    Topic
  • #3129
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلّي على محمّد وآل محمّد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    رب اشرح لي صدري وضع عنّي وزري الذي أنقض ظهري وارفع لي ذكري واجعل لي من بعد العسر يسرا واجعل لي من بعد العسر يسرا
    تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ
    سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
    فشوق الملائكة والروح الذين يتنزلون بإذن ربهم من كل امر ورغبتهم النهائية هي أن يطلع الفجر
    من هو الفجر الذي ينتظر الملائكة والروح طلوعه؟
    انه القائم
    ليس القائم بالأمر ……….. الحالي
    بل الذي سيقوم بالأمر
    يعني حتى يقوم اليتيم
    يعني حتى يستدعيه رسول الله وأمير المؤمنين للجبل ويكتبان له الكتاب المسطور في الرق المنشور
    هذا هو الفجر الذي تشتاق الملائكة والروح إلى طلوعه
    .
    .
    .
    «747»- فُرَاتٌ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَيْدٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ :
    إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
    اللَّيْلَةُ فَاطِمَةُ
    وَ الْقَدْرُ اللَّهُ
    فَمَنْ عَرَفَ فَاطِمَةَ حَقَّ مَعْرِفَتِهَا فَقَدْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ
    وَ إِنَّمَا سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ لِأَنَّ الْخَلْقَ فُطِمُوا عَنْ مَعْرِفَتِهَا أَوْ مِنْ مَعْرِفَتِهَا الشَّكُّ [مِنْ أَبِي الْقَاسِمِ‏]
    وَ قَوْلُهُ :
    وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
    يَعْنِي خَيْرٌ مِنْ أَلْفَ مُؤْمِنٍ
    وَ هِيَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ
    تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها
    وَ الْمَلَائِكَةُ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَمْلِكُونَ عِلْمَ آلِ مُحَمَّدٍ ص‏
    وَ الرُّوحُ الْقُدُسُ هِيَ فَاطِمَةُ ع
    بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
    يَعْنِي حَتَّى يَخْرُجَ الْقَائِمُ ع‏……………إنتهى
    .
    .
    .
    فرسول الله صلى الله عليه وآله هو القائم بالأمر الحالي
    بل هو القائم بالأمر منذ بداية هذه المنافسة حتى نهايتها
    فهو خليفة الله في هذه الأرض لمدة خمسين ألف سنة
    يعني من بداية عروج الملائكة والروح لله ذي المعارج حتى تبلغ منتهاها
    .
    .
    تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
    .
    .
    وماذا سيحصل بعد انتهاء هذا اليَوْمَِ الذي مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ؟
    سيبدؤون مرة أخرى بالعروج إليه في يوم مِقْدَارُهُ أيضا خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
    وشوقهم ورغبتهم في خلال تنزلهم الجديد بإذن ربهم من كل أمر هو أيضا خروج القائم
    خروج القائم يعني ولادة اليتيم
    يعني ولادة المحسن الجديد
    ويوم خروج القائم الجديد ، يوم ولادة المحسن الجديد، اليوم الذي سيتحدد به اليتيم الجديد
    هو يوم شبيه بذلك اليوم الذي استدعاه به رسول الله وأمير المؤمنين للجبل وكتبا له الكتاب المسطور في الرقّ المنشور
    وهو بدوره سيكتب أيضا في رَقٍّ منشور نفس الكتاب المسطور لهذا القائم واليتيم والمحسن الجديد
    وهذا المحسن الجديد بدوره سيكتبه أيضا في رق منشور للقائم المحسن اليتيم الجديد الذي سيختاره ليكون خليفته من بعده
    بدأت بهذه المقدمة المختصرة لكي يصبح عندكم فهم إجمالي للرواية التالية عن الإمام الصادق عليه السلام في حديثه مع جابر الجعفي رضوان الله عليه
    الرواية طويلة ولذلك سأقتطع لكم منها موضع الشاهد وهو أيضا طويل ومن عدة مقاطع لكن لا بد من ايرادها جميعها مع بعضها البعض لتكتمل الصورة التي نريد الحديث عنها :
    .
    .
    .
    ثُمَّ خَلَقَ الْأَظِلَّةَ أَشْبَاحاً وَ جَعَلَهَا لِبَاساً لِلْأَظِلَّةِ
    وَ خَلَقَ مِنْ تَسْبِيحِ نَفْسِهِ الْحِجَابَ الْأَعْلَى
    ثُمَّ تَلَا :
    وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ‏
    الْوَحْيُ : يَعْنِي الْأَظِلَّةَ
    أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ : يَعْنِي الْأَشْبَاحَ الَّتِي خُلِقَتْ مِنْ تَسْبِيحِ الْأَظِلَّةِ
    ثُمَّ خَلَقَ لَهُمُ الْجَنَّةَ السَّابِعَةَ وَ السَّمَاءَ السَّابِعَةَ
    وَ هِيَ أَعْلَى الْجِنَانِ
    .
    .
    .
    موضع الشاهد سيبتدء من هنا:
    .
    .
    .
    ثُمَّ خَلَقَ آدَمَ الْأَوَّلَ وَ أَخَذَ عَلَيْهِ الْمِيثَاقَ وَ عَلَى ذُرِّيَّتِهِ،
    فَقَالَ لَهُمْ:
    مَنْ رَبُّكُمْ‏ ؟
    قالُوا: سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا
    فَقَالَ لِلْحِجَابِ الَّذِي خَلَقَهُ مِنْ تَسْبِيحِ نَفْسِهِ‏ :
    أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ‏ وَ مِنْ أَيِّ شَيْ‏ءٍ خُلِقُوا
    فَأَنْبَأَهُمُ الْحِجَابُ فِي ذَلِكَ
    فَكَانَ الْحِجَابُ الْأَوَّلُ يُعْلِمُهُمْ
    فَمِنْ هُنَاكَ وَجَبَتِ الْحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ.
    .
    .
    .
    ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ عَلَى مِثَالِ ذَلِكَ سَبْعَةَ آدَمَ
    وَ خَلَقَ لِكُلِّ آدَمَ سَمَاءً وَ جَنَّةً
    فَجَعَلَ الْأَوَّلَ مَنْ أَجَابَ لِأَخْذِ الْمِيثَاقِ الْأَوَّلِ
    ثُمَّ الثَّانِيَ
    وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ
    يُفَضِّلُ‏ الْأَوَّلَ فِي الْأَوَّلِ،
    .
    .
    .
    وَ خَلَقَ النُّورَ الثَّانِيَ أَفْضَلَ مِنَ الثَّالِثِ،
    وَ خَلَقَ الْأَظِلَّةَ مِنْ إِرَادَتِهِ عَلَى مَا شَاءَ،
    ثُمَّ أَدَّبَهُمْ عَلَى مِثَالِ الْأَوَّلِ
    وَ خَلَقَ لَهُمُ السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ وَ الْجَنَّةَ الثَّانِيَةَ وَ قَالَ:
    أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ … قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا
    فَقَالَ لِلْحِجَابِ الثَّانِي :
    أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَ مِنْ أَيِّ شَيْ‏ءٍ خُلِقُوا :
    وَ أَخَذَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ الْمِيثَاقَ لِلْحِجَابِ الثَّانِي، ثُمَّ قَرَأَ:
    وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَ رَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ*
    وَ هُوَ الْحِجَابُ الْأَوَّلُ
    ثُمَّ تَلَا : وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها
    .
    .
    .
    ثُمَّ خَلَقَ النُّورَ الثَّالِثَ عَلَى مِثَالِ مَا خَلَقَ النُّورَ الْأَوَّلَ وَ الثَّانِيَ مِنَ الْأَظِلَّةِ وَ الْأَشْبَاحِ وَ السَّمَاءِ وَ الْجَنَّةِ
    وَ خَلَقَ الْحِجَابَ الثَّالِثَ وَ رَأَّسَهُ كَمَا رَأَّسَ الْحِجَابَ الثَّانِيَ
    وَ أَخَذَ مِيثَاقَهُمْ لَهُ
    وَ أَنْبَأَهُمْ كَمَا أَنْبَأَ أَهْلَ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ
    فَأَجَابُوا عَلَى مَا أَجَابُوا
    وَ كَذَلِكَ بَقِيَّةُ الْأَنْوَارِ وَ السَّمَوَاتِ
    .
    .
    .
    وَ أَضْعَفُهُمْ السَّابِعُ
    .
    .
    .
    وَ إِنَّ ذَلِكَ أَنَّهُ أَقَلُّهُمْ نُوراً
    وَ أَرَقُّهُمْ إِيمَاناً وَ يَقِيناً.
    .
    .
    .
    وَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ كُلَّهَا مِنْ سَبْعَةِ أَنْوَارٍ
    وَ جَعَلَ كُلَّ نُورٍ مُتَقَدِّمٍ أَفْضَلَ مِنْ صَاحِبِهِ لِسَابِقَتِهِ فِي الْإِجَابَةِ
    وَ ذَلِكَ مِقْدَارُ ذَلِكَ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
    .
    .
    .
    وَ خَلَقَ فِي كُلِّ سَمَاءٍ جَنَّةً وَ عَيْناً
    وَ إِنَّمَا احْتَمَلَتْ كُلُّ سَمَاءٍ أَهْلَهَا وَ صَارَتْ قُطْباً لَهُمْ
    لِأَنَّ اللَّهَ خَلَقَهَا مِنْ أَعْمَالِهِمْ
    وَ الْعُيُونَ السَّبْعَةَ الَّتِي فِي الْجِنَانِ فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ عُلُومِ أَهْلِهَا
    ثُمَّ خَلَقَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ لِكُلِّ سَمَاءٍ يَوْماً
    .
    .
    .
    ثُمَّ خَلَقَ لِلْأَرْوَاحِ أَبْدَاناً مِنْ نُورٍ.
    ————-
    .
    .
    .
    إنتبهوا هنا أن الإمام يتحدث عن أنوار وعن سماوات لكنه يقول بنفس الوقت أن الأنوار والسماوات هم أشخاص يفضل بعضهم على بعض
    وذلك حين قال:
    فَأَجَابُوا عَلَى مَا أَجَابُوا
    وَ كَذَلِكَ بَقِيَّةُ الْأَنْوَارِ وَ السَّمَوَاتِ
    وَ أَضْعَفُهُمْ السَّابِعُ
    وَ إِنَّ ذَلِكَ أَنَّهُ أَقَلُّهُمْ نُوراً
    وَ أَرَقُّهُمْ إِيمَاناً وَ يَقِيناً.
    .
    .
    .
    ومن هو هذا الذي هوأَقَلُّهُمْ نُوراً و أَرَقُّهُمْ إِيمَاناً وَ يَقِيناً؟
    وجوابه هو أنه خليفة الله في الأرض
    فخليفة الله في الأرض هو دائما سيكون هو السابع فيهم
    فحين يحدد الخليفة في الأرض ذلك اليتيم او اسبق السابقين فسيعطيه مكانه
    أمّا هو فسيرتقي درجة
    فبعد أن كان خليفة الله في العالم الترابي ومخلوق من طين
    فسيصبح خليفته في العالم الناري ويخلقه من نار
    وهذا المعنى يتضح لنا من نفس الرواية لكن من ما قاله قبل المقطع السابق بقليل وذلك حين قال:
    يَا مُفَضَّلُ
    أَمَّا الْكَوْنُ الْأَوِّلُ نُورَانِيٌّ لَا غَيْرُ وَ نَحْنُ‏ فِيهِ‏
    وَ الْكَوْنُ الثَّانِي جَوْهَرِيٌّ لَا غَيْرُ وَ نَحْنُ‏ فِيهِ‏،
    وَ الْكَوْنُ الثَّالِثُ هَوَائِيٌّ لَا غَيْرُ وَ نَحْنُ‏ فِيهِ‏،
    وَ الْكَوْنُ الرَّابِعُ مَائِيٌّ لَا غَيْرُ وَ نَحْنُ‏ فِيهِ‏،
    وَ الْكَوْنُ الْخَامِسُ نَارِيٌّ لَا غَيْرُ وَ نَحْنُ‏ فِيهِ‏،
    وَ الْكَوْنُ السَّادِسُ تُرَابِيٌّ لَا غَيْرُ
    فَأَظَلَّهُ وَ دُوِّرَ
    ثَمَّ سَمَاءٌ مَبْنِيَّةٌ وَ أَرْضٌ مَدْحِيَّةٌ
    فمن كان خليفة الله في الْكَوْنُ السَّادِسُ التُرَابِيُّ
    سيترقّى ليصبح خليفة الله في الْكَوْنُ الْخَامِسُ النَّارِيُّ
    ومن كان خليفة الله في الْكَوْنُ الْخَامِسُ النَّارِيُّ
    سيترقّى في المراتب ليصبح خليفة الله في الْكَوْنُ الرَّابِعُ المَائِيُّ
    وهكذا سيترقّى بقية الأنوار أو السماوات أو الخلفاء في مراتبهم
    فالخليفة المَائِيُّ سيصبح هوائيُّ
    والخليفة الهوائيُّ سيصبح جوهريٌّ
    والخليفة الجوهريُّ سيصبح نورانيٌ
    والخليفة النورانيُّ للعالم السادس سيصبح هو الحجاب الأعلى للعالم الجديد أو الشجرة الجديدة
    ————-
    فالملائكة والروح الذين يتنزلون بإذن ربهم من كل أمر ينتظرون هذه اللحظة التي سينولد بها هذا اليتيم الجديد بكل شوق ولهفة
    فميلاده يعني لهم جميعا ترقيهم جميعهم بالمراتب
    فكما أن اليتيم الجديد سيفوز بالعاقبة هو ووزيره ونقبائه وثلة السابقون السابقون وثلة أصحاب اليمين
    فنفس العدد الذين سيحلّون محلهم من الفائزين السابقين هؤلاء جميعهم سيترقّون في المراتب في كل المستويات الستة التالية
    يعني من سيفوزون بالعاقبة مع اليتيم الجديد هؤلاء عند انتهاء المنافسة التالية جميعهم سيترقون ليصبحوا هم الكون الناري في شجرة الخلق
    ومن كانوا هم الكون الناري جميعهم سيترقون ليصبحوا هم الكون المائي في نفس هذه الشجرة
    وهكذا كل خمسين ألف سنة سيترقّى جميع الملائكة والروح الذين يتنزلون بإذن ربهم من كل أمر في الدرجات
    ولذلك قلنا في بداية المقال أنّ:
    شوق الملائكة والروح الذين يتنزلون بإذن ربهم من كل امر ورغبتهم النهائية هي أن يطلع الفجر
    وأن الفجر هو القائم ، او اليتيم الجديد ، وهو نفسه أسبق السابقين في هذه المنافسة
    وهذا هو الذي قال الإمام عنه أنهأَقَلُّهُمْ نُوراً وَ أَرَقُّهُمْ إِيمَاناً وَ يَقِيناً
    وهذا امر طبيعي
    لأنه خليفة الله في الأرض يعني في الكون الترابي
    بينما الذي سبقه كان بالفعل خليفة الله في الكون الترابي وتعلّم جميع ما به من العلوم
    وهو الآن خليفة الله في الكون الناري وتعلّم جميع ما به من العلوم
    وهكذا يفضُل كل خليفة أو سماء على من دونه من بقية الخلفاء أو السماوات
    من أنه يعلم علمه ويعلم كذلك جميع علوم من دونه من بقية الخلفاء او السماوات
    .
    .
    .
    اعتقد أن الفكرة قد وصلت ولذلك سأتوقف هنا
    الرواية موجودة في كتاب الهداية الكبرى للخصيبي رحمه الله وسأنقل موضع الشاهد منها في المدونة وسأضع رابط لمن يحب أن يقرء هذا المقطع الطويل من هذه الرواية مع هذا المقال
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
    اللهم صلّي على محمد وآل محمد
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    .
    ..
    ….
    …..
Viewing 1 replies (of 1 total)
  • Author
    Replies
  • #3130
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    الرواية :::
    قَالَ الْمُفَضَّلُ:
    إِنَّ هَذَا الْكَلَامَ عَظِيمٌ يَا سَيِّدِي تَحَارُ فِيهِ الْعُقُولُ
    فَثَبِّتْنِي ثَبَّتَكَ اللَّهُ وَ عَرِّفْنِي مَا مَعْنَى قَوْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِي كُنَّا بِكَيْنُونِيَّتِهِ فِي التَّمْكِينِ
    قَالَ الصَّادِقُ:
    نَعَمْ،
    يَا مُفَضَّلُ الَّذِي كُنَّا بِكَيْنُونِيَّتِهِ فِي الْقِدَمِ وَ الْأَزَلِ هُوَ الْمُكَوِّنُ
    وَ نَحْنُ الْمُكَانُ
    وَ هُوَ الْمُنْشِئُ وَ نَحْنُ الشَّيْ‏ءُ
    وَ هُوَ الْخَالِقُ وَ نَحْنُ الْمَخْلُوقُونَ‏
    الهداية الكبرى، ص: 435
    وَ هُوَ الرَّبُّ وَ نَحْنُ الْمَرْبُوبُونَ
    وَ هُوَ الْمَعْنَى وَ نَحْنُ أَسْمَاؤُهُ الْمَعَانِيُّ
    وَ هُوَ الْمُحْتَجِبُ وَ نَحْنُ حُجُبُهُ
    قَبْلَ الْحُلُولِ فِي التَّمْكِينِ مُمْكِنِينَ
    لَا نَحُولُ وَ لَا نَزُولُ
    وَ قَبْلَ مَوَاضِعِ صِفَاتِ تَمْكِينِ الْتَّكْوِينِ
    قَبْلَ أَنْ نُوصَفَ بِالْبَشَرِيَّةِ وَ الصُّوَرِ وَ الْأَجْسَامِ وَ الْأَشْخَاصِ
    مُمْكِنٌ مُكَوَّنٌ كَائِنِينَ لَا مُكَوِّنِينَ
    كَائِنِينَ عِنْدَهُ أَنْوَاراً لَا مُكَوِّنِينَ أَجْسَامٌ وَ صُوَرٌ
    نَاسِلِينَ لَا مُتَنَاسِلِينَ
    مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ إِلَى آدَمَ
    وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
    وَ فَاطِمَةُ مِنْ مُحَمَّدٍ،
    وَ عَلِيٌّ مِنَ الْحُسَيْنِ
    وَ مُحَمَّدٌ مِنْ عَلِيٍّ
    وَ جَعْفَرٌ مِنْ مُحَمَّدٍ
    وَ مُوسَى مِنْ جَعْفَرٍ
    وَ عَلِيٌّ مِنْ مُوسَى
    وَ مُحَمَّدٌ مِنْ عَلِيٍّ
    وَ عَلِيٌّ مِنْ مُحَمَّدٍ
    وَ الْحَسَنُ مِنْ عَلِيٍّ
    وَ مُحَمَّدٌ مِنَ الْحَسَنِ
    بِهَذَا النَّسَبِ
    لَا مُتَنَاسِلِينَ ذَوَاتِ أَجْسَامٍ
    وَ لَا صُوَرَ وَ لَا مِثَالَ إِلَّا أَنْوَارٌ
    نَسْمَعُ اللَّهَ رَبَّنَا وَ نُطِيعُ
    يُسَبِّحُ نَفْسَهُ فَنُسَبِّحُهُ
    وَ يُهَلِّلُهَا فَنُهَلِّلُهُ
    وَ يُكَبِّرُهَا فَنُكَبِّرُهُ
    وَ يُقَدِّسُهَا فَنُقَدِّسُهُ
    وَ يُمَجِّدُهَا فَنُمَجِّدُهُ
    فِي سِتَّةِ أَكْوَانٍ مِنْهَا
    مَا شَاءَ مِنَ الْمُدَّةِ
    وَ قَوْلُهُ أَزَلِيِّينَ لَا مَوْجُودِينَ
    وَ كُنَّا أَزَلِيِّينَ قَبْلَ الْخَلْقِ لَا مَوْجُودِينَ أَجْسَاماً وَ لَا صُوَراً.
    قَالَ الْمُفَضَّلُ:
    يَا سَيِّدِي وَ مَتَى هَذِهِ الْأَكْوَانُ ?
    قَالَ:
    يَا مُفَضَّلُ
    أَمَّا الْكَوْنُ الْأَوِّلُ نُورَانِيٌّ لَا غَيْرُ وَ نَحْنُ‏ فِيهِ‏
    وَ الْكَوْنُ الثَّانِي جَوْهَرِيٌّ لَا غَيْرُ وَ نَحْنُ‏ فِيهِ‏،
    وَ الْكَوْنُ الثَّالِثُ هَوَائِيٌّ لَا غَيْرُ وَ نَحْنُ‏ فِيهِ‏،
    وَ الْكَوْنُ الرَّابِعُ مَائِيٌّ لَا غَيْرُ وَ نَحْنُ‏ فِيهِ‏،
    وَ الْكَوْنُ الْخَامِسُ نَارِيٌّ لَا غَيْرُ وَ نَحْنُ‏ فِيهِ‏،
    وَ الْكَوْنُ السَّادِسُ تُرَابِيٌّ لَا غَيْرُ
    فَأَظَلَّهُ وَ دُوِّرَ
    ثَمَّ سَمَاءٌ مَبْنِيَّةٌ وَ أَرْضٌ مَدْحِيَّةٌ
    فِيهَا الْجَانُّ الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ‏ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ إِلَى أَنْ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنَ التُّرَابِ.
    قَالَ الْمُفَضَّلُ:
    يَا سَيِّدِي:
    فَهَلْ كَانَ فِي هَذِهِ الْأَكْوَانِ خلقا [خَلْقٌ‏مِنْهَا فِي كُلِّ كَوْنٍ ?
    قَالَ :
    نَعَمْ، يَا مُفَضَّلُ.
    قَالَ الْمُفَضَّلُ:
    يَا سَيِّدِي :
    فَهَلْ نَجِدُ الْخَلْقَ الَّذِي كَانَ فِيهَا وَ نَعْرِفُهُمْ ?
    قَالَ :
    نَعَمْ
    مَا مِنْ كَوْنٍ إِلَّا وَ فِيهِ نُورِيٌّ وَ جَوْهَرِيٌّ وَ هَوَائِيٌّ وَ مَائِيٌّ وَ نَارِيٌّ وَ تُرَابِيٌّ
    يَا مُفَضَّلُ:
    تُحِبُّ أَنْ أُقَرِّبَ عَلَيْكَ وَ أُرِيَكَ أَنَّ فِيكَ مِنْ هَذِهِ السِّتَّةِ أَكْوَانٍ؟
    قَالَيَا سَيِّدِي أَيْنَ ذَلِكَ ؟
    الهداية الكبرى، ص: 436
    قَالَ: اعْلَمْ‏ يَا مُفَضَّلُ أَنَّهُ خَلَقَكَ وَ خَلَقَ هَذِهِ الْبَشَرَ وَ كُلَّ ذِي حَرَكَةٍ مِنْ لَحْمٍ وَ دَمٍ،
    الَّذِي مِنَ الْكَوْنِ النُّورَانِيِّ نُورٌ فِي نَاظِرَيْكَ
    وَ نَاظِرُكَ بِمِقْدَارِ حَبَّةِ عَدَسٍ
    ثُمَّ تَرَى بِهَا مَا دَرَكَاهُ مِنَ السَّمَاءِ وَ الْهَوَامِّ وَ الْأَرْضِ وَ مَنْ عَلَيْهَا
    وَ فِيكَ مِنَ الْكَوْنِ الْجَوْهَرِيِّ
    يُحْسِنُ وَ يَعْقِلُ وَ يَنْظُرُ
    وَ هُوَ مَلِكُ الْجَسَدِ
    وَ فِيكَ مِنَ الْكَوْنِ الْهَوَائِيِّ
    الْهَوَاءُ الَّذِي مِنْهُ نَفْسُكَ وَ حَرَكَاتُكَ وَ أَنْفَاسُكَ الْمُتَرَدِّدَةُ فِي جَسَدِكَ
    وَ فِيكَ مِنَ الْكَوْنِ الْمَائِيِّ
    رُطُوبَةُ رِيقِكَ وَ دُمُوعُ عَيْنَيْكَ وَ مَا يَخْرُجُ مِنْ نَفْسِكَ
    وَ السَّبِيلَيْنِ اللَّذَيْنِ هُمَا مِنْكَ
    وَ فِيكَ مِنَ الْكَوْنِ النَّارِيِّ
    النَّارُ الَّتِي فِي تَرَاكِيبِ جَسَدِكَ
    وَ هُوَ الْمُنْضِجُ الْمُنْفِذُ مَأْكَلَكَ وَ مَشَارِبَكَ وَ مَا يَرِدُ إِلَى مَعِدَتِكَ
    وَ هُوَ الَّذِي إِذَا حُكَّتْ بَعْضٌ بِبَعْضٍ كِدْتَ أَنْ تَقْدَحَ نَاراً
    وَ بِتِلْكَ الْحَرَارَةِ تَمَّتْ حَرَكَاتُكَ
    وَ لَوْ لَا الْحَرَارَةُ لَكُنْتَ جَمَاداً
    وَ فِيكَ مِنَ الْكَوْنِ التُّرَابِيِّ
    عَظْمُكَ وَ لَحْمُكَ وَ دَمُكَ وَ جِلْدُكَ وَ عُرُوقُكَ وَ مَفَاصِلُكَ وَ عَصَبُكَ وَ تَمَامُ كَمِّيَّةِ جِسْمِكَ.
    قَالَ الْمُفَضَّلُ:
    يَا مَوْلَايَ :
    إِنِّي لَأَحْسَبُ أَنَّ شِيعَتَكَ لَوْ غَلَتْ كُلَّ الْغُلُوِّ فِيكُمْ تَهْتَدِي إِلَى وَصْفٍ يَسِيرٍ مِمَّا فَضَّلَكُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ هَذَا الْعِلْمِ الْجَلِيلِ.
    قَالَ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ):
    مَا لَكَ يَا مُفَضَّلُ لَا تَسْأَلُ عَنْ تَفْصِيلِ الْأَكْوَانِ السِّتَّةِ ؟
    قُلْتُ :
    يَا مَوْلَايَ بَهَرَنِي وَ اللَّهِ عَظِيمُ مَا سَمِعْتُهُ مِنَ السُّؤَالِ.
    قَالَ الصَّادِقُ:
    نَحْنُ كُنَّا فِي الْكَوْنِ النُّورَانِيِّ لَا غَيْرُ،
    وَ فِي الْجَوْهَرِيِّ لَا غَيْرُ،
    وَ فِي الْهَوَائِيِّ خَلْقٌ
    وَ هُمْ جِيلٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ
    أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ جَدِّي رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقُولُ :
    لَا يُوقِعَنَّ أَحَدُكُمْ بَوْلَهُ مِنْ عَالِي جَبَلٍ وَ لَا مِنْ سَطْحِ بَيْتٍ وَ لَا مِنْ رَأْسِ رَابِيَةٍ وَ لَا فِي مَاءٍ
    فَإِنَّ لِلْهَوَاءِ سُكَّاناً وَ لِلْمَاءِ سُكَّاناً.؟
    قَالَ الْمُفَضَّلُ:
    نَعَمْ يَا مَوْلَايَ
    مِمَّا خَلَقَ أَهْلَ الْمَاءِ؟
    قَالَ:
    خَلَقَهُمْ بِصُوَرٍ وَ أَجْسَامٍ
    نَطَقُوا بِثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ لُغَةً
    وَ قَامَتْ فِيهِمُ النُّذُرُ وَ الرُّسُلُ وَ الْأَمْرُ وَ النَّهْيُ
    وَ صَارَتْ فِيهِمْ وِلَادَاتٌ وَ نَسْلٌ
    وَ كَوَّنَهُمُ الَّذِي يَقُولُ‏ وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ
    قَالَ الْمُفَضَّلُ :
    نَعَمْ يَا مَوْلَايَفَالْجَانُّ؟؟؟؟
    قَالَ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ):
    لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَ الْأَرْضَ أَسْكَنَ خَلْقَ الْمَاءِ فِي الْبِحَارِ وَ الْأَنْهَارِ وَ الْيَنَابِيعِ وَ مَنَاقِعِ الْمَاءِ
    وَ أَسْكَنَ الْجَانَّ الَّذِي خَلَقَهُ‏ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ حَيْثُ كَانَتْ مِنَ الْأَرْضِ
    فَقَامَتْ فِيهِمُ النُّذُرُ وَ الرُّسُلُ
    وَ نَطَقُوا بِأَرْبَعَةٍ وَ عِشْرِينَ لُغَةً
    وَ أَمَرَ إِبْلِيسَ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ
    وَ السُّجُودُ هُوَ الطَّاعَةُ لَا الصَّلَاةُ
    فَ أَبى‏ وَ اسْتَكْبَرَ وَ قَالَ :
    لَا أَسْجُدُ لِبَشَرٍ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ*
    فَافْتَخَرَ عَلَى آدَمَ وَ عَصَى اللَّهَ
    وَ قَاسَ وَيْلَهُ النَّارَ بِالنُّورِ
    وَ ظَنَّ أَنَّ النَّارَ أَفْضَلُ
    وَ لَوْ عَلِمَ أَنَّ النُّورَ الَّذِي فِي آدَمَ وَ هُوَ الرُّوحُ الَّتِي نَفَخَهَا اللَّهُ فِيهِ
    كَانَ أَفْضَلَ مِنَ النَّارِ الَّتِي خُلِقَ مِنْهَا إِبْلِيسُ لَفَسَدَ قِيَاسُهُ.
    قَالَ الْمُفَضَّلُ يَا مَوْلَايَ:
    أَ وَ لَيْسَ يُقَالُ إِنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ؟
    قَالَ :
    بَلَى يَا مُفَضَّلُ هُوَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ،
    لَا الرُّوحَانِيَّةِ وَ لَا النُّورَانِيَّةِ، وَ لَا سُكَّانِ السَّمَاوَاتِ،
    وَ مَعْنَى مَلَائِكَةٍ هُوَ اسْمٌ وَاحِدٌ فَيُصْرَفُ
    فَهُوَ مَلَكٌ وَ مَالِكٌ وَ مَمْلُوكٌ
    هَذَا كُلُّهُ اسْمٌ وَاحِدٌ
    وَ كَانَ أَمْلَاكَ الْأَرْضِ
    أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى:
    وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ‏
    وَ قَوْلَهُ تَعَالَى:
    وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ‏
    وَ قَالَ:
    يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ‏
    وَ قَوْلَهُ:
    قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً
    قَالَ الْمُفَضَّلُ:
    نَعَمْ يَا سَيِّدِي عَلِمْتُ وَ فَهِمْتُ،
    فَكَيْفَ كَانَتِ الْأَظِلَّةُ ؟
    قَالَ:
    أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى:
    أَ لَمْ تَرَ إِلى‏ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًاثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً
    يَا مُفَضَّلُ إِنَّ اللَّهَ (سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى) أَوَّلُ مَا خَلَقَ، النُّورُ الظِّلِّيُّ،
    قُلْتُ:
    وَ مِمَّا خَلَقَهُ؟
    قَالَ: خَلَقَهُ مِنْ‏ مَشِيئَتِهِ
    ثُمَّ قَسَمَهُ أَظِلَّةً
    أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ (تَعَالَى): أَ لَمْ تَرَ إِلى‏ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً
    خَلَقَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ سَمَاءً وَ أَرْضاً وَ عَرْشاً وَ مَاءً
    ثُمَّ قَسَّمَهُ أَظِلَّةً
    فَنَظَرَتِ الْأَظِلَّةُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فَرَأَتْ نَفْسَهَا
    فَعَرَفَتْ أَنَّهُمْ كُوِّنُوا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُونُوا
    وَ أُلْهِمُوا مِنَ الْمَعْرِفَةِ هَذَا الْمِقْدَارَ
    وَ لَمْ يُلْهَمُوا مَعْرِفَةَ شَيْ‏ءٍ سِوَاهُ مِنَ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ
    ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ أَدَّبَهُمْ،
    قَالَ:
    كَيْفَ أَدَّبَهُمْ؟
    قَالَ:
    سَبَّحَ نَفْسَهُ فَسَبَّحُوهُ
    وَ حَمَّدَ نَفْسَهُ فَحَمَّدُوهُ
    وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ
    وَ لَا يَدْرِي كَيْفَ يُثْنِي عَلَيْهِ وَ يَشْكُرُهُ
    فَلَمْ تَزَلِ الْأَظِلَّةُ تَحْمَدُهُ وَ تُهَلِّلُهُ،
    فَمَكَثُوا عَلَى ذَلِكَ سَبْعَةَ آلَافِ سَنَةٍ
    فَشْكُرُ اللَّهَ ذَلِكَ لَهُمْ
    فَخَلَقَ مِنْ تَسْبِيحِهِمُ السَّمَاءَ السَّابِعَةَ.
    ثُمَّ خَلَقَ الْأَظِلَّةَ أَشْبَاحاً وَ جَعَلَهَا لِبَاساً لِلْأَظِلَّةِ
    وَ خَلَقَ مِنْ تَسْبِيحِ نَفْسِهِ الْحِجَابَ الْأَعْلَى
    ثُمَّ تَلَا :
    وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ‏
    الْوَحْيُ : يَعْنِي الْأَظِلَّةَ
    أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ : يَعْنِي الْأَشْبَاحَ الَّتِي خُلِقَتْ مِنْ تَسْبِيحِ الْأَظِلَّةِ
    ثُمَّ خَلَقَ لَهُمُ الْجَنَّةَ السَّابِعَةَ وَ السَّمَاءَ السَّابِعَةَ
    وَ هِيَ أَعْلَى الْجِنَانِ
    ثُمَّ خَلَقَ آدَمَ الْأَوَّلَ وَ أَخَذَ عَلَيْهِ الْمِيثَاقَ وَ عَلَى ذُرِّيَّتِهِ،
    فَقَالَ لَهُمْ:
    مَنْ رَبُّكُمْ‏ ؟
    قالُوا: سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا
    فَقَالَ لِلْحِجَابِ الَّذِي خَلَقَهُ مِنْ تَسْبِيحِ نَفْسِهِ‏ :
    أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ‏ وَ مِنْ أَيِّ شَيْ‏ءٍ خُلِقُوا
    فَأَنْبَأَهُمُ الْحِجَابُ فِي ذَلِكَ
    فَكَانَ الْحِجَابُ الْأَوَّلُ يُعْلِمُهُمْ
    فَمِنْ هُنَاكَ وَجَبَتِ الْحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ.
    ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ عَلَى مِثَالِ ذَلِكَ سَبْعَةَ آدَمَ
    وَ خَلَقَ لِكُلِّ آدَمَ سَمَاءً وَ جَنَّةً
    فَجَعَلَ الْأَوَّلَ مَنْ أَجَابَ لِأَخْذِ الْمِيثَاقِ الْأَوَّلِ
    ثُمَّ الثَّانِيَ
    وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ
    يُفَضِّلُ‏ الْأَوَّلَ فِي الْأَوَّلِ،
    وَ خَلَقَ النُّورَ الثَّانِيَ أَفْضَلَ مِنَ الثَّالِثِ،
    وَ خَلَقَ الْأَظِلَّةَ مِنْ إِرَادَتِهِ عَلَى مَا شَاءَ،
    ثُمَّ أَدَّبَهُمْ عَلَى مِثَالِ الْأَوَّلِ
    وَ خَلَقَ لَهُمُ السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ وَ الْجَنَّةَ الثَّانِيَةَ وَ قَالَ:
    أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ … قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا
    فَقَالَ لِلْحِجَابِ الثَّانِي :
    أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَ مِنْ أَيِّ شَيْ‏ءٍ خُلِقُوا :
    وَ أَخَذَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ الْمِيثَاقَ لِلْحِجَابِ الثَّانِي، ثُمَّ قَرَأَ:
    وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَ رَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ*
    وَ هُوَ الْحِجَابُ الْأَوَّلُ
    ثُمَّ تَلَا : وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها
    ثُمَّ خَلَقَ النُّورَ الثَّالِثَ عَلَى مِثَالِ مَا خَلَقَ النُّورَ الْأَوَّلَ وَ الثَّانِيَ مِنَ الْأَظِلَّةِ وَ الْأَشْبَاحِ وَ السَّمَاءِ وَ الْجَنَّةِ
    وَ خَلَقَ الْحِجَابَ الثَّالِثَ وَ رَأَّسَهُ كَمَا رَأَّسَ الْحِجَابَ الثَّانِيَ
    وَ أَخَذَ مِيثَاقَهُمْ لَهُ
    وَ أَنْبَأَهُمْ كَمَا أَنْبَأَ أَهْلَ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ
    فَأَجَابُوا عَلَى مَا أَجَابُوا
    وَ كَذَلِكَ بَقِيَّةُ الْأَنْوَارِ وَ السَّمَوَاتِ
    وَ أَضْعَفُهُمْ السَّابِعُ
    وَ إِنَّ ذَلِكَ أَنَّهُ أَقَلُّهُمْ نُوراً
    وَ أَرَقُّهُمْ إِيمَاناً وَ يَقِيناً.
    وَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ كُلَّهَا مِنْ سَبْعَةِ أَنْوَارٍ
    وَ جَعَلَ كُلَّ نُورٍ مُتَقَدِّمٍ أَفْضَلَ مِنْ صَاحِبِهِ لِسَابِقَتِهِ فِي الْإِجَابَةِ
    وَ ذَلِكَ مِقْدَارُ ذَلِكَ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
    وَ خَلَقَ فِي كُلِّ سَمَاءٍ جَنَّةً وَ عَيْناً
    وَ إِنَّمَا احْتَمَلَتْ كُلُّ سَمَاءٍ أَهْلَهَا وَ صَارَتْ قُطْباً لَهُمْ
    لِأَنَّ اللَّهَ خَلَقَهَا مِنْ أَعْمَالِهِمْ
    وَ الْعُيُونَ السَّبْعَةَ الَّتِي فِي الْجِنَانِ فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ عُلُومِ أَهْلِهَا
    ثُمَّ خَلَقَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ لِكُلِّ سَمَاءٍ يَوْماً
    ثُمَّ خَلَقَ لِلْأَرْوَاحِ أَبْدَاناً مِنْ نُورٍ.
Viewing 1 replies (of 1 total)
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.