*293* لمن تشهدون بالولاية ؟

14- الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع :

دَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيُّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ ع :

يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

أَ لَا أُخْبِرُكَ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- :

مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ.

وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ؟

قَالَ :

بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جُعِلْتُ فِدَاكَ

فَقَالَ :

الْحَسَنَةُ مَعْرِفَةُ الْوَلَايَةِ وَ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ

وَ السَّيِّئَةُ إِنْكَارُ الْوَلَايَةِ وَ بُغْضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ

ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ………إنتهى

فالحسنة تتكون من قسمين

1- معرفة الولاية

2- حبّ أهل البيت عليهم السلام

والسيئة تتكون كذلك من قسمين :

1- إنكار الولاية

2- بُغض أهل البيت عليهم السلام

.

.

.

يعني بحبّك أهل البيت فقط

وبدون أن تعرف الولاية

لن تكون قد أحرزت هذه الحسنة المطلوبة

التي ستجعلك مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمن

فإذا اردت أن تكون مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمن

فيجب عليك أن تعرف الولاية

ولا يكفي ان تكون مُحبا لأهل البيت عليهم السلام

.

.

يوجد كلام كثير يمكننا اضافته هنا لهذه الحسنة

لكننا سنكتفي بهذا المقدار

لننتقل في الكلام عن السيئة التي من

سيأتون بها ستكبّ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ

((يعني مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ لن يكونوا آمنين))

والسيئة هي :

1- إنكار الولاية

2- وبُغض أهل البيت عليهم السلام

الشقّ الثاني من هذه السيئة

لا يستطيع أحد من المسلمين أن يجاهر به

او حتى أن يعتقد به فعلا بينه وبين نفسه

لكن

الشقّ الأول وهو إنكار الولاية

فإن 72 فرقة من أصل 73 فرقة من فرق الأمة الواحدة المتنافسة سينكرونها

60 فرقة من الـ 72 فرقة سينكرون الولاية جملة وتفصيلا

ومن الأساس لا يرفعون شعار محبة أهل البيت عليهم السلام

و 12 فرقة منهم يرفعون شعار محبة أهل البيت عليهم السلام ويعتقدون بالولاية

لكنهم بنفس الوقت ينكرون الولاية

كيف يمكن لذلك أن يحدث؟

ذلك ممكن أن يحدث بتشتيت الانتباه عن صاحب الولاية الحقيقي

وتحويلها نحو شبهه وأخوه التوأم

بكلمات واضحة وصريحة اقول أن ذلك حدث عندما

تم تحويل انتباه أغلب الأمة الإسلامية عن الولي الحقيقي وهو

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب منه وعليه السلام

ونسبوها لرسول الله صلى الله عليه وآله

يعني هؤلاء يعتقدون بالولاية لكنهم ينكرون الولي الحقيقي

ويعتقدون أن الولي هو رسول الله صلى الله عليه وآله

أو قد يعتقدون أن امامهم الذي يسجدون امامه ويزحفون نحوه هو الولي

أو ان الولي حاليا هو عارف من العرفاء او قطب من الأقطاب الموجودين بينهم

طبعا لا علاقة لي هنا بالـفرق الـ60 فهم ادرى بحالهم

لكن الكلام عن الفرق الـ13 التي تدعي محبة أهل البيت وتعتقد بالولاية

12 فرقة منهم بصورة أو بأخرى سينكرون الولاية

أو أنهم على الأقل لن يعرفونها

يعني ممكن أن يعتقدوا فعلا أن أمير المؤمنين هو الولي وهو الولاية

لكنهم بنفس الوقت لا يعرفون معنى الولي او معنى الولاية كما يجب معرفتها

فلذلك ممكن ان يتشهد احدهم بالولاية في أذانه وإقامته وتشهده في وسط ونهاية صلاته

لكنه لا يعرف معنى هذه الولاية

بحيث إذا عرضها أحد من الذين يعرفونها عليه

فإنه مستعد وجاهز 100% لأن ينكرها ويقول ما كان لأن يكون له هذا

أو أن الولاية تعني أنه كان يجب ان يكون هو الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليهما وآلهما

او أن الولاية تعني فقط انه هو الفقيه وانه هو فقط من يفسّر القرآن

طبعا هذه كلها جزئيات بسيطة تكاد لا تذكر من كلّية الولي وشمولية الولاية

لكن هذه ليست هي تمام معرفة الولاية كما يجب معرفتها

معرفة الولاية الحقيقية هي معرفتها بالنورانية

ومعرفتها بالنورانية كما يجب معرفتها هي انك لا ترى

مـــــعــــهــــا شــــيـــــئــــا على الإطلاق

وبنفس الوقت ترى

بــــــــهــــــــا كــــل شــــيء

وترى أنــــهــــا كــــل شــــيء

وترى أنــــهــــا فوق وتحت وداخل وخارج ومع وقبل وبعد كــــل شــــيء

وبعض الفرق قد تعتقد بكل ذلك لأمير المؤمنين لكنها بالرغم من ذلك لن يكونوا كفرقة كاملة هم الناجية

لماذا؟

لأنهم اخلّوا باهم ميثاق وعهد تم أخذه عليهم وهو أن

لَا يَــسْــتُــرُوا مَــا يَــعْــلَــمُــونَ مِــنْ شَــرَفِ مَــنْ شَــرَّفَــهُ اللَّهُ

وَ فَــضْــلِ مَــنْ فَــضَّــلَــهُ اللَّهُ

يعني تجدهم يَــسْــتُــرُون مَــا يَــعْــلَــمُــونَ مِــنْ شَــرَفِ مَــنْ شَــرَّفَــهُ اللَّهُ

وَ فَــضْــلِ مَــنْ فَــضَّــلَــهُ اللَّهُ

فتجد أن كتبهم سريّة وعقائدهم سريّة ولا يتحدثون أمام غيرهم بهذه الفضائل

بل وتجدهم يأمرون من يتحدث عن

شَــرَفِ مَــنْ شَــرَّفَــهُ اللَّهُ

وَ فَــضْــلِ مَــنْ فَــضَّــلَــهُ اللَّهُ

بالبخل وبالصمت وبأن لا يتحدث أمام الأغراب

وبذلك فإنهم يخلّون بواحد من أهم عهودهم التي أُخِذت عليهم

من تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 593-594:

ثُمَّ قَالَ: وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا؟

قَالَ: وَ مِــنْ‏ أَعْــظَــمِ‏ عُــهُــودِهِــمْ‏ أَنْ :

لَا يَــسْــتُــرُوا مَــا يَــعْــلَــمُــونَ

مِــنْ شَــرَفِ مَــنْ شَــرَّفَــهُ اللَّهُ

وَ فَــضْــلِ مَــنْ فَــضَّــلَــهُ اللَّهُ

وَ أَنْ لَا يَــضَــعُــوا الْأَسْــمَــاءَ الــشَّــرِيــفَــةَ عَــلَــى

مَــنْ لَا يَــسْــتَــحِــقُّــهَــا مِــنَ الْــمُــقَــصِّــرِيــنَ

وَ الْــمُــسْــرِفِــيــنَ الــضَّــالِّــيــنَ الَّــذِيــنَ

ضَــلُّــوا عَــمَّــنْ دَلَّ اللَّهُ‏ عَــلَــيْــهِ بِــدَلَالَــتِــهِ

وَ اخْــتَــصَّــهُ بِــكَــرَامَــاتِــهِ،

الْــوَاصِــفِــيــنَ لَــهُ بِــخِــلَافِ صِــفَــاتِــهِ

وَ الْــمُــنْــكِــرِيــنَ لِــمَــا عَــرَفُــوا مِــنْ دَلَالاتِــهِ وَ عَــلَامَــاتِــهِ،

الَّــذِيــنَ سَــمَّــوْا بِــأَسْــمَــائِــهِــمْ مَــنْ

لَــيْــسُــوا بِــأَكْــفَــائِــهِــمْ مِــنَ الْــمُــقَــصِّــرِيــنَ الْــمُــتَــمَــرِّدِيــنَ. …….إنتهى النقل

.

.

.

فكما ترون فإن الشيطان يلعب لعبته في كل الإتجاهات

ليصرف الانتباه بها عن الولي الحقيقي

وحتى من يعرف الولاية حقا

فإنّ الشيطان عبر خطواته رجال الدين يزين له بكتمان المعرفة فيجعله ينكث بعهده وهو يحسب انه يُحسن بذلك صنعا

فالغرابيل والموانع والأحجبة تحيط بالولي من كل جهة

والعجيب هو في من يعتقدون بالولاية ويخسرون بالنهاية

فهؤلاء ما عندهم مشكلة انهم يعتقدونها لرسول الله وهو بشر

وما عندهم مشكلة أن يعتقدوها لأي إنسان يحبونه

لكن عندما تصل النوبة لأمير المؤمنين تشمئز نفوسهم وتتوقف عقولهم ويقولون انه بشر عادي ولا يمكن أن تكون الولاية له

فما عندهم مشكلة ان ينسبوها لأي إنسان ابتداءا من رسول الله ومن هم دونه

لكن

تتفجر كل المشاكل عندما يصلون لأمير المؤمنين منه وعليه السلام

فالحسنة أن

تعرف الولاية حق المعرفة

و

تحب أهل البيت عليهم السلام

والسيئة هي أن

تنكر الولاية

أو

تنسبها لغير الولي الحقيقي

و

تبغض أهل البيت عليهم السلام

الولاية لليمين

والإمامة للشمال

فالولاية ظاهرها إمامة

وباطنها غيب لا يدرك

فالشمال إمامة

واليمين ولاية وغيب لا يدرك