*3* السقف المرفوع

  • Creator
    Topic
  • #1292
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176

     

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    السقف المرفوع

    ——–

    في مواضيع سابقة تكلمنا عن السقف المرفوع وقلنا أنّه الذي يفصل بين أهل السماء وبين أهل الأرض

    وأتينا بالرواية التي تقول أن الامام المهدي في زمانه سيريح المؤمنين من أهل الأرض من أعدائهم فيها


    كيف سيريحهم منهم؟


    هذا الأمر متروك له، ربما سيفني أكثرهم بأنواع الموت (أحمر وأسود وغيرهما)ـ


    أو بأن يبعد البقية منهم من قبة الأرض لقبة أخرى جديدة ظروفها صعبة جدا جدا


    تماما كما تُبعِد الكثير من المحاكم والدول سجنائها الأشد إجراما فتعزلهم في سجون نائيّة في مناطق جبلية لتكسير صخور الجبال وشقّ الطرق فيها


    او لاستصلاح الصحاري الحارة القاحلة


    أو أن تُبعدهم وتعزلهم في جزر معزولة ومهجورة ليعمرها ابنائهم وذرياتهم من بعد فترة طويلة ((كما حصل في استراليا مثلا))


    والخلاصة هي أن الصفوة الصالحة التي لا ولم تبغي علوا في الأرض في فترة الحياة الدنيا


    سيتمّ تمييزهم في يوم القيامة من أعدائهم الذين كان همهم وشغلهم الشاغل في فترة الحياة الدنيا أن يعلوا بعضهم على بعض في الأرض بدعاوى واسباب واسماء كثيرة ما انزل الله بها من سلطان


    بعد أن يتم التمييز بينهما في يوم القيامة وبعد أن يستلم كل انسان منهم كتابه بيمينه او بشماله فانه سيستخلف الفئة الصالحة في هذه الأرض


    وسينفي أو سيبعد الفئة الطالحة لقبة جديدة ليعمروها وليتصارعوا فيها وعليها لأحقابا جديدة وكثيرة،


    ليتم غربلتهم وذرياتهم بها من جديد


    وقلنا أن الذين سيبقون على هذه الأرض ستتم مساعدتهم بهاباذن ربهم وتكليفهروحيا وعلميا بشكل كبير جدا من قِبل الملائكة والروح


    وسيرفعون وعيهم وعقولهم وسيعلمونهم من العلوم ما سيرفعون به الموت عنهم لمدد طويلة جدا جدا جدا


    حتى أن أحدهم كما تقول الروايات سيعمّر في الأرض حتى يرى له ولأحفاده ولأحفاد أحفاده ألف حفيد وأكثر


    وسيرفعون عنهم بتلك العلوم الروحية والعقلية الحاجة للعمل والكد والتعب من أجل تحصيل الأموال


    فمثلا لن يحتاج أحدنا في ذلك الزمان سوى لثوب واحد يستطيع أن يبدله بمشيئته لأيّ شكل ولأيّ لون ولأي مقاس


    بمعنى أنّه ستصبح لنا سيطرة عقلية على المادة نقول لها كن فتكون كما شئنا لها أن تكون


    وفي ذلك الزمان ستنتفي الحاجة لاستخراج كافة أنواع الطاقات من المواد الاحفورية أو النووية او الشمسية أو غيرها


    وسيستغني الناس عنها كلها بنور ربهم الذي قلنا في موضوع الاسم المكنون انه هو طاقة الفراغ


    الذي كل سنتيميتر مكعب واحد من الفراغ يحوي مقدار من الطاقة يعادل 10 أس 93 غرام ،، أي تكتب رقم عشرة وتضع أمامه ثلاثة وتسعون صفر


    أي:


    10000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000غرام لكل سنتيميتر مكعب واحد


    بينما لو أننا ضغطنا كل هذا الكون بجميعفي سنتمتر مكعب واحد بجميعما يحويه ،، فإن مقدار الطاقة الاجمالية له سيعادل حينها 10^55 غرام،، أي أن تكتب رقم عشرة وتضيف أمامه خمسة وخمسون صفر


    أي:


    100000000000000000000000000000000000000000000000000000000


    أي أن مقدار كل طاقة الكون المادي لو جمعناها في سنتمتر مربع واحد فإنها لن تعادل مقدار الطاقة الموجودة في سنتيمتر مكعب واحد من طاقة الفراغ الذي يحويه


    وفي عصر الظهور المبارك سيتم تعليم الناس كيف يمكنهم وبسهولة كبيرة الوصول للطاقة المجانية الوفيرة والمحركة للكون كله


    فيستغنون بها عن الحاجة لخوض المزيد من الحروب والمنافسات والصراعات الحالية والسابقة والتي سادت على هذه الأرض منذ بدء نشوئها وحتى اليوم والتي كان سببها ومحورها ومسببها جميعها هو من أجل الاستحواذ على الثروات ومصادر الطاقة والحياة


    عن كل ذلك وأكثر كنّا قد تحدثنا فعلا في مختلف المواضيع السابقة، وطبعا كان الحديث في غالبها مستوحى من آيات القرآن الكريم ومن الروايات المفسرة لها والمروية عن أهل بيت العصمة والولاية عليهم السلام


    وقلنا أن كل ذلك له علاقة مباشرة بالبيت المعمور وبالملائكة الذين يدخلونه في كلّ يوملاستلام تفاصيل خطة تنزلاتهم الفردية والجماعية بإذن ربهم من كلّ أمر((غير متأكد ان كان مقدار اليوم هنا هو من مقاديرنا وأيامنا أو أن مقداره من مقدار أيام الله التي يعادل كل يوم منها خمسين ألف سنة مما نعد))


    وأنّ له أيضا علاقة مباشرة بالسقف المرفوع الذي هو من فوقنا حاليا لكننا لا نراه لأسباب لها علاقة بالعلم الذي لم نؤتى منه حتى الآن والى ساعة الظهورإلّا قليلا


    فجزئين من سبعة وعشرون جزء سيبثها الامام حين ظهوره هي حقا نسبة قليلة جدا جدا جدا


    فعن الإمام الصادق (عليه السلام) :ـ

    (العلم سبعة وعشرون جزء ، فجميع ما جاءت به الرسل جزءان، لم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام القائم أخرج الخمس والعشرين حرفاً ، فبثها في الناس ، وضم إليها الحرفين ، حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً) ….إنــتــهــــــــــــــى

    وانتبهوا هنا أن الامام ربط بين اجزاء العلم والحروف ،، فكل جزء يقابله حرف واحد والحروف كلها هي مظاهر للالف الظاهرة الغير معطوفة


    عن كامل التمّار ، قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام ذات يوم ، فقال لي: «يا كامل اجعلوا لنا ربّاً نؤوب إليه ، وقولوا فينا ما شئتم».


    قال:فقلت : نجعل لكم ربّاً تؤوبون إليه ونقول فيكم ما شئنا؟


    قال : فاستوى جالساً فقال : « ما عسى أن تقولوا، والله ما خرج اليكم من علمنا إلاّ ألفاً غير معطوفة » ……………….إنــتــهـــــــــى


    وقلنا أن نسبة الجزئين للـ 27 جزء لا تعني أنه 27 ضعف فقط لما ستعرفه الدنيا من العلوم حتى وقت الظهور


    بل هي أقرب ما تكون من نسبة


    2


    إلى


    27000000000000000000000000000


    إنتبهوا الى أن هذا الفرق بين النسبتين هو الفرق الحالي بين نسبة العلم الذي هو الآن فعلا وواقعا عند الامام والملائكة والروح ،،


    وبين نسبة العلم الذي عندنا الآن او سيكون عندنا حين الظهور مهما تضاعفت نسبته من اليوم وحتى ذلك الزمان المبارك


    لو فهمنا هذا الأمر وادركنا معناه سندرك ونفهم الفرق بين السحاب الذلول الذي ليس فيه برق ورعد


    وبين السحاب الصعب الذي فيه برق ورعد


    عن الإمام الصادق عليه السلام قال:


    إن الله خيّر ذا القرنين السحابين الذلول والصعب ،


    فاختار الذلول وهو ما ليس فيه برق ولا رعد ،


    ولو اختار الصعب لم يكن ذلك له ،


    لأن الله ادخره للقائم عليه السلام)…………..إنــتــهـــــــــى


    فالسحاب الذلول هو ما سيجري لمن نطق الاسم المكنون به وبكل الأشياء على لسانه ،،


    فحينها فإنه هو من سيقول من على لسان أحد رؤوسه كن


    وهو من سيستجيب لنفسه من بعض رؤوسه الأخرى فيكون


    فالامر يخرج منه إليه ،، ولا يخرج منه إلا إليه


    فهو الآمر بـ كُن


    وهو المستجيب فــ يكون


    أمّا السحاب الصعب فهو ما يجري بالاسباب العلمية والمقادير المقدرة


    فالكون مبني على أسس علمية وهندسية ثابتة ومحددة


    ومن يحيط بها كلها كاملة وبدون استثناء فإنه سيستطيع أن يشكّل بها جميع ما يشائه في هذا الكون وكيفما يريد


    فالاسم المكنون أو الأعظم الأعظم يحرّك الاشياء ويشكّلها ويكوّنها من بواطنها حسب مشيئة ورغبة من سينطق من على لسانه بقول كن


    والإسم الأعظم يستطيع بنفس الطريقة أن يحرّك الأشياء ويشكّلها ويكوّنها كيفما أراد بكل هذا الكون لكن بالاسباب العلمية والهندسية والمقادير المقدرة تقديرا دقيقا والتي يعلمها ويحيط بها كلها


    فلا فرق بين الإسم الأعظم الأعظم


    وبين


    الإسم الأعظم


    إلاّ أن أحدهما يستطيع أن يشكل الكون كيفما يشاء وأن يحيط به علما لأنه هو المكنون به كله ،،


    والآخربنفس النسبة والقوةيستطيع عن طريق العلم الذي يحيط به إحاطة كاملة وبكلّ أجزائه جميعها أن يشكّل الكون من حوله أيضا كيفما شاء وأن يحيط به علما


    فلا فرق بينهما الا أن أحدهما هو:


    الباطن في قلوب الأشياء


    والآخر هو الظاهر بعلمه عليها


    الماء العذب هو المكنون بكل الأشياء ، لأنه المجعول منه كل شيء حيّ


    والبحر الأجاج الظلماني هو بحر العلم العميق الذي كلما تعمّقت به أكثر اكتشفت إنك أكثر جهلا


    من الماء العذب خُلق العقل الذي يتوسط الكلّ


    ومن البحر الأجاج خُلق الجهل الذي يريد أن يعرف الأسباب،،


    فهو لا يمكنه أن يتحرك بدون أن يعرف الاجوبة عن الاسباب والمسببات لحركته


    كيف؟

    ولماذا؟
    وأين؟
    وكم؟
    ومن؟
    و
    و
    و

    فالإسم الأعظم الأعظم


    هو نفسه


    الإسم الأعظم


    لكن أصحاب الإسم الأعظم الأعظم هم أصحاب اليمين وهم أدواته في اظهار جميع ما يمكنهم اظهاره بمشيئتهم من الكتاب المكنون في عالم الأمر


    وأصحاب الإسم الأعظم هم أصحاب الشمال وهم أدواته في اظهار جميع ما يمكنهم اظهاره بالعلم وبمشيئتهم من الكتاب المكنون في عوالم الخلق


    والانسان في عوالم الخلق مركّب من العالمين ،،


    عالم علوي


    وعالم سفلي


    أي من عالم الأمر


    ومن عالم الخلق


    أو من قلب


    وعقل


    ومن خلال الصراع بين القلب والعقل


    سيستكشف اليمين واصحابه من الملائكة والروح


    سويّة


    مع الشمال واصحابه من النفوس الناطقة القدسيّة


    هذا الكون


    ليكتشفوا سويّة أسراره الروحية والعلمية الدفينة فيزدادون بذلك كلّ يوم علما جديدا

    من أجل هذا الهدف

    فإن الأسم الأعظم الذي يركب السحاب الصعب الذي فيه برق ورعد ويستطيع أن يبني ويصنع بالعلم الذي عنده ما يشاء في هذا الكون الشاسع قد أوجد ورفع السقف المرفوع حول قبة آدم وجعله حاجزا غير مرئي يفصل به ما بين عالم الأمر وعالم الخلق


    فالذي يعلم الأسماء كلها وخلق بعلمه وقدرته هذه الارض التي هي بالنسبة لهذا الكون الشاسع أصغر من حجم ذرة بالنسبة لهذه الأرض


    يستطيع كذلك أن يرفع فوقها سقف كبير جدا نسبة حجمه للكون مهما كان حجمه كبير لا يعادل كذلك نسبة حجم ذرة لحجم هذه الأرض


    فالأمر في الاستطاعة او القدرة على فعل ذلك هو أمر نسبي يعتمد أولا وأخيرا على من هو الذي يفعل، وكيف يفعل، ولماذا يفعل.


    نكمل الموضوع ان شاء الله في مقال آخر فلقد اصبح بالفعل طويلا ولم ابدء به بعد.


    وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأطهار

  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.