قبل أم بعد؟ .. وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً
قَالُواْ :::
أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ؟؟
قَالَ :::
إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
.
.
.
هذه الآية تتكلم عن خمسة أطرف وهم :::
1— الناطق بها والذي يروي لنا ما جرى
2— ربك
3— يا محمد
4— الملائكة
5— والخليفة
أمّا القائل فيها ((إنّي)) فهو ((ربك)) ،، وهو رقم إثنين من الأربعة السابقين للخليفة
يعني القائل ((إنّي))
ليس هو الناطق بهذه الآية الذي يروي لنا ما جرى
ولا هو محمد
ولا هو من الملائكة الذين قال لهم إنّي جاعل في الأرض خليفة
.
.
نرجع لترتيب الأحداث والمتكلمين ونسأل من هو ربك ((رقم 2))؟؟
ربك يا محمد تعود هنا على الرحمن
يعني الرحمن هو من قال للملائكة ::: إنّي جاعل في الأرض خليفة
.
.
لكن أيّ خليفة يقصد؟؟؟
هل يقصد أسبق السابقين الذي فاز بالمنافسة السابقة واستلم فيها بالفعل كتاب ولاية عهده وخلافته؟؟؟
لا أعتقد ذلك ،،، فالمفروض أن خلافته أصبحت أمرا مقررا ومفروغ منه ومعروف للجميع من اليوم الذي انكتب له الكتاب المسطور في الرق المنشور
هذا بالإضافة أن الخليفة كما أثبتنا ذلك سابقا هو نفسه رسول الله للناس جميعا
يعني الخليفة هو نفسه محمّد المخاطب بهذه الأية ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ)) وهو رقم ((3))
.
.
طيّب إن كان الخليفة الفعلي مُقرر ومنصّب ويحكم بالفعل
فمن هو إذن هذا الخليفة الجديد المقصود هنا؟؟؟
.
.
.
إذا بحثنا عن مواصفات هذا الخليفة الجديد الذي يريد ((رب الخليفة الحاكم الحالي محمد)) أن يجعله في الأرض خليفة سنجد أنّه ســ:::
يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء
فهذا هو الأمر الذي صرّحت به الملائكة والرحمن بدوره لم يعترض عليهم أو يخطّأهم به ،،، يعني لم يقل لهم :::
إنتوا غلطانين وهذا الذي أريد أن أجعله خليفة لن يسفك الدماء ولن يفسد
وغاية الأمر أنّه قال لهم :::
إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
يعني ماذا إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ؟؟؟
يعني صحيح كلامكم أنّه ســـ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء لكنكم لا تعلمون هل ما سيقوم به بأمري حين أجعله خليفة هو فعلا للإفساد فيها أم للإصلاح
.
.
وبما أننا نتكلم عن خليفة الرحمن فسنقول :::
بالتأكيد أن الغرض والهدف من تكليفه لخليفته بسفك الدماء سيكون الغرض منه هو الإصلاح
فنعم ظاهر فعله فساد وشرّ
لكن باطنه والغاية منه هو إصلاح وخير
.
.
ماذا ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في تفسير هذه الآية :::
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً؟؟
سأنقل لكم هذا المقطع من هذه الرواية وبه محل الشاهد والفائدة:::
.
.
قَالَ جَلَّ وَ عَزَّ :::
إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ
إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْلُقَ خَلْقاً بِيَدِي-
وَ أَجْعَلَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ أَنْبِيَاءَ وَ مُرْسَلِينَ-
وَ عِبَاداً صَالِحِينَ أَئِمَّةً مُهْتَدِينَ-
وَ أَجْعَلَهُمْ خُلَفَاءَ عَلَى خَلْقِي فِي أَرْضِي
يَنْهَوْنَهُمْ عَنْ مَعْصِيَتِي-
وَ يُنْذِرُونَهُمْ مِنْ عَذَابِي
وَ يَهْدُونَهُمْ إِلَى طَاعَتِي-
وَ يَسْلُكُونَ بِهِمْ طَرِيقَ سَبِيلِي
وَ أَجْعَلَهُمْ لِي حُجَّةً عَلَيْهِمْ-
وَ أَبِيدَ النَّسْنَاسَ مِنْ أَرْضِي وَ أُطَهِّرَهَا مِنْهُمْ-…..بقية الرواية
.
.
.
فهذا الخليفة الذي سيفسد في الأرض ويقتل
سيجعل الرحمن مِنْ ذُرِّيَّتِهِ أَنْبِيَاءَ وَ مُرْسَلِينَ-
وَ عِبَاداً صَالِحِينَ أَئِمَّةً مُهْتَدِينَ-
وَ ســــــــــ يـــــــــــ جْعَلَهُمْ خُلَفَاءَ عَلَى خَلْقِهِ فِي أَرْضِهِ
.
.
.
طيب ماذا عن قبل أن يجعل هذا الخليفة الجديد؟؟
هل كان له خليفة في الأرض؟؟
أم كانت الأرض هددا والغلبة فيها للأقوى؟؟
والجواب هو أن الأرض لا تخلو أبدا من حجة لله:::
.
.
عن مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِيَّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ يَقُولُ :::
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ :::
سُئِلَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع وَ أَنَا عِنْدَهُ عَنِ الْخَبَرِ الَّذِي رُوِيَ عَنْ آبَائِهِ ع :::
أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ لِلَّهِ عَلَى خَلْقِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
وَ أَنَّ مَنْ مَاتَ وَ لَمْ يَعْرِفْ إِمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً
فَقَالَ :::
إِنَّ هَذَا حَقٌّ كَمَا أَنَّ النَّهَارَ حَقٌّ………بقية الرواية
.
.
ونحن نعرف من الروايات أن يوم القيامة هو يوم قيامة القائم
وهو اليوم الذي سيقوم فيه بقتل الظلمة واتباع الظلمة ويفسد فيه دولتهم ،، دولة الليل ، دولة حبتر، دولة الظلم
.
.
.
إذن
الْأَرْضَ لَن تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ لِلَّهِ عَلَى خَلْقِهِ إِلَى يَوْمِ قِيَامَةِ القائم
.
.
لكن ماذا لو كما تقول هذه الرواية أن الله قطع حجته على عباده أربعين يوما مباشرة قبل يوم القيامة ،، بمعنى قبل يوم قيام القائم الذي سيقتل إبليس ويفسد دولة حبتر؟؟؟
.
.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ قَالَ :::
اجْتَمَعْتُ أَنَا وَ الشَّيْخُ أَبُو عَمْرٍو عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ
أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْخَلَفِ
فَقُلْتُ لَهُ :::
يَا أَبَا عَمْرٍو ،،، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَيْءٍ
وَ مَا أَنَا بِشَاكٍّ فِيمَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ
فَإِنَّ اعْتِقَادِي وَ دِينِي أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو عَنْ حُجَّةٍ
إِلَّا إِذَا كَانَ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِأَرْبَعِينَ يَوْماً
انْقَطَعَتِ الْحُجَّةُ وَ أُغْلِقَ بَابُ التَّوْبَةِ
فَلَمْ يَنْفَعْ نَفْساً إِيمانُها إِنْ لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً
فَأُولَئِكَ أَشْرَارُ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ…….إنتهى
.
.
.
من هذه الروايات كيف سنفهم الوضع الحالي قبل القيام وما سيؤول إليه فيما بعد القيام؟؟؟
.
.
سنحاول ترتيب الوضع منها :::
.
.
الأن يوجد لله في الأرض حجة على عباده
وهذا الحجة ليست مهمته أن يقتل الظلمة وأتباع الظلمة
ولا أن يفسد دولتهم
فلو كانت هذه مهمته لفعل ذلك بكل سهولة
فمهمته إذن ليست محاربة الظلم والظالمين ودولتهم
بل فقط أن يكون الحجة ((الشاهد)) عليهم
وأن يجري عليهم مقادير ليلة القدر التي تتنزل عليه في ليلة القدر من كل سنة
.
.
فهذه كانت هي مهمة خليفة الله الحالي في الأرض من بداية قصتنا
وستستمر مهمته هذه على ما هي عليه حتى لما قبل أربعين يوما من قيامة القائم الذي سيقتل ويفسد
فقبل قيامة القائم ،، أو الآية الجديدة بأربعين يوما ،، سيرفع الله الحجة عنهم
والحجة الذي سيرفعه هو الذي كان يمسك لجام جميع فرق النسناس في الأرض لكي لا يهلكون بعضهم البعض
لكن بمجرد أن يرفع الحجة عنهم وينفكّ منهم لجامهم سيكثر الهرج والمرج حينها ويكثر القتل بينهم
وسيبقى الوضع على ذلك لمدة أربعين يوما
هنا بالتحديد سيكون موعد جعله خليفة وحجة جديدة له في الأرض على الناس
وهذا الخليفة الجديد ســـــ
أَجْعَلَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ أَنْبِيَاءَ وَ مُرْسَلِينَ-
وَ عِبَاداً صَالِحِينَ أَئِمَّةً مُهْتَدِينَ-
وَ أَجْعَلَهُمْ خُلَفَاءَ عَلَى خَلْقِي فِي أَرْضِي
يَنْهَوْنَهُمْ عَنْ مَعْصِيَتِي-
وَ يُنْذِرُونَهُمْ مِنْ عَذَابِي
وَ يَهْدُونَهُمْ إِلَى طَاعَتِي-
وَ يَسْلُكُونَ بِهِمْ طَرِيقَ سَبِيلِي
وَ أَجْعَلَهُمْ لِي حُجَّةً عَلَيْهِمْ-
وَ أَبِيدَ النَّسْنَاسَ مِنْ أَرْضِي وَ أُطَهِّرَهَا مِنْهُمْ-…..بقية الرواية
.
.
.
فالخليفة الجديد وذريّته هم نسل وسلسلة جديدة من الأئمة والحجج ،، فهم ليسوا نفسهم نفس الأئمة والحجج السابقين والحاليين
.
.
.
وحتى القائم أو الخليفة الجديد سيخلقه الله بيديه كما يقول لنا أمير المؤمنين عليه السلام مباشرة قبل أن يجعله خليفة في الأرض المعمورة بالفعل بالنسناس الذين ملؤوها ظلما وجورا
.
.
.
عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ::
إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقاً بِيَدِهِ-
وَ ذَلِكَ بَــعْــدَ مَــا مَــضَــى مِنَ الْجِنِّ وَ النَّسْنَاسِ فِي الْأَرْضِ- سَــبْــعَــةَ آلَافِ سَــنَــةٍ-
وَ كَانَ مِــنْ شَــأْنِــهِ خَــلْــقُ آدَمَ
كَشَطَ عَنْ أَطْبَاقِ السَّمَاوَاتِ- قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ :::
انْــظُــرُوا إِلَى أَهْــلِ الْأَرْضِ- مِــنْ خَــلْــقِــي مِــنَ الْجِــنِّ وَ الــنَّــسْــنَــاسِ-
فَلَمَّا رَأَوْا مَا يَعْمَلُونَ فِيهَا مِنَ الْمَعَاصِي وَ سَفْكِ الدِّمَاءِ- وَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
عَظُمَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ- وَ غَضِبُوا وَ تَأَسَّفُوا عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَ لَمْ يَمْلِكُوا غَضَبَهُمْ-
قَالُوا:::
رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ- الْقَادِرُ الْجَبَّارُ الْقَاهِرُ الْعَظِيمُ الشَّأْنِ-
وَ هَذَا خَلْقُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ يَتَقَلَّبُونَ فِي قَبْضَتِكَ-
وَ يَعِيشُونَ بِرِزْقِكَ وَ يَتَمَتَّعُونَ بِعَافِيَتِكَ-
وَ هُمْ يَعْصُونَكَ بِمِثْلِ هَذِهِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ-
لَا تَأْسَفُ عَلَيْهِمْ وَ لَا تَغْضَبُ وَ لَا تَنْتَقِمُ لِنَفْسِكَ- لِمَا تَسْمَعُ مِنْهُمْ وَ تَرَى وَ قَدْ عَظُمَ ذَلِكَ عَلَيْنَا وَ أَكْبَرْنَاهُ فِيكَ؟؟؟
قَالَ:::
فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَالَ :::
إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً يَكُونُ حُجَّةً لِي فِي الْأَرْضِ عَلَى خَلْقِي-
فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ :::
سُبْحَانَكَ
أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها كَمَا أَفْسَدَ بَنُو الْجَانِّ وَ يَسْفِكُونَ الدِّمَاءَ كَمَا سَفَكَ بَنُو الْجَانِّ- وَ يَتَحَاسَدُونَ وَ يَتَبَاغَضُونَ؟؟؟
فَاجْعَلْ ذَلِكَ الْخَلِيفَةَ مِنَّا-
فَإِنَّا لَا نَتَحَاسَدُ وَ لَا نَتَبَاغَضُ وَ لَا نَسْفِكُ الدِّمَاءَ-
وَ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ-
قَالَ جَلَّ وَ عَزَّ :::
إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ
(((الآن سيخبرهم بالذي لا يعلمونه من أمر هذا الخليفة الجديد)))
إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْلُقَ خَلْقاً بِيَدِي-
وَ أَجْعَلَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ أَنْبِيَاءَ وَ مُرْسَلِينَ- وَ عِبَاداً صَالِحِينَ أَئِمَّةً مُهْتَدِينَ-
وَ أَجْعَلَهُمْ خُلَفَاءَ عَلَى خَلْقِي فِي أَرْضِي
يَنْهَوْنَهُمْ عَنْ مَعْصِيَتِي-
وَ يُنْذِرُونَهُمْ مِنْ عَذَابِي وَ يَهْدُونَهُمْ إِلَى طَاعَتِي-
وَ يَسْلُكُونَ بِهِمْ طَرِيقَ سَبِيلِي وَ أَجْعَلَهُمْ لِي حُجَّةً عَلَيْهِمْ-
وَ أَبِيدَ النَّسْنَاسَ مِنْ أَرْضِي وَ أُطَهِّرَهَا مِنْهُم…..بقية الرواية
.
.
.
فلقد كان لله بالفعل حجة على الناس في الأرض
لكن حين ملأ النسناس ((أصحاب الصور)) الأرض ظلما وجورا
خلق الله بيديه ((محمدوعلي)) خليفة جديداً ((محمّداًجديداً)) وجعله خليفته في الأرض
لكن قبل أن يجعله خليفة بأربعين يوما رفع خليفته وحجته الأخير عن الناس النسناس فكثر الهرج والمرج بينهم
هنا بالضبط
سيُنزل حجته وخليفته الجديد وذرّيته أو أصحابه بينهم
فيشتغلوهم مربعتين ،، يعني سيسفكون دماءهم ويفسدون دولتهم بدون اي تردد
وبعد أن تستقر الأمور وتنتهي دولة الليل بطلوع الفجر ((القائم الجديد)) سيظهر خليفة الله والقائم بالأمر الحالي على خشبة المسرح بكل عظمته التي كساه الله بها من حين جعله خليفته في الأرض ،، وبعد ذلك سيدفعها للقائم أو المهدي الجديد وتبدء دولتهم
.
.
.
هذا هو مجمل قصتنا التي ترويها لنا الروايات
وقام الذين يحرفون الكلم عن مواضعه بتشويهها وتحريفها لنا
فنحن لم نضيف أو نخترع هنا إمام جديد من عندنا
وكل ما نفعله هنا هو أننا نحاول أن نعيد ترتيب الأحداث والمفاهيم الموجودة في الروايات بطريقة جديدة ومقنعة وتتوافق مع مجمل تفسير إنّا أنزلناه في ليلة القدر
وكذلك انطلاقا من إيماننا أن كل ما في أيدي الناس اليوم هو محرف عن ما نزل به الوحي على رسولنا صلى الله عليه وآله
.
.
.
فَلَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا عَجَّلَ اللَّهُ فَرَجَهُ وَ تَكَلَّمَ بِتَكَلُّمِنَا
ثُمَّ اسْتَأْنَفَ بِكُمْ تَعْلِيمَ الْقُرْآنِ وَ شَرَائِعِ الدِّينِ وَ الْأَحْكَامِ وَ الْفَرَائِضِ كَمَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ ص
لَأَنْكَرَ أَهْلُ التَّصَابُرِ فِيكُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ إِنْكَاراً شَدِيداً
ثُمَّ لَمْ تَسْتَقِيمُوا عَلَى دِينِ اللَّهِ وَ طَرِيقَتِهِ إِلَّا مِنْ تَحْتِ حَدِّ السَّيْفِ فَوْقَ رِقَابِكُمْ
إِنَّ النَّاسَ بَعْدَ نَبِيِّ اللَّهِ ص رَكِبَ اللَّهُ بِهِ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ
فَغَيَّرُوا وَ بَدَّلُوا وَ حَرَّفُوا وَ زَادُوا فِي دِينِ اللَّهِ وَ نَقَصُوا مِنْهُ
فَمَا مِنْ شَيْءٍ عَلَيْهِ النَّاسُ الْيَوْمَ إِلَّا وَ هُوَ مُحَرَّفٌ عَمَّا نَزَلَ بِهِ الْوَحْيُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
فَأَجِبْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ تُدْعَى إِلَى حَيْثُ تَرْعَى حَتَّى يَأْتِيَ مَنْ يَسْتَأْنِفُ بِكُمْ دِينَ اللَّهِ اسْتِئْنَافا
.
.
.
فنحن لم نأتي من عندنا بآية جديدة ولا بإمام جديد لم تنص عليه الآيات والروايات
وكل ما في الأمر هو أننا وتنفيذا لأمر الله في كتابه نظرنا في طعامنا (((فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ)))
فأتينا على هذه السلطة التي عندنا ونقول عنها عقيدة
وقمنا بتفكيكها لكي نعرف ماذا يوجد فيها
وما هو نوع هذا الطعام الذي تمّ تقديمه لنا على الجاهز لنأكله
فعزلنا الخيار عن الطماطة
والجزر عن البصل
والفلفل الأسود عن السكّر
والخل عن الليمون
والحلو عن المر
.
.
هذا كل ما نحاول أن نفعله في هذه الصفحة
ومن يخاف على وصفة السلطة التي ورثها من آبائه وأجداده ومستمتع بها ومرتاح عليها ويستطعمها نحن لا نجبره على أن يفككها معنا ليختار منها أطيبها طعاما وأزكاها رائحة
فكل واحد صحن سلطته وطعامه أمامه ويأكل منه لوحده
ومن لا يحب الطماطة بكيفه يستطيع أن يعزلها من صحنه ويلقيها أو يهديها لمن يحب الطماطة ليستمتع بها
قلت الطماطه لأنها تنفع مع كل الطبخات تقريبا
نفس الطريقة الإمام القائم الذي يتكلم الناس عنه
فهو عندهم مثل الطماطة ينفع أن يكون كما يشتهونه أن يكون
يعني مرة ينفعهم أن يكون خائفا مترقبا
ومرة ينفعهم أن يكون هو الله في الأرض
ومرة ينفعهم أن يكون مختبأً
وأخرى ينفعهم أن يكون متجبرا
وعادي جدا عندهم أن يكون ضعيفا
ومتى ما أرادوا هم التجبر على الناس فعادي جدا أن يكون هو من يذل ملوكا ويعزّ آخرين
وينفع أنّه يستطيع أن يهدي من يشاء متى ما شاء
ورغم ذلك ينفع أنه لم يستطع لغاية الآن أن يجديتيمه
.
.
فالإمام الذي تعرفه الناس ما عندهم مشكلة من أنّهم يعظّمونه بكلامهم مرّة ويقزّمونه بالمقابل ألف مرة
فهم حين يقومون بتعظيمه يفرحون ويهللون
وأيضا حين يقومون بتقزيمه يفرحون ويهللون
.
.
أمّا بالنسبة لنا فهذا الجمع بين التعظيم والتقزيم لخليفة الله ما ينفعنا
ومن الأساس التقزيم بكل ألوانه وفروعه لخليفة الله مرفوض عندنا رفضا باتا
.
.
أخيرا نقول أنّ القائم الجديد او الساعة لن يُحدد موعد ظهوره إلا الرحمن
فهو فقط من سيقرر متى سيخلق بيديه هذا الخليفة والاية الجديد
فالقائم الجديد هو الساعة التي لا يجليها إلا هو
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ (((القائم))) أَيَّانَ مُرْسَاهَا (((متى يخلقه الله بيديه)))
قُلْ (((يا محمد)))
إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي (((الرحمن)))
لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ
ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً
يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا
قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ