- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 1 week ago by .
-
Topic
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالمؤامرة الربانية -9
وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
مناسبة نزول هذه الآية الكريمة تدلنا على ان المجتمع لم يكن مستعدا لقبول أن تكون الرسالة والولاية والخلافة على الناس من ضمنها في بيت واحد، وهو بيت الرسول صلى الله عليه وآله متمثلا به صلى الله عليه وآله وبعليّ عليه السلام وبأبنائه الحسن والحسين والتسعة المعصومين من ابناء الحسين
ولو افترضنا ان الرسول صلى الله عليه وآله أصرّ وبشكل قاطع وبآليّات لا تقبل التخلّف أو عدم النجاح على ان يولّي امير المؤمنين عليه السلام الخلافة من بعده، فهل نتصور ان الإسلام كانت لتقوم له راية مع هكذا نماذج من العقول المتحجرة التي كانت تملاء شوارع وازقّة وبيوت مكة والمدينة؟
واقع الحال والتاريخ يقول لنا ان تحقق ذلك الامر كان بعيد، والدليل ان الإمام لم يجتمع حوله أربعين رجلا ليعاضدوه في تنفيذ أمر الله ووصية رسوله في أمر الخلافة
مجتمع عنصري وعصبي ومتخلف وأغلب افراده دخلوا الاسلام خوفا وطمعا ولا زالت اخلاق الجاهلية وعاداتها معجونة بدمهم ولحمهم ولم يتخلصوا منها بعد ،، كان من المستحيل عليهم أن يقبلوا بان يولوا أمورهم وحكمهم لعائلة واحدة والى ابد الآبدين
عن (جابر بن سمرة) أنَّه قال:ـ
(كنت مع أبي عند النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) فسمعته يقول:ـ
ـ بعدي اثنا عشر خليفة.ـ
ثم اخفي صوته، فقلت لأبي: ما الذي أخفي صوته؟
قال: قال: ـ كلُّهم من بني هاشم) .ـ
ولو تم ذلك الأمر وتسلم عليّ الخلافة ووطدها بالقوة او بالحيلة لأبنائه من بعده وبرغم انف قريش والاعراب لما بقي حينها أحد منهم على الإسلام أبدا،، ولرجعوا كفارا يعبدون الاصنام الحجرية والتمريّة ويغزون بعضهم البعض
كان من المستحيل عليهم أن يقبلوا بهذا الأمر ،، بل وكما تؤكد الآية الكريمة انهم لم يقبلوا بهذا الأمر واعلنوا عصيانهم المبكر ورفضهم القاطع لهذا الامر بحيث أنهم قالوا:
اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
وقاموا غاضبين مستنكرين يريدون الخروج من عند رسول الله منذ تلك اللحظة
رسالة الدين الاسلامي كانت في تلك اللحظة في وضع حرج جدا وكان يجب على الملائكة الذين كانوا يراقبون ذلك المجلس وما جرى به من الحوار والاحداث من داخل مراكبهم السماوية أن يتدخلوا بشكل حاسم لكي ينقذوا الموقف حتى يتم عمل خطة بديلة
فجاء التدخل منهم حينها وبشكل سريع جدا ،، فأول رجل قام من مكانه تم ضربه بإطلاقة ناريّة موجهة وصفتها الروايات الشريفة بانه حجر اخترق رأسه وخرج من دبره ،، فنشرت تلك الاطلاقة وعلى الفور جو الرعب بين الغاضبين والمعترضين على أمر تولية الخلافة لأمير المؤمنين من بعد رسول الله صلى الله عليهما وآلهما وأوقفت المزيد من التدهور في الموقف
لقد تبين للملائكة والروح حينها أن الناس لا تريد اتباع الصراط المستقيم ولا تريد أن تُفتح عليهم البركات من السماء والأرض كما كان الوعد والمكتوب لهم ضمن بداية خطة التنزل بالدين الخاتم ما لو انهم سلّموا وامنوا واتقوا واطاعوا وقبلوا بما اختاره الله لهم
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
ولذلك تم وضع خطة بديلة تتناسب مع نيّات وأخلاق وأعمال الغالبية العظمى المستنكرة والرافضة لخطة السماء ولولاية أمير المؤمنين عليهم
الخطة البديلة هي افساح المجال لهم لكي يُنصّبوا عليهم الرجل الأمثل والمناسب تماما لهم وعليهم ، وذلك لكي تبقى رسالة الدين الاسلامي باقية وإن كانت ليست على افضل ما يكون ويتمنون
فالمهم ان تبقى الرسالة موجودة على الارض والايام كفيلة بتبديل الوضع ولكي يأخذ المؤمنين الذين كانوا لا يزالون باصلاب اهل قريش والمدينة فرصتهم للخروج والايمان
رسول الله وامير المؤمنين وهما سيدا الملائكة والروح كانا يعرفان بهذه الخطة البديلة وكانا يعرفان أيضا من هو البديل المناسب لكي يؤمّروه على هؤلاء الأعراب الجاحدين والمنكرين
الرسول وأمير المؤمنين لم يكن همهما في يوم من الايام الحكم والولاية على الناس بل كان همهما الوحيد دائما وأبدا هو نشر كلمة الله بين الناس ،، وتعريف الناس بالله الواحد الأحد ،، فهذه كانت هي مهمتهم الوحيدة والأبدية
تعريف الناس بالله ،، وتعليمهم عبادة الله ، وتحبيبهم بالله
أمّا حكم الناس والولاية السياسية والاقتصادية عليهم فهو أمر لا ولم يخطر ولن يخطر على بالهم أبدا
فما قيمة ملك الناس لمن آتاهم الله ملك السماوات والأرض بما فيهما؟
والأمر أعمق من ذلك أيضا في تأمير ابو بكر وعمر لشؤون الناس، لكن هذا ما يمكنني ان اقوله الآن عنهما
فالواضح من بعض الآيات والروايات انهما ((ابو بكر وعمر)) كانا يبعثان دائما مع مختلف الانبياء وباسماء مختلفة ، وكانا أحيانا كثيرة يستلمان بعد رحيل الرسل والأنبياء ادارة أمور الناس من بعدهما فيؤمّران سياسيا على اشباه هؤلاء القرشيين والاعراب الذين تأمّرا عليهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
الملائكة والروح وربهم يعلمون بطبيعة الناس وأخلاقهم
فعلى مدى الدهور وملايين السنين وآلآف الحضارات السابقة كان امر رفض الناس للوصاية الإلهية عليهم يتكرر منهم مع كل نبي من الانبياء
ولذلك كانت الخطط البديلة موضوعة دائما بالحسبان
وأفضل الخطط كانت هي أن يكون البديل لهم معروف ومشهور بعداوته لنفس هؤلاء الأنبياء
فالناس حين ترفض الانبياء ورسالاتهم الصعبة المضامين عليهم سيتجهون لمن يعتقدون أنهم اعدائهم هربا منهم
ولذلك نجد أن الأديان والرسالات كانت دائما تستمر بنفس تلك المجتمعات التي قتلت نفس الانبياء والرسل الذين جاؤوهم بتلك الرسالات
فاتباع تعليمات تلك الرسالات السماوية بحذافيرها والتسليم الكامل بما جائت به من تعاليم هو أمر صعب مستصعب علينا نحن وقد ولدنا على الاسلام فكيف سيكون وقعها على قوم حديثوا عهد بها
والملائكة والروح وربهم من خلال خبراتهم السابقة يعلمون حتما بصعوبة هذا الامر ، فلذلك فانهم كانوا دائما ما يجهزون البديل المناسب للرسول بين الناس قبل أن يبعثوا نفس الرسول لهم ،، وهذا البديل هو الذي سيجعلهم يبقون على دين عبادة الله الواحد الاحد لكن بزيادة بعض التوابل والبهارات من عنده عليه ليستطيعوا تجرعه معها
ولذلك فمن الطبيعي حينها انه ما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون ،، والله يقبل بذلك الايمان منهم
ثم ان الناس تبقى تتكلم وتبحث وتدافع وتتثقف دينيا وتتعبد الله بمختلف الصور والاشكال بسبب تلك الفتن المحكمة التي يتم التخطيط لها من قبل الملائكة والروح وربهم لإحكام جميع تفاصيلها الدقيقة
مثل فتنة السقيفة ورزية يوم الخميس وفتنة حرق الباب وغيرها من الفتن الكثيرة المعروفة ،، والتي يمكن القول أنها هي السبب الرئيسي لبقاء الدين على رأس قائمة الاولويات والنشاطات الدنيوية بين مختلف الملل والنحل على مر الايام والسنين والقرون
فجميع تلك الفتن تقوم الملائكة والروح بالتنزل بها وتسهّلها وتوفّر لها بين الناس الاجواء المناسبة لتحققها بينهم بشكل محكم فتنطلي عليهم بشكل محكم
وغرض الملائكة والروح الدائم من كل تلك الفتن التي يخلقونها بين الناس هو ادامة بقاء الدين ومفرداته على جميع الالسن وفي جميع الضمائر والعقول وبشكل دائم
فالناس من حينها وهم دائما ما بين مهاجم أو مدافع
وما بين مقتنع أو معاند
والدين في كل ذلك هو الرابح الوحيد
فمفرداته تشغل الالسن والعقول
وبيوت العبادة مملوئة على الدوام بسببها
والعقول والاذهان والافهام تتطور شيئا فشيئا مع مرور الايام والسنين
فالحياة الدنيا لهو ولعب ونحن نتعلم ونتطور من خلال هذا اللهو واللعب
وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأطهار
- The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.