- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 1 week ago by .
-
Topic
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهكلّ شيء يتم بالاتفاق
كلّ شيء يتم بالاتفاق ،
وكل الأحداث يتم الإتفاق على أدق تفاصيلها في عالم الأمر قبل أن يتم التنزل بها في عالم الخلق،،
مهما كان حكمك على هذا الشيء الذي تعيشه وتمر به،،
سواء أكان حكمك عليه انه جميل ، أم انه قبيح ، أم غبي ، أو قوي ، أو ضعيف، أو أو أو
فلا يوجد شيء يحصل بالصدفة ،، أبدا ،،، أبدا
تقع من على الدرج ويلتوي كاحلك؟ ليس صدفة
تصاب بالزكام؟ ليس صدفة
والعدوى ليست هي السبب الرئيسي حتى لو بدا لك ذلك واضحا وجليا
حادث سيارة في تقاطع طرق؟ ليس صدفة ويجب ان يتم الاتفاق عليه
مرض عضال؟ ليس صدفة
وليست الادوية او المواد الضارة او المسرطنة هي السبب حتى ولو بدا لك انها هي السبب
حادثة نشل في الباص؟ ايضا ليست صدفة ،، حتى ولو انك كنت تعتقد انك بالصدفة قد ركبت ذلك الباص في ذلك اليوم ،،،
فكل شيء يتم الاتفاق عليه في عالم الأمر قبل ان يحصل هنا في عالم الخلق
الحروب ؟ كذلك
الفتن الاجتماعية؟ كذلك
الازمات الاقتصادية؟ أيضا كذلك
فكل شيء يجب أن يتم الاتفاق عليه في عالم الأمر،،
وحتى الموت وطريقة الموت يجب الاتفاق عليها في عالم الأمر قبل ان يحصل الموت هنا في عالم الخلق
والذي يتم الاتفاق عليه في عالم الأمر من الأحداث الخاصة بك ستصيبك حتما وكانت امر مقضيا
وما أخطئك لم يخطئك صدفة ولم يكن ليصيبك أصلا
لأنه لم يتم الاتفاق أصلا على أن يصيبك ،،
وما اصابك لم يصبك صدفة وما كان ليخطئك أبدا
لأنه تم الاتفاق سلفا في عالم الأمر على ان يصيبك
فما كان ليخطئك ما اصابك
وما كان ليصيبك ما أخطئك ،،
لأن كل شيئ يحدث في عالم الخلق يحدث قصديّا ويتم الاتفاق عليه في عالم الأمر قبل أن يحدث
فلا يوجد شيء اسمه صدفة سوى في عقولنا ،،،
الصدفة ،، إنه أمر ابتدعناه ابتداعا لكي نفسر به ما لا يمكننا تفسيره وفهمه وادراكه
وبتعبير آخر ،،،،،، لقد ابتدعناه لنرتاح
فلولا ايماننا بوجود شيء اسمه صدفة لأصبحت الحياة جحيم لا يطاق ولغز لا ينحل
ولكي نفهم كيف يتم الاتفاق في عالم الأمر على تفاصيل الاحداث التي ستحدث وتظهر على ارض الواقع في عالم الخلق توجد عدة اشياء أو عدة مفاهيم يجب ان نتحدث عنها قبل ذلك ونوضح المعنى المراد منها وما هي حدودها الدنيا والعليا
ويكاد يكون مفهوم النفس العليا هو أحد اهم المفاهيم او التعبيرات التي يجب ان نفهمها تمام الفهم ،، مع فهم وضيفتها طبعا ومعرفة حدودها ومبتدئها ومنتهاها
وسبب أهميتها هو أن النفوس العليا هي اللاعبة الأساسية في عالم الأمر وهي التي تتفق في ما بينها على تلك الأحداث التي ستعيشها نفوسها المطمئنة ، لكن قبل ان نتكلم عن الأحداث دعونا نتكلم عن الأنفس العليا اولا ونعرف بعض صفاتها ومزاياها
من حديث أمير المؤمنين سلام الله عليه عن النفس واجزائها عرفنا أن كل إنسان عنده نفس ناطقة قدسية بالاضافة للنفس الحسية الحيوانية والنفس النباتية ،،
لكن ما يميز هذه النفس (الناطقة القدسية) عن الاخريتين هو ان هذه النفس لا تفنى أبدا،،
فهي بعد أن تنتهي مهمتها الأرضية تعود للأعالي لتجاور ربها التي صدرت منه والذي هو من يربيها ويرعاها ويرتب لها كل شؤونها على الاطلاق
وكل نفس عليا منها يقع تحت رعايتها عشرات الآلآف من هذه الأنفس الناطقة القدسية
تستطيع أن تقول أن كل نفس ناطقة قدسية هي رسول من رسل النفس العليا ،،
ترسلها لتعيش في عالم الخلق حياة مادية محددة لتختبر بها مشاعر معينة من خلال احداث معينة ومحددة وتعبد الله فيها بشكل آخر ،،،
ثم بعد أن تنتهي دورة الحياة تلك تعود تلك النفس الناطقة القدسية لتجاور ربها أو نفسها العليا من جديد
قلنا أن كل نفس عليا عندها عشرات الآلآف من النفوس الناطقة القدسية وهي حرفيا تُعتبر رسلها إلى عالم الخلق،، وليس بالضرورة أن توظفهم أو أن ترسلهم جميعهم في عالم واحد مثل عالمنا هذا ليعيشوا به تجربة مادية
فهي ربما ترغب بذلك ولكنها ربما ترغب أيضا بان ترسل مجموعة منها هنا ومجموعة أخرى هناك ،،
ومجموعة أخرى في حضارة جديدة كليا تقع في أقصى الكون ،،
ومجموعة أخرى في حضارة على وشك ان تصل للطور المهدوي الذي ستصل به لقمة تطورها ورقيها
فعلى هذه الأرض ربما ترسل عشرة آلآف نفس ناطقة قدسية ليعيشوا عليها عشرة آلآف دور وقصة
وقد تختار لهم العيش بها في عدة قارات ،، أو ربما في قارة واحدة
وقد تختار شخصية واحدة من عائلة كاملة لترسل بها رسولها ليعيش ذلك الدور
وقد تختار أن تعيش أدوار كل أفراد العائلة بلا استثناء ،، لتكون العائلة كلها تابعة لها،، أي تابعة لنفس عليا واحدة
وفي هذه الحالة فانها ستعيش من خلال رسلها أو انفسها الناطقة القدسية مشاعر الطفل وابوه وامه واخته وعمامه وعماته وخواله وخالاته وجديه وجدتيه ،، وربما ستعيش شعور القط الذي يلعب بهذا البيت وشعور الفأر الذي يحفر حيطانه كذلك
وربما قد ترغب ايضا بأن تعيش شعور تلك الشجرة الكبيرة التي تتوسط حديقة البيت والتي حفر جميع الاباء والاجداد والابناء أسمائهم عليها جيلا بعد جيل
فتكون هذه النفس العليا حينها هي من ترتب وتقرر منفردة أغلب الأحداث الثانوية اليومية والسنوية أيضا لهذه العائلة ،، وهي وحدها أيضا من تعيد ترتيب وتبديل تلك الأحداث بشكل يتناسب مع القرارات والاختيارات اليومية التي يقررها ويختارها كل فرد من أفراد هذه العائلة الكبيرة
توجد هناك أحداث رئيسية لكل شخصية من شخصيات تلك العائلة ويجب أن تجري لها وعليها في كل سنة مرة أو مرتين وعلى اساسها ستجري أحداث القصة وتتغير باستمرار لهذه العائلة الكبيرة
وإذا خرجنا من المستوى العائلي سنجد أن تفاصيل حياة كل إنسان أو لنقل أن تفاصيل حياة أغلب الناس لكل سنة يوجد بها تداخل بين عشرين ثلاثين او اربعين خمسين شخصية فقط وربما اكثر من ذلك لكن فقط لأحداث معينة من حياتها
فحتى لو كنت مديرا لشركة بها 20.000 موظف فأنت لا تشاركهم كلهم تفاصيل احداث حياتك ،، وربما تتشاركها فقط مع بعض أفراد الادارة بالاضافة لعائلتك واصدقائك المقربين
وهنا وفي اصعب الاحول سنفترض ان كل شخصية من تلك الشخصيات هي تابعة لنفس عليا مختلفة عن البقية وحتى شخصيات افراد العائلة كلهم،
وحينها ستقوم نفسك العليا دائما وبالتنسيق مع بقية الانفس العليا الخمسين او اكثر المسؤولين عن تلك النفوس المطمئنة التي تتقاطع وتشترك معك في احداث حياتك على ترتيب أحداث حياتك وتفصيلها تبعا لما يجري منك ومن بقية تلك الشخصيات المتداخلة معك في حياتك والمؤثرة عليها،،
هذه التفاصيل حتى أدقها يتم التفاهم عليها بشكل يومي بين الأنفس العليا لكل شخصية مشتركة او متداخلة مع قصتك والخطة السنوية لكل تلك الشخصيات أيضا يتم الاتفاق عليها فيما بينهم
طبعا الأمر بالنسبة للنفوس العليا هو اسهل مما يمكننا ان نتخيلها والسبب أن النفوس العليا لا تقوم بخلق احداث القصة بشكل اعتباطي أو كيفما كان
فتلك النفوس العليا لها اتصال لحظوي بالكتاب التكويني أو بسجلات أكاشا التي يوجد بها صور كل الاحتمالات الممكنة وصور كل ما يتفرع من الطرق والاختيارات من كل احتمال من تلك الاحتمالات
فهي (النفوس العليا) لا ترسم صورة الطريق الجديد الذي تريد أن تسلكه ،، لكنها تختار من الكتاب التكويني أي طريق من تلك الطرق أو أي احتمال من تلك الاحتمالات هو الذي تريد أن تسلكه وتعيشه من خلال رسلها في الارض ،، وستجد به دائما صورة أي طريق تريد أن تسلكه وتعيشه من خلالك أو من خلال رسلها الآخرين في عالم الخلق
فأحداث كل يوم بكل تفاصيلها يتم الاتفاق عليها في عالم الأمر حتى ادق التفاصيل وبدقة الثانية الواحدة بل وبأجزائها أيضا
فلا يوجد شيء اسمه صدفة في عالمي الخلق والامر
فكل شيء يتم بالاتفاق
وما اصابك في يومك ما كان ليخطئك
وما اخطئك في يومك ما كان ليصيبك
فلا يكون المؤمن مؤمنا حقاً، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه
فجريان الأمور ليس قضاء ثم قدر
بل هي تجري بالقدر ثم القضاء
فالتقدير للامور سابق لقضائها
.
.
وصلّى الله على خير خلقه أجمعين محمّد وآله الطّيبين الطّاهرين
- The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.