بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد نبيه و آله وسلم تسليما ..
[[ روح العالم والغدة الصنوبرية ]]
مقدمة : إن المتابع لنا لا يخفى عليه إن روح العالم مرتبط أشد الارتباط بروح ذلك الكائن الذي احسن الله خلقه وتقويمه .. كما وإن الكون بما فيه من سموات وارض هو نسخة مستنسخة من ذلك الكائن ..
فالسموات في قبال رأسه
والأرض في قبال جسده
وكما إن لذلك الكائن مكامن طاقة منتشرة في الرأس والجسد وهي كما بينا في المنشورات السابقة ( ١٤ ) مكمن .. مقسمة كالآتي :
الرأس ٧ مكامن وهي : ( الجبهة والعينين والاذنين والأنف والفم ) …
والجسد ٧ مكامن أيضا وهي : ( الرقبة والصدر واليدين والبطن والرجلين ) …
وبما إن الكون هو نسخة مطابقة من ذلك الكائن .. وعليه تكون مكامن الطاقة السموات ٧ أيضا وكذلك للأرض ٧ مكامن .
اي ان مكامن ذلك الكائن مرتبطة بشكل مباشر مع تلك المكامن السموات والأرض .
وبعد أن بينا فيما سبق بإن هنالك خيوط خفية في ذلك الكائن تربط تلك المكامن بالروح ( الذرة المستديرة ) أو ( النفس الإلهية ) فكذلك مكامن السموات والأرض ترتبط بخيوط خفية إلا على الأولياء مع روح العالم ..
وتلك الخيوط الخفية السموات والأرض قد أشار إليها أمير المؤمنين منه السلام بقوله :
قال أمير المؤمنين منه السلام : أيها الناس .. سلوني قبل أن تفقدوني فلأنا بطرق السماء أعلم منكم بطرق الأرض .
وبما إن الروح أو( الذرة المستديرة )أو( النفس الإلهية )
مستقرها في القلب المعنوي والذي هو جوهر العقل المعنوي والذي يقع باطن ( الغدة الصنوبرية ) فكذلك مكمن روح العالم .
هذا العالم الذي تملأه مكامن لحقول طاقة مختلفة وخيوط طاقة تنقل تلك الطاقة الى روح العالم تحمل في طياتها أرواح الأولياء بعد ارتباطها بالعرش وهو مكمن روح العالم .. هذا العالم الذي يدركه من أتى الله بقلب سليم ليس له حدود للطاقة .
فإن ارتبط قلب ذلك الكائن بالعرش استوى الرحمن عليه فكان كما قال جل جلاله :
مَا وَسِعَنِي سَمَائِي وَلا أَرْضِي ، وَلَكِنِّي وَسِعَنِي قَلْبُ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ .
فمن كان ربه مستوٍ على عرش قلبه كان سمعه وبصره ويده .. بل كان هو هو ..
نأتي الان لبيان كيف السبيل لربط روح ذلك الكائن بروح العالم ؟
نعم … السبيل هو اتباع من كانت روح العالم طوع أمره
فهو السبيل إلى الوحيد إليه ..
ولهذا السبيل الموصل منهاج وطرق قد وضح فيها كيفية اتصال ذلك الكائن بروح العالم بل كيفية الاتصال به .. فهو روح العالم .
نعم … كيف اربط روحي بروحه ؟
هل اكتفي بالعبادة ؟
هل اكتفي بحسن الخلق ؟
هل اكتفي بالتأمل ؟
هل اكتفي بالتفكر ؟
هل اكتفي بهذه دون تطبيق لمنهجهم في كيفية الاتصال بهم !
لربما تكون تلك الأمور موصلة للإله .. ولكنه إلهي انا وهوى نفسي ..
قال تعالى : أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا .
فالذي يسير على غير هدى ولا كتاب منير بكل تأكيد سيكون إلهه هواه … فلا يصل إلى ما خلق من أجله بل سيرد إلى أسفل سافلين ..
قال تعالى : لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ..ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ..
والسبب .. لانه انتهج منهج المعاندين ولم ينتهج منهج الصالحين .. فضل عن سبيل ربه .
المعنى من هذا كله …
إن الذي ينتهج منهج الغرب لتفعيل الطاقات وياخذ من معلم أو كما يسمى ( ماستر ) لن ولن يصل إلى تفعيل اي طاقة من تلك الطاقات .. بل سترجعه تلك التعاليم إلى الوراء ..
ولن يرتقي سلم السماء ابدا إن استمر على ذلك المنهج المخالف لتعاليم من كانت روحه هي روح العالم بل صنيعته .
نرجع … لكي تربط روحك بروح العالم وجب عليك ان تؤمن بإن رب العزة والجبروت قد خلق لك في باطنك ما يجعلك ترتبط به روحيا ..
وهذا الارتباط لا يتم إلا بتفعيل تلك الغدة الصنوبرية التي جعلها مكمن ومستقر روحك .. ولا يتم تفعيلها بشكل مباشر لانها خاملة … بل في بادئ الأمر يجب تفعيل ما يرتبط بها من الطاقات المتجهة إليها عبر الخيوط الخفية للرأس والجسد ..
وعند اكتمال تفعيل كافة مكامن تلك الطاقات وذهابها إلى مكمن الروح ( الغدة الصنوبرية ) حيث تجتمع تلك الطاقات لتفتح لك بوابة السماء المتصلة بعرش الرحمن .. لتزداد شدة وقوة فتكون كما قال سبحانه :
ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ..
فتكون مكين في مكمن روحك … مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ
ويطاع لك كل شي .. ومؤتمن على تلك الطاقات فلا تستخدمها إلا في طاعته .
هذا والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد نبيه و آله وسلم تسليما.