*43* — المهدي المنتظر —

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

—– المهدي المنتظر —–

يرزح المسلمون اليوم

بين حاني انه لم يُولد

وماني انه مولود وحي يرزق

فغفلوا بسبب ذلك عن الاشارات الكثيرة الواردة عند مختلف الأديان والتي تقول انه سينزل من السماء

وهذه نماذج من تلك الروايات ولآيات الواردة بهذا المعنى:ـ

فمخلّص اليهود حسب آخر سفر في العهد القديم (سفر ملاخي) هو إيليا، والذي لا زالوا ينتظرونه حتى اليوم والذي ارتفع الله به إلى السماء :ـ

ـ((وكان عند اصعاد الرب ايليا
في العاصفة الى السماء
صعد ايليا في العاصفة الى السماء)).سفر الملوك الثاني الإصحاح 1 : 1ـ11.ـ

والذي ينتظره اليهود على أنه هو المخلص ،، هو غير المسيا العسكري الذي سوف يأتي قبل إيليا ،،ـ

حيث أن التوراة انبأتهم عند صعدود إيليا إلى السماء بأنه سوف يأتي :ـ

ـ((انذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف)) سفر ملاخي الاصحاح 4 : 5.ـ

ومخلّص المسيحيين هو المسيح ذاته الذي ينتظرونه ، حيث قال لهم عندما ارتفع من بينهم:ـ

ـ((تاجروا حتى آتي)). إنجيل لوقا الإصحاح 19 : 13.

وأنهم يدعون بأن المسيح اخبرهم بأنه سوف يعود كما رأوه يرتفع ،، فهكذا سوف يرجع لهم ويخلصهم :ـ

ـ((يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء

سياتي هكذا

كما رايتموه منطلقا الى السماء.)) سفر أعمال الرسل الإصحاح 1 : 11

ومما جاء عن عيسى عليه السلام في الإنجيل في كيفية ظهور ابن الإنسان المخلّص للبشرية:ـ

ـ((وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضؤه والنجوم تسقط من السماء

وقوات السموات تتزعزع. 30

وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء.

اتيا على

سحاب السماء

بقوة ومجد كثير.)) متى 24 : 29.

طبعا تعبير السحاب الذي ورد في الإنجيل ورد ما يقابله في القرآن الكريم لكن ليس بلفظ “سحاب” بل بلفظ “غمام”

ـ(هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ).. سورة البقرة / آية 210

كما أن لفظ السحابة او الغمامة وردت في العديد من الروايات الاسلامية مثل الرواية التي تقول ان الرسول كانت تظلله غمامة طوال رحلته التجارية الأولى فتقيه اشعة الشمس

او تلك السحابة الكبيرة التي أظلّت الكوفة وركبها أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ومعه عمّار وذهبا بها في رحلة عجائبيّة

كل الرسل لهم علاقة بالسماء

وكلهم صعدوا للسماء

لكن منهم من صعد ونزل

ومنهم من صعد ولن ينزل مرة اخرى بصفة رسول

ومنهم من صعد للسماء كرسول وسينزل بنفس هذه الصفة مرة أخرى

وربما هذا هو الفرق بين الرسول وبين النبي

فالرسول هو أصلا من السماء وكُلّف في السماء او في عالم الأمر بتوصيل الرسالة فنزلت نفسه الناطقة القدسية او نفسه المطمئنة من السماء أو من عالم الأمر وحلّ ببدن يأكل ويشرب ويمشي به بين الناس في الاسواق

وقد يعترض بعض الاخوة على استشهادي بالأية السابقة التي تقول:ـ

فـ(هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ).. سورة البقرة / آية 210

فيقول أن الآية تتحدث عن الله وليس عن المهدي المنتظر فما علاقة الغمام بالسفن السماوية التي تنزل من السماء وما علاقتها بالمهدي المنتظر

وهنا اقول أن المخلّص الموعود المهدي المنتظر عند المسلمين

والمخلّص الموعود عند اليهود وعند النصارى

لا بد ان يكون شخص واحد،، نعم ربما له اسماء مختلفة عند كل امّة لكنهم جميعهم يقصدون شخص واحد

وهنا سأنقل لكم رأي من عند المسلمين وكيف استدلوا على ان المهدي المنتظر هو نفسه الرحمن

المهم لو كان هو نفسه الرحمان كما يقترح او يستدل عليه هذا الشيخ من الآيات والروايات ،،، فيجب ان لا ننتظر ولادته ،، ولا أن نبحث عنه بالصحاري والوديان ،، لكن يجب ان ننتظره أن ينزل لنا من السماء بأية تظل لها عيوننا شاخصة واعناقنا لها خاضعة

إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم

مِّن السَّمَاء آيَةً

فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ

وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ

مِّنَ الرَّحْمَنِ

مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ

فما هو رأيكم؟

هل سينزل من السماء؟

ام سيولد في احدى المستشفيات؟

—————————–

لا أريد بهذا المقال أن أعمل دعاية لمحمد آل محمد صلوات الله عليهم اجمعين ،، لكن ألامام علي عليه السلام وضع قاعدة مفادها أن الناس همج رعاع وطبعا هنا هو لا يقصد مسبتهم لكنه يصف حالهم وهو أخبر الناس بهم

فهم ينعقون مع كل ناعق ،، بمعنى أنهم همج رعاع لأنهم لا يتدبرون الحديث ،، ولا يعملون فكرهم بحثا عن الحقيقة ،، فهم مقلدون لغيرهم في كل أمورهم

ينعقون مع كل ناعق ،، فعقلهم وفكرهم موضوع على الرف بل بالخزانة بل بالخزنة

وفي هذه الفترة والفترة المقبلة نحن مقبلون على فتن متعاعقبة ومظلمة كقطع الليل المظلم ،، يصبح النسان بها مؤمن ويمسي كافر ويصبح ثاني يوم مؤمن ثم يمسي مرة اخرى كافر ،، كل ذلك لأنه من مجموعة الهمج الرعاع الذي لا يعملون فكرهم في مجريات الأحداث من حولهم وينعقون فيها مع كل ناعق

هذا الموضوع حساس جدا واطرحه هنا كما قلت لك ليس لعمل دعاية للمخلص المسيح او إيليا او المهدي المنتظر او مهما كان اسمه

لكن نعقة اليوم التي تتردد جنباتها في كل مكان والكثير من المؤمنين انساقوا خلفها فاصبحوا ينعقون كالبقية ،، هي أن الدجال يرتب مع مخلوقات فضائية مسرحية غزو الأرض لكي يحكم سيطرته عليها وعلينا

فماذا لو كان المخلّص العالمي الذي تنتظره الجموع المختلفة وبشرت به النصوص المتعاقبة هو الذي سينزل من السماء وليس الدجال؟

إنها فتنة عظيمة سيسقط أكثر المنتظرين حينها من غربالها،،، ولن يبقى فيه الا من عصمه الله

فبدل ان ننصر من ملئنا صفحات الفيسبوك برواياته واحاديثه وصفاته فإننا سنحاربه حينها ،، طبعا لا اقصد هنا أحد بعينه لكنني اعلم ان الكثيرين انساقوا فعلا خلف هذه الفكرة ويكتبون في صفحاتهم عن فتنة الدجال الفضائية وبنفس الوقت هم يملؤنها باحاديث المهدي المنتظر

المشكلة هي انّ أغلب الشيعة حالهم كحال البقية من اخوتهم المسلمين وبقية الاديان ايضا فجميهم لا زالوا غير مدركين أن مصيبتهم تكمن في علماؤهم ،، وأن أغلب علماء الدين في العالم اليوم هم من اتباع حزب الشيطان وان لم يعلموا بذلك

فهؤلاء أغلبهم حالهم كحال غيرهم من الناس ينعقون مع كل ناعق ،، فيكفي ان ينعق المرجع او رئيس الطائفة او رئيس المؤسسة الدينية لأي دين ،، لينعق خلفه حينها أغلب المشايخ ورجال الدين في العالم،، وهؤلاء الله يستر منهم

في مواضيعي بشكل عام لو رجعتم لها ستجدون انني أعتقد ان القرآن كتاب سماوي رواه لنا مخلوق سماوي وسرد لنا به أحداث قامت ولا زالت تقوم بها مجموعات سماوية هي من عالم الأمر ((أمر الله)) وهي الملائكة والروح وربهم

وذكروا لنا به أحداث عظيمة سيقومون هم بها ولها علاقة بالسماء ،، حيث انهم سينزلون من السماء للأرض بغمام أو سحاب كما تم ذكرها بالروايات والآيات أو بسفن سماوية كما نطلق عليها حاليا

المشكلة انني لا ارى في المهدي المنتظر أنه مخلص المسلمين فقط ولا ارى به محمد وآل محمد فقط ،، لكنني أرى موسى وعيسى وبوذا وكرشنا وآل ابراهيم وجميع سكان أهل الأرض به ،، فهو أملهم كلهم في الخلاص من الوضع المأساوي والظلم اوالجور الذي يرزحون تحت اثقاله ويشعرون باستحالة خلاصهم منه ومن شبكته التي تحيط بعنق كل انسان على الارض

لكن من سيسقطون حينها في هذه الفتنة من الشيعة ويحاربون من سينزل من السماء متأثرين بنعق من سينعق لهم من حكّامهم ومراجعهم وعلماؤهم بضرورة محربته مع المحاربين سيتألمون أكثر من غيرهم لمحاربتهم له ولسقوطهم بهذه الفتنة

لأنهم بقوا طوال حياتهم يحملون رايته وشعار نصرته ،، ثم حين حان موعد النصرة ،، انتقلوا لجانب أعدائه وبدل ان ينصروه حاربوه

الغرابيل الالهية تعمل ليل نهار على غربلة الناس لكي تميز وتفصل الأذكياء من الناس عن الهمج الرعاع
ــــــــــ

إِنَّ مَنْ صَرَّحَتْ لَهُ اَلْعِبَرُ عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ اَلْمَثُلاَتِ حَجَزَتْهُ اَلتَّقْوَى عَنْ تَقَحُّمِ اَلشُّبُهَاتِ

أَلاَ وَ إِنَّ بَلِيَّتَكُمْ قَدْ عَادَتْ كَهَيْئَتِهَا يَوْمَ بَعَثَ اَللَّهُ نَبِيَّهُ [ نَبِيَّكُمْ ] ص

وَاَلَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ

لَتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً

وَلَتُغَرْبَلُنَّ غَرْبَلَةً

وَلَتُسَاطُنَّ سَوْطَ اَلْقِدْرِ

حَتَّى يَعُودَ أَسْفَلُكُمْ أَعْلاَكُمْ

وَأَعْلاَكُمْ أَسْفَلَكُمْ

وَلَيَسْبِقَنَّ سَابِقُونَ كَانُوا قَصَّرُوا

وَلَيُقَصِّرَنَّ سَبَّاقُونَ كَانُوا سَبَقُوا

وَاَللَّهِ مَا كَتَمْتُ وَشْمَةً وَلاَ كَذَبْتُ كِذْبَةً

وَلَقَدْ نُبِّئْتُ بِهَذَا اَلْمَقَامِ وَهَذَا اَلْيَوْمِ
ـــــــــــــــــــ
حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثني عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد

قال: سمعت أباالحسن(عليه السلام) يقول: ” الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ” ثم قال لي: ما الفتنة؟

فقلت: جعلت فداك الذي عندنا أن الفتنة في الدين

فقال: يفتنون كما يفتن الذهب، ثم قال: يخلصون كما يخلص الذهب “.ـ…إنتهى

ـــــــــــــــــــ
عن أبا جعفر محمّدَ بن عليّ عليهما السّلام يقول:ـ

واللهِ لَتُميَّزنّ

واللهِ لَتُمحّصنّ

واللهِ لَتُغربَلُنَّ كما يُغربَل الزوّان من القمح.