|43| نشوء الكون والمركز

  • Creator
    Topic
  • #811
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد نبيه و آله وسلم تسليما
    نشوء الكــــــون .. والمـــركز ( الجزء الاول ) .
    الارض مركز الكون .. ؟
    نعم … الارض مركز الكون :
    الكون هو العالم أو الهيكل العلوي المحيط بالكرة الأرضية والتي هي مركز سفلي لهذا الهيكل ..
    عن أمير المؤمنين ( منه السلام) …. عندما سأله إعرابي وهو جبرإيل عليه السلام متمثل بصورته كيف استدل على وجود الله … من باب إياك اعني وعي يا جارة : فقال منه السلام ( البعرة تدلّ على البعير، والروثة تدلّ على الحمير ، وآثار القدم تدلّ على المسير ، فهيكل علوي بهذه اللطافة، ومركز سفلي بهذه الكثافة، كيف لا يدلاّن على الصانع الخبير ؟
    اخذ محل الشاهد هنا ..
    (فهيكل علوي بهذه اللطافة ومركز سفلي بهذه الكثافة)
    لو أتينا إلى تلك الرواية .. لنحللها تحليلا منطقيا .. فلو كان السائل إعرابي لا يفهم سوى منطق البعرة والبعير والروث والحمير فما الذي يفهمه من منطق اللطافة والكثافة ؟
    الامر الآخر.. على فرض ان الإمام أراد أن يتدرج بالمنطق لذلك الأعرابي إن لم يكن جبرإيل فبدأ بذكر ما يناسب فهمه ومنطقه ثم تدرج إلى ذكر آثار المسير وبعدها انتقل إلى ذكر حقيقة كونية يجهلها ذلك الأعرابي من أن الكون فيه لطائفة علوية وكثافة مركزية .. وهذا يثبت بأن الإمام يخاطب جميع المستويات ..
    والذي يهمنا هو المستوى الأخير
    فهيكل علوي بهذه اللطافة، ومركز سفلي بهذه الكثافة
    هذه الرواية تثبت أسرار الكون … لو تدبرتم بها ..
    منها : هذا الهيكل لطيف .. اي ان الإمام ينفي الكثافة عن ذلك الهيكل أو الكون !!
    وهذا يثبت خلو هذا الهيكل من اي كثافة … قياسا بالمركز .
    ولكن هل يشمل هذا الهيكل الشمس والقمر والكواكب ؟
    اوليست كلها ذات كثافة ؟
    ام انها ذات كثافة ولكن قياسا بالمركز تعتبر لطيفة .. اي ان الفارق نسبي بين الكثافة واللطافة ..
    هذا من جانب ..
    الجانب الآخر :
    إن لفظ المركز في الرواية يشير إلى حقيقتين:
    الحقيقة الأولى : إن الفتق بدأ من الارض .. او ما يسمى ( الانفجار الكبير ) والذي ولد عصر ( الكروكات ) والذي استمر إلى 0/00000217728E8 ثانية .
    قال جل وعلا :
    أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ
    اي ان العالم العلوي والمركز السفلي كانا رتق واحد ..
    والفتق هو انسلاخهما عن بعضهما… ولكن كانتا بالقوة أرض وسماوات وليست بالفعل ..
    ارجو ملاحظة هذه النقطة ..
    الحقيقة الثانية : إن الانفجار أو الفتق يكون في جميع الجهات وبشكل متساوي .. اي ان الانفجار يكون كروي دائري .. ولكن لماذا ؟
    ان الرواية تذكر مركز … اي ان لفظ المركز يثبت شيئين كذلك :
    الشي الاول : إن الأرض مركز ذلك الانفجار أو الفتق … والكون يتوسع من جميع الاتجاهات بالنسبة للتوسع من المركز ..
    الشيء الثاني : إن الأرض كروية لانها مركز الانفجار .. اي نقطة الانفجار تبدأ بالمركز ..
    وهنالك أمر آخر .. ان الارض في ظهورها سابقة للسماء ..
    عن الصادق ( منه السلام ) .. كان عرشه على الماء ، والماء على الهواء ، والهواء لايحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما ، والماء يومئذ عذب فرات ، فلما اراد ان يخلق ((الارض )) أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ، ثم ازبد فصار زبدا واحدا فجمعه في موضع البيت ، ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحا الارض من تحته، فقال: { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ } ..
    ثم مكث الرب تبارك وتعالى ماشاء ، فلما اراد ان يخلق (( السماء )) أمر الرياح فضربت البحور حتى ازبدت بها فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار، فخلق منه السماء ، وجعل فيها البروج والنجوم ، ومنازل الشمس والقمر ، وأجراها في الفلك وكانت السماء خضراء على لون الماء الاخضر ، وكانت الارض غبراء على لون الماء العذب ، وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب .
    وكما ذكرت لكم بإن الارض والسموات ( بالقوة ) كانتا أرض وسماوات وليس ( بالفعل ) .. اي ان تركيبتها ستكون أرض وسموات..
    مثال على ذلك النطفة بالقوة نطفة وبالفعل جنين .
    …..
    سأورد لكم روايات تصف كيف بدأ الكون …
    عن الباقر منه السلام إذ قال :
    وخلق الشيء الذي جميع الاشياء منه ، وهو الماء الذي خلق الاشياء منه فجعل نسب كل شيء الى الماء ، ولم يجعل للماء نسبا يضاف اليه ، وخلق الريح من الماء ، ثم سلط الريح على الماء ، فشققت الريح متن الماء حتى صار من الماء زبد على قدر ماشاء ان يثور ، فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيها صدع ولاثقب ولاهبوط ولاشجرة، ثم طواها فوضعها فوق الماء، ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار من الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ماشاء الله ان يثور ، فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع ولاثقب ..
    ……..
    ولكي تكون الصورة اوضح …
    اليكم كيف بدأ الأمر … بأسلوب مبسط جدا يخاطب كل المستويات بمثال ..
    الذرة :
    لنقل بإن نواة الذرة هي الارض وإن البروتونات والنيترونات والاليكترونات جميعها تطوف حول تلك النواة وهي الشمس والقمر والكواكب .. والذرة كلها هي المجرة …
    والفراغ الذي بين النواة والبروتونات والنيترونات والاليكترونات يسمى الفضاء ..
    ولو لم يكن ذلك الفراغ موجودا لكانت النواة والبروتونات والنيترونات والاليكترونات ممتزجة ومتداخلة مع بعضها البعض … لان ذلك الفراغ هو الذي يحدد حجم المادة …
    ولنقل بإنها كذلك ممتزجة ( رتق ) واحد …
    تخيل الكون كله في بيضة !!
    بل اصغر منها … قبل الفتق اي الانفجار … تخيل كم كثافة هذه البيضة ؟
    ثم سلطت على هذه الذرة اشعة ( الريح ) التي ذكرت في الرواية
    فالريح كعامل اساسي لشق الماء فما هو المقصود بالريح هنا ..
    هل هي نوع من أنواع القوة التي ان سلطت على الذرة تغيرت جسيمات تلك الذرة والتي نتج عنها الطاقة الهائلة للانفجار الذري ؟
    قال امير المؤمنين ( منه السلام) … ثم أنشا سبحانه فتق الاجواء ، وشق الارجاء وسكائك الهواء، فأجرى فيها ماءً متلاطما تياره متراكما زخاره، حمله على متن الريح العاصفة، والزعزع القاصفة ، فأمرها برده ، وسلطها على شدَِه ، وقرنها الى حده ، الهواء من تحتها فتيق ، والماء من فوقها دفيق ، ثم انشا سبحانه ريحا اعتقم مهبها، وادام مُربَّها واعصف مجراها، وابعد منشأها فامرها بتصفيق الماء الزخار واثارة موج البحار فمخضته مخض السقاء، وعصفت به عصفها بالفضاء، ترد اوله الى آخره، وساجيه الى مائره حتى عبَّ عبابه ورمى بالزبد رُاكامه، فرفعه في هواء منفتق وجو منفهق، فسوى منه سبع سماوات جعل سفلاهن موجا مكفوفا،، وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا، بغير عمد يدعمها ولادسار ينظمها ثم زينها بزينة الكواكب، وضياءالثواقب وأجرى فيها سراجا مستطيرا وقمرا منيرا في فلك دائر وسقف سائر ورقيم مائر .
    ……
    هذه الرواية تثبت أسرار الكون ..
    ولكن قبل أن أدخل في تحليلها تحليلاً دقيقا ومبسطا.. اذكر لكم نظريتا النشوء العلميتين :
    *** النظرية الأولى : الانتفاخ
    وخلاصة تلك النظرية كما يلي :
    ان في داخل المادة الاصلية للكون والتي بمقدار محدود لايتجاوز 10 كيلو من المادة العالية الكثافة .. وأن كوننا قد انتفخ في اول جزء من الثانية انتفاخا هائلا قبل ان يستقر على تمدده ببطء في العشرين بليون سنة الاخيرة .. وهذه المادة تسودها حالة من عدم الاستقرار واذا اخذت الحالة في الداخل تمر في تغير طوري لتصل الى حالة الاستقرار ..
    الا انهم لا يعلمون ما أصل تلك المادة ؟
    لا بأس … انا ساخبرهم بأصلها ..
    إن أصل تلك المادة هي خيوط طاقة مفتوحة كما في نواة الذرة .. وهي لم تكن بحجم ١٠ كيلو بل بحجم ( مثقال ذرة ) وبما إن تلك الخيوط غير مستقرة وتمتلك من الطاقة ان تكون كون باجمعه بالقوة وليس بالفعل كما في البذرة فإنها ستكون شجرة بالفعل وهي بذرة بالقوة .. كذلك فإن حجم طاقتها من عدم استقرارها هو نشوء كون فسيح يتسع ببطئ شديد .. اي ان تلك الذرة كانت لها القدرة على التضخم .. ولو لوحظ بإن أساس هذه النظرية تقوم عل فكرة أساسية وهي ان المسافة بين البروتونات والنيترونات الموجودة في النواة وبين الالكترونات هي كالمسافة بين الكواكب نسبة الى حجم هذه الكواكب ..
    فالمسافات الشاسعة بين جسيمات الذرة هي نفسها المسافة بين الكواكب .. فلو افترضنا اضمحلال هذه المسافات فأن المادة المركزة ستكون بحجم صغير جدا جدا .. وإليها الإشارة في قوله تعالى :
    مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ..
    *** النظرية الثانية : الانفجار الكبير
    إن اساس هذه النظرية يعتمد على جسيمات المادة البروتون والنيترون مرت بمرحلتين .. مرحلة الانصهار ( خروج الطاقة ) ثم مرحلة التبريد ( تجمع الطاقة ) ..فعلى اثر الانفجار الكبير انصهر كل شيء حتى البروتونات والنيترونات .. وادى هذا الانصهار الى تحرر جسيمات الكواركات وهي جسيمات تضم في جوهرها خيوط الطاقة .. ثم تجمدت تلك الطاقة لفقدها الحرارة العالية جدا .. فتكون الكون وما يحتويه من مجرات وكواكب ونجوم ..
    ……..
    انا الان أطرح على هؤلاء المتبنين كلا النظريتين سؤالين فقط :
    السؤال الأول : أين كانت تلك المادة قبل الانتفاخ أو الانفجار ؟
    السؤال الثاني : ما الذي حدث لها لتنتفخ أو لتنفجر؟
    وانتم تذكرون قاعدة فيزيائية ثابتة مفادها :
    الجسم الساكن يبقى ساكنا ما لم تؤثر عليه قوة خارجية فتحركه !!
    وانتظر من الجميع الجواب الشافي للسؤالين ..
    لانني بعدها ان شاء ألله وآل الله سأوول لكم رواية أمير المؤمنين منه السلام في نشأة الكون .. وكيف ان الكون يطوف حول الارض كطواف الحجيج حول بيت الله الحرام
    وما ( اكثر الضجيج وقلة الحجيج ) ..
    هذا والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على سيدنا محمد نبيه و آله وسلم تسليما
Viewing 1 replies (of 1 total)
  • Author
    Replies
  • #812
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد نبيه و آله وسلم تسليما ..
    نشوء الكون .. والمركز ( الجزء الثاني )
    كما وعدتكم بإن اقوم لكم بتأويل خطبة امير المؤمنين ( منه السلام ) في نشأة الكون ..
    وهذا نص الخطبة :
    ثُمَّ أَنْشَأَ ـ سُبْحَانَهُ ـ فَتْقَ الاَْجْوَاءِ، وَشَقَّ الاَْرْجَاءِ، وَسَكَائِكَ الَهوَاءِ، فأَجازَ فِيهَا مَاءً مُتَلاطِماً تَيَّارُه، مُتَراكِماً زَخَّارُهُ، حَمَلَهُ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ الْعَاصِفَةِ، وَالزَّعْزَعِ الْقَاصِفَةِ، فَأَمَرَها بِرَدِّهِ، وَسَلَّطَهَا عَلَى شَدِّهِ، وَقَرنَهَا إِلَى حَدِّهِ، الهَوَاءُ مِنْ تَحْتِها فَتِيقٌ، وَالمَاءُ مِنْ فَوْقِهَا دَفِيقٌ. ثُمَّ أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ رِيحاً اعْتَقَمَ مَهَبَّهَا، وَأَدَامَ مُرَبَّهَا، وَأَعْصَفَ مَجْرَاها، وَأَبْعَدَ مَنْشَاهَا، فَأَمَرَها بِتَصْفِيقِ المَاءِ الزَّخَّارِ، وَإِثَارَةِ مَوْجِ البِحَارِ، فَمَخَضَتْهُ مَخْضَ السِّقَاءِ، وَعَصَفَتْ بهِ عَصْفَهَا بِالفَضَاءِ، تَرُدُّ أَوَّلَهُ عَلَى آخِرِهِ، وَسَاجِيَهُ عَلَى مَائِرِهِ، حَتَّى عَبَّ عُبَابُهُ، وَرَمَى بِالزَّبَدِ رُكَامُهُ ،فَرَفَعَهُ فِي هَوَاء مُنْفَتِق، وَجَوٍّ مُنْفَهِق، فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَموَات، جَعَلَ سُفْلاَهُنَّ مَوْجاً مَكْفُوفا، وَعُلْيَاهُنَّ سَقْفاً مَحْفُوظاً، وَسَمْكاً مَرْفُوعاً، بِغَيْر عَمَد يَدْعَمُهَا، وَلا دِسَار يَنْظِمُها. ثُمَّ زَيَّنَهَا بِزينَةِ الكَوَاكِبِ، وَضِياءِ الثَّوَاقِبِ، وَأَجْرَى فِيها سِرَاجاً مُسْتَطِيرا، وَقَمَراً مُنِيراً: في فَلَك دَائِر، وَسَقْف سَائِر، وَرَقِيم مَائِر.
    ¤ ثُمَّ أَنْشَأَ ـ سُبْحَانَهُ ـ فَتْقَ الاَْجْوَاءِ، وَشَقَّ الاَْرْجَاءِ، وَسَكَائِكَ الَهوَاءِ …
    وهنأ الإمام ( منه السلام ) يشير إلى نشأة ثلاث عناصر أولية .. إذ أنه ( منه السلام ) لم يقل :
    إنه سُبْحَانَهُ ـ فَتْقَ الاَْجْوَاءِ، وَشَقَّ الاَْرْجَاءِ، وَسَكَائِكَ الَهوَاءِ .. دون ذكر ( أَنْشَأَ ) ؟
    هل كان الإمام ( منه السلام ) يشير إلى
    عناصر الذرة [ نيترون ، بروتون ، إلكترون ] ؟ !
    أنا وبحسب ما توصلت إليه ايقنت بإن الإمام ( منه السلام ) يشير إلى إن مكونات الذرة ..
    سأبين لكم وجه التقارب فيما بينها على ما ذكره الأمير ( من السلام )
    إن الكثير من العلماء والباحثين في شتى المجالات لا يفرقون بين الفتق والشق ..
    إذ إن الفتق يكون من داخل الشيء نحو الخارج
    اما الشق فيكون من خارج الشيء نحو الداخل .
    وهذا الأمر دليل على إن الإمام كان قاصدا للفظ
    ( فَتْقَ الاَْجْوَاءِ ) .. أي إن هذه ( الاجواء ) تنفتق من الداخل نحو الخارج .. اما ما الذي يقابل تلك ( الاجواء ) .. وما الذي يقابل ذلك ( الفتق ) والى ما يرمزان ؟
    التفتوا جيدا لما ساطلعكم عليه ..
    إن آل الله قد وصفوا مكونات الذرة بالدقة .. وإن نشأة الكون بدأت من تلك الذرة ..
    هنالك نظرية تسمى :
    نظرية الأوتار الفائقة او ( النظرية الخيطية ) والتي تقول إن كل ما في الكون هو انعكاس لمبدأ فيزيائي واحد .. ومظهر لكينونة واحدة ..
    وهي أوتار او خيوط من الطاقة متناهية في الصغر .. يبلغ حجمها واحداً في المليار من المليار من حجم الذرة .. ؟
    فمن كان يظن أن الكون مصنوع من خيوط دقيقة متناهية في الصغر ؟
    بل إن أصل المادة هي خيوط طاقة كما بينت سابقا ..
    وإن نواة الذرة بتركيبتها تتكون من تلك الخيوط والتي هي على حيثيتين :
    خيوط مفتوحة غير مستقرة .. وخيوط مغلقة ..
    الان لنقل كما يقولون … إن نواة الذرة متكونة من نيوترونات وبروتونات وان الاليكترونات تطوف حولها ..
    فهل كان الامام يصف الفَتَقَ .. بمعنى الإنشطار في نواة الذرة .. أو ما يسمى الإنشطار النووي ؟
    أو كان يعني الانشطار الذري اي لكل من النواة ( النيوترونات والبروتونات ) والإلكترونيات …؟
    إذ إن من المعروف على إن الانشطار هو مصطلح يدل على عملية تجرى داخل الذرة تتسبب في هروب الاكترونات وخروجها من جاذبية النواة ؟ وتسمى بالانشطار الذري الذي يرافقه طاقة هائلة .
    أما الاجواء بمفردها جو .. فهو على احتمالين:
    الاحتمال الأول : الفضاء ما بين السماء والارض .
    الاحتمال الثاني : الفضاء الكوني الواسع
    وكلا الاحتمالين لا يصدقان على المعنى الذي أراده الأمير( منه السلام ) .. إذ أن كلاهما بعد الفتق .
    لذا فإنا بحسب ما توصلت إليه فإن هنالك مكان آخر خارج السموات والأرض .. بمعنى آخر :
    إن السموات والأرض ليستا إلا جزء صغير من مكان أوسع .. لنقل حبة خردل من مليار مليار حبة ..
    وبمعنى أوسع .. السموات والارض واحدة من مليار مليار …………. الخ من سموات وارض قد خلقت قبلها .. فإن الإمام أمير المؤمنين( منه السلام ) يتكلم عن الكون الذي يخصنا فقط .
    ¤ نرجع … لكي نطبق العمليات الفيزيائية على قول الأمير ( منه السلام ) …
    فَتْقَ الاَْجْوَاءِ .. الانشطار النووي …
    وَشَقَّ الاَْرْجَاءِ .. الانشطار الذري …
    سكائك الهواء .. الطاقة المنبعثة من الانشطار النووي والذري .
    او
    فَتْقَ الاَْجْوَاءِ .. النيوترونات
    وَشَقَّ الاَْرْجَاءِ … البروتونات
    وهي مكونات نواة للذرة
    سكائك الهواء … الإليكترونات
    ……..
    وفي المجمل الإمام يصف الذرة ومكوناتها ..
    …….
    فأَجازَ فِيهَا مَاءً مُتَلاطِماً تَيَّارُه
    اي ان هنالك مادة موجود في الذرة تهب الحركة لتلك الذرة وتمنع الإليكترونات من الانفلات وهو الماء ..
    قال تعالى : أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ..
    وهذه الآية تشير إلى ذلك الماء ..
    إذ لا يوجد فراغ حقيقي بين ( النيوترونات والبروتونات والإلكترونيات ) .. بل يوجد ذلك الماء ..ولا اعني به الماء المتكون من ذرتي هيدروجين وذرة اوكسجين ( H2o ) .. التفتوا جيدا
    صفتة هذا الماء :
    مُتَراكِماً زَخَّارُهُ .. اي يغمر كل الذرة ويسعها بشكل متماسك .
    حَمَلَهُ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ الْعَاصِفَةِ
    الريح .. هي المادة التي تجمع الذرات مع بعضها والتي تمسك بالماء من تحته ومن الاطراف ، فكلما أراد الماء ان يجتاز حده منعته الرياح لكي لا تختلط الذرات مع بعضها البعض ..
    واما في الذرة الوحيدة التي خلق منها الكون فإن الريح هي المادة المحيطة بالذرة وهي قوة الجذب فنجدها من ناحية تمسك بماء الذرة ومن ناحية نجدها أنها تتسبب في خروج الماء أي قوة موجبة وقوة سالبة ..
    الْعَاصِفَةِ .. شديدة الهبوب
    وَالزَّعْزَعِ الْقَاصِفَةِ..
    الزعزع .. المحركة للماء اي لها قابلية على تحريك الماء ونقله من حالة السكون الى حالة الحركة ..
    الْقَاصِفَةِ ..
    اي انها ذات قوة مركزة وموجهة نحو جزئيات تلك الذرة .
    أو أن الريح هي الاشعة المسلطة التي سلطها الله على الذرة ونواتها لتنشطر .
    ……… يتبع في الجزء الثالث … دفعا للإطالة
    هذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد نبيه و آله وسلم تسليما .
Viewing 1 replies (of 1 total)
  • The forum ‘بحوث سر الأسرار الإلهية’ is closed to new topics and replies.