*44* كل شيئ يتم ظهوره على هذه الارض يتم الاتفاق عليه في السماء

  • Creator
    Topic
  • #1335
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كل شيئ يتم ظهوره على هذه الارض يتم الاتفاق عليه في السماء بين الملائكة والروح  قبل ان تتنزل به تاليا الى الارض

    كل شيئ يتم على هذه الارض يتم الاتفاق عليه في السماء بين الارواح قبل ان تتنزل به تاليا الى الارض؟؟؟؟؟

    معنى ذلك أن كل ما يحصل معنا من الاحداث هو ان ارواحنا اختارته
    والسؤال هنا هو: لماذا؟؟

    هل تريد ان تختبر مثلا؟

    وما الهدف؟

    هذه المشاركة سأحاول بها توضيح الفكرة التي سنجد بها الاجابات عن الاسئلة السابقة وغيرها من الأسئلة أيضا

    بإيجاز وبشكل سريع سألخص الفكرة من بدايتها حتى تكون واضحة لي ولمن يقرء معي ما سنكتبه هنا

    ـ1- الوجود عبارة عن عقل كوني كلّي واحد

    ـ2- كل الإحتمالات الممكنة لجميع صور الخلق والأحداث المتتابعة والمتفرعة من المتتابعة موجودة في هذا العقل الكوني الكلّي

    فأي شيء تتصوره بخيالك لا بد ان يكون له نوع من الوجود بهذا العقل الكوني والا لما امكنك كعقل جزئي ان تتخيله على الإطلاق

    فصور مواد عملك وخيالك كعقل جزئي معتمدة على صور مواد العقل الكلي ، والذي قلنا عنه بالبداية انه يحوي صور جميع الاحتمالات الممكنة لجميع صور الخلق ولجميع الأحداث المتتابعة والمتفرعة أيضا من المتتابعة

    ـ3- هذا العقل الكوني يرى جميع تلك الصور والاحتمالات المختلفة والمتفرعة والمتفرعة منها كلحظة واحدة لا ثاني لها

    بمعنى أنه يعيش جميع الاحداث بكل تفرعاتها واحتمالاتها

    ويعيش جميع المشاعر والاحاسيس الناتجة منها ومن خلالها

    فهو يعيشها جميعها كعلم حضوري

    فالكون كله بجميع احتمالاته ومشاعره واحاسيسه حاضر عند العقل الكوني كعلم حضوري

    ـ4- هذا العقل الكوني هو بمثابة عين الله التي يرى نفسه من خلالها رؤية حضوريّة  كلحظة واحدة أبدية

    وهذا العقل الكوني هو تلك المرآة الصافية النقية التي يتكلم العرفاء عنها ويقولون انها المرآة العاكسة لصورة علم وقدرة وحياة الله

    ـ5- الله المعبود هو الذي خلق هذا العقل الكوني

    وهو الذي لا يمكننا ان نعرف عنه أي شيء ولا ان نصفه بأي صفة،، سواء أكانت صفة ايجابية ام سلبية ،،

    فالمكان والزمان موجودان فقط بهذا العقل الكوني أمّا خارجه فلا يوجد شعور بالزمان أو المكان

    بل ان خارجه لا يوجد خارج على الإطلاق

    ـ6- هذا العقل الكوني هو إسم الله،، ونحن لا نعبد إسم الله ،، بل نعبد الله الذي خلق هذا الاسم ،، أي الذي خلق هذا العقل الكوني

    ـ7- العقل الكوني هو “الإسم الأعظم الأعظم الأعظم”

    وهذا الإسم له وعي خاص به يستطيع به أن يدرك جميع ما كان وما يكون وما سيكون من الاحداث والمشاعر كلحظة واحدة

    فكلها حاضرة عنده في وعيه هذا

    وهذا الإسم لا يوجد له وجود خارجي لأنه لا يوجد هناك من وعيه أعظم من وعيه لكي يستطيع ان يحيط به

    وكما قلنا أنه أصلا لا يوجد خارجه من خارج لكي يُوجَد به من يستطيع أن يحيط به علما

    ـ8- ويوجد “إسم أعظم أعظم”

    وهذا الإسم أو هذا الوعي متصل تكوينيا بالعقل الكلي بحيث أنه يعلم كعلم حضوري بجميع ما يعلمه العقل الكوني

    لكن هذا الإسم يوجد له وجود خارجي تستطيع باقي العقول الجزئية أن تراه من خلاله

    فصورته التي يظهر بها بينهم ظاهرها أنه من لحم ودم ،، لكنه رغم ذلك يعلم بجميع ما يعلمه العقل الكوني وبنفس الطريقة

    ـ9- ويوجد “إسم أعظم” وهذا الإسم هو صورة مرآتية من صورة

    الـ”إسم الأعظم الأعظم”،، ـ

    فجميع ما يعلمه الـ”إسم الأعظم الأعظم” يعلمه أيضا الـ “إسم الأعظم” ـ

    والفرق الوحيد بينهما هو أن الـ “إسم الأعظم” له صور متعددة تناسب صورة أفراد كل حضارة من الحضارات القائمة على أي كوكب من الكواكب في هذا الكون الشاسع.ـ

    قلنا أن كل صور الإحتمالات موجودة في هذا العقل الكوني،، ولكي تستطيع تلك الإحتمالات ((العقول الجزئية)) أن تشعر بالحياة فلا بد لها أن تعيش تجربة الشعور بحركة لحظات الزمن

    يعني أن تعيش الماضي والحاضر والمستقبل

    وهذا التسلسل سيعني وجود قصة لها بداية ونهاية

    لتبدء منها بداية جديدة لتصل لنهاية جديدة

    ثم منها لبداية ونهاية جديدتين ،،،، وهكذا دواليك

    وكل بداية جديدة هي قصة حياة جديدة

    وكل نهاية جديدة هو موت جديد سيتبعه حياة جديدة

    الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ

    وهنا بدء بذكر خلق الموت ليقول ان خلق الحياة سابق لخلق الموت وتابع له أيضا

    فكل نهاية مسبوقة ببداية
    وكل بداية لها نهاية ،،، وتستمر السلسلة بلا نهاية

    ولكي تشعر العقول الجزئية بالحياة يقوم الـ”إسم الأعظم الأعظم” و الـ”إسم الأعظم” بكتابة قصة لها بداية ونهاية

    ومن تلك النهاية ستبدء بداية قصة جديدة والتي ستبلغ لنهايتها ثم لتبدء منها بداية قصة جديدة،،، وهكذا دواليك

    ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ

    ن وَالْقَلَم هما من عالم الأمر

    وهما سيدا موجودات عالم الأمر على الإطلاق

    وهما أبوي جميع موجودات عالم الخلق بلا استثناء

    فالأب الحقيقي هو ليس الذي أولدك

    بل هو الذي كتب اسمك وأظهره في صفحة الوجود ،، فصرت به مذكورا بعد أن كنت شيئا غير مذكورا

    هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا

    فقبل الكتابة كان الانسان ،، أي انسان،، كان وجوده في علم الله وجود إجمالي غير مكتوب ولا مذكور

    وفقط بكتابة اسمه ضمن قصة من القصص أصبح له وجود مذكور

    مثال ذلك حين تكتب قصة ،، فأبطال القصة وأفرادها قبل أن تكتب تلك القصة كان لهم وجود إجمالي غير تفصيلي في عقلك ولا ذكر لهم خارجه،، لكنهم بعد كتابتك للقصة أصبح لهم وجود ذِكري

    فالإِنسَان إذن لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا حتى قام نون والقلم بكتابة اسمه في قصة من القصص فأصبح من حينها شيئا مذكورا

    فلذلك فإن نون والقلم هما ابوي جميع الناس في هذه الأمة،، بل هما ابوي كل إنسان مذكور من جميع الأمم في جميع السماوات والأرض،، فهما من كتبا اسمائهم في قصة الخلق

    تفاصيل أحداث القصة وأبطالها فقط هي المكتوبة

    أمّا نفس المؤدين لأدوار أبطالها وشخصياتها فلا زالوا غير محددين بعد

    والذي سيحدد من من المؤدين هو الذي سيؤدي أي دور من تلك الأدوار هم الملائكة والروح وربهم ،،، ونفس المؤدين كذلك

    وأقصد بهم النفوس الناطقة القدسية أو النفوس المطمئنّة

    كيف؟

    لنفترض مثلا أن أيثري (طالب التوحيد) الذي يكتب هذه الكلمات سينزل لأول مرة على الإطلاق على خشبة مسرح الحياة الأرضية هذه ليؤدي عليها دور من الأدوار

    ونفسه العليا هي من اختارت له هذا الدور بالذات لأنها تعلم أنه مناسب لهذا الدور

    وكذلك لأن نفس هذا الدور به فرصة كبيرة له لكي يتطور وعيه من خلاله

    طالب التوحيد كنفس ناطقة قدسيّة نزل ليؤدي هذا الدور ،، وعاش مشاعره واحاسيسه وأحداثه كاملة وارتفع وعيه وفهمه من خلال تأديته لهذا الدور

    لكن طالب التوحيد سيموت لا محالة وسيرجع الى نفسه العليا

    نفسه العليا ستقيّمه حينها وسترى إلى إين وصل وعيه وادراكه وفهمه لنفسه وللحياة ولسبب وجوده

    وعلى أساس ذلك ستختار له دور آخر جديد يناسب درجة وعيه وادراكه وفهمه الذي وصل له

    هذا الدور الجديد الذي سيؤديه لا يزال شاغرا

    وفقط جميع الأحداث والتفاصيل الرئيسية في هذا الدور هي المكتوبة

    يعني الام ،الأب، الاخوان، العشيرة، البلد، القومية، الدين، المذهب، صورة البدن، وضيفتها ،، أرزاقها،، موعد ولادتها وموعد موتها

    إجمالا فإن كل التفاصيل المتعلقة بهذا الدور وبهذه الشخصية التي ستؤديها هي كانت بالفعل مكتوبة،،لكنها تنتظر النفوس الناطقة القدسيّة المناسبة لتلك الادوار لتُسند إليها

    من هي تلك النفوس القدسيّة المناسبة لتلك الادوار؟

    هذه الجزئيّة ستُعرف في وقتها فقط

    فــ نون والقلم يكتبون القصة بكل تفاصيلها

    والملائكة والروح هم من يتنزلون بإذن ربهم بجميع تفاصيل تلك القصة المكتوبة

    هم وامتداداتهم الارضية ،، أي النفوس الناطقة القدسيّة التي ستنزل للأرض وتقوم بذلك

    الملائكة والروح وربهم والنفوس الناطقة القدسيّة حين يقومون بعمليات التنزل من كل أمر فإنهم بذلك يقومون بعملية جليلة وعظيمة

    إنهم يقومون بعملية اخراج العلم المكنون من حالة مكونه لحالة الظهور

    ومن حالة وجوده العقلي الإجمالي الغير مذكور

    لحالة وجوده التفصيلي المذكور غير المحسوس

    ومنه لحالة وجوده التفصيلي المذكور المحسوس

    طبعا وكما اوضحنا سابقا من أن تفاصيل القصة الكلّية الجانبية وتفاصيل القصص الجزئية الجانبية هي جميعها تفاصيل قابلة للتغيير والتبديل

    بل انها تتغير فعلا وتتبدل يوميا قبل ان تتنزل بها الملائكة والروح

    وذلك التغيير والتبديل لا يحصل عشوائيا بل تفاعلا مع نوايا واعمال الانسان اليوميّة

    لكن فقط التفاصيل الجانبية هي التي تتبدل ،، أمّا الخطوط العريضة والعناوين الرئيسية فتبقى ثابتة

    وهذا هو معنى من معاني كتاب المحو وكتاب الاثبات

    فكتاب المحو هنا هو المكتوب قبل ظهور المكتوب به

    وكتاب الاثبات هو المكتوب بعد ظهور المكتوب أو بعد تأديته

    بل هو نفسه عملية التأدية للمكتوب

    ويمحو الله ما يشاء ويثبت

    وعــــالم الامر هو عــــــالم أمر الله

    فبعالم امره يكتب ويمحو الله ما يشاء

    وبعالم خلقه يثبت ما يشاء

    فالأرزاق بكل صورها تقوم الارواح بتقديرها والتنزل بها ثم بعد ذلك تقوم بهدايتنا لكيفية تحصيلنا لها

    وهذا هو فعلها واختصاصها فهي عالم أمر الله

    فأمرها هو نفسه أمر الله

    فأمرها هو أمر الله

    لكن يوجد طبعا قوانين ومقادير ومقامات ثابتة ومعلومة لجميع موجودات عالم الأمر

    فأمر بعضها فيه أمضى من أمر بعضها الآخر

    ويبقى لكل مقام منها حدود دنيا وحدود عليا وسيمكن لاصحاب تلك المقامات المختلفة ان تتحرك ضمن حدود تلك المقامات بمشيئتها

    وبشرط ان يبقى الجميع ملتزم بالخطة التي يُشرف رب الملائكة والروح على تنفيذها والتنزل بها

    وصلى الله على الهادي الامين محمد وآله الطاهرين

  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.