*47* وصف مجمل للصورة الكونية

  • Creator
    Topic
  • #1338
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    سأورد  هنا  وحسب  فهمي  للروايات  الشريفة  والآيات  الكريمة  وصف  مجمل  للصورة  الكونية

    سأورد هنا وحسب فهمي للروايات الشريفة والآيات الكريمة وصف مجمل للصورة الكونية التي أعتقد اننا نختبرها ونعيش فيها والتي أتحدث عنها هنا وأحاول أن أصفها لنفسي ولمن يهمه أمر الإجابة عن تلك الأسئلة الثلاثة التي أمرنا أمير المؤمنين عليه السلام بالبحث والتقصي بأنفسنا عن إجاباتها وهي
    من أين وفي أين والى إين

    وخلاصة هذه النظرة هي:

    ان الأرض التي نعيش عليها هي جهنم

    وجهنم (الأرض) تحتاج الى وقود

    والناس هم وقودها

    والوقود لكي يشتعل يحتاج الى نار أو نيران،،

    وهذه النار أو النيران تُنسب لجهنم ، فهي نار جهنم او هي نيران جهنم

    فجهنم تسلط نيرانها على الوقود -الناس- فتشعلها

    وجنود الجهل هي نفسها تلك النيران المنسوبة لجهنم

    فوقود جهنم إذن هم الناس وجهنم توقدهم بنيرانها

    ونيران جهنم هي نفسها جنود الجهل لأنه بتلك الجنود ستستعر جهنم او ستعمر جهنّم ،، فالأمر سيان ،، وستتزين وستمتلئ بالاحداث المتنوعة التي ستجعل منها جهنّم

    فبسبب بعض تلك الجنود قد تشتعل حربا من الحروب بين الناس او الدول

    وعندما ستشتعل تلك الحرب فإنها ستكون سببا لاشتعال المزيد من النيران عند المزيد من الناس ((أقصد بذلك ظهور المزيد من جنود الجهل عند المزيد من الناس))

    فالحروب دائما وأبدا ما تجلب معها الخوف

    والخوف هو أصل وجذر وسبب ظهور جميع جنود الجهل

    فالخوف من الفقر يدعو للسرقة والقطيعة والبُخل والجُبن والطمع ووووو

    والخوف من العقاب يدعو للكذب والنفاق والهروب
    و
    و
    و

    فالخوف هو الشرارة الأولى التي دائما ما تشعل جهنم بها جميع نيرانها

    نضرب مثلا آخر لما نريد قوله

    بسبب اشتعال بعض تلك الجنود ((طمع وجشع وتسلط ووو)) في صدر واحد او في صدور مجموعة صغيرة من الناس فإن ذلك سيدفعهم حينها لعمل قناة فضائية جنسيّة او فتنويّة او تجاريّة او او او

    تلك البرامج الجنسيّة او الفتنويّة او التجاريّة التي تبثها هذه القناة الفضائية او تلك ستشعل المزيد من النيران ((الجنود)) في صدور مشاهديها

    فالعملية بدأت بنيران جهل كامنة وخامدة ومنطفئة في بعض الصدور ،، لكن تلك النيران إعتملت في صدر واحد او في صدور مجموعة صغيرة من الناس دفعتهم لعمل عمل معين ،، وهذا العمل أشعل بدوره نيران الجهل الكامنة في صدور الملايين من الناس

    مثل أخر
    جنود الجهل الطمع والجشع دفعت أحدهم لبناء عمارة كبيرة ليس بغرض ان يسكنها هو بل لغرض التجارة

    وحينها ولغرض اتمام عملية البناء سيستأجر مجموعة من الأُجراء لهذا الغرض

    وبسبب طمعه وجشعه قد يعمد حينها الى أن يبخسهم حقهم بصور مختلفة ،، فقد يؤخّر دفع اجورهم او قد يقسوا عليهم في ظروف العمل ،، أو قد يستغلهم أسوء استغلال أو أو أو

    طبعا هو سيفعل جميع ذلك ظنا منه أنّه سينجح حينها باطفاء تلك النيران التي تعتمل في صدره و تنشط في كيانه

    ولكنه حين يستعمل تلك النيران او الجنود التي تشتعل وتعتمل بصدره ويوظفها على أرض الواقع أملا منه باطفائها فإنها ستّشعل بدورها بصدور العمال وبصدور اطفالهم وعوائلهم وأفراد المجتمع من حوله نيران أخرى أو جنود أخرى مشابهة لها ومن صنفها

    فبدون هذه الجنود لا يمكننا أن نتصور أن الحياة ممكنة في جهنم ((الأرض)) فهذه النيران هي من ستدفع الإنسان للعمل الجاهد ولاعمار الأرض ولتزيينها وللتكاثر بالاموال والاولاد و و و و و

    هذه النيران هي ليست من طبع الإنسان الحقيقي

    فالإنسان الحقيقي كما قلنا من قبل هو أنه النفس الناطقة القدسية

    فالنفس الناطقة القدسية هي الإنسان الحقيقي وأصله

    وهي المقصودة في هذه الآية الكريمة

    وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ

    فجنود الجهل هي ليست جنود النفس الناطقة القدسية

    بل هي جنود تلك النفس الحسيّة الحيوانيّة التي وصفها أمير المؤمنين لكميل رضوان الله عليه وللأعرابي حين سألاه أن يعرّفهما نفسهما،، فقال واصفا لهم إيّاها بأنها:

    قوة فلكية وحرارة غريزية أصلها الافلاك بدو ايجادها عند الولادة الجسمانية فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية

    فالانسان كنفس ناطقة قدسية خُلق في أحسن تكوين

    وأحسن تكوين لا بد أن يحوي جميع جنود العقل بتمامها وبلا استثناء ، والّا لن يكون تكوينه أحسن تكوين ،،

    لكنه عندما ستنزل تلك النفس الموصوفة بـ “أحسن تكوين” الى الأرض ((جهنم)) سيُقُرن معها النفس الحسّيّة الحيوانية ،، وبذلك الإقران فإنها ستُردّ الى أسفل سافلين

    فجنود الجهل ، جنود النفس الحسيّة الحيوانية، ستكون كالغطاء الملقى على جنود العقل جنود النفس الناطقة القدسية،،

    فالنفس الحسيّة الحيوانية ستغشى النفس الناطقة القدسية وتغطّيها حين تُقرن معها

    هذه النفس الحسيّة الحيوانية هي قرينة الإنسان الحقيقي

    هي نصفه الأخر

    فالانسان في السماء هو جنة خالصة
    جنود عقل خالصة
    وفي أحسن تكوين

    أمّا على الأرض ((في جهنم)) فهو مخلوق مركّب من جزئين ،،

    مركّب من جنّة ومن نار ،،

    الجنّة هي النفس الناطقة القدسيّة وجنودها هم رَوْحُهَا وريحانُها وجنّة نعيمها

    أمّا النفس الحسيّة الحيوانيّة وجنودها فهم نيرانها التي ستصلى بها الجحيم

    من سيتخلّق بأخلاق وجنود النفس الناطقة القدسيّة جنود العقل سيعيش من حينها الراحة والطمئنينة الكاملة وكأنه في الجنة وهو في الجحيم

    أي وهو في هذه الأرض

    فــ لله تسع وتسعين اسما من أحصاها ((أي تخلّق بها)) دخل الجنة

    انتبهوا هنا لقوله : دخل الجنّة
    فهو من حين احصائها دخل الجنة
    وليس كما نفهمها انه سيدخل للجنة فقط بعد الموت بسبب تخلقه بها

    قبل ان نستمر بالحديث لنقرء سوية أهم فقرات حديث جنود العقل وجنود الجهل:

    عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن سماعة بن مهران قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام وعنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل والجهل فقال أبوعبدالله عليه السلام:

    اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا
    قال سماعة: فقلت: جعلت فداك لا نعرف إلا ما عرفتنا

    فقال أبوعبدالله عليه السلام: إن الله عزوجل خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره فقال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فأقبل، فقال الله تبارك وتعالى: خلقتك خلقا عظيما و كرمتك على جميع خلقي

    قال: ثم خلق الجهل من البحر الاجاج ظلمانيا فقال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فلم يقبل فقال له: استكبرت فلعنه، ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جندا فلما رأى الجهل ما أكرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة فقال الجهل: يا رب هذا خلق مثلي خلقته وكرمته وقويته وأنا ضده ولا قوة لي به فأعطني من الجند مثل ما أعطيته فقال: نعم فإن عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك من رحمتي قال: قد رضيت فأعطاه خمسة وسبعين جندا

    فكان مما أعطى العقل من الخمسة والسبعين الجند: الخير وهو وزير العقل وجعل ضده الشر وهو وزير الجهل ….. بقية الرواية

    نعيد قرآئة هذا المقطع من هذه الرواية الشريف ثم نسأل بعد ذلك سؤالا مهما
    ((فأعطني من الجند مثل ما أعطيته فقال: نعم فإن عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك من رحمتي قال: قد رضيت))

    والسؤال هو: هل عصى الجهل بعد ذلك ام انه قد وفى بوعده ولا زال؟

    والجواب هنا هو اننا نتكلم عن نار الله المحرقة التي تطلع على الافئدة

    فجنوده مخالطة للحمنا ودمنا وتطلع على أفئدتنا ،، فكيف نتوقع من النار يوما ان لا يكون نارا

    انه نار الله ،، وليس اي نار ،،

    طبعا لا يذهب بالنا وفكرنا للنار العادية التي نعرفها بهذه الدنيا

    بل للنار التي تكلمنا عنها قبل قليل فقلنا ان الانسان متكون من جنة ونار

    وأنه نار مركبة مع جنة ،،

    وكيف ان الإنسان الحقيقي هو الجنة فقط

    وأن النفس الحسيّة الحيوانية هي النار التي لابليس السلطة عليها والنفاذ إليها ،،

    فكما أن الانسان مركب من ينج ويانج
    وانه مركب من جنة ونار
    ومن سالب وموجب
    فإنه مركب من جنة ومن نار

    فالجنة والنار هما الجناحان الذان سيمتطيهما الانسان في رحلته الابدية للتعرف على الكون

    فالنفس الناطقة القدسيّة لوحدها لا تستطيع ان تفهم وتكتشف الوجود كما هو هو بجميع وجوهه

    فكما يقولون ان اليد الواحدة لا تستطيع أن تصفّق

    فلذلك فأنها تذهب طواعية لتلتحم مع اليد الاخرى لكي تستطيع ان تفهم بها المزيد فتترقى معرفيا

    فنحن بارادتنا وبرغبتنا وبطلبنا نذهب طواعية لنار الله المحرقة ليأخذنا معه ومع جنوده ونيرانه الجناح الاخر في رحلات ورحلات ورحلات مادية ،،

    فبدونه نحن لا نستطيع ان نحلّق عاليا،،
    لا ننستطيع ان نرتفع
    ولن نستطيع ان نرتقي
    ولن نستطيع أن نتعلّم

    ومن منطلق قول أمير المؤمنين عليه السلام أن الناس نيام اذا ماتوا انتبهوا

    من هذا المنطلق أقول انه كما يرغب الواحد منا وبشدة انّه يستطيع ان يذهب كل يوم خلال نومه برحلات نجميّة يستطيع ان يتعلم بها ومن خلالها معنى الحقيقة والالوهية والربانية

    فاننا كذلك وكنفوس ناطقة قدسية ،،

    او كجنة الله في السماء سنذهب طواعية لنار الله المحرقة نستعطفه ونترجاه لكي يدخلنا برحلة نجميّة جديدة نعيشها كحلم ، هي هذه التجربة الماديّة الدنيوية التي نعيشها بكل تفاصيلها لنتعلم منها وخلالها كل ما يمكننا ونريد أن نعيشه ،،

    ونار الله المحرقة كريم جدا جدا وسياخذنا بكرمه من رحلة نجمية الى رحلة نجمية اخرى ولغيرها وغيرها وغيرها وغيرها

    وفي كل رحلة جديدة سنخوضها بمعية نار الله المحرقة فإنه (نار الله المحرقة) سيمكننا من جميع الأدوات والاوضاع والظروف التي سنحتاجها للأستفادة من تلك التجربة المادية،،

    اننا نتعلم معه

    بل انه هو من يعلمنا

    بل انه هو المسؤول عن تعليمنا

    وهو من يوفّر لنا جميع الادوات والوسائل التي سنحتاج لها في كل تجربة حياة جديدة سنكرّها على هذه الأرض او في غيرها من الأرضين التي تملأ أرجاء وأركان السماوات

    ولأنه يفعل ذلك لنا فإننا سنلجئ إليه في كل مرة وكرّة ليدخلنا من جديد في نيرانه التي تطلع على الافئدة لكي نستطيع أن نتعلم ونترقّى

    والامر دائما بيدنا في ان نصحوا قبل ان نصحوا

    اي ان نموت قبل ان نموت

    فلا يفيدنا للإنتقال للمرحلة التالية ان نصحو بعد ان نموت

    فكلنا نصحوا بعد الموت

    يجب ان نصحو ونحن نيام

    يجب أن نصحوا في نومنا ،،

    يجب ان نكتشف اننا لا زلنا نيام خلال نومنا

    وان نتصرف بعد ذلك خلال جميع ساعات وأيام وشهور وسنين نومنا ((حياتنا الدنيا)) على هذا الاساس ،،

    وجنود الجهل هي الحجاب الذي يدخلنا في حالة النوم ،،

    فنحن نذهب بإرادتنا للنار المحرقة ونقول له :
    مولاي وربي ومالك رقّي
    أننا نريد أن نتعلم
    ونريد أن نترقى
    ونريد أن نعيش حضوريا
    ونتعلم حضوريا
    كل ما يجري على هذا الكوكب أو ذاك

    فأنزل علينا رحمتك
    وغشّنا بجنودك
    لنستطيع أن نفهم وندرك حقيقة الحياة ومشاعرها ومعانيها على هذا الكوكب أو ذاك ،،

    فغشّني بالحُجب الغلاظ
    واجعل ظلماتك من حولي بعضها فوق بعض
    حتى اذا اخرجت اصبعي لم أكد أراه
    وارددني بجنودك لأسفل سافلين
    ثم انزلني في جهنم لأصلاها صليا

    ضع الميزان
    وعلمني البيان

    أنت الرحمن
    إجعلني من إنسك او من الجان
    فلك وحدك الإختيار

    فاخلقني فيها من النار
    او من صلصال كالفخار

    فلك وحدك الاختيار والقرار

    ركّبني بأي صورة تشاء

    شجرة ،
    أو نملة ،
    أو هدهد ،،

    أي شيء كان

    فأنا ممنون منك حتى ولو جعلتني دودة في فوهة بركان

    فكل ما تختاره لي جميل
    يا جميل يا من تحب الجمال

    يا من عشت معك الف الف حياة سابقة وربما أكثر
    فلم أعد أتذكر

    في كل مرة منها رجعت إليك فيها راضيا مرضيا كنت تقول لي:

    هل تريد أن تخرج منها؟

    فأقول لك بل اريد منها أكثر

    فإنني أحب أن أتعلّم

    في كل مرة كنت تقول لي: حين ترى انك قد اكتفيت يكفي حينها أن ترفع حُجُبي عن عينيك لتصحو حينها وانت نائم ،، ولتموت قبل أن تموت

    فاطفئ نيرانك المحرقة في كيانك وانت نائم لتظهر لك الجنة حينها
    لترى نفسك على حقيقتها
    فانت الحقيقي هو انك جنة النعيم
    وجنودك هم الروح والريحان

    وستكتشف حينها أنك لا تزال في غرفتك السماوية آمنا

    وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأطهار

  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.