إما أن تكون خلقت نفسك بنفسك واما ان يكون هنالك شيء قد خلقك ..
هاذان احتمالان ..
فإن كنت خلقت نفسك بنفسك هذا يعني إنك كنت من جانب موجود ومن جانب آخر غير موجود ..
نأتي إلى جانب إنك موجود فأما إنك خلقت جانبك الموجود وأما إن هنالك من خلقك .. وهنا يكون تسلسل إلى ما لا نهاية ..
وألان نأتي إلى جانب إنك غير موجود فكيف تكون موجود وانت غير موجود .. اي انك موجود من جهة ومعدوم من جهة أخرى ..
فيسقط الاحتمال الأول ..
لم يبقى إلا الاحتمال الثاني وهو أن يكون هنالك شيء قد خلقك ..
وهنالك احتمالات ..
الاحتمال الأول : أن يكون ذلك الشيء الذي خلقك مخلوق
والاحتمال الثاني : ان يكون خالق ..
فإن كان مخلوق فلا بد من وجود خالق له .. فيجري التسلسل كما في احتمالك الأول .. فيبطل الاحتمال ..
وأما إن كان غير مخلوق فيكون بذلك خالق ..
فلا يمكن أن يكون ذلك الشي غير مخلوق وغير خالق وإلا لكان معدوم ..
فيكون هو معدوم وانت معدوم كذلك لأنه لا وجود له .. فإن كان كذلك كنت انت كذلك ..
نأتي إلى احتمالين أيضا..
الاحتمال الأول: إن يكون ذلك الخالق حي و قادر على الخلق وهو ومدرك ومختار ..
والاحتمال الثاني : ليس بحي ولا قادر ولا
ولا مدرك ولا مختار
نأتي للإحتمال الثاني :
ليس بحي .. فكيف من كان ميتا أن يهب الحياة !
حياتك مثلا ؟ ففاقد الشيء لا يعطيه عقلا .. فيثبت إنه حي ..
وكيف بغير قادر فيكون بذلك غير قادر على خلقك وايجادك من العدم !
فيثبت بذلك إنه قادر عقلا …
ام كيف يكون غير مدرك وقد صورك بتلك الصورة وجعل لك عينين لتدرك بهما النور وجعل لك اذنين لتسمع بهما ولسانا لتنطق به ويدين لتمسك بهما وساقين لتمشي بهما .. !
فيثبت بذلك إنه مدرك لأنه وهب لك ما تدرك به الأشياء ..
ام كيف يكون غير مختار وقد خلقك ذكرا وخلق غيرك أنثى !
فيثبت بذلك إنه مختار ..
وفي النهاية يثبت وفقا للإحتمالات بإن هنالك شيء خلقك وهو حي قادر مدرك ومختار …
فهذا هو الله وفقا للإحتمالات ..
.