*60* ما هو الرقم تسعة الذي دائما ما أتكلم عنه وأشير له في أغلب المواضيع؟

  • Creator
    Topic
  • #1351
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ما هو الرقم تسعة الذي دائما ما أتكلم عنه وأشير له في أغلب المواضيع؟

    ومن هو الرقم تسعة الذي أقول دائما أنه هو الساكن في قلب كل المخلوقات صغيرها وكبيرها؟

    ومن أين جئت بهذا الرقم الذي نسبت له هذه المنزلة العظيمة؟

    حسب اطلاعي وقرءاتي وجدت أن جميع من بحثوا عن الحقيقة من خلال التبحّر في العلوم المختلفة قد وصلوا وتكلموا عن الرقم (9) لكن بتعابير وأوصاف مختلفة تناسب العلوم التي منها انطلقت

    فمنهم من أطلق عليه إسم قطب دائرة الوجود
    ومنهم من أطلق عليه إسم الألف الغير منطوقة
    ومنهم من أطلق عليه لقب سرّ الوجود،
    أو مظهرعين الجمع،
    أو مجموع المظاهر

    أو الإسم الأعظم الأعظم الأعظم

    لكنني حقيقة لم أستطع أن أفهم منهم جميع ما أرادوا أن يقولوه من خلال تلك الأسماء والألقاب

    وذلك ربما لأن أغلب من تكلموا عن هذه الحقيقة الالهية لم يكونوا فعلا يفهمونها كما هي،، أو ربما لأن من كان يفهمها منهم لم يكن يستطيع أن يوضحها بالشكل الكافي من خلال درس واحد او مجموعة دروس او مقابلة تلفزيونية واحدة او اكثر من واحدة

    وغالبا كان يعرف مدى صعوبة تقبل ذلك الأمر من قبل الناس

    ومن هنا جاء استعمالي للرقم (9) حين أردت أن أعبر عن هذه الحقيقة ،، لأنني فهمتها من خلال شروحات نابغة رياضي اسمه ماركو رودن لنظريته وكيفية اكتشافه لها،، وكيف وجد أن الرقم (9) منطوي في كل الأشياء ولا ظهور له بها،، وكيف أن جميع الأشياء انما هي مظاهر له ،، فهي الظاهرة وهو المنطوي بها

    وهذا الشخص النابغة يتم تجاهله اعلاميا بشكل لا يصدّق رغم أن اكتشافه يَعِد البشرية بالحصول على الطاقة الحره المجانية التي ستغير وجه الأرض

    ولقد تم تجاهله علميا والتعتيم عليه إعلاميا بشكل لم يمارس ضد أحد من العلماء سوى على العالم الخارق نيكولا تيسلا ،،

    والفرق الوحيد أن نيكولا تيسلا قد تمكن في غفلة من الزمان ومن رجال الطاقة والصناعة والتجارة الحديثة من وضع بصمته العلمية والصناعية في عالم اليوم قبل أن يكتشفوا خطره عليهم ليقوموا بتصفيته واخفاء اختراعاته واكتشافاته العلمية التي لو انها قد تم دعمها ونشرها كما يفعلون مع توافه الاختراعات والمكتشفات لتغير وجه العالم الذي نعيشه اليوم ليصبح وجهه وجه آخر تماما

    وما يجمع  ماركو رودن ونيكولا تيسلا هو أنهما كلاهما يعتقدان بقدسيّة واهميّة الرقم (9) وأنهما كلاهما قد وضعاه مع رقمين آخرين هما الـ 3 والـ 6 ،، 9-6-3

    قلنا أن نيكولا تيسلا حصل على بضع سنوات ذهبية قبل أن يتم تصفيته واحتوائه ،، أما   ماركو رودن فقد تم التنبه لخطره مبكرا من قبل الصناعين العالمين فأحاطوه من البداية بهالة من التجاهل الاعلامي والحصار المالي الخانق ،، ولولا شيوع الانترنت وانتشاره في العالم اليوم لما سمع حتى اليوم باسمه أحد من الناس بسبب ذلك الحصار،، حتى من الذين يبعدون عنه فقط بضع عشرات الأميال ،،، ولعاش ومات مجهولا مغمورا ،،، ولطُمر اكتشافه معه بعد موته

    ماركو رودن يعيش حالة عرفانية متقدمة جدا ،، لأنه يعرف طبيعة اكتشافه،، وربما لأنه أصلا كان يعيش من البداية هذه الحالة العرفانية أستطاع أن يصل لما وصل له من هذا الكشف العلمي الرياضي

    فطاقة الحياة لا تبخل أبدا بعطاء ربها على أيّ أحد من الناس يعمل جاهدا ويصر على الوصول لما يريده، بغض النظر عما يريد الوصول له لكن ضمن المقادير المقدرة

    طبعا هو لم يكتشف غير ما اكتشفه غيره،، لكن ما يميز اكتشافه عن غيره ان اكتشافه اكتشاف علمي لا تحتاج للايمان القلبي بالغيب التام لكي تستطيع أن تصدقه،، فهو يتكلم بالارقام وبالمعادلات الرياضية وهذه لا يستطيع أن ينكرها سوى الجاهل ،، أو الجاحد ،،

    والفرق بين الجاهل والجاحد هو أن الجاهل لا يعرف الحقيقة فهو ينكرها لجهله بها،،
    بينما الجاحد هو يعرف الحقيقة لكنه يريد أن يغطّيها ويمنع ظهورها من خلال انكاره لها وتجاهلها واحيانا كثيرة بتسفيه من يتكلم عنها

    وهذا ما لا يمكن فعله مع  ماركو رودن واكتشافه العلمي الرياضي،،

    فالمسألة بتصديقها وقبولها من انكارها ورفضها ليست متعلقة بقول: أصدق او لا أصدق

    او بقول: انني لا أؤمن الا بما تراه عيني وأستطيع أن المسه بحواسي

    فالمسألة مسألة علميّة ورياضية بحتة ،،

    مجرد معادلات وأرقام لا يمكن انكارها أو جحودها أبدا ،، لأن ذلك سيستلزم قبله انكار وجحود كامل علوم الرياضيات منذ بداية تاسيسها حتى اليوم

    ولذلك كان الحل الامثل بالنسبة للمصيطرين هو تجاهلهم له ولاكتشافه اعلاميا ومحاربته بعدم دعمه اقتصاديا بأي شكل من الأشكال

    ماركو رودن بدوره لم ينطوي على نفسه،، بل قام ومن البداية بجمع مجموعة من العقول الرياضيّة الشابة  ونقل لهم اكتشافه أو اكتشافاته العلمية وحرص على ان ينقل لهم جميع ما لديه من الافكار والتصورات،،

    ولم يكتفي بذلك أيضا ،، بل قام بكل هدوء وبكل وسيلة متاحة لديه مهما كانت بسيطة بنشر تلك الاكتشافات ،، وأكد مرارا وتكرارا انه يتنازل عن حقوقه الفكرية والتجارية في هذا الاكتشاف، وجعلها مجانية ولخدمة الناس والأرض

    لقد رفض منذ البداية ولا زال حتى اليوم يرفض مبدء الكسب المادي من علمه واكتشافه،، كما ورفض ولا يزال فكرة فرض الحقوق الفكرية رغم حصوله على بعض العروض المادية بشرط ان يفرض بدوره الحقوق الفكرية ويحدّ من انتشارها في العالم

    وجاء عصر الانترنت سريعا لتبدء فكرته بالانتشار عالميا بين الشباب والعلماء الذين يريدون الخروج من حظيرة الواقع المألوف المفروض على الجميع

    ورغم ذلك الانتشار السريع عبر الانترنت وشيوعه عالميا وعظيم الوعود الوعود التي يقدمها هو وطلبته ،، رغم ذلك لا يزال الإعلام العالمي مصر على تجاهل هذا الرجل وطلبته واكتشافاتهم

    Marko Rodin

    ويكفي أن تكتب ماركو رودن في محرك البحث لتكتشف مدى انتشار فكره وطلبته في انحاء العالم،، لكن يبدو لي وكأن الانترنت غير موجود في العالم العربي ،، فلم يكتشفه منه سوى القلة القليلة القليلة، وستلاحظون ذلك حين تبحثون عن اسمه بالعربي او بالانجليزي ،،، فلن تجدوا عنه سوى موضوع يتيم في منتديات مكتبة ألفا العلميّة المختصة بالبحث عن الطاقة الحرة ولم ينل الاهتمام المطلوب أيضا

    ابتدء الكشف معه من خلال دراسته لعلوم الحروف العربية وقيمتها العددية وارتباطاتها مع بعضها البعض ((طبعا هذا ما يصرح به هو شخصيا في أحد افلامه )) ،، وأيضا من خلال بعض النصوص الإسلامية والبهائية ،، حيث انه ينتمي للدين البهائي المنتشر في أمريكا،، ومعلوم ان الدين البهائي خرج أو تفرّع من الدين الإسلامي ،،، او كما يقولون هم عن انفسهم انه دين جاء بعد الدين الاسلامي ،،

    اختصارا للموضوع حين بدء  ماركو رودن دراسته للحروف كان يبحث عن انماط هندسة الخلق الرئيسية المنطوية او المختفية خلف وبداخل الحروف ،، بمعنى أنه كان يبحث عن تأويل الحرف وليس في مظهره المكتوب او المنطوق ،،

    حيث توجد الكثير من النصوص الدينية عند مختلف الأديان وفي مختلف انحاء العالم جميعها تؤكد على أن الحروف المنطوقة لها أصل وأثر تكويني ، أي أن كل حرف منطوق له تأويل في عملية التكوين، ويكفي لأثبات ذلك ذكر القول المشهور بين الجميع أنّ ((“في البدء كانت الكلمة”)) ،، فالكلمة هي أصل الوجود كله

    المهم ،، عندما وصل  ماركو رودن للصورة الاولى النهائية لاكتشافه وجد انه يصف شكل حركة حقول الطاقة في الكون ،، أبتداءا من حركتها حول أصغر اجزائه مرورا بشكل حركته حول كل إنسان وكوكب وشمس ونجم ومجرة ،، وصولا الى وصف شكل الكون كله بكل نجومه وكواكبه وأقماره ،، وجميع ما يحويه من مكونات وثقوب سوداء

    ولاحقا اكتشف أن حركة الارقام على شكل التورس الطاقوي الرقمي الذي اكتشفه انما تصف شكل ملف كهربائي (COIL) يتم لف أسلاكه بطريقة معينة تشابه شكل حركة الطاقة في الطبيعة ،، أو تشابه شكل حركة الطاقة في التورس ،،

    بحيث ان طريقة لف الأسلاك المشابهة لشكل واتجاه حركة الطاقة في الطبيعة ستساعد على جعل حركة الالكترونات في الاسلاك حركة طبيعية وسلسة ،، فهي أصلا وتكوينيا تريد أن تتحرك بتلك الطريقة وبتلك الإتجاهات المقدّرة لها تكوينيا تقديرا دقيقا ،،

    حين اكتشف ذلك قام ببناء الملف الكهربائي وحصل على نتائج مشجعة جدا ،،

    وكما يفعل الجميع حاول بحماس كبير ان يعرض اكتشافه على الحكومة الامريكية ظانا انهم سيفرحون وسيرحبون باكتشافه وسيدعمونه دعما كبيرا ،، لكن العكس هو الذي جرى معه بعد ذلك

    وتكلمنا قبل قليل عن الذي جرى معه وعليه حينها من قِـبَلِهم، فلا نعيد الحديث مرة اخرى

    كما وأنّه استطاع أخيرا أن يثبت أن اكتشافه يصف أيضا شكل السلسلة الوراثية ((الـ DNA))

    انه اكتشاف مذهل وشامل وكوني لكن تم تجاهله واخفائه أيضا بشكل مذهل وشامل وكوني

    ولو أخذنا لمحة سريعة على التوروس (حقل الطاقة) الذي تكلم ماركو رودن عنه ووصفه لنا فسنجد انه يتكلم أيضا عن الروح ويصفها رياضيا وهندسيا لنا

    وانه يتكلم كذلك عن النفسين الناطقة القدسية والحسية الحيوانية ويصفهما لنا

    وسنجد انه يتكلم أيضا عن المشكاة والزجاجة والمصباح الذي بداخلهما

    وأنه يتكلم عن الين واليانج

    وعن الموجب والسالب

    وعن زهرة الحياة

    وسنجد بقليل من التفكر والمقارنة انه يصف لنا كل تلك المفاهيم الغيبية وأكثر منها بكثير ،، يصفها لنا بمصطلحات ومفاهيم رياضية وهندسية وعلمية وليس بمصطلحات ومفاهيم دينية أو كهنوتية مغلقة

    إن كل انسان محاط بهذا الحقول الطاقوية الحيّة والتي تحيط به على شكل كِلَـل بعضها فوق بعض،، والتي هي عبارة عن تفاعل الارقام مع بعضها البعض

    وسنكتشف أن هذه الارقام ليست مجرد ارقام لا روح لها ولا تدبير

    فهي ظاهرها أنها أرقام ،، لكن تأويلها أنّها عقول مدبّرة حيّة أو انها نفوس عليا بل هي أعلاها على الإطلاق

    سنكتشف أنّ هذه الأرقام على المعنى الظاهر المنطوق،، او العقول المدبّرة على المعنى الباطن او حسب التأويل ،، سنجد أنها لا تحيط بالانسان من خارجه فقط

    بل انها تتداخل معه بكل خفايا وحنايا وانحاء جميع كيانه ووجوده

    سنجد انها نفوس بالنفوس
    وانها اجساد بالاجساد
    وأنها عقول بالعقول
    وانها اقرب الينا من حبل الوريد

    وسنكتشف انها اقرب الينا منّا لكننا لا نشعر بها

    وسنجد أن الرقم تسعة يتمركز دائما في مركز كل حقل طاقوي من هذه الحقول الطاقوية المحيطة بكل إنسان على شكل كِـلَـل

    وأنّ موقع هذا المركز لجميع تلك الحقول الطاقوية المحيطة بكل إنسان يقع في نقطة معينة من القلب

    من هذه النقطة المتمركزة في قلب كل إنسان أو كلّ عقل جزئي يتم تدبير جميع شؤون كل أنسان وكل عقل جزئي

    ومنها سنفهم أن الرقم تسعة في اكتشاف ماركو رودن المتمركز في تلك النقطة هو نفسه قطب الوجود في تعابير العرافانين

    وأنه في كلمات امير المؤمنين هو نفسه مثال الله الذي جعله في جميع خلقه بلا استثناء ،، أي جميع العقول كليّها وجزئيّها

    وسنكتشف أن  ماركو رودن كان ولا زال يتكلم عن مبدء عرفاني راقي جدا ،، لكن بمصطلحات رياضية وهندسية

    ومن خلال متابعة باقي النظرية وأجزائها ،، سنجد أن الرقم تسعة لا ظهور له نهائيا على أرض الواقع رغم أنه موجود كتأويل في العلاقة التي تحكم باقي الارقام مع بعضها البعض،،

    فهو رغم أنّ ظاهره هو أنّه كلّ شيء لكن تأويله أنّه لا شيء،، فهو كل شيء وهو لا شيء
    ظاهره كل شيء
    وباطنه لا شيء

    أنه فقط مثال للحقيقة المطلقة الوحيدة لله المعنى المعبود ،، والذي كل شيء سواه لا حظ له من الحقيقة على الإطلاق

    كان بودي أن اكمل الموضوع اليوم بربطه بالرواية المحببة الى قلبي والتي تتحدث عن الاسم والكلمة وأسمائها الأربعة وأركانهم الإثني عشر وأسماء أفعالهم الثلاثمائة والستون

    والتي بعثتها الى ماركو رودن فأرجع لي الجواب المختصر عنها بالشكل التالي:
    9-9-9-9

    لكن ولأن الموضوع قد طال فسأكمله في الموضوع القادم وأبين به ان شاء الله علاقة الرقم (9) بهذه الرواية

    وهذه بعض الافلام القصيرة لمن يحب أن يطلع على بعض مفردات نظرية  ماركو رودن

    Marko Rodin

Viewing 3 replies - 1 through 3 (of 3 total)
  • Author
    Replies
  • #1352
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ما زلنا في الرقم تسعـ9ـة

    لكي نفهم من هو الرقم تسعة سنعود لرواية الإسم والكلمة واسمائها واركانها وافعالهم

    نعيد الرواية هنا للتبرك بها ولنجعلها قريبة منا ونحن نتناول اطرافها

    عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد، وبالتشبية غير موصوف، وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور،

    فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معا ليس منها واحد قبل الآخر، فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها،

    وحجب واحدا منها، وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة التي اظهرت،
    فالظاهر هو ” الله وتبارك وسبحان ”

    لكل اسم من هذه أربعة أركان فذلك اثني عشر ركنا،
    ثم خلق لكل ركن منها ثلاثين اسما فعلا منسوبا إليها، …… بقية الرواية

    لو سألنا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب سلام الله عليه : ما هي ،، أو ما الذي تمثله تلك الكلمة التامة واسمائها واركان اسمائها وأفعال أركانها؟

    فسنجد إجابته في الرواية التالية:

    سئل الإمام علي عليه السلام عن العالم العلوي فقال:
    صور عارية عن المواد
    عالية عن القوة والاستعداد
    تجلى لها فأشرقت
    وطالعها فتلألأت
    وألقى في هويتها مثاله

    فاظهر عنها أفعاله

    وخلق الإنسان ذا نفس ناطقة
    إن زكاها بالعلم والعمل فقد شابهت جواهر أوائل عللها
    وإذا اعتدل مزاجها وفارقت الأضداد فقد شارك بها السبع الشداد …………. إنتهى

    فتلك الكلمة والأسماء والاركان والافعال هي تمثّل موجودات العالم العلوي ،، بل هي نفسها هي العالم العلوي

    – ولو قلنا له كن أكثر تحديدا يا أمير المؤمنين وبين لنا ما هي؟

    – سيقول أن كل كلمة وكل اسم من تلك الكلمات والأسماء العُلوية هي مجرد هويّة مختلفة عن بقية الهويات التي حقيقتها جميعها تتمثل بمثاله الذي القاه فيها

    – ماذا يعني هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟

    – هذا يعني أنّ تلك الهويات المختلفة قبل أن يلقي بها مثاله هي مجرد صور عارية عن المواد عالية عن القوة والاستعداد،،

    بمعنى أنها مجرد مفاهيم عقلية أو صور عقلية لا وجود خارجي لها ولا حول ولا قوة ولا فعل لها

    كما لو انك عندك مفاهيم وصور عقلية كثيرة لكنك لم تقم بتصورها عقليا بعد،، فهي جميعها لها بعقلك حينها وجود إجمالي لا حدود لها به على الإطلاق

    تستطيع أن تقول أنها موجودة في ثقب أسود،،

    وداخل هذا الثقب الأسود هي فاقدة لكل حدودها على الإطلاق،،
    فوجودها به هو وجود عدمي

    لكنها رغم وجودها العدمي داخل هذا الثقب الأسود فإنها تحتفظ بهويتها داخله

    تماما كالحروف التي تستخدمها للكلام،،

    فهي لها وجود في عقلك وكيانك ،، لكنه لا يزيد ولا ينقص مهما أكثرت من الكلام والتصور

    فاصل الحروف هو موجود وثابت على الدوام في عقلك وأنت كلما احتجت الى بعض تلك الحروف للتعبير والتصور اخذت من ذلك الاصل وبطريقة ما ستجعل لتلك الحروف حدود صوتيّة وكتبيّة ومرئيّة ،،، أو حدود تصوريّة عقلية

    – وما هي تلك الطريقة التي سأجعل لها بها حدود صوتيّة وكتبيّة ومرئيّة ،،، أو حدود تصوريّة عقلية

    – بما أن تلك الهويات المختلفة هي مجرد صور عقلية لا حول ولا قوة لها ولا فعل ،، فيجب أن تضع بها ،، أي تضع بداخل كل صورة من تلك الصور ما يمكنها أن تنطلق منه للفعل

    – وما هو ذلك الشيء الذي يتم الانطلاق منه للفعل؟

    – الفعل لا يكون فعلا الا بعد ان تسبقه عدة مراحل

    – وكيف ذلك؟

    – لكي تقوم بأي فعل فأنك يجب أن تكون عالما به قبل كل شيء،، فالعلم بالشيء أولا

    ثم لكي تشاء أن تفعل ذلك الفعل الذي تعلمه سلفا وله نوع من الوجود داخل الثقب الأسود أو العقل فيجب أولا أن تحب أن تفعل ذلك المعلوم
    فالحب لظهور ذلك الفعل المعلوم يسبق المشيئة بظهور ذلك الفعل

    أو تستطيع أن تقول أن الحب هو باطن المشيئة
    وأن المشيئة هي ظاهر الحب
    لكن الحب أسبق من المشيئة وهو علّة لها

    لكن حتى هذه المرحلة لا يمكن للفعل أن يظهر ،، فيجب أولا أن تريد اظهار ذلك الفعل،، لكن لكي تظهره يجب عليك أن تقدّر مقادير هذا الفعل من الطول والعرض والهندسة ،، وأيضا متى تريد أن تظهره ،،

    بمعنى أنه يجب عليك أن تقدّره ضمن المكان والزمان المناسبين له لكي يظهر هذا الفعل فيهما دونا عن غيره،،

    بعد أن تقدره بكامل تقديراته ستقرر أن تمضيه أي أن تفعله ،، وهذا القرار هو بمثابة القضاء بامضاء تلك التقديرات

    بعد أن تقرر الامضاء ستمضي ذلك الفعل فيظهر أثره الخارجي

    فالمراحل التي تسبق الفعل هي
    علم بالفعل
    فمشيئة للفعل
    فإرادة لفعل الفعل
    فتقدير الفعل
    فقضاء بفعل الفعل
    فإمضاء بفعل تلك التقديرات،، ليظهر حينها فقط أثر الفعل بتقديراته التي قدّرتها كاملة

    فأنت لا تنطق بحرف واحد بدون أن تسبقه جميع تلك المراحل

    وجميع تلك المراحل هي مراحل عقليّة وخفيّة تجري في العقل وخلف الكواليس ،، فهي تجري وتتتابع به كلمح البصر او هي اسرع،، بحيث أنك تتكلم وتتصور بشكّل سريع وسيّال غير منقطع كنهر جاري متصل اوله بآخره بدون أن تشعر بأي لحظة من اللحظات بما يجري في الكواليس الخلفية من عقلك من تلك المراحل وذلك بسبب سرعة اكتمال تلك المراحل

    فأنت كإنسان تتكون أيضا من عالم علوي خفي وهو العقل ،، وعالم أرضي ظاهر هو وجودك الذي تراه بعينيك وتشعر به بحواسك المادية

    فأنت تتكون من سماء وأرض ،، بل من سماوات وأرض

    فعالمك العلوي العقلي يتكون من عدة طبقات عقلية متداخلة ومحبوكة مع بعضها البعض هي سماواتك

    وعالمك المادي الظاهر لك هو أرضك

    –    لكن من أنا لتقول لي ان لي سماوات وأرض؟

    – نرجع للرواية لنرى فيها من أنت ،،

    وحينها سنجد:

    وخلق الإنسان ذا نفس ناطقة
    إن زكاها بالعلم والعمل فقد شابهت جواهر أوائل عللها
    وإذا اعتدل مزاجها وفارقت الأضداد فقد شارك بها السبع الشداد ………….

    فأنت فكما تقول الرواية أنك ذي نفس ناطقة (قدسية) كمالها الأكمل هو حين تشابه بالعلم والعمل جواهر أوئل عللها

    – وما هي جواهر أوائل عللها؟

    ذلك يتضح  بنهاية الرواية حين الربط بينها وبين مشاركتها السبع الشداد أو السماوات السبع،، او مستويات العقل السبعة

    – لكن مستويات العقل السبعة هي أوائل علل الإنسان، أو هي السماوات السبع علل الأرض كما تقول ،،، والسؤال هو ما هي جواهر تلك العلل السبع الشداد او تلك السماوات السبع؟

    – الجواب من نفس الرواية : هو أن جوهرك وجوهر جميع عللك وعلل سبعك الشداد هو جوهر واحد وهو مثاله الذي ألقاه في جميع خلقه

    – وضّح اكثر لو سمحت

    – حسناً ،، الأمر يصعب تصوره بسهولة،، ولكي أقربه لك سأصف لك صورة يمكنك أن تتخيلها وتتصورها لأنها قريبة بعض الشيء من صورة تراها في واقعك الذي تعيشه

    – سيكون ذلك أفضل

    – لنفترض أن أحد الاشخاص المبدعين كتب بخياله قصة وسيناريو لفلم طويل توجد به حوارات واحداث لألف شخصية مختلفة،، منها نساء ورجال وأطفال وحوريات وحيوانات أليفة ومتوحشة وذرات والكترونات وووووو

    وجميع صور تلك الشخصيات بكل تفاصيلها وحالاتها والاحداث التي عاشتها وتعايشها موجودة فعلا في مخيلة ذلك الكاتب المبدع ،،

    وقرر هذا الكاتب بأن يحول هذه القصة والسيناريوا لفلم مصور بحيث يكون هو البطل الوحيد والفاعل الوحيد في عملية الإخراج والتصوير لأحداثها

    طبعا هو لم يقرر ذلك أنانية منه او استعلاءً على غيره لكنه ببساطة قرر ذلك لأنه لم يكن يوجد هناك غيره أبدا

    فكل شيء يحتاجه لأنتاج وتصوير واخراج هذا الفلم متوفر تحت يديه وبأمره كيفما شاء وأراد ،، لكن لا يوجد معه غيره ليقوم بجميع تلك الوضائف والشخصيات

    وهو مصمم لسبب عظيم على اخراج تلك الصور العقلية الموجودة بكل تفاصيلها في عقله من حالة خفائها ومكونها في عقله ل حالة الظهور الفعلي في الخارج،،

    انه يريد أن يعايش تلك أحداث تفاصيل تلك القصة المكنونة بكيانه والمنطوية في عقله معايشة حضورية يتحسسها حضوريا بكل مشاعرها وأحاسيسها بكل تفاصيلها ولكل شخصياتها الصغيرة والكبيرة

    وهكذا ولهذا قام بتصميم أقنعة لصور جميع شخصيات القصة كاملة بكل تفاصيلها،، ابتداءا من صورة المنتج والمخرج والمصورين والممثلين والكمبارس والمكياج ،،

    هنا نضيف تفصيلة بسيطة للأحداث ،، هذا الكاتب المبدع كان يرقد في المستشفى في حالة موت سريري ،، فهو يبدوا للجميع من حوله وكأنه ميّت لا يشعر ولا يستطيع أن يفكّربشيء ،، لكنه بالواقع كان يعي بنفسه ويستطيع أن يفكّر وأن يرتب الأحداث وأن يتخيل ما يشائه ،، لكن حدث أنّ عقله انفصل لسبب ما عن بدنه فلم يعد يستطيع أن يشعر به أو ان يسيطر عليه

    ولهذا السبب كان يعيش وحده حيث لا مكان ولا زمان ولا يشعر الّا بنفسه ،، لكنه رغم ذلك كان يعي بنفسه ويستطيع أن يرتب الافكار ويتصورها،، بل ان انفصاله عن مشاعر جسده قد فجّر به امكانيات كبيرة لم يكن يعيها او يملكها من قبل

    كل ما كان يملكه في تلك الحالة هو وعيه بنفسه فقط وبتلك الحروف التي كان يجمعها مع بعضها البعض ويوالف فيما بينها ليشكّل منها كلمات مختلفة تتكون من حروف مثنى وثلاث ورباع واكثر من ذلك كيفما شاء،، لكي يفكّر بها ويصنع بها ما يشاء من تلك الصور العقلية التي كان يتصورها ويتخيلها

    في عزلته تلك عن العالم المادي تفجّرت به القدرة على أن يشطر وعيه لعدة إنشطارات ويبقى مع ذلك يشعر بنفسه كوعي اصيل بالإضافة لشعوره بتماما ما يشعره كل وعي جزئي شطره من وعيه

    هو لم يكن يعرف من أين جائت تلك الحروف
    لكنه كان متأكدا حينها انّه لا أنيس له بوحدته تلك الا تلك الحروف
    وأنّه لا معين له على تحقيق اهدافه الا تلك الحروف

    وأنه لولا وجود تلك الحروف معه بكيانه لما كان سيستطيع أن يشعر بحياته ووجوده

    فهي كانت مصدر وسبب قدرته على شعوره وهو بتلك الحال بوجوده وحياته وقدرته وعلمه

    حينها أدرك أن تلك القصة التي كان يتصورها بكيانه بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة كانت بمعونة تلك الحروف له والتي كانت طوع إرادته هو فالحروف كانت بإرادته هو تتشكل بكل الكلمات والصور العقلية التي كان يوجهها كيفما كان يريد

    ولقدرته الجديدة على شطر وعيه كيفما اراد قرر أن يبتدء قصته باظهار القصة بأن يجعل لكل حرف من تلك الحروف شخصية مستقلة وأن يجعل لها قصة داخل قصته،، بل وأن يجعلها محور القصة كاملة

    فقرر أن يجعل عدّة الحروف التي سيبتدء بها قصته إثني عشر حرفا

    فصنع لكل حرف منها صورة أو قناع خاص به وسيناريو خاص به وقدرة خاصة به وحوار خاص به ،،

    ثم شطر من وعيه أشطر جزئية عددها على قدر عدد تلك الحروف الإثني عشر

    وألبس كل شطر وعي منها أحد تلك الأقنعة

    وأوكل له أحد تلك الأدوار الخاصة بكل قناع

    ثم جعل تلك الحروف مجموعات حسب دورها وصورة الفعل الذي خططه واسنده لكل منها

    ثم جمع ما بين حروف كل مجموعة فاعلة من تلك المجموعات وشكّل منها أسماء  أربعة

    ثم جمع تلك الأسماء الأربعة في كلمة تامة واحدة لتكون هي مجموع قوى تلك الأسماء الأربعة

    وجعل تلك الكلمة التامة التي ابدعها بخياله وعلمه ،،، جعلها الأقرب إليه

    لتكون تلك الحروف هي
    السابقة في وجودها له قبل أن يبتدع لها صور وشخصيات
    وهي الاقرب إليه بعد أن ابتدع لها صور وشخصيات

    لكنه مع كل ذلك يعلم بقرارة نفسه أنّه لا بد أن يكون لتلك الحروف مُبدع أبدعها

    وهو لا يعرف شيئا عن حقيقة تلك الحروف سوى انها حقيقية بالنسبة له

    وهو أيضا لا يعرف شيئا عن مبدع تلك الحروف سوى أنه الحقيقة الذي ابدع تلك الحروف التي هي مصدر شعوره الذاتي بالوجود والقدرة والحياة والعلم

    الموضوع له تكملة ان شاء الله

    #1353
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    —– ولا نزل في الرقم 9 —–

    الأرقام من 1 إلى 9 هي بعض صور المشيئة الإلهية التي خلقها أول ما خلق وخلق الأشياء بها

    من رواية طويلة تروي حوار دار بين الامام الرضا عليه السلام وبين عمران الصابئي أقتبس منها هذا الجزء عن الحروف وبدء خلقها

    بداية الإقتباس
    ((((((قال الرضا عليه السلام: إن الله المبدئ الواحد الكائن الأول لم يزل واحدا لا شئ معه،
    فردا لا ثاني معه،
    لا معلوما ولا مجهولا ولا محكما ولا متشابها ولا مذكورا ولا منسيا،

    ولا شيئا يقع عليه اسم شئ من الأشياء غيره،

    ولا من وقت كان ولا إلى وقت يكون،
    ولا بشئ قام، ولا إلى شئ يقوم،

    ولا إلى شئ استند، ولا في شئ استكن

    وذلك كله قبل الخلق إذ لا شئ غيره

    وما أوقعت عليه من الكل فهي صفات محدثة وترجمة يفهم بها من فهم.

    واعلم أن الابداع والمشية والإرادة معناها واحد وأسماؤها ثلاثة،

    وكان أول إبداعه وإرادته ومشيته الحروف التي جعلها أصلا لكل شئ ودليلا على كل مدرك وفاصلا لكل مشكل،

    وتلك الحروف تفريق كل شئ من اسم حق وباطل أو فعل أو مفعول أو معنى أو غير معنى، وعليها اجتمعت الأمور كلها،

    ولم يجعل للحروف في إبداعه لها معنى غير أنفسها يتناهى ولا جود لأنها مبدعة بالإبداع،

    و النور في هذا الموضع أول فعل الله الذي هو نور السماوات والأرض،

    والحروف هي المفعول بذلك الفعل، وهي الحروف التي عليها الكلام والعبارات كلها من الله عز وجل، علمها خلقه،

    وهي ثلاثة وثلاثون حرفا،

    فمنها ثمانية وعشرون حرفا تدل على اللغات العربية، ومن الثمانية والعشرين اثنان وعشرون حرفا تدل على اللغات السريانية والعبرانية. ومنها خمسة أحرف متحرفة في سائر اللغات من العجم لأقاليم اللغات كلها،

    وهي خمسة أحرف تحرفت من الثمانية والعشرين الحرف من اللغات فصارت الحروف ثلاثة وثلاثين حرفا،

    فأما الخمسة المختلفة فبحجج لا يجوز ذكرها أكثر مما ذكرناه،

    ثم جعل الحروف بعد إحصائها وإحكام عدتها فعلا منه كقوله عز وجل: (كن فيكون) وكن منه صنع، وما يكون به المصنوع،

    فالخلق الأول من الله عز وجل الابداع لا وزن له ولا حركة ولا سمع ولا لون ولا حس،

    والخلق الثاني الحروف لا وزن لها ولا لون، وهي مسموعة موصوفة غير منظور إليها،

    والخلق الثالث ما كان من الأنواع كلها محسوسا ملموسا ذا ذوق منظورا إليه،

    والله تبارك وتعالى سابق للإبداع لأنه ليس قبله عز وجل شئ ولا كان معه شئ،

    والإبداع سابق للحروف،

    والحروف لا تدل على غير أنفسها

    قال المأمون: وكيف لا تدل على غير أنفسها؟

    قال الرضا عليه السلام: لأن الله تبارك و تعالى لا يجمع منها شيئا لغير معنى أبدا، فإذا ألف منها أحرفا أربعة أو خمسه أو ستة أو أكثر من ذلك أو أقل لم يؤلفها لغير معنى ،، ولم يك إلا لمعنى محدث لم يكن قبل ذلك شيئا.

    قال عمران: فكيف لنا بمعرفة ذلك؟

    قال الرضا عليه السلام: أما المعرفة فوجه ذلك وبابه أنك تذكر الحروف إذا لم ترد بها غير أنفسها ذكرتها فردا فقلت: ا ب ت ث ج ح خ حتى تأتي على آخرها فلم تجد لها معنى غير أنفسها،

    فإذا ألفتها وجمعت منها أحرفا وجعلتها اسما وصفة لمعنى ما طلبت ووجه ما عنيت كانت دليلة على معانيها داعية إلى الموصوف بها، أفهمته؟

    قال: نعم.

    قال الرضا عليه السلام: واعلم أنه لا يكون صفة لغير موصوف ولا اسم لغير معنى ولا حد لغير محدود،

    والصفات والأسماء كلها تدل على الكمال والوجود، ولا تدل على الإحاطة

    كما تدل على الحدود التي هي التربيع والتثليث والتسديس لأن الله عز وجل وتقدس تدرك معرفته بالصفات والأسماء، ولا تدرك بالتحديد بالطول و العرض والقلة والكثرة واللون والوزن وما أشبه ذلك،

    وليس يحل بالله جل و تقدس شئ من ذلك حتى يعرفه خلقه بمعرفتهم أنفسهم بالضرورة التي ذكرنا

    ولكن يدل على الله عز وجل بصفاته ويدرك بأسمائه ويستدل عليه بخلقه حتى لا يحتاج في ذلك الطالب المرتاد إلى رؤية عين ولا استماع أذن ولا لمس كف ولا إحاطة بقلب،

    فلو كانت صفاته جل ثناؤه لا تدل عليه وأسماؤه لا تدعو إليه والمعلمة من الخلق لا تدركه لمعناه كانت العبادة من الخلق لأسمائه وصفاته دون معناه،

    فلولا أن ذلك كذلك لكان المعبود الموحد غير الله تعالى لأن صفاته وأسماءه غيره،

    أفهمت؟ ))))))))…إنتهى الإقتباس

    من الواضح أن الحروف التي تم الحديث عنها في هذه الرواية الشريفة ليست هي الحروف المنطوقة ،،

    فحين أبدعها لم يكن يوجد حينها من ناطق ينطق أو شاعر يشعر أو سامع يسمع أو حاسّ يحس

    فحسب الرواية هي الخلق الأوّل أو الإبداع الأوّل من الله ،،، وإبداعها كان قبل خلق الخلق إذ لا شئ غيره ،،

    وعليه فهذه الحروف التي يدور الحديث عنها هنا هي اقدم من العقل الكوني الشاعر والمحسّ الأوّل بها ،، فهي القوى الالهية الكونية الاولى التي جعل الله العقل الكوني مدركا بها لنفسه،، فلولا وجود هذه الحروف او القوى الالهية لما استطاع العقل الكوني ان يدرك وجود نفسه ،،،

    تماما كما الطفل أوّل ولادته ،، فهو لا يعلم شيئا أبدا،، ومن حين ولادته حتى يحين موعد بلوغه وتكليفه هو يبقى يتعرف على تلك الحروف ويتعلم كيف يستخدمها لخدمة تلك الحواس التي أصبح يملكها في بدنه الجديد،،

    فقبل تعرفه عليها هو لا يسمع ولا يرى ولا يحس ولا يشعر إلا بالحب الذي يصل لقلبه من قلب أمّه،، فهو حينها لا يجيد سوى لغة القلب ،، ولغة القلب لغة تتجاوز لغة الحواس،،

    فمقر الحروف هو القلب وخواطر القلوب تنتقل بلا واسطة وتتعارف بلا لغة ،، ومن هناك سيبدء رحلة تعرفه على الحروف،، أو القوى الكونية الأولى المنطوية في كل المخلوقات صغيرها وكبيرها

    من قلب أمّه سيبدء الطفل بالتعرف على صورة الخلق الثاني للحروف حيث لا وزن لها ولا لون، لكنها بالنسبة إليه حينها مسموعة فقط تحاوره وتناغيه وتسلّيه من قلبها ويسمعها بقلبه

    وشيئا فشيئا ومع مرور الأيام سيتعرف على الخلق الثالث للحروف ما كان من الأنواع كلها محسوسا ملموسا ذا ذوق منظورا إليه

    فكل ما نراه ونسمعه ونحسّه ونشعر به ونصنعه ونعيشه ونستمتع ونتعذب به هو درجات الصور المختلفة لتلك الحروف التي خلقها الله أوّل ما خلق ،، وهي نفسها تلك القوى الأولى التي أوجدها الله بالبداية والتي منها سيبدء ينتشر ويتفرع الوعي بالأنا والأنت وبنحن وهم وكلنا

    هذه الحروف أو القوى الإلهية الكونية تعمل كلها سوية بشكل متزامن وكوحدة واحدة

    ولقد تعرّف إليها الانسان من بداية وجوده على الأرض ووصل لحتمية وجودها قبل ظهور الخلق ،،، حيث نجد أن ذكرها مسطورا في أبجديات أديان حضارات أقدم الشعوب الموجودة على الأرض ،،، مثل ،،، حضارة الفراعنة في مصر، والحضارة الهندية،،

    ففي كتاب اليوجا المصرى (الجزء الأول) — فلسفة التنوير “المعرفة الروحانية” — تأليف : الكاتب الأمريكى دكتور مواتا آشبى وترجمة : صفاء محمد

    جاء ذكر هذه القوى الكونية في اكثر من مكان فيه ،، وتبين منه ان العقيدة بهذه القوى الالهية الكونية كانت تلعب دور كبير جدا في عقيدة الفراعنة ،، وكانوا يدعونها “النترو” ،، وهنا أقتبس لك هذه المقولة من الكتاب عن “النترو”

    إقتباس
    ((((( من هم النترو ؟ :-
    النترو (Neteru) هم القوى الكونية أو الكيانات الالهية التى أخرجت الكون للوجود. المفرد منها “نتر” , و الجمع “نترو”.

    و هم ليسوا كائنات منفصلة عن الاله الواحد “نتر – نترو” (رب الأرباب / الروح الأسمى) , و انما هم تعبير عن المشيئة الالهية.

    لا يمكن للنترو العمل بشكل منفصل , لأنهم لا يملكون ارادة منفصلة أو وعى منفصل عن الاله.

    فهم عبارة عن أوجه عديدة للعقل الكونى , تقوم بالتعبير عما يدور فى هذا العقل من أفكار.

    و هم الذين قاموا بنشأة الكون و تطوره , و هم موجودون أيضا داخل كل انسان , و داخل كل كائن حى.

    تعجز الروح الجاهلة عن ادراك وجود النترو داخلها و حولها ،،

    أما الروح المستنيرة ((التى اكتسبت معرفة روحانية)) فهى تعى وجود النترو و تتصل بها اتصالا مباشرا ,

    و هو اتصال ضرورى من أجل معرفة طريق العودة الى الأصل…. الى الروح الأسمى.

    لا أحد يعرف على وجه اليقين ما هو عدد النترو فى الكون. ربما كانوا ملايين الملايين , لأن كل مخلوق فى هذا الكون يعتبر “نتر” , لأنه أحد تجليات الاله. و كل انسان تسكنه قوة كونية هى تعبير عن الاله الواحد.

    و لكى يحيا الانسان فى تناغم مع كل النترو فى الكون عليه أن يضبط أفعاله لتأتى متناغمه مع النظام الكونى (الماعت). أما الأفعال التى تتنافى مع الماعت فعواقبها تكون وخيمة حسب قانون الكارما (كما زرعت , ستحصد).

    و الهدف الأسمى من رحلة الانسان على الأرض هى أن يحيا فى تناغم مع النظام الكونى , وبالتالى يصبح فى تناغم مع الذات العليا.)))))) ..إنتهى الإقتباس

    فــــالنترو أو الحروف أو القوى الكونية الأولى التي خلقها الله أول ما خلق وخلق منها بعد ذلك كل ما خلق إنما هي تعبير عن المشيئة الإلهية

    وما ذكره كتاب اليوجا المصرية عن النترو وما ذكرته الرواية السابقة عن الحروف جاء تلخيصه برواية رُويت عن لسان الإمام علي بن ابي طالب و الصادق و الرضا عليهم السلام وهي :

    (((عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال: خلق الله المشيئة بنفسها ثم خلق الاشياء بالمشيئة.)))

    وهذا سيعني أن المشيئة مستبطنة بكل الأشياء،، بل أن كل الأشياء إنّما هي صور متعددة من صور المشيئة

    سأحاول أن أقرب معنى أن الله خلق المشيئة بنفسها ثم خلق الاشياء بالمشيئة ،، لكن قبل أن أورد المثال سأورد رواية تكمل معنى المشيئة وتبيّن بعض أركانها الاولى

    عن يونس عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال :.. لا يكون إلاّ ما شاء الله وأراد وقدر وقضى. قلت : فما معنى شاء ؟ قال الامام عليه السلام : ابتداء الفعل. قلت : فما معنـى أراد ؟ قال الامام عليه السلام : الثبوت عليـه. قلت : فما معنى قدّر ؟ قال الامام عليه السلام : تقدير الشيء من طوله وعرضه. قلت : فما معنى قضى ؟ قال الامام عليه السلام : إذا قضى أمضاه، فذلك الذي لا مرد له. فابتداء الفعل هو أول ما يحصل من جانب الفاعل ويصدر عنه، وإرادة الفعل تعني الثبوت عليه. وتقدير الشيء يعني التخطيط له وهندسته. وقضاء الشيء يعني الامضاء الذي لا عودة فيه.

    والآن إلى المثل:

    ((إبتداء الفعل)) أردت أن أبرمج برنامج معين في حاسوب ما، وحين عقدت العزم على ذلك ((الثبوت عليه)) قدرت مقادير طول وعرض وهندسة وحدود بقاء وفناء ما شئت إظهاره من الأشياء في هذا البرنامج، فجميع هذه المقادير التي أنزلتها في البرنامج داخل الحاسوب هي بعض تجليات العلم الذي أختزنه بذاتي وشئت أن أتجلى به،

    بعد أن أكملت بمشيئتي مرحلة تقدير المقادير من طول وعرض وهندسة شئت أن أقضي باعتماد تلك المقادير التي قدرتها من قبل، فالقضاء هنا هو تجلّي لمشيئتي المعبرة عن ذاتي القادرة،

    وحتى هذه اللحظة فإن البرنامج لم يعمل ولم يفعّل بعد ولم تدب الحياة به رغم تكامل مقومات نجاحه،

    وهنا قررت أن أفعّـل هذا البرنامج

    فأمضيت ما قدرته فيه وقضيته بأن فعّلت البرنامج فدبت الحياة في هذا البرنامج من حينها وبدء بالعمل،

    فإمضائي للأقدار التي قدرتها والقضاء الذي قضيته هو تجلي لمشيئتي المعبرة عن ذاتي الحية

    فالقدر هو تجلي المشيئة المعبرة عن الذات بالعلم

    والقضاء هو تجلي المشيئة المعبرة عن الذات بالقدرة

    والإمضاء هو تجلي المشيئة المعبرة عن الذات بالحياة

    وهنا أناْ أصف مراحل تجليات مشيئتي أنا المخلوق الضعيف المحتاج، ولكن الخالق خلق الخلائق على غير مثال خلا من غيره، ولم يستعِن على خلقها بأحد من خلقه ((من كلام الإمام علي سلام الله عليه في التوحيد))

    مسألة أخرى ترتبط بما سبق وهي

    ما هو الإذن الإلهي وأين موقعه من ما سبق؟

    نحن نأكل بإذن الله ونشرب ونقوم ونقعد ونفعل جميع ما نفعل بإذن الله، وليس نحن فقط، بل لا تتحرك ذرة من مكانها أو في مكانها إلا بإذن الله، ولكن جميع ذلك يتم بالمقادير المقدرة عند الخلق تقديرا حكيما،

    ومن ضمن تلك المقادير خدمة تلك القوى الكونية بعضها للبعض الآخر وللمخلوقات أيضا ضمن ضوابط وقوانين محددة، وعندما أقول خدمة بعضها للبعض الآخر وللمخلوقات فإنني أستمد هذا المعنى من القول في دعاء كميل

    وَبِأَسْمائِكَ الَّتي مَلاَتْ اَرْكانَ كُلِّ شَيء،

    وأسمائه الَّتي مَلاَتْ اَرْكانَ كُلِّ شَيء هي القوى الكونية القائمة على تنفيذ أفعاله وإظهار خلقه وخدمتهم

    فتلك الأسماء التي ملئت أركان كل شيئ تخدم بعضها البعض وتعين بعضها الآخر ضمن نظام مقدر تقديرا دقيقا لإظهار الخلق وعملية الخلق ولخدمة الخلق للوصول لغاياتهم الخاصة لكل منهم ضمن المقادير المقدرة منذ البدء

    وهذا المعنى تجده في الحديث القدسي : ما زال العبد يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمعبه، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، لئن سألني أعطيته، وإن استعاذني لأعيذنّه

    فإذا وصل العبد إلى القدر الذي يحبه الله فستخدمه حينها باقي أسماء الله أو القوى الكونية القائمة على إدارة شؤون الوجود ((أي النترو أو الحروف))

    وعليه فالإذن الإلهي مستبطن داخل القدر الإلهي ويستحصله العبد من الله في كل آن يحتاجه العبد وليس شيئ غيره أو خارج عن مقاديره

    فهو ليس مثل أن يحصل الإبن من والده على الإذن للخروج من البيت في كل مرة أراد فيها الخروج،

    بل يشبهه إذا قال رب البيت لابنه : يمكنك الخروج في كل يوم إذا انتهيت من دراستك وانهاء فروضك المنزلية والمدرسية ، فالإذن مستبطن بالقدر

    فالإبن يكون مستحصلا على الإذن بمجرد أن يبلغ للمقادير التي حددها أبوه من البدء، فهو متى ما بلغها سيمكنه الخروج بدون أن يرجع لأبيه

    أما بالنسبة للأنبياء ورسل الله فهم قد بلغوا في عباداتهم للمقدار الذي أحبهم الله فحق لهم ضمن المقادير المقدرة أن تخدمهم جميع الأسماء الإلهية ،،، وكل حسب درجة قربه وعبادته،

    فمنهم من امتلك حرف، ومنهم من امتلك حرفين أو أربعة أو أربعة وعشرون حرفا،

    ومنهم من كان لهم كل حروف الإسم الأعظم إلاّ حرف واحد،

    ومنهم من هو التجلي الأكمل للإسم الأعظم
    .
    .
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين

    #1354
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الرقم “9” هو الساكن بالقلوب

    عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى خلق اسماً
    بالحروف غير منعوت،
    وباللفظ غير منطق،
    وبالشخص غير مجسد،
    وبالتشبية غير موصوف،
    وباللون غير مصبوغ،
    منفي عنه الاقطار،
    مبعد عنه الحدود،
    محجوب عنه حس كل متوهم،
    مستتر غير مستور،

    فجعله كلمة تامة
    على أربعة أجزاء معا
    ليس منها واحد قبل الآخر،

    فأظهر منها ثلاثة أسماء ………… لفاقة الخلق إليها،
    وحجب واحدا منها،

    وهو الاسم المكنون
    المخزون
    بهذه الاسماء الثلاثة
    التي اظهرت،

    فالظاهر هو ” الله وتبارك وسبحان ”

    لكل اسم من هذه أربعة أركان

    فذلك اثني عشر ركنا،

    ثم خلق لكل ركن منها ثلاثين اسما فعلا منسوبا إليها،

    فهو الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس ، الخالق، البارئ، المصور، الحي، القيوم، لا تأخذه سنة ولانوم، العليم، الخبير، السميع، البصير، الحكيم، العزيز، الجبار، المتكبر، العلي، العظيم، المقتدر، القادر، السلام، المؤمن، المهيمن، البارئ المنشئ، البديع، الرفيع، الجليل، الكريم، الرازق، المحيي، المميت، الباعث، الوارث

    فهذه الاسماء
    وما كان من الاسماء الحسنى
    حتى تتم ثلاث مائة وستين اسما
    فهي نسبة لهذه الاسماء الثلاثة ،

    وهذه الاسماء الثلاثة
    أركانٌ وحجبٌ
    للاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة،

    وذلك قوله عزوجل: ” قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى ” ………… انتهى .

    نهاية هذه الرواية الشريفة ترتبط بأولها وتفسره
    والرواية بجميع فقراتهh هي اجابة عن سؤال محتمل عن هويّة صاحب جميع الأسماء العظمى والحسنى

    فالآية الكريمة ” قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ

    فَلَهُ

    الأَسْمَاء الْحُسْنَى ”

    جائت للإجابة عن هذا السؤال المحتمل: من هو الذي له الأسماء الحسنى؟

    وهذه الرواية الشريفة بكل تفاصيلها والفاظها جائت للإجابة أيضا عن هذا السؤال

    ولن نتكلم هنا عن من هو الذي له الاسماء الحسنى لأن الكلام عنه ممتنع سوى القول أن مثاله مستبطن بجميع تلك الأسماء الحسنى ،،

    هنا سنتكلم عن الكلمة التامة أو عن الأسماء الثلاثة الظاهرة ،

    وعن أركانها الاثني عشر ،

    وعن أسماء أفعال الأركان الثلاثمائة والستون

    لنصل أخيرا للهويّة

    ،، فحديثنا عنها هو نفسه الحديث عن الهوية المستبطنة بجميع تلك الأسماء الحسنى ،، فجميعها هي مجرد مظاهر مختلفة له عددها 375 مظهر ،،

    360 + 12 + 3 = 375

    يمكننا أن نتخيل الشكل العام الذي يجمع جميع تلك الأسماء بمشكاة  ((spher))

    وهذه المشكاة او الكرة ينقسم محيطها الخارجي الى 360 قسم ،،

    اذا ما غطسنا لتحت سطح هذه الكرة أي لباطنها فإننا سنجد ان جذور هذه الأقسام الثلاثمائة والستون تتصل تكوينيا مع إثني عشر قسم أخرى ،،

    بحيث أن كل ثلاثين قسم من اقسام السطح الثلاثمائة والستون تتصل جذورها مع قسم واحد من الأقسام الاثني عشر في المستوى الباطني الأول

    واذا ما استمرينا بالغطس نحو مركز المشكاة أكثر،، فإننا سنجد أن جذور تلك الأقسام الإثني عشر تتصل مع ثلاثة أقسام رئيسية بحيث أن كل أربعة أقسام من الاثني عشر تتصل جذورها بقسم واحد من تلك الأقسام الثلاثة

    إذا استمرينا بالغطس للعمق نحو مركز المشكاة او مركز الكرة فإننا سنصل أخيرا إلى من الهوية المستبطنة بجميع تلك الأسماء الحسنى وهو الغائب المستتر عن الاذهان والاوهام والافكار والذي ستعجز الحروف والألفاظ والأوصاف والألوان والأوهام عن أن تصفه

    هذا الغائب المستتر عن الاذهان والاوهام والافكار يتعارف عليه أهل العلم والكلام بتعريف ابتدعوه من عندهم لشيء لم يقعوا له على أثر لكنهم أيقنوا عقلا من حتميّة وجوده، لأنهم شاهدوا أثاره فقط ،،

    فنفس هذا المؤثّر هم لم يشاهدوه، لكنهم شاهدوا آثاره فأيقنوا من وجوده

    فأطلقوا على هذا المجهول المستتر عن الاذهان والاوهام اسم “الثقب الأسود” ((Black hole)) ،،

    ونسبوا لهذا الثقب الأسود مقام الأحدية ((singularity))

    لأنه منه صدرت الثنائية ((Bilateral))

    أو القطبيّة ((polarity))

    أو الشيء وضده

    أو السالب والموجب

    أو الين واليانج

    او العقل والجهل

    تعددت الاسماء والمقصود بها هما نفسهما القطبين

    وكِلا القطبين مهما كان اسمهما لا بد أن يكون مصدرهما هو مصدر واحد، وهو المسمّى حسب التعبير العلمي بـ”الثقب الأسود”

    أما حسب تعبير الرواية الشريفة فهو الإسم الذي هو بالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد و و و…….

    ولو اعدنا النظر بهذا الوصف الوارد بالرواية فسنجد انه الوصف الامثل والأكمل للثقب الاسود او للفراغ او للمادة السوداء ،، فكلها تصف شيء واحد

    وهذان الإسمان المتضادان او هذان القطبان المتضادان الذين صدرا من الثقب الأسود هما ينجذبان لبعضهما البعض دائما وأبدا ،، تماما كما أن السالب ينجذب دائما للموجب والموجب ينجذب للسالب ،،

    فحيثما وجدنا الموجب سنجد السالب معه أيضا

    فلا بد لهما أن يجتمعان دائما وأبدا في كيان واحد ،، فيكوّنان مع بعضهما البعض كيان واحد له صفتين

    وحتى الأن نحن تكلمنا فقط عن المخلوقات ،، فحتى هذا الثقب الأسود الذي لم نقع له على أثر سوى بعقولنا والذي هو إسم بالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد ، لا بدّ له من خالق

    فإن كنّا عاجزين عن معرفة أي شيء عن نفس هذا الثقب الأسود المخلوق وكذلك عاجزين عن ان نصفه بأي صفة بأي لغة كانت ، فكيف لنا أن نعرف أي شيء عن خالقه أو حتى ان نصف خالقه ،،

    فالأفضل لنا حينها أن نصمت حياله ولا نتكلم عنه أبدا وهذا ما سنفعله ،، لأن الصمت حينها من ذهب ،، فالكلام فيه وعنه لن يورثنا الا الزندقة

    يقول أمير المؤمنين في خطبة التوحيد ،، والتي كلها نفي بنفي :

    سبق الاوقات كونه
    والعدم وجوده ((أي أن وجوده سابق لوجود العدم))
    والابتداء أزله . ((أي أن أوله سابق للابتداء))

    بتشعيره المشاعر علم أن لا مشعر له.
    وبتجهيره الجواهر علم أن لا جوهر له.
    و بإنشائه البرايا علم أن لا منشئ له.

    وبمضادته بين الامور عرف أن لا ضد له.
    وبمقارنته بين الاشياء علم أن لا قرين له ،
    ضاد النور بالظلمة والصرد بالحرور ،

    مؤلفا بين متعادياتها متقاربا بين متبايناتها،
    دالة بتفريقها على مفرقها وبتأليفها على مؤلفها،
    جعلها سبحانه دلائل على ربوبيته

    وشواهد على غيبته ونواطق عن حكمته
    إذ ينطق تكونهن عن حدثهن،
    ويخبرن بوجودهن عن عدمهم،

    وينبئن بتنقيلهن عن زوالهن
    ويعلن بافولهن أن لا افول لخالقهن،
    وذلك قوله جل ثناؤه: ” ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون”

    ففرق بين هاتين قبل وبعد ليُعلم أن لا قبل له ولا بعد،
    شاهدة بغرائزها أن لا غريزة لمغرزها
    دالة بتفاوتها أن لا تفاوت في مفاوتها،

    مخبرة بتوقيتها أن لا وقت لموقتها،
    حجب بعضها عن بعض ليعلم أن لا حجاب بينه وبينها،
    ثبت له معنى الربوبية إذ لا مربوب

    وحقيقة الالهية ولا مألوه
    وتأويل السمع ولا مسموع
    ومعنى العلم ولا معلوم

    ووجوب القدرة ولا مقدور عليه،
    ليس مذ خلق الخلق استحق اسم الخالق
    ولا بإحداثه البرايا استحق اسم البارئ

    فرقها لا من شئ
    وألفها لا بشئ
    وقدرها لا باهتمام،

    لا تقع الاوهام على كنهه
    ولا تحيط الافهام بذاته،
    ………………. (((حتى هنا يصف سلام الله عليه الضدين الذين خلقهما اول ما خلق))) …………………

    وفي مقطع آخر من نفس الخطبة قال :

    لا دين إلا بمعرفة
    ولا معرفة إلا بتصديق
    ولا تصديق إلا بتجريد التوحيد

    ولا توحيد إلا بالاخلاص
    ولا إخلاص مع التشبيه
    ولا نفى مع إثبات الصفات
    ولا تجريد إلا باستقصاء النفي كله، ….. إنتهى النقل

    فإننا لذلك كله يجب علينا أن نستقصي النفي كلّه لما قبل الثقب الأسود تماما كما أننا يجب علينا أن نستقصيه مع نفس الثقب الأسود،،

    لأن كل الصفات والاسماء هي للثقب الأسود المنطوي بها والذي منه صدرت المتضادات كلها

    هذا الثقب الأسود هو نور السماوات والأرض

    هو نور المتضادات ((السماوات والأرض))

    انه نور مظلم بالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسّد  و و و و
    ——
    الآن وبعد أن عرفنا بحتمية وجود الأقطاب دائما وابدا مع بعضهما البعض سنرجع للكلمة التامة ،، أي للمشكاة أو للكرة ذات الأقسام الظاهرة الثلاثمائة والستون ،،
    ونغطس لنرى الأقسام الخمسة عشرة الباطنة للمشكاة

    ونتعقّـل سادس عشرهم المنطوي بهم جميعهم والذي هو أيضا مصدرهم كلهم

    أي نتعقّـل الثقب الأسود

    لنقل ابتداءا أن الوحيد الذي لا قطب ولا ظهور له من جميع تلك الأسماء هو نفس الثقب الأسود فقط ،،

    فهو وحده من له مقام الأحديّة الباطنة (هذه الصفة سيتبين لنا معناها ان شاء الله لآحقا ) ويوجد أسم من الاسماء الثلاثة الظاهرة هو ايضا له مقام الأحدية لكن الاحدية الظاهرة (وهذه الصفة سيتبين لنا أيضا معناها ان شاء الله لآحقا )،،

    أمّا بقية الأسماء فكل اسم منها يجب أن يوجد معه قطبه داخل نفس المشكاة

    كيف يمكننا أن نتصور هذا الأمر؟

    هذه المشكاة تتكون من كيانين متطابقين على بعضهما البعض،،

    لكن لأنهما متضادان أو لأنهما قطبان متلازمان فإننا سندعوهما بإسمين مختلفين رغم انهما متطابقان زمكانيا

    وسندعوا الكيان الأول بـ”الزجاجة”

    أمّا الكيان الثاني فسندعوه بـ”المصباح”

    “الزجاجة”
    و”المصباح”

    “الزجاجة” و”المصباح” كلاهما متطابقان ومتداخلان مع وعلى بعضهما البعض زمكانيا فلا يمكن تفريق هذا من هذا

    تماما كما لو وضعنا مصباح وسط ماء ساكن صافي رقراق ،، فحينها فإننا لن يمكننا ان نعرف ايهما الماء وايهما ضياء المصباح،، فالماء كله ضياء والضياء كله ماء

    و”الزجاجة” لو نظرنا لها بمعزل عن جزئها الآخر أي عن المصباح فسنجد أنها مظلمة بطبيعتها في كل الأحوال ،، أمّا “المصباح” فهو منير بطبعه في كل الأحوال ،، فهما قطبان

    وإحداهما هي الأنثى والآخر هو الذكر ،، أحدهما هو الموجب والآخر هو سالب ،، احدهما هو الين والآخر هو اليانج …….

    ولأن من طبيعة المشكاة هو المشابهة لرحم الأنثى ،، فلذلك يمكننا أن نقول أن المشكاة هي الأنثى والمصباح هو الذكر

    وقبل أن نستمر بتبيان ما نكتب هذه السطور من اجل تبيانه سنلقي أولا نظرة سريعة على الرسم التوضيحي المرفق ،،

    وهو يتعلق بالاسس الفكرية التي تقوم عليها الهندسة المقدّسة ،، والتي هي تتكلم أيضا عن نفس الكلمة التامة وعن الأسماء الحسنى المذكورة بهذه الرواية لكن بمفردات واشكال هندسيّة وبأرقام ومعادلات رياضيّة

    في الرسم التوضيح المرفق نرى الاشكال الافلاطونية الأساسية الخمسة والمعتمدة في الهندسة المقدسة ،،

    وأبسط تلك الأشكال الهندسية هو الشكل الاول بالقائمة وهو شكل التيتراهيدرون

    وبعده سنرى أربعة أشكال هندسية سيبدو لنا وللوهلة الاولى أنها مختلفة ولا تربطها علاقة ببعضها البعض

    لكن لو دققنا بالارقام التي تبين لنا مزايا زوايا وحروف تلك الاشكال الهندسية الأربعة سيتبين لنا انهما يشكّلان مع بعضهما البعض زوجان متناظران ،، فزوايا واطراف كل زوج منهما متناظران بشكل كامل

    فزوايا واطراف المكعب الثماني ذو الاركان الإثني عشر hexahedron

    تناظر

    زوايا واطراف الثماني الآخر ذو الاركان الإثني عشر octahedron

    وزوايا واطراف الشكل الثلاثيني الاركان  dodecahedron

    تناظر

    زوايا واطراف الشكل الثلاثيني الأركان الآخر icosahedron

    في الهندسة المقدسة تعتبر أبسط الاشكال الهندسية بها هي أعظمها على الإطلاق ،، لأنها تّعتبر هي اللبنة الاساس لبناء جميع الأشكال الهندسية الأخرى

    وأبسط الأشكال الهندسية الافلاطونية التي تعتمدها الهندسة المقدسة هو شكل التيتراهيدرون

    وهو شكل يتكون من أربعة قمم ،، وأربعة وجوه ،، وستة حروف ،، كما هو واضح لنا بالصورة المرفقة

    اذا اردنا ان نزاوج بين ما تريد الهندسة المقدسة قوله وبين هذه الرواية التي افتتحنا بها هذا الموضوع سنقول أن شكل التيتراهيدرون الرباعي الوجوه والقمم المذكور في الهندسة المقدسة ، يقابله في هذه الرواية الشريفة أحد اسماء الكلمة التامة التي هي على أربعة أجزاء معا ليس منها واحد قبل الآخر،

    والتي أظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها، وحجب واحدا منها، وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة التي أُظهرت،

    لو لآحظنا سنجد أن هذا الشكل لا يوجد له ضد أو نظير في بقية الأشكال الخمسة ،، بل وسنجد أنه منطوي كذلك في جميع الأشكال الأخرى ،،

    اذا ما عدنا للرواية  ولما قلناه من أنه لا يوجد في عالم الظهور الا للمتضادات ، او للمتقابلات ،، فما هو إذن  موقع الإسم الظاهر الثالث ،، فعلى اعتبار ان اثنين منهما هما المتقابلان ، او المتضادان ،،

    فما هو موقع الاسم الثالث من الاعراب هنا؟

    ما هي علاقته بالاسمين المتضادين؟

    هل هو خاضع لأحدهما او لكلاهما؟

    أم انهما كلاهما خاضعين له ومعتمدين عليه كليا في وجودهما؟

    إذا نظرنا أو التفتنا للاسماء الثلاثة الظاهرة فقط ، فإن نجمة التيتراهيدرون المفردة ستكون هي الإسم الثالث الظاهر والذي لا نظير او لا ضدّ له على الإطلاق ،،

    لكن هذا الإسم الظاهر عندما يتضاعف وتتركب مضاعفاته مع بعضها البعض ستظهر حينها فقط المتضادات او النظائر

    فهذه النجمة التيتراهيدرون أو هذا الاسم الظاهر منطوي في جميع الاشكال والاسماء تماما كما ينطوي الرقم واحد في جميع الاعداد

    فالواحد ينطوي بالأعداد الزوجية ويكوّنها تماما وبنفس الصورة التي ينطوي بها بالاعدد الفردية ويكونها

    وهو ينطوي كذلك بالاعداد السالبة بنفس الطريقة التي ينطوي بها بالاعداد الموجبة

    ونجمة التيتراهيدرون بالاشكال الهندسية الافلاطونية يقابلها بالاعداد العدد واحد (1) الذي لا شبيه له ولا عديل في بقية الارقام كلها

    فكلها تبدء منه
    وكلها تتكون منه أيضا

    وهكذا هي أيضا نجمة التيتراهيدرون في الهندسة المقدسة

    فهي أصل جميع الأشكال الإفلاطونية وهي كذلك منطوية بها كلها ،، وهي أيضا كلها ناتجة من مضاعفة أعداد هذه النجمة في كيانها

    فالاسم الثالث الظاهر هو ظاهر من خلال ظهور الاسمين الآخرين ،،

    يمكننا أن نقول أنهما إسمين أو صورتين ظاهرتين ومتناظرتين للاسم الثالث ،،

    او انهما كوجهي العملة ، فهما وجهان مختلفن لكنهم ينسبان لعملة واحدة ،،

    فهما وجهان لعملة واحدة

    أو يمكننا أن نقول أنهما مثل جناحي الصقر المتناظرين ،،

    جناح يمين
    وجناح يسار

    وكلا الجناحين يؤديان نفس المهمة بالنسبة للصقر ،،

    وعندما يطير الصقر فهو لا يقول اطير باليمين ولا اطير بالشمال ،، لأن اليمين جيد واليسار غير جيد

    ولو فعل الصقر ذلك فسيبقى يدور بمكانه ،،

    لأنه يعرف أن كلاهما بنفس الاهمية بالنسبة له ،، وأنهما كلاهما يؤديان نفس المهمة الواحدة ،، فلذلك فانه لا يحكم عليهما احكام مختلفة فيقول الجناح الأيمن افضل من الجناح الأيسر

    ونحن كذلك عندما ننظر لأيدينا مُجرِدِينَ أنفسنا عن الاحكام المسبقة والمملاة علينا من مختلف الجهات فإننا سنحكم انهما كلاهما بنفس الاهمية لنا وبدون مفاضلة بينهما على الاطلاق

    نعود مرة أخرى للاسم الظاهر الثالث وللاسمين الذين ظهر من خلالهما ،، فهما جناحاه ،،

    وهما هو
    وهو هما أيضا

    وهكذا هي نجمة التيتراهيدرون عندما تنظر لبقية الأشكال

    فهي ترى نفسها فيها كلها مهما كانت تلك الاشكال الظتهرة متناظرة ومختلفة عن بعضها البعض

    إذا توقفنا بالفكر عند هذا الثالوث ولم نتجاوزه ،، أو عند هذه الأسماء الثلاثة الظاهرة فقط ولم نتجاوزها ،، سنقع في مطبات فكرية وعقائدية كبيرة سيصعب علينا حلها ،،

    ((شخصيا بعد متابعتي لم أجد من وقف عند هذه الاسماء الثلاثة))

    لكن توجد صعوبة كبيرة جدا لمن يريد شرح ما سياتي بعدها من المعاني بالكلمات فقط ،،

    فالكلمات وحدها لا يمكنها ان تُوصل هذا المعنى لعقول لم تتعود أن تتخيل هذه الكلمات بصور عقلية وهندسية ورقمية وفلسفية

    نعود لموضوعنا ،، نجمة التيتراهيدرون والتي قلنا أنها هي الإسم الثالث الظاهر ، والذي ظهوره تم من خلال ظهور الاسمين المتناظرين الآخرين

    فهو موجود بالحر وموجود بالبرد

    موجود بالنور وبالظلام

    وبالحب والكره

    وبالعطف وبالقسوة

    أجمالا هو ظهر من خلال ظهور العقل وظهور الجهل
    ومن خلال ظهور جميع جنود العقل وجميع جنود الجهل كذلك

    رواية جنود العقل والجهل ظاهرها يحاول ان يصف لنا مسألة أخلاقية علّنا نستفيد منها في حياتنا ،، لأننا كنفوس تعيش تجربة مادية مركبين منهما كلاهما أيضا ،،

    لكن باطن هذه الرواية يصف لنا أيضا شيء فيزيائي ،، من حيث انها تصف لنا أول لبنات الخلق وأول ما خلقه الله تبارك وتعالى من نوره

    وهذا الموضوع سنفرد له موضوع مستقل ان شاء الله

    لنعود مرة أخرى لنجمة التيتراهيدرون ونسأل :

    إن كانت نجمة التيتراهيدرون هي الإسم الثالث الظاهر ،، وأنها المنطوية والظاهرة في الإسمين الظاهرين الأخريين

    فأين هو ذكر ومحل الإسم الرابع المنطوي بجميع الأسماء الثلاثة الظاهرة كما تقول الرواية؟

    حسب فهمي ومتابعتي فإن شروحات الهندسة المقدسة من خلال الاشكال الإفلاطونية لم تتعرض لبيان هذه المسألة نهائيا،،

    ربما لم تعتبرها موجودة ،،

    وربما لم أنتبه لها أنا

    وهذا احتمال وارد جدا ،،

    فلا ادعي الخبرة بالهندسة المقدسة لكنني اجمالا اقول انني افهم ماذا تريد أن تقول

    لكن نفس الهندسة المقدسة من خلال شروحاتها لزهرة الحياة اظهرت لنا وبشكل واضح جدا موقع الإسم الرابع وكيفية انطوائه بجميع الأسماء

    فهي بدأت به هناك ،،

    لقد بدأت به كنقطة موجودة مع ووسط الدائرة الكبيرة ،، التي تحركت داخلها لتشكل داخلها ستة دوائر ، ليصبح المجموع حينها سبعة دوائر ،،

    واحدة كبيرة وستة داخلها ،،

    وهو (النقطة) منطوي في جميع الدوائر مشكلا ما يطلق عليه “بذرة الحياة”

    في أبجديات هندسة زهرة الحياة نجد أن بذرة الحياة التي تحوي السداسية داخلها هي الشكل الأسمى والأول ،، واللبنة الاولى التي بنت عليها ومنها جميع بقية اركان زهرة الحياة

    في الأشكال الافلاطونية نجد بها أن الشكل الذي يقابل شكل بذرة الحياة السداسية هو نجمة التيتراهيدرون سداسية الأضلاع

    وكلاهما يلعبان نفس الدور في كلا العِلمين ،، فهما اللبنة الأساسية لكلا العِلمين ،،

    وحولهما بنى العلمان جميع ابجدياتهما

    الفرق أن علم زهرة الحياة يحوى داخله مفهوم الأسم الرابع المنطوي في جميع الدوائر الجزئية والكلية

    ماركو رودن أكمل لنا الصورة وحدد لنا من هو المنطوي بجميع تلك الدوائر ونجمات التيتراهيدرون التي تشكّل منها الوجود بجميع اشكاله الطبيعية الظاهرة

    وقال إنه الرقم “9”

    من هو الرقم “9” يا ماركو رودن؟

    أجابنا فقال أن الوجود كله يعيش على محيط ثقب أسود،، وعندما نقول محيط فهو محيط بنا من كل الجهات بلا استثناء ،، بحيث أننا نعيش على محيطه وداخله أيضا ،، هذا الثقب الأسود هو حسب فهمي له هو نفسه العقل الكوني الذي له رؤوس بعدد الخلائق

    نعود للرقم “9” ،، من هو الرقم “9” يا ماركو رودن؟

    انه الإسم الرابع المستبطن في كل ذرة من ذرات الوجود وما هو أصغر ،،

    إنه النافذة التي يطل بها عالم المادة ويتصل بها بالثقب الأسود

    انه النافذة التي يستمد كل العالم طاقته من الثقب الأسود من خلاله

    الرقم “9” هو ثقب أسود منه تصدر كل ذرة بالعالم المادي وتعي بنفسها ووجودها من خلاله

    الرقم “9” هو المنطوي بنجمة التيتراهيدرون

    الرقم “9” هو المنطوي بكل بتلات زهرة الحياة ونواتها

    الرقم “9” هو الرقم صفر الذي ينطوي بكل الأعداد رغم انه ليس بعدد

    الرقم “9” هو اسم مخلوق بالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد، وبالتشبية غير موصوف، وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور،

    إنه الإسم المخلوق الذي انطوى بالأسماء الثلاثة الظاهرة

    الرقم “9” هو النقطة التي كثّرها الجاهلون

    الرقم “9” هو الرابط ما بين الوجود والعدم (الثقب الاسود)

    الرقم “9” هو الساكن بالقلوب

    الرقم “9” هو سفير العدم في الوجود

    الرقم “9” هو مثاله الذي القاه في مخلوقاته التي خلقها منه واستبطنه فيها

    والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين محمد وآله الطاهرين

Viewing 3 replies - 1 through 3 (of 3 total)
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.