*63* الكونداليني الذي لا ينام

الكونداليني الذي لا ينام = النفس الكلية الالهية التي لا تنام
.

رسالة وصلتني من أحد الإخوة الكرام سئلني بها عدة أسئلة أحببت أن أشارك الجميع سؤال منها واجابتي عليه

((أما بعد فإنني احتاجك ناصحا لي في بعض الأمور منها إيقاظ الكاندوليني ))

وجوابي على هذا السؤال هو التالي :ـ

أخي الكريم إن التعبير بـ “إيقاظ الكونداليني” أعتبره تعبير خاطئ او مضلل ولا يعبر عن حقيقة الكونداليني وعلاقته الحقيقية مع الانسان ،،ـ

فعندما نقول أننا نريد او اننا نرغب بأن نوقظه ،، فنحن نعتقد معها انه نائم ويحتاج لمن يوقظه ،،ـ

والواقع انه لا ينام أبدا أبدا ،،ـ

فهو اسم او رسول قوة الحياة الكامنة بك وبي وبالجميع ،،ـ

فهو مستيقظ على الدوام ،،ـ

على الدوام بلا استثناء

ونحن هم النيام ،، ـ

فمن خلال تجربتي مع الكونداليني عرفت أنه كان هو المسؤل عن عدة اشياء كانت تحدث لي طوال حياتي ،، وهي تحدث مع أغلب الناس أيضا ولكنهم مثلي لم يكونوا يعرفون سببها وربما أسموها او عللوها تعليلات مختلفة

فمثلا:ـ

ـ1-  أن تضع المنبه عند رأسك ولكنك تصحو من النوم غالبا قبل أن يدق المنبه بدقيقة أو دقيقتين؟

هذا من عمل الكونداليني

ـ2- تستيقض مع صلاة الفجر بدون منبه؟

هذا من عمل الكونداليني

ـ3- تتذكر اشياء بدون مناسبة وكنت غافل عنها فيما سبق

هذا من عمل الكونداليني

ـ4- تستطيع النوم في أصعب الظروف وبمجرد أن تنوي النوم؟

هذا من عمل الكونداليني

ـ5- دائما قبل ان يصل اخوك او اختك او احد اصدقائك او معارفك للبيت تتوقع حضوره وكانه يوجد من يوحي لك دائما بذلك؟

هذا من عمل الكونداليني

ـ6- في الحالات التي تكون بها بوضع حرج او خطر تشعر بتنبه حواسك كلها فحتى لو كنت غارق في النوم وبمجرد ان يتحرك احد من حولك تفتح عينيك بشكل لا ارادي؟

هذا من عمل الكونداليني

ـ7- الأحلام الواضحة جدا وتستيقض بعدها مباشرة وفي عقلك يدور تسائل او توضيح لمعنى الحلم

هذا من عمل الكونداليني

ـ8- تنوي ان تذهب غدا صباحا لمكان لعمل امر ما، لكن في الصباح وعلى غير العادة لا تستيقض حتى مع المنبه ،، وتكتشف فيما بعد انه كان من مصلحتك أنك لم تذهب

هذا من عمل الكونداليني

ـ9- تقرء الفنجان؟ تقرء الطالع؟ تقرء الرمل؟

هذا من عمل الكونداليني

ـ10 – تشعر بعض الأحيان ان قوة ما قد أخرجتك من ورطة كبيرة في موقف معين غيرت به تصرفك على غير عادتك، او أن غيرك تصرف به على غير عادته؟

هذا من عمل الكونداليني

ـ11- تسير لوحدك وتشعر انه يوجد معك غيرك؟

هذا من عمل الكونداليني

12- تصلي وحين تدعو وتقنت تشعر بثقل وحركة متموجة في كفيك؟
هذا من عمل الكونداليني

ـ13- تشعر كمن يحرك بعض شعرات رأسك او بعض شعرات ظهرك او صدرك او يلامس خدّك او رأسك رغم ان الهواء ساكن ؟

هذا من عمل الكونداليني

ـ14- تسمع احدهم يكلمك او يخبرك بأشياء تدور من حولك ويحذرك منها، مثل مكيدة تحاك لك في الظلام او غير ذلك؟

هذا من عمل الكونداليني

ـ15- في بعض المواقف ترمش جفونك بقوة وسرعة كبيرة على غير العادة؟

هذا من عمل الكونداليني

ـ16- احيانا تغمز لا عن ارادتك وبمواقف ربما تكون محرجة لك؟

هذا من عمل الكونداليني

17- ابتسامة لا إرادية تنطبع دائما على وجهك في مواقف معينة تكشف ما بمكنونك اتجاهها؟
هذا من عمل الكونداليني

ـ18- تقول لا إراديا أشياء او كلمات تعبر عنها بزلة لسان غير مقصودة بينما هي الحقيقة قد خرجت على لسانك رغما عنك وفضحتك على رؤوس الأشهاد؟

هذا من عمل الكونداليني

ـ19- تسمع أشياء لا تملك لها تفسير الا ان العصفورة اخبرتك بها؟

هذا من عمل الكونداليني

وتوجد اشياء أخرى كثيرة يتداخل بها الكونداليني على الدوام مع كل واحد منّا لكننا لا نعرف كيف حصلت معنا او لماذا حصلت لنا

ولن ابالغ لو قلت ان الكونداليني له علاقة لاختيار ابوي لاسمي الذي يعرفني من حولي به ،، ولاختياري اسم أيثري الذي تعرفونني به

ولماذا ساختار هذه الفتاة لكي اتزوجها وتلك لن اطيق النظر لها او حتى الاستماع لصوتها

ولماذا ارتاح لفلان من اول نظرة ولقاء بينما الاخر سانفر منه من اول لقاء ولن يعجبني مخالطته والجلوس معه

الكونداليني مسؤول على الأرض بتنفيذ الخطة التي تختارها لك نفسك العليا في السماء لتعيشها أنت بحذافيرها وليس غيرها

فدخولك من هذا الباب وليس من غيره ليس صدفة

واصابتك بهذا المرض وليس بغيره ايضا ليس صدفة

كل شيء نمر به بحياتنا يتم التخطيط له من قبل انفسنا العليا ،، أمّا كيف سنتصرف في تلك المواقف فهذا الامر نحن نقرره

والكونداليني يحرص على تنفيذ تلك الخطط وتسييرنا بدون شعور نحو تلك المواقف ويوحي لنا باختيارها هي دون غيرها فنختارها نحن وندخل بها بارادتنا

والكونداليني هو الجزء المستيقظ منّا على الدوام ،، فهو الجزء الذي لا ينام أبدا ولا يغفل أبدا

فالنفس الناطقة القدسية عندما تقترن مع النفس الحسية الحيوانية تكون كما لو انها أُلبِسَت قناع الغفلة ((ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ)) ،، فتبدء بالنوم والغفلة والشعور بالضعف والنقص معه

لكن الكونداليني لا يتأثر بهذا القناع ،، انه الجزء المستيقظ والواعي على الدوام

فالوضع على مسرح الحياة ليس كما هو على مسرح الأوبرا ،، فعلى مسرح الحياة ليس كل ما نقوله ونفعله نتلقنه تلقينا كما يلقن ذلك الملقن الذي يجلس في فجوة في مقدمة المسرح المؤدين بكل ما يجب ان يقولوه ويفعلوه

ففي مسرح الحياة دور الكونداليني هو ان يتلقى من النفس العليا خطة حياتي التي يجب ان امر بها ويوجهني لها بالايحاء ،، هذه هي وظيفته

أما ماذا سأفعل أو ماذا سأقول حين أدخل بتلك المواقف التي اوحى لي بالدخول بها فالكونداليني سيصمت ولن يتدخل أبدا ،، فهذا هو دوري ووظيفتي

نستطيع أن نقول ان الكونداليني هو عين النفس العليا الموجودة مع كل انسان، فتوجهه نحو تمام الخطة الموضوعة له ،، فكل ما جرى ويجري وسيجري له بحياته لا يوجد به صدفة أبدا

فمَا أَصَابَه بحياته لَمْ يَكُنْ ليُخْطِئه ، وَمَا أَخْطَأه بها لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبه

فتعامل أخي الكريم مع الكونداليني على انه مستيقظ دائما وابدا

وتعامل مع نفسك على اساس انك انت النائم وانك انت من يجب عليك ان تستيقظ

فاذا استيقظت ستكتشف ان الكونداليني أيضا مستيقظ وأن نفسك العليا ايضا مستيقظة ،، وستعيش حينها حال الوصال والاتصال مع الله الذي لا تنام له عين

وستعبد الله بجسد روحه معلقة بالملاء الأعلى

روى العلامة الطريحي رحمه الله في «منتخبه»عن الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) حيث قال :ـ

أيُّها الناس اِعلموُا وتَيقّنوُا أن لنا مع كل ولي لنا أعيناً ناظرة لا تَشبهَ أعيُن الناس ،
وفيها نورٌ من نور الله

وحكمة من حكم الله تعالى
ليسَ للشيطان فيها نصيب

وكل بعيد منها قريب
وان لنا مع كل ولي لنا أعيناً ناظرة

وألسناً ناطقة
وقلوباً وافية

وليسَ يخفى علينا شيء من أعمالكم وأقوالكم وأفعالكم

بدليل قوله تعالى : (وقل اعمَلوُا فسيَرى الله عملكم ورسُوله والمؤمنون)ـ

ولو لم يكن كذلك ما كان لنا على الناس فضل .ـ….إنتهى