*66* زهرة الحياة

شجرة الحياة المنطوية في زهرة الحياة هي شجرة محمد وآل محمد

وبدون معرفة سر وأسرار زهرة الحياة لا يمكن الوصول أبدا لسر شجرة الحياة

ولذلك فإن على معرفة زهرة الحياة دارت القرون الأولى ،، هذا ما يثبته لنا التاريخ والآثار الكثيرة لمختلف الأمم والمجتمعات والحضارات القديمة والموغلة في القدم كذلك
.
.

” يا علي: الناس من شجر شتى ، و أنا و أنت من شجرة واحدة ”

هذا المعنى العميق جدا جدا جدا عن حقيقة محمد وعليّ وآلهما صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين مروي بأكثر من صيغة ،، وبأسانيد ومصادر عديدة جدا سواء في كتب حديث مدرسة الصحابة او في كتب حديث مدرسة أهل البيت عليهم السلام

” يا علي: الناس من شجر شتى ، و أنا و أنت من شجرة واحدة ”

لو أخذنا هذا الحديث أو هذا المعنى العميق وحاولنا أن نتصوره ماديا وعلى أي مستوى من مستويات المادة وفي أي بعد من الأبعاد المادية للكون والتي يمكن لنا ان نتصورها ،،

فإننا مهما حاولنا ذلك لن نستطيع أن نخلق له بعقولنا أي صورة قابلة للوصف ويصدّق الوصف بها ألفاظ هذه الرواية الشريفة ويكون بها الرسول وعليّ من شجرة واحدة وباقي الناس من أشجار شتى

وعندما نرى أن رسول الله صلى الله عليه وآله والذي نعتقد أنه ((وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى () إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)) قد نطق بهذه المعاني العميقة باكثر من لفظ وباكثر من مناسبة وبحضور اناس مختلفين ،، فلا بد لنا على الاقل أن نحاول أن نفهم ماذا كان يريد صلى الله عليه وآله أن ينقله لعقولنا ووجداننا وقلوبنا من المعاني من خلال هذه الكلمات

المسلمون الأوائل لم ينكروا عليه صلى الله عليه وآله هذه الاقوال ،، بل وفهموا منه انه يشير بها لمعاني أبعد وأعمق من المعاني المادية،

فرواة السير والأحاديث لم ينقلوا لنا أن أحد من الموجودين من حوله قد أنكر هذا القول منه أو قد اعترض عليه أو حتى قد ناقشه بكيف تقول ذلك وانت وعمّك أبوطالب وابوك عبدالله وامّك آمنة كلكم من شجرة واحدة كانت وستبقى من بعدك ما شاء الله لها البقاء

أقول أن الواقع يقول لنا أنه لم يعترض احد منهم حينها على هذا القول لانهم فهموا انه يريد منه معاني أخرى هي اعمق وابعد من المعاني المادية المتداولة ،، تماما كما انهم أخذوا روايات خلق نوره قبل الخلق على ما هي عليه وفهموا منه انما حديثه عنها هو الحديث عن العلل الإولى للخلق ،،

فكيف يمكننا أن نوفق بين قوله صلى الله عليه وآله في رواية جابر ((نور نبيك يا جابر خلقه الله ثم خلق منه كل خير)) ،

وبين قوله ” يا علي: الناس من شجر شتى ، و أنا و أنت من شجرة واحدة ”

لو أردنا ان نزواج ما بين الرواية الاولى والثانية سنقول أن أشجار باقي الناس في الرواية الثانية هم جزء من كلّ خير في الرواية الأولى

وبالتالي فإن الأشجار الشتى التي الناس منها في الرواية الثانية
ستكون مخلوقة من الشجرة التي محمد وعليّ صلوات الله وسلامه عليهما منها

فشجرة محمد وآل محمد في الأشجار الشتى
وغصون وفروع وثمار شجرة محمد وآل محمد موجودة في أصل تكوين وأصل وجود كل الغصون والفروع والثمار لكلّ الأشجار الشتى

فشجرة محمد وآل محمد فرعها بفروع الأشجار الشتى
ولقاحها بلقاح الأشجار الشتى
واغصانها باغصان الأشجار الشتى
وثمارها بثمار الأشجار الشتى

بِأَبِي أَنْتُمْ وَ أُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي يا شجرة محمد وآل محمد فــ
ذِكْرُكُمْ فِي الذَّاكِرِينَ ،وَأَسْمَاؤُكُمْ فِي الْأَسْمَاءِ ، وَأَجْسَادُكُمْ فِي الْأَجْسَادِ ، وَأَرْوَاحُكُمْ فِي الْأَرْوَاحِ ، وَأَنْفُسُكُمْ فِي النُّفُوسِ ، وَآثَارُكُمْ فِي الْآثَارِ ، وَقُبُورُكُمْ فِي الْقُبُورِ

زهرة الحياة هي فاطمة الزهراء وشجرة الحياة المنطوية في فاطمة الزهراء هي شجرة محمد وآل محمد

وبدون معرفة سر وأسرار سيدتنا ومولاتنا فلن يمكننا الوصول أبدا لسر شجرة الحياة

ولذلك فإن على معرفة فاطمة الزهراء دارت قصص ألف ألف آدم سابقين
وستدور على معرفتها قصص كل آدم جديد بعد آدم قديم الى أبد الآبدين

و ستبقى تدور على معرفتها القرون القادمة
كما دارت على معرفتها كل القرون السابقة