*67* مثال الاسم المكنون سر الله موجود مع كل انسان

  • Creator
    Topic
  • #1362
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مثال الاسم المكنون سر الله موجود مع كل انسان

    في ظل ما اقوله واردده في كلامي في الكثير من المواضيع والردود أن مثال الاسم المكنون سر الله موجود مع كل انسان بل وانه يسكن بقلب كل خلية من خلايا الانسان وكل ذرة من ذرات الوجود وما هو أصغر منها كذلك

    تحت ظل هذه الكلمات والادعاءات قد تشع أو قد تستريح وتعشعش الكثير من الاستفسارات والاعتراضات من بعض الاخوة الكرام

    مثل:ـ

    ان كان الساكن في القلب
    هو الامام
    أو هو الاسم المكنون
    او هو مثال الاسم المكنون

    على اختلاف تعبيراتك وادعاءاتك في كتاباتك وتعليقاتك فلماذا لا يفيض بأثره وعلمه وحكمته على تلك الخلائق التي يسكن بقلوبها؟

    لماذا لا يتحقق لهم إذن القدر المعقول الأدنى من الفهم والعلم لتكون لهم عَلى الأَعْداءِ ناصِرة وَعَلى المَخازِي وَالعُيُوبِ ساتِرة وَمِنَ البَلاءِ وَاقِية وَعَنْ المعاصِي عاصِمة

    وإن كان الاسم المكنون يسكن بقلب العاصي والمعصوم فلماذا أصبح المعصوم معصوما والعاصي عاصيا؟

    وما الفرق بين سلوكه في قلب المعصوم وسلوكه في قلب غير المعصوم؟

    هذه الاسئلة وما يشابهها يجيبنا عنها أمير المؤمنين عليه السلام بابلغ لسان وبأوضح بيان وسنعرفه من بعض حديثه عليه الصلاة وله التسليم مع طارقَ بن شهاب عن مقامِ الإمامةِ والإمام ،،ـ

    وسأنقل لكم من هذا الحديث فقط ما به الاجابة عن ما نبحث عنه رغم ان الحديث كله جميل وغاية في الجمال

    ـ……….والإمامُ يجبُ أنْ يكونَ
    عَالماً لا يَجهل
    وشُجَاعاً لا يَنكل

    لا يَعلو عليهِ حسبٌ
    ولا يُدانيه نَسب

    فهو في الذُّروة مِنْ قُريش
    والشَّرَف مِنْ هاشم
    والبقيَّةِ مِنْ إبراهيم

    والنَّهج مِنْ النَّبع الكريم
    والنَّفْس منْ الرَّسولِ
    والرّضى منْ الله
    والقولِ عن الله.ـ

    فهو شَرَفُ الأشرافِ
    والفَرعُ مِنْ عبْدِ مناف

    عالمٌ بالسَّياسة
    قائم بالرَّياسة
    مُفترض الطَّاعةِ إلى يوم السَّاعة

    ـ(((((((((((أودعَ اللهُ قلبهُ سِرّه))))))))))) ـ
    ـ(((((((((((وأطلقَ بهِ لسانهُ )))))))))))ـ
    ـ(((((((((((فَهُو مَعصومٌ مُوّفق)))))))))))ـ

    لَيس بِجَبانٍ ولا جاهل …………….إنتهى النقل

    من الفقرات الأخيرة التي وضعتها بين اقواس يتبين لنا الفرق بين الامام المعصوم المفترض الطاعة وبين غيره من الناس

    فسر الله رغم انه مودع في قلوب كل المخلوقات كما افهمه واعتقد به ،، لكنه مُطلق اللسان فقط في قلب الامام، ولذلك فإن الإمام مَعصومٌ عن الخطأ في القول لأن المتحدّث حقيقة من على لسانه هو سر الله المكنون في قلبه

    وهو كذلك موفّق في أفعاله كلها لأنها أفعال مثال السر المكنون في قلبه

    فالرسول معصوم لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ،، لأن سرّ الله المكنون في قلبه هو الناطق الحقيقي من على لسانه

    وهو موفّق في أفعاله لأن سر الله المكنون في قلبه هو الفاعل الحقيقي من خلال بدنه الشريف

    وحين وفِّق أمير المؤمنين لخلع باب خيبر رغم كبر حجمه وثقل وزنه واتخذه بعد ذلك درعا وجعله جسرا فذلك لأن من فعل ذلك حقيقة هو سر الله المودع في قلبه وقلب ذرات كل اجزاء باب خيبر ،،ـ

    فالسر المكنون في ذلك الموقف كان
    هو حقيقة القالع (أمير المؤمنين)ـ
    وهو حقيقة المقلوع (باب خيبر)ـ
    وهو حقيقة الحامل (أمير المؤمنين)ـ
    وهو حقيقة المحمول أيضا (باب خيبر)ـ

    وكل ذلك كان فقط ممكن للرسول وللامام وللأئمة المعصومين من بعده في عالم الخلق والتكوين

    وذلك لأن الإسم المكنون سر الله الذي لم يخرج منه إلا إليه كان مطلق اللسان في قلوبهم وفي جميع مراتب عالم الخلق والتكوين على اختلاف منازله ومراتبه وعوالمه وابعاده يكون سر الله  مثال الإسم المكنون مُطلق اللسان في قلوبهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

    فهو ينطق من على لسانهم
    ويفعل من خلال ابدانهم

    أمّا في عالم ما قبل ظهور الخلق والتكوين فهم نفسهم هم الإسم المخلوق والسر المكنون الذي لم يخرج من خالقه إلا إليه

    أمّا في غير المعصومين من الخلق فإن سر الله المكنون في قلوبهم ليس مُطلق اللسان كما هو في المعصوم وهو لا ينطق من على ألسنتهم

    لكن في مرحلة متقدمة من مراحل وجودهم حين يركبون على النجائب ويأخذهم أمير المؤمنين معه فسينطق السر المكنون في قلوبهم حينها من على ألسنتهم فيوفّقون في أعمالهم وأفعالهم كلها،ـ

    وأقل ما يمكن به وصف حالهم حينها هو أنهم سيقولون بلسان الاسم الاعظم مثال الإسم المكنون في قلوبهم للشيء كن فيكون

    لكن ذلك لن يكون قبل أن يأتيهم الخطاب الرباني من المظهر الاتم الاكمل والإسم الظاهر الاعظم للاسم والسر المكنون وجه الله الذي لا يفنى ولا يموت قائلا لهم :ـ

    من الحي القيوم الذي لا يموت
    إلى الحي القيوم الذي لا يموت
    أما بعد
    فإنني أقول للشيء كن فيكون
    وقد جعلتكم تقولون للشيء كن فيكون

    فلا يقول أحدهم بعدها لشيء كن إلا ويكون ،، وذلك لأن لسان مثال السرّ المكنون في قلوبهم قرر بأن ينطق بنطقهم ومع نطقهم وفي نطقهم

    وكذلك فإن مثال الاسم المكنون المكنون في جميع الخلائق سينطق من خلالهم للاستجابة لطلب الاسم المكنون في غيره ونطق من خلالهم

    والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين محمد وآله الطاهرين

  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.