- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 1 week ago by .
-
Topic
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهسؤال توجه به لي أحد الاصدقاء الكرام أجبته حينها عليه بجواب مختصر
اليوم أشارككم سؤاله الكريم وجوابي له مع بعض التعديل والاضافة عليهما
السؤال … ((((((( اوحى لي نشركم أخي الكريم بشي لطالما خالجني وهو كيفية الوصول واللقاء والانتماء الى جهة الحق بشهود عين وبمعرفه صحيحة
فأجوبة العرفاء التي اطلعت عليها وتجيب عن هذا السؤال أراها مجرد إجابات سطحية يجيبونها للهروب من الاجابة وهي ليست اجابات شافية تأخذ بيد السائل وتوصله للمطلوب
مثل جوابهم المتكرر ان الاستحقاق مرهون بدرجة الكمال ،، فالغايه منه ومن امثاله من الاجابات حسب تقديري هي هروب المسئول من الاجابة
فاين أجد الاجابه الشافية ؟!؟!؟!؟
انا بانتظار اجابتكم أخي الكريم على أحر من الجمر.))))))))ـ
اجابتي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم لا أعتقد انه توجد وصفة واحدة أو إجابة واحدة تنفع لايصال اثنين من البشر لمعرفة الامام المعرفة النورانية سوى التواضع لهم ومعهم بالتوازي مع عمل الصالحات،،
وكل التوفيق يأتي مع وبعد ذلك،،
وهذان هما نفسهما شرطي الايمان وعمل الصالحات اللذين أكدّ القرآن الكريم عليهما مرارا وتكرارا
وبعد ذلك فان كل انسان له طريقه الخاص به وحده فقط للوصول للمعرفة والوصول للمراد وجواره ،،ولا يمكن أن يناسب أحد غيره على الإطلاق
ومن سيرشد المريد لهذا الطريق فانما سيرشده من داخله وليس من خارجه
فإن كنت تعتقد انك قد حققت هذان الشرطان فعلا
وأقصد بهما الايمان وعمل الصالحات
فيبقى عليك أن تتعلم أن تُـنصت للمعلم الداخلي أو لداعي الله في مملكة وجودك لكي تُميّـز صوته حين يتكلم ولكي تفهم كلامه
ولهذا الهدف يجب عليك أن تتفكّر كثيرا وأن تكتب كثيرا كذلك
وعليك أن تكتب جميع ما يخطر ببالك بلا استثناء
إعتبر نفسك بحصة إملاء واكتب جميع ما تسمعه من المعلم الداخلي أو ما تسمعه من داعي الله في مملكة وجودك بدون أن تناقشه كيف هذا ولماذا ذاك
فانت حين تطلب التنور يجب أن تعتقد معها حقيقة أنك الآن قابع في الظلمات ومحبوس بها، والا فلا معنى لطلبك للتنور ،،
فعملية التنور هي نفسها عملية خروجك من الظلمات للنور
فإن كنت تعتقد انك الآن فعلا في النور فلا معنى لطلب التنور حينها ،، كما ولن تقنعك حينها أي إجابة تشابه التي تقول ان الاستحقاق مرهون بدرجة الكمال
فدرجة الكمال مرهونة بدرجة يقينك انك الآن في الظلمات ولست في النور
فكلما ميّزت انك في الظلمات ازداد شوقك للخروج منها
فكل الأديان والمذاهب جلست أخي الكريم رغما عنها تحت موس الحلّاق أو الحلّاقين
هذه هي سنة الله التي اجراها على جميع الأديان
ولو لم يكن الأمر كذلك لوجب أن نقول أن إبليس ورجله مقصرين بعملهم أيما تقصير والعياذ بالله
فتأكد أخي الكريم تمام التأكد من هذا الامر من أن كل الأديان قد جلست فعلا ولا تزال جالسة تحت موس الحلّاق
وفوق ذلك فإنه كما يوجد داعي ومرشد لله في مملكة وجودك فإنه يوجد فيها أيضا من مهمته أن يضلك حسب طلبك ،، ودعنا نسميه هنا الحلاق الداخلي
والأنا في كلّ إنسان ترشد حلّاقها الداخلي للتسريحة الدينية التي تناسبها وتعجبها، والحلّاق جاهز ميّه ميّه ليقص الدين من هنا وهناك تماما كما ترشده الانا ،، فهذه هي وظيفته ومهنته ،، الحلاقة
وعملية الخروج من الظلمات للنور هي عملية شاقة وصعبة جدا جدا جدا على النفس المولودة في الظلمات ولا تزال منذ أن وُلِدت قابعة في إحداها مع آلآف الملايين
وأوّل خطوة للتنور هي أن تُميّز أنك في ظلمة من الظلمات ، وأن تعترف بنفسك لنفسك أنك في أحدها
وهذا الأمر ليس بالأمر السهل ،،
وهو من أصعب الأمور على الإطلاق
فلقد وُلِدت فيها مع المليارات وما دمت تشعر فيها مثلهم بالسعادة والرضى فلن تستطيع أن تميّز بين النور والظلام حتى ترى بصيص النور من بعيد
والمجتمع من حولك سيرعبك أشد الرعب حينها من هذا المجهول المخيف المنير الذي ستواجهه إن أنت حاولت ان تتركهم في ظلماتهم وتتوجه نحوه
لن يتركك افراد المجتمع لحال سبيلك لتتركهم وتخرج للمجهول المنير الذي يخافون منه
وبدون أن يكون عندك اعتقاد معقول بانك في الظلمات وتتولد عندك الرغبة الذاتية للخروج منها فإنك لن تكون على استعداد لمواجهة المجتمع الغاضب وجميع المخاطر الوهمية التي زرعها النظام الاجتماعي والاخلاقي والديني الذي يسيطر عليه الشيطان وحزبه في الأرض بإدارة وتوجيه إبليس الأكبر المُنظَر هو ورجله الى يوم الوقت المعلوم خصّيصا لكي يؤدّوا هذه المهمة وهذا التكليف الربّاني على أكمل وجه
ولكي تستطيع أن تخرج من هذه الظلمات بأمان فإنك ستحتاج لدليل داخلي خبير يستطيع أن يتجاوز بك بسلامة جميع تلك المنحنيات والمنعطفات التي صنعها لك الحلاقين في عالم الخارج وأيضا تلك التي صنعها لك حلّاقك الخاص داخل مملكة وجودك
هذا الدليل الداخلي الموجود في مملكة وجودك إسمه
“داعي لله”وهو مقيم في حنجرتك ،، او لنقل في تشاكرا الحنجرة ،، تشاكرا التواصل ،، تشاكرا داعي ((Daath))
و”داعي الله” ينتظرك أولا أن تميّز بنفسك أنك قابع في الظلمات
وأن تكتشف أنك عبارة عن عالم إلاهي كامل يشابه في وجوده وتكوينه العالم الأكبر في وجوده وتكوينه
وأن تتوجه لمركز عالمك وتطلب من حاكمه الساكن في وسط قلبك أن يساعدك لكي تخرج من الظلمات للنور ، ولأن يأمر “داعي الله” بالنطق والكلام
وحينها يجب أن تكون مستعد لأن تنصت لـ”داعي الله” حين يتكلم معك ،
وأن تكون مستعد لمواجهة جميع المخاوف والاخطار العقلية الوهمية التي نسجها الشيطان وحزبه حول عقلك منذ أن وُلِدت في الظلمات
ولكي تتعلم أن تُنصت ل”داعي الله” عليك أن تهدّء بحر الافكار الجانبية المتلاطمة في كيانك ، تلك الأفكار التي لا يكاد يهدء هدير امواجها في كيانك لدقيقة واحدة
فلو لاحظت نفسك ستجد أنك ما لم تكن تفكّر في امر دنيوي فانك لن تستطيع أن تركز فكرك حول فكرة واحدة بدون ان تنتقل بعد قليل لفكرة أخرى ثم أخرى ثم أخرى
مثل ما يحدث معي في الصلاة ومع اغلب الناس أيضا
فالصلاة ليست من امور الدنيا ولذلك من النادر أن تجد من يستطيع ان يصلي ركعتين بتوجه كامل وبدون ان تخطر له مختلف الخواطر
وحسب فهمي فإن أفضل طريقة تستطيع أن تجبر العقل بها على الهدوء والتركيز على فكرة واحدة لأطول فترة ممكنة هي عبر الكتابة
وهي أيضا نفسها أفضل طريقة تتصل عبرها بـ”داعي الله”،ـ
فحين تهدّئ أفكارك المتلاطمة من كل حدب وصوب ستبدء أمواجه الفكرية أي امواج “داعي لله” الفكرية تنساب وحدها بشكل انسيابي وهادئ على الورقة من أمامك
فعليك أن تتعلم أن تتصل بـ”داعي الله” في وجودك
وعليك أن تفسح له المجال لكي ينطق في وجودك
وعليك أن تتعلم كيف تولّف مفاتيح عقلك لكي يستقبل أمواجه فقط
والكتابة خير طريقة وخير وسيلة لذلك
فإذا عزمت على ذلك وكنت تعتقد أنك قد حققت الشرطين الأولين وهم الإيمان وعمل الصالحات كما علمونا أهل البيت معانيهما الحقيقية
فأمسك ورقة وقلم ،،
أو اجلس خلف الكيبورد،
وقرر أن تكتب أي شيء لا على التعيين
وأبدء بكتابة اوّل خاطرة ستخطر ببالك ،
ثم تابع الانصات لصوت تلك الخاطرة التي امسكت طرفها واستمر بكتابة ما سيصلك منها
لو نجحت في أوّل يوم بكتابة ورقة واحدة من الافكار التي لم تخطر على بالك في يوم من الايام قبل أن يفلت منك ذلك الخيط فانت الى خير ان شاء الله
أعد الكرة في اليوم التالي وفي الذي سيليه وفي كل يوم تالي ولأطول فترة ممكنة
لا تتوقف عند الافكار التي ستخطر ببالك وتقول
هذه أفكار كفر وتلك أفكار ايمان
وهذه أفكار صحيحة وتلك أفكار خاطئة ،
فانت تحكم عليها من ميزانك في إحدى الظلمات التي بدأت تعتقد أنك فيها ،، ولو كانت موازين الظلمات صحيحة لما رغبت بتغييرها
في البداية ولمدة لا باس بها عليك أن تكتب جميع ما سيخطر ببالك تماما كما خطر ببالك ،،
عليك أن تكتبه ليس بنية أن تعتقد بما ستكتبه،، حتى ولو كان ما ستكتبه جميل جدا،
بل فقط لتقوية حاسة سمع اذنك الداخلية التي تستطيع أن تسمع بها صوت “داعي الله” فيك وهو المعلم الداخلي
دع “داعي الله” يتكلم من خلالك وانصت له بدون أحكام
ففي البداية ستكتب أشياء كثيرة وافكار كثيرة،
وستجد أن بعضها هي من أفكارك القديمة ،، بينما بعضها الآخر هي أفكار جديدة ترتبت من تراكب عدة افكار قديمة لم يخطر ببالك قبل ذلك من انها قد تترابط في يوم من الايام بهذه الصورة
ومهمتك في كل ذلك هي أن تطلع على الافكار وتجمعها من مصادرها الصحيحة فقط (الكتاب والعترة فقط)ـ
وستلاحظ أن المعلم الداخلي او “داعي الله” فيك سيرتبها لك بطريقة لم تخطر لك على بال
فالكتابة طريقة جيدة جدا بل ممتازة لكي تجعلك تستمع للمعلم الداخلي وهو يعلمك ويرتب لك افكارك فيربطها مع بعضها البعض بعد ان جمعتها انت وبمجهودك الخاص فكرة فكرة من الشرق والغرب والجنوب والشمال
وحين تجلس لتكتب حاول أن تكتب في مكان هادئ جدا
ولو أمكنك فاكتب في جوف الليل عندما يكون الجميع نيام
يعني أيضا لا موسيقى ولا قرآن ولا لطميات أو أشعار
تعلّم حين تكتب أن لا يكون هناك سوى صوت عقلك الذي يتكلم ويرافقه صوت قلمك وهو يجري على الورقة ليكتب ما يسمعه من العقل
او صوت دقات اطراف أناملك على لوحة الكيبورد
وربما معهم صوت مروحة تبريد الحاسبة التي اسمعها الآن
وعندما تصلي لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغي بين ذلك سبيلا،
يعني ليس كما يقولون لنا أن الصلاة إمّا جهرا أو إخفاتا وان الإخفات هو تكلف الهمس
فأنت لو جهرت بصوتك فلن تسمع صوته
ولو أجهدت نفسك بالهمس كما يصفونه لنا فلن تسمع صوته أيضا
فعضلات جسمك أن كانت متوترة أو مشدودة حتى ولو بشكل بسيط فانها ستصدر صوت أزيز خفي لن تسمعه باذنك ،، لكنه سيخلق تشويش يمنع صوت المعلم الداخلي من ان يصل لأذنك الداخلية
وهذا ما ستراه بالفلم الذي سارفق رابطه هنا
فأنت حين تقرء جهرا فإنك تقبض أو تشد جميع العضلات التي تتشارك بعملية اخراج الحروف من الباطن للظاهر
وكذلك عندما تهمس بتكلّف فانك ستقبض تلك العضلات التي تتشارك بعملية اخراج الحروف والكلمات والأفكار من مكونها لظهورها
وبالتالي فسيكون هناك تشويش داخلي أو عدم خشوع بدني
فتعلم ان تسترخي بشكل كامل في صلاتك كلها،
في وقوفك
وقنوتك
وركوعك
وسجودكوسيدخل جسدك حينها في حالة خشوع
فلا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا
فلو خشع بدنك في الصلاة فإنك ستسمع صوت المعلم الداخلي في صلاتك
وبنفس الطريقة تعلّم حين تكتب ان تكون مسترخيا وفي حالة خشوع بدني قدر الامكان وكأنك في صلاة،
فمع كل انقباض عضلي صغير تقوم به سيصدر معه صوت أزيز داخلي سيشوش على صوت داعي الله بك ويمنعك من سماعه
فكل ذلك الصمت الخارجي والداخلي المطلوب هو فقط من اجل افساح المجال لكي يبرز صوت داعي الله او المعلم الداخلي بك فتسمعه
وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً
طبعا هذه الآية لها معنى آخر أو وجه آخر ،، لكن المعنى الظاهر لها هو ان يخشع بدنك في الصلاة
أما المعنى الآخر فمما ورد:
عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :
سألته عن قول الله عزوجل : ” ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ”
قال : تفسيرها : ولا تجهر بولاية علي ولا بما أكرمته به حتى نأمرك بذلك ” ولا تخافت بها ” لا تكتمها عليا وأعلمه ما أكرمته به .
وأما قوله : ” وابتغ بين ذلك سبيلا ” فإنه يعني اطلب إلي وسلني أن آذن لك أن تجهر بولاية علي ، وادع الناس إليها ، فأذن له يوم غدير خم ………إنتهى
فبدون أن تتصل بالمعلم الداخلي او بـ”داعي الله”، بك فإنك لن تستطيع أن تتقدم للامام
وبدون أن تتعلم الصمت فأنك لن تسمع كلامه ولن تستطيع أن تتصل به
فالصمت هو دليلك إليه وقلة الكلام هو زادك في هذه الرحلة
أنت تحتاج لأن تقوم بكل ذلك مع الكتابة وبالطريقة التي شرحتها لك لمدة معقولة ،، وبعد ذلك ستحكم بنفسك لنفسك هل حصل معك تطور بهذه الفترة أم لم يحصل، وغالبا ما إنه سيحصل معك تطور ملحوظ
وبعد ذلك انت من ستقرر بنفسك لنفسك هل تستمر بما بدأت به او ان تكتفي بما عرفت وفهمت وتعود لسابق عهدك،
لكنك لن تعود
وصلي اللهم على المصطفى المختار محمد وآله الأطهار
- The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.