- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 1 week ago by .
-
Topic
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهحــواريــة الــوجــود والــحــيــاة ــــ زهــرة الــحــيــاة
الأوّل: كيف تعرّف الحياة؟
الثاني : دعني أعرّف الحيّ أوّلا، فالحيّ برأي هو كلّ من له قدرة السعى لتحقيق كماله الذي يرشده عقله له
الأوّل: أراك لم تذكر شيئا عن مكان تواجد ذلك الحيّ؟
الثاني : هذا بديهيّ على ما أعتقد، فلولا وجود ما يحوي الحياة وهو الوجود لما تحقق منها شيئ
الأوّل: و ما هو الوجود إذن؟
الثاني : هو حيث تزهر الحياة
الأوّل: هل يمكنك تخيّل وجود لا حياة به؟
الثاني : من الصعب أن أجد سبب لوجود الوجود ناهيك عن ادراكه بدون وجود الحياة، فلولا الحياة لما أدركنا الوجود، فبالحياة فقط تدرك الأشياء أو تدرك الموجودات
الأوّل: إذن فالوجود والحياة شيئان متلازمان، فلا الحياة ممكنة بدون الوجود ولا معنى لوجود الوجود بدون الحياة، فظاهر الوجود هو الحياة، وباطن الحياة هو الوجود،
فأين ما كانت الحياة كان الوجود
وأين ما كان الوجود كانت الحياة،
فالوجود هو الحاوي للحياة وأجزائها،
والحياة هي أجزاء حاويها،
فالحياة إذن هي الوجود كما أنّ الوجود بدوره هو الحياة
الثاني : ولكن من منهما هو الأصيل؟
بمعنى من منهما هو السابق في وجوده على الآخر؟الأول : تستطيع أن تقول أن الوجود ما انوجد إلا لتظهر الحياة به
الثاني : هل تقصد أن الوجود مخلوق من المخلوقات؟
الأول : نعم هو مخلوق ولكنه ليس كبقية المخلوقات فهو مخلوق نوري خلقت من نوره بقية المخلوقات
الثاني : ماذا تقصد؟
الأول : خالق هذ الوجود ضرب له مثلا فقال أنه كمشكاة وفي هذه المشكاة يوجد مصباح وهذا المصباح في زجاجة وعندما يشرق هذا المصباح ويسقط نوره في الزجاجة ستتشكل مخلوقاته جميعها
كواكبها وشموسها
وما تسبح بها وما يسبح فيها،وهذه المشكاة هي نفسها هذا الوجود
الثاني : بهذا الوصف تريد أن تقول أن هذه المشكاة هي وما بها يشكّلون وحدة واحدة؟
الأول : نعم هما كذلك
الثاني : ولكنني كنت أعتقد أن هذا المثل ضرب في القرآن لله فكيف تقول عنه أنه مخلوق؟
أليس هذا كفر؟
الأول : القرآن الكريم نفسه قال أن هذه المشكاة مخلوقة تُرزق وأن رزقها يأتيها من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية،
وكونها مرزوقة يثبت أنها محتاجة
ثم أن كونها ذات أجزاء يثبت أيضا أنها مخلوقة
فالله تبارك وتعالى تعالى عن أن يكون له أجزاء، وإلا لكان محتاج لها، وفقط المخلوق يكون له أجزاء يتكامل ويتعاظم بها
الثاني : إذن عندما يقولون وحدة الوجود والموجود يقصدون وحدة هذا المخلوق النوري و ما نتج عنها وفيها من مخلوقات أو ماهيات
الأول : هذا هو بالضبط ما يقصدونه بهذه الوحدة
الثاني : وماذا عن خالق المشكاة؟
أين موقعه من هذا الوصف؟
الأول : خالق المشكاة لا يستطيع أحد أن يصفه،
لأن من يصفه يجب أن يكون محيطا به أو أكبر منه
أو لا أقل أن يكون مساويا له،
والله جل جلاله لا نظير له ولا أكبر منه
وعجزت العقول والأفهام من أن تحيط به
وهو أكبر من أن تتوهمه العقول
الثاني : وما الحل إذن؟
الأول : الحل عندما تصل للمعنى المعبود عليك أن تشير له وتقول هو وتصمت بعد ذلك
الثاني : إضرب لي مثلا توضح لي به العلاقة بين الوجود وبين الماهية
وبين الأصيل بينهما والمعنى المعبود الذي أبدع كل شيء
الأول : خذ هذا القلم وارسم لي طائرة
الثاني منتظرا !!!!!!!!
الأول : ماذا تنتظر تفضل إرسم!
الثاني : ولكنني أحتاج إلى لوح لكي أرسم عليه
الأول مبتسما : خذ هذا اللوح وابدأ بالرسم
الثاني بدء بالرسم، وحين أكمل رسم الطائرة طلب الأول منه أن يضيف بعض الغيوم والطيور، وأن يرسم في أسفل اللوح بحر وأرض وانهار وجبال ، وأن يرسم من خلف الغيوم شمس مضيئة، و.. و.. و.. حتى امتلئت تلك اللوحة بشكل كامل، وحينها طلب منه بخياله أن يركب في تلك الطائرة التي رسمها وأن ينظر من نافذتها، بدوره ركب الثاني بها ونظر من النافذة
فسأله الأول : ماذا ترى الآن من هذه النافذة؟
فقال الثاني : أرى الطيور والغيوم، أرى السماء والنجوم، أرى الشمس والقمر، وأرى الأنس والجن، وأرى القفار والبراري ، وأرى الحدائق والأنهار، بل إنني أرى الجنة والنار،
وحينها سأله الأول : هل ترى نفس اللوح الذي رسمت عليه كل شيء من مكانك الذي أنت فيه الآن؟
نظر الثاني حينها من خلال النافذة بإمعان، وتمعن بالنظر، وأرجع البصر من خلالها كرتين وثلاثة، وأخيرا أجاب بالنفي وبأنه لا يراها
حينها طلب منه الرجوع من تلك الطائرة ليجلس إلى جانبه ،، وقال له :
أستطيع أن أقول لك الآن أن الوجود هو ذلك اللوح الذي ظهرت بفضله وبه جميع الموجودات،
فهذا اللوح هو المكان الذي لا مكان له
وهو الأين الذي لا أين له
وهو الذي لا ضد له فيُعرف به
وهو الوجود وكل ما عداه موجود
ولولاه ((الوجود)) لما استطاع حيّ أن يظهر لحي
وكل حي ظهر به إنما هو عبد من عبيد هذا الوجود
بفضله يكتسب وجوده
وبه هو يسرح ويمرح
وبفضله هو يسمع ويرى
وما من ثلاثة في هذا الوجود إلا هو رابعهم
ولا خمسة إلا كان هو سادسهمولا أكثر أو أقل من ذلك إلا كان هو معهم أين ما كانوا
فقاطعه الثاني قائلا : الآن فهمت سبب تبسمك لي حين طلبت منك ما أرسم عليه، فلقد أقررت لك حينها باستحالة ظهور تجليات ذاتي بالقلم بدون وجود لوح التجلي هذا
وعليه فلقد أجبت سلفا عن ما سألتك عنه وبدون أن أشعر بأن الوجود هو الأصيل منهما
الأول : لكن لنتبه أن:
1ـ اللوح ((الوجود، المشكاة)) مخلوق من أجل القلم ((المصباح، القرآن العظيم))
2ـ والحبر ((الزجاجة)) مخلوق من أجل القلم
3ـ والقلم مخلوق من أجل الذي سينكتب به
فلولا القلم لم خُلِقَ الحبر
ولولا الحبر ما خُلِقَ القلمفأحدهما مخلوق من أجل الأخر
ولولا اللوح ((الوجود، المشكاة)) لما خُلِقَ الحبر ولا القلم ،، ولما ظهرت التجليات أيضا
فاللوح ((الوجود، المشكاة)) والحبر والقلم هم الوسائط التي ستفيض بالوجود والحياة والعلم والقدرة على جميع تجليات المبدع الأول الذي اوجدهم وأودع بهم مشيئته من أجل أن يكونوا وسائط فيض مشيئته وظهور صورها المختلفة
ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ
ــــــــــــــ
ألسنا جميعا نقول أنهم صلوات الله عليهم هم وسائط الفيض؟
فهل من الممكن أن تنقطع الصلة بين المفاض عليه وبين واسطة الفيض ويبقى له وجود؟
لا بد أن نقر أننا وكل ما بالوجود معهم صلوات الله عليهم وجود واحد ولكننا كثرة في عين وحدتهم التي تجمعنا ،، وهم وجود واحد مع عين كثرتنا التي يحوونها
هم يقولون لنا: إجعلوا لنا إلها نؤوب إليه وقولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا حقيقتنا
هذا النور الأول هو الكلمة التامة المجعولة على ثلاثة أسماء ثلاثة منها ظاهرة والرابع منطوي بالثلاثة
المشكاة والمصباح والزجاجة هم اسماء الكلمة التامة الثلاثة الظاهرة
أما الشجرة المباركة فهي الاسم المكنون بالاسماء الثلاثة الظاهرة للكلمة التامة
لأن هذه الشجرة المباركة هي التي ستجعل المشكاة والمصباح والزجاجة كأنها كوكب دري
النور على النور هي الكلمة التامة
الإنسان الكامل هو الكلمة التامة
وأسماء هذه الكلمة التامة هي اسماء مخلوقة
لكنها ليست مخلوقة مثلنا، إنها أسماء نوريّة إلهية
إنها واسطة الفيض وواسطة الربط بيننا وبين الإسم المكنون بها كأسماء ظاهرة
هذا الإسم المكنون ممسوس بذات الله ،، ونحن ممسوسون بهذا الإسم لأنه مكنون بنا
هذا الإسم منه القلم أداة تجلي المعنى المعبود
ومنه اللوح محل تجلي المعنى المعبود
ومنه الحبر مادة تجلي المعنى المعبود
هذا الإسم هو لوح التجلي ن
وهو القلم
وهو من يسطرون
وهو أيضا ما يسطرون
هذا الإسم اسمه في الأسماء
وجسده في الأجساد
وقبره في القبورهذا الإسم هو الوسيلة إلى الله المعنى المعبود
ونحن لا نعبد الله بالتوهم
ونحن لا نعبد هذا الإسم دون المعنى الذي أبدعه
فمن عبده دون المعنى كفر
ولا نعبده مع المعنى
فمن عبده مع المعنى أشرك
نحن نعبد الله المعنى وحده لا شريك له ولكننا نتخذ هذا الإسم وسيلة لعبادته
جاء في الكافي الشريف في
(باب المعبود)
1 – علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن محبوب، عن ابن رئاب وعن غير واحد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
من عبدالله بالتوهم فقد كفر
ومن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر
ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك
ومن عبد المعنى بإيقاع الاسماء عليه بصفاته التي وصف بها نفسه فعقد عليه قلبه ونطق به لسانه في سرائره وعلانيته فأولئك أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام حقا ………. إنتهى
فالوجود الأول هو الشجرة الأولى التي محمد وعلي منها
فالوجود الأول هو الإسم المخلوق المجعول كلمة تامة على أربعة أسماء ثلاثة منها ظاهرة والراب مكنون بهم
فالوجود الأول هو الشجرة الأولى
والموجودات الموجودة بهذا الوجود الأول هي سائر الأشجار الأخرى
وكلاهما مخلوقان لله جل وعلا ونحن لا نعبدهما
بل نعبد الذي خلقهما بمشيئته
وأقصد بالوجود هنا زهرة الحياة أو لوح التجلي أو المشكاة التي أبدعها المعنى المعبود بحبه لكي يُنزل مشيئته بها
فالمشكاة هي لوح التجلي أو هي الدائرة الكبيرة التي تحوي كل تفاصيل ووجودات زهرة الحياة ،، فالمشكاة هي نفسها زهرة الحياة
أمّا زوجها فهو المصباح الذي يتوسط المشكاة،، او هو النقطة التي تتوسط زهرة الحياة،، هو النقطة التي أُنزلت في زهرة الحياة ،، هو القرآن الكريم الذي أنزل في ليلة القدر
وأما الحياة فأقصد بها المصباح والزجاجة حال كونهما كــ كوكب دري
والمصباح والزجاجة أقصد بهما تجلي الذات
بالعلم والقدرة
أو القدر والقضاء بنفس لترتيب،وهما ((الزجاجة والمصباح)) لم يصبحا كــ كوكب دري إلا حين شائت الذات أن تمضي ما قدرته وقضته
فأظهرت بذلك الإمضاء الحياة في المشكاة أو في الوجود ،، عبّر بما شئت
فالمشكاة مخلوقة من أجل أن ينزّل المصباح بها،
والوجود مخلوق من أجل أن تنزّل الحياة به
وليلة القدر ما انوجدت إلا لكي ينزل القرآن فيهاولولا علي لما كان لفاطمة كفؤ
ولولا علي لما خلقتك
ولولا فاطمة لما خلقتكما،
ففاطمة هي المشكاة وهي الوجود وهي ليلة القدر وهي الحياة
وعلي هو المصباح وهو الحياة وهو الوجود وهو الكتاب التكويني وهو القرآن
والأئمة هم محمد ،، وهم النور على النور
وهم كلهم محمد
أولهم محمد
وأوسطهم محمد
وآخرهم محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
- The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.