بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين…
وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وآله وسلم تسليماً .
( التأويل الجديد ) ..
مقدمة : بمناسبة حلول شهر الصيام ..أبارك لكل من قام ليله وصام نهاره وذكر الله كثيراً ..وأتبع السبيل سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين .
وأسالكم إبراء الذمة لعلي قصرت في حق آحدكم من غير قصد أو أهملته عن جهل أو نسيته عن غفلة ..فكلكم أخوتي وأخواتي وأنا أحبكم ..
وبهذه المناسبة سأبدأ بمنهج تأويل القرآن وبحسب إجتهادي الخاص والمعتمد والمرتبط بالروايات لآل البيت منهم وعليهم السلام ..
وسيكون النشر إن شاء الله ما بين يوم ويوم فيما يخص التأويل ( الجديد ) أضافة الى الأسرار الآخرى ..والى الله عاقبة الأمور .
وسوف أخالف المشهورة لا لكي أعَرف …فلست بحاجة لذلك بل ساطرح ما آراه وأعلمه وأحب أن أشارككم به …إذ إنني سأبدأمن منتصف القرآن وبتحديد من سورة الكهف .. والله المستعان .
أما ما هو السبب في إختياري لتلك الايات من قصة موسى ولقائه بالعبد في اللفظ الظاهري للقرآن فلغاية في نفس يعقوب قضاها.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ملاحظة (( الذي سأطرحه من تأويل لا ألزم به أحد منكم مطلقاً وهو بحسب علمي وتدبري لمعاني الالفاظ القرآنية وإرتباطها بالروايات ))
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أما الآن ساذكر لكم نظريتي في القرآن الكريم وهي مقدمة للسر الثمن ( التأويل الجديد ) وملخصها :
{ إن كل الاحداث التي في القرآن والتي مرت على الانبياء والمرسلين
( لم تقع بعد) وأؤكد لكم بإنها لم تقع بعد} بدليل قوله تعالى :
( يوم يأتي تأويله)
وبحسب فهمي لتلك الاية بالتحديد فإن المراد بالتأويل هو المصداق الخارجي والحقيقي للقرآن
……
هذا ومن الله التوفيق
…………………………………………………
أبدأ التأويل ب( بسم الله الرحمن الرحيم )
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا
………………………………………………………………………….
التأويل الأول : وهو تأويل بحسب نظريتي التي أسميتها ( القرآن المستقبلي ) هو: إن موسى وفتاه من أصحاب القائم ( عليه السلام ) وسيخرجون معه وسيحدث لهما ما ذكر من قصتهما ولقاءهما بالعبد وهو الصورة الثانية للقائم .
وبما إن نبي الله موسى وهو من أولي العزم فهو من المقربين من الإمام القائم إذ إنه سيبعثه الى صورته الثانية ليقع الاختبار ويتزود من العلوم الباطنية على الرغم من تكامله في العلوم الظاهرية .. إذ إنه لا بد من أن يزداد لكي لا ينفذ ما عنده .. فيذهب هو وفتاه الى مجمع البحرين … بغض النظر عن الاسباب التي من أجلها أمر الله موسى بالذهاب ومنها : إنه قال لبني إسرائيل بأنه لا يوجد من هو أفضل مني عندكم وهذا الامر يتنافى مع النبوة والرسالة وما جاء من تواضع موسى في الروايات …ثم إن المراد من بني إسرائيل هم ( أمة رسول الله محمد عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً ) …إلا إنني أرى بأن الامر جاء ليكون تمهيداً لموسى على عدم الحكم بالظاهر وإن كان صحيحاً وأن يتبنى الحكم بالباطن وإن كان يخالف الظاهر في الظاهر ..وكما جاء في الرواية لو صبر موسى على العبد لأراه ألف آية ….وسيصبر موسى عليها في زمن القائم ومن ضمنها الثلاث آيات التي أعترض عليها موسى على الرغم من إن العبد آخبره بإنه لن يستطيع معه صبراً …إلا إن موسى علق هذا الأمر بالمشيئة بقوله ( ستجدني إن شاء الله صابراً ) …فكان لا بد من العبد بإن يحقق المشيئة .
وما العبد الصالح إلا ( ولي لله ) قد طوى الأدوار … كما كان جبرائيل من الدور الأول فجعله الله رسولاً لأنبيائه …فكذلك العبد .
وكل الاحداث التي تمر بموسى والعبد هي على الارض وفي زمن خروج القائم .
……………………………………………………………………………
التأويل الثاني :
إن كل الاحداث التي تمر بموسى والعبد هي ليست على الأرض ..
فلم يكن سفر موسى وفتاه ((لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا)) كما يفهم سفراً أرضياً ؟
فمجمع البحرين ليس المراد بهما وجودهما الأرضي بل وجودهما الفلكي ف((بحرالفلك وهو البحر الذي خلقه الله ما بين السماء والأرض )) وهو يخص السماء الأولى .وهنالك بحر يخص السماء الثانية ……..وهكذا
قال سيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام ” إن من الآيات التي قدرها الله عز وجل للناس مما يحتاجون إليه (((البحر الذي خلقه الله بين السماء والارض)))، قال: وإن الله تبارك وتعالى قد قدر منها مجاري الشمس والقمر والنجوم، وقدر ذلك كله على الفلك، ثم وكل بالفلك ملكا معه سبعون ألف ملك فهو يديرون الفلك، فإذا أداروه دارت الشمس والقمر والنجوم معه، فنزلت في منازلها التي قدرها الله تعالى ليومها وليلتها، فإذا كثرت ذنوب العباد وأحب الله أن يستعتبهم بآية من آياته أمر الملك الموكل بالفلك أن يزيل الفلك عن مجاريه، قال: فيأمر الملك السبعين ألف الملك أن ازيلوا الفلك عن مجاريه، قال: فيزيلونه فتصير الشمس في ذلك البحر الذي كان فيه الفلك، فينطمس ضؤوها ويتغير لونها، فإذا أراد الله عز وجل أن يعظم الآية غمست في البحر(4) على ما يحب أن يخوف عباده بالآية، قال: وذلك عند انكساف الشمس، وكذلك يفعل بالقمر(1) فإذا أراد الله عزوجل أن يجلبها ويردها إلى مجراها أمر الملك الموكل بالفلك أن يرد الفلك على مجراه فيرد الفلك وترجع الشمس إلى مجراها، قال((( فتخرج من الماء وهي كدرة والقمر مثل ذلك))) قال: ثم قال علي بن الحسين عليهما السلام: أما إنه لا يفزع للآيتين ولا يرهب إلا من كان من شيعتنا، فإذا كان ذلك منهما فافزعوا إلى الله تعالى وراجعوه “. من لا يحضره الفقيه ص539باب صلاة الكسوف.
*******وورد عن القمي وعن الطبرسي …عن الحسين بن خالد : قال: {قلت للإمام أبي الحسن الرضا(عليه السلام) , أخبرني عن قول الله عز وجل {والسماء ذات الحبك}
فقال(عليه السلام) : هي محبوكة إلى الأرض وشبك بين أصابعه .
فقلت : كيف تكون محبوكة إلى الأرض والله يقول {رفع السماوات بغير عمد ترونها} ؟
فقال(عليه السلام): سبحان الله , أليس الله يقول {بغير عمد ترونها}.
قلت : بلى .
قال(عليه السلام) : فثم عمد ولكن لا ترونها .
قلت : فكيف ذلك جعلني فداك .
فبسط كفه اليسرى ثم وضع اليمنى عليها , فقال : هذه أرض الدنيا والسماء الدنيا فوقها قبة والأرض الثانية فوق السماء الدنيا , والسماء الثانية فوقها قبة والأرض الثالثة فوق السماء الثانية , والسماء الثالثة فوقها قبة والأرض الرابعة فوق السماء الثالثة , والسماء الرابعة فوقها قبة والأرض الخامسة فوق السماء الرابعة , والسماء الخامسة فوقها قبة والأرض السادسة فوق السماء الخامسة , والسماء السادسة فوقها قبة والأرض السابعة فوق السماء السادسة , والسماء السابعة فوقها قبة وعرش الرحمن تبارك وتعالى فوق السماء السابعة , عز وجل {الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن تنزل الأمر بينهن} .
فأما صاحب الأمر فهو رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) والوصي بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قائم على وجه الأرض فإنما ينزل الأمر إليه من فوق السماء من بين السماوات والأرضيين .
قلت : فما تحتنا إلا أرض واحدة .
فقال(عليه السلام) : ما تحتنا إلا أرض واحدة وان الست لهي فوقنا…. } .
*******وورد في الكافي عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) في حديث عن رسول الله نقتص محل الشاهد منه …..( ان هذه الأرض بمن عليها عند الذي تحتها كحلقة ملقاة في فلاة , وهاتان بمن فيهما ومن عليهما عند الذي تحتهما كحلقة ملقاة في فلاة , والثالثة … حتى انتهى إلى السابعة … والسبع الأرضيين , بمن فيهن ومن عليهن على ظهر الديك كحلقة ملقاة في فلاة .والسبع والديك بمن فيه ومن عليه على 1- (((الصخرة))) كحلقة ملاقاة في فلاة والصخرة بمن فيها ومن عليها على ظهر 2-(((الحوت))) كحلقة في فلاة والسبع والديك والصخرة بمن فيه ومن عليه على (((البحر المظلم))) كحلقة في فلاة .
1- فتلك الصخرة هي الصخرة التي أوى اليها موسى وفتاه !
2- وذاك الحوت هو نفسه الحوت الذي نسياه !
وهو نفس الحوت الذي ألتقم يونس { فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } (سورة الصافات 142 – 144) .
(((وقوله (لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) يشابه قول موسى (أَوْ أَمْضِيَ حُقبا))) وهذه إشارة الى موضوع آخر حين نقوم بتأويل قصة يونس عليه السلام .
وقوله تعالى :
{ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26) وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ (((وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ))) مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (سورة لقمان 26 – 27)
فمن هنا بان لنا مايلي : مجمع البحرين هما أجتماع بحورالسموات السبع المتشابكة في بحر واحد وهو البحر الأول والبحرالثاني هو البحر المظلم !
فهذا هو المراد من ( مجمع البحرين ) ..
وإن العبد موجود في ذلك العالم وقد سافر إليه موسى وفتاه .
……………………………………………………………………….
التأويل الثالث : بأن موسى والعبد هما صورتان للعقل والقلب ,, والخطاب الذي يدور بينهما …وفيما يلي البيان..
( موسى ) العقل
(فتاه )النفس
(العبد ) القلب
واذ قال موسي لفتيه لا ابرح حتي ابلغ مجمع البحرين او امضي حقبا
……………………………..
أي إن العقل خاطب النفس كما يخاطب الإنسان نفسه بأنه لن أبرح أي لن أستقر حتى أبلغ مجمع البحرين وهي مرتبة إلتقاء العلوم الظاهرية والباطنية في علم واحد أو أمضي حقباً ..أي أمضي في الأدوار المخصصة لي بما شاء الله … والملاحظ بإن موسى عندما آخبر بذلك لم يعلقها بالمشيئة ؟ والحقبة الواحدة 80 سنة أو أكثر ..بحسب الظاهر ..
إي إن موسى يخبر فتاه بإنه لا بد له من بلوغ مجمع البحرين حتى وإن لم يكن في دوره هذا .
فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في
البحر سربا
أي لما بلغا ( العقل والنفس ) مجمع بينهما أي إلتقاء الظاهر والباطن من العلوم نسيا حوتهما أي كلاهما (العقل والنفس ) نسيا قوتهما وما مرا به من الأدوار وأكتسبا به من العلوم فأتخذ مسلكاً طويلاً في البحر الباطن ( العلم الباطني ) …
فلما جاوزا قال لفتيه اتنا غدانا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ..
أي لما جاوزا مجمع الظاهر والباطن من العلوم خاطب العقل النفس بقوله ( أتنا غدائنا ) أي ما نحتاجه من العلوم لكي نبلغ المراتب ونرتقي ….
وكان سفرهما معنويا يتعب كلاهما على الرغم من إصرار العقل على بلوغ مجمع العلوم الظاهرية والباطنية في علم واحد .
………………………………………………………………………………………….
قال: اريت اذ اوينا الي الصخره فاني نسيت الحوت وما انسينيه الا الشيطن ان اذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا
………………………………
فهنا تخاطب النفس العقل بقولها أرأيت إذ أوينا الى الصخرة أي الجسد فإني نسيت الحوت أي العلوم السابقة التي تعلمتها في الادوار السابقة .
وهذا النسيان هو مرجعه الى الشيطان لكي يمنعنا من بلوغ المراتب عبر تلك الادوار والامر العجيب الخاص بالحوت هو بأنه أتخذ سبيله في الباطن وليس في الظاهر لان الحوت كان ينتمي الى علوم الباطن .
قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا علي اثارهما قصصا
…………………………..
قال العقل للنفس هذا ما كنا نبغي من إن الدلالة في التمييز بين العلوم الظاهرية والباطنية وإجتماعهما في مرتبة واحدة .
فأرتدا على أثارهما أي ردا الى دور آخر من الادوار وليس في نفس الدور والاثار نفس الاثار اي نفس مقامهما ….
فعند الردة أستحقا أن يجدا القلب ..
………………………………………………………………………………………………
فوجدا عبدا من عبادنا اتينه رحمه من عندنا وعلمنه من لدنا علما
…………………………..
(العقل والنفس ) بعد أن ردتا الى أثرهما ومقامهما وعالمهما وبعد أن جاوزا مبلغ بين العلوم الظاهرية والباطنية أستحقا ايجاد العبد ( القلب ) .. وسعني قلب عبدي المؤمن .
وهو موضع الرحمة والإلهية والعلوم الباطنية تنبع منه والايحاء يصدر اليه وهو العلم اللدني .
…….
فقال له موسي هل اتبعك علي ان تعلمني مما علمت رشدا
………………………….
قال العقل للقلب بعد أن ترك النفس هل أتبعك اي ارتبط معك على أن تعلمني مما علمت من بواطن العلوم ؟
………………………………………………………………………………………..
قال انك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر علي ما لم تحط به خبرا
………………………………..
قال القلب للعقل ..إنك لن تستطيع معي صبراً لإنك محكوم بالظاهر في الأدوار السابقة فكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً في هذا الدور الباطني أي كيف تصبر على ما ساقوم به من الأمور الباطنية وأنت تتعامل بظاهر الامور وسوف تنكر علي ما سأقوم به ….ولكن عندما علق العقل التحمل والصبر بالمشيئة الإلهية
قبل القلب بأن يتبعه العقل شريطة أن لا يسأله الإ بعد أن ينبأءه هو بالتأويل ويشرح له باطن عمله .
…………………………………
ويصح أن يقال بإن : (موسى) العقل الناقص
( فتاه) نقص العقل
(العبد ) العقل الكلي
لمن فهم الإشارة ……….
***************************
وكذلك يصح بل الأولى أن نقول
العبد ( النفس الكلية الآلهية )
موسى ( النفس الناطقة القدسية )
فتاه ( النامية النباتية والحسية الحيوانية ) ……….
وهذه أشارة لأولي الألباب ……………………………………..
………….يتبع بعد غدٍ إن شاء الله .
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وآله وسلم تسليما .