- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 1 week ago by .
-
Topic
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالناس نيام اذا ماتوا انتبهوا
دعونا نُبحر قليلا في هذا القول العميق الذي قاله أمير المؤمنين لنا ((الناس نيام اذا ماتوا انتبهوا))ا
ولنأخذ هذ القول على ظاهره ونبحر معه قليلا لنرى على أي شاطئ سنرسوا بعدها
س- من هو النائم؟
ج- الناسس- من الذي سينتبه من النوم؟
ج- الناسس- من الذي سيموت؟
ج- من سيموت في حلمهس- ما الذي سيراه النائم من الناس في حلمه قبل ان يموت فينتبه؟
ج- سيرى نفسه يعيش في عالم مادي كما يحصل لنا في أحلامناس- وما الذي سيراه النائم من الناس بعد ان يموت وينتبه؟
ج- سيرى نفسه على حقيقتهاس- ما الذي كان يراه اذن حين كان نائما وقبل أن يموت فينتبه؟
ج- وهم وسراب لا حقيقة له في عالم الانتباهس- ما هو السراب والوهم من عالمنا الذي نعيش به حاليا ولا حقيقة له بالنسبة لعالم الانتباه
ج- كل شيء في عالمنا الذي نراه ونعيش في وسطه حاليا هو وهم وسرابس- كلّ شيء تقصد به كلّ شيء؟
ج- نعم أقصد بكلّ شيء كلّ شيء بلا استثناء،، فحتى السماوات والارض والنجوم والشموس والاقمار والكواكب ،، كلها مجرد وهم لا وجود حقيقي له الّا حينما نكون في حالة النومس- طيب ،، عندما يموت أحدنا فينتبه،، أين سيجد نفسه حينها؟
ج- سيجد نفسه مستلقي حينها في غرفة ما في مكان ما من عالم الملأ الأعلى الفسيحس- طيب وماذا سيحصل في عالمنا هذا الذي نحن جميعا نعيش فيه الآن؟ هل سينعدم ويختفي من الوجود مثلا حين أموت وأنتبه أم ماذا سيحصل له؟
ج- ستسير الامور به وكأن شيئا لم يكن او ان شيئا قد تغير سوى أنك كانسان واحد قد خرجت منه من ضمن ملايين الملايين من الناسس- تقصد ان البقية سيستمرون بالنوم به؟
ج- نعم سيستمرون به على حالهم حتى يحين موعد موتهم فرادى فينتبهون حينها فرادى من نومهم كما انتبهت أنت من نومك فردا من قبلهمس- تقصد أن العالمين ، عالم النوم وعالم الانتباه موجودان مع بعضهما البعض دائما وأبدا وبشكل متوازي؟
ج- نعم هذا ما اقصده تماما، فهما عالمان متوازيانس- وأن أصل جميع الموجودين في عالم النوم هو من عالم الصحوة والانتباه في الملأ الأعلى؟ وأنهم ينزلون من هناك لهنا ثم يعودون لهناك؟
ج- نعم هو كذلكس- كيف ينزلون هنا ويبقى أصلهم مع ذلك هناك؟
وكيف يتصلون باصلهم هناك وهم لا يزالون هنا؟ج- تماما كما يحدث هنا عندما تنام وتحلم بنفسك تمر باحداث ومواقف معينة،، فصورتك التي تحلم فترى نفسك بها يجب أن تكون متصلة مع عقلك ووعيك بنفسك بصورة ما خلال نومك
بحيث أن مركز وعيك ينتقل من عالم النوم الى عالم النوم في النوم
وهكذا فإنك عندما تنام في غرفتك في مكانك في عالم الملأ الأعلى ،، فإن مركز وعيك سينفكّ ارتباطه عن جسدك هناك ليرتبط بجسدك هنا ويبدء من لحظتها بالشعور بنفسه من خلاله
س- حدثني عن عالم الملأ الأعلى
ج- انه عالم الأمر ،، انه الجنةس- صِفه لي
ج- انه عالم منير لا ظلام بهس- زدني من اوصافه
ج- لا يَرَوْنَ فِيه شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًاس- زدني أكثر من أوصافه
ج- اذهب واقرء القرآنس- وكيف ينزلون من هناك إلى هنا؟
ج- انهم لا ينزلون من هناك إلى هنا ،، بل ينزلون من هناك في هنا من هناكس- مممممم ،، ينزلون من هناك في هنا من هناك،،،، وهل هذه أُحجية؟
ج- كلا كلا،، تخيّل نفسك في غرفة كبيرة جدا جدا جدا،، وداخل هذه الغرفة الكبيرة جداجدا جدا توجد غرفة صغيرةفأنت عندما تدخل الغرفة الصغيرة فانك لم تغادر الغرفة الكبيرة أبدا،، ولا تزال بالغرفة الكبيرة،، كل ما بالأمر انك دخلت حينها غرفة صغيرة حجبتك عن رؤية الغرفة الكبيرة
وهكذا الأمر والنسبة بين عالم الأمر وعالم الخلق، أو بين عالم الانتباه وعالم النوم ،، أو بين الجنة والنار
س- أربكتني بكلامك هذا، فزدني توضيحا ولا تتركني هكذا
ج- عالم الأمر عالم عقلي لا محدود ،، فكلما مشيت به أكثر وأكثر سينفتح من أمامك أكثر وأكثر بشكل لا يتوقف أبدا،، تماما مثل شاشة التوقف للحاسوب التي تظهر لك وكانك تتعمق بالفضاء اكثر وأكثر ولا تزيدك سرعة الحركة الا سرعة ظهور النجوم والشموس والكواكب من أمامك وحولك ، فلا توجد نهاية لشاشة التوقف هذهوهكذا هي الجنة ،، انّها جنة عقلية مهما سرت بها فإنك سترى دائما بها اشياء جديدة لم ترها في السابق
س- وصف جميل، لكن أين عالمنا هذا من تلك الجنة العقلية التي تقول عنها انها جنة عقلية لا محدودة؟
خلال حركتك في الجنة العقلية اللامحدودة هذه فإنك ستصادف هنا وهناك قبب مظلمة مختلفة الأحجام والمواصفات
س- الأحجام استطيع تصور معناها لكن ماذا تقصد بالمواصفات؟
قبتنا هذه مثلا ،،، فهي مظلمة ومزينة من الداخل بالنجوم والتي تبدو لنا ليلا وكأنها مصابيح وتتحرك عدة كواكب مع بعضها البعض في فضاء مظلم سحيق وتواجد بها قوانين مثل الجاذبية والحرارة وغير ذلك من القوانين الفيزيائية
لكن في قبة أخرى ستجد أن الأرض فيها غير الأرض والسماء فيها غير السماء التي قد يكون لونها على الدوام أخضر فاتح أو صفراء فاقعة وتكون قوانيها الفيزيائية مختلفة كليا عن تلك القوانين التي عرفتها في أيّ قبّة أخرى وربما لا يوجد بها شموس ولا أقمار ولا نجوم كالتي كانت تزين السماء السابقة
وفي قبة أخرى ربما ستجد ان السماء المحيطة بعالمك الذي ستنام وتنزل به لتعيش تفاصيله هي بحر من الامواج المتلاطمة التي سيبحر خيالك طوال مدة نزولك به في محاولة لتفسيرها وفهمها
ففي العالم العقلي لا توجد حدود لتنوع صور العوالم ولتنوع القوانين الفيزيائية التي يمكن للملأ الأعلى أن يهندسوها ويبرمجوها لكي تبدو على ما هي عليه وكيفما يريدوها ان تبدو عليه
عندما تكون خالد لا تموت ومن الملأء الأعلى فسيراودك بين الفينة والأخرى ذلك الشعور بالالوهية وحينها فستفرض عليك نفسك العليا أن تنام بها وتنزل ربما لخمسين او مائة الف سنة في إحدى تلك القبب الكثيرة لتتذكر أنك مألوه مخلوق لا حول ولا قوة لك الا بحول وقوة المبدع الأول الذي أبدع كلّ شيء ،، ولن تخرج منها الا حينما تصحو من نومك وأنت نائم فتتذكر
س- لكن ما الذي سيربط بيني أنا النائم في الملأء الأعلى وبين صورتي أنا الغافل في العوالم السفلية ، أو في القبب المظلمة المختلفة وما الذي سيجعلتي اتذكر؟
ج- الذي سيربطك مع نفسك خارج هذه القبب هو نفسه الذي سيحبسك بها وهي التشاكرات
س- وما هي التشاكرات؟
ج- انها قوة فلكية وحرارة غريزية ستربط ما بين شعورك في عالم الملأ الأعلى حيث تنام وبين شعورك بصورتك المستيقظة في العوالم الأرضية فتحسب انك مستيقض وتعيش به
انها حبل ممدود بين السماء والأرض يربطكما سوية في شعور واحد ويحبسك فيها ولن تستطيع أن تخرج منها الا حين تقتحمها كلها صعوداوهذا ليس بالامر الهيّن
س- وكيف السبيل الى ذلك؟
ج- عليك أن تعرف نفسك ،، فحين تعرف نفسك ستعرف ابوابها وحراسها وخزنتها وأمرائها وملوكها فتبدء تتلمس طريقك للصعود
وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأطهار
- The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.