بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وآله وسلم تسليماً ,
تتمة ( التأويل الجديد )
نظراً لطول التأويلات فأنني أمرت أن أنشرها كأجزاء …لكي يسهل فهمها …وأسال الله أن ييسرها لكم .
قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا
………..
مقدمة : بعد أن شرعت بتأويل قصة موسى والعبد ها أنا ذا أتمم ذلك التأويل بأجزاءه الثلاث التي ذكرتها في المنشور السابق …
الجزء الأول
…فبعدما علق موسى الصبر بالمشيئة ..أستجاب العبد لطلب موسى بشرط عدم السؤال عن اي شيء يقوم به … وهو يعلم بإن موسى لن يصبر ولكن التعلق بالمشيئة والبداء ويغير الله ما يشاء ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء .
وهذا الأمر متعلق بعلم العبد …لانه معلم من العلم اللدني .
التأويل الأول .. كما قلنا في المنشور السابق بأن التأويل الأول هو تأويل يخص القرآن ( القرآن المستقبلي ) أي بمعنى أن قصة موسى والعبد لم تحدث بعد …وليست قصتهما فحسب بل جميع قصص الأنبياء والاحداث التي ذكرت في القرآن لم تحدث بعد .
نأتي الآن لتكملة التأويل الأول ,
بما إن موسى والعبد هما من أتباع القائم ( منه السلام ) فإن كل ما يدور من ذكرهما وقصتهما تدور آحداثه في آخر الزمان ..
فبعد أن يرى القائم بإن آحد اصحابه لم يصل الى المرتبة المرجوة منه وهي مرتبة العلم الباطني ( اللدني ) يأمره بإن يتبع العبد أختباراً منه .
وما العبد إلا ( ولي لله ) ..
وهذا الولي هو خفي عن موسى في الظاهر .. وكما جاء عن أمير المؤمنين ( منه السلام ) إنه قال ( ان اللّه اخفى اولياءه في عباده، فلا تحتقرنّ احدا من عباده، فقد يكون وليا من أوليائه) ..
وكما جاء أيضاً عن الباقر ( منه السلام ) أنه قال للصادق ( منه السلام ) : يا بني : ان الله خبأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء ، خبأ رضاه في طاعته فلا تحقرن من الطاعة شيئا فلعل رضاه فيه ، وخبأ سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية شيئا فلعل سخطه فيه ، وخبأ أولياءه في خلقه فلا تستصغرن أحدا ( من عباده ) فلعل ذلك الولي . وهذا الكلام موجه لنا ( فأياك أعني وأعي يا جاره ) .
فيذهب موسى للقاء العبد والتعلم منه بأمر من الأمام ( القائم ) ..وبما إن الحدث سيقع في زمن القائم فمجمع البحرين في زمننا هذا دلالة على ( المضيق ) في الظاهر … ولولا أنني مأمور بعدم البوح عن المكان لآخبرتكم بمكانه …
ولكنني ساشير لآصحاب العقول كأشارة للمكان ( في سورة التكوير ) ..فأفهم وأكتم .
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا
( السفينة ) بارجة حربية من أسطول القائم يعلم بها موسى .
( خرقها ) تلاعب بميكانيكيتها وأجهزتها لكي لا تتصدى لأي هجوم وتكون معرضة للغرق ,
………………….
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا
( فقتله )
هنالك قتلين : الأول القتل ( الجسدي ) والثاني ( القتل المعنوي ) ..
والغلام هو شخصية معروفة لموسى ..ولذا وصفها موسى بالزكية ..
اي بمعنى إن العبد سيقتل صاحب نفس زكية عند موسى في الظاهر .
…………………..
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ..
( اهل قرية ) أي عاصمة أو محافظة أو بلد ..
( أستطعما آهلها ) أي أختبروهما هل هم من الموالين للقائم أم لا ؟
( فأبوا أن يضيفوهما ) من بعد التمحيص وجدا اهل القرية من غير الموالين للقائم ..
( فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض فأقامه ) ..أي وجدا فيها أناس مؤمنون في هذه القرية يكتمون موالاتهم للقائم ولكنهم ضعاف ..فعلمهم كيفية التقية وكيفية الاتصال بالقائم بشكل سري .
………………………………
وفيما يلي أثبات هذا التأويل الأول بحسب ما أنبأنا به كتاب الله على لسان العبد ..
( … سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا )
المساكين …درجة عالية ومرتبة متعالية
ومنبعها من ( السكينة ) ..يعملون في البحر بإمرة القائم
وكما جاء عن المعصوم …اللهم احييني مسكيناً .
( فأردت ) الأرادة الخاصة للعبد لأنه يعلم بإن هذه السفينة سوف يستولي عليها الملك
وكان ورائهم ملك يآخذ كل سفينة غصباً … ( الملك ) المعادي للقائم ….( غصباً ) معركة .
…………
وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا
…( الغلام ) فهو من المعادين للقائم ولكنه كان يخفي ذلك ويظهر الولاء ..
( ابواه ) معلماه وليس هنا المقصد منه ( أباه وأمه ) ..
( فأردنا ) ارادة العبد والرب … لان أرادتهما واحدة فهو مأمور بذلك .
( زكاة) من تزكية النفس ( قد أفلح من زكاها ) …
و( اقرب رحما ) اي موالي للقائم ومن المقربين .
……….
وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ
…………..
( الجدار ) التقية
( لغلامين ) موالين على مرتبتين .
(وكان تحته كنز لهما ) … الأتصال بالقائم .
(ابوهما صالحا) …معلمهم من المصلحين ..
( فأراد ربك ) ارادة الرب التي جسدها العبد .
وجميع الأمور ليست من أمر العبد ومن علمه …بل من أمر القائم ..( وما فعلته عن أمري ) …
ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا
…..
قال إنك لن تستطيع معي صبرا ..
الم اقل لك إنك لن تستطع معي صبرا ..
ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا ..
( تستطيع ترتبط مع أرادة العبد ) فأردت
(تستطع ترتبط مع إراده الرب والعبد ) فأردنا
( تسطع ترتبط بإرادة الرب ) فأراد ربك
………….
سنكمل إن شاء الله بقية التأويلات بعد غدٍ إن شاء الله تعالى
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وآله وسلم تسليماً .