- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 1 week ago by .
-
Topic
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهفعند ذلك توقعوا ظهور متكلّم موسى من الشجرة على الطور
نبدء هذا المقال بما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له:ا
ا((إذا صاح الناقوس، وكبس الكابوس، وتكلّم الجاموس، فعند ذلك عجائب وأيّ عجائب، أنار النار بنصيبين، وظهرت راية عثمانيّة بوادٍ سودٍ، واضطربت البصرة، وغلب بعضهم بعضاً، وصبا كلّ قوم إلى قوم ………….. إلى أن قال عليه السلام: ……. وأذعن هرقل بقسطنطنية لبطارقة السفياني، فعند ذلك توقعوا ظهور متكلّم موسى من الشجرة على الطور))
سنأخذ جملة من هذا المقطع من كلامه سلام الله عليه لننطلق في بحثنا،، والجملة هي الجملة الاخيرة في المنقول هنا من خطبته الشريفة:ا
ا((فعند ذلك توقعوا ظهور متكلّم موسى من الشجرة على الطور))
أمير المؤمنين يقول ان الذي كلم موسى على نبينا وآله وعليه السلام من الشجرة على الطور سيظهر علانية للناس
نرجع للقرآن لنعرف من الذي كلم موسى من الشجرة على الطور :ا
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
حسنا إنه الله رب العالمين الذي كلّم موسى من الشجرة
فما هي هذه الشجرة التي كان رب العالمين يجلس بها وكانت تبدو للناظر إليها في الظلام من بعيد وكأنّها نار من شدة إضائتها؟
لنعرف ذلك سنذهب معا للروايات التالية:ا
رقم الحديث: 692 (حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي
قَالَ :أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ
قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ
، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍقَالَ : حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الإِيَادِيُّ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ إِذْ جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُفَوَكَزَ بَيْنَ كَتِفَيَّ ، فَقُمْتُ يَعْنِي إِلَى شَجَرَةٍ فِيهَا مِثْلُ وَكْرَيِ الطَّيْرِ
فَقَعَدَ جِبْرِيلُ فِي أَحَدِهِمَا ، وَقَعَدْتُ فِي الآخَرِ
فَسَمَتْ وَارْتَفَعَتْ حَتَّى سَدَّتِ الْخَافِقَيْنِ
وَأَنَا أُقَلِّبُ طَرْفَيَّ ، فَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَمَسَّ السَّمَاءَ لَمَسَسْتُ
فَالْتَفَتُّ إِلَى جِبْرِيلَ فَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ حِلْسٌفَعَرَفْتُ فَضْلَ عَلْمِهِ بِاللَّهِ عَلَيَّ
فَفُتِحَ لِي بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ وَرَأَيْتُ النُّورَ الأَعْظَمَ
وَإِذَا دُونِي حِجَابٌ رَفْرَفُ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ
فَأَوْحَى إِلَيَّ مَا شَاءَ أَنْ يُوحِيَ ” اوَقَالَ غَيْرُهُ : فِي هَذَا الْحَدِيثِ فِي آخِرِهِ ، وَلُطَّ دُونِيَ الْحِجَابُ رَفْرَفُ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ
هَكَذَا رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عُطَارِدٍ
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مَلأٍ مِنْ أَصْحَابِهِ
فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ ، فَنَكَتَ فِي ظَهْرِهِ
فَذَهَبَ بِهِ إِلَى الشَّجَرَةِ فِيهَا مِثْلُ وَكْرَيِ الطَّيْرِ
فَقَعَدَ فِي أَحَدِهِمَا ، وَقَعَدَ جِبْرِيلُ فِي الآخَرِ
فَتَسَامَتْ بِنَا حَتَّى بَلَغَتِ الأُفُقَ
فَلَوْ بَسَطْتُ يَدَيَّ إِلَى السَّمَاءِ لَنُلْتُهَا
فَدَلَّى بِسَبَبٍ ، وَهَبَطَ النُّورُ
فَوَقَعَ جِبْرِيلُ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ كَأَنَّهُ حِلْسٌ
فَعَرَفْتُ فَضْلَ خَشْيَتِهِ عَلَى خَشْيَتِي
فَأُوحِيَ إِلَيَّ : نَبِيًّا مَلِكًا أَو نَبِيًّا عَبْدًا؟
أَوْ إِلَى الْجَنَّةِ مَا أَنْتَ؟
فَأَوْمَأَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ أَنْ تَوَاضَعَ
قَالَ : قُلْتُ : لا ، بَلْ نَبِيًّا عَبْدًا .)ا….إنتهى
نفس هذه الرواية جائت بلفظ صخرة بدل لفظ الشجرة
وهذا هو الحديث الآخرـ((ما أخرجه البزار وسعيد بن المنصور من طريق أبي عمران الجوني عن أنس رفعه قال بينا أنا جالس إذ جاء جبريل عليه الصلاة والسلام فوكز بين كتفي فقمنا إلى صخرة مثل وكري الطائر فقعدت في أحدهما وقعد جبريل في الآخر فارتفعت حتى سدت الخافقين))ـ
من هذه الروايات يمكننا فهم معنى الصخرة او الشجرة التي كلم منها رب العالمين موسى تكليما ،، إنها سفينة فضائية
على الأغلب طبعا أن السفينة أو الشجرة التي نزل بها جبرائيل عليه السلام ثم صعدت بنبينا صلى الله عليه وآله للسماء قد لا تكون هي نفسها نفس تلك الشجرة او السفينة التي نزل بها رب العالمين وكلم منها موسى تكليما، لكننا أردنا هنا ومن هذه الرواية فقط أن نصل لمعنى الشجرة على الطور
فكليم موسى من الشجرة على الطور والذي أسهب أمير المؤمنين بوصف العلامات التي ستسبق ظهوره وأوصانا أن ننتظر ظهوره حينها سيظهر لا محالةفهل تتوقعون أنه سيظهر للعيان وهو راكب شجرته أم انه سيظهر راجِلا وسفينته أو شجرته تطير فوق رأسه وتظلله كالغمام وتنادي باسمه؟
(يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ وَعَلَى رَأسِهِ غَمَامَةٌ فِيهَا مُنَادٍ يُنَادِي: هَذَا الْمَهْدِيُّ خَلِيفَةُ اللهِ)
نترك الاجابة لكم على هذا السؤال وننتقل في نفس هذا الموضوع لزاوية أخرىلنرى علاقة رب موسى بالسامري وبما فعله السامري وذلك من خلال ما حدث باللقاء الثاني بينهما حين تقدم موسى على قومه بالمسير لأنه كان مستعجلا لقاء ربه
وعند وصوله قال له رب العالمين
وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى() قَالَ هُمْ أُولاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ()قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ
موسى عليه السلام خاطب كليمه من الشجرة ودعاه بلقب (رَبِّ) في هذا الموقف
رب العالمين كان يحمل له أخبار غير سارة باشره بها قائلا: فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ
وهنا نسب عملية الفتنة لنفسه لكن ضمن مجموعة،،فعندما قال فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ فأنه شمل نفسه مع مجموعة بقوله فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ رغم أنه استعمل ضمير المفرد عندما قابله أول مرة وقال له أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ،، فيمكننا أن نقول أنه في القاء الأول أراد أن يبين له من هو فاستعمل ضمير المفرد ،، لكنه في اللقاء الثاني أراد أن يبين له من هم فاستعمل ضمير الجمع
المهم أنه نسب لنفسه فعل الاضلال لقوم موسى لكن ضمن المجموعة التي كان يتكلم بلسانهم
لكنه عاد وحدد اسم من باشر بفعل الإضلال،، وقال أنه السامري
فمن هو السّامري؟هل السامري هو أحد أفراد تلك المجموعة التي نطق كليم موسى باسمها وضميرها؟
أم أن السامري هو أحد خدمة وجنود ورجال رب العالمين في الأرض ممن سيثيب وسيعاقب بهم عباده في الأرض وسيجزيهم بواسطتهم ما كانوا يكسبون؟
بداية نقول أن السامري عندما أخرج العجل لقوم موسى فإنه لم يظلمهم لكنه قد أعطاهم تماما ما طلبوه بأنفسهم من موسى قبل أيام قلائل،، فقبل أن يتركهم موسى عليه السلام ليتوجه لمقابلة ربه بايام طلبوا منه أن يجعل لهم إلها يعكفون على عبادته
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ
ويبدو أن هذه الرغبة قد ظلت بعد ذلك دفينة وساكنة في قلوبهم ،، ونُصح وتوجيه وتحذير موسى لهم جعلهم يسكتون فقط عن الطلب، لكن القلوب كانت لا تزال تهوى وتتوق لعبادة ذلك الصنم
السامري كان يرافق موسى سرا
وسيتضح ذلك لنا بعد قليل ،، من أن الذي أرسل موسى وكلفه بالرسالة وبهداية الناس هو نفسه من أرسل السامري معه في زمانه وكلفه بإضلال قومه بعد ذلك
لكن يجب أن نتذكر انهم لم يضلوهم رُغما عنهم،، بل انهم أعطوهم تمام ما كانوا يريدونه ويشتهونه ،، فهم كانوا يريدون الصنم فأعطوهم إيّاه بواسطة أحد جنودهم وهو السامري، ثم تولوا بعد ذلك بنفسهم أمر صدور صوت الخوار من العجل أحكاما للفتنة
مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا () وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا () كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا
من رواية طويلة عن هذه الفتنة في تفسير القمي أورد هنا هذا المقطع منها والذي به الفائدة:ا
ثم أوحى الله إلى موسى { إنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري } ، وعبدوا العجل وله خوار
فقال موسى (ع) : يا رب !.. العجل من السامري فالخوار ممن ؟ا
قال : مني يا موسى!ـأنا لما رأيتهم قد ولّوا عني إلى العجل ، أحببت أن أزيدهم فتنة …….إنتهى النقل
موسى بدوره فهم أنه وأخيه ليسما وحدهما على الساحة المكلفين بسياسة العباد من ربهم،، فربهم كما يرسل الرسول الهادي فانه يرسل معه وبزمانه المُضِل الفاتن أيضا
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا
موسى فهم هذا الأمر ولذلك فإنه عندما عاد الى قومه ورغم غضبه الكبير بحيث أنه ألقى الالواح وأخذ رأس ولحية أخيه يجره فإنه عندما وصل للسامري ترقق معه بالحديث كما ترقق من قبل مع الأمرأتين على البئر وهما تسقيان
فكما ابتدء الحديث مع الإمرأتين بغاية الأدب واللطافة:ـ
وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ
إبتدء كذلك مع السامري حديثه بنفس درجة الأدب واللطافة
قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ
ويمكنني تخيّل أن السامري كان يجلس متكئا ويضع بين اسنانه عود لطيف ينظف به ما علق بين اسنانه من الطعام عندما أجابه على سؤال موسى له فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ قائلا له:ـ
قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي
نعود للسؤال الذي طرحناه قبل قليل وهو : من هو هذا السامري؟
الرواية التالية قد تلقي لنا الضوء على إجابة هذا السؤال:ـ
جاء في تفسير البرهان لهاشم البحراني في حديث عن المولى الصادق منه السلام قال:ـ
ـ”عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ” اي تسعة عشر رجلا
فيكونون من الناس كلهم في المشرق و المغرب
و قوله تعالى وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ.اقال فالنار هو القائم -منه السلام- الذي انار ضوؤه و خروجه لاهل المشرق و المغرب
والملائكة هم الذين يملكون علوم ال محمد اليهم التسليم……إنتهى
وسواء كان التسعة عشر هم نفسهم الملائكة أو كانوا هم الرجال من الناس كلهم في المشرق و المغرب،، فهم جنود رب العالمين في هذه الأرض يعيشون بين الناس في المشرق والمغرب ويعملون بأمر ربهم وحكمه ويفعلون ما يُؤمرون بدون نقاش
علينا أن ندرك أن شياطين الانس والجن انما هم آليات الفتنة الالهية وأسبابها وأدواتها
وأن رب العالمين لا يفتن الناس على قدره ومكره هو ،، بل على قدرهم وحسب نياتهم وأعمالهم
فلو كانت الفتن والابتلاءات على قدره ومكره هلكنا جميعا إذن ولن ينجو أحد منّا من الوقوع بتلك الفتن حتى لو غلّقنا الابواب طوال عمرنا علينا وانهمكنا بالعبادات كما يريدها الله
لكن الله يفتن الناس على قدرهم وحسب قانون واحد يسري على الجميع أكدّه القرآن الكريم بكل صورة ،، وهو قانون إنما تجزون ما كنتم تفعلون
وقانون لا يغير الله ما بقوم سواء للاحسن أو للأسوء حتى يغيروا ما بأنفسهم
وابليس والشيطان ورجله في مقام الابتلاءات والفتن هم مجرد أدوات لتحقيق وتنفيذ هذا القانون الالهي للعقاب والثواب
ولا بد أن تكون رؤوس جميع الخيوط التي تحرك جميع هذه الادوات التفيذية وعلى مختلف رتبها في عالم الأمر وفي عالم الخلق يجب أن تكون أطرافها ورؤوسها كلها بيد رب العالمين
الا ان يقول قائل انه يوجد هناك من ينازع رب العالمين في ملكه وملكوته ولا يمشي حسب خطته وإرادته في تربية مخلوقاته
وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا () مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا
والمسألة هنا لا علاقة لها بالنظرة العرفانية او غيرها
فيكفي أن نُخرج كل ما عدى الله من أي معادلة نقوم بها وستتضح لنا كل الامور حينها
من المضل؟ هو الله
كيف سيضل؟
هل سيباشر العملية بنفسه؟
كلا … لا بد من وجود أدوات للإضلال
ما هي تلك الأدوات؟
انهم شياطين الجن والإنس
وماذا سيفعلون لأضلال الناس؟
هل سيسحبوهم بالسلاسل للمعاصي فيرتكبوها؟
أبدا لن يجبروا أحدا على المعصية
ماذا سيفعلون إذن؟
سينعقون لهم بأبواب المعاصي ويزينونها لهم
وعقابهم ماذا سيكون؟
المعيشة الضنكا وغلاء الأسعار
وتأمير اسافلهم عليهم ليذيقوهم سوء العذاب في الحياة الدنيا
كرة بعد كرة وحياة بعد حياة
وفي الآخرة لهم عذاب عظيم من نوع آخر
أعلم انّ أغلبنا يتميزون من الغيظ على الحكام الظلمة والمراجع الفسقة الذين لا يغنون ولا يسمنون من جوع روحي
لكن يجب أن نعرف أنهم من ضمن نفس هذا النظام الالهي للعقاب والثواب
وليجزينا من خلالهم تماما بما كنا نعمل
فإبليس مثلا عندما يرفع عالم فاسق ويضعه في موقع المرجعية أو غيرها ويحيطه بالفاسدين الذين سيذبّون عنه كل أذى فإنه لا يفعل ذلك ليزيده وعائلته ورجاله الثراء والمنعة
بل ليجزي اتباعه ومن سيقلدونه بما كانوا يعملون
اتريدون صنما؟
خذوا هذا صنمكم على مقاسكم تماما
فبنفس الطريقة التي كانت فتنة السامري لا يوجد بها ظلم لأنهم هم من كانوا يتوقون لعبادة العجل وهكذا أيضا حالنا مع حكّامنا
فإن نفس الحكّام والمراجع وغيرهم إنما هم نتيجة انتخابنا وخضوعنا ودفاعنا المستميت عنهم
فنحن لا نزال ننتخبهم رغم اننا نرى أنهم لا زالوا يقودوننا كالعميان من حفرة عميقة لحفرة أعمق
إنما تجزون ما كنتم تعملون ،،،،،، هذا هو القانون الجزائي
وشياطين الانس والجن هم أدوات تنفيذ هذا القانون،، فالقانون يسري على الجميع وبدون استثناء
ومنفذي هذا القانون التسعة عشر لهم سلطة إلهية على جميع من ستصدر بحقهم تلك الاحكام الجزائية الالهية وبهم يفتن رب العالمين عباده
طريقة الخلاص الوحيدة من فتنهم هي أن نعتكف لتحصيل المعارف الالهية التوحيدية للارتقاء بأنفسنا علما وعملا وأن نتبرء من كل وليجة غيرهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين
فهؤلاء الظلمة سيصبح حالهم بالنسبة لنا حينها كحال دكتاتور موزامبيق او زيمبابوي أو أي ظالم آخر في هذا العالم يعيش في بقعة نائية ومعزولة عنّا وليس له أي سلطة علينا
بمعنى سيصبح هذا الصنم موجود وبنفس الوقت غير موجود لأننا لا نتولاه
فما همنا حينها ان كان وان لم يكن
فإن كنّا مأمورين منهم صلوات الله وسلامه عليهم ان لا ندعوا الناس لأمرهم
وأن ندع ما بدولة حبتر لأتباع حبتر
وأن نترك الدنيا بما فيها لهم ولا ننازعهم فيها
فأي فائدة سنجنيها في اشغال أنفسنا بما هو محتوم
وبترك ما نحن به مأمورين من تحصيل المعارف الربانية والوصول للمعرفة النورانية
والسعي للإتصال الدائم بمن يسكن قلبنا كلنا فيعلمنا حينها البيان؟
الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ () خَلَقَ الإِنسَانَ () عَلَّمَهُ الْبَيَانَ
في مجمع البيان ” علمه البيان ” قال الصادق عليه السلام البيان الاسم الأعظم الذي به علم كل شئ…..إنتهى
والاسم الأعظم يعني الاسم المكنون
من سيجد أو سيقع هذا الكلام في قلبه ويتقبله قبول حسن وبدون أن يحكم عليه أية أحكام سلبية، فسيستفيد من هذه الرؤية الكونية لله رب العالمين وللكون أيضا
وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الابرار
- The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.