*94*كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ

  • Creator
    Topic
  • #1400
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    عدة تساؤلات ضمن اعتراض واحد وسؤالين آخرين تقدم بها أخوين وأخت كريمة تفاعلا مع المقال الذي عنونته

    انت تملك في كيانك من يستطيع ان يجعلك تعيش تجربة روحية جميلة

    سأوردهما أولا قبل أن ابيّن جوابي لهما بعد ذلك والذي افردته بمقال خاص لطول الجواب بعض الشيء
    ـ1ـــــ ماذا عن الالم والجوع والقهر؟

    هل تريد الأنفس العليا ان تعيش تلك العذابات ايضا؟

    وإذا كان الامر كذلك ، فهل يُعقل ان المتعذب كان قد اتفق مع نفسه العليا ان يعيش هذه العذابات؟

    ألا ترى أن ثانية واحدة مكثفة من العذاب تجعل المرء يكفر بكل أشكال النعيم وتفاهتها ولا جدواها اذا كان ثمنها او شرطها هو الالم والعذاب الشديد؟

    وما قيمة نعيم مبدأه عذاب؟

    اليست هذه معادلة مريضة؟
    ——–
    ـ2ـــــ أخي ،،، حينما اتوجه لنفسي العليا وأطلب منها بأي اسم اخاطبها واناديها؟
    ——
    ـ3ــــــ من فضلك ياصديقي هل يكون الطلب من النفس العليا بدعاء مخصوص فنحن نطلب منها في صلاتنا وركوعنا وسجودنا.فما هو تعليقك؟ـ
    ——
    الإخوة الكرام والأخت الكريمة سأحاول أن أجيب على أسئلتكم الكريمة ان شاء الله في مقال واحد لتكتمل الصورة لكم ولباقي الاخوة والاخوات أكثر وأكثر

    يجب أن نقرّ بالبداية أن الأمور والأحداث التي تجري منّا وعلينا في كل هذا الكون هي أمر بين أمرين، يعني لا جبر ولا اختيار بل امر بين أمرين وذلك كما علمنا أهل البيت عليهم السلام فهذه هي عقيدة مدرسة اهل البيت عليهم السلام وتفسيرهم لطبيعة هذا الكون وأحداثه،، فمنزلة الامر بين الامرين هي منزلة اوسع مما بين السماء والأرض كما يقولون سلام الله عليهم اجمعين

    طبعا هذا الامر بين الامرين عقيدة صعبة جدا جدا ان يدركها الانسان بصورتها الكاملة في العوالم الأرضية ، لكنها واضحة جدا جدا لكل من يسكن في العوالم العلوية من أهل السماء،، فهم يعيشونها يوميا ويمارسونها على الدوام

    بداية دعوني أقول اننا يجب أن نفرق بين الشعور بالالام والشعور بالمتعة،، فالمتعة قد تكون في كثير من الاحيان مرافقة للآلام مرافقة لزومية

    يعني لو سألنا الملاكمين وجميع الذين يمارسون الالعاب القتالية لماذا تدخلون في الحلبات وتضربون بعضكم البعض حتى تُدمون أنفسكم وتكسرون عظام بعضكم البعض؟ فسيقولون لنا إننا نجد المتعة في ذلك

    وكذلك الذين يعيشون حالة التعب والارهاق الكبير في الملاعب الرياضية وقبلها في التدريبات الشاقة اليومية سيجيبون بنفس الجواب اذا ما سئلناهم لماذا تفعلون ذلك

    وكذلك سيجيبنا الذين يدخلون الكهوف المظلمة المليئة بالمفاجآت المرعبة التي لا يعرفون كيف ستنتهي عليها صورة تلك الرحلات المحفوفة بالمخاطر

    ويمكنني أن أستمر بضرب مئات الأمثلة من حياتنا اليومية على أن مشاعر الخوف والجوع والعطش والالم والحسرات كلها سبب أساسي لحصول الانسان على المتعة بمعنى انه يسعى بطرق مختلفة ليعيش تلك المشاعر المخيفة والمؤلمة حضوريا ليشعر كذلك بالمتعة من خلالها شعورا حضوريا

    والشعور الحضوري هو اتحاد الشعور او العلم مع النفس اتحادا وجوديا ،، يعني قطرة واحدة من العسل ستغني حينها عن وصف طعم الحلاوة لمن لم يذقه من قبل عبر آلآف الكلمات والصفحات ،، وذلك لأنه اتحد مع نفس طعم الحلاوة في كيان واحد

    الآن أطلب منكم أن تخرجوا من أبدانكم لتعيشوا مشاعر أنكم مخلوقات أبدية لا تموت ولا تفنى كما يقول لنا رسول الله صلى الله عليه وآله

    ا((ما خلقتم للفناء بل خلقتم للبقاء، وإنما تنقلون من دار إلى دار))ـ

    وفي كل دار ستنزلون به من عليائكم ستختبرون مشاعر واحاسيس جديدة طوال اقامتكم به ، وعند عودتكم منه لمقركم الأصلي عند ربكم أو نفسكم العليا

    ا((( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ () ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً () فَادْخُلِي فِي عِبَادِي () وَادْخُلِي جَنَّتِي)))ـ

    فستكتشفون عظمتكم حينها وستنسون جميع الآلآم التي اختبرتموها في تلك الدور وستبقى ذكريات تلك الدور متحدة مع أرواحكم كعلوم حضورية لا آلآم بها

    فمشاعر الطفل اليتيم والأم المفجوعة باولادها والأب الذي استشهد من اجل اولاده وغيرها من المشاعر الكثيرة لن تعود مؤلمة بعد ذلك أبدا ، لكنكم ستعرفون حينها معناها وحقيقتها كامل المعرفة لأنكم عايشتموها حضوريا

    كما انكم ستعرفون أنكم شركاء رئيسيون في عملية أخراج تفاصيل العلم الالهي المكنون في الكتاب المكنون من حالة مكونها فيه كعلم حصولي فتجعلونها بإعمالكم مشيئتكم الذاتية المودعة بكم كمخلوقات إلهية ،، فتجعلونها علم حضوري

    فالله المعنى المعبود خلق مشيئته ليعرف نفسه بها حضوريا ،، وليس كما يقولون لكم لكي يُعرف،،ـ

    هذا المعنى الذي يقولونه لكم معنى ساعدكم حتى الآن على الاقتراب من فهم معنى ليَعرف نفسه، لكن بعد أن وصلتم لأعتاب هذه المعرفة فيجب عليكم ان تستبدلوا المعنى القديم بهذا المعنى الجديد، لأن المعنى القديم اصبح حاجز يحجزكم عن رفع وعيكم وادراككم للدرجة التي ستكونون معها مؤهلين للصعود بوعيكم درجة ،، بل درجات

    فهذا المعنى الجديد سيفتح لكم آفاق جديدة من المعرفة وآفاق جديدة من الفهم وآفاق جديدة من الإدراك، وبالتالي ستتغير معها نظرتكم السوداوية والمتشائمة للحياة

    الكثير من الناس ممن وصلوا لهذا المعنى بدأوا يعيشون حياتهم كمغامرة يخوضونها بمحض ارادتهم فتغيرت حياتهم كليا ولم تعد آلآمها ومصاعبها مؤلمة ومأساوية كما كانت بالسابق

    في السابق تم اخفاء هذه المعاني عنكم بطرق مختلفة وكثيرة ،، لأن نجاح أهداف عمليات التنزل التي تقوم بها الملائكة والروح بإذن ربهم كانت حتى ذلك الوقت تعتمد على جهلكم بهذا الأمر

    على جهلكم انكم كنتم ولا تزالون على الدوام محاطون بمن يحميكم ويراقبكم ويحرص على مروركم بجميع ما مررتم به حتى الآن من الأحداث ،، وكذلك انكم محاطون بأمم كثيرة جدا تملاء السماوات وانتم جزء منهم وهم من يقومون بالتنزل بكم في العوالم الارضية

    الأهداف سابقا كانت تستلزم جهلكم بهذا الأمر وهكذا حرصت الملائكة والروح على حبسكم داخل دائرة الانفصال عن العالم العلوي

    فسماؤكم المظلمة التي زينها الملائكة والروح وربهم بالنجوم عملت على جعلكم تظنون أنكم تعيشون منعزلين ولوحدكم بهذا الكون الكبير واطلقت خيالكم بكل انواع صور الخيال، شعر وعلم وخيال علمي وخيال روحي وخيال مرعب وخيال جميل و و و و و

    هذه السماء المحيطة بكم هي مجرد قبة حجزتكم عن رؤية الحقيقة المنيرة وهي ان الوجود بطبعه منير ومشرق لا بشمس ولا بقمر،، بل انه مشرق بنور ربه على الدوام

    أمّا سماؤكم المظلمة هذه فهي قبة صناعية مرفوعة فوقكم صنعتها عقول متقدمة بوعيها وذكائها وقدراتها على وعيكم وذكاؤكم وقدراتكم بأضعاف واضعاف واضعاف واضعاف كثيرة بحيث انها تستطيع ان تشكل النسيج الكوني باي صورة تشائها

    ومثل قبتكم هذه توجد قبب كثيرة جدا لن يمكنكم بل وحتى أقوى وأعلم الملائكة لن يمكنه أن يحيط بها او حتى ان يتصور عددها مهما ابحر بأجنحته وجدّ وأسرع بالمسير

    ونحن مقبلون على مرحلة انتقالية جديدة للوعي والإدراك ندرك ونعي بها مدى سعة هذا الكون ومدى جماله ويجب ان نكون جاهزين لهذه المرحلة لنكون من المتنافسين الفائزين بها

    ما يحدث تحت هذه القبب يؤثر على ما سيتم تقريره فوقها،، فكل الامور تجري حسب المخطط لها

    توجد خطط سنوية لما يجب ان يجري من الاحداث تحتها يتم تقريرها كل سنة بسنتها من قبل القيادات العليا لكل العوالم السماوية والارضية

    وهذا المعنى نفسه الذي تعرفونه من سورة ليلة القدر وكيف ان الارزاق ، كل الأرزاق بمختلف صورها يتم تقريرها كل سنة بسنتها ويتم تنزيل تلك الخطّة من قبل القيادات العليا للقيادات المخصصة لإدارة شؤون كل قبة منها والحرص على تنفيذ تلك الخطط والمقادير المكتوبة بها والحرص على ان ينال كل واحد منكم على نصيبه المكتوب له من تلك المقادير والارزاق

    وهذه العملية لا تتم بطريقة دكتاتورية ،، بل انها تخضع كذلك للقانون العام وهو الأمر بين الأمرين ، أي لا جبر ولا تفويض

    انكم على هذه الأرض تنتمون لأمم سماوية كثيرة خرج الكثير منهم قبلكم من تحت قببهم للعالم السماوي الكبير الذي نحن مقبلون على الوصول لأعتاب مرحلة تحديد من منا سيخرج منها ومن منا سيبقى فيها ومن منا سينتقل لقبة أخرى

    ومن سيخرج منّا من تحت هذه القبة سيكون من الشهود الذين سيتخذهم رب العالمين ليشهدوا عظمة الخالق وحسن تدبيره وشأنه العظيم

    إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ

    تلك الامم تعيش الآن المعنى الحقيقي للعالم العقلي أو العالم النوراني، فهي تتصرف به كعقول تخلق لنفسها في غرفها الآمنة ما تشاء من المتع حسبما عرفوها واختبروها وعايشوها وشعروا بها حضوريا تحت قببهم
    بمعنى اننا تحت قبتنا هذه نرى ان ممارسة الجنس وأكل انواع الطعام وشرب المشروبات المختلفة هي اهم انواع المتع، لكن في قبب أخرى ربما لا تكون هذه المتع موجودة بها ولا يعرفونها ابدا

    وكانوا يختبرون المتع والحياة تحت سقوف قببهم المرفوعة بصور أخرى مختلفة تماما عما نعرفه منها تحت قبتنا هذه

    وكل قبة أخرى يوجد تحتها صور جديدة أخرى من أنواع المتع والرغبات المحدودة والمختلفة والتي ستدور حولها جميع صور وتفاصيل احداث الحياة المختلفة تحت تلك القبة

    عندما تخرجون إن شاء الله من تحت قبتنا هذه فستجدون أنكم لن تستطيعوا أن تعرفوا معنى تلك المتع التي لم تختبروها حضوريا في السابق والموجودة تحت القبب الاخرى وبالتالي لن تستطيعوا ان تخلقوها لأنفسكم عقليا ضمن العالم العقلي الذي بدأتم للتو سبر اغواره ومعانيه

    ففي بداية خروجكم من تحت هذه القبة لن تستطيعوا ان تخلقوا عقليا لأنفسكم وبمشيئتكم سوى ما تعرفونه او ما عرفتموه فعلا منها تحتها،، يعني متع جنسية وطعام وشراب فقط

    وستجدون انكم لكي تعرفوا المزيد منها يجب عليكم أن تعرفوا وتشعروا وتختبروا حضوريا تلك المشاعر والمتع في تلك القباب،، فحينها فقط ستتمكنون من استنساخها بمشيئتكم ولأنفسكم متى ما شئتم في عالمكم العلوي في الغرف الآمنة

    ولكي تستطيعوا ذلك فانكم ستنتقلون من قبة لقبة ثم لقبة أخرى وأخرى وأخرى الى ما شاء الله لكي تكتشفوها وتعيشوا تفاصيلها

    ودائما سيوجد في تلك القبب المزيد والمزيد والمزيد منها لكي تتعلموه قبل ان تصبح ملككم وطوع ارادتكم متى ما شئتموها،، ولديهم لنا منها المزيد والمزيد والمزيد دائما

    فعالم الأمر هو العالم العقلي بأجلى صوره ومعانيه أو هو عالم المشيئة بكن فيكون

    أمّا العوالم الارضية فهي المحاكاة العلمية الصناعية للعالم العقلي بكل صوره

    فعندما يقول علماء اليوم أننا نعيش بعالم الهولوجرام فمعناه اننا صورة علمية صناعية طبق الأصل من عالم العقل

    فالكون عندما أبدعه المعنى المعبود لا من شيء أبدعه عالم عقلي، عقل له رؤوس بعدد الخلائق ما كان منها وما يكون الى انقضاء الساعة

    لكنه أبدعه بمقادير مقدرة تقديرا دقيقا،، يعني أبدعه على أسس علمية ثابتة ومحددة
    وجعله على حالتين، او عالمين

    عالم السماوات وعالم الأرض
    أو عالم الجنة وعالم النار
    أو عالم العقل وعالم الصورة
    أو عالم العالم العلم وعالم المعلوم

    وجعل في عالم الجنة او السماوات مخلوقات نورانية في منتهى التطور والذكاء ،، وجعلها متسلطة على العوالم الارضية تحاكي بها ومن خلالها بالعلم وبالمقادير المقدرة تقديرا دقيقا وبطرق علمية وصناعية وقائمة على أساس تلك المقادير المقدرة ، تحاكي بها عالم العقل بصورة كاملة فيكون عالم العقل هو كالروح لعالم المادة

    تلك الأمم الموجودة الآن في العوالم العقلية السماوية تقوم بالتنزل بنا ، وكل أمّة منها تحيط بوسائل وطرق علمية متطورة بجميع ما تتنزل به في عوالم الهولوجرام او عوالم الأرضين تحت القبب

    يعني عدد دول العالم تحت قبتنا هذه يبلغ عددها اليوم ما يقارب 200 دولة ربما يوجد قبالهم 200 امة من امم السماء هم الذين يشاركون في عمليات التنزل بهم تحت قبتنا هذه

    وربما يكونون أقل من ذلك وربما أكثر

    وكل واحد منّا أو كل مجموعة منا ترتبط مع فرد واحد من أفراد تلك الأمم المتطورة
    فكل واحد منا او كل مجموعة منا تعتبر كامتدات لذلك الفرد الواحد والذي هو من يعيش على هذه الارض من خلالنا وهو من يربينا ويرعى شؤوننا ويفاصل عنّا ويتقدم بطلباتنا لكي يضعها رب العالمين في خطته السنوية

    وعندما سنرجع بعد انتهاء كل كرة من كراتنا فاننا سنرجع له حيث هو مستقر في السماء وندخل معه في جنة رب العالمين السماوية والذي هو رب الجميع والجنة هي جنته هو وحده والكل عيال عليه والكل عبيده

    في كل كرّة سيبعثنا فيها هو يريد أن يعيش بها ومن خلالنا بعض صور الأحداث والمشاعر ليتعلم معنا ومن خلالنا كذلك صور جديدة من صور الحياة والمتع

    والتقادير المقدرة جعلت المتع محفوفة بالمكاره في عالمنا ،، يعني جعلتها تأتي مع المكاره في طرد واحد او في باكيت واحد

    نفسنا العليا آمنة من تلك المكاره وستستمتع بها كيفما كانت ،، تماما كما يستمتع الملاكم والمصارع والرياضي والمقامر وغيرهم بجميع الآلآم والمتاعب والخوف والخيبة والحسرات

    عندما تشاهد فيلم تراجيدي فإن اجمل لحظاته بالنسبة لك هي تلك اللحظات التي ستنهمر دموعك فيها،، وهكذا هي أنفسنا العليا تتعايش معنا وتتعلم معنا من خلال أفراحنا ومعاناتنا وأمانينا ودموعنا

    فهي تعايشنا كمشاهد وكشاهد على ما يجري منا وما يجري علينا من الأحداث مُفرحها ومُحزنها، جميلها وقبيحها

    ولكي تستطيع أن تطلب منها أن تُدرج في الخطة السنوية القادمة بعض ما تريد يجب عليك أن تعطيها جلّ او حتى كلّ ما تريد،

    يعني عليك أن تقبل أن تعيش جميع المواقف التي ستواجهك في حياتك ،، فهي تثق أنها ستتعلم من خلال خطة رب العالمين التي يقرها ويعيد كتابتها كل سنة من جديد أكثر من ما ستتعلمه لو انها اتبعت رغباتك لما تريد

    فأنت دائما لن تريد لنفسك الا الرّاحة والسعادة ، وهذه المشاعر محدودة جدا جدا في صورها ،، وتدور كلها او في جلّها حول الجنس والمال والطعام والسلطة

    لو اتبعتك كما تريد أنت فانها لن تتعلم من خلالك اي شيء غير ذلك

    لكنها تريد أن تتعلم وتختبر اشياء كثيرة جدا جدا ،، بل انها تريد أن تتعلم من خلالك كل ما هو موجود على هذه الأرض،، فالوقت من أمامها وأمامك كذلك مفتوح بلا نهاية

    ولذلك فانها ستضع ثقتها بخطة رب العالمين التي تراعي حاجات جميع الخلق بلا استثناء

    فخطة رب العالمين التي سيرسلها لرب الملائكة والروح والخاصة بكل عالم من العوالم الأرضية تعمل ضمن المقادير المقدرة تقديرا دقيقا على رفع وعي وعلم الجميع بلا استثناء

    كما اننا يمكننا دائما ان نغير بأفعالنا تلك المقادير،، من خلال وصل الرحم والصدقات ورعاية الايتام والمسح على رؤوسهم ،، وكذلك بفعل جميع ما يضاد ذلك

    فالمقادير المكتوبة لنا وعلينا يمكننا دائما ان نغيرها بافعالنا للاسوء او للأفضل وذلك حسب القوانين والمقادير الربانية التي على أساسها سيمحو الله ما يشاء من الذي كتبه او يثبته كما كتبه

    هل تريد أن تعرف كيف يجب أن تخاطب أفسك العليا؟

    ارسم على اصبعك ابتسامة وضع فوقهما نقطتين مكان العينين وحرف ل مكان الأنف واجعله أمامك وكأنه ينظر اليك وتخيل أنّه يكلمك ويطلب منك

    انه لا يطلب من أحد غيره حينها، انه يطلب من نفسه ،، فنحن بالنسبة لأنفسنا العليا كالاصابع من اليد وكاليد من الانسان،، كلنا وحدة واحدة، وكلنا واحد

    وعندما تطلب من نفسك العليا فإنها لا تستطيع ان تحقق لك طلباتك من نفسها مباشرة

    وجلّ ما يمكنها لو أرادت ذلك هو أن تضع طلبك او طلباتك ضمن طلباتها التي سترفعها لرب العالمين علّه يقبل ان يكتبها في خطته السنوية المقبلة التي سيتنزلون بها

    فالذي يقرر ذلك هو فقط رب العالمين الذي هو أسرع الحاسبين، وفقط حين يوافق ويكتب تحقيق طلبك في الخطة السنوية المقبلة فانها ستستطيع حينها ان تتنزل بها لتعيشها انت وتعيشها هي ايضا من خلالك

    فالملائكة والروح تتنزل بالمكتوب فقط، ولا تخترع الاحداث

    بل تتقدم بطلباتها وتنتظر الموافقة عليها وتحديد صورتها

    وفقط حين تحصل الموافقة وتصلها تفاصيلها ستتنزل بها وستعمل بالتنسيق مع باقي النفوس العليا على ان تجعلك تحصل على ما طلبته او ما تم كتابته لك بدلا عنه

    والاسم المكنون يدير العملية بتمامها في كل المستويات من خلال مكونه بقلوب الكل والجميع

    وجميع أهل السماء هم شهود على كيف يدير الاسم المكنون كل ما يحدث بهذا الوجود بطرق لا يمكنهم ان يتصوروا كيف رتب الاسم المكنون ونسق وأخرج أحداثها بكل دقة

    وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الابرار

  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.