- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 1 week ago by .
-
Topic
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأمير المؤمنين: الكونداليني هو ذات الله العليا وشجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوىوَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى () عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى () عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى
أبسط تعريف للكونداليني ومتفق عليه بين جميع من يتكلمون عنه هو أنها قوة الحياة
the life force
وقوة الحياة تعني أنها يجب أن تكون قوة حيّة بذاتها وليس بغيرها، فهي القوّة التي تهب الحياة وفاقد الشيء لا يعطيه بل يعطيه الذي وهبه له
فالقوة المعطية لقوة الحياة يجب أن نكون حيّة بذاتها لكي يصح أن تكون هي من تهب بالأصالة لا بالتوسط الحياة لكلّ من تنطوي بين جنبيه
و”الكونداليني” هو مفهوم أو تعبير او مصطلح سنسكريتي ((والسنسكريتية هي لغة قديمة في الهند وهي لغة طقوسية للهندوسية، والبوذية، والجانية)) فهو مصطلح سنسكريتي معناه الحرفي “عجلة الضوء”ـ
وعجلة الضوء هي الطاقة الكونية الحيّة الموجودة والفاعلة بداخل كل إنسان، بل بداخل كل مخلوق صغر او كبر من مخلوقات هذا الوجود
بل في داخل هذا الوجود كلّه من رأسه لأخمص قدميه
هذه الطاقة الروحانية الواهبة للحياة لكل حي هي الطاقة الروحانية المنطوية بداخلنا والتي يعرفها العالم بإسم ((طاقة الكونداليني))ـ
ما هو الاسم او ما هو التعبير او ما هو المصطلح الذي يقابل في القرآن الكريم وفي روايات اهل البيت عليهم السلام للمفهوم أو للتعبير او للمصطلح السنسكريتي “الكونداليني” وقالوا لنا انه موجود مع أو منطوي في كلّ انسان منّا وأنه حيّ بذاته وكذلك بأن هو المسؤول عن كونه مخلوق حي؟
في القرآن الكريم سنجد هذا المعنى بأجلى صوره ومعانيه متمثل وظاهر وبارز في سورة النور ،، وتحديد في قوله تعالى:ـ
يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ
فزيت الشجرة المباركة هو الذي يوقد المصباح الالهي، وهو الذي يجعله حي ، وهو الذي يجعله مظهر للسماوات والأرض وما فيهما
فزيت الشجرة المباركة الذي يكاد يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَار هو الحيّ بذاته لا بغيره وهو الواهب للحياة لغيره
وعندما أقول انه الحيّ بذاته أرجو الإنتباه انني اتكلم عن الحي بذاته في دائرة المخلوقات ،، ضمن دائرة الاسماء الالهية المخلوقة مهما كانت درجة شرافتها
فالذي ابدع المشكاة والمصباح والزجاجة والشجرة وزيتها ،، جعل زيت الشجرة المباركة اسمه الأعظم الحيّ الذي يهب من خلاله الحياة لبقية مخلوقاته كلها
فإسمه العظيم الحيّ هو واسطة الفيض للحياة والتي سيفيض من خلاله بالحياة على مخلوقاته
فالمشكاة والمصباح والزجاجة والشجرة وزيتها هم وسائط الفيض
فإذا كنت تشعر بإنك حيّ فذلك لأن اسم الله العظيم الحيّ منطوي بين جنبيك
فالحي هو واسطة الفيض بالحياة على بقية المخلوقات
وهكذا هي قوة الكونداليني
فهي قوة الحياة المخلوقة والمنطوية بكل المخلوقات ومن خلال انطوائها بين جنباتها فانها تهب لها أو تفيض عليها بالحياة
فقوة الكونداليني يقابلها بالقرآن الكريم زيت الشجرة المباركة الذي يكاد يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَار فهو حي بذاته
نذهب الآن مع أمير المؤمنين عليه السلام لنرى قوة الكونداليني أو قوة الحياة المنطوية في كل المخلوقات وفي كل إنسان
من رواية أمير المؤمنين التي يصف بها للاعرابي أجزاء نفسه سيمكننا ان نعرف من هي وما الاسماء التي نعرفها بها
روي (ان أعرابيا سأل امير المؤمنين عليه السلام عن النفس فقال له عن اي نفس تسأل فقال: يا مولاي هل النفس أنفس عديدة؟
فقال عليه السلام: نعم نفس نامية نباتية، ونفس حسية حيوانية، ونفس ناطقة قدسية، ونفس إلهية ملكوتية كلية.ـقال: يا مولاي ما النامية النباتية؟
قال: قوة أصلها الطبايع الاربع بدو إيجادها مسقط النطفة، مقرها الكبد، مادتها من لطايف الأغذية، فعلها النمو والزيادة، وسبب فراقها اختلاف المتولدات فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة.ـ
فقال: يا مولاي وما النفس الحسية الحيوانية؟ـ
قال: قوة فلكية وحرارة غريزية أصلها الافلاك بدو ايجادها عند الولادة الجسمانية فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية مقرها القلب سبب فراقها اختلاف المتولدات، فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة فتعدم صورتها ويبطل فعلها ووجودها ويضمحل تركيبها.ـ
فقال: يا مولاي وما النفس الناطقة القدسية؟ـ
قال: قوة لاهوتية بدو ايجادها عند الولادة الدنيوية، مقرها العلوم الحقيقية الدينية، موادها التأييدات العقلية، فعلها المعارف الربانية، سبب فراقها تحلل الآلات الجسمانية، فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود مجاورة لا عود ممازجة.ـ
ـ((((((———–فقال: يا مولاي وما النفس اللاهوتية الملكوتية الكلية؟
فقال: قوة لاهوتية جوهرة بسيطة حية بالذات أصلها العقل منه بدت وعنه دعت وإليه دلت وأشارت وعودتها إليه إذا كملت وشابهته، ومنها بدأت الموجودات وإليها تعود بالكمال فهو ذات الله العليا وشجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى، من عرفها لم يشق، ومن جهلها ضل سعيه وغوى .———–))))))))))))ـفقال السائل: يا مولاي وما العقل؟
قال: العقل جوهر دراك محيط بالاشياء من جميع جهاتها، عارف بالشيء قبل كونه، فهو علة الموجودات ونهاية المطالب).،،،،،،،،،،انتهى
———————تذكروا الآن ان الكونداليني هي قوة الحياة، يعني الحية بالذات
ولنرجع لهذا الجزء من الرواية الشريفة من كلام امير المؤمنينـ((((((———–فقال: يا مولاي وما النفس اللاهوتية الملكوتية الكلية؟
فقال:ـ
قوّة لاهوتيّة
جوهرة بسيطة حيّة بالذات
أصلها العقل
منه بدت
وعنه دعت
وإليه دلّت وأشارتوعودتها إليه إذا كملت وشابهته
ومنها بدأت الموجودات
وإليها تعود بالكمال
فهو ذات الله العليا
وشجرة طوبى
وسدرة المنتهى
وجنة المأوى
من عرفها لم يشق، ومن جهلها ضل سعيه وغوى .———–))))))))))))ـ
فالكلام عن الكونداليني هو الكلام عن جنة المأوى وعن سدرة المنتهى وعن شجرة طوبى وعن ذات الله العلياوعندما يكون الكلام عن هذه المعاني فلا بد للكلام ان يكون معقد وغير بسيط
فعندما يكون الكلام عن الشجرة المباركة وزيتها الذي يكاد يضيئ ولو لم تمسسه نار لا بد للكلام ان يكون صعب وليس بسيط
ومن الطبيعي أن لا يكون الكلام حينها سهل ويسير وقد تختلط المعاني والكلمات والمفاهيم خلال رحلة بحث الباحث عن مفهوم القوّة اللاهوتيّة الجوهرة البسيطة الحيّة بالذات التي أصلها العقل
فهو المفهوم الاصعب على الإطلاق في هذا الوجود
والذي على معرفته وفهمه دارت القرون السابقة
والذي ستدور جميع القرون اللحقة كذلك حول محاولة فهمه ومعرفته
فـ من عرفها لم يشق، ومن جهلها ضل سعيه وغوى
وهذه القوّة اللاهوتيّة الجوهرة البسيطة الحيّة بالذات التي أصلها العقل
يقول أمير المؤمنين عليه السلام انها أحد أهم أجزاء النفس الانسانية
فهي نفس بالنفوس ومع النفوس
وروح بالاروح ومع الأرواح
وإسم بالاسماء ومع الأسماء
وجسد بالاجساد ومع الأجساد
ذكرها مع الذاكرين
بل هي أصل الذاكرين ،، هي أصل كل الذاكرين ،، لأن منها بدأت الموجودات وإليها ستعود بالكمال،
فبداية الخلق كلهم يبدء من تلك الجوهرة الحية بالذات
وَاِيابُ جميع الْخَلْقِ سيكون اِلَيْها
وَحِسابُهُمْ أيضا سيكون عليها
وَفَصْلُ الْخِطابِ في أمرهم عند الحساب سيكون أيضا لها
هذه القوّة اللاهوتيّة الجوهرة البسيطة الحيّة بالذات التي أصلها العقل
هي قوة إلهية منطوية بالجميع، أو مكنونة بالجميع كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام ،، ومن يريد أن يتصل بها فإنه لا يحتاج الى ان يعبر سبع سماوات خارج وجوده
كل ما عليه هو أن ينزل ويغوص في اعماقه حتى يصل لمرتبة الرؤية الفؤادية وحينها فإنه سيصل لسدرة المنتهى حيث تستقر تلك القوة اللاهوتيّة الجوهرة البسيطة الحيّة بالذات التي أصلها العقل
فهذه الجوهرة البسيطة الحيّة بالذات العقل أو الإسم المكنون مكنون بها
فهو أصل هذه الجوهرة البسيطة الحيّة بالذات
كل إنسان يستطيع أن يعرج الى ربه المكنون في قلبه ،، لكن عليه أن يتعلم أن يتوجه له داخل نفسه، داخل روحه، داخل جوهرته المكنونة في مكنون نفسه الناطقة القدسية
وعليه أن يحطّم كل الاسوار والجدران التي تحيطه بها نفسه الحسيّة الحيوانية لتمنعه من الوصول لمعرفة حقيقته
وعليه أن يتذكر دائما وأبدا أن نفس هذه القوة الالهية هي من ستضع قباله المغريات تلو المغريات لكي يبتعد عنها
فهي تريد من يريدها لذاتها
فهي تريد من يريدها لذاتها لا خوفا منها ولا طمعا بالقدرات التي سيحصل عليها بواسطتها
فالكثيرون جدا عندما يبحثون ويتحدثون عن الكونداليني وعن العين الثالثة تجدهم إنما يبحثون عن كيف يمكنهم أن يسيطروا على هذه الطاقة العظيمة وكيف ينالون القوى الخارقة من سيطرتهم على قوة الكونداليني والعين الثالثة
انهم يبحثون عن السراب
فمن ذاك الذي يمكنه أن يسيطر على نور الله؟ـ
انهم يجرون خلف السراب ولن يصلوا لذلك أبدا
نعم بعض الناس وصلوا لتلك القوى التي يستطيعون بها ان يفعلوا ما يشاؤون، لكنهم لا يفعلون بها جميع ما يشاؤون
فالقدرة موجودة بهم لكنهم لا يفكرون باستعمالها
تماما كنبينا إبراهيم على نبينا وآله وعليه وعلى آله السلام،، فهو كان قد وصل فعلا للحد الذي ستخدمه تلك القوة اللاهوتية المنطوية به ما لو انه شاء ذلك، لكنه لم يكن يعرف بذلك، فأراه ربه حيت سأله لكي يطمئن انك قد وصل لذلك الامر فعلا ولا تحتاج سوى لأن تشاء ،، اذبح الطيور وافرمها واعجنها ووزع لحومها على رؤوس الجبال ثم ادعهن وسيأتونك سعيا،، لأنك يا ابراهيم قد وصلت فعلا للحد الذي ستخدمك به قوة الحياة، وبعد ذلك ربما لم يستخدم ابراهيم على نبينا وآله وعليه وآله السلام هذه القدرة سوى مرة واحدة او مرتين
ومن وصل لهذه المرتبة بعد جهد جهيد بعد ألف كرة وكرة في جهنم وأراد ان يستخدمها لأغراض شريرة فستخذله تلك القوة الالهية اللاهوتية وسيصبح مثله كمثل الكلب
وربما سيجب عليه ان يعود ليكر الفين حياة أخرى لكي يصل مرة أخرى لهذه المرتبة العالية
فالكونداليني هي شجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى وهي شجرة الخلد ،، ومن سيصل لمعرفتها سيصل لملك لا يبلى
فـ
من عرفها لم يشق، ومن جهلها ضل سعيه وغوى
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
- The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.