- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 1 week ago by .
-
Topic
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالكونداليني هو روح أجزاء الميركابا الثلاثة ، وهو رابعهم
والعقل او الاسم المكنون هو خامسهم والمكنون بهم جميعهمهذا الموضوع كنت قد كتبته سابقا وأعيد كتابته من جديد مع بعض التعديلات البسيطة لعلاقته الوثيقة بما كتبته في المواضيع السابقة عن الاسم المكنون وعن الميركابا وعن علاقته بمفهوم الولاية التكوينية لأهل البيت عليهم السلام في رواياتهم عليهم السلام
بربط مضامين تلك الروايات الشريفة مع مفهوم الكونداليني والميركابا المعروفان تقريبا عند جميع الاديان والامم السابقة بأسماء مختلفة وتتناوله فروع واشكال الهندسة المقدسة المختلفة بالتفصيل والتبجيل والاحترام حالها بذلك حال جميع الاديان والامم الحالية والسابقة أيضا
سيتضح لنا أن الدين الاسلامي حاله حال بقية الاديان يدور في معانيه ومفاهيمه التي جاء بها حول نفس تلك المعاني والمفاهيم التي دارت عليها بقية الاديان في الأمم الحالية والسابقة
وكما انقسم أتباع بقية الاديان لعدة اقسام ومذاهب بسبب بعد وقرب فهمهم لهذه الحقائق التكوينية
انقسم اتباع الدين الاسلامي كذلك لعدة فرق ومذاهب لنفس هذا السبب
ففهم هذه الحقائق التكوينية الغيبية وتصديقها هو أمر صعب مستصعب أملس أجرد لا يحتملها الغالبية العظمى من الناس ولا يمكنهم أن يستوعبوها
لأن فهمها واستيعابها كما هي هي يحتاج منك لحياة كاملة تخصصها لهذا الامر فقط
يعني يحتاج منك ان تنذر حياتك لهذا الامر
لكن لكي تقرر أن تنذر حياتك له يجب أن تكون قبل ذلك قد آمنت به بشكل إجمالي يدفعك لان تنذر حياتك كاملة لفهمه بشكل تفصيلي
لن اطيل اكثر من ذلك بالمقدمة
اليوم سأتكلم قليلا عن الميركابا
فيبدو أن حديثي عنها قد أثار حفيظة بعض الإخوة الكرام
ويوجد منهم من طلب مني أن لا أستعمل رمز الميركابا لصورتي الشخصية
وسبب طلبه كان ان اليهود يستعملونه فيجب علينا ان نتجنب استعماله
وهذا له حديث آخر
المهم .. سأتكلم عنها قليلا من خبرتي بها وفهمي لها
بعد ذلك سأقتبس مقطع قصير من كتاب “الدليل الداخلي لمصر” ـ
يتكلم مؤلفه به عن الميركابا ويصفها بشكل عام
(طبعا هذا حسب فهمي الشخصي لما كان يتكلم هو عنه)
وسأقوم أخيرا بإيراد رواية عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
ولن أعلق عليها
بل سأترك للقارئ أن يبحث عن وجه الشبه بين المقطع المقتبس من الكتاب
وبين مقاطع وعبارات الرواية الشريفة.ـ
.
.
.يتكون الإنسان الذي يعيش على سطح الأرض من:ـ
بدن مادي
ونفس حسية حيوانية
ونفس ناطقة قدسية
ونفس كلّية إلهية
وتلك الأجزاء الأربعة ثلاثة منها تتصل بثلاث أنفس عليا
فكل نفس من تلك الأنفس الثلاثة تتصل بنفس عليا واحدة وتُعتبر بالنسبة لها هي روحها التي تكتسب حياتها ووجودها منها وبفضلها
أمّا الجزء الرابع فهو منطوي بجميع الأجزاء الثلاثة السابقة
وبلفظ آخر فإن تلك النفس الكلّيّة الالهيّة منطوية بكل الوجود
ـ1- النفس النامية النباتية ، أو البدن
وهذه النفس تُعتبر الأرض هي روحها ونفسها العليا
ولذلك فهي تعتمد عليها كليا في بقائها وحصولها على الطاقة والغذاء المناسب لنموها وصحتها
ـ2- النفس الحسيّة الحيوانية
وهي النفس التي يصفها أمير المؤمنين بأنها قوة فلكية وحرارة غريزية
أصلها الافلاك
بدو ايجادها عند الولادة الجسمانيةفعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية
.فهذه النفس مصدرها ليس من الأرض
وهي ليست مادية متكثفة كما هو البدن المادي
وصفة هذه النفس وحقيقتها هي أنها قوة فلكية وحرارة غريزية أصلها الأفلاك
يعني أن هذه القوة تأتي من خارج كوكب الأرض
وغالبا هي تاتي من كوكب آخر
أو من فلك آخر
((وهذا ربما يفسر لنا سبب ارتباطنا بالابراج والافلاك))
المهم // إنها حرارة غريزية
ويمكننا أن نشبه هذه الحرارة الغريزية بشعاع ليزري طاقوي حي غير مرئي ينزل من كوكب قريب او بعيد أو حتى من الشمس
هذه القوة الفلكية والحرارة الغريزية تحمل بداخلها تلك الغرائز المسؤولة عن الأفعال التالية:ـ
الحياة
والحركة
والظلم
والغشم
والغلبة
واكتساب الاموال
والشهوات الدنيويةوهذه النفس الحسيّة الحيوانية هي نفسها ذلك الجزء الذي حصل إبليس على الرخصة الإلهية والتأييد بالعزة الإلهية أيضا لكي يتسلط عليه تكوينيا
وهذا يتضح لنا جليا ان القينا نظرة أخرى على أفعال تلك النفس
وهي الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية
أختصارا يمكننا القول أن النفس الحسيّة الحيوانية هي التي سيستطيع الانسان أن يقول بها :ـ
أنااااااا
هذه النفس هي الأناااااااااااا الدنيوية المقابلة للـ”هو” المتمثلة بالنفس الناطقة القدسية
ومنها سيتضح لنا انها ستكون في عالم الخلق
هي ملعب إبليس وساحة حربه الخلفية هو وجنوده ضد
وزير العقل وجنوده
أو وزير الـ”هو” وجنوده
يمكننا أن نصيغ ما قلناه سابقا بشكل اجمالي ونقول أن :ـ
النفس الناطقة القدسية تمثّل الـ”هو”ـ
والنفس الحسية الحيوانية تمثّل الـ”أنا”ـ
وأن
النفس الناطقة القدسية تمثّل العقل
والنفس الحسية الحيوانية تمثّل الجهل
وأن النفس الناطقة القدسية تمثّل الجنة
والنفس الحسية الحيوانية تمثّل النار
فالانسان عبارة عن كون صغير
تنطوي به نفس وجميع تلك القوى الالهية التي تحكم وتدير الكون كلّه بكل موجوداته من خارجها وداخلها
وذلك من خلال إنطوائها بكل ذرة من ذرات الوجود
وبهذا
فإن النفس الكلية الإلهية التي تحكم وتدير العالم كله من داخل كل ذرة من ذراته
هي نفسها
الموجودة مع كل انسان
والمنطوية في كل نفس من انفسه الثلاثة الأخرى
نستطيع أن نقول أن هذه النفس الرابعة
والمنطوية بالأنفس الثلاثة
والتي صفتها أنها
قوة لاهوتية
جوهرة بسيطة
حية بالذات
وأصلها العقل
ومنه بدت
وعنه دعت
وإليه دلت وأشارت
وعودتها إليه إذا كملت وشابهته
ومنها بدأت الموجودات
وإليها تعود بالكمال
فهو ذات الله العليا
وشجرة طوبى
وسدرة المنتهى
وجنة المأوىمن عرفها لم يشق
ومن جهلها ضل سعيه وغوى .ـنستطيع أن نقول مطمئنين أنها هي نفسها
ذلك الإسم الذي هو بالحروف غير منعوت
وباللفظ غير منطق
وبالشخص غير مجسد
وبالتشبيه غير موصوف
وباللون غير مصبوغ
منفي عنه الاقطار
مبعد عنه الحدود
محجوب عنه حس كل متوهم
مستتر غير مستوروأنه كما ينطوي هذا الإسم بالكلمة التامة
فإن
هذه النفس الكلية الإلهية منطوية أيضا بالانفس الثلاثة
وتلك الأنفس الثلاثة لكل إنسان
((النباتية+الحيوانية+القدسية))=((مر+كا+با))
تشكّل مع بعضها البعض كلمة تامة أو هي مشروع كلمة تسعى لكمالها ولأن تكون تامة وهي ذلك الانسان
.
ـ4ـ أما النفس الموصوفة بذات الله العليا
وشجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى
فإنها تنطوي داخل كل إنسان
أو تنطوي داخل كل كلمة تامة أو مشروع الكلمة التامة
.فلقد تبين لنا الآن انهما يؤديان لنفس المعنى
فكل إنسان هو عبارة عن كلمة تامة واحدة
ويتكوّن من ثلاثة أسماء متداخلة ومتشابكة
واسم رابع ينطوي بها ثلاثتها
الخلاصة في معنى الميركابا هي:ـ
أنها الكلمة التامة التي تنطوي بها شجرة طوبى
.ما هي شجرة طوبى؟
أنها شجرة الحياة ، وإنها الكونداليني التي تسري بها
عندما ننظر لرسم شجرة حياة الكابالا
او لرسم شجرة الحياة عند مختلف الامم
فإننا سننظر حينها لفهمهم لشجرة طوبى وسدرة المنتهى وذات الله العليا
.ولا بأس ان نورد هنا هذه الرواية الشريفة لكي يتضّح لنا بعد ذلك ما سنقوله
.
.ـ((((((عن أبي عبدالله عليه السلام قال :ـ
إن الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد، وبالتشبيه غير موصوف، وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور
فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معا ليس منها واحد قبل الآخر
فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها، وحجب واحدا منها، وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة التي اظهرت
فالظاهر هو ” الله وتبارك وسبحان”ـ
لكل اسم من هذه أربعة أركان فذلك اثني عشر ركنا
ثم خلق لكل ركن منها ثلاثين اسما فعلا منسوبا إليهافهو الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، الخالق، البارئ، المصور، الحي، القيوم، لاتأخذه سنة ولانوم، العليم، الخبير، السميع، البصير، الحكيم، العزيز، الجبار، المتكبر، العلي، العظيم، المقتدر، القادر، السلام، المؤمن، المهيمن، البارئ المنشئ، البديع، الرفيع، الجليل، الكريم، الرازق، المحيي، المميت، الباعث، الوارث
فهذه الاسماء وما كان من الاسماء الحسنى حتى تتم ثلاث مائة وستين اسما فهي نسبة لهذه الاسماء الثلاثة
وهذه الاسماء الثلاثة أركان وحجب للاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة
وذلك قوله عزوجل : ” قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيّا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى “))))))ـ
.
.
.قبل قليل قلنا أن الانسان عبارة عن كون مصغّر من الكون الكبير
كون صغير تنطوي به وتخدمه نفس وجميع تلك القوى الالهية الكونية التي تخدم الكون الكبير وتنطوي به
هذه القوى الالهية الكونية الاولى جاء الرمز اليها وتم ذكرها في الروايات الشريفة المروية عن أهل بيت العصمة سلام الله عليهم باشكال متعددة كثيرة
ذكروها مرة صراحة ومرات اخرى كثيرة بالرمز
ومن تلك الروايات التي جاء وصفها بها رمزا هي رواية جنود العقل والجهل
والتي سنأتي اليها في مرة أخرى ان شاء الله
النتيجة هي أن
كل نفس ناطقة قدسية تنزل لتعيش على هذه الارض تجربة مادية يجب أن تكون مركّبة مع نفسين أخريتين
نامية نباتية
وحسّيّة حيوانيّةفبهما فقط ستستطيع النفس الناطقة القدسية أن تعيش على الأرض تجربة ماديّة
وبواسطتهما ستستطيع ان ترى نفسها وأن تقول أنااااا
النفس الحسية االحيوانية يوجد بها قوى دافعة للفعل عبرت عنها الروايات بإسم جنود الجهل أو جنود الأنا
وكلّما التفت الإنسان لأنااااه وجنودها أكثر
كلما زاد تعلقه بالارض وخلد لها
وحينها فإنه وبسبب تعلقه بها وخلوده للارض ومتعها فإنه بعد الموت سيعود لها بسبب شوقه لمتعها مرة أخرى وأخرى وأخرى
وهذه هي مهمة إبليس ورجله وجنوده والتي أوكلها رب العالمين لهم
فمهمتهم هي أن يزيّنوا هذه الأرض لمن سينزل عليها بتجربة مادية
وبنفس الوقت يملؤوها بالفتن والمشاكل فيشغلوا الانسان بكل طريقة ممكنة عن التفكير بالهروب منها فيكون الفرار منها حينها مهمة شبه مستحيلة
وأن يُنسوا الانسان بنفس الوقت أن له نفس ناطقة قدسية تتوق للرجوع الى موطنها عند ربها بشكل نهائي مطمئنة وراضية مرضيّة
فالدنيا هي أولا واخيرا وكما كنّا نقول عنها دائما انها هي جهنم ونحن وقودها
.
.ـ3- أما النفس الناطقة القدسية
فمن صفاتها المذكورة بالرواية يتضح لنا منها جليا اننا
لن نستطيع معها لوحدها ان نعيش يوم واحد على هذه الأرض
فهذه النفس مقرها
العلوم الحقيقية الدينية
وموادها التأييدات العقلية
وفعلها المعارف الربانيةاختصارا فإن هذه النفس تنفع للمعيشة فقط في السماء
أو في الجنة فقطوحين تنزل للارض لتعيش تجربة ماديّة فإنها لو حصلت على الفرصة المناسبة فإن همّها الوحيد سيكون من حينها هو كيف ترجع للسماء
.
.
.الانسان بكل اجزائه هو الميركابا بكل اجزائها:ـ
حتى الآن وصلنا في الكلام الى ان الإنسان هو:ـ
كلمة تامة
يتكون من ثلاثة أجزاء ظاهرة
والجزء المرئي لنا من تلك الأجزاء الثلاثة حاليا
هو البدن المادي فقط
أما النفس الحسيّة الحيوانية
والنفس الناطقة القدسية
والنفس الكلّية الإلهيةفتلك الأجزاء تعتبر أجزاء غير مرئية للعين المجردة
والميركابا حسب فهمي لها هي مجموع تلك الأجزاء الأربعة:ـ
ـ1- البدن
ـ2- النفس الحسية الحيوانية
ـ3- والنفس الناطقة القدسية
ـ 4ـ والنفس الكلّية الإلهية المنطوية بالجميع
ـ((رقم تسعة الخفي ومظاهره الثمانية))ـ
ـ
.
.نأتي الآن للإسم ميركابا والذي قلنا انه هو نفس الكلمة التامة
ونحاول بداية أن نفهم هل ان هذا الاسم كما هو شائع بين الناس هو كلمة يهودية الأصل أم لا
والجواب هو:ـ
كلا ،، إنها كلمة مصرية قديمة جدا
وهي كلمة واحدة متكونة مثلاثة أسماء أو ثلاثة مقاطع ،، وهي:ـ
ـ1- “مر”ـ
ـ2- “كا”ـ
ـ3- “با”ـ
الاقتباس القصير التالي هو من كتاب الدليل الداخلي لمصر
وحسب فهمي لما كتبه الكاتب في هذا الكتاب من الافكار والوصف فإن مصر هنا في عنوان هذا الكتاب يقصد الكاتب بها “الكلمة التامة” ـ
حيث أن الكاتب يعتقد أن الـ”نترو” حكام مصر ومؤسسيها الاوائل
كانوا قد بنوا مصر من منبع نيلها الى دلتاها على هيئة وهندسة الكلمة التامة بأسمائها الثلاثة
وكانوا هم الاسم الرابع الذي سكنوها وعمروها (فهم تجليات الاسم المكنون أو تجليات النترو في عالم الخلق)ـ
والكاتب يصف بهذا الكتاب كيف يمكننا أن نستعين بإحدى تلك القوى الداخلية المنطوية في كل إنسان
والتي تجسدت في ذلك الزمان بشخصية الأمير “خا – ام – واست”ـ صاحب سفينة الابحار
الكاتب يصف لنا بهذا الكتاب تلك الرحلة الباطنية في مصر (الكلمة التامة)ـ
والتي سيرافقنا بها الأمير “خا – ام – واست” بسفينته ليشرح لنا خفايا وأركان الكلمة التامة وأسمائها الثلاثة الظاهرة
حقيقة الـ”نترو” تلك القوى الالهية الكونية المنطوية في تلك الاسماء الثلاثة
.
.
.
بداية الإقتباسـ(((((تخیل أن “كا” (الجسم الأثیرى) الأمیر “خا – ام – واست” أتت عبر الباب الوھمى، وأنه یلمس صدرك بعصا الواس التى یمسكھا بیده .ـ
علیك ان تتمھل قلیلا، وتدع الفرصة للطاقة أن تنتقل منه الیك والعكس، من خلال عصا الواس .
قبل البدأ بالمرحلة التالیة فى الرحلة والتى ستنتقل فیھا الى مدینة “منف” (ممفیس)، علیك أولا ان تعى أن جوھرك الروحى ینقسم الى قسمین رئیسیین (حسب الفكر الدینى المصرى القدیم)،ـ
وھما ال “كا”، وال “با”ـ
(Ka & Ba)بالاضافة الى أقسام أو أجسام أخرى یصل عددھا الى تسعة أجسام .ـ
سنتعرف على الـ”كا” والـ”با” بتفصیل أكثر عندما نزور مدینة ھرموبولیس (الأشمونیین) .ـ
و یمكننا الآن أن نلخص مفھوم الـ”كا” والـ”با” بأنھما قوى ما ورائیة تحرّك الجسم المادى،ـ
كل واحدة منھما تنتمى لعالم ما ورائى، وھى قوى تتداخل مع بعضھا البعض ومع الجسم المادى فى علاقة احتواء .ـ
بمعنى آخر، یمكننا ان نتخیل الجسد المادى والـ”كا” والـ”با” كمجموعة من العرائس الخشبیة الروسیة و التى توضع الواحدة داخل الأخرى، بحیث اذا فتحت واحدة، وجدت الأخرى داخلھا، وھكذا
فاذا بدأنا بالجسم المادى وفتحناه، سنجد بداخله الـ”كا”، واذا فتحنا الـ”كا” سنجد بداخلھا الـ”با” .ـ
عند الموت، یبدأ الجسم المادى فى التحلل الى عناصره الأولیة، بینما تنفصل عنه الـ”كا” (الجسم النجمى/الأثیرى)، وتنتقل الى العالم السفلى (الدوات)، فیتحول معھا الوعى من العالم المادى الى الوعى النجمى/الباطنى (العقل الباطن) .ـ
و عندھا یبدأ العقل الباطن فى اجترار ذكریاته فى الحیاة الدنیا كلھا، ویرى كل ما فعلته یداه، و ھو ما یطلق علیه أحیانا محاكمة النفس .ـ
و بعد فترة من الزمن، قلّت أو كثرت ( مع الأخذ فى الاعتبار أن الزمن نسبى)ـ
تبدأ الـ”كا” ھى الأخرى فى التحلل،ـ
وتنفصل عنھا الـ”با” التى كانت تسكنھا (كما كانت الـ”كا” تسكن الجسم المادى)ـ
و ینتقل معھا الوعى من العالم النجمى/السفلى (الدوات) الى العالم “السماوى/السببى/الروحى”،ـ
و ھذ ھو ما یطلق علیه الموت الثانى .ـ
الـ”كا” لیست خالدة،ـ
وانما ھى “برزخیة / مؤقتة لأنھا تنتمى لعالم برزخى ھو الدوات (العالم النجمى/السفلى) .ـ
بعد الموت الثانى تتحرر الـ”با” (الروح) من تأثیر الـ”كا”،ـ
وتنتقل لتحیا فى عالم النترو (الكیانات الالھیة) .ـ
و بعد فترة أخرى من الزمن ( الذى ھو بطبیعته نسبى)ـ
یمكن للـ”با” أن تتخذ قرارا بأن تعید التجسد فى العالم المادى مرة أخرى
وھى فكرة كانت موجودة ومقبولة فى معظم حضارات العالم القدیم .ـ
.
فى مصر القدیمة، كانت العلاقة بین الجسد المادى والـ”كا” والـ”با” علاقة متشابكة .
فقد رأى الكھنة أن تحلل الجسد المادى یجب أن یسبق تحلل الـ”كا” .ـ
وھذا یعنى أن الجسد المادى طالما ظل محفوظا (بالتحنیط) فان الـ”كا” ستبقى حیّة فى الدوات ( العالم النجمى/السفلى) .ـ
اذن التحنیط ھو وسیلة لمنع حدوث الموت الثانى، أو تأجیله لأبعد زمن ممكن .ـ
والھدف وراء ذلك ھو منح الانسان الفرصة لیكمل رسالته التى بدأھا فى الحیاة الدنیا، وخصوصا اذا كان یقوم بدور المرشد الروحى .ـ
لذلك نجد أن أھم الشخصیات التى یتم تحنیطھا ھم الملك وكبار الكھنة .ـ
ولنأخذ ھرم الملك زوسر كمثال .ـ
فھو معراج للسماء لیس من أجل الملك فقط، وانما من أجل كل الأرواح .ـ
كانت “كا ” الملك تقوم بدور ھام فى ارشاد الأرواح ومساعدتھا فى تلك الرحلة .ـ
لا یقتصر اتصال “كا” الملك على أرواح الموتى فقط، وانما یمكنھا أن تتصل بالأحیاء أیضا .ـ
یلعب تمثال الـ”كا” والباب الوھمى دورا رئیسیا فى استحضار “كا ” المتوفى من العالم الآخر لتأتى و تتصل بأرواح الأحیاء فى ھذا العالم .ـ
كما تلعب الطقوس الدینیة أیضا دورا فى الاتصال بأرواح المبجلین (كالملوك والحكماء مثل ایمحوتب وأمنحتب ابن حابو).ـ
————–
حرص المصرى القدیم اشد الحرص على اقامة الصلة بین عالم المادة الذى یعیش فیه وبین العوالم الأخرى الماورائیة .ـ
ربما لأن ذاكرته الروحانیة كانت لا تزال تحتفظ بحدث السقوط من عالم الروح الى عالم المادة، فأراد المصرى القدیم أن یقرب المسافات ویبقى العلاقة قائمة بالأصل الذى أتى منه وھو العالم السماوى .ـ
للانسان أجسام أخرى بخلاف الـ”كا”، یصل عددھا الى تسعة أجسام (وسنتناولھا بالتفصیل فیما بعد)، ولكن ما یھمنا الآن ھو الـ”كا”.ـ
الـ”كا” تسكن كل شئ،ـ
وكل الأشیاء ھى جزء من “كا” بتاح .ـ
و عندما یقوم الانسان بتجارب خارج الجسد، كالاسقاط النجمى والطرح الروحى، فانه یستخدم الـ “كا ” (الجسم النجمى / الأثیرى) .ـ
تخیل أنك تقف ھنا فى السیرابیوم، وسط عجول أبیس
وأن الأمیر “خا – ام – واست” یلمس قلبك بعصا الواس التى یحملھا فى یده
لیكشف لك من الأسرار حول طبیعة العقل الباطن والجسم النجمى .ـ
وھو فى الحقیقة لا یخبرك بشئ جدید، وانما ھو فقط یحفّزك لتتذكر المعرفة الروحانیة التى كنت تمتلكھا من قبل ونسیتھا بمرور الزمن .ـ
و لو أن “خا – ام – واست” ضغط بعصاه فوق القلب بقوة اكثر، ستلمس عصاه الغدة الصماء التى تقع فوق القلب، وفوق الشقرة التى تعرف فى الفلسفة الھندیة باسم “آناھاتا”. )))))))))))) ……….. إنتهى الإقتباس
.
.
.وهذه هي الرواية التي قلت في البداية أنني سأختم الحديث بها واترك لكم بعد ذلك المقارنة بين مضمونها وبين مضمون ما جاء في الاقتباس من كلمات ومعاني
.
.
.
روي (ان أعرابيا سأل امير المؤمنين عليه السلام عن النفس فقال له عن اي نفس تسأل؟فقال: يا مولاي هل النفس أنفس عديدة؟
فقال عليه السلام: نعم نفس نامية نباتية، ونفس حسية حيوانية، ونفس ناطقة قدسية، ونفس إلهية ملكوتية كلية.
قال: يا مولاي ما النامية النباتية؟
قال: قوة أصلها الطبايع الاربع
بدو إيجادها مسقط النطفة،
مقرها الكبد،
مادتها من لطايف الأغذية،
فعلها النمو والزيادة،وسبب فراقها اختلاف المتولدات
فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة.
فقال: يا مولاي وما النفس الحسية الحيوانية؟
قال: قوة فلكية وحرارة غريزية
أصلها الافلاك
بدو ايجادها عند الولادة الجسمانيةفعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية
مقرها القلب
سبب فراقها اختلاف المتولداتفاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة
فتعدم صورتها
ويبطل فعلها ووجودها
ويضمحل تركيبها.ـفقال: يا مولاي وما النفس الناطقة القدسية؟
قال: قوة لاهوتية
بدو ايجادها عند الولادة الدنيوية
مقرها العلوم الحقيقية الدينية
موادها التأييدات العقلية
فعلها المعارف الربانية
سبب فراقها تحلل الآلات الجسمانية
فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت
عود مجاورة
لا عود ممازجة.ـفقال: يا مولاي وما النفس اللاهوتية الملكوتية الكلية؟
فقال: قوة لاهوتية
جوهرة بسيطة حية بالذات
أصلها العقل
منه بدت
وعنه دعت
وإليه دلت وأشارتوعودتها إليه إذا كملت وشابهته
ومنها بدأت الموجودات
وإليها تعود بالكمالفهو ذات الله العليا
وشجرة طوبى
وسدرة المنتهى
وجنة المأوىمن عرفها لم يشق
ومن جهلها ضل سعيه وغوى .ـ
فقال السائل: يا مولاي وما العقل؟
قال: العقل جوهر درّاك
محيط بالاشياء من جميع جهاتها
عارف بالشيء قبل كونه
فهو علة الموجودات ونهاية المطالب)…..انتهى
وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الابرار
- The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.