التوحيد في الصفات

  • Creator
    Topic
  • #565
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,178

    التوحيد في الصفات/
    كتبه السيد أحمد الموسوي

    إن من مراتب التوحيد؛ التوحيد في الصفات!
    فما هو؟
    التوحيد في الصفات يكون في صفات الذات الإلهيّة.
    نحن نعتقد أنّ الله تعالى موصوف بكلّ الصفات الكمالية، وأنّ العقلَ والوحيَ معاً يَدُلاّن على وجودِ هذه الكمالات في الذات الإلهيّة المقدسة. وعلى هذا الأساس فإنّ الله عالمٌ، قادرٌ، حيٌّ، سميعٌ، بصيرٌ وغيرها من الصفات.

    وهذه الصفات تتفاوت فيما بينها من حيث المفهوم، فما نفهمه من لفظة “عالِم” غير ما نفهمه من لفظة: “قادر”.
    ولكن النقطة الجديرة بالذكر هنا هو أنّ هذه الصفات كما هي متغايرة من حيث المفهوم هل هي في الواقع الخارجيّ متغايرة أم متحدة؟

    وبتعبير أخر: إنّ الذات الإلهيّة في عين بساطتها، واجدةٌ لجميع هذه الكمالات، لا أنّ بعض الذات الإلهيّة “عِلم” وبعضها الآخر “قُدرة” والقسم الثالث هو “الحياة” بل هو سبحانه، كما يقول المحقّقون:
    علمٌ كلُّه وقدرةٌ كلّهُ وحياةٌ كلهُ.
    وعلى هذا الأساس فإنّ الصفاتِ الذاتية للهِ تعالى، مع كونها قديمةً وأزليةً فهي في نفس الوقت عين ذاته سبحانه لا غيرها.

    وأمّا ما يقولهُ فريقٌ من أنّ الصفات الإلهيّة قديمةٌ وأزليةٌ ولكنها زائدةٌ على الذات غير صحيح، لأنّ هذه النظرة تنبع في الحقيقة من تشبيه صفات الله بصفات الإنسان وحيث إنّ صفات الإنسان زائدةٌ على ذاته فقَد تصوَّروا أنّها بالنسبة إلى الله كذلك.
    باختصار إن صفاته هي عين ذاته.

    يقول الإمام جعفر الصادق (صلوات الله تعالى وسلامه عليه):
    “لم يَزلِ اللهُ – جلّ وعزّ – ربُّنا والعلمُ ذاتُه ولا معلومَ، والسَمعُ ذاتُه ولا مسموعَ، والبَصَرُ ذاتُه ولا مُبْصَرَ، والقدرةُ ذاتُه ولا مقدورَ”

    ويقول الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله تعالى وسلامه عليه):
    “وكمالُ الإخلاصِ له نفي الصفاتِ عنه، لشهادة كلِّ صفَةٍ أنّها غيرُ الموصوف، وشهادةِ كلّ موصوفٍ أنّه غير الصفة”وهنا الإمام عليه السلام يريد ان ينهانا عن نفي الصفات عنهُ اذ لو اننا نفينا عنه صفة معينة لم نخلص له في التوحيد ، فالبعض لا يفهم الحديث جيداً.
    لأن الامام عليه السلام قال:
    لشهادة كل صفة انها غير الموصوف وشهادة كل موصوف انه غير الصفة.

  • You must be logged in to reply to this topic.