- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 2 weeks ago by .
-
Topic
-
اللَّهُمُّ صِلٍّ عَلَى مُحَمَّدٌ وَآلَ مُحَمَّدُ وَعِجْلُ الْفُرَجِ الْمُقَدِّسِ
بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ أَوَّلَ مَحْمُودٍ وَ آخِرَ مَعْبُودٍ وَ أَقْرَبَ مَوْجُودٍ…
الْبَدِيءِ بِلَا مَعْلُومٍ لِأَزَلِيَّتِهِ وَ لَا آخِرٍ لِأَوَّلِيَّتِهِ…
وَ الْكَائِنِ قَبْلَ الْكَوْنِ بِغَيْرِ كِيَانٍ وَ الْمَوْجُودِ فِي كُلِّ مَكَانٍ بِغَيْرِ عِيَانٍ وَ الْقَرِيبِ مِنْ كُلِّ نَجْوَى بِغَيْرِ تَدَانٍ…
عَلَنَتْ عِنْدَهُ الْغُيُوبُ وَ ضَلَّتْ فِي عَظَمَتِهِ الْقُلُوبُ فَلَا الْأَبْصَارُ تُدْرِكُ عَظَمَتَهُ وَ لَا الْقُلُوبُ عَلَى احْتِجَابِهِ تُنْكِرُ مَعْرِفَتَهُ…
تَمَثَّلَ فِي الْقُلُوبِ بِغَيْرِ مِثَالٍ تَحُدُّهُ الْأَوْهَامُ أَوْ تُدْرِكُهُ الْأَحْلَامُ…
ثُمَّ جَعَلَ مِنْ نَفْسِهِ دَلِيلًا عَلَى تَكَبُّرِهِ عَنِ الضِّدِ وَ النِّدِّ وَ الشَّكْلِ وَ الْمِثْلِ…
فَالْوَحْدَانِيَّةُ آيَةُ الرُّبُوبِيَّةِ وَ الْمَوْتُ الْآتِي عَلَى خَلْقِهِ مُخْبِرٌ عَنْ خَلْقِهِ وَ قُدْرَتِهِ…
ثُمَّ خَلَقَهُمْ مِنْ نُطْفَةٍ وَ لَمْ يَكُونُوا شَيْئاً دَلِيلٌ عَلَى إِعَادَتِهِمْ خَلْقاً جَدِيداً بَعْدَ فَنَائِهِمْ كَمَا خَلَقَهُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ…
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الَّذِي لَمْ يَضُرَّهُ بِالْمَعْصِيَةِ الْمُتَكَبِّرُونَ وَ لَمْ يَنْفَعْهُ بِالطَّاعَةِ الْمُتَعَبِّدُونَ…
الْحَلِيمِ عَلَى الْجَبَابِرَةِ الْمُدَّعِينَ وَ الْمُمْهِلِ الزَّاعِمِينَ لَهُ شَرِيكاً فِي مَلَكُوتِهِ الدَّائِمِ فِي سُلْطَانِهِ بِغَيْرِ أَمَدٍ- وَ الْبَاقِي فِي مُلْكِهِ بَعْدَ انْقِضَاءِ الْأَبَدِ وَ الْفَرْدِ الْوَاحِدِ الصَّمَدِ وَ الْمُتَكَبِّرِ عَنِ الصَّاحِبَةِ وَ الْوَلَدِ…
رَافِعِ السَّمَاءِ بِغَيْرِ عَمَدٍ وَ مُجْرِي السَّحَابِ بِغَيْرِ صَفَدٍ قَاهِرِ الْخَلْقِ بِغَيْرِ عَدَدٍ لَكِنَّ اللَّهَ الْأَحَدُ الْفَرْدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ…
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَخْلُ مِنْ فَضْلِهِ الْمُقِيمُونَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ وَ لَمْ يُجَازِهِ لِأَصْغَرِ نِعَمِهِ الْمُجْتَهِدُونَ فِي طَاعَتِهِ الْغَنِيُّ الَّذِي لَا يَضُنُّ بِرِزْقِهِ عَلَى جَاحِدِهِ وَ لَا يَنْقُصُ عَطَايَاهُ أَرْزَاقُ خَلْقِهِ…
خَالِقُ الْخَلْقِ وَ مُفْنِيهِ وَ مُعِيدُهُ وَ مُبْدِيهِ وَ مُعَافِيهِ عَالِمٌ مَا أَكَنَّتْهُ السَّرَائِرُ وَ أَخْبَتْهُ الضَّمَائِرُ…
وَ اخْتَلَفَتْ بِهِ الْأَلْسُنُ وَ أَنْسَتْهُ الْأَزْمُنُ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَ الْقَيُّومُ الَّذِي لَا يَنَامُ وَ الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَزُولُ وَ الْعَدْلُ الَّذِي لَا يَجُورُ وَ الصَّافِحُ عَنِ الْكَبَائِرِ بِفَضْلِهِ وَ الْمُعَذِّبُ مَنْ عَذَّبَ بِعَدْلِهِ…
لَمْ يَخَفِ الْفَوْتَ فَحَلُمَ وَ عَلِمَ الْفَقْرَ إِلَيْهِ فَرَحِمَ وَ قَالَ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ:
” وَ لَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ”
أَحْمَدُهُ حَمْداً أَسْتَزِيدُهُ فِي نِعْمَتِهِ وَ أَسْتَجِيرُ بِهِ مِنْ نِقْمَتِهِ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ بِالتَّصْدِيقِ لِنَبِيِّهِ الْمُصْطَفَى لِوَحْيِهِ الْمُتَخَيَّرِ لِرِسَالَتِهِ الْمُخْتَصِّ بِشَفَاعَتِهِ الْقَائِمِ بِحَقِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَى النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ الْمَلَائِكَةِ أَجْمَعِينَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً…
إِلَهِي دَرَسَتِ الْآمَالُ وَ تَغَيَّرَتِ الْأَحْوَالُ وَ كَذَبَتِ الْأَلْسُنُ وَ أُخْلِفَتِ الْعِدَةُ إِلَّا عِدَتَكَ فَإِنَّكَ وَعَدْتَ مَغْفِرَةً وَ فَضْلًا…
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِي مِنْ فَضْلِكَ وَ أَعِذْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ…
سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ مَا أَعْظَمَكَ وَ أَحْلَمَكَ وَ أَكْرَمَكَ وَسِعَ بِفَضْلِكَ حِلْمُكَ تَمَرُّدَ الْمُسْتَكْبِرِينَ وَ اسْتَغْرَقَتْ نِعْمَتُكَ شُكْرَ الشَّاكِرِينَ وَ عَظُمَ حِلْمُكَ عَنْ إِحْصَاءِ الْمُحْصِينَ وَ جَلَّ طَوْلُكَ عَنْ وَصْفِ الْوَاصِفِينَ…
كَيْفَ لَوْ لَا فَضْلُكَ حَلُمْتَ عَمَّنْ خَلَقْتَهُ مِنْ نُطْفَةٍ وَ لَمْ يَكُ شَيْئاً فَرَبَّيْتَهُ بِطِيبِ رِزْقِكَ وَ أَنْشَأْتَهُ فِي تَوَاتُرِ نِعْمَتِكَ وَ مَكَّنْتَ لَهُ فِي مِهَادِ أَرْضِكَ وَ دَعَوْتَهُ إِلَى طَاعَتِكَ فَاسْتَنْجَدَ عَلَى عِصْيَانِكَ بِإِحْسَانِكَ وَ جَحَدَكَ وَ عَبَدَ غَيْرَكَ فِي سُلْطَانِكَ…
- You must be logged in to reply to this topic.