الفناء بين الجهل والمعرفة

  • Creator
    Topic
  • #563
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,178

    الفناء
    بين الجهل والمعرفة

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ }

    كثر الحديث من أهل العلم والمعرفة بمفردة الذوبان والفناء بالله تعالى .
    الذوبان والفناء بالذات المقدسة . الفناء . الفناء …..
    والكثير ممن يريد أن يسلك طريق الحق تعالى يصطدم بهذه المفردات وخاصةً الشباب منهم ويتصورها هو الذوبان والفناء بالذات المقدسة يعني أن يذوب ويُفنى وجوده في الذات المقدسة ولا يبقى له وجود أو أثر مادّي ويكون وجوده من وجود الذات المقدسة وهذا يعني أن تكون ذاته كما هي الذات المقدسة للحق تعالى .
    وهذا هو الخطأ الكبير لمن فَهِم ذلك وهو قمة الجهل بعينه وهو الكفر المحض والكثير من هؤلاء من يطلق الكلمات جزافاً من غير معرفة او إدراك
    ( هو لا هو إلا هو ) فهذه الكلمات لها معانٍ ذوقيةٍ عظيمة وليس كما يفهمها من ليس له علم وإدراك معرفي بحقيقتها . فمن غير العلم بماهيتها تكون كفراً محضاً وليس توحيداً .
    ترى فما هو الذوبان والفناء الذي يعنيه أصحاب العلم والمعرفة وإن كان هذا الموضوع يحتاج الى مُقدِّمات كثيرة وأرضية خصبة لبيان المطلب . ولكن الموضوع بإيجاز كي لا يستثقله القرّاء الأعزاء حفظهم الله تعالى .
    فالمطلوب بالذوبان والفناء بالله تعالى هي أن لا ترى في الوجود مؤثراً وفاعلاً وخالقاً وإلهاً غير الله تعالى وذلك بإندكاكك في أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله أي أن لا ترى لفعلك وحركتك أي وجود إلا به ومن خلاله فهو المُحرّك لك الذي يجعلك تتحرك بتجليات أسماءه وصفاته فيكون فعلك فعله فتحمل أسماءه وصفاته فتكون رباني الأسماء والصفات وهذا الإكتساب والتحّول يكون واضحاً على جميع حركاتك وسكناتك ولا يتوهم البعض بأنك إن تحمل تلك الأسماء والصفات الربانية أنك تكون من الذات المقدسة وفيها وأن فناؤك أنهى وجودك وأن لا وجود لك فقد صار وجودك هو الله تعالى والعياذ بالله.
    وحقيقة الذوبان والفناء أن لا يرى أي فعلٍ وأي شئٍ في الوجود إلا ويرى الله تبارك وتعالى فيه ومعه وبه فهو الفياض والمتجلّي وهو الفاعل لكل شئ وهو الخالق لكل شئ وليس له شبيه يُشابهه وعديل يُعادله .
    وصاحب المعرفة بالله تعالى الكاملة يرى أن الله تعالى هو الفاعل الحقيقي لكل شيء والقيوم الحقيقي على كل شيء .

    ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .

    فلنرفع غشاوة الجهل عن عيوننا لكي ندرك الحقائق قبل جهنّم والنيران .

    ( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا
    فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ )

    (( الفقير الأحقر شأناً ))
    السيد لطيف الحسني

  • You must be logged in to reply to this topic.